10
Start
أنهى تشانيول طعامه ثم انسحب من طاولة الغداء سريعاً ليُحضر زجاحتي عصير و بحماس صعد إلى سطح الشركة حيث كانت تشانسوك تجلس وحدها
جفلت حين سمعت صوت باب السطح يُفتح ثم خطوات بدأت تقترب منها حتى صعد تشانيول إلى جانبها و مد زجاجة العصير نحوها فالتقطتها منه و زحفت بجسدها قليلاً كي تبتعد عنه
"تغيّبتِ عن العمل"
"هذا لأنني كنت مريضة، لم أكن أتهرب منك أو من أي شخص آخر"
قاطعته بتوتر فابتسم مُدركاً أنها كاذبة لكنه اكتفى بهمهمة يدّعي بها تصديقها
"بخير الآن؟"
"تقريباً"
فتحت زجاجة العصير و شربت منها الكثير دفعة واحدة حتى بدأت تسعل فابتسم تشانيول
" إذاً ابنة خالتكِ جارة سيهون...هل كنتِ تعرفين؟ "
همهمت بالنفي لتُربت على صدرها وهي تتنفس بعمق ثم أجابته وهي تنظر أمامها
" سوشيل لم تقل شيئاً عن ذلك "
رفع حاجبيه بتفاجؤ
"ألم تخبركم بذلك؟"
"سوشيل لا تُحب الثرثرة مثل هانييل و هيبا لذا لم تقل شيئاً "
أومأ تشانيول بتفهم ليُدير عينيه بتردد قبل أن يسأل
"و ماذا عنكِ؟"
استقرت عينيه عليها في حين التزمت هي الصمت بينما تُفكر ثم رفعت كتفيها بعدم معرفة مما جعله يضحك والتفت لينظر أمامه هو الآخر
"فكرت في الكثير من الأشياء لأخبركِ بها لكن الآن وأنا هنا معكِ لا أذكر أي شيئ منهم"
قهقه بإحراج فعقدت حاجبيها و التفتت برأسها إليه تتساءل
"و لماذا ترغب في قول الكثير من الأشياء؟"
عقد حاجبيه بإبتسامة و التفت برأسه هو الآخر لينظر إليها
"كي نتحدث سوياً "
تنهدت لتضم شفتيها قليلاً و أشاحت بنظراتها بعيداً عنه لعدة لحظات ثم أعادت رأسها نحوه
" سأكون صريحة معك"
همهم فزفرت بتوتر لتخفض عينيها عن خاصتيه إلى عنقه كي لا تتوتر أكثر
" أعرف أنك ترغب بمقابل كبير وليس فقط أن نكون مقربين فأنا لا أصدق ذلك ،أعرف أن أي شخص يتقرب مني لديه غرض يرغب بالحصول عليه لذا إن كان هناك ما تُريده فلتُخبرني به الآن و لنوفر وقتنا "
ابتلعت ريقها نهاية حديثها لينعقد حاجبي تشانيول بخفة وهو ينظر إلى شفتيها التي لمح بهما عبوساً محته هي سريعاً
لذا...هو فهم الآن سبب تجنبها الجميع و ان لم يكن مُطلعاً على التفاصيل
ابتسم تشانيول و مد كفه نحو ذقنها ليرفعه بسبابته قليلاً فتوسعت عينيها بفزع، لم يصمت تشانيول حينها و سرعان ما قال ما يدور برأسه لكن ربما استغرقه الأمر لحظة صمت كانت ساعات بالنسبة إلى تشانسوك التي رسمت الكثير من السيناريوهات الدرامية برأسها عن كيفية استغلال زميلها بالعمل لها
"أخبرتكِ بالفعل بما أريده، و أعتذر على وقتكِ الثمين لكن كي نكون مقربين يحتاج هذا إلى بعض الوقت"
تبادل كلاهما النظرات في هدوء ،أعين تشانيول الواسعتين كانت بهما لمعة لطيفة للتو لاحظتها تشانسوك ،ولا تدري حتى لماذا لم تتمكن من ابعاد عينيها عنه، كانت شاردة بتلك اللمعة و فيما قاله حتى أنها لم تلحظ أن سبابته مازالت ترفع ذقنها
" يا إلهي لقد نسيت طلب أهم شيئ"
هتف بعدم تصديق وهو يسحب سبابته بعيداً عنها فحركت عينيها مع كفه وهي تبتعد عنها ثم ابتلعت ريقها لتشيح بنظراتها بعيداً عنه بصدر أخذ يعلو ويهبط بوتيرة سريعة تحاول تنظيم أنفاسها فالآخر قد أفزعها
"كنت أعرف"
تمتمت بإحباط فأمال تشانيول لينظر خلفها نحو علبة طعامها ثم أعاد نظراته إليها
"هل يُمكنني إضافة طلب ؟أريدكِ أن تُشاركيني طعامكِ"
التفتت تشانسوك لتنظر إليه قليلاً، و لولا أنها تخشى أن تُسجن لكانت هي من دفعته من الأعلى...كاد يقفز قلبها من مكانه بفزع و مازال نبضه متسارعاً و بالنهاية كان هذا مطلبه؟!
