- 12 -



-

١٠:٣٠ ص.

'أنا بِخير.'

     ذلِك ما كان يُفكِّرُ بِه هاري.

     بعد عمليَّتُه كانت أعراض مرضه قد تلاشت تمامًا و هذا كان غريبًا، كانت لا تزال توجد تقرُّحات على جسده و إحمرار في عُنقه؛ لكِن كُلّ ذلِك اختفى بعد شهر مِن عِلاجُه.

     الطبيبُ كان كَـصانع المُعجزات بالنِّسبة لِـهاري، فَـهو لَم يظُنُّ أبدًا أنَّهُ قد يتخلّص مِن ورمه السرطانيّ.

     هو يعلم أنّ الورم لَم يكُن خطيرًا لكِن إن تُرِك أكثر كان سَيـتطوّر و ينتشر و يُصبِح خَطِرًا.

     "كلّا، كُلّ شيءٍ بِخير." همس لِـذاتِه، فَـبعد ذلِك الشَّهر مُنذ عِلاجُه، بدأ يتحسّس مِن الخروج في الشّمس مرّةً أُخرى.

     هو سوف يخرُج في موعد مع لوي اليوم، مُنذ أنَّها عِطلة الهالوين، و لوي طلب مِنه الخروج معًا.

    لِذا فَـهاهو هُنا يتجهّز، وقد لاحظ كونه قد تحسس مِن حرارة الشمس عِندما فتح الستائِر.

     لكِن قد يكون ذلِك مِن أعراض العِلاج، صحيح؟

     'أتمنَّى.'

..

     "سوف آخِذُك إلى أيّ مكان تُريد اليوم، سوف أجعلُك تُخطِّطُ لِهذا الموعد بِنفسك." تحدّث لوي عبر الهاتِف، و هاري جلس على سريرُه مُفكِّرًا بِـأين قد يكون موعدهما.

     و قبل أن يستطيع التفكير بِـأيّ شيء، تحدّث لوي مُجدَدًّا "و بِما أنّك بلغت الثامِنة عشر بِالفعل، تستطيع إختيار الحانة، على ما أظُن."

     "نعم، أستطيع؛ لكِنَّني لا أرغب بِمكان كهذا." أجاب هاري "أُفكِّر بِمكان أكثر مُتعة، كَـالملاهي !"

     "ذلِك مُمتِع أيضًا، حسنًا؛ لكِنَّني مَن سوف يُقرِّر أين سوف نذهب في نِهاية اليوم!" شهق هاري "هل سوف نقضي طيلة اليوم معًا؟!"

     همهم لوي "نعم، عزيزي، و الآن اخرج مِن المنزل لقد وصلت لِأقلّك." تبسّم هاري كما وقف لِـيأخذ نظرةً مِن غُرفته فَـيرى سيّارة لوي في الأسفل "نعم، أراك مِن نافِذتي، سوف آتي الآن!"

     أخرج لوي وجهُه لِيرى هاري الذي يقف هُناك مُتبسِّمًا بِعمق، فَـلوّح له كما أغلق الهاتِف لِيُلوّح له هاري بِالمُقابِل.

     ابتعد هاري و هرول خارِج غُرفته و أسفل السلالِم لِيُصادِف والِدُه في طريقه "هل هو هُنا بِالفعل؟" تسائل ديس، لِـيومئ هاري "نعم، في الخارِج ينتظِرُني."

     سَمِعت آن ذلِك لِـتصرخ مِن المطبخ "انتظِرا قليلًا بعد، سوف أوضِّب لكُما الحلوى التي صنعتُها لِتأخِذاها!" هي قالت، تركُض نحو هاري.

     هاري انتهى مِن إرتداء حِذاؤه و قَبّل والِدتُه "سوف أدعوه لِلدَّاخِل." استدار خارِجًا مُعلِّقًا مِعطفه على المِنضدة عِند الباب.

     ضربتهُ الشَّمس عِندما خرج، لكِنَّهُ لم يهتم، هو بِخير، هو سوف يكون بِخير؛ و لا يرغب بِـإفساد اليوم و موعدهما بِـإخبار لوي و إقلاقُه عليه.

