≈ 7 ≈






|∣ إستمتعوا ∣|













ـــــ دايجو ـــــ

ما إن لمس ذالك الجدار المنخفض بيديه المبتلتان معلناً حصولة على المركز الأول، حتى إعتلى هتاف الجمهور المنتظر لهذه اللحظة منذ بداية الجولة الأخيرة...

رفع نظارته العازلة، وخلع القلنسوة عن رأسه، أزال قطرات الماء عن وجهه، ثم بسط كفيه على حافة المسبح وإستعان بها لرفع جسده، وبكل خفة خرج ومشى عدة خطوات، ناوله أحدهم المنشفة، أخذها ونشف جسده ثم علقها على كتفه...

قابله ذلك الرجل الاربعيني بإبتسامته الواثقة الدالة على ربحه الرهان مع نفسه، وضربه على ظهره كتهنئة، لم يبدي إي إهتمام فالحصول على المركز الأول هو شيء أقل من عادي بالنسبة له..
.
.

" مباركٌ لك.."

هتف بها جميع الطلاب ما إن خطت أقدامه داخل صفه، منهم من هنئه كالبقية ومنهم من ضربه على ظهره كما فعل المدرب، أما أصدقائه المقربون قامو بلكمه كهديه، إنه فقط إسلوب الفتيان
في التعبير...


كان أصدقاءه الذين يحيطونه هم معه في فريق السباحة الخاص بالثانوية، هم أكثر الطلاب شهرة وأكثرهم إمتلاكاً لمعجبين، لقد حققوا بطولات شعبية ومحلية خلال السنتين الماضيتين، مما جعل ثانوية سانغ جو مشهورة من خلاله....

يتحدثون أحاديث جانبية، هذا مايتميز به الطلاب عادة حتى مجيء الأستاذ...

كان يشعر بتلك العينان اللتان تستغلان فرصة إنشغاله بالحديث مع أصدقاءه وتقومان بسرقة نظرات خاطفة له، ما الذي يجبرها على فعل ذلك؟، تساءل...

لكنه سيمسك بها، هذا مافكر به وقد باشر بفعله، تعمد أن تتلاقى عينيهما، وقد حصل ذلك وإبتسم بنصر...

لكن سرعان ما مثلت ألاخرى التقاطها لشيء ما من الأرض لتتفادى نظراته، وهذا جعله يطلق ضحكة خفيفة تساءل عن سببها اصدقاءه وقد بررها بتذكره لأمر مضحك...
.
.
كانوا الأربعة يقفون في صف واحد أفقي أمام المدرب، أيديهم يضمونها خلف ظهورهم كالجنود يستمعون بإنصات الى مايقوله ذلك المسن، وهو يخطو أمامهم ذهاباً ومجيئاً، كان إلاجتماع في صالة السباحة...

يتحدث عن بطولة ستقام بعد إسبوعين ويجب عليهم أن يكونوا بكامل لياقتهم وإستعدادهم لها وليس هناك مجال للخسارة...

" هل ستكون بخير جونوو؟"

اردف سيوون الذي يقوم بتمديد أطرافه...

" لما تسأل؟"

نطق أثناء خطواته نحو المسبح وهو يقوم بإرتداء نظارته الواقية، كان يرتدي سروال سباحة حتى كاحِلَيه...

" لقد إنتهيت لتوك من مسابقة، هل أنت بخير مع هذا؟"

كل ماوصل لهم هو قطرات الماء المتناثرة جرّاء رمي الآخر جسده في المسبح..

" إنه تمرين بالنسبة له..لاتخف"

قال وو شيك من كان يدخل شعره داخل القلنسوة لحمايته من الماء، ليبدأ هو الآخر جولة سباحة مع جونهون، ولم يَنُب الثالث غير الإستحمام واقفاً...

" شباب..أين هيون وو؟"

اردف بعد إن مسحت عينيه المكان بحثاً عن الآخر..

" إنه يتغزل بإحداهن في مكان ما كالعادة"

اردف وو شيك بعد إن خرج من المسبح...

" أنت محق.."

نطق سيوون مؤيداً وقد بان على وجهه الغبطة والبؤس...
.
.
يجلس على أحد المقاعد الحجرية التي تنتظر دائماً جلوس أحدهم عليها في محطة القطار، كان المكان فارغ نسبياً إلا من بعض أوراق الأشجار المتساقطة والتي اتخذت منها الرياح لعبة لها، يضع سماعات الأذن، يستمع للأغاني الاجنبية الكلاسيكية والتي كانوا ملوكها كلاً من - Michel puple و franc senatra-....

كانت ملابسه المدرسية التي تظهر الآخرين كأنهم يغوصون بها تبدو ضيقة عليه لكنها مريحة أيضاً بالنسبة له، جسده العضلي المنحوت كان واضحاً تحت القميص المشدود، هيأته كانت أكبر من سِنِه بسبب ممارسته للسباحة...

عيناه البنيتان التي ماثلت لون شعره لكن لونهما كان أكثر إشراقاً كانتا عسليتان حيث إنك تغرق بهما..

أحس بذلك الجسم الذي جلس بالقرب منه على المقعد لكنه كان منسجماً كفاية حتى لا ينتبه...

تمكن من سماع محيطه فجأة وخاصة من جهته اليمنى، لم يقُم برفع السماعة...

قطب حاجبيه والتفت الى اليمين، كانت حركاته هادئة نوعاً ما....

