1

Start

إضاءة زرقاء خافتة ،مسافات واسعة بين طاولات الحانة المُلتف حولها أرائك راقية ذات ملمس ناعم

حول إحدى الطاولات جلسن الفتيات الأربعة من عائلة يون تتبادلن النظرات

الأكبر بينهن كانت ذات قوام ممشوق ترتدي بذلة أنثوية مُهندمة ذات صدر مفتوح ،تضع القدم فوق الأخرى بينما تبتسم بثقة

تجلس مُقابلة لها الأصغر منها ترتدي قميصاً أسود ذا ياقة، سترة جلدية سوداء و بنطال أسود اللون و جسدها النحيف كان واضحاً ضعفه من خلال ملابسها التي تلتصق بجسدها

على يمينها كانت تجلس الأصغر منها، تصغرها ببضعة أشهر

ترتدي هودياً صبيانياً فضفاضاً و بنطالاً جينز واسع بينما شعرها الطويل تجمعه بعشوائية و بين الحين و الآخر تضبط نظارتها الطبية بنظرات حذرة تُلقيها بين أكبرهن و بين أصغرهن التي تجلس مقابلة لها

الأصغر بينهن كانت الأقصر بينهن كذلك ،ترتدي ثياباً عصرية

جسدها ممتلئ و منحنياتها واضحة

كل منهن امتلكت شخصية تختلف عن الأخرى لكن أربعتهن اجتمعن على شيء واحد حتى و إن كان لأسباب مختلفة

لا للزواج

"لنعقد رهاناً"

هتفت الأصغر بينهن ذات الجسد المُمتلئ فابتلعت المُقابلة لها ريقها بذعر مُدركة أن الرهان ستخسره

" سنُحدد رجالاً..."

"رجالاً ؟!"

توسعت أعين المُقابلة لها فاقتربت الصُغرى بجذعها من الطاولة و أكملت

"سنقوم بتقبيلهم"

"تقبيل؟!"

صرخت هامسة لترفع نظاراتها بسبابتها ثم رمشت مرتين

" من لن تكون قادرة على فعل ذلك هي من ستتزوج"

"زواج؟"

مُجدداً صرخت لتضع يدها على فمها سريعاً كي لا تلفت الانتباه لنفسها

الكُبرى ابتسمت حين فهمت ما تقوم به أصغرهن ، هذا الرهان محسوم بالفعل

" تلك الطاولة هناك تضم خمسة رجال، لا بأس ان قمت بتقبيل اثنين"

قهقهت الكُبرى فضحكت معها الصُغرى لتضربا كفيهما معاً بينما الأنحف بينهن كانت هادئة ليست مُعترضة ولا متحمسة لذلك

إلا أن ذات النظارات تكاد تفقد وعيها ،ابتلعت ريقها بصعوبة و التفتت تنظر إلى الطاولة المقصودة حتى رأت الشباب الخمس المقصودين يتبادلون الحديث في هدوء و جدية واضحة

"لا"

تمتمت بعبوس لتُعيد عينيها إلى الفتيات و دون مبالغة كانت عينيها دامعتين تكاد تبكي إن رمشت

"رجاءً ليس طاولة بارك تشانيول"

"ااه عُذراً تشانسوك لقد وُضع الرهان بالفعل و من يعترض فليرفع يده"

رفعت ذات النظارات يدها بلهفة ثم حركت عينيها بينهن لكن لا أحد رفع يده عداها

"سوشيل"

همست بعبوس تستنجد بالفتاة الهادئة هنا لكن المقصودة هزت رأسها إلى الجانبين بحركة بسيطة

و....

ربما لا أحد يفهم شيئاً ،لم اجتمعن سوياً و لم هذا الرهان المفاجئ ؟

و ما الذي يدفع تشانسوك إلى القبول به رغم رفضها لذا...

ربما علينا العودة إلى الوراء قليلاً....فقط قبل يوم واحد

_____________

"عُذراً سيد مارك لكن اتفاقنا كان واضحاً ،لا يجب عرض القلادة قبل حفل انطلاق المجموعة الخريفية"

نبست بجدية عبر الهاتف، كانت تعقد حاجبيها، و يدها الحرّة تطرق على الطاولة بغضب واضح

أغلقت الهاتف و وضعته على الطاولة ثم التفتت إلى موظفيها المُلتفين حول طاولة الإجتماعات التي تترأسها

" لن تُغادروا اليوم قبل حل هذه المشكلة "

أشارت لهم بسبابتها بتحذير ثم التفتت إلى مُحامية الشركة

"أرسلي تفاصيل التعويض إلى محامي السيد مارك ،ولا تسمحي له بالتفاوض"

انحنت إليها برأسها

"أمركِ آنسة هانييل"

أومأت هانييل ثم وقفت من مكانها لتُغادر غرفة الإجتماعات فلحقت بها مُساعدتها تُملي عليها جدول اليوم

و في مكان آخر كانت تجلس الحفيدة الأصغر لعائلة يون أمام التلفاز تُشاهد عرض أزياء بأعين لامعة بينما تتناول المُقرمشات

"يون هيبا"

انتفضت بفزع حين سمعت صراخ جدتها فأخفت كيس المُقرمشات أسفل فخذها ثم مسحت على شفتيها لتقوم بتغيير القناة سريعاً و ببراءة مزيفة عقدت ذراعيها إلى صدرها تدّعي اهتمامها بالفيلم الذي يُعرض أمامها

" هيبا"

التفتت إلى جدتها و ابتسمت بوسع مريب فأشارت لها جدتها

"لمَ لمْ تذهبي إلى موعدكِ اليوم؟"

التفتت هيبا لتجلس على الأريكة بصورة عكسية بينما تتكئ بمرفقيها على مسند الأريكة

" لم يجب أن أذهب أنا ؟هانييل هي الأكبر بيننا و... هناك سوشيل إنها التي تليها و تشانسوك، لم تقفزون إلى الصغرى مباشرة؟ مازلت صغيرة و للتو تخرجت "

