11

Start

بيكهيون كان ينقر بسبابته على مقود سيارته بوتيرة سريعة بينما ينظر إلى الشجرة القريبة من منزل هيبا يحاول تشتيت نفسه عن نظراتها التي تتفحصه من الأعلى و الأسفل

جفل حين ضحكت بصخب بشكل مفاجئ و التفت ينظر إليها بأعين توسعت بخفة فتوقفت عن الضحك و اقتربت منه برأسها كشخص مختل

"تريدني أنا أن أتزوج بك ؟"

أطلقت 'ها' عالية وهي تعود إلى مكانها ثم تكتفت

"أنا لا أحبك"

تجعدت ملامح بيكهيون بعدم تصديق و التفت بجذعه ليُقابلها ثم قهقه ساخراً

"و من ذكر الحب هنا ؟أنا أتحدث عن صفقة متبادلة"

"و لمَ أنا إن لم تكن تحبني ؟"

رفعت حاجبيها بثقة فأدار عينيه ثم لوّح بيده في الهواء بعشوائية

"ربما لأنكِ أفسدتِ حياتي منذ أن قُمتِ بتقبيلي مرتين و في العلن؟ مازالت الشائعات تحوم من حولي بسببكِ"

انفعل نهاية حديثه فرفعت عينيها و هي تزم شفتيها بخط مستقيم غير مبالية لما يقول

" لم تكتفي بذلك بل استمرت كذباتك أمام جدي والذي مهما حاولت شرح الحقيقة له لا يُصدقني لأن هذا عكس ما تقولينه "

" إنها مشكلة ثقة عائلية لا دخل لي بها "

رفعت كتفيها و أخفضتهما بحركة سريعة فزمجر بيكهيون بغضب لتضم شفتيها سريعاً و تحمحمت

" جدتي و جدك من أصرّا على وجود علاقة بيننا فلا تُلقي باللوم عليّ "

" لو لم تكذبي و لم تقومي بتقبيلي في المقام الأول لما حدثت هذه الفوضى "

انفعل بحديثه فتنهدت هيبا

" و هذا ليس مبرراً للزواج، إن كنت معجباً بي فلا تخجل من الإعتراف بذلك"

اتكأت بمرفقها على النافذة المجاورة لها لتعبث بشعرها بإبتسامة عابثة فتلقت منه نظرات فارغة، حتى وجهه كان عاجزاً عن تحديد سوء مشاعره تجاهها

" الزواج..."

نطق بهدوء ثم سحب نفساً عميقاً مُمتنعاً عن الجدال معها

" سيكون لفترة معينة...سنوهمهم بوجود مشاعر بيننا ثم نبدأ بإظهار المشاكل و عدم التفاهم تدريجياً لكن قبل أن ننفصل بشكل نهائي سوف تستعيدين أوراقك الرسمية كي تُسافري كما تُريدين...لن ننفصل قبل سفركِ كي لا ترفض جدتك مُجدداً"

عقدت هيبا حاجبيها بخفة لتُمرر عينيها على وجهه بشك قبل أن تسأل بحذر

" و لم تفعل ذلك؟ "

" لا أجد حلاً للإعتذار إلى جدي سوى هذا...بهذه الطريقة يمكنني تفسير كذبتي فسأُخبره أنني حينما أخبرته بأن لا امرأة في حياتي كنا قد تشاجرنا، لكن بعد رؤيتكِ مع رجل غريب في موعد شعرت بالغيرة لذا عدنا سوياً...و هذه ليست سوى كذبة"

أشار لها بسبابته نهاية حديثه حين لمح ابتسامة توحي ببداية عبثها بالحديث فقهقهت لتومئ إليه

" و هل فكرت في سبب للشجار؟ "

" ليس هناك داعٍ لذلك فيمكننا القول بأنها مشكلة خاصة لا نرغب في التحدث عنها "

لوت هيبا شفتيها و هي تومئ

" مازلت لا أوافق... إنه زواج كما تعرف"

رفعت كتفيها نهاية حديثها فهمهم بيكهيون بتفهم

" ليس و كأنني أرغب بالزواج أيضاً لكن إن فشل الزواج هذه المرة لن يضغط عليّ جدي مُجدداً بلا شك، كما أن جدتك ترفض سفرك و مُصرّة على زواجك قبل السفر لذا لن تخسري شيئاً"

مرر كفه على جانب عنقه بضيق و هو يتجنب النظر نحوها في حين التزمت هي الصمت لبضعة دقائق تُفكر في الأمر إلى أن قالت بجدية

" دعني أفكر في الأمر "

" حسناً، اتصلي بي ما إن تتخذي قراركِ "

مد يده إليها لتناوله الهاتف ثم دوّن رقمه

" هيا غادري سيارتي "

" وقح"

تمتمت و هي تغادر السيارة ثم عادت إلى المنزل حيث كانت جدتها تنتظرها خلف الباب

"ماذا يحدث ؟لم هو هنا؟"

لحقت بهيبا التي سارت نحو غرفتها تدّعي الشرود حتى أغلقت باب الغرفة خلفها فوقفت الجدة في الخارج لبعض الوقت قبل أن تبتسم بوسع ثم ركضت نحو غرفتها لتراسل صديقها تُخبره بحضور حفيده إلى منزلها