استدارت تشانسوك بجسدها لتقفز من فوق السور فحرك عينيه معها بإستغراب وهي تحمل علبة الطعام و أغراضها بإنفعال ثم التفتت كي تُغادر بخطوات واسعة
"مهلاً، هل هذا يعني أنكِ موافقة ؟"
توقفت في مكانها ثم التفتت لتنظر إليه بحاجبين انعقدا بغضب ثم صرخت عليه
"أنت معتوه"
ضحك بصخب ليقفز من فوق السور هو الآخر فأكملت طريقها وهو خلفها يلحق بها
"لماذا ؟ماذا فعلت ؟"
_____________
"ما كان شعورك حين ابتعد عنك الحراس؟"
جونميون سأل بهدوء وهو يتبادل النظرات مع جونغ إن الذي بقى هادئاً لبعض الوقت يُفكر في الإجابة
"لا أعلم...بدا الأمر عادياً، ربما لأنني بمنزلي و أعرف أن الحراس مازالوا حولي"
تنهد جونميون كون الآخر لم يتخلص من عادته بعد، أي التبرير لعدم خوفه من شيئ أو شخص معين
"لكن حين كنت بغرفتك وحدك مع ثلاثة فتيات لم تكن خائفاً بالرغم من عدم وجود شخص تعرفه من حولك قد ينقذك إن أصابك أي مكروه "
" لم أشعر بالراحة مع تلك الفتاة لا أذكر اسمها...هانييل؟"
اعترض جونغ إن سريعاً و بعدم ثقة ضيّق عينيه نهاية حديثه فهمهم جونميون ليبتسم بجانبية
" لكنك لم تخف من الأخرتين "
عقد جونغ إن حاجبيه بخفة و التزم الصمت قليلاً قبل أن يقول
" أعرف تشانسوك لأن تشانيول يتحدث عنها دائماً و كيف تتجنب الجميع كما تخشى التعامل مع الرجال لذا لم تكن تُشكّل أي خطر"
"و الأخيرة ؟"
ضم جونغ إن شفتيه و التزم الصمت من جديد بينما يُفكر ثم أجاب بنبرة أكثر هدوءاً و عينيه كانتا تنظران إلى الفراغ وهو يتذكر تفاصيل ما يسرده
" بدت مخيفة حين اقتربت مني لكن...لا أعرف هل فعلت ذلك عن قصد أم مجرد صدفة لكنها ابتعدت عني حين أبديت عدم راحتي من قربها مني، و عندما تبادلنا الأحاديث بعدها لم تنظر إلى عيناي أبداً و هذا...بدا مريحاً بعض الشيئ"
همهم جونميون بتفهم ثم علّق
"لذا الآن أصبح هناك أشخاص خارج دائرة أقاربك و أصدقائك لا تخشى البقاء بالقرب منهم "
" هذا لأنني أعرفهم نوعاً ما "
برر جونغ إن سريعاً بالرغم من أن معرفتهم كانت تقتصر على تشانسوك فقط لكن جونميون لم يُعلّق على هذه النقطة
" ما الفارق بينهما و بين هانييل؟ أقصد الفتاة التي تُخيفك "
" لقد قامت بتقبيلي، تهديدي بالإعتداء عليّ كما أنها لا تحترم المساحة الشخصية "
انفعل بحديثه و هو يرفع أنامله أمام وجه الآخر يعد أفعالها فقهقه جونميون ليترك قلمه و الدفتر جانباً ثم استقام من مكانه و اقترب من جونغ إن وهو يتحدث
" لن أطلب منك الخروج من المنزل لكن ما رأيك أن تدعوها إلى غرفتك وتقضي معها بعض الوقت وحدكما؟ "
" كنت واثقاً أنك مجنون"
ضحك جونغ إن بعدم تصديق فابتسم الآخر و انحنى إلى مستواه ليضع كفه فوق يسار صدره
"ماذا تفعل ؟"
عقد جونغ إن حاجبيه بإنزعاج فرفع الآخر عينيه نحوه
" لم يتوتر قلبك حين قلت ذلك "
ضاقت عقدة حاجبي جونغ إن حين أمسك الآخر بكفيه ثم علّق مُجدداً
" و يديك ليستا باردتين أيضاً"
عاد جونميون إلى مكانه ثم أشار إليه
"لنترك هانييل لوقت آخر ،ماذا عن التحدث مع الأشخاص الذين تشعر بأنهم أقل خطراً عن غيرهم ؟ و بالنسبة إلى الحراس سيبتعدون عنك كل يوم عدة خطوات حتى تبدأ تشعر و كأنك وحدك في الحديقة"
"هل سيُساعدني هذا في التخلص من الكوابيس ؟إنها تُرهقني"
تنهد جونغ إن بضيق ليومئ إليه الآخر
" قد يستغرق الأمر بعض الوقت لكن ما إن تبدأ في الخروج من حدود المنزل و تتعلم الدفاع عن نفسك سيبدأ خوفك المدفون يختفي تدريجياً ومعه هذه الكوابيس التي يتسبب بها "
__________________
سيهون كان راقصاً منذ أن كان في العاشرة ، بدأ تأسيس فريقه هذا منذ أن كان عمره تسعة عشر عاماً تقريباً و الكثير من أعضاء الفريق كانوا معه من السنوات الأولى لتأسيسه، و إلى هذا اليوم لم يرى أحداً سيهون بمزاج سيئ كما هو الآن
اعتادوا هدوئه لكن غضبه كان شيئاً لا يلمحونه بالعادة
الجميع كان يتدرب ولا أحد يجرؤ على إلقاء نظرة نحوه خشية أن ينفجر غضبه بوجههم لذا لم يلحظ أي منهم كيف كانت تلين ملامحه و تنحني عينيه بإبتسامة تكاد تلاحظ كلما وقعت نظراته على الراقصة الهادئة بينهم
في نهاية اليوم كان الجميع يُغادر غرفة التدريب في هدوء و هناك من استرق النظرات الحذرة نحو سيهون قبل مُغادرتهم بينما هو بقى في مكانه لبعض الوقت حتى غادر الجميع
خرج من الغرفة آخراً و أغلقها بإحكام ثم تقدم من سيارته بخطوات واسعة، و كاد يجذب سوشيل في طريقه حيث كانت تسبقه بعدة خطوات لكن باللحظة الأخيرة وقفت هيجين أمامه تعترض طريقه
تابع سيهون سوشيل بعينيه وهي تسير نحو الطريق الرئيسي فتنهد قبل أن يخفض نظراته حيث هيجين التي تقف أمامه
"آسفة"
رمقها سيهون بنظرات هادئة كأنه لم يسمع شيئاً فضمت شفتيها لوهلة قبل أن تعتذر مُجدداً
"آسفة بشأن كل شيئ لكن..."