هتفت بعدم تصديق ثم طرقت بيدها على الأريكة

" أليس هيونغجاي مُعجباً بتشانسوك منذ عشر سنوات تقريباً؟ أنتِ تُحبينه أيضاً لذا استدعيه إلى هنا و ليتزوجا، مُبارك لكِ مُقدماً "

ختمت حديثها بتصفيق حار بينما تهز رأسها إلى الجانبين فرمقتها جدتها بنظرات فارغة إلى أن انتهت

" الموعد هيبا"

المقصودة صرخت و ألقت بنفسها فوق الأريكة ليُصدر كيس المُقرمشات صوتاً فتنهدت جدتها

" لم تشتركين بالنادي الرياضي إن كُنتِ لن تهتمي بالذهاب أو اتباع نظاماً غذائياً سليماً؟"

رفعت هيبا رأسها عن الأريكة لتنظر إلى جدتها ثم ابتسمت بوسع

"لأنكِ طلبتي ذلك "

"طلبت أن تفقدي بعض الوزن لا الإشتراك بالنادي الرياضي دون فعل شيئ"

رفعت جدتها حاجبيها تؤكد ذلك فقلبت هيبا عينيها ثم رفعت كتفيها

" أنا أحب جسدي و تدليله بالطعام لذا ما رأيكِ أن تخبري سوشيل أن تعتني هي بجسدها ؟إنها هيكل عظمي، يالها من مسكينة لا تعرف ماذا يفوتها "

تنهدت الجدة مُجدداً ثم لوّحت بيديها في الهواء

" لن أتجادل معكِ لكن الموعد سيكـ..."

" هذا ظلم، لماذا أنا ؟"

قاطعتها هيبا بدرامية لتُلقي بنفسها على الأريكة مُجدداً ثم سحبت الوسادة لتضعها فوق رأسها بينما تبكي بزيف فاقتربت السيدة يون و انحنت بجذعها نحوها

"هل قسوت عليكِ صغيرتي ؟"

ربتت على كتف هيبا فأومأت بعبوس من أسفل الوسادة لتُهمهم جدتها

" لن أظلمكِ بعد الآن"

أبعدت هيبا الوسادة عن رأسها بلهفة لتبتهج ملامحها

"هذا يعني أنني لن أذهب إلى الموعد؟"

ابتسمت جدتها لتُربت على رأسها

"بل يعني أنني سأُزوج أربعتكن هذا العام "

ضمت هيبا شفتيها بصراخ مكتوم فقهقهت جدتها لتُربت على رأسها مُجدداً قبل مُغادرتها

____________

رفعت تشانسوك نظارتها بواسطة سبابتها بينما تنقر بأصابعها بوتيرة سريعة على أزرار حاسوبها تُعيد صياغة الخبر الذي تعمل عليه قبل إصداره

جميع زُملائها بالمكتب كانوا مشغولين بعملهم الخاص لذا المكان كان هادئاً ما ساعدها أكثر على التركيز

تشانسوك كانت تعمل بجريدة إلكترونية مشهورة ،هي قائدة فريقها و التي تقوم بمراجعة جميع الأخبار الخاصة بفريقها قبل إطلاقها مباشرةً

في مكتبها يوجد فريقين أحدهما يتكون من أربعة نساء و فتى و ذلك كان فريق تشانسوك الذي اختارته بعناية كي تتجنب الرجال

لكن لحظها العثر الفتى الأصغر ووبين انضم إلى الجريدة آخراً لذا أُجبرت على ضمه إلى فريقها كونه كان أقل عدداً من أعضاء الفريق الآخر

بينما الفريق الآخر كان قائده بارك تشانيول، رجل ذو جسد مُعضل بصورة غير مُنفرة

عينيه واسعتين بهما لمعة لطيفة بينما غُرّته التي تنسدل على جبينه تمنحه مظهراً طفولياً لطيفاً لا يتناسب مع جسده...هذا بالنسبة إلى الأشخاص الطبيعيين

يُمكن لأي شخص طبيعي رؤية أن بارك تشانيول رجل مليئ بالجاذبية، لطيف و رجولي بالوقت ذاته...رجل وسيم و ناجح

لكن بالنسبة إلى تشانسوك التي تخشى الرجال كان بارك تشانيول على رأس القائمة التي تثير رعبها ...عينيها تراه بصورة مختلفة تماماً عن الآخرين

طاولة تشانسوك كانت تضم أربعة من الموظفين تفصل بين أجزائهم الخاصة مجرد ألواح خشبية رقيقة

بارك تشانيول كان يجلس أمامها مباشرةً لذا ما إن تجلس في مكانها تدفن وجهها بحاسوبها ولا ترفع عينيها عنه خشية أن تتلاقى نظراتهما فيرمقها بنظراته المُخيفة - كما تعتقد -

بينما الآخر كان يبتسم خفية كلما لمح سبابتها ترتفع نحو نظارتها فيرفع عينيه ليسترق نظرة نحوها

حلّ موعد الغداء فدفع تشانيول مقعده بينما تشانسوك بدأت بلملمة أغراضها بسرعة ثم حملت علبة الطعام خاصتها لتهرب إلى سطح الشركة تتجنب بذلك فرصة التواصل مع أي شخص أثناء الغداء

تنهد تشانيول بعمق حين رآها تركض هاربة و هناك صوت قهقهات ساخرة من جانب زُملائها فوضع كفيه بجيوب بنطاله و توجّه إلى غرفة الطعام في الدور السُفلي حيث اجتمع الموظفين من مختلف الأقسام

" أحضرتها لك"

رفع عينيه نحو زميلته التي وضعت عبوة مشروب غازي بجانب صحن طعامه و بخفة أومأ إليها شاكراً إياها

"هل أفتحها لأجلك ؟"

هتفت أخرى و جذبت تلك العبوة تفتحها دون انتظار رد منه فأومأ إليها هي الأخرى بحركة بسيطة ليتناول طعامه في هدوء

( كنت أتثاءب و رأيته يرمقني بعينيه الواسعتين
إنه يكرهني
أنا واثقة أنه يفعل ذلك لأنني رفضت الإشتراك معه في كتابة المقال الأخير
هو في الفريق المنافس لذا كيف أساعده ؟)