____________

أنهى سيهون و فريقه التدريب فبدأوا بالمُغادرة بينما ميشا اقتربت منه لتصفع كتفه فرمقها بنظرة جانبية ثم انحنى نحو حقيبته ليضع بها ثيابه

" ظننتك غاضباً حقاً لكنني رأيت كيف تغازل سوشيل"

همست بنهاية حديثها فابتسم و استقام ليلتفت إليها بجسده

" هل تدّعي الغضب كي لا نسألك عن الدراما التي افتعلتها حين سحبت سوشيل أمام أعيننا ووضعتها بسيارتك ؟"

رفعت حاجبيها بسخرية فضحك سيهون بخفوت

" أنا رجل ناضج ميشا ،لست بحاجة إلى تبرير مشاعري أو طلب الاذن قبل الإعجاب بإحداهن"

ضمت شفتيها بفخر و ضربت على ذراعه عدة مرات حتى استوعبت ذلك لتتوسع عينيها

" مهلاً...أنت معجب بسوشيل ؟"

همهم و التفت لينظر إلى سوشيل التي مازالت تتحدث مع إحدى الراقصات الجدد

" يجب أن يتذكر الجميع أنني القائد و لي احترامي "

" فلتنهي الأمر و تطردها، الفريق لم يعد كما السابق منذ انفصالكما و بعد أن أظهرت هذا الجانب المزعج من شخصيتها "

تنهد سيهون و همهم بالنفي

"إنها راقصة جيدة لا أريد أن أتسبب في إنهاء مسيرتها..."

استقام بوقفته حين انحنت سوشيل لتلملم أغراضها تضعها بالحقيبة

" إن طردتها سوف يتأثر الفريق بأكمله إذا اعتقدوا أنني طردتها بسبب انفصالنا، و إذا اكتشف أحدهم أن سبب انفصالنا كان خيانتها لي فستنتهي مسيرتها بلا شك "

" هي لا تستحق أن تفكر في مستقبلها "
تكتفت ميشا فهمهم سيهون ليبتسم حين تقابلت نظراته مع خاصة سوشيل، و بحركة سريعة رفع حاجبيه و أخفضهما فجفلت سوشيل و أشاحت بنظراتها بعيداً عنه بينما ميشا أمالت برأسها لتلقي نظرة حيث يفعل ثم أعادت عينيها نحوه

" حظاً موفقاً أيها الصغير "

ارتفعت على أطراف أناملها لتبعثر شعر سيهون ثم قهقهت و ركضت مبتعدة عنه حين رمقها بنظرة منزعجة

خرج سيهون بعد خروج الجميع و أغلق الباب خلفه ليلحق بسوشيل

"أتمنى أنني لن أكون مضطراً إلى إقناعكِ بالعودة معي مجدداً"

تحدث بهدوء و هو يمر من جانبها فحركت عينيها معه حتى فتح باب السيارة من أجلها لتقف في مكانها بتردد

أشار لها برأسه أن تصعد فالتفتت نحو زملائها بالفريق الذين مازالوا حولها تخشى أن تأتي هيجين من اللامكان وتحدث مشكلة أخرى

"سوشيل"

أعادت عينيها نحوه لتنظر إليه لبعض الوقت ثم تنهدت و اقتربت منه لتصعد إلى السيارة

أدار سيهون المحرك ما إن جلس بمقعد السائق فعبثت سوشيل بكفيها بينما عينيها تتابعان تحركات أناملها التي تدور حول بعضها تارة و تارة أخرى تضغط على بعضها بلطف

" أقدّر مساعدتك لي، لكن العودة إلى المنزل وحدي مريحة أكثر بالنسبة لي"

استرق نحوها نظرة سريعة ليُهمهم بإبتسامة تكاد تلاحظ و بنبرة هادئة مازحها

" هل وجودي من حولك غير مريح؟"

ارتفع حاجبيها بتفاجؤ و التفتت برأسها لتنظر إليه فحرك عينيه نحوها مما جعلها تشيح بنظراتها جانباً

" ليس هذا مقصدي "

" إذاً؟"

تساءل لتتسع ابتسامته...هي مضطرة إلى التحدث بدون اختصارات كي تجيب تساؤله و هذا كان يجعل من قلب سيهون يخفق لمجرد تخيله أنه سيستمع إلى هذه النبرة الهادئة لوقت أطول

"أنت قائد الفريق لذا إن فسّر أحدهم تصرفاتك بشكل خاطئ قد تهتز مكانتك بأعينهم و..."

" أنا لست طفلاً و أعرف ما أفعله جيداً سوشيل"

قاطعها بنبرة أكثر لطفاً لتتنهد

"و هذا ليس سبباً كافياً كي لا يتحدث الآخرين عن..."

