13
Start
التفوا جميعاً حول طاولة مستطيلة امتلأت بالأطعمة، ترأس السيد كيم الطاولة و على يساره جلس طالبه المفضل
بينما على الرأس الآخر من الطاولة قابلته السيدة يون، والأصغر سناً جلسوا في ثنائيات بترتيب أشرف عليه السيد كيم بنفسه
حركت تشانسوك عينيها مع تشانيول حين وضع الطعام بطبقها الخاص ليبتسم إليها حين لاحظ نظراتها فابتسمت بتوتر قبل أن تلتقط عيدان الطعام خاصتها و أشاحت بنظراتها نحو طبقها
الجد و الجدة كانا يتبادلان الأحاديث بصوتٍ عالٍ مع السيد ايم بينما كيونغسو وسويون كانا يتهامسان بخفوت
جونغ إن كان يتناول طعامه في صمت و بين الحين والآخر يغلق عينيه بقوة، لا يشعر بالراحة بهذه الأجواء خاصة و أن جده قد دفع هانييل لتجلس بجواره إلا أن الأخيرة لم تقم بإزعاجه كما اعتادت أن تفعل
سيهون كان يتناول طعامه في هدوء بينما يُلقي نظرة بين الحين والآخر نحو سوشيل التي بالكاد تتناول من الطعام
و بيكهيون كان يتناول طعامه غير آبه لتلك التي تتناول الطعام بجانبه بإستمتاع و بشراهة كأنه لا يوجد غد
" يبدو أن هيبا تحب الطعام كثيراً"
علّق الجد بينما يضحك فقهقهت هيبا و أجابته بعدما ابتلعت ما بفمها
"انه أفضل شيئ في الحياة"
أومأ الجد بإبتسامة لينظر إلى بيكهيون الذي لم يبدو مُبالياً لما يدور من حوله ثم أدار عينيه بين الآخرين حتى تلاقت نظراته مع تشانيول فابتسم إليه الأخير بمجاملة
و ما إن ابتعدت أعين الجد عنه حرك تشانيول ساقه أسفل الطاولة بحذر حتى ركل قدم بيكهيون بخفة لينظر إليه صديقه
أشار إليه تشانيول بعينيه نحو الجد فحرك بيكهيون عينيه نحو جده ثم أعاد نظراته إلى تشانيول بإستغراب
مسح تشانيول بقبضته أسفل أنفه و هو يشير بعينيه نحو الطعام كي لا يلحظه أحد فضيّق بيكهيون عينيه إلى أن فهم مقصده فرفع حاجبيه تزامناً مع توسيع عينيه بحركة تلقائية
كان الطبق أمام هيبا مليئاً بالفعل فضم بيكهيون شفتيه ثم ابتسم بتوتر ليحمل المزيد من الطعام يضعه بطبقها فنظرت إليه بتفاجؤ وهي تقضم قطعة لحم ثم أشارت له
"أنت لطيف"
فاتسعت ابتسامة بيكهيون بزيف ثم ربت على شعرها لينعقد حاجبي هارين بخفة و أخفضت نظراتها نحو طبقها حيث لم يكن ممتلئاً كخاصة هيبا
"سيهوني"
التفتت لتنظر إليه حيث يجلس بجانبها يتوسطها هي و سوشيل
" ساعدني بتناول اللحم"
برزت سُفليتها بعبوس طفولي فابتسم سيهون ليسحب طبقها يضعه أمامه و قام بتقطيع اللحم إلى شرائح رقيقة ثم حمل قطعة بعيدان الطعام خاصته و قربها من هارين فتناولتها ثم ابتسمت بوسع نحو سيهون
"سيهوني الأفضل"
عقد بيكهيون حاجبيه بخفة لينظر إلى ابنته لكنها تجاهلت النظر نحوه
انتهى الجميع من تناول الطعام و بخطوات ثقيلة كانت هيبا تجر خطواتها نحو الحمام لتغسل يديها
كانت تنظر إلى وجهها بمرآة الحمام تمسح على شعرها بأنامل مبللة تعيد تنظيم خصلاتها حين سمعت صوت إغلاق الباب فجفلت و التفتت لتنظر إلى الفاعل
أخفضت نظراتها نحو هارين التي اتكأت بظهرها ضد باب الحمام عاقدة ذراعيها إلى صدرها و ملامحها الوديعة تحولت إلى أخرى غاضبة مليئة بالشر
قهقهت هيبا بتوتر و أدارت عينيها لتغلق صنبور المياه و التفتت إلى الصغيرة
"ابتعدي عن أبي"
عقدت هيبا حاجبيها لوهلة ثم انفلتت منها قهقهة قصيرة و تكتفت تُقلد الصغرى
"و إن لم أفعل؟"
"سوف تندمين"
رفعت هارين كتفيها ببساطة فضحكت هيبا بسخرية ثم سارت نحو الباب لتربت على رأس هارين و دفعتها كي تخرج من الحمام لتضحك بصخب وهي تهز رأسها إلى الجانبين بعدم تصديق فخرجت هارين خلفها لتعقد حاجبيها بشدة منزعجة من الأخرى
"تلك الصغيرة هددتني "
همست هيبا و هي تسير مع الفتيات نحو سيارة جدتها فهمست سوشيل بجدية
"أخرجي الطفلة من كذباتك هيبا"
"لا أكذب، لقد هددتني حقاً"
"أعرف أنك تكرهين الأطفال لكن هارين تبدو لطيفة"