أرسلت تشانسوك العديد من الرسائل إلى مجموعة الدردشة الخاصة بها و بفتيات العائلة الثلاثة، و حين لم تتلقى رداً رفعت نظارتها بسبابتها لترمش عدة مرات ثم تركت هاتفها جانباً و أمسكت علبة الطعام لتتناول طعامها بإستمتاع بينما تهز قدميها في الهواء حيث تجلس فوق سور الشركة العريض

و...رؤية حديقة الشركة الفارغة من الطوابق العليا أثناء تناولها الطعام كان أفضل بمراحل من الإنضمام إلى الموظفين الآخرين

حين أنهت طعامها أغلقت العلبة لتُعيدها إلى حقيبتها ثم مسحت يديها بمنديل قبل أن تعود إلى الأسفل حيث مكتبها

توقفت في مكانها لوهلة حين رؤيتها تشانيول يعود إلى مكتبه و من حوله عدة فتيات تتحدثن معه فيُنصت لهن بمُجاملة لكن...بأعين تشانسوك هو كان لعوباً يجذب الفتيات حوله، لا يواعدهن و يستمتع برؤيتهن تتهافتن عليه

حرّك تشانيول عينيه معها حين أسرعت بخطواتها نحو مكتبها لتسبقهم، و ما إن جلست خلف حاسوبها لم ترفع عينيها عنه حتى وصلتها رسالة فجذبت هاتفها سريعاً و معه جذبت انتباه تشانيول لينظر إليها

( هناك كارثة أكبر من بارك تشانيول)

عقدت حاجبيها حين وصلتها رسالة هيبا لترفع نظارتها بتوتر

( جدتي لن تزوج واحدة فقط بل أربعتنا، إنها مُصرّة و الآن تبحث عن أربعة رجال من أجلنا)

شهقت تشانسوك لتضع كفها على فمها فحرك تشانيول رأسه بقلق و كاد يطمئن عليها إلا أن قدمه بدون قصد ارتطمت بخاصتها أسفل الطاولة فرفعت عينيها نحوه

أشار لها بكفه بإعتذار فأخفضت عينيها عنه سريعاً ثم خرجت من المكتب بينما تُجيب رسالة هيبا

( لا يمكنني الزواج، أنا غير مستعدة)

(و هل أبدو مستعدة لذلك ؟أريد أن أسافر إلى باريس ،أستكمل دراستي و أكون مصممة مشهورة لا ربة منزل تحمل سترة زوجها حين عودته من العمل و تقوم بتغيير الحفاض إلى الأطفال، أنا أكره الأطفال)

ضمت هيبا شفتيها بصراخ مكتوم و هي تنظر إلى باب الحمام المُغلق حيث هربت من جدتها التي أخذت تعرض عليها صوراً لكثير من الرجال

لم يكن أي منهم مناسباً لذوقها في الرجال على الأقل

انحنت سوشيل لتحمل هاتفها بيد بينما باليد الأخرى كانت تمسح عرقها بالمنشفة ،مررت الرسائل لتراها ثم أجابت

( أنا مشغولة هذه الفترة و لن أضحي بالمسابقة من أجل أمر كهذا)

( أنتِ أكبر مني فلماذا أتزوج أنا قبلك ؟)

تساءلت هيبا بعبوس فأجابتها سوشيل

(هانييل هي الأكبر بيننا)

( و هل يجب أن أترك الشركة و أعمال العائلة تقع لكي أضيف رجلاً جديداً إلى العائلة لا أدري حتى ما فائدة وجوده؟)

تُركت رسالة هانييل لفترة دون رد ،تركت سوشيل هاتفها و اقتربت من منتصف الغرفة الواسعة لتتنفس بعمق ثم استكملت تدريبها متجاهلة هاتفها

تشانسوك أخذت تقضم أظافرها بتوتر بينما هيبا التزمت الصمت لبعض الوقت قبل أن تتذمر بأنها الصُغرى لكن لا أحد أجابها

في منزل آخر واسع ،امتلأت العديد من أركانه بميداليات ذهبية، جوائز تحمل الرقم واحد، و العديد من شهادات التقدير

الرجل الثلاثيني ذو البشرة الشاحبة، الأعين الهلالية و الملامح الهادئة كان يقف بمطبخه يصنع كوباً من القهوة إلى أن شعر بكفين تُحيطان بخصره فأنزل عينيه ينظر إلى تلك اليدين ثم حرك رأسه جانباً حين شعر برأس تتكئ على ظهره

"صباح الخير عزيزي"

تنهد ليحمل كوب قهوته ثم خرج إلى غرفة المعيشة ليضع الكوب فوق الطاولة و قام بفتح حاسوبه بينما تلك الفتاة من المطبخ مسحت على شعرها قبل أن تقترب منه و أمالت نحوه لتُحيط عنقه بذراعيها من الخلف ثم اتكأت بذقنها على كتفه

"ماذا تفعل ؟"

ابتعد عنها ليحمل كوب القهوة من فوق الطاولة و ارتشف منه القليل فزفرت بغضب طفيف

"ما خطبك سيهون؟ أنا أحاول تصحيح الأمور بيننا و أنت..."

رفع يده إلى الخلف دون أن يلتفت نحوها فعقدت حاجبيها

"ماذا؟"

"مفتاح المنزل"

أجابها بهدوء ثم التفت برأسه لينظر إليها

"و مرة أخرى حين تثملين لا تأتي إلى منزلي لأنني سأُلقي بكِ في الخارج"

"سيـ... "

لانت ملامحها و كادت تعتذر لكنه التفت ليضع سماعات رأسه و أشار لها بالمُغادرة فضربت الأرض بقدميها بغضب ثم عادت إلى الغرفة لتحمل حقيبتها

و لمرة أخيرة ألقت نظرة نحوه لكنه كان مشغولاً بمشاهدة بعض مقاطع الفيديو و تقييمها

_____________

" سيد بيكهيون ،هذه الملفات"

همهم بيكهيون إلى مُساعده فترك الآخر الملفات فوق طاولة المكتب و غادر ليُمسّد بيكهيون جبينه بإرهاق

حمل أغراضه الخاصة و حمل الملفات معه ليعود إلى المنزل، و ما إن فتح الباب سمع صوت أقدام صغيرة تقترب منه إلى أن عانقت طفلته ساقيه فابتسم