"هل هذا بسبب ما قالته هيجين ؟"

قاطعها مُجدداً فحركت سوشيل عينيها نحوه تنظر إليه بإنزعاج ليضحك بخفوت فانفلتت منها قهقهة رقيقة

" هل يمكنك منحي فرصة لأقول كلامي دفعة واحدة؟"

همهم بالنفي و نقر أنفها بسبابته لتجفل

" لا، لأنني لست مضطراً للتفكير في الآخرين، أنا أؤدي دوري جيداً كقائد للفريق لكن الآن هذا وقتي الخاص و لدي كامل الحق في استغلاله للتقرب من الفتاة التي تعجبني"

ابتسم بجانبية لينظر إليها فبقت هادئة حتى بدأت تستوعب ما تفوه به فارتفع حاجبيها بتفاجؤ تزامناً مع توسع طفيف بعينيها

غمزها لينقر أنفها بسبابته مُجدداً فتحركت مقلتيها مع سبابته وهي تبتعد عنها ثم اعتدلت في جلستها بحذر لتعقد ذراعيها إلى صدرها و أخفضت رأسها بخجل بينما معدتها كانت تنقبض مع كل لحظة تمر

حين أوقف سيهون السيارة أمام المبنى حيث تقع شقتيهما التفت إلى سوشيل فابتلعت ريقها قبل أن تلتفت إليه هي الأخرى و دون أن ترفع عينيها نحوه همست

" شكراً لك لكن من الأفضل أن أعود وحدي"

فتحت الباب و سبقته إلى الداخل فتنفس بعمق قبل أن يصعد هو الآخر إلى شقته

" لم يكن هذا مقصده"

تمتمت سوشيل و هي تتجه إلى غرفتها و بالكاد قدميها تتحركان حيث توجههما هي

جلست على طرف سريرها بعدما اغتسلت ثم سحبت هاتفها لتقوم بفتحه، كان هناك العديد من الرسائل الصوتية من هيبا

المئات منها، سمعت سوشيل تقريباً عشرون رسالة منهم تحتوي على صراخ فقط لذا أغلقت الهاتف و وضعته جانباً ثم خرجت من غرفتها حين سمعت رنين الجرس

ضمت شفتيها حين وجدته سيهون يقف أمامها بثياب منزلية دافئة بينما يحمل كوبين من الكاكاو الساخن رفع أحدهما إليها

"لا أتناول السكر"

ضم شفتيه ليُهمهم بتفكير ثم أمال برأسه بتساؤل

"لأسباب صحية أم بسبب الحمية ؟"

قضمت سفليتها لتحرك عينيها جانباً فأخفض نظراته عنها لبضعة لحظات قبل أن يقول بجدية

" رأيتكِ و أنتِ مشوشة و كأنك تعانين من الدوار...لاحظت ذلك عدة مرات"

"لن يؤثر ذلك على الفريق، أعدك"

أعادت عينيها نحوه سريعاً بتبرير فنفى برأسه بحركة بسيطة

" لا أتحدث عن الفريق بل عنكِ أنتِ"

تبادلا النظرات في صمت لبعض الوقت حتى قاطع هذا الصمت نبرة سيهون الهادئة

" لا أمتلك الحق في التدخل ولا لأي شخص آخر الحق في ذلك لكن...جسدكِ ضعيف للغاية و هذا يُقلقني فماذا لو كان الأمر يُشكّل خطراً عليكِ...الأمر لا يتعلق بالسكر فقط فأنتِ تتجنبين تناول الطعام لفترات طويلة رغم إرهاق التدريبات"

مالت عينيه بإبتسامة لطيفة بالكاد ظهرت على شفتيه

" إن كنتِ تعانين من اضطراب الأكل أو أي مشكلة أخرى فهذا ليس بشيئ قد تخجلين منه لذا يمكننا معالجة الأمر سوياً "

" لا تقفز إلى استنتاجات غريبة، ،أنا حقاً بخير "

ضحكت بخفوت فسحب نفساً عميقاً وهو يميل بكتفه على إطار الباب قريباً منها فقط يفصل بينهما يديه اللتان تحملان الكوبين و عينيهما تنظران إلى بعضهما

ضمت شفتيها بخجل حين طالت نظراته إليها بأعين هلالية لامعة فهمست بتساؤل

" ألن تعد إلى شقتك ؟"

   نفى برأسه بحركة بسيطة و لم يحرك نظراته عنها، كان هائماً بشكل ملحوظ جعل من الحرارة ترتفع إلى رأس سوشيل

" لمَ تجذبينني هكذا ؟"

همس بخفوت لتتسع ابتسامته حين لاحظ أطيافاً وردية بدأت تظهر على وجنتيها

"مرحباً أيها الوسيم"

قاطعهما صوت هانييل التي مرت لتوها من جانب سيهون و هي تجر تشانسوك العابسة خلفها فاستقامت سوشيل بوقفتها و تابعتهما بإستغراب و هما تدخلان إلى شقتها

" هناك أمر ضروري أريد أن أتحدث معكِ بشأنه"

لم تستوعب سوشيل دخول الفتاتين إلى منزلها إلا وظهرت هيبا هي الأخرى تتحدث بجدية لا تليق بها لتمر من جانبها

توقفت هيبا في مكانها فجأة ثم عادت بظهرها إلى الخلف و التفتت بجذعها نحو سيهون لتشير إلى الكوب الأقرب إليها

" أهذا كاكاو ساخن ؟"

سحبت منه الكوب قبل أن يجيب و شربت الكثير منه دفعة واحدة

"شكراً لك كنت بحاجته"

و دخلت بعدها لتجلس بغرفة المعيشة مع الآخرين فضمت سوشيل شفتيها بخجل و التفتت إلى سيهون كي تعتذر منه لكنها رأته يضحك دون صوت ثم أشار إليها بحاجبيه