اقتربت منه و أمسكت بيده فحرك مُقلتيه حيث كفه التي عانقتها بين خاصتيها
"ما فعلته البارحة لأنني أغار عليك، لا أحب رؤيتك بالقرب من أي فتاة حتى و إن كانت مجرد راقصة بالنسبة لك"
رفعت حاجبيها نهاية حديثها كأنها تؤكد له أن سوشيل ليست سوى مجرد راقصة بفريقه
"لا يهمني ما تشعرين به فهذه مشكلتك أما أنا فلا أملك أي مشاعر نحوك لذا لن أحذركِ مُجدداً "
تنهدت لتنظر جانباً كي لا تصرخ بوجهه، أغلقت عينيها و تنفست بعمق ثم همهمت قبل أن تُعيد عينيها نحوه
"في الوقت الحالي لن نتحدث عن علاقتنا حتى تهدأ حسناً؟ لنكن صديقين فقط ،أخبرني أين انتقلت و... "
" ألا تفهمين الأمر هيجين ؟"
قاطعها بإنزعاج و جذب كفه بخشونة
" تقديراً لجهودك طوال الأعوام الماضية أتركك بالفريق فإن اكتشف أحد ما حدث لن تتمكني من الرقص مُجدداً لذا أتحمل رؤيتك هنا و لن تحصلي على مكانة خاصة مهما فعلتِ "
حرك قدمه جانباً و كاد يرحل فاحتضنت خصره سريعاً ليزفر بغضب طفيف ثم دفعها لتبتعد عنه
"توقفي عن هذه التصرفات فهي تجعل وجودك من حولي غير مريح "
قضمت سُفليتها بحنق لتضم قبضتيها و بسخرية تُبدي غضبها تساءلت
" تلك المتدربة الجديدة هي السبب أليس كذلك؟ "
" لا تكذبي على نفسكِ هيجين، كلانا يعرف جيداً أن خيانتكِ لي هي السبب بذلك"
"لم أقم بخيانتك "
هسهست بإنزعاج ثم بررت
" أنت السبب بتدهور علاقتنا فأنت لم تهتم لأمري وكل ما كان يهمك هو البحث عن تلك الراقصة الغبية و الإهتمام بأمر الفريق "
نكزت صدره نهاية حديثها ثم أكملت
" و بالرغم من ذلك لم يتعدى الأمر حدود المواعيد لذا ليس لأنني خرجت ببضعة مواعيد مع شخص آخر فهذا يعني أنني قمت بخيانتك"
بقى سيهون هادئاً لبضعة لحظات ثم ابتسم و أومأ بخفة
" و ليس لأننا قضينا معاً بعض الوقت فهذا يعني أنني مُلزم بالبقاء معك طوال حياتنا"
رفع كتفيه نهاية حديثه ثم محى ابتسامته
"من الأفضل أن تتوقفي عن خلق المشاكل و لتضعي كامل تركيزك على التدريبات فحتى الراقصين الغير رئيسيين لديهم دور مؤثر وأنا لا أقبل بأن يكون فريقي بأي مكان سوى القمة...و إن تأثر بسبب تصرفاتك هذه أعدك لن تكوني قادرة على الرقص بأي مكان مُجدداً "
حرك حاجبيه إلى الأعلى بصرامة يؤكد تهديده ثم تخطاها ليُغادر تاركاً إياها خلفه تكاد تنفجر من الغضب ،و كلما زاد غضبها زاد معه حنقها على تلك المتدربة الجديدة
وضعت سوشيل الحاسوب على الطاولة حين سمعت صوت رنين الجرس ثم سحبت أقدامها بثقل نحو الباب حتى فتحته فقابلها سيهون الذي يتكئ بكتفه على إطار الباب
"لمَ غادرتِ؟"
رمشت مرتين بإستغراب ثم هزت رأسها إلى الجانبين بحركة بسيطة
" انتهى التدريب، هل كان يجب أن أنتظر ؟"
ارتفع حاجبيها بحركة بسيطة فتنهد سيهون بعمق ثم تحدث بهدوء
"لديكِ فرصة للعودة إلى المنزل بسيارة خاصة، لن تضطري إلى دفع مقابل، و كذلك السائق وسيم فكيف تُضحين بهذه الفرصة ؟"
انفلتت منها ضحكة خافتة جعلت من طرف شفتي سيهون يرتفع بإبتسامة تلقائية و علّق بذات نبرته الهادئة
"تمتلكين ضحكة خلّابة"
تلاقت نظراتها مع خاصته لعدة لحظات قبل أن تشيح بعينيها جانباً بخجل
" لا تُغادري بدوني مُجدداً "
" لم أغفل عن المعنى الخفي خلف حديث هيجين"
ضمت شفتيها بضيق ثم تنهدت لتخفض رأسها
"لا أريد أن يتحدث عني الآخرين أنني قد حصلت على دوري في الفريق لأنني... "
التزمت الصمت لتضيق عقدة حاجبيها و رفعت نظراتها نحو سيهون الذي لم يمحو ابتسامته بعد فأغلقت عينيها بقوة و لم ترغب بإستكمال تلك الجملة