" ألم نتفق أن تذهبي إلى النوم باكراً؟"

لوت شفتيها الرقيقتين ثم مدت ذراعيها إليه لتحمل عنه الملفات فتركها لها و احتضن كتفها بينما يسير معها إلى الداخل وجسده يميل نحوها كي يصل إلى مستواها

" غداً عُطلة لذا أردت أن أنتظرك"

"هل نام الجميع؟"

همهم فرفعت كتفيها بعدم ثقة

"عمي جونغ إن بغرفته كالعادة و عمي كيونغسو لم يعد بعد، امممم جدي يونمين قال أنه سيذهب إلى النوم لكن لا أعرف هل نام أم لا...لقد دخل قبل قليل"

همهم بيكهيون بتفهم ليفتح باب غرفته و دفع ابنته ذات السابعة

اقتربت لتضع الملفات فوق الطاولة و ركضت بعدها إلى الكُرسي لتجذبه نحو خزانة الملابس ثم قامت بفتحها و صعدت إلى الكرسي كي تخرج ثياباً لوالدها

" كيف كان يومك؟ "

سألته لتُلقي نظرة نحوه فهمهم بيكهيون بتفكير ليخلع ربطة عُنقه و اقترب منها ليُساعدها بحمل ثيابه ثم حملها و وضعها أرضاً قبل أن يُغلق باب الخزانة

" كان مُرهقاً للغاية، اقترب انطلاق اللعبة و لذا الأمور متوترة قليلاً، ماذا عن يومكِ في المدرسة؟ "

ربتت على كفه و رفعتها لتُقبلها ثم أشارت إليه

"سأُحضر كوب عصير لأجلك حتى تُبدل ثيابك ثم سأُخبرك بكل شيئ"

فردت ذراعيها نهاية حديثها فقهقه بيكهيون ليومئ إليها ،و بعدها ركضت إلى خارج غرفته متوجهة إلى المطبخ في الدور السُفلي لتُحضر العصير من أجل والدها

فتحت باب غرفته بحذر و هي تحمل الكوب الذي ملأت نصفه فقط كي لا ينسكب منها فربت بيكهيون على السرير بجانبه لتقترب منه و بعدما حمل الكوب منها صعدت إلى جانبه لتحتضن خصره بذراعها الصغيرة و وضعت رأسها على صدره

" ملابسي الرياضية تمزّقت اليوم لذا أريد أخرى جديدة"

"كيف تمزّقت؟"

عقد حاجبيه بقلق فتنهدت الصغيرة

" وقعت حينما كنت أركض ،أنا أكره الرياضة"

استقام بيكهيون بجذعه فاستقامت معه هي الأخرى لتنظر إليه بعبوس

" هل تأذيتِ ؟"

أومأت ثم رفعت بنطالها لتكشف عن رُكبتها اليُسرى

" اووه إنها حمراء "

عبست شفتي بيكهيون لتعبس هي أكثر و أومأت فانحنى برأسه ليضع قُبلة على منطقة الاحمرار

" بخير الآن ؟"

أومأت لتضحك ثم عانقته مُجدداً و بدأت بالتحدث عن يومها المدرسي بتفاصيله الصغيرة و الكبيرة حتى شعرت بهدوء والدها و توقفه عن التعليق على حديثها فرفعت عينيها نحوه

ابتعدت عنه بحذر حين رأته نائماً ثم سحبت الغطاء لتضعه فوقه، و بلطف تركت قبلة على رأسه لتُربت عليه برقّة

"أتمنى أن ترى أحلاماً جميلة أبي"

همست ثم عانقته مُجدداً لتُغلق عينيها

________________

وقف متوسط القامة أمام باب غرفة ابن خاله-الشاب الأصغر في عائلتهم - ليطرق باب الغرفة ثم دخل بعدها دون الحصول على اذنه فكما توقع...هو كان يضع سماعات الرأس بينما يلعب ألعاب الفيديو

تنهد و اقترب منه ليخلع عنه سماعات رأسه فرفع الآخر عينيه نحوه

"ماذا تريد؟"

أعاد عينيه سريعاً يستكمل لعبته فابتعد عنه الآخر ليُغلق الجهاز

"  كنت على الهواء الآن، كيف تفعل ذلك؟ "

هتف بإنفعال و استقام من مكانه ليقترب من الجهاز كي يُعيد فتحه لكن الآخر استوقفه

"جونغ إن، أنت تُفسد حياتك بيدك"

"شكراً للمعلومة الثمينة دو كيونغسو"

أجابه بسخرية ليعود إلى مكانه مُجدداً فحرك كيونغسو عينيه معه

"أليس لديك عمل؟ "

جونغ إن سأل بإستغراب دون أن يُبعد عينيه عن الشاشة فتنهد كيونغسو

" سأذهب الآن لكن بشأن موعدك البارحة مع جونميون.."

قاطعه جونغ إن بإنزعاج

" صديقك يعتقد أنه سيعرفني أفضل مني"

"ربما لأنه طبيب؟"

رفع كيونغسو حاجبيه بسخرية لينظر إليه جونغ إن بجانبية ثم أومأ

"طبيب فاشل"

استقام كيونغسو من مكانه فلوّح إليه جونغ إن دون إهتمام ليقول كيونغسو

" سنلتقي مساءً في الحانة لنتحدث، سأراسلك ما إن ينتهي عملي لذا كن جاهزاً "

" هل تريد مني أن أخرج من غرفتي لأخرج إلى العالم حيث البشر السيئين و..."