هانييل هي الأخرى لم تُصدقها فعبست هيبا و تمتمت
" لا أكذب "
" تشانسوك "
التفتن نحو تشانيول حين وقف خلفهن مع سيهون فابتسم الأخير بخفة حين تلاقت نظراته مع سوشيل
" هذا الرجل يؤدي دوره جيداً "
تكتفت هيبا تُشير إلى زيف العلاقة بين تشانيول و تشانسوك فالتفتت إليها سوشيل
"توقفي عن ذلك"
" ربما لن تصدق الأمر حتى ترانا نتزوج"
قهقه تشانيول بمزاح فتوسعت أعين تشانسوك بخفة في حين ضيّقت هيبا عينيها و هي تنظر إلى تشانيول
" أنت... "
" لنُغادر "
هتفت تشانسوك تُقاطع هيبا و سارت نحو سيارة تشانيول بخطوات واسعة فابتسم ليلوّح إليهم جميعاً يودعهم قبل أن يلحق بتشانسوك
" مستحيل أن أصدقهما"
علّقت هيبا لتنكزها هانييل كي تلتزم الصمت بينما سيهون كان يتبادل النظرات مع سوشيل في هدوء ثم أشار لها بعينيه نحو سيارته فنفت برأسها بحركة بسيطة
تنهد سيهون بعمق ثم اقترب منها و سحب رسغها بلطف ليجرها معه نحو سيارته فلحقت به دون مقاومة
" هذا الوسيم معجب بسوشيل"
هانييل صفّرت بإعجاب فقهقهت هيبا ساخرة
"هذا واضح للغاية كما هو واضح أن مواعدة تشانسوك و تشانيول مزيفة"
التفتت هانييل لتنظر إليها ثم قلبت شفتيها بتفكير
"لا أظنها مزيفة فمن الواضح أن تشانيول معجب بها"
شخرت هيبا ساخرة ثم أخرجت مالاً من حقيبتها
" لنتراهن فأنا واثقة مما أقول"
رفعت هانييل حاجبيها ساخرة ثم أشارت خلف هيبا فعقدت الأخرى حاجبيها بعدم فهم و التفتت لتنظر خلفها لتصرخ بفزع حين رؤية بيكهيون يقف خلفها بينما يرفع حاجبيه
أشار بعينيه إلى المال الذي تحمله بين السبابة و الوسطى بثقة فقهقهت بغباء ثم ناولته إلى هانييل و ربتت على يدها ثم عادت لتنظر إلى بيكهيون
"لم نكن نتراهن بل هذا مال لـ... سوار، أريد سواراً... ااه مرحباً جدتي"
لوّحت نهاية حديثها نحو جدتها التي تقترب منهم مع السيد كيم و هارين
زم بيكهيون شفتيه في خط مستقيم و ابتسم إليها بزيف ليهمس من بين أسنانه
"أتيت لتوديع حبيبتي"
ارتفع طرف شفتي هيبا و كادت تسخر منه لكنه اقترب منها و عانقها لتتوسع عينيها
" لا يبدو أنهم مقتنعين بالأمر"
بيكهيون همس بجانب أذنها فرفعت ذراعيها تبادله عناقه و ربتت على ظهره من الخلف
" إن لم أحصل على أوراقي هذه المرة سأقتل نفسي"
ابتعد عنها ليعبث بشعرها بلطف زائف
"ما رأيك أن تفعليها الآن و لننهي الأمر؟"
" سأقتلك معي سيكون هذا رائعاً "
ابتسمت هيبا هي الأخرى بزيف فقهقه و هو يمسح على وجهها بخشونة فابتسمت هانييل بعدم تصديق
" هل يمكنكما البقاء بمنزل واحد حقاً ؟"
تعانقا بجانبية لتومئ هيبا كما فعل بيكهيون فضحكت هانييل
" سيكون هذا مُمتعاً "
" سوشيل غادرت؟"
تساءلت الجدة حين وقفت بجوار بيكهيون فتبادلتا هانييل و هيبا النظرات قبل أن تضحكا
كان ليكون هذا أكثر متعة لو رأت جدتهما كيف لحقت سوشيل بجارها الوسيم بطواعية
_____________
لوت تشانسوك شفتيها حين حل موعد الغداء، و بحذر انحنت تحمل حقيبة طعامها لتخرج من المكتب فلاحقتها أعين تشانيول حتى خرجت ثم ابتسم بخفة ليخرج هو الآخر غافلاً عن تلك الأعين التي تراقبهما بغضب
بعد أن انتهى تشانيول من تناول غدائه صعد إلى السطح يحمل زجاجتي عصير
اقترب من تشانسوك التي تجلس على السور ليقف بجوارها و اتكأ بمرفقيه على السور بعد أن ناولها زجاجة العصير فالتقطتها دون أن تنظر إليه
قضمت تشانسوك سُفليتها بتوتر و التفتت لتحمل علبة من جانبها ثم وضعتها أمام تشانيول فاستقام بجذعه بإستغراب
"ما هذا؟"
تساءل و ألقى نظرة على جانبها الآخر حيث علبة طعامها التي اعتاد رؤيتها ثم أعاد نظراته إلى تشانسوك فرفعت نظارتها بخجل دون أن تجيبه
"شكراً"
ضحك بخفوت ثم صعد ليجلس بجانبها و فتح العلبة لتتوسع عينيه حين رؤيته قطع حلوى صغيرة
"أعرف أنك ستصعد إلى هنا بعد تناول الغداء لذا.."
