≈ 5 ≈
|∣ إستمتعوا ∣|
︾
︾
في تلك الغرفة المظلمة والخالية من أي ضوء بأستثناء ضوء القمر الخافت والذي تمرد بسماحه للضوء بالدخول من خلال النافذة الى الغرفة، الستائر كانت على جانبي النافذة، كانت ستائر بيضاء وشفافة...
احتضان جونغكوك لجسدها وتطويقه بكلا ذراعيه لم يدع لها أي مجال للتأكد ما اذا كانت هذه الغرفة مألوفة ام لا...
كان ظلاماً فقط مايحيطهم، وكل ماتراه هو عيناه اللامعتان، وكل ماتشعر به، هو أنفاسه الحارة على عنقها.
ربما كانت ممتنة لعدم وجود ضوء، كي لا يرى تأثيره عليها، انها تحترق فقط.
كان يفصل عناقه كي تسترجع انفاسها، ينتقل بعد ذلك إلى خديها ثم جفنيها وجبهتها.
يخيفها عجزها عن النطق، كيف طاوعته واتت معه...أليس هذا لايجوز...؟!! لما هي وافقت، ولما هي الآن لا تريد من هذا أن ينتهي...؟!!
فتحت عينيها البنيتان كحبتا القهوة، من دون سابق إنذار حتى، ادركت انه الصباح...
" كان...حلماً؟!!"
رفعت نصفها العلوي من جسدها ومسحت وجهها بخشونة...
" لما...احلم به؟!"
رن جرس ساعتها معلناً بداية عقارب الساعة بأخذ جولتها المعتادة على الساعة السابعة، اوقفت المنبه، ورفعت الغطاء بكسل مرغمتاً جسدها على التحرك نحو الحمام بصعوبة...
.............................
وصل الى باب مكتبه وقبل ان تتحرك يده بعفوية وتفتح باب المكتب التفت كالمعتاد الى غرفةمكتبها ليجدها تجلس خلف مكتبها تقلب بصفحات احد الملفات...وابتسم برضى لذلك المنظر...
تحركت قدماه نحو مساحتها الخاصة، دخل اليها وكان يضع كلا يديه في جيبي بنطاله، ببدلته الرمادية وقميصه الابيض وربطة عنقه الحريرية الرمادية، حسناً...مظهراً يليق بمدير شركة جيون..
ما إن رأته حتى وقفت وانحنت بأحترام، ضمت كلا يديها معاً وتموضعتا في المنتصف، كم لاق لها ذلك المظهر الرسمي المتناسق مع عقدة الشعر تلك ومساحيق التجميل الخفيفة....
تقرب بشكل كبير ووقف أمامها وما يفصله عنها هو ذلك الجسم الخشبي =المكتب=بلونه البني المحمر...مصقول ومطلي بشكل رائع مع زخارف على الجانبين، وشعار الشركة من الامام....
لم ترفع حدقتيها للنظر اليه، فتأثير حلم ليلة امس لازال بها وما أن ترفع نظرها حتى تراودها مشاعر الحلم، وتشعر بالحرارة، بالرغم من ان الحلم اقل من عادي...
" ألا...تمتلكين سيارة..؟!!"
اردف، آخذاً بعين الاعتبار منظرها أمس وهي تنتظر ان تفرغ احدى سيارات الاجرة ركابها...
" نـ....نعم"
هي اجابته، لكن..ليس هذا ما ارادت ان تقوله، ارادت جواباً اكثر قوة مثل- وما دخلك- لكن الكلمات لم تسعفها بل...تأثيره..ربما كلاهما...
" اليوم تذهبين الى احد معارض السيارات، وتختارين السيارة التي تناسبك..."
" لا...لا اريد..انا على ما يرام"
بلعت ريقها، كانت متوترة...بل كانت يداها باردة، لحسن الحظ إنه لم يمسكها او يفعل شيئاً مفاجئاً..
" إنهامجانية..هدية مني"
رمشت عدة مرات، وشعرت بالغضب، زمت شفتيها، وجمدت ملامحها امامه...
" آسفة، لا استطيع ان اقبل هذا، السيارة ليست شيء ضروري، يمكنني تدبر امري بدونها"
زفر بقوة، وعادت نظراته من دون ضوءثم التفت وخرج من المكان دون ان ينبس بكلمة...
هل هذا جونغكوك...؟! تسائلت...لم تكن ردة الفعل المتوقعه منه...
دخل غرفة مكتبه وكانت حقيبته قد سبقته واخذت مكانها على سطح المكتب...
ثلاث طرقات تبعها فتح ذلك الاشقر الباب والدخول...اغلق الباب والتفت الى جونغكوك الذي يجلس خلف مكتبه ويسند ناصيته على يديه المتعانقتان والواقفتان بمساعدة مرفقيه....
" ماذا هناك...اتصالك بي مفاجئ انت ليس معتاداً على فعل ذلك"
رفع جونغكوك رأسه بهدوء ونظر بأتجاه ذلك الاشقر بنظرات مرهقة ومظلمة...
" جونغكوك... ما الأمر؟!"
اردف مينهو بعدما اخذ موضعاً على احد الكراسي امام المكتب وبدا قلقاً على اخيه الصغير جونغكوك من الاشخاص الذين لايظهرون مابداخلهم أياً كانت الظروف لكن عينيه الآن وملامحه الحادة والباردة تدعوا للقلق حقاً، لكن..لحظة..هو يعرف السبب الذي يجعله هكذا...في كل مرة...
" تلك...المرأة"
اردف قاصداً يونهان لكن نعتها بالمرأة ضايق جونغكوك لذا تحولت تعابير وجهه الباردة الى أخرى غاضبة...
