≈ 4 ≈
|∣ إستمتعوا ∣|
︾
︾
10:1:2014
" أرجو أن لا يتأخر.."
تمتم الشاب ذو الشعر الاسود والعينان الضيقة التي ترجع الى أصوله الكورية...كانت بنيته مثالية يحمل الصورة التقليدية كونه فناناً...مع ذلك كان مخرج متميز..ابرز موهبته خلال سنوات قليلة بعد تركه التمثيل...
ارخى جسده على كرسي يحمل اسم المخرج على الظهر..
أقتربت منه يونهان بخطواتها الهادئة...تلف شعرها بعقدة فرنسية أنيقة كانت تعطي لها طابع رسمي...مع ملابسها البسيطة التي تمثلت بتنورة بنية مع قميص بيج..كانت تحمل بعض الاوراق...كونها مساعدة المخرج امرٌ يحملها الكثير من المسؤلية...ومن هذا الجانب..فهي ستكون جدية الى ابعد الحدود
" ألم يكن من الجيد أن تتفق مع ممثل يحترم مواعيده بدلاً من هذا القلق...لقد ظهرت هالات تحت عينيك بسببه"
أخرج هاتفه وسارع بالنظر الى إنعكاسه فيه بعد فتحه للكاميرا الأمامية....تلمس تحت عينيه...وقد قلّب وجهه لكلا الجهتين...يتأكد من عدم ذبوله...
تنهد براحة بعدما تأكد من إن ما يخافه لم يظهر على السطح بعد....
إبتسمت وهزت رأسها بقلة حيلة فهذا الشخص يخاف على نفسه اكثر من الفتيات...وقد اعتادت عليه...إنها تعمل معه منذ سنتان...وبمناسبة العمل هي لم تقابل الشخص الذي سيقوم بالاعلان...ولم يذكر جاك ذلك لها...لقد كان مشغول لدرجة إنه لم يخبرها....لا..بل اتفق مع ذلك الشخص دون ان يخبرها...ودعاها الى العمل في اليوم التالي...لقد بدت فكرة كم هو سيء تراودها فجأة...
نظر اليها وقد ضاقت عينيه وتقرب حاجباه من بعضهما بإستفهام...
" ما بال ملابسك...؟!!"
نظرت الى ملابسها حتى فهمت مقصده من السؤال...فهذه ليست الملابس التي اعتاد ان يراها بها في العادة هي سترتدي بنطالاً فضفاضاً مع بلوزة من دون اكمام وشعرٍ مثبت بإهمال...معه حق أن يستغرب...لكن اليوم ستذهب الى مدرسة اخيها والاخيرة يغلب عليها طابع التزمت وذلك يرجع كونها مدرسة داخلية للراهبات...
" سأذهب الى مدرسة اخي بعد إنتهاء التصوير.."
اكتفت بقول ذلك...لمعرفة جاك بأمر المدرسة المسبقة... وأكتفى بدوره بالإيماء والهمهمة فقط...
" لما لم تأخذي إجازة...؟!!"
ابتسمت بهدوء وقالت...
" حسناً...أعتقدت إن الامور ستنتهي بشكلٍ أسرع..اعتقد إنني سأؤجل الذهاب الى المدرسة.."
أنتبهت على عينا جاك التي ينصب تركيزهما على شيء واحد...وقد قام من على الكرسي...
" حسناً... يبدو إنك لن تفعلي"
تزامن نطقه لتلك الكلمات مع تحركه نحو الامام...التفتت حيث ذهب...كان يرحب ترحيباً حاراً بأحدهم...صافحه بلهفه وعانقه كما لو إنه عائداً من السفر وقد إستغربت يونهان من ذلك...هي تعرفه منذ سنتان...وتعرف اصدقائه المقربين جيداً...والشخص الذي تراه الآن ليس واحداً منهم بالتأكيد....
بعد عدة دقائق...رأت يد جاك التي تلوح لها وتدعوها الى الانضمام اليهم بعدما اخذ ضيفه جانباً وجلسا على الاريكة وتبادلا بعض الاحاديث السرية ويبدو إنه لم يردها ان تسمع..هذا ما فكرت به في لحظة ما...