بررت بتردد فاتسعت ابتسامة تشانيول لتُكمل تشانسوك بنبرة خافتة
"هذا اعتذار لأنني ظننتك شخصاً سيئاً"
حك جانب عنقه بإحراج يتساءل
"هذا يعني أنني لم أعد سيئاً بنظركِ؟"
همهمت بتفكير ثم رفعت أناملها أمامه تعد ما جعلها تراه جيداً
" لقد ساعدتني أمام جدتي، لم تقل عني جبانة كما أنك تحب صديقك ولا تنظر إلى مشكلته بسطحية لذا سأصدق أنك شخص جيد "
ألقى تشانيول قطعة حلوى بفمه ثم ضم شفتيه بإبتسامة وهو يمضغها
" إنها لذيذة "
ابتسمت تشانسوك بخفة و التفتت تنظر إليه
"أتمنى أنك شخص جيد حقاً ولا تستغلني "
" ثقي بي "
ناولها قطعة حلوى فالتقطتها منه و تناولتها ثم قهقهت
" لم أتوقع أن أكون جيدة بصنع الحلوى"
"إنها لذيذة"
تناول المزيد ليناول تشانسوك قطعة أخرى فالتقطتها منه قائلة
"لكن إن كنت شخصاً جيداً يجب أن تتخلص من عادتك كرجل لعوب، إنها خصلة سيئة "
قهقه تشانيول بصخب ليضم قبضته أمام شفتيه وهو يومئ إليها
" سأعمل على ذلك "
أومأت بإبتسامة واسعة لتحرك قدميها في الهواء بسعادة...ربما حصلت على صديق جديد
"هل يمكنني أن أكون طماعاً و أطلب الغداء بدلاً من الحلوى؟ "
ضمت تشانسوك شفتيها و هي تُدير عينيها بحركة بطيئة كأنها تفكر ثم أومأت إليه بالموافقة
_____________
كان سيهون يتكئ بجذعه على الحائط بجوار باب شقته بينما يعقد ذراعيه إلى صدره ينتظر خروج سوشيل من شقتها
و ما إن فتحت الباب استقام بجذعه و قابلها بإبتسامة بسيطة تكاد تُلاحظ
" مساء الخير"
همهمت بخفوت كرد منها لتُغلق الباب ثم لحقت به إلى المصعد
كانت هادئة طوال الطريق، تارة تنظر إلى أناملها التي تعبث بها فوق فخذيها و تارة أخرى تنظر إلى الطريق من خلال النافذة المجاورة لها بينما سيهون يُلقي نظرة نحوها بين الحين و الآخر حتى وصلا إلى وجهتهما فالتفتت سوشيل تنظر إليه بإستغراب
"هيا"
أشار لها بحاجبيه أن تخرج ففرقت بين شفتيها كي تسأل عن سبب وجودهما أمام المبنى الذي تقع به غرفة تدريبهم لكنه سبقها بالخروج لتلحق به
دفع سيهون باب الغرفة فرفعت عينيها نحوه حين أشار لها أن تدخل ثم دخلت و هي تنظر حولها بإستغراب
"أتينا لنتدرب؟"
"سنرقص "
وضّح فرفعت حاجبيها و التفتت بجسدها لتُقابله ثم مررت عينيها في الأرجاء
اقترب منها سيهون بخطوات هادئة متزنة حتى وقف أمامها فرفعت عينيها نحوه ليبتسم
"أكون جذاباً حين أفعل"
غمزها نهاية حديثه الهادئ فانفلتت منها ضحكة خافتة
"أنت واثق للغاية "
رفع كتفيه ليعود بظهره إلى الخلف عدة خطوات وهو يتبادل معها النظرات ثم التفت ليخلع سترته فعادت هي الأخرى إلى الخلف لتضع حقيبتها أرضاً ثم خلعت سترتها لتضعها فوق الحقيبة
استقامت بوقفتها لتنظر إليه فتبادل معها النظرات و هو يسير نحوها حتى وقف أمامها مُجدداً بمسافة صغيرة تفصل بينهما
مد يده نحوها بلطف، ونظرته العميقة تنغرس في عينيها، مما يجبرها على استجماع شجاعتها لكنها وجدت نفسها تمسك يده بخجل من نظراته ، وحينها ابتسم بثقة، يقودها بخطوة أولى ثابتة تنقلها إلى قلب الرقصة
كانت تتمايل أجسادهما بتناغم مثالي مع الموسيقى. تبدأ الحركة الأولى بخطوات محسوبة، ثم تتحول إلى دوران سلس حيث يضع سيهون يده على خصرها بحزم ولكن برفق، بينما تتبع خطواته وكأنها تعرفها بالفطرة، عيناه لا تفارقان وجهها، فيما تحاول هي جاهدة أن تخفي توترها، فهمس بصوت خافت حين لاحظ ذلك
"اتبعي إحساسي، لا تتوتري"
مع كل حركة، بدأت سوشيل في التحرر تدريجياً، يتسارع الإيقاع فتبدأ أقدامهما بالتحرك بانسجام مذهل عندها رفعها سيهون بخفة في حركة مفاجئة فشعرت وكأنها تحلق للحظة قصيرة لتنتهي الرقصة بلفها بين ذراعيه في دوران أخير
وقفت سوشيل أمامه، أنفاسها تتسارع ووجنتاها بهما لوناً وردياً رقيقاً فابتسم سيهون بخفة وهمس