     هو رأى لوي يجلس في سيّارته "مرحبًا، لو!" هتف هاري كما هرول ناحيته و انحنى مُقبِّلًا إيّاه مِن النَّافِذة المفتوحه "والِدتب تدعوك لِلدخول حتّى تنتهي الحلوى التي صنعتها و نأخُذها معنا."

     تأوّه لوي "حسنًا إذًا،" هو أطفأ سيّارتُه و استقام خارِجًا مِنها "نِصف ساعة بعد؟" تسائل، و هاري أهزّ كتِفيه بِلا عِلم.

     هاري تمسّك بِـذراع لوي الذي شدَّهُ ناحيته بِـكُلّ حُب و مشى نحو باب المنزِل، يخلعان حِذائيهُما عِند الباب و يدخُلان إلى غُرفة المعيشة.

     انضمّ إليهُما ديس بعد عِدّة دقائِق، مُتسائِلًا عن أين سوف يذهبان، و عِندما أجاباه بِـالملاهي هو قهقه "شيءٌ جيّد معرفة أنَّكُما لا تُخطِّطان لِلذهاب إلى فندق.. تعلمان."

    توسّعت عينا هاري، و نظر إلى لوي بِخجل ثُمّ أبعد أبصارُه.

     قهقه لوي، مِمّا فاجئ هاري "صدِّقني، عمي، لو أردنا ذلِك لَن نهتمّ بِمن يُحيطُنا." و ذلِك جعل هاري يتجمّد مكانُه.

    "تعنّي، وسط منزلنا؟ في غُرفة ابني؟ في وجودنا؟" ديس تحدّث، ليومئ لوي "أو في منزلنا، في وجود والِديّ، لا يهمُّ الأمر."

    رفع هاري حاجِبيه "أنت.." ينظُر إلى لوي بِتعجُّب.

    "ماذا؟" همس لوي، مُحدِّقًا في صغيره الذي تورّدت وجنتيه بِخجل "إنَّهُ أبي الذي تتحدّث معه عن مُضاجعتي." همس بِخجل و دفن وجهه في عُنق لوي.

    ديس قهقه بِصخب مُتعنِّيًا إحراج ابنُه أكثر، و هاري كَرِه ذلِك.

    استقام هاري مُهروِلًا إلى المطبخ لِينضمّ إلى والِدتُه "مرحبًا، أُمّي، هل انتهت الحلوى؟" هي رفعت رأسها عن هاتِفها و ابتسمت "قليلًا بعد، إنَّها في الثلَّاجة حتَّى لا تفسد الزينة مِن الحرارة."

     "لا بأس، لوي لديه ثلّاجة صغيرة في سيّارتُه." أخبرتُها، لِترفع حاجِبيها بِتعجّب "حسنًا إذًا، اعتبرها انتهت و تستطيعان الرَّحيل!"

     هي أخرجت طبق الحلوى الذي صنعته و وصعتهم في طبق أصغر و سلَّمته إلى هاري لِـيعضّ شفته بِـحُبّ، لطالما أحبّ الحلوى التي تصنعها أُمّه.

     هو قبّل وجنتها قبل أن يخرُج "أشكرُكِ، وداعًا!" أشار لِلوي بِـالخروج بِـرأسه و مشى مُبتعِدًا "وداعًا، أبي." قالها بِـخجل.

     عِندما اقترب لوي منه هو سلَّمه الطبق و جلس لِيرتدي حِذاؤه، لوي لاحظ طريقة ربطُه لِحذاؤه الغريبة، هي مُختلفة. كان يرفعُ كِلا الخيطين، يثني أحدهُما و يربطه بِالآخر لِتكون تِلك العقدة الأولى، ثُمّ يثني الآخر و يربطه بِالعقدة الأُخرى، و تكون النتيجة ذاتها لِلربطة الكلاسيكية.