تقدمت نحوهم بخطوات خجولة ومترددة بعض الشيء لكن توترها الحقيقي لم تظهره...هي تصبح باردة في مثل هذه المواقف...خاصة عندما لا يكون لها معرفة سابقة مع الشخص...
" مرحباً"
اردفت بعدما إنحنت قليلاً...وإبتسامة تكاد تظهر على شفتيها...لكن ملامحها بدت مريحة للمقابل الذي بادر بالترحيب ايضاً...فمد يده طلباً للمصافحة...
" جيون جونغكوك...رجل اعمال"
صافحته ايضاً لكن بسرعة فيدها لم تستقر في احضان يده...
" مين يونهان إنها مساعدتي صراحة انا لاشيء بدونها ..."
سارع جاك بنطق تلك الكلمات بدلاً عنها...بدا عليها الخجل بسرعة واحمرت وجنتاها من مديحه لها...لكنها لاتحب ذلك ايضاً...ضربته بخفة على كتفه...
" اعتقد انني استطيع النطق..."
ابتسم جاك...
" انا اعرف انك لن تمدحي نفسك وستكونين متواضعة زيادة عن اللزوم...من المحتمل ان تقولي فقط اسمك ومهنتك..."
" اليس هذا المتعارف عليه"
تحمحم جاك ووقف من على الاريكة وقال...
" السيد جيون هو من سيقوم بالاعلان...فاجأتك صحيح؟!!"
توقف العالم فجأة بنظرها...لم تنتبه على نظراتها المثبته على ذلك السيد رجل الاعمال...لاتعلم لما صدمت او حصل هذا...لكن سؤال واحد راودها تلك اللحظة...'مالذي قد يدفع رجل أعمال ليكون موديل للأعلان...هذا ليس منطقي صحيح؟!!'
تحركت الحياة فجأة ايضاً وتداركت وضعها وحركت عينيها بعيداً...
" جاك...هل لي بلحظة..؟!!"
اردفت وسارت بخطوات مبتعدة عن مجلسهم...ارادت ان تتكلم دون ان يسمعهم...
" اليس من الغريب ان يقوم رجل اعمال بالاعلان..؟!"
سألت جاك بعدما استأذن بكل ادب الى السيد جيون وذهب مبتعداً عنه حيث وقفت يونهان...
" لا اعلم.."
قطبت حاجبيها بتساؤل...
" لاتعلم....؟!! إذاً...كيف اتفقت معه.."
" إنه مجاني...عرض كهذا لن احصل عليه كل يوم.."
أمالت رأسها ثم كتفت يديها ببعض...تنهدت وبدا عليها الانزعاج...
" هل التقيت به في حانه سيد جاك؟!"
" كيف عرفتي؟!!"
عضت على شفتها السفلى من الغضب...ولم يكن كلام جاك الساذج هو ما يغضبها...بل نظرات ذلك الجالس ايضاً... بدت وكأنها تخترقها...لقد تعارفا للتو...وهذه وقاحة منه ان يتصرف كذلك...
" يجب عليك الاعتذار منه وجعله يذهب.."
اردفت بعدما نظرت الى جهته...
" هيا يونهان...لم ارد ان احرمه من التجربة..لقد كان يريد هذا..."
" هل سينتهي هذا سريعاً...؟!!"
اردف جونغكوك.... التفت كلاهما له...وتفاجئا من قدرته على الاقتراب دون ان يلاحظه احد...
" نعم..نعم سينتهي"
اردف جاك وقد نظر الى يونهان في نهاية كلامه...
اجلساه حيث اريكة تتوسط اضوية ومعدات تصوير...مع جدران بيضاء تحيطها...وطاولة زجاجية امامها....وبعض الرفوف على الجدران...كانت تبدو كغرفة صغيرة...
قام فريق العمل بترتيب وتنظيم كل شيء مع اشرافها على ادق التفاصيل من ملابسه الى مساحيق التجميل...