مينهو فهم الكلمات المخفية وراء تلك التعابير، ابتسم بسخرية على تصرفاته المتناقضة، الحالة التي هو بها الآن بسببها لكن في نفس اللحظة هو غاضباً لأجلها...
" مالذي قد تفعل بك بعد...؟!"
ما إن اكمل كلماته حتى انتفض الآخر ثم وقف...ضرب سطح المكتب بكفا يديه...
" هل..تعتقد إنني سعيد بما يحصل لي..؟! ها...كلما اردت نسيانها والتخلص مما علق بداخلي من مشاعر نحوها...كلما اردت تكوين غيوم كره بعقلي اتجاهها...تعرف ما الذي يحصل...."
ضحك بإستهزاء أمام وجه مينهو بعدما كان يخطو نحوه اثناء كلامه...
" أنا سأخبرك...احلم بها...أحلام تذكرني بأدق التفاصيل من إنحناءات جسدها...احلاماً تجعل يداي متشوقتان لضمها اكثر واكثر..."
انحنى بجذعه ليواجه وجه مينهو المتفاجئ...رفع سبابته امامه...
" لأستيقظ في الصباح وكل ما أسمعه هو أنينها...اللعنة"
ركل ساق الكرسي بقدمه ثم قام برفع شعر ناصيته بعنف كان تنفسه مسموع...ولم يكن بيد مينهو سوى ان يصمت ويخفض رأسه معلناً أستسلام كلماته...
" يا رجل...سأجن"
اردف جونغكوك بنفاذ صبر...
" انها بجانبك وفي كل مكان كيف تريد ان تنساها..او حتى تتخلص من مشاعرك نحو..لقد قلت انك تريد معاقبتها...لكنني ارى العكس...انت من اراك تخسر"
" اتركها...؟! هذا ما ترمي اليه"
اردف جونغكوك وكان يعطي جانباً منه نحو مينهو الذي وقف ووضع كفه على كتفه وشد عليه
" هذا ما كان يجب ان تفعله من البداية منذ ان انفصلت عنك..."
لم يلتمس مينهو رداً من جونغكوك كان الأخير شارداً هناك ذكرى تلوح في افق ذاكرته، ذكرى قد قطب حاجبيه ما إن تذكر تفاصيلها، لقد بانت شيئاً فشيئاً...
فلاشات الكاميرات التي تحجب عنه رؤية الطريق، ايادي الصحفيين التي تعانق المسجلات ودفاتر الملاحظات الصغيرة، مستعدين للحصول على أي سبق صحفي ينقلهم من حياتهم البائسة بترقية،لم يمنع وجود حراس يحيطونه من التفافهم عليه وتضييق مساحته الخاصة، كل ذلك كان أمام مبنى القضاء....
تلك الذكرى التي احتلت عقله وحلت مكان محيطه بطريقة ما فهو لم يكن يسمع أو يرى شيء غيرها ولم ينتبه حتى لخروج ذلك اليائس من الرد عليه خارج المكتب....
تحرك بهدوء وبرود وجلس على اقرب كرسي له...ومازال شارداً...نظره محدد على نقطة واحدة يرخي ساعديه على مسندي الكرسي...يضع ساقاً فوق الاخرى...
" سيد جيون، بعد ربع ساعة موعدك مع السيد.."
ذكرته يونهان التي لم يشعر حتى بدخولها و وقوفها بجانبه، لكن صوتها جعلت حدقتيه يتحركان ويرتفعان ناظرتان لها، أطال النظر قليلاً وذلك جعل من يونهان ترتبك وتقاطع نظراته بإعادة الكلام...
" سيد جيون، بعد ربع ساعة.."
" غير مهم، الغي كل مواعيدي.."
اردف مقاطعاً وبنبرة غير مهتمة...
" سيدي، لكن.."
قاطع كلامها وقوفه أمامها، تراجعت عدة خطوات خجولة الى الخلف مع إقترابه، أخفضت رأسها وخشيت أن يشعر بحرارة جسدها المرتفعة وبرودة أطرافها، بالاضافة إلى تخدرها من عطره القوي والذي اعتقدت سابقاً إنها ستكره علامته التجاريه....
"إطلبي من "لي" إحضار السيارة"
نطق كلماته ثم خطت أقدامه نحو الجدار الزجاجي ليقف أمامه ويضع يديه في جيبي بنطاله..
إستغربت من ردة فعلها، هل كانت تتوقع شيء منه، التفتت بإتجاهه، تمنت أن تسعفها الكلمات وتنطق بأي شيء لكسر هذا الجو المتوتر...
"مازلت تستخدم ذات العطر"
هذا ماجاء في عقلها لكنها لم ترد ان تقوله، لقد فكرت بصوت عالي، ' سيفكر إنها مازالت تتذكر عطره أو ربما سيفكر إنها مهتمة'تنبأت، لكنها فقط فكرت بصوت عالي، إنتظرت ردة فعله، لكنها لم تظهر، 'هل سمعها حتى' فكرت، هو سيد التجاهل هذا ما تعرفه...
"المعذرة، سأذهب"
إنحنت بلطف، وخطت بسرعة نحو الباب، هرباً من هذا الموقف، هو حتى لم يظهر أي إهتمام بما قالته، هذا أزعجها قليلاً عليها ان تعترف، هذا ليس تصرف نبيل، أغضبتها أفكارها، لكن هل يحق لها أن تغضب بعد ردها هذا الصباح
🌸🌸🌸🌸
رايكم بالبارت..
تعتقدون منو صاحب الحلم اللي فوگ؟!
شكراً على التعليقات الجميلة
احبكم💜
متابعة للحساب بليز
بعيداً عن القصة
هاي لآيڨي...
AVi_demian
الكسندر..💜
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top