"سأصطحبك بالسيارة من المنزل إلى الحانة و كذلك لدينا حجز مسبق لذا فرصة لقائك مع أي غريب هي صفر"

كيونغسو قاطعه بجدية لينعقد حاجبي جونغ إن، و هذه المرة التفت يُواجه الآخر

" لا يُمكنني الخروج، هل تريد مني أن أموت؟ لا يُمكنني أن ألتقي بالبشر، إنهم سيئين"

أغلق كيونغسو عينيه لوهلة ثم أعاد فتحهما ليومئ إليه

" هذا أمر طبيعي، في كل شيء يوجد السيئ ويوجد الجيد...ألست بشرياً جيداً جونغ إن؟"

رفع حاجبيه نهاية حديثه ففرّق جونغ إن بين شفتيه يحاول الاعتراض لكنه لم يجد ما يقول فابتسم كيونغسو و ربت على كتفه قبل أن يُغادر

"لا تنسى موعدنا"

هتف و هو يُغلق الباب خلفه بينما جونغ إن ظل في بُقعته مُتجمداً فلا بُد من وجود حل لهذه الكارثة

______________

( فلتأتوا اليوم لنتحدث، جدتي حددت قائمة من الرجال بالفعل و أنا سأفقد عقلي حتماً)

مررت هانييل عينيها الناعستين على رسالة هيبا ثم رفعت الهاتف نحو شفتيها تُجيب بصوتٍ يحمل آثار النوم

" لقد قلت رأيي بهذا الأمر، أنتِ بلا عمل هيبا و جدتي ترفض سفرك إلى الخارج دون زواج لذا لم لا تتزوجي أنتِ؟ إنها فرصتك لتحقيق حلمكِ"

(منذ متى تستيقظين بهذا الوقت؟)

أرسلت تشانسوك هي الأخرى رسالة تشعر بالغرابة من استيقاظ هيبا بوقت باكر فأرسلت إليهم رسالة صوتية تصرخ فيها بإنفعال

" و هل تمكنت من النوم حتى؟ تلك العجوز تُطاردني منذ البارحة و لا أعرف من أين تعرف كل هؤلاء الرجال؟ اليوم سنتحدث و نتخذ قراراً فجدتي قد قررت بالفعل أن أربعتنا سنتزوج لذا لنرى من ستكون الضحية الأولى لأنني لن أكون كذلك"

أنهت رسالتها بإصرار فقضمت تشانسوك أظافرها بتوتر بينما هانييل أُغلقت عينيها لتعود إلى النوم تتجاهل هيبا

و بعد أن بقت لنصف ساعة تنتظر منهم رداً و لم تجد ها هي قد أرسلت رسالة أخرى تحمل عنواناً ثم أرفقته برسالة

( مساءً لنلتقي بهذه الحانة و من لن تأتي ستكون هذه موافقة صريحة منها لتذهب هي بذلك الموعد)

أُغلقت هيبا هاتفها لتضعه فوق الطاولة ثم تكتفت بأعين حمراء ناعسة

هي لن تحطم أحلامها من أجل الزواج برجل غريب و إنجاب الأطفال...هي تكره الأطفال

_____________

"صباح الخير"

هتف شاباً ضئيل البنية بإبتسامة واسعة حين دُفع باب المقهى ثم التفت ليتبادل النظرات مع زميلته بالعمل حين رؤيتهما كيونغسو يدخل من الباب

"مرحباً"

ابتسم إليهما كيونغسو و تقدم من الثلاجة الزجاجية لينظر إليها ثم رفع عينيه نحو الفتى

" كعكة الجبن ؟"

"للأسف لقد تأخرت اليوم"

ضم كيونغسو شفتيه لينظر إلى الكعك المتواجد أمامه ثم تنهد

"لا بأس، قهوة مثلجة قليلة السكر رجاءً"

انحنى إليه الفتى بإبتسامة فابتعد كيونغسو ليجلس حول إحدى الطاولات ينتظر تجهيز قهوته

"تفضل سيدي"

وضع الفتى كوب القهوة أمام كيونغسو فأومأ إليه كيونغسو بحركة بسيطة ثم حمل كوب القهوة ليُغادر إلى عمله

دخل إلى عيادته لتستقبله مُساعدته بإبتسامة واسعة، حملت عنه حقيبته و كوب القهوة ثم سبقته إلى مكتبه

" هل أُدخل المريض؟"

"انتظري خمس دقائق فقط لأتناول قهوتي أولاً"

انحنت إليه و خرجت من مكتبه كي يتناول قهوته في هدوء

فُتح باب المقهى لتدخل منه فتاة ذات قامة متوسطة ترتدي فستاناً ذات أكمام طويلة رقيق المظهر يتناسب مع شعرها الطويل المنسدل خلف ظهرها و الطوق الرفيع الذي ترتديه بمنتصف شعرها

" جيسونغ ساعدني بحمل الحقائب"

هتفت ليخرج الفتى من خلف طاولة الدفع و ركض نحوها ليُساعدها بحمل الحقائب التي تحملها قائلاً

"ما إن خرجتِ أتى الطبيب كيونغسو"

سبقها بخطواته نحو المطبخ لتلحق به

" لكن شخص ما أتى قبله مباشرة و قام بشراء كعك الجبن بأكمله لذا اكتفى بطلب قهوته "

" لم يطلب أي شيئ آخر ؟"

همهم بالنفي لتنظر إلى الحقائب التي أحضرتها ثم قضمت شفتيها بتفكير

" لديك تسوس في ثلاثة ضروس سُفلية و...الجانب الأيمن العلوي"

تحدث كيونغسو بهدوء و هو ينظر إلى فم المريض المُستلقي على السرير ثم استقام بجذعه

" هل ستخلعها؟"

توسعت أعين المريض بفزع فابتسم كيونغسو

"لا، سأقوم بتنظيفها و وضع حشو بها"

"هل سيؤلمني ذلك؟"

أمسك بيد كيونغسو بفزع ليضحك الأخير بخفوت

" لا، سأضع لك المخدر و لن تشعر بأي شيئ"

ضغط كيونغسو على الزر بجانبه لتدخل مُساعدته

" قومي بتجهيز المُخدر"

همهمت و اقتربت لتُساعده ،وبعد أن غادر المريض تنهد كلاهما براحة

" إنه مُتذمر "

علّقت بعدم تصديق فابتسم كيونغسو ثم أشار لها

" أدخلي المريض التالي "

" حسناً "

خرجت ثم عادت بعد لحظات لتضع حقيبة على مكتبه فرمق كيونغسو تلك الحقيبة بإستغراب ثم رفع عينيه نحوها

"ما هذا؟"

"أحضرها الفتى من مقهى روزماري "