" أنا فضولية نوعاً ما حول هذه الأشياء"

ختمت كلامها بإبتسامة، كان ينتقل بحدقتيه بين إبتسامتها و سماعة اذنه التي اخذت مكاناً في أذنها، أليس هذا فضاً؟! فكّر، لكن إبتسامتها تلك التي لا ترى مثلها سوى 3 أو 4 مرات في حياتك والتي تشعرك كم إن ذلك الشخص يثق بك كما يحب أن تبادله تلك الثقة أيضاً....

إستغرب من وصفه الدقيق لإبتسامتها في تلك الثواني التي مرت قبل أن ينظر لها ببرود ويرسل لها رسائل عديدة وكانت الرسالة الاوضح بينها هي كم هي غير مرحب بها بالنسبة له....

إستلمتها بالفعل وقامت بنزع السماعة وإعطاءها له...

" أنا آسفة..."

اردفت ثم عدلت جلستها، وأرجعت يد حقيبتها الى مكانها على كتفها...

لما تسترق النظر لي في المدرسة؟! وتتعامل معي بأريحية خارجها، حتى إنه أول لقاء لنا، تساءل...

لكنه إنتبه على لهجتها المكسرة، وقواعد لغتها الغير صحيحة، ذكرته بترجمة غوغل وإبتسم، لكنها أفضل بكثير...
ربما قرأت ذلك في أحد الكتب وأحبت أن تنطقه للتجربة، فكّر...

صوت إحتكاك عتلات القطار بالسكة الحديدية القادم من بعيد جعلهم يقفون بإستعداد لإفراغ مقصورات القطار ركابها ويأتي دورهم لشغل مساحة منها...
.
.

ـــــ سيؤول ـــــ

.
.

إكتفى من أحاديثهم وإقتراحاتهم بالاضافة إلى نصائحهم الغير مفيدة...

إنهم لا يساعدون، هذا ما فكر به صاحب الشعر الأسود قبل أن يعطي من يجلسون حول طاولة الاجتماعات ذات الخشب الأسود والحواف المذهبة ظهره...

كان يجلس على كرسي ذو عجلات، يضع ساقاً فوق الأخرى...

بدا عليه الإنزعاج، هل هم يفهموه حتى، تذمر..لكن ليس بالبيد حيله عليه أن يخرج من هذا الإجتماع بفكرة تنقذ شركته من الوقوع كبقية الشركات بعد إنهيار العملة و إنكماش السوق، وهو يخشى أن يتخذ قراراً يندم عليه لاحقاً...

" شركة الإستثمار الوحيدة التي تنافس حالياً هيـ..= K.Q= لرئيسها كيم كيونغ"

التقطت أذناه هذه الكلمات، تصلبت ملامحه فجأة، هو لاينكر إن التعاون معه سيطرح ثماره، لكنها بدت فكرة سيئة، هذا ما راوده...

" أخرجوا.."

اردف آمراً...

وبلحظة خرج الجميع من الغرفة...

" سيدي.."

نطقت بنبرة مترددة، لقد كانت صامتة طوال الوقت، حتى ظن إنها لم تكن موجودة...

لم يبادر بالرد، خطت عدة خطوات حتى صارت أمامه...

" هل بأمكاني المساعدة..؟!"

أردفت بنبرة حانية، لكن من التقطت إذنه كلماتها قد فهمها كشفقة، وهو لايحتاج شفقة أي أحد...

" ماذا لدينا بعد الإجتماع؟"

تجاهل الإجابة عن سؤالها طريقة غير مباشرة لأخبارها أن لا تتدخل بأي شؤون خارج نطاق العمل، وقد إستلمتها بطريقة جعلتها تجيب سؤاله بنبرة متوازنة لكي لا يسمع صوت إنكسارها
من الداخل...

" إنه موعدك مع رئيس الشؤون القانونية لشركة =PANIC= بعد ربع ساعة "

تنهد و وقف من على الكرسي، تنحت جانباً...إتجه نحو الباب..

" إطلبي لي قهوة "
.
.
كم هي غبية وحمقاء، لقد بدت كمعتوهه تتودد له، أنبت نفسها...

رسائله واضحة كالشمس إنه يقول لها أن لا تتقرب منه لكنها كالبلهاء...

تنهدت بقوة، بعثرت شعرها لإبعاد تلك الفكرة عن حبة البندق- رأسها-...

" كل شيء بات واضحاً...هذا جيد"

نطق بها ذو الحلة السوداء كشعره، كان ينتعل حذاءاً رمادياً ملائماً لحزامه الرفيع الذي عانق خصره...

صافح ضيفه، وكان من المفترض أن تقف يونهان أمام باب مكتبها كأحترام للضيف والإنحناء له، لكنها كانت مشغولة بتصفيف شعرها بعد بعثرته...

التفت لها واضعاً يديه بكلا جيبيه....

تقرب من مكتبها، ومع وقع كل خطوة يخطوها نحوها كانت تزدرد ريقها بألم وببطئ، كانت تخفض رأسها...

تنهد بهدوء مع وقوفه أمامها، نظر نحوها بصمت وهو يعرف إن مايفعله جزء من عقاب نفسي بالنسبة لها..

" حددي العقوبة المناسبة لكي قبل إنتهاء الدوام"

خاطبها ببرود وبصوت مظلم، رفعت رأسها بإعتراض لكنه ذهب، ارادت أن تخاطبه لكن لا شيء أسعفها لا كلامها ولا حتى جرأتها...
.

.

.

🌸🌸🌸

شكراً على التعليقات الجميلة والدعم الجميل..

رايكم بالبارت...

إحبكم.💜

ڤوت آند كومنت🌸

بعيد عن القصة

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top