"يبدو أنني مضطر للعودة إلى شقتي"

نقر أنفها بسبابته بحركة سريعة فحركت عينيها معه و هو يعود إلى شقته

دخلت إلى غرفة المعيشة لتُمرر عينيها على هانييل التي تضع القدم فوق الأخرى بينما تعقد ذراعيها إلى صدرها

تشانسوك التي تضم ساقيها إلى صدرها بينما تتثاءب، و هيبا التي تسير ذهاباً و إياباً كأن هناك كارثة قد حلت

تقدمت سوشيل و جلست بجوار تشانسوك بينما ترمقها بتساؤل فرفعت الأخيرة كتفيها بعدم معرفة

" هل يمكنك التحدث الآن؟ لدي اجتماع خارج المدينة في الصباح الباكر"

تحدثت هانييل بنبرة منزعجة فاقتربت هيبا بخطوة سريعة و جلست على الأريكة المقابلة إليهن

" لا أعرف كيف أبدأ"

"ماذا حدث ؟جدتي بخير؟"

تساءلت سوشيل بقلق لتومئ تشانسوك سريعاً كأنها تكرر ذات السؤال لكن هيبا لم تتحدث فصرخت عليها هانييل بإنفعال

" فلتتحدثي عن هذا الأمر العاجل الذي جعلكِ تسحبينا إلى هنا"

"لا تصرخي بوجهي"

صرخت هيبا هي الأخرى فتنهدت سوشيل بعمق في حين رفعت تشانسوك نظارتها قائلة

"ألم يكن بإمكانك التحدث في مجموعة الدردشة فحسب؟ أنا لا أستطيع فتح عيناي"

" كي تتجاهلن حديثي كما فعلتن جميعاً اليوم؟ "

أشارت إليهن بأصابع الإتهام فقلبت هانييل عينيها بسخرية

" سمعت جميع الرسائل و التي كانت صراخ كاد يثقب أذناي، لحسن حظك أنني لم أقتلكِ"

برزت هيبا سفليتها بعبوس فأشارت لها سوشيل

" ها نحن هنا جميعاً، هيا تحدثي"

" هل ستتزوجين؟ "

ارتفع حاجبي تشانسوك بقلق لتجعد هيبا ملامحها ببكاء مزيف

"يا إلهي ستبحث جدتي عن رجل من أجلي الآن "

" هل هذا ما يهمكِ؟ "

هتفت هيبا في وجه هانييل بعدم تصديق لترفع الأخرى كتفيها

"كل منا يجب أن تهتم بنفسها "

" توقفا عن ذلك"

أشارت لهما سوشيل بجدية ثم التفتت نحو هيبا

"هل جدتي وافقت عليه بشكل نهائي أم ماذا؟"

"جدتي لا تعرف بعد "

صدرت عنهن همهمات متسائلة فرفعت هيبا قدميها تعقدهما على الأريكة ثم تنفست بعمق

"سأُخبركن بالتفصيل لكن لا أحد يُقاطعني "

__________

حل الصمت على غرفة المعيشة لعدة دقائق و هيبا تتبادل النظرات بينهن بتوتر

هانييل كانت تنقر على ذقنها بتفكير ،تشانسوك اكتفت من تعديل نظارتها لذا خلعتها و حاجبيها عقدا بشدة بينما سوشيل كانت تنظر إلى هيبا بنظرات غير مفهومة لا توضح ما يدور برأسها

" لقد أتيت إلى هنا كي لا أتلقى هذا التجاهل"

هتفت هيبا بنفاذ صبر لتجفل تشانسوك و رفعت عينيها نحوها سريعاً في حين تحدثت سوشيل بهدوء

"لا أتجاهلكِ بل أفكر في الأمر...أشعر أن الكذب ليس الحل المناسب"

" لكنني أجده الحل..."

أمالت هانييل برأسها قليلاً كي تنظر إلى سوشيل معترضة على حديثها ثم التفتت إلى هيبا

"جدتي تصر على الزواج مقابل أن تسافر هيبا لإستكمال دراستها لذا سيحدث زواجاً في جميع الأحوال، هيبا ستكون مضطرة للموافقة على شخص عشوائي لأنها لا تفكر في الإرتباط بهذا الوقت فما المشكلة بأن ترضي جدتي من جانب و تحصل على مبتغاها من جانب آخر؟"

زمت سوشيل شفتيها تبدو غير مقتنعة بذلك فتحولت الأنظار إلى تشانسوك التي ارتبكت من نظراتهن و بسرعة ارتدت نظارتها و تحمحمت

" ا.. الكذب سيئ لكن...إنه في ورطة بسبب رهاننا نحن،كما أن هيبا هي من...قامت بتقبيله مجدداً لتهرب من موعدها و كذبت مراراً بوجود علاقة بينهما لذا عليها تحمّل المسؤولية"

"سأتجاهل اتهاماتك الدنيئة هذه، لنقم بالتصويت....من يعتقد أنني يجب أن أوافق ليرفع يده"

هانييل رفعت ذراعها سريعاً لينظرن إلى تشانسوك مجدداً فرفعت ذراعها قليلاً بتردد في حين نفت سوشيل برأسها غير موافقة على ذلك

