≈ 23 ≈





|∣إستمتعوا ∣|











" الطابق الثالث الغرفة رقم 23 "

أجابت موظفة الإستعلامات عن سؤال يونهان بشأن والدتها، و ما إن أنهت الموظفة كلامها حتى سارعت يونهان بالذهاب، شكرت ميري الموظفة و ذهبت خلف يونهان و هي تمسك بيد طفلها.

بدأ جسد جونوو يتضح كلما إقتربت من الغرفة كان يجلس على الكراسي المصفوفة أمام الغرفة و يخفض جذعه...

تنهدت بعمق وحاولت تهدئة نفسها و إرجاع سرعة نبضات قلبها كالمعتاد حتى لايشعر جونوو بفزعها و قلقها و بالتالي يقلق...

" جونوو!!"

رفع رأسه و كانت مقلتاه مبتلتان، تماسكت و حاولت إن لاتبكي، بلعت ريقها و جلست بجانبه، ضمت يده و مسحت على