"هكذا تكون الثقة، أليس كذلك؟"
ابتسمت لتبتعد عنه فسحبها من كفها لترتطم بصدره بلطف و رفع كفها يضعه على كتفه بينما ذراعه الأخرى أحاطت خصرها لتنظر إليه
تبادلا النظرات لبضعة ثوانٍ في صمت حتى همس سيهون بخفوت
"مازالت البداية"
"هل سنقضي اليوم نرقص فقط؟"
تأتأ بالنفي ليتمايل بجسده يرغمها على التمايل معه بحركات هادئة
"سنتحدث أيضاً"
"نتحدث عن ماذا؟"
تساءلت و رفعت كفها الأخرى تضعه على كتفه كذلك كي تتحرك براحة
"أي شيئ"
"أنا لا أعرف كيف أتحدث ولا أتحدث كثيراً "
مالت أعين سيهون بإبتسامة و هو يمرر نظراته على ملامحها الهادئة ليهمس
"لا أميل إلى الثرثرة أو الإنصات إليها لكن أظنني معجب بصوتكِ الهادئ و أرغب بسماعه لوقت أطول"
قضمت باطن سُفليتها بخجل لتشيح بنظراتها جانباً فحرك عينيه معها بينما هي همهمت بتفكير قبل أن تهمس
"في الواقع..لا يمكنني تقديم أي ردة فعل تجاه أي شيئ "
" مثل ماذا؟ "
أعادت عينيها نحوه تنظر إلى خاصتيه و أجابته بهدوء
" لو أنني فزت بالمسابقة التي حلمت بها طوال حياتي لن أظهر ردة فعل تدل على شعوري"
"و ماذا أيضاً؟"
مال برأسه نحوها ليسترق النظر نحو شفتيها بتنهيدة عميقة قد غادرت ثغره فكيف لصوتها الهادئ أن يُبعثر مشاعره بسهولة هكذا؟!
"إن قدم لي شخص هدية أو إن أصيب شخصاً أحبه بمكروه تكون مشاعري بقلبي فقط لكن لا يظهر شيئاً من الخارج "
" مثل...حين رفضتكِ؟ "
ضحكت بخفوت ليميل برأسه نحوها
"أو حين أتيتِ بثقة تخبرينني بأنكِ تستحقين الإنضمام إلى الفريق"
حركت عينيها بعيداً عنه بإبتسامة فأمال برأسه معها
" أو لمعة عينيكِ أسفل المطر حين قبلت انضمامكِ إلى الفريق؟ "
أعادت نظراتها نحوه بتفاجؤ فتوقف عن الحركة ليتوقف جسدها معه بتلقائية
"هذه ردود فعل واضحة...على الأقل بالنسبة لي "
تنهد بعمق لينقر أنفها بسبابته فانكمشت ملامحها بإبتسامة بسيطة
"أنا مستمتع بتفسير مشاعركِ من خلال نظراتكِ لذا لستِ بحاجة إلى تزييف أي ردة فعل"
"لكن في مرحلة ما سيُصبح الأمر مُزعجاً"
اعترضت لينفي برأسه
"لا أعرف من أخبرك بذلك لكنني لا أتفق معه...أو ربما تختلف وجهة نظري عنه لأننا نتحدث عنكِ"
زمت شفتيها بخجل
"يمكنني معرفة أنكِ تشعرين بالخجل الآن "
ضحكت دون صوت فمالت رأسه نحوها
" و الآن تُفكرين في أنني شخص ذكي "
" أنت واثق من نفسك"
"هذا يعني أنني وسيم"
ضحكت بخفوت ليتساءل بمزاح
" هذه تعني أحبك؟ "
"يكفي إلى هنا، ربما يجب أن أتدرب على إصدار ردود أفعال مناسبة أفضل "
قهقه بصخب لتتسع ابتسامة سوشيل
________________
بيكهيون كان يجلس مع هارين بغرف المعيشة مع السيدة يون ينتظران هيبا
الصغيرة كانت تبتسم بلطف نحو الجدة بينما تُلاطفها الأخرى بطفولية حتى دخلت هيبا إلى غرفة المعيشة ترتدي فستاناً راقياً من تصميمها ، و ما إن رأت هارين ابتسمت بثقة تتباهى بتصميمها بينما تُمرر أناملها على ياقة الفستان
" هل يبدو جميلاً ؟ قمت بتصميمه بنفسي "
دارت حول نفسها فحرك بيكهيون عينيه على الفستان ثم ابتسم ليومئ إليها
"يبدو جميلاً"
اقترب منها ليعانق وجنتها بكفه ثم حرك إبهامه عليها بحركة لطيفة
" أو ربما لأنك من ترتدينه "
قهقهت بخجل زائف لتصفع صدره فأغلق بيكهيون عينيه يكتم تأوهه بينما هيبا أمالت برأسها لتنظر خلف بيكهيون حيث ابنته التي تدّعي اللطف كما تفعل هي
" مارأيك بفستاني هارين ؟"
ابتسمت الصغيرة بزيف لتمدحها بنبرة رقيقة
" أوافق أبي "
ابتسمت هيبا بقهقهة خافتة ثم أومأت لتُعانق ذراع بيكهيون
" هيا كي لا نتأخر"
غادرت هيبا المنزل و هي تعانق ذراع بيكهيون بتملك لذا بيكهيون ظنها تفعل ذلك متبعة الخطة بإقناع الجميع أنهما على علاقة بالفعل