     بينما لوي، فقط وضع قدميه في حِذاؤه أثناء وقوفه و حمله لِطبق الحلوى، و قد ارتدى حِذاؤه بِهذه السهولة.

     نظر هاري إليه بِـاستنكار "هل انتظرتني لِأنتهي مِن ربط حِذائي حتى تتباهى بِكونك ترتدي حِذاؤك بِتلك السرعة؟"

     قهقه لوي "لَم يكُن ذلِك قصدي، أنا فقط وقفت أراقبك مع عقدتك الغريبة."

     "أنت.." تهجّم هاري "إنَّها ليست غريبة، هي لا تنفتح أيضًا لِذا إنَّها جيّدة."

     "حسنًا، عزيزي،" أجاب لوي، يفتح الباب لِـهاري "لكِن الغريب مُميّز، و أنت مُميّز بِـنظري."

     قهقه هاري "كما يجب أن يكون."

..

     جلس هاري في المِقعد الأمامي لِلقطار، لوي إلى جانِبه الأيمن، تمسَّك بِه بِالفعل قبل بِدء القِطار بِـالحركة.

     هاري كان مُرتعِب مِن كيف ارتفع القِطار و مِن ثُمّ نزل إلى الأسفل بِـسُرعةٍ كَبيرة و انقلب.

     هو يخافُ المُرتفعات، قلبُه ينبُض بِسُرعة و كاد يتقيَّأ لِشدّة خوفه لكِنَّهُ قرّر تجاهل ذلِك و الإستمتاع بدلًا مِن مُجاراة خوفه؛ هو لن يركبُها كُلّ يوم على أيّ حال.

     عِندما انتهى القِطار مِن الدوران، هاري خرج مُسرِعًا و لوي ظنّ أنَّهُ قد يتقيَّأ، لكِنَّهُ فقط تمسّك بِـأحد الحواجز خاصّة الألعاب القريبة و بدأ يتنفّس بِـاضطراب.

     أخرج لوي عُملة معدنية و دفعها في أحد آلات البيع القريبة لِـيأخذ قارورة مِياه بارِدة، و عاد إلى حيث هاري انحنى جالِسًا و سلَّمه المياه.

     أخبره لوي أنَّهُما يستطيعان التوقّف عن اللعب لكِن هاري كان مُصِرًّا على اللعب، لِذلِك هُما ذهبا و لعبا طيلة الوقت.

     عِندما شارفت الشمس على المغيب، لوي سحب هاري ناحية الدولاب الدوَّار و ركَباه معًا.

     أحبّ هاري كون الدولاب بطيئًا في أخذ دورة كامِلة، فَـجعل لوي يدفع لِدورة أُخرى، و في الأُخرى توقّف الدولاب بِـهُما في الأعلى لِـينزلو الرُّكاب الآخرون.

     حينها التقط لوي صورةً لِـصغيرُه، يُراقِب الشمس تغرُب بين السُّحُب؛ مُسالِمًا و هادِئ، و لكِن مليء بِـالحياة و يشعُّ سعادةً في ذات الوقت.

     على عكس الموسم الذي كانا بِه الآن، صاخِبًا و مُزعِجٌ بِـشكلٍ مُحبّب، هاري كان نقيضُه؛ مُسترخٍ و مُبهِج، صاخِبٌ بِـهدوءه الخاصّ.

     "أُحِبُّك." همس لوي، خاطِفًا إنتباه هاري مِن الغروب، و خاطِفًا أنفاسُه أيضًا.

     و رُبَّما كان ذلِك كُلّ ما يحتاجُه هاري لِـيكون بِخير، كل ما احتاجُه في حياته بِـأكملها لِـيعلم أنّ الحياة ليست ضِدُّه.

رُبَّما.

___

     مرحبًا، عُدنا إليكم من جديد 😭.

الرواية قربت نهايتها، لِذا أتمنى ما أسحب فترة طويلة مرة ثانية لأني خلاص رتبت الأحداث و ببدأ أكتبها قريب 👍🏻.

انتبهو لأنفسكم، كل الحُب. 💙
-

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top