" إنه زواج هيبا، هل تدركين معنى ذلك ؟"

أومأت تشانسوك برأسها كأنها تعيد طرح سؤال سوشيل فتنهدت هيبا بعمق

" نعم ،و لأنني أعرف ذلك وافقت فهو مجرد عقد مزيف وليس زواجاً حقيقياً فلماذا أتزوج حقاً و أتحمل مسؤولية لا أريدها فقط لأن جدتي تريد ذلك؟ أمتلك أحلاماً لا اريد أن يهدمها رجلاً فُرض عليّ "

همهمت سوشيل بإستسلام ثم عادت بظهرها إلى الخلف

" ماذا إن وقع بحبك و رفض الإنفصال؟ "

" سأحرص على أن لا يحدث ذلك "

ابتسمت هيبا بثقة لتومئ سوشيل

" افعلي ما تريدين لكن كوني حذرة فبعد كل شيئ هو رجل ستضطرين إلى البقاء معه وحدكِ بالمنزل "

" يجب أن نقلق عليه هو"

همست تشانسوك بخفوت فابتسمت سوشيل لتضيّق هيبا عينيها بشك

" ماذا قلتِ؟ "

نفت تشانسوك برأسها سريعاً لتومئ هيبا بعدم تصديق

_____________

"تفضلي "

أمال تشانيول بجذعه كي ينظر إلى تشانسوك التي تجلس فوق السور فالتفتت إليه لتلتقط كوب العصير ثم تحركت قليلاً كي تبتعد عنه فابتسم

اتكأ بمرفقيه على السور بجانبها لينظر إلى الأسفل حيث تنظر هي

"لا تخافين المرتفعات؟"

همهمت بالنفي لتنظر إليه

"كيف أخاف و أنا كل يوم تقريباً أجلس هنا؟"

همهم بتفكير ثم رفع كتفيه بعدم معرفة لتعقد حاجبيها بخفة فأشار إلى علبة غدائها بحاجبيه

"لقد تناولت غدائك للتو"

"لكنه ليس لذيذاً كخاصتكِ"

زمت شفتيها في خط مستقيم فأمال برأسه نحوها وهو يبتسم بوسع لتعود برأسها إلى الخلف ثم ناولته العلبة

" شكراً لكِ "

اتسعت ابتسامته ليترك كوب العصير جانباً و استقام بوقفته ثم فتح العلبة ليبدأ بتناول ما بها

" حين تأتي أمي لزيارتي سأُحضر لكِ من الطعام الذي ستُعدّه من أجلي"

تحدث وهو يمضغ الطعام لتومئ تشانسوك بحركة بسيطة وهي تعيد نظراتها إلى الأسفل

" إنها بهذا الطول تقريباً..."

التفتت لتنظر إليه حيث كان يشير بكفه إلى أسفل صدره بقليل ثم ضحك

" إنها صاخبة و كثيرة المزاح "

رمشت تشانسوك مرتين حتى استوعبت أنه يتحدث عن والدته فالتفتت بجذعها قليلا تُنصت إليه بإهتمام

" لكنها بالكاد تنطق كلمتين إن تلاقت نظراتها مع أبي "

" هل هو مخيف؟"

رفعت تشانسوك حاجبيها بتوتر تكاد تشفق على والدته لكن تشانيول نفى سريعاً

" لا، لا، أبي ليس مخيفاً البتة...هو على عكسها شخص هادئ للغاية لكن لحظته المفضلة هي سماع صوت والدتي الصاخب ،و نظراته إليها تجعلها تخجل و تتحول إلى مراهقة...إنها لطيفة"

تنهد بإبتسامة حين تذكر ابتسامة والدته فأمالت تشانسوك برأسها بتلقائية وهي تنظر إلى شفتيه الباسمتين

" زواجهما عن حب ؟"

همهم تشانيول بالنفي و اتكأ بكفه على السور ليميل بجذعه نحوها بعدما ترك علبة الطعام الفارغة بجانب كوب العصير

" كان زواجاً إجبارياً فوالديهما كانا صديقين مقربين لذا أمي كانت تكرهه لكن أبي كان متفهماً للغاية كما أنه شخص حنون لذا أمي وقعت في حبه بسهولة و مازالت تفعل"

همهمت تشانسوك بتفهم لتعقد حاجبيها بتفكير ثم اقتربت منه بتلقائية تتساءل بفضول

"هل تعتقد لو أنني وافقت على الزواج بالطريقة التي تريدها جدتي قد يحدث هذا معي؟ "

" لا "

نفى بإنفعال طفيف فجفلت لتعود بظهرها إلى الخلف، و الآخر حين وعى على نفسه تحمحم بإحراج ليوضّح

"ليس بالضرورة أن يحدث الشيئ ذاته معكِ حتى و إن كان رجلاً هادئاً و متفهماً فلا يعني ذلك أنكما ستتفقان...أليس كذلك؟ "

ضيّق عينيه نهاية حديثه بتوتر فأدارت تشانسوك عينيها بتفكير قبل أن تومئ

"هذا رأيي أيضاً"

تنهد تشانيول براحة لتعقد حاجبيها بخفة وهي تنظر إليه

" لم أنت قريب هكذا؟ "

عبست بإنزعاج لتبتعد عنه فضحك بخفوت

" ااه أعتذر على ذلك "

_____________

مررت هيبا ابهامها على رقم بيكهيون بينما تنظر إليه بتردد

القرار لصالحها لكنها كانت لاتزال مترددة فسوشيل محقة...هذا زواج

زفرت بعمق لتتصل به ثم رفعت الهاتف تضعه بجانب أذنها و بتلقائية بدأ جذعها يتحرك إلى الأمام و الخلف حتى أجابها بيكهيون بنبرة تميل إلى التساؤل

"مرحباً؟!"