لكن ما خفي كان شيئاً آخر كـ....تحدٍ بين ابنته التي تدّعي البراءة أمامه و هيبا التي تدّعي أنها الخطة فحسب
فبيكهيون لم يكن هو المتملك الوحيد هنا الذي لا يرغب بأن تدخل امرأة غريبة إلى حياة ابنته فحتى هارين كانت تكره تلك الفكرة...دخول امرأة إلى حياة والدها
كلاهما يريد أن يكتفي به الآخر فقط
بيكهيون كان يتجول بمركز التسوق و هناك هيبا التي تتعلق بذراعه من جانب و هارين من جانب آخر
كان يشعر و كأنه يحمل كلاهما بالوقت ذاته و هذا كان مرهقاً بالإضافة إلى تجولهم لساعات بحثاً عن فستانين يتشابهان من أجل زوجته المستقبلية و ابنته
اقتراحاً من الأكبر سناً لم يعجب أي من هيبا أو حتى هارين و كان الضحية بيكهيون الذي يحاول إقناعهما بشراء أي شيء
" يظهر ذراعكِ الممتلئ"
"أليس ضيقاً من جانب الصدر"
"آسفة لكن يبدو مقززاً من هنا"
أشارت هارين بإحراج زائف و هي تشير إلى منطقة البطن لدى هيبا كونها ممتلئة، و الأخرى طاوعتها بلطف زائف كما فعلت بالتعليقات السابقة و دخلت لتبدل الفستان فالتفت بيكهيون إلى هارين ليُربت على شعرها من الخلف
" لا يجب أن تضعي تعليقات حول جسدها هارين، هذا سيئ "
التفتت هارين لتنظر إليه ثم قلبت شفتيها بعبوس تزيف أسفها
"آسفة، لكن جدي قال أنها تحب الاعتناء بمظهرها الخارجي لذا لا أريد أن يعلق عليها الآخرين بيوم زفافها"
ابتسم بيكهيون ليُداعب وجنتها بلطف ثم اقترب ليُقبّل جبينها
" أميرتي اللطيفة "
قهقهت هارين لتميل برأسها على كتفه ثم التفت كلاهما ينظران نحو هيبا حين أطلت بفستان آخر يخفي تفاصيل جسدها بينما عبوس يحتل شفتيها يُبدي عدم رضاها نحوه فصفّقت هارين بحماس
" هذا جميل"
تنهد بيكهيون براحة لتومئ هيبا ثم التفتت لتعود إلى الغرفة كي تبدل الفستان و ابتسامة جانبية ارتسمت على شفتيها حينها
" هذا الفستان هو أكثر ما نال إعجابي بين الآخرين"
همست هيبا بعبث و هي تقف بجوار هارين بينما تنظران إلى بيكهيون من الخلف و هو يدفع الحساب فرفعت هارين عينيها نحوها لتتسع ابتسامة هيبا
"وقعتِ في الفخ أيتها المشاكسة و الآن كلانا سيرتدي فستاناً من اختياري أنا "
قهقهت هيبا بشرٍ لتعقد هارين حاجبيها ثم ضمت قبضتيها بغيظ حين تعلقت هيبا بذراع بيكهيون مُجدداً
علي عكسهم كيونغسو و سويون كانا يتسوقان في هدوء بينما يتشابكان الأيدي دون أي حروب خفية أو ظاهرة
" هذا جيد؟ "
ابتسم كيونغسو حين خرجت أمامه ترتدي فستاناً ذا أكمام طويلة واسعة بينما يُعانق الفستان جسدها بفتحة صدر تكشف القليل من صدرها
"إنه جميل"
"أشعر و كأنه عارٍ، هل السابق أفضل؟"
"كلاهما جميل"
تنهدت سويون ليرتخي كتفيها بإحباط
"إن قلت ذلك فأنت لا تساعدني في الاختيار"
رفع كتفيه ببراءة فتذمرت
"اذاً لم أتيت؟"
"أتيت لمساعدتك بإختيار الفستان المناسب لكن لم أعرف أن الأمر بهذه الصعوبة، تبدين خلابة بأي كان ما ترتدينه "
ضمت شفتيها بخجل لتعود بظهرها إلى الخلف خطوة ثم أشارت إليه بعشوائية
" سأجرب غيره "
اتسعت ابتسامة كيونغسو حين غادرت بخطوات سريعة تُبدي خجلها لينحني بجذعه إلى الأمام، شابك أنامله معاً و اتكأ بمرفقيه على فخذيه ينتظر إطلالتها مُجدداً
خرجت بعد دقائق معدودة لتقف أمامه ثم شابكت أناملها بخجل حين مرر عينيه على الفستان بإبتسامة محبة
" إنه رقيق"
"هل أقوم بتبديله؟"
رفعت حاجبيها بتساؤل فنفى برأسه سريعاً و استقام من مكانه ليسير نحوها
"إنه يُشبهكِ"
تسللت أنامله برقّة نحو كفيها حتى عانقهما بخاصتيه لتتسع ابتسامته و عينيه تنظران إلى خاصتيها بلمعة كانت تجعل من قلب سويون يخفق بوتيرة أسرع من المعتاد
مال نحوها ليُقبل وجنتها فمال رأسها بخجل ثم انسحبت مبتعدة عنه لتبدل ثيابها، و كانت وجهتهما التالية اختيار بذلة مناسبة من أجل كيونغسو