عقد حاجبيه بإستغراب ليمسح كفيه ثم اقترب ليفتح الحقيبة فوجد علبة تحمل شعار المقهى مُلتصق بها ورقة تحمل رسالة صغيرة فسحب الورقة ليقرأها

( يُسعدنا إعجابك بكعكتنا)

ابتسم ليلصق الورقة فوق أحد دفاتره ثم أخرج العلبة ليفتحها فوجد كعكة الجبن التي اعتاد تناولها صباحاً

" انتظري قليلاً قبل أن تُدخلي المريض"

أومأت مُساعدته بهمهمة خافتة ثم خرجت من مكتبه ليجلس خلف الطاولة و بدأ بتناول كعكته

_____________

"مرحباً جدي، سيد ايم"

كيونغسو انحنى إلى جده و صديقه حيث كانا يجلسان بحديقة المنزل يلعبان الشطرنج فأومأ إليه كلاهما يُرحبان به قبل أن يصعد إلى الأعلى

" كم وصل عدد المهتمين بالجمعية حتى الآن؟"

همس الجد كيم يتساءل بحذر بينما يستكمل حديثه مع طالبه السابق، موظفه السابق و صديقه الحالي فاقترب الآخر برأسه منه وهو يُحرك قطعة الشطرنج

"العدد في تزايد، هناك امرأة تُدعى يون هيويون قامت بدعوة الكثير من النساء للإنضمام إلى الجمعية، إنها متحمسة أكثر منا "

ضحك بخفوت ليومئ الجد

"لا بُد أنها تعاني مثلي فأبناء هذا الجيل لا يمكن السيطرة عليهم"

هز رأسه إلى الجانبين ثم رفع عينيه نحو صديقه

" يمكنني الموت براحة بعدما أطمئن على ثلاثتهم "

" لا تقل هذا سيد كيم "

أشار له بعبوس فقهقه السيد كيم

" لن أتركك لذا لا تقلق،هيا أكمل اللعبة"

تكتف كيونغسو حين رأى جونغ إن يجلس خلف شاشته بينما يصب كامل تركيزه على اللعبة أمامه

بعد بضع دقائق خلع جونغ إن سماعاته بإبتسامة واسعة ليميل برأسه يميناً و يساراً ثم استقام من مكانه كي يدخل الحمام لكن سرعان ما انتفض و شهق بتفاجؤ لرؤيته كيونغسو يتكئ بكتفه على إطار باب غرفته

"متى أتيت؟"

"لم تجهز بعد"

رفع كيونغسو حاجبيه بصرامة فتلاشت ابتسامة جونغ إن

" أنا أكره أسلوبكم هذا، إنها حياتي لذا لم لا..."

" جدي كان يُفكر في إدخالك إلى مصحة عقلية لعلك تتعالج من هذا الهراء الذي يدور بعقلك"

سخر كيونغسو فعقد جونغ إن حاجبيه و تكتف

" الدخول إلى مصحة عقلية أفضل من الزواج"

"نعم ،و لحظك العثر قد غيّر جدي خطته و هو مُصر على أن تتزوج فبهذه الطريقة ستنسى أزمتك"

توسعت أعين جونغ إن ليرفع كيونغسو كتفيه

" كنت أفكر في الذهاب إلى الموعد المدبر بدلاً منك لكن إن كنت ترفض الخروج معنا لتثبت إلى جدي أنك قد بدأت تتحسن فلن أفعل ذلك "

"هل تُهددني ؟"

قهقه جونغ إن دون فكاهة فأشار له كيونغسو بسبابته

" سأغتسل أولاً لذا خذ قرارك أثناء ذلك"

هز كيونغسو حاجبيه بإبتسامة جانبية ثم غادر إلى غُرفته فتقدم جونغ إن بخطوات واسعة كي يلحق به لكن توقف قبل أن يخرج من غرفته

عقد حاجبيه بقوة يُبدي انزعاجه ثم عاد ليجلس خلف شاشته الكبيرة مُتجاهلاً ما قاله كيونغسو

______________

" هذا لم يكن له أي داعٍ "

تحدث جونغ إن بتردد و هو يتلفت حوله فتبادل بيكهيون النظرات مع تشانيول قبل أن يتنهد كلاهما

كيونغسو هز رأسه إلى الجانبين في حين حرك سيهون عينيه مع جونغ إن بهدوء

" لا أحد يحاول أذيتك جونغ إن، إن كنت خائفاً فما رأيك أن تحاول الإنضمام إلى دروس تدريبية لحماية النفس؟"

رفع تشانيول حاجبيه نهاية حديثه ليعقد جونغ إن حاجبيه

"لم لا تجلس مع جونميون؟ إنه طبيب رائع و..."

"إنه فاشل و أحمق، من يظن نفسه ليقول ما الذي أخافه و ما لا أخافه؟ "

جونغ إن قاطع حديث بيكهيون بإنفعال فتحدث تشانيول

" نحن أصدقاء و دورنا أن ننصح بعضنا، أنت تضيع شبابك هباءً بسبب اختيارك الخاطئ و أنت مراهق لذا امنح نفسك فرصة "

"أنا لا أحب أسلوب حديثكم معي، إن أراد أحد أن يقدم نصيحة فهناك الكثيرين هنا ممن يمكنكم أن تنصحوه"

" نحن ننصحك لأننا نقلق بشأنك "

بيكهيون وضّح فقهقه جونغ إن دون فكاهة ثم استقام من مكانه ليُشير إلى بيكهيون بإنفعال

"أنا أيضاً أقلق بشأنك لذا ما رأيك أن تتزوج و تحصل على أم مناسبة لهارين ؟و أنت هل تخطيت سومين حتى الآن؟ "

أشار إلى كيونغسو نهاية حديثه ثم التفت إلى سيهون

" و أنت ترفض العودة إلى هيجين رغم محاولاتها معك و أنت..."