استقامت من فوق السرير لتسير بالغرفة ذهاباً و إياباً

" مـ مرحباً هذه أنا هيبا"

"انتظري لحظة"

عقدت حاجبيها حين سمعت نبرته الجادة بينما بيكهيون وقف من مكانه ليبتعد عن موظفيه المتواجدين معه بغرفة الإجتماعات و ما إن أصبح بعيداً عنهم همهم يحثها على الحديث

"أردت إخبارك أنني موافقة لكن يجب أن نضع بعض الشروط"

همهم مُجدداً لتضيق عقدة حاجبيها

" ألا يمكنك قول شيئ؟ لقد اتصلت بنفسي أتحدث معك فلا..."

هتفت بإنفعال نتيجة توترها فقاطعها بيكهيون سريعاً

"أنا في العمل"

ضمت شفتيها بإحراج ليتنهد

" سأنتهي اليوم عند الثامنة تقريباً يمكننا أن نلتقي حينها "

" حسناً لكن لا تأتي إلى المنزل كي لا تراك جدتي مُجدداً فنحن لم نتفق بعد "

" حسناً "

أبعدت الهاتف عن أذنها لتنظر إليه بغيظ حين أغلق المكالمة بوجهها

"وقح "

كانت الساعة تشير إلى التاسعة إلا دقائق معدودة حين دخل بيكهيون إلى المقهى الذي تنتظره به هيبا

"أعتذر على التأخير "

أومأت بلا مبالاة لتشرب ما بقى بكوب الكاكاو الساخن أمامها

" إذاً لنتحدث"

أومأ بيكهيون لينظر إلى ساعته ثم سأل

" إذاً...موافقة على ما قلته؟ "

أومأت

"لكن يجب أن نتفق أولاً و يجب أن يكون بيننا عقداً يضمن لي حقي إن أردت التراجع لاحقاً"

"وجود عقد أو أي تسجيل لإتفاقنا سيضعنا بمشكلة كبيرة إن كُشف أمره"

رمقته هيبا بشك ليتنهد بيكهيون

"متى يجب أن تسافري ؟"

همهمت بتفكير لترفع كتفيها ثم أخفضتهما بحركة سريعة

" بعد تسعة أشهر تقريباً "

لوى بيكهيون شفتيه بتفكير ليومئ بتفهم

" يمكننا الزواج لعام ونصف فلن ننفصل حتى تستقرين هناك كي لا يتسبب انفصالنا برفض جدتكِ لأمر السفر مُجدداً"

قلبت عينيها بتفكير لتومئ بلا اعتراض

"يبدو هذا جيداً...لا أمتلك أي شروط لكن ببداية زواجنا هل يمكننا السفر إلى الخارج؟"

عقد بيكهيون حاجبيه بخفة فوضّحت سريعاً

" كي تطلب من جدتي أوراقي الرسمية و جواز سفري دون أن تشك بشيئ "

" سأجد حلاً لهذا الأمر فلا يمكنني ترك هارين وحدها ولن يسمح لي جدي بإصطحابها معنا "

نفخت وجنتيها لتومئ وهي تشيح بنظراتها جانباً

" لن تضع شروطاً كأنه لن يدخل أي منا في علاقة أو شيئ من هذا القبيل؟ "
ابتسم بيكهيون بسخرية لينفي برأسه

"لو أراد أي منا الدخول بعلاقة فلماذا نتفق على هذا الزواج؟ "

" لم تبدو ذكياً "

قلبت شفتيها بإعجاب فتنهد بيكهيون و اقترب بجذعه من الطاولة

" يجب أن تعرفي بأنه يجب احترامي أمام الآخرين فما بيننا سر لكن أمامهم نحن زوجين "

أومأت بلا مبالاة فارتفع بجذعه على الطاولة لتحرك عينيها حيث وجهه الذي بات قريباً من خاصتها

" و الأهم من ذلك لن تعقدي أي رهان طوال فترة ارتباطنا أو لن تحصلي على أوراقكِ الرسمية كما تريدين، أنا لا أريد أي مشاكل "

زمت شفتيها لتدفع صدره بسبابتها فعاد ليجلس بمكانه

 
"هذا أمر يخصني"

"شرطي واضح، كذلك لا يمكنك إحضار أي أطعمة غير صحية إلى المنزل و بشكل خاص الحلوى فلا أريد أن تقلدكِ هارين "

نفخت هيبا أنفاسها بحنق لتتكئ بمرفقيها على الطاولة

" أنا من ستُمسك بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز دائماً "

"لا أتابع شيئاً في العادة "