لكن كل ما فعله هو ملاحقة سويون في الأرجاء يُراقبها بدلاً من إلقاء نظرة على البذلات المتواجدة حوله
حملت احداهن و التفتت إليه فكادت ترتطم به لتتوسع عينيها بخفة مما جعل من ابتسامته تتسع
"هـ هذه تبدو فاخرة"
همست بتلعثم و ناولته البذلة فهمهم ليلتقطها منها
"سأُجربها"
أومأت بخجل و أشاحت بنظراتها جانباً فاقترب كيونغسو ليُقبّل شفتيها بسطحية
"كيونغسو"
همست بخجل لتتلفت حولها فقهقه كيونغسو غير مبالٍ لنظرات العاملين أو الزبائن في المكان
_______________
الجميع كان يستعد من أجل الحفل الذي سيقام بمنزل السيد كيم حيث سيتزوج اثنين من أحفاده
الزينة كانت فخمة بينما أعداد الحضور كانت قليلة فالسيد كيم حاول الحفاظ على محدودية الحضور من أجل حفيده الذي مازال يمتلك مشكلة تجاه ذلك رغم مرور فترة على بدء علاجه
هانييل كانت تقف في الغرفة مع سويون و هيبا تساعدهما بتجهيز أنفسهما من أجل الحفل
"يبدو و كأنه زواجاً حقيقياً"
علّقت سويون بإبتسامة تقصد اعتناء هيبا بطلّتها ثم زفرت تحاول طرد توترها فالتفتت إليها هيبا و أشارت إلى نفسها بثقة
"يجب أن تكون طلّتي ساحرة حتى و إن كان زائفاً فلا يعرف الآخرين بذلك"
"أخفضي صوتكِ كي لا ينكشف أمرنا فقد تأتي جدتي بأي لحظة"
نقرت هانييل جبين هيبا لينعقد حاجبي الأخيرة فتكتفت هانييل بلا مُبالاة ثم سحبت هاتفها لتتصل بتشانسوك لكنها لم تتلقى رداً
"كان يجب أن تصل تشانسوك منذ فترة "
" ربما تنتظر تشانيول "
تحدثت سويون بعدم ثقة لتنظر إليها الفتاتين ثم تبادلتا النظرات
" مازلت لا أثق بهذه العلاقة"
"اصمتي هيبا رجاءً"
قهقهت هانييل ثم لوت شفتيها لتنظر إلى الباب
"سأذهب لأتأكد إن وصل الضيوف"
أومأت إليها هيبا بينما سويون همهمت بخفوت قبل أن تلتفت إلى المرآة لتنظر إلى نفسها
"لم يفت الأوان على الهروب من ذاك القصير"
علّقت هيبا لتنظر إليها سويون من خلال المرآة و بعد لحظات انفلتت منها قهقة مكتومة
تقريباً بدأت تعتاد العداوة بين كيونغسو و هيبا
____________
رفع سيهون كفه و كاد يطرق باب شقة سوشيل لكنها فتحته فتوقف
رفعت عينيها لتنظر إلى كفه العالقة في الهواء ثم ضحكت بخفوت كما فعل و اخفض ذراعه إلى جانبه
مرر عينيه على شعرها الذي جمعته إلى الخلف بشكل فوضوي أنيق مع حجم مضاف في الجزء العلوي لإضفاء مظهر ممتلئ ومرتب، بعض الخصلات منسدلة بعناية على جانبي وجهها ، مما يضيف لمسة ناعمة وعفوية
ارتدت عقداً رقيقاً ذا لون فضي لامع و أقراط طويلة تتناسب معه بينما فستانها الأسود كان يعانق جسدها النحيف و ينتهي طوله عند أساور حذائها الفضي الرقيق
"تبدين فاتنة"
جفلت سوشيل حين همس بنبرة ثقيلة ليرفع نظراته إلى عينيها فارتجفت مُقلتيها كما قلبها الذي اهتز مع تلك النظرة العميقة التي تحملها عينيه
مال نحوها بجذعه وعينيها كانتا تتابعان وجهه وهو يُصبح أقرب إليها ثم أخفضت عينيها سريعاً حين شعرت بكفه تلامس خصرها
لكنه و بعبث جذب الباب من خلفها ليُغلقه ثم ابتعد عنها و نقر أنفها بسبابته مُبتسماً كأنه لم يكن يُعانقها تقريباً
"نسيتِ إغلاق الباب"
همهمت بتيهٍ فتحرك سيهون جانباً يسمح لها بأن تسبقه لتنظر إليه ثم حركت عينيها بتشوش تحاول استيعاب أن يده بعيدة عنها فما بال قلبها مازال يرتجف بينما خصرها يبدو و كأن ذراعه مازالت تلامسه
اتكأ تشانيول بجذعه ضد هيكل سيارته ينتظر خروج تشانسوك، كانت حجته أن يذهبا معاً إلى الحفل لإقناع الآخرين بصدق العلاقة بينهما
بينما الحقيقة كانت أنه يريد اشباع خيالاته بذهابهما معاً
قهقه ليخفي وجهه خلف كفيه بخجل حين تخيل اعترافاً لن يُقدم عليه بوقت قريب ثم تنهد بعمق ليعقد ذراعيه إلى صدره و حاول تمالك نفسه و أفكاره