التفت إلى تشانيول فابتسم الأخير حين لم يجد جونغ إن ما يقوله

" أنا ماذا ؟"

رفع تشانيول حاجبيه دون أن يمحو ابتسامته فضم جونغ إن أنامله ثم تكتف

"أعدني إلى المنزل، لا أشعر بالراحة هنا"

زفر كيونغسو بعلو فجذب سيهون مرفق جونغ إن ليُعيده إلى مكانه

" اجلس لن نتحدث في هذا الأمر مُجدداً، نحن هنا لنستمتع قليلاً"

جلس جونغ إن ثم تلفت حوله و ابتلع ريقه بعدها

" لنعد إلى المنزل و نتحدث في غرفتي، أنا حقاً لا أشعر بالأمان هنا "

هز قدميه بتوتر فوضع بيكهيون يده على فخذ جونغ إن و ربت عليها بلطف

"لن يقترب منك أحد لذا لا تقلق "

على طاولة أخرى في جانب بعيد عن طاولة الشباب، جلسن فتيات عائلة يون تتحدثن، و بالكاد هيبا كانت تسيطر على انفعالها

" جدتي اختارت الكثير من الرجال و مُصرّة على أن نتزوج..."

هيبا تحدثت بدرامية و ملامحها الباكية لم تحرك مشاعر أي من الأخريات ،سوشيل كانت هادئة كعادتها

تشانسوك كانت تتلفت حولها بتوتر، و هانييل كانت تضحك بخفوت معجبة بأداء هيبا الدرامي

"على واحدة منا أن تُضحي بنفسها و تتخذ هي الخطوة الأولى للزواج كي تكسب الأخريات وقتاً أطول في حياتهم السعيدة قبل أن يقعن في سجن الزواج الطويل"

"سيكون من اللطيف أن تفعلي هذا من أجلنا"

اقتربت منها هانييل و بعثرت شعرها فتوسعت أعين هيبا

"بالطبع لن أكون أنا، أنا الصغرى "

هتفت هيبا بفزع فتوسعت أعين تشانسوك لتنظر حولها بتوتر خشية أن تلتفت الأنظار نحوها

شهقت تشانسوك لينظروا إليها حين انحنت لتخفي وجهها خلف كفيها

" ما الأمر؟ أنتِ بخير؟"

اقتربت منها سوشيل بقلق فرفعت تشانسوك عينيها نحوها ثم هزت رأسها إلى الجانبين

" إنه هنا"

"من؟"

رفعت هيبا حاجبيها بحذر فحرّكت تشانسوك شفتيها دون صوت

"بارك تشانيول"

"أين ذاك الأحمق؟ سأضربه لأجلك"

استقامت هيبا من مكانها و هي ترفع أكمام سترتها فأشارت لها تشانسوك بخوف

"لا يُمكنكِ ذلك، إنه ضخم"

"أين هو؟"

تساءلت هانييل و التفتت لتبحث بعينيها في الأرجاء

"لا أرى شخصاً ضخماً و مُخيفاً هنا"

التفتت نحو تشانسوك مُجدداً فابتلعت تشانسوك ريقها ثم رفعت رأسها قليلاً لتنظر بحذر نحو طاولة تشانيول

"ذاك...إنه الطويل هناك ذا السترة الرمادية "

أمالت هانييل برأسها تزامناً مع إمالة هيبا لرأسها بينما تنظران نحوه فأطلقت هيبا صفيراً مُعجباً

" ليت جميع الرجال مُخيفين هكذا"

قهقهت هانييل و أومأت توافقها فتنهدت سوشيل لتعود إلى مكانها

"هل هذا هو المخيف؟"

رفعت هانييل حاجبيها بإبتسامة فأومأت تشانسوك بقوة لتهمس

"إنه لا يتوقف عن النظر إليّ بعينيه الواسعتين المُخيفتين"

"بجدية أنتِ المُخيفة"

قهقهت هيبا بسخرية لتضحك هانييل موافقة إياها فعبست شفتي تشانسوك ثم عادت لتتلفت حول نفسها بقلق بينما الصمت قد حلّ على الطاولة، كل منهن تُفكر في طريقة تُخرجها من هذا المأزق

"لنعقد رهاناً"

هتفت هيبا لتبتلع تشانسوك ريقها بفزع مُدركة أن هيبا لا تعقد رهاناً قد تخسره لذا خسارتها هي محتومة

" سنُحدد رجالاً..."

"رجالاً ؟!"

توسعت أعين تشانسوك فاقتربت هيبا بجذعها من الطاولة و أكملت

"سنقوم بتقبيلهم"

"تقبيل؟!"

صرخت تشانسوك هامسة لترفع نظاراتها بسبابتها ثم رمشت مرتين

" من لن تكون قادرة على فعل ذلك هي من ستتزوج"

"زواج؟"

مُجدداً صرخت تشانسوك لتضع يدها على فمها سريعاً كي لا تلفت الانتباه لنفسها

هانييل ابتسمت حين فهمت ما تقوم به هيبا ، هذا الرهان محسوم بالفعل

" تلك الطاولة هناك تضم خمسة رجال، لا بأس ان قمت بتقبيل اثنين"

قهقهت هانييل فضحكت معها هيبا لتضربا كفيهما معاً بينما سوشيل كانت هادئة ليست مُعترضة ولا متحمسة لذلك

إلا أن تشانسوك تكاد تفقد وعيها ،ابتلعت ريقها بصعوبة و التفتت تنظر إلى الطاولة المقصودة حتى رأت الشباب الخمس المقصودين يتبادلون الحديث في هدوء و جدية واضحة

"لا"

تمتمت بعبوس لتُعيد عينيها إلى الفتيات و دون مبالغة كانت عينيها دامعتين تكاد تبكي إن رمشت

"رجاءً ليس طاولة بارك تشانيول"

"ااه عُذراً تشانسوك لقد وُضع الرهان بالفعل و من يعترض فليرفع يده"

هيبا تحدثت بأسف زائف فرفعت تشانسوك يدها بلهفة ثم حركت عينيها بينهن لكن لا أحد رفع يده عداها

"سوشيل"

همست بعبوس تستنجد بالفتاة الهادئة هنا لكن المقصودة هزت رأسها إلى الجانبين بحركة بسيطة فتكتفت هيبا تقول بعبث

" حسناً لنقوم بقسمة عادلة، تشانسوك عليها أن تقوم بتقبيل تشانيول "