" إن تراجعت عن اتفاقنا وقررت عدم الانفصال سأسبب لك فضيحة بمقر عملك لن تجرؤ على الخروج من منزلك بعدها "

رفعت حاجبيها بتهديد فأمال برأسه جانباً

"صدقيني أعقد هذا الاتفاق معكِ و أنا مجبر على ذلك أو لم أكن لأتمنى بأن تتلاقى دروبنا البتة "

" مشاعر متبادلة"

همهم ليرفع حاجبيه بتساؤل

" إذاً اتفقنا ؟"

" اتفقنا "

______________

كيونغسو pov

تُصبح الحياة حُلوة حين يتشاركها معك أحدهم، و لم أشعر بذلك سوى بعد أن أصبح هناك حيزاً من يومي لابُد أن تشغله سويون

كانت متحمسة لمشاهدة فيلم معي تحت ضوء القمر لكن لأنني خشيت أن يدفع جدي بجونغ إن لينضم إلينا قسراً رفضت ذلك و هي تفهّمت الموقف بإبتسامة صادقة

لذا ها أنا أقف أمام منزلها لنقضي تلك الأمسية التي تحلم بها هنا معاً و لنحظى بوقتنا الخاص بعيداً عن أي إزعاج

فتحت الباب بإبتسامة رقيقة ثم سمحت لي بالدخول فوضعت الطعام الذي أحضرته على الطاولة و التفت أقابلها حين قهقهت قائلة

" لا يوجد أمطار اليوم"

لم أفهم مقصدها فاقتربت لتمسح على شعري بكفها فتنهدت حين تذكرت مريضي الأخير

"اضطررت إلى غسل شعري فأحد المرضى كان فوضوياً للغاية"

هززت رأسي إلى الجانبين بخفة فضحكت لتومئ بتفهم

"كيف كان يومكِ؟"

همهمت بتفكير و هي تدير عينيها تتجاهل بخجل ذراعاي حين أحاطا خصرها

"لم يكن هناك الكثير من العمل، و أبي أتى لرؤيتي"

اتسعت ابتسامتها حين ذكرت والدها فابتسمت معها بتلقائية ،سويون تصبح لطيفة حين تتحدث مع والدها

حين تخجل كذلك و تنتشر الحُمرة بوجهها

حين تسترق النظر إليّ و أنا أتناول طعامي و تعتقد أنني لا ألاحظ ذلك

و كذلك حين تنشغل بتزيين الكعك

سويون لطيفة طوال الوقت و...إنها فاتنة

"اخترت فيلماً رومانسياً هذه المرة"

أمسكت بيدي تجرني معها نحو الشرفة حيث وضعت أريكة مريحة هناك

"لا أمتلك حديقة لكن شرفتي واسعة"

قهقهت بخجل و هي تضع الوسائد بصورة مريحة أكثر فاقتربت لأساعدها

" احظى ببعض الراحة حتى أحضر الطعام"

خرجت من الشرفة سريعاً لألحق بها كي أساعدها فالتفتت إليّ حين لاحظت ذلك

" إلى أين؟"

"سأُساعدكِ"

"لا، للتو عدت من العمل لذا اجلس و أنا سأُحضر كل شيئ"

دفعت ذراعي كي أعود فوقفت بمكاني دون حركة لتتنهد و رفعت عينيها نحو خاصتي

" كيونغسو "

ضحكت لأخطف قبلة سريعة من وجنتها ثم سبقتها إلى الطاولة التي تركت عليها الطعام الذي أحضرته

استسلمت إلى رغبتي وهي ترمقني بعبوس حتى جلسنا على الأريكة بالشرفة، أمامنا طاولة وضعنا عليها الطعام بينما تضع بجواري الغطاء إن شعرت بالبرد

لم تكن هادئة كما كنا بقاعة السينما، إنها تضع الكثير من التعليقات

و بالمشاهد الحميمية هي تبدأ بوضع تعليقات مازحة تتجنب بها الإحراج و هذا كان لطيفاً

سحبت الغطاء أضعه حول كتفينا لأعانقها بجانبية بينما كفي الأخرى كانت تعبث بأناملها اللطيفة أسفل الغطاء

سويون تمتلك أنامل قصيرة غير نحيفة ، ممتلئة قليلاً لكنها لم تكن سمينة

تبدو و كأنها لطفل صغير تمنحني رغبة بالإمساك بها طوال الوقت

هذا مضحك...لماذا أرى كل ما يتعلق بها لطيفاً هكذا ؟!

__________

"اليوم هو يوم حلوتي لا تنسى ذلك"

هتفت هارين إلى والدها لتُقبّل وجنته ثم صعدت إلى الحافلة فلوّح إليها بيكهيون بإبتسامة ما إن جلست بجوار النافذة وهي تبتسم بوسع نحوه

تنهد بعمق ما إن ابتعدت الحافلة و عاد إلى الداخل حيث كان كيونغسو يقف مع السيد كيم يتحدثان بأمر ما

و ما إن رآه جده تلاشت ابتسامته و أشاح بنظراته بعيداً عنه فضم بيكهيون شفتيه ليقترب منهما

" سأُخبرها بذلك"

ربت كيونغسو على كتف بيكهيون وهو يجيب جده ثم غادر بعدها إلى عمله فالتفت السيد كيم هو الآخر كي يعود إلى غرفته لكن بيكهيون أسرع بخطواته و اعترض طريقه