لكنه فقد توازنه و كاد يقع في مكانه حين رؤيتها تخرج من الباب بفستان ذا أكمام طويلة شفافة، يصل طوله إلى أسفل ركبتيها بقليل بينما عينيها عاريتان من زجاج نظارتها
"يا إلهي سأفقد وعيي"
تمتم وهو يستقيم بوقفته ليشيح بنظراته بعيداً عنها قليلاً كي يتمالك نفسه لكنه هرع إليها بخطوتين واسعتين يقطع المسافة بينهما ليُمسك بها حين أطلقت صرخة مفزوعة و كادت تقع
تشبثت بكتفه و ذراعه بأعين متسعة فابتلع تشانيول ريقه و أغلق عينيه بقوة وهو يرفع رأسه بينما صوت قلبه كان يدق بأذنيه فكان واثقاً أن تشانسوك ستكون قادرة على سماعه من هذه المسافة القريبة
لكن بالنهاية هي تشانسوك
"ااه يا إلهي"
تمتمت و هي تبتعد عنه بينما أناملها انكمشت حول بذلته و هي تحاول التوازن
"أنتِ بخير ؟"
تساءل بنبرة بالكاد سيطر عليها فتنهدت بصوتٍ عالٍ وهي تنظر إلى حذائها
"هيبا هي العروس فلماذا تصر على أن أرتدي هذا الشيئ؟"
تذمرت لتتسع عينيها حين أوشكت على الوقوع مُجدداً فضم تشانيول شفتيه لوهلة ثم ألقى نظرة نحو حذائها
"يُمكنك الإتكاء عليّ "
رفعت عينيها نحوه لتتلاقى نظراتهما فابتسم بلطف
" سأكون بجانبكِ لذا تشبثي بي بقدر ما تُريدين "
ارتفع حاجبيها قليلاً و هي تتبادل النظرات مع عينيه
"لا تبدو عينيك مُخيفتين"
همست تشانسوك فهمهم تشانيول بعدم فهم لتقلب شفتيها
"ربما لأنني لا أراك مُخيفاً بعد الآن"
عقدت حاجبيها و كأنها تستوعب لماذا كانت ترى عينيه الواسعتين مُخيفتين في السابق، و هذا كان إطراء من وجهة نظر تشانيول الذي يكاد يفقد وعيه
" ساعدني لأصل إلى السيارة"
تمتمت تشانسوك وهي تتشبث بذراعه فتنهد تشانيول بعمق وهو يسير بجوارها بخطوات صغيرة تتناسب مع خطواتها
التفت لينظر إليها من الجانب ثم اخفض نظراته حيث أناملها التي تتشبث به و كأنها لم تكن تترك بينهما مسافة كلما اقترب منها
كانت تصب كامل تركيزها على خطواتها و بين الحين و الآخر تمد كفها الأخرى لترفع نظارتها ثم تدرك أنها لا ترتديها مما رسم ابتسامة دافئة على شفتي تشانيول برزت على اثرها غمازة وجنته العميقة
أمسك بكفها يُساعدها في الخروج من السيارة بينما كفه الأخرى وضعها فوق رأسها كي لا يرتطم بالسقف أثناء خروجها
أمسك تشانيول بكفها ليُشابك ذراعها بخاصته فقالت تشانسوك بعفوية
"إن وقعت اليوم لن أذهب إلى العمل مُجدداً فلن أجرؤ على النظر بوجهك"
قهقه تشانيول بخفوت و همس بينما يسير معها إلى الداخل
"لن أسمح بأن تقعي"
التفتت إليه برأسها فابتسم نحوها لترمش تشانسوك عدة مرات و زمت شفتيها قبل أن تنظر إلى الطريق أمامها بينما تسير بخطوات حذرة
لوّح إلى سيهون من بعيد حيث كان يقف هو و سوشيل مع السيد ايم و والدي بيكهيون
"مرحباً بالجميع"
هتف تشانيول حين وقف بجوار سيهون و انحنى إليهم بخفة كما فعلت تشانسوك فأمال رأس سيهون نحوه هامساً
"ما الذي يحدث هنا؟"
يُشير إلى تشبث تشانسوك به فقضم تشانيول سُفليته و التفت إليه برأسه ليهمس من بين أسنانه
" أحاول لململة مشاعري المبعثرة لذا لا تدفعني إلى الحديث كي لا أنفضح "
ابتسم سيهون و هز رأسه إلى الجانبين بحركة بسيطة ثم التفت لينظر إلى سوشيل التي تنصت إلى حديث والدة بيكهيون
بعد دقائق توجهت النظرات نحو الدرج حيث كان كيونغسو ينزل و سويون تتأبط ذراعه، و خلفهما هيبا و بيكهيون يبتسمان إلى بعضهما بحب زائف يكاد يغطي صدق مشاعر العروسين أمامهما
و في ركن بعيد كان السيد كيم يقف مع صديقته السيدة يون يتحدثان بخجل كمراهقين وبينهما تقف هانييل كأن لا وجود لها
تنهدت وحاولت أن تتسلل من خلفهما لكن مُجدداً فشلت حين أمسكت بها جدتها وسحبتها تُعيدها إلى جانبها
"سأُرحب بتشانسوك و سوشيل"