" لأنكِ؟"
مال برأسه نحوها يهمس بنبرة مُتسائلة فحرّكت عينيها نحو خاصتيه لتقضم باطن سُفليتها
" لمَ قبلت بكِ بفريقي؟ "
استرق نظرة نحو شفتيها ليُهمهم بتساؤل ثم رفع عينيه نحو خاصتيها مُجدداً
"لأنني راقصة جيدة"
"و لأنكِ واثقة من ذلك"
أكمل الإجابة عنها ثم مال برأسه نحوها أكثر فانكمش رأسها قليلاً حين أصبحت قادرة على الشعور بأنفاسه الهادئة تُلاطف وجهها
" إذا تحدث عنكِ شخص بالسوء فلن أدافع عنكِ"
عقدت حاجبيها بخفة فقهقه بخفوت ثم نقر أنفها بسبابته و استقام بوقفته ليضع كفيه بجيوب بنطاله
" سأدفعكِ إلى ساحة الرقص لتُثبتِ نفسكِ...هل تعتقدين أنني لم أتعرض لهذا النوع من المواقف؟"
أدارت عينيها بتفكير
"لكنك قائد الفريق "
" الأمر لا يتعلق بالفريق فقط، كانت هناك اتهامات بحقي بأنني لم أشتهر سوى لأنني وسيم وهذا يجذب الفتيات"
" أنت واثق من نفسك"
تمتمت فرفع كتفيه و أخفضهما بحركة سريعة
" إنها الحقيقة فماذا أفعل ؟"
هزت سوشيل رأسها إلى الجانبين بإبتسامة ثم عقدت ذراعيها إلى صدرها في حين تنهد سيهون بعمق و أكمل
" لكن الأمر يكون مزعجاً حين تأتيني اتهامات كهذه فكيف أتخلص من وجهي كي تتوقف هذه الثرثرة ؟...التزام الصمت و ترك موهبتي تُثبت العكس هو الحل لذا ها أنا قد استكملت سلسلة نجاحاتي و من ألقى بإتهامات باطلة لا أدري عنه شيئاً لأنه لا شيئ"
ضمت سوشيل شفتيها بتفكير فانحنى سيهون بجذعه قليلاً حتى أصبح وجهه مقابلاً إلى خاصتها
" لذا منذ الآن فصاعداً انتظريني لنعود سوياً "
" هل قلت ذلك فقط لتقنعني بالعودة معك؟ "
" بالطبع "
رفع كتفيه ببراءة زائفة ليعود بظهره إلى الخلف فقهقهت سوشيل بعدم تصديق
" و مازلتِ تدينين لي بوجبة"
أشار لها بسبابته و قبل أن يُغلق باب شقته غمزها بإبتسامة جانبية فرمشت سوشيل بعدم استيعاب لتُحرك رأسها في الأرجاء بتخبط
_____________
"حسناً "
تمتم بيكهيون وهو يترك توقيعاته على بعض الملفات حتى صدح صوت رنين هاتفه بالمكتب فألقى نظرة نحوه قبل أن يُشير إلى مُساعده بالإنتظار و جذب الهاتف ليُجيب على المكالمة
"مرحباً جدي...نعم لم أنسى.."
تنهد بيكهيون و أشار إلى مُساعده بأن يُغادر ليفعل ذلك
" و لماذا سأهرب ؟لقد وافقت على الموعد بنفسي...حسناً أعدك إن كانت جيدة فلن أعترض"
قلب عينيه حين تحدث جده بثقة عن مثالية الفتاة المقصودة ثم أومأ
" إذاً هل يُمكنك أن تتركني أنهي عملي كي ألحق بالموعد؟"
همهم و أغلق الهاتف ليضعه جانباً ثم حرك عينيه على الملفات مُجدداً كي يُراجعها قبل توقيعها
أنهى بيكهيون عمله تمام الخامسة ليُغادر الشركة مُتجهاً إلى المطعم حيث من المفترض أن يُقابل الفتاة التي لم يتوقف جده عن مدحها لشهر تقريباً
دفع باب المطعم و دخل خلف النادل كي يوجهه إلى الطاولة المقصودة لكنه توقف في مكانه حين لمح وجهاً مألوفاً
ذاك الوجه الذي لم يره منذ مدة
عقدت هيبا حاجبيها كما فعل هو الآخر، كان يجب أن تنسى عائلتهما هذا الأمر لا أن تضعهما بموعد آخر
زفر بيكهيون بغضب و كاد يعود أدراجه لولا أن هتف النادل
"من هنا سيدي"
التفت بيكهيون نحو النادل الذي وقف بجانب طاولة أخرى بعيدة عن خاصة هيبا فألقى نظرة نحو هيبا التي قلبت عينيها بعيداً عنه وتكتفت
ارتفع طرف شفتيه بإنزعاج من وقاحتها ثم سار نحو الطاولة الأخرى التي أشار لها النادل، و ربما يكره بيكهيون لقاء هيبا لكن من حسن حظه أنها كانت مجرد صدفة و لم يجمعه الجد معها مُجدداً!
عبث بالزهرة التي أمامه بملل ،و بعد بضعة دقائق التفت نحو طاولة هيبا يتأكد أن اختيار الطاولة ليس خاطئاً فبيكهيون لن يتحمل الجلوس معها لو للحظة واحدة
فتنهد براحة حين رؤيته رجلاً يجلس معها، يبدو شاباً ذا مظهر لائق لذا ربما هي الأخرى في موعد
"يا له من مسكين"
تمتم و التفت جانباً حين سمع صوتاً رقيقاً يتساءل
"بيون بيكهيون؟"
مرر عينيه عليها قبل أن يستقيم من مكانه بإحترام و أشار لها أن تجلس ثم عاد يُمرر عينيه عليها مُجدداً و هو يجلس بمكانه
ثيابها مُهندمة كأنثى رقيقة ،كانت تتناول الطعام و تتحدث بالباقة و تضحك برقّة
لا مانع لديها أنه يمتلك طفلة
و لا عيب بها ،كانت مثالية بصورة خانقة بالنسبة إلى شخص أتى ليرفضها
ابتسم بيكهيون بزيف حين استأذنت لتذهب إلى دورة المياه ثم جذب كوب الماء ليشرب الكثير كي يبتلع توتره معه
بيكهيون لا يريد الالتزام بأي امرأة، هو بالفعل اكتفى بإبنته
زفر و التفت عاقداً حاجبيه حين سمع صوت ضحك صاخب حيث هيبا التي تضحك بهيستيرية، و الرجل أمامها بدا مُحرجاً من نظرات الجميع إليهم
ضم شفتيه حاقداً عليها فرغم الإحراج الذي تسببه لنفسها لكن على الأقل هي تفسد مواعيدها و هو على عكسها لا يدري ماذا يفعل
عادت الفتاة لتجلس مُقابلة له فزيّف ابتسامته مُجدداً حين بدأت الحديث مباشرةً حول ابنته
و بيكهيون لم يُعجبنه حديثها عن هارين، لا يريد أن يُدللها أحد غيره ولا أن يعتني بها سواه، هو والدها و سيكون والدتها كذلك لكن لا يريد أن تكون امرأة غريبة أقرب إليها منه في مرحلة ما من حياتها
دون أن يدري أبعد عيناه عنها و اكتفى بهمهمات غير مهتمة لما تقوله
"قم بإستغلالها كما فعلت معك، سيكون مُسليّاً أن تتزوجا لفترة ثم تنفصلان لربما يُصدق الجد أنك لا تصلح للإرتباط"
صوت تشانيول ومض برأسه ليعقد حاجبيه
الزواج لفترة ثم الانفصال يبدو كفكرة غبية فربما ترفض لاحقاً أو تبتزه...
"عُذراً..."
قاطع حديث الفتاة أمامه بنبرة عالية قليلاً فرفعت حاجبيها بقلق
"أنت بخير ؟"
وبيكهيون أراد أن يقول بصوت عال انه غبي بسبب ما يفكر فيه
"في الواقع أنا...أحب إحداهن لذا.."
ضم شفتيه حين همهمت بعدم فهم فاقترب بيكهيون بجذعه من الطاولة و برر
"لم نكن على وفاق مؤخراً لذا خرجت بهذا الموعد لإثارة غيرتها و..."
بيكهيون مجدداً شعر بالحنق تجاه هيبا حين صفعت تلك الفتاة وجهه بالماء، فلماذا لا تنتهي كذباتها بكوب ماء يغرق وجهها كما حدث معه الآن؟
" أنت وقح"
استقام من مكانه و انحنى إليها بإعتذار ثم لملم أغراضه قبل رحيله و في طريقه أمسك بكف هيبا بغيظ و جذبها معها ليقاطع بذلك صوت ضحكاتها الصاخبة
" ما الذي تفعله؟ اترك يدي أيها القصير"
هتفت هيبا و هي تلحق به كي لا تقع بسبب جره لها لكن الآخر لم يُنصت إليها حتى وصل إلى سيارته
"اصعدي"
أشار لها أن تصعد فجذبت يدها من خاصته وعقدت حاجبيها
"ما خطبك؟ هل تعتقد أن لديك الحق في إلقاء الأوامر عليّ أو جري بهذه الطريقة و كأنني.. "
شهقت و وضعت كفها على شفتيها سريعاً حين اقترب منها بيكهيون فعقد حاجبيه لينظر إلى كفها التي تضغط على شفتيها فقهقه بعدم تصديق
"لن أقوم بتقبيلكِ أيتها الغبية"
قلبت عينيها و غمغمت بحديث غير مفهوم أسفل كفها فتنهد بعمق و أمال ليفتح الباب من أجلها
" لنتحدث بالسيارة"
تأتأت بسخرية لتتكتف
"لن أذهب معـ..."
لم تكمل حديثها إلا وقد وضع بيكهيون يده على رأسها و دفعها بقوة لتدخل إلى السيارة فعبست
دار بيكهيون حول السيارة و صعد إلى مقعده ثم قاد مبُتعداً عن المكان، و بمنتصف الطريق أوقف سيارته
"هيا انزلي "
" عُذراً؟ "
هتفت بلغة إنجليزية فالتفت إليها بيكهيون برأسه و أشار بحاجبيه نحو الباب
" من تظنني لـ..."