"هل ستبقى غاضباً مني ؟"

تجاهله جده و تحرك إلى الجانب الآخر فتحرك معه بيكهيون

" جدي أنا حقاً آسف "

" كن آسفاً لنفسك وليس لي"

أجابه بجدية ثم رفع عينيه نحوه

" لم أعد أهتم بما تفعله بعد الآن"

ابتسم بيكهيون ليمسك بيد جده فحاول الآخر جذبها منه إلا أن بيكهيون قد ضغط عليها ببعض القوة يمنعه عن ذلك

" لم أكذب عليك صدقني"

"و هل يبدو حديثك المتناقض صادقاً ؟"

قهقه بسخرية فقضم بيكهيون سُفليته و اقترب من جده

" لم يكن حديثي متناقضاً لكن لم أكن أعرف بأن هذا سيحدث، من المحرج قول ذلك"

ابتسم بيكهيون مُحرجاً و لم ينظر إلى أعين جده حينها فعقد الآخر حاجبيه

" ما المحرج أكثر من كونك كاذباً ؟"

تنهد بيكهيون و سحب جده معه إلى غرفة المعيشة حتى يجلس كلاهما ثم ضغط على كفيه

" في الواقع... "

تمتم بتردد و ابتلع ريقه ليسترق نظرة إلى وجه جده، شعر بالبرودة تتسلل إلى أطرافه و بقلبه ينبض بوتيرة سريعة يخشى أن يكتشف جده حقيقة كذبه فلن يسامحه هذه المرة

" أنا وهيبا كنا نتواعد"

التزم جده الصمت لبعض الوقت ليستوعب ما قاله الآخر ثم همهم بعدم فهم

" قلت أنك لم تفعل"

"حينها كانت بيننا مشكلة و تقريباً انفصلنا"

ضاقت عقدة حاجبي جده فابتلع بيكهيون ريقه بتوتر

"لكنك قلت أنك تواعد أخرى و سحبت فتاة عشوائية معك لتؤكد كذبتك "

تلقى بيكهيون صفعة مؤلمة على كتفه فجفل و توسعت عينيه بتفاجؤ

" لم تكن فتاة عشوائية بل هيبا "

" أيها الكاذب "

صفع الجد كتفه مُجدداً فوقف بيكهيون و ابتعد عن جده ليُنقذ ذراعه من يد الآخر المؤلمة

" لست كاذباً، أقسم أنها هيبا "

" قلت أنكما انفصلتما "

وقف السيد كيم من مكانه فعاد بيكهيون خطوتين إلى الخلف ليوضّح

" كنا منفصلين لكن بالصدفة رأيتها بذاك المكان في موعد مع رجل آخر لذا..."

ضم شفتيه لوهلة و أشاح بنظراته عن جده مُحرجاً

"شعرت بالغيرة و لذا أفسدت موعدي و موعدها "

" يجب أن أصدقك ثم ستُخبرني فجأة بأنك انفصلت عنها مُجدداً و يجب أن أصدق هذا الهراء أيضاً"

هتف الجد بإنفعال ساخراً فنفى بيكهيون برأسه سريعاً ليحك جانب عنقه

" لقد...طلبت منها الزواج بي "

لانت ملامح الجد لينظر إلى بيكهيون بشك

" حقاً؟ "

أومأ بيكهيون سريعاً فأدار الآخر عينيه بتفكير

" سأقيم زفافك مع كيونغسو لذا إن كنت تكذب ستنكشف كذبتك و... "

" لن أعترض و لا أكذب"

قاطعه بيكهيون سريعاً فمرر السيد كيم عينيه عليه بشك و اقترب منه ليجفل بيكهيون

"هل ستتزوج حقاً؟"

زم بيكهيون شفتيه ليُهمهم فقهقه السيد كيم و عانقه بجانبية

"لن أصدق حتى أرى بعيناي "

ابتعد عن بيكهيون و التفت ليعود إلى غرفته وهو يضحك بصخب لكنه توقف فجأة و التفت إلى بيكهيون يسأله بشك

"لا تكذب أليس كذلك؟"

نفى بيكهيون برأسه سريعاً فظل الآخر يرمقه بذات النظرة لبضعة لحظات قبل أن يعود إلى الضحك مُجدداً

_____________

بالنسبة إلى السيد كيم كان كل شيئ على ما يُرام لكن لم يكن كذلك بالنسبة إلى جونغ إن الذي يسير ذهاباً و إياباً بغرفته بتوتر

"تباً لك أيها الحقير"

هسهس بحنق و اقترب من النافذة لينظر إلى الحديقة حيث يقوم الخدم بتجهيز المكان و المُعدات الخاصة بالمشواة

" جونميون الفاشل سأقتلك حين أراك"

صرخ بصوتٍ مكتوم ليجذب شعره حين رأى جده يخرج لإستقبال ضيوفه

يذكر جونغ إن أنه عرض على جده دعوة سويون و والدها فقط لأن طبيبه طلب منه اتخاذ هكذا خطوة ستُساعده بالعلاج

لكن لا يعرف لمَ قام جده بدعوة صديقته من الجمعية و حفيداتها الأربعة ؟!

To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top