أُغلقت تشانسوك عينيها حين داهمها الدوار لمجرد تخيل تلك الصورة المخيفة حيث تتعلق بعنق ذاك الطويل تحاول تقبيله

"الشاحب و الأسمر سأقوم بتقبيل كلاهما فكما تعرفان أحب طويلي القامة"

شابكت هيبا كفيها أسفل ذقنها بحالمية فركلتها هانييل بخفة بصورة غير ملحوظة لتنظر إليها هيبا

"أنتِ الأقصر و الأصغر هنا لذا لتحصلي على من سيبقى"

" ليس و كأنكما ستتزوجان بهما"

تمتمت سوشيل بهدوء لتنظرا إليها و بتعالي نثرت هانييل شعرها

" و إن يكن ،لن أقوم بتقبيل فتى قصير...هذا يضر بصورتي أمام نفسي"

"لا أحب قصار القامة"

تكتفت هيبا لينظر ثلاثتهن إلى قدمها التي بالكاد تُلامس الأرض فتحركت إلى طرف الأريكة كي تضع قدميها على الأرض براحة

"حسناً سأتنازل و أقوم بتقبيل الأسمر فقط"

رفعت كتفيها لتنفي هانييل بإعتراض

" يبدو مناسباً لذوقي أكثر "

تبادلت تشانسوك النظرات مع سوشيل التي رفعت كتفها بقلة حيلة فتركت تشانسوك مكانها و اقتربت من سوشيل هامسة

"إذا كانتا لا تكرهان فكرة تقبيل رجل غريب و تتشاجران على ذلك فلمَ لا تتزوج إحداهما أولاً ؟"

ابتعدت تشانسوك عنها قليلاً لتنظر إليها فقلبت سوشيل شفتيها بعدم معرفة لتعود الأخرى إلى مكانها بينما تراقبان الشجار الغير مفهوم بين الكبرى و الصغرى

وضعت هيبا كفها أمام شفتيها ثم اقتربت من هانييل بشكل مفاجئ و همست إليها

" دعينا نُرسل تشانسوك أولاً فهي لن تجرؤ على تقبيل بارك تشانيول، حينها ستخسر هي و لن نضطر إلى تقبيل أحد"

راقصت حاجبيها بخبث بعدما ابتعدت عن هانييل فابتسمت الأخرى بجانبية ثم تحمحمت لتنظرا إلى تشانسوك، لكن ما إن أوشكت هانييل على التحدث لاحظت سوشيل ابتعاد أحد أولئك الشباب عن الطاولة فاستقامت من مكانها و لحقت به

" إلى أين؟ ستخسرين إن انسحبتي "

هتفت هيبا تستوقفها لكنها ضمت شفتيها حين رأتها تتوجه إلى الطريق المؤدي إلى دورات المياه

" عُذراً"

هتفت سوشيل بنبرة عالية قليلاً فالتفت إليها سيهون

"هل ستقوم بتقبيله؟"

ضمت هيبا شفتيها بصراخ مكتوم مُتحمسة إلى ذلك، الطريق إلى دورات المياه كان مكشوفاً قليلاً من جانبهم لذا استقامت هي و هانييل سريعاً تُراقبان ما يحدث

" من.. تكونين؟"

تساءل سيهون بحذر و هو يُمرر عينيه على الفتاة التي استوقفته لتوها، لكن حين لم يتلقى منها رداً أو نظرة تحرك ليستكمل طريقه إلى حمام الرجال لولا أنها جذبته من رسغه ثم ارتفعت على أطراف أناملها هامسة

"آسفة"

همهم بعدم فهم لم يطل كثيراً حتى اقتربت منه بصورة مريبة بينما تُحيط وجنته بكفها ،و بين شفتيهما وضعت إبهامها حاجزاً لا يعرف غيرهما بوجوده

وضعت تشانسوك كفيها على شفتيها بأعين اتسعت بصدمة ،ارتفع حاجبي هانييل بإعجاب بينما هيبا مثّلت الإغماء على كتف هانييل

ابتعدت سوشيل عن سيهون لتهمس مُجدداً

"آسفة لذلك"

و عادت نحو طاولتها بخطوات واسعة فرمش مرتين ثم ابتلع ريقه و هو يُحرك عينيه معها بأقدام تجمدت في مكانها بصدمة

تحركت أعين الفتيات الثلاثة مع سوشيل التي اقتربت منهم لتجذب حقيبتها بعنف ثم همست بهدوء

"انتهت مهمتي لذا لن أكون الأولى"

و غادرت بعدها لتتحرك معها تلك الأعين الأربعة، جفل سيهون حين دفعت باب الحانة و خرجت ليتحمحم ثم حرّك عينيه حوله يحاول تذكر إلى أين كان ذاهباً

تنفس بعمق ثم زفر و عاد إلى الطاولة لينظروا إليه لوهلة قبل أن يستكملوا حديثهم غير مدركين لما مر به الآخر قبل ثوانٍ

"للأسف كان وسيماً"

تأتأت هيبا و هي تهز رأسها إلى الجانبين ثم التفتت إلى هانييل فأشارت لها الأخيرة

"الأسمر لي"

"لماذا ؟"

تذمرت هيبا فصفّقت تشانسوك بحماس

"ما رأيك أن تقومي بتقبيل بارك تشانيول؟"

التفتتا هيبا و هانييل لتنظرا إليها قليلاً ثم اعترضتا معاً

" لا "

ضمت تشانسوك شفتيها بعبوس فأشارت لها هيبا بسبابتها

"إنه دوركِ"

"هل يمكننا أن..."

حركت هانييل سبابتها إلى الجانبين بإعتراض تُقاطعها

"أمامكِ خمس دقائق إن انتهت سيُعد هذا انسحاباً...مُبارك لكِ الزواج مُقدماً"

ختمت هانييل حديثها بإبتسامة واسعة فتبادلت تشانسوك النظرات بينها و بين هيبا التي تكتم ضحكتها

عقدت تشانسوك حاجبيها بإنزعاج من سُخريتهما ثم استقامت من مكانها لتقول بثقة

"سأذهب إليه "

To be continued....

  

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top