"سأُلقي بكِ خارج السيارة"
"حسناً"
تمتمت و أغلقت عينيها لتسحب نفساً عميقاً ثم بدأت بالصراخ
"النجدة، إنه يغتصبني، النجدة فليُـ..."
"يااا هل جننتِ؟ "
توسعت أعين بيكهيون بعدم تصديق و أمال نحوها ليضع كفه على فمها بقوة حتى التصق رأسها بالمسند خلفها لكنها لم تتوقف عن الصراخ أسفل كفه
" توقفي عن ذلك"
هزت رأسها إلى الجانبين أسفل كفه فضم بيكهيون شفتيه بغضب و اقترب منها ليُهسهس أمام كفه الذي يُلثم فمها
" اهدئي و لنتحدث كشخصين ناضجين"
قلبت هيبا عينيها بتفكير دون أن تتوقف عن الصراخ، و بعد قليل توقفت عن الصراخ لتُشير بحاجبيها نحو كفه فألقى نظرة نحوه ليسحبه بحذر بعيداً عن فمها ثم تنهد
"أردت فقط الهرب من ذاك الموعد"
قهقهت هيبا لتُشير بعينيها نحو ياقة قميصه التي مازالت تحمل بقعة كبيرة من الماء
"و النتيجة واضحة"
أخفض نظراته حيث أشارت ليزم شفتيه في خط مستقيم ثم رفع عينيه نحوها مُجدداً
"فعلتِها معي من قبل لذا لنقل أننا متعادلين"
"لا يهم، فقط أعدني إلى المنزل "
ارتخت على المقعد براحة فعقد بيكهيون حاجبيه
"بالطبع لن أفعل"
التفتت برأسها لتنظر إليه قليلاً ثم استقامت بجذعها بحركة سريعة فعاد إلى الخلف بتلقائية يبتعد عنها
"أرسلتني جدتي إلى الموعد دون سيارة كي يُعيدني ذاك الرجل الذي انتشلتني من أمامه لذا أنت مضطر إلى تحمل المسؤولية"
أطلق بيكهيون 'ها' ساخرة ليتخصر بذراع بينما الأخرى اتكأ بها على المقود
"هل كان سيُعيدكِ إلى المنزل؟ أثق بأنه ممتن لي لأنني انتشلتكِ من أمامه، لم يُفكر حتى في اللحاق بنا ومحاولة إيقافي "
قضمت هيبا شفتيها بإنزعاج فابتسم بيكهيون بإستفزاز
" سوف تقلني إلى المنزل أو ستقع بورطة.."
رفع كتفيه بسخرية فابتسمت بثقة و اقتربت منه لينعقد حاجبيه
" أنا مجنونة و أظنك تعرف هذا جيداً لذا قُد إلى منزلي "
ابتسمت ببراءة زائفة وهي تومئ برأسها
" اخرجي من السيارة"
"أنت طلبت ذلك"
رفعت كتفيها بلا مُبالاة و هي تعود إلى مكانها ثم فرّقت بين شفتيها لتصرخ فصفع فمها قبل أن تستكمل صرختها
"اخرسي حتى نصل، لا أرغب بسماع صوتكِ "
ضمت شفتيها بإبتسامة واسعة فأدار بيكهيون المقود
"إذا لم أتحدث كيف ستعرف بمكان منزلي؟ "
رمقها بحدة فأدارت عينيها وهي تقترب من جهاز الملاحة بينما تُتمتم
"حسناً سأضعه على جهاز الملاحة"
سجلت عنوان منزلها فتحرك بيكهيون يتبع الطريق على جهاز الملاحة بينما هيبا كانت تتحرك في مكانها كطفل مُزعج، و بيكهيون بجانبها يكاد يفقد عقله
" لمَ جررتها معي؟"
تمتم بحنق لينظر إلى النافذة بجواره و زفر بعمق ثم أعاد عينيه إلى الطريق أمامه فلمحها من الجانب ترفع قدميها لتتربع على المقعد
"هل فقدتِ عقلكِ؟"
هتف بعدم تصديق و هو يصفع قدمها فعبست لتخفض قدميها مُجدداً
"لا يُمكنك ضرب أنثى أيها القصير "
" و أين تلك الأنثى ؟"
"هل أصرخ لتعرف أين هي؟"
"فقط اخرسي"
_____________
تنفس جونغ إن بعمق ليفتح باب غرفة جده فابتسم الأخير و ربت على السرير يُشير إليه بالاقتراب
"هل ترغب بالنوم معي؟"
قلب جونغ إن عينيه وهو يجلس على طرف السرير بجوار جده
" لست طفلاً "
ضحك السيد كيم ثم همهم يحثه على الحديث فضم جونغ إن شفتيه ليميل الآخر برأسه
"جونغ إن"
"كنت أفكر في..."
تمتم و عاد يضم شفتيه مُجدداً لينظر جانباً بتردد
" لم نلتقي بسويون من قبل و...نكاد نصبح عائلة واحدة لذا...ما رأيك بدعوتها هي و السيد ايم إلى هنا؟"
قضم جونغ إن سُفليته ليُعيد نظراته إلى جده الذي رمش عدة مرات مصدوماً
"إن لم تكن تُريد ذلـ... "
" بالطبع أريد"
جفل جونغ إن من صوت جده العالي فتحمحم الآخر بإحراج و اقترب ليُمسك بكفي جونغ إن بين خاصتيه
" صُدمت لوهلة لأنك من طلبت ذلك لكن...يا إلهي أنا حقاً سعيد"
استقام بجذعه ليُعانق جونغ إن بقوة فأدار الأصغر عينيه بخجل و تمتم
" لا تُبالغ "
ضحك السيد كيم و ابتعد عن جونغ إن ليسأل
"بيكهيون لم يعد بعد؟"
"رأيته يدخل إلى غرفته مع هارين قبل قليل، لماذا؟ هل سار الموعد بشكل جيد؟ "
ضيّق جونغ إن عينيه بشك فزفر الجد ليدفع الغطاء بعيداً عن جسده
"أخبره أن يأتي إلى هنا و لتبقى مع هارين كي لا تسمع حديثنا"
"ماذا حدث ؟"
أمال برأسه بقلق فنفى جده برأسه
" سأتحدث معه أولاً "
همهم جونغ إن ليخرج من الغرفة بإستغراب متوجهاً إلى غرفة بيكهيون
طرق الباب ثم فتحه فالتفت إليه بيكهيون وهو يرتدي ثيابه
"ااه جونغ إن "
" جدي يرغب بالتحدث معك "
تبادلت هارين النظرات بينهما حين تنهد بيكهيون ثم دفعت والدها من الخلف
"لا يجب أن تترك جدي ينتظر"
همهم بيكهيون ليسير نحو الباب فلحق به جونغ إن
"ماذا حدث ؟"
"أفسدت الموعد"
اكتفى بتلك الإجابة فضم جونغ إن شفتيه و التفت إلى هارين التي تنظر إليهما بعدم فهم
" لم أنتِ لطيفة هكذا ؟"
انتحب جونغ إن وهو يقترب منها ليُداعبها فضحكت بصخب حين قام بحملها
ابتلع بيكهيون ريقه بتوتر ثم دخل إلى غرفة جده بعدما أذن له الآخر
كان ينظر إلى الفراغ بعبوس فاقترب بيكهيون منه ليلتفت إليه السيد كيم
" هل تمتلك حبيبة أم لا ؟"
سأل بجدية فضم بيكهيون شفتيه ليشيح بنظراته بعيداً عن جده
" أنت تكذب طوال الوقت"
"جدي صدقـ..."
"لن أصدق أي مما تقوله ولا أريد سماع شيئ"
قاطعه بضيق ثم استقام من مكانه و سار نحو النافذة ليبتعد عن بيكهيون
" تظنني طفلاً صغيراً تخرسه بكذباتك ولا تقدّر قلقي عليك..."
" أنا لم..."
حاول بيكهيون التبرير ففتح الجد النافذة بقوة ثم تكتف
" لن أفرض عليك أي شيئ بعد الآن كي لا تضطر إلى الكذب، يبدو أن وجودي في حياتك يسبب لك العديد من المشاكل"
"أنت تُفسر الأمور على نحو خاطئ جدي "
مسد بيكهيون جبينه بتوتر فنفى جده برأسه
" كل ما أردته هو أن أطمئن على أحفادي قبل موتي لكن ما أحصل عليه هو الأكاذيب...اخرج رجاءً أرغب بالبقاء وحدي "
رفع الجد رأسه نحو السماء بعبوس فتنهد بيكهيون و اقترب منه ليُعانقه من الخلف
" تعرف أنني أحبك"
" ما أعرفه هو أنك تحب الكذب عليّ"
زم بيكهيون شفتيه حين دفع جده يديه بعيداً عنه و عاد إلى السرير ليستلقي فوقه
" أطفئ الضوء "
حرك بيكهيون عينيه جانباً بضيق ليزفر ثم عاد إلى غرفته فحرك جونغ إن عينيه معه لكنه لم يتمكن من التحدث معه بسبب وجود هارين
_____________
بيكهيون pov
ألقيت نظرة على الساعة بهاتفي، كانت الثالثة إلا دقائق بسيطة و بعد ساعات معدودة يجب أن أستيقظ من أجل العمل لكنني مازلت عاجزاً عن النوم
رأسي مازال يُفكر في الأمر
ظننت أن بإفساد الموعد سينتهي كل شيئ كما تفعل تلك الفتاة لكنني نسيت تماماً أمر جدي
بالطبع سيعرف بما قلته و أنا منذ فترة قصيرة أخبرته أنه لا وجود لإمرأة في حياتي
الآن أنا كاذب بنظره، و مُجدداً سيُلقي باللوم على نفسه
فكرت أنه لربما أتزوج الفتاة من موعد اليوم، أعقد معها صفقة مؤقتة كما قال تشانيول من قبل، و كما كذب هو الآخر كي تنجو قصة حبه من الهلاك
لكن لا تبدو كشخص قد يوافق على ذلك، و بالطبع ستُخبر جدي و قد تسوء حالته حينها من الحزن فلن يُسامحني بكذبة كهذه
وبلا شك علاقتنا سوف تتدهور
تنهدت بضيق لأدفع رأس هارين بلطف بعيداً عن صدري ثم تركتها ترتخي على الوسادة لأبتعد عن السرير
تحركت ذهاباً و إياباً بخطوات سريعة لربما أشعر بالنعاس إن بذلت بعض الجهد لكن رأسي لا يتوقف عن التفكير
لا يمكنني نسيان نظرات جدي الحزينة و الآن لا أعرف كيف أبرر له كذبتي على تلك الفتاة
إن قلت أنني أمتلك حبيبة بالفعل بغض النظر عن هويتها التي لا أعرفها لكن هذا يعني أنني كذبت عليه حين أخبرته أنني لا أمتلك واحدة
و إن قلت أنها كذبة لأتخلص من الموعد فلن يُساعد هذا بتحسين موقفي أمامه
بعثرت شعري بإنزعاج و انحنيت لأضم رأسي أكتم صراخي كي لا تستيقظ هارين
" لا يُمكنني الزواج منه عدا أنه بشع و أحمق إلا أنني أيضاً أرغب بالسفر إلى باريس و استكمال دراستي لذا على احداكن أن تتنازل و تقبل به"
عقدت حاجباي حين رأيت صورتها تتطاير حول رأسي كفقاعة كبيرة
تلك الصغيرة المزعجة
زفرت بعمق و اقتربت من السرير فبالتأكيد سوف أنام هذه المرة
استلقيت و سحبت الغطاء أضعه فوق رأسي لكن صوت تلك الفتاة عاد يطرق بعقلي من جديد
" لكن تلك العجوز سرقت جواز سفري و ترفض مُغادرتي كوريا، تريد مني الزواج أولاً ثم السفر لاحقاً مع زوجي، لديها تفكير تقليدي غبي "
زفرت لأزيح الغطاء قليلاً بأعين لا يبدو أن النوم قد يُدركها بوقت قريب
صفقة زواج؟!
لم قد تقبل إحداهن بذلك؟
و كيف أثق بأنها لن تتراجع ؟بل من أين يمكنني المجيئ بفتاة تدعي أنها حبيبتي و كيف أفسر لجدي أنني لم أكذب رغم تناقض موقفي؟
لم الأمر معقد هكذا ؟
________________
تبادلت هيبا النظرات مع جدتها بأعين ضيّقة كخاصتي الأخرى
كانتا تنظران إلى بعضهما كقطتين على وشك الشجار لكن أصغرهما كان شعرها مُبعثراً يوضح أن الشجار قد انتهى بالفعل
" لا يُمكنكِ استغلال أنني فتاة يتيمة وحيدة و تقومين بضربي"
" تمتلكين أماً و لديك عائلة لذا لا تحاولي إثارة شفقتي"
شابكت الجدة يديها فوق فخذيها فعبست هيبا ثم حركت أناملها بين خصلات شعرها تقوم بتهذيبها لكنها سرعان ما تأوهت بألم حين تشابك شعرها و شعرت به ينجذب من فروة رأسها
" عجوز قاسية "
رفعت السيدة يون كتفيها بلا مبالاة ثم استقامت من مكانها فجفلت هيبا التي تجلس على الأريكة المقابلة إلى جدتها
" بجدية، ألا تشعرين بالخجل ؟لماذا دائماً هناك رجل من حولك؟ لقد فهمت أن بالمرات السابقة كان حبيبك الذي تحاولين العودة معه، لكن هذه المرة من يكون؟ "
هتفت بإنفعال نهاية حديثها فقلبت هيبا شفتيها ببراءة زائفة لتقترب منها الأخرى بخطوات واسعة أطلقت هيبا على اثرها صرخة مفزوعة و قفزت من فوق الأريكة لتهرب من جدتها
" لن أترككِ اليوم يون هيبا"
" لم أفعل شيئاً، انتهى الموعد البارحة فلماذا تذكرين الأمر الآن؟"
تذمرت وهي تدور حول الأرائك بينما تلحق بها الأخرى
"لو لم أذهب إلى الجمعية اليوم لما عرفت بالأمر، قُلتِ بأن الموعد سار على ما يرام"
توقفت السيدة يون وهي تلهث بينما حاجبيها ارتفعا بعدم تصديق فتوقفت هيبا هي الأخرى و التفتت لتنظر إليها
" حقاً ؟ربما نسيت فأنا أتناول الكثير من الأطعمة الغير صحية وهي تؤثر على العقل "
" العقل فقط ؟"
تكتفت السيدة يون و هي تلقي بنظرة سريعة على جسد هيبا فاحتضنت الأخرى جسدها لتقول بدرامية
"هذا تنمر"
"لم أقل شيئاً"
"عينيكِ تفضحان ما يدور برأسكِ أيتها العجوز "
صرخت الجدة بإنزعاج لتركض نحو هيبا فهربت الأخرى سريعاً و لعدة دقائق كانتا تدوران بغرفة المعيشة حتى أوقفهما رنين الجرس فبدلت هيبا اتجاهها إلى الباب كي تحتمي بأي كان الزائر
فتحت الباب بصدر يعلو و يهبط بوتيرة سريعة ليجفل بيكهيون فلم يتوقع أن يأتيه الرد سريعاً...كاد يهرب و يتراجع لو تأخرت لحظات وهذا ما تمناه قبل أن تفتح الباب مباشرةً
"من... ااه بيكهيون هذا أنت"
ابتسمت السيدة يون بوسع حين رؤيته فابتسم نحوها بزيف ثم أعاد عينيه نحو هيبا التي مازالت تحاول التقاط أنفاسها
"لنتحدث"
أمسك بيدها و جذبها معه نحو سيارته فتابعتهما الجدة بعينيها حتى صعدا إلى السيارة
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top