همست إلى جدتها فرمقتها الأخرى بنظرة جانبية ثم ابتسمت لتعيد نظراتها إلى السيد كيم
"لا يجب أن نترك الضيوف وحدهم"
"ااه بالطبع، حان وقت مراسم الزواج"
هتف بإستيعاب و مد كفه نحو خاصتها فأمسكت بها لتسير معه حيث تقفن بناته مع أزواجهن و أصدقاء أحفاده
أطل جونغ إن برأسه من خلف السور حيث كان يقف في الأعلى متوتراً ينظر إلى الضيوف في الأسفل
ربما كان الضيوف من جانبهم هم أفراد العائلة لكن كان هناك غرباء كذلك من جانب السيد ايم فلم يشعر بالراحة في الإنضمام إليهم
"لن تأتي ؟"
التفت لينظر إلى والدته فابتسمت إليه بلطف مما أرغمه على رسم ابتسامة زائفة
"هنا أفضل بالنسبة لي"
تنهدت بعمق لتُقبّل جبينه ثم اقتربت من الدرج و ألقت نظرة أخيرة نحو ابنها قبل أن تنزل لتنضم إلى الآخرين فعاد جونغ إن إلى مكانه
تجول بعينيه بين الحاضرين حتى توقفت عينيه حيث يقف تشانيول يعانق ذراع تشانسوك فنمت ابتسامة تلقائية على شفتيه
" إنه واضح للغاية"
تمتم ثم قهقه بخفوت و هز رأسه إلى الجانبين ليعقد ذراعيه إلى صدره
ابتسم بصدق لرؤيته نظرات سيهون الجريئة تجاه سوشيل غير آبه لإخفاء مشاعره
كيونغسو الذي يضحك بصدق مع زوجته و سعادة العائلة بهذا الحدث
لكن بداخله كان هناك شعوراً بشعاً تجاه نفسه
هو بالفعل يحاول التعاون مع جونميون ليتعالج، حاول تصديق أنه بخير و كل ما يدور بعقله ليس سوى خيالات لكن لماذا لا يجرؤ على الإنضمام إلى العائلة و أصدقائه بهذا الحدث؟!
حتى وإن كان زفاف بيكهيون زائفاً لكن خاصة كيونغسو لم يكن كذلك و كان يجب أن يُشاركه سعادته
"لم أرغب بإزعاجك"
جفل لينظر إلى هانييل و بخفة انعقد حاجبيه حين رؤيتها فشابكت كفيها معاً بتوتر ثم تحمحمت لتعقد ذراعيها إلى صدرها
"دفعتني جدتي و جدكِ لأصعد إليك كي لا تكون وحيداً"
"أحب البقاء وحدي"
همس بخفوت لينظر إلى الأسفل يقصد طردها بعيداً عنه بإجابته البسيطة فتنهدت هانييل بعمق
"ليس وكأنني أرغب بالبقاء معك"
التفتت لتنظر إلى الأسفل هي الأخرى
"لا أحب محاولات جدتي في دفعي نحوك من أجل الزواج لكنها مستعدة لإفساد مستقبلي مقابل ذلك"
" لو لم تقومي بتقبيلي لما حاولت فعل ذلك"
رفع كتفيه و عينيه تتابعان مراسم الزواج بالأسفل كما تفعل هي
" كانت فكرة غبية لأتخلص من أمر الزواج"
"جيد أنكِ تُدركين مدى غباء فعلتكِ "
عقدت حاجبيها و التفتت لتنظر إليه من الجانب لكنه لم يلقي نظرة نحوها
" أنا أحاول أن لا... "
ضاقت عقدة حاجبيها و التزمت الصمت حين استقام بوقفته بحركة سريعة وهمس بإسم بالكاد التقطته أذنيها
" سومين "
التفتت لتنظر إلى الأسفل و رفعت رأسها بينما تدور بعينيها باحثة عن تلك التي أفزعته بهذه الصورة لكنها لم ترى شيئاً غير مألوف
"ماذا تـ.. "
أعادت نظراتها إليه بتساؤل لكنه تخطاها ليسير نحو الدرج بخطوات واسعة بملامح غاضبة لكن ما إن نزل درجة تجمدت قدميه و أبت الحركة
زمجر بغضب و عاد خطواته إلى حيث كان يقف بينما هانييل تُتابعه بعينيها بعدم فهم
قلبت شفتيها و هي تنظر إلى الأسفل حيث يقف الآخرين
ربما لم تفهم ما يحدث لكنها كانت قادرة على معرفة الشخص الذي تسبب بهذا التغيير المفاجئ لجونغ إن
فتلك المرأة التي تقف أمام بيكهيون و كيونغسو في الأسفل كانت تتلقى الكثير من النظرات الغير مُرحبة
التفتت هانييل لتنظر إلى جونغ إن من الجانب ثم حركت عينيها حيث كفيه اللتان تقبضان على السور بغضب مكتوم
بينما في الأسفل كانت ابتسامة الكثيرين قد تلاشت حين وقفت المدعوة سومين أمامهم مع زوجها
"مبارك لكما"
ابتسمت برقّة و هي تنظر إلى أعين كيونغسو الذي تجمد بمكانه فأومأت إليها سويون بإبتسامة غير مدركة لما يدور من حولها
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top