وبدأت بتلقينه الكلام الذي سيقوله اثناء الاعلان...وبدا كأنه يعرفها...تكلم معها بأريحيه على العكس منها فهي كانت متوترة واي التفاته او حتى حركة منه كانت تجعلها تشعر بالخطر....ولا تدري لما...لكنها كانت تعرف جيداً ان هذا الشخص يملك تأثيره القوي على من حوله...
جلست بأهمال على الكرسي بعد انتهاء كل شيء والنجاح الاولي للأعلان...خلعت حذاءها العالي وبدأت بدعك قدماها...مع اصدارها لتأوهات خفيفة...
" ألا تذهبي..؟!!"
اردف جاك وقد كان يحمل حقيبة بيده...
" سأذهب..لكنني سأتأكد من اطفاء جميع الاضواء قبل ذلك..."
" اوه..حسناً..."
اطفأت آخر مصباح في المكان وخرجت ثم اقفلت المكان...كانت تخطو بتعب وكأنها ستسقط...اغضبها عدم ذهابها الى مدرسة اخيها...انها ثاني مرة يستدعونها لأجله...
وقفت عند اقرب محطة باص...ولم يكن هناك مقاعد...حتى وقفت سيارة ليموزين سوداء أمامها...نزلت النافذة كاشفة بذلك وجه صاحب هذه السيارة الفخمة...وكانت ما توقعته...
" اركبي...لن يأتي الباص إلا بعد نصف ساعة...ولا اعتقد ان قدماك قادرة على تحمل الوقوف اكثر"
انه هو جونغكوك بصوته الرخم والمتوازن وشخصيته الواثقة وتأثيره المخيف...يجلس خلف تلك النوافذ المظللة وكأن العالم ملكه...
" لا....شكراً...استطيع تدبر الأمر.."
اردفت ثم قامت بالالتفات لترى ان كانت تستطيع ان تلمح اي باص يلوح في الافق...لكن لا شيء...سوى سكون..و ...جونغكوك
" لايمكنني ترككِ.."
ترجل من السيارة بإطلالة ساحرة...متى قام بتبديل ملابسه...فكرت للحظة...
ارتدائه للبدلة السوداء مع القميص الاسود وربطة العنق الحريرية السوداء...اعطاه منظراً رجوليّاً وهالة فخمة
وقف بجانبها مع وضعه لكلا يديه في جيبي بنطاله...أمر السائق بالذهاب بتلويح يكاد ان لا يلاحظ...
" انا..اشكرك...لكن هذا لن يجدي نفعاً يا سيد.."
نظر لها بإستغراب....
" هل تكلمينني...كما ترين...انا انتظر الباص..؟!!"
نظرت له بملامح غاضبة ومتفاجئة...
" انت تعرف ما اعني...لذا لا تتظاهر"
بدت ملامحه غير هادئه كمظهره...وعينيه كانتا من دون ضوء...لكنه لم يتكلم...بل اكتفى بالنظر الى الامام والصمت...
" إنها وقاحة....سيد رجل الاعمال"
" جونغكوك... جيون جونغكوك"
...................................
" سيدتي...لقد وصلنا"
عادت الى الواقع بعدما تلاشى تدريجياً امام عينيها...رمشت عدة مرات واعطت السائق الاجرة وترجلت من السيارة...
لقد استغربت من تذكرها لأدق التفاصيل...نظراته لها وكلامه حتى بدلته وربطة عنقه...بعد ذلك كان ظهور جونغكوك في كل مكان شيء مألوف...ولم تستغرب لذلك...
لما تتذكر هذا ألا يجب ان تنسى مثل هذه الاشياء بعد كل ما حصل...حتى انها تتذكر المشاعر التي راودتها جرّاء تأثيره...انها لاتفهم...لما قد تتذكر كل هذا....انه لايمت لها بصلة...
🌸🌸🌸
احب اگللكم شكراً على الكلام اللطيف جد يسعدني ويفرحني واتمنى ما أخذلكم..
هديتي لك هدى
ڤوت آند كومنت ومتابعة للحساب بلييييز
احبكم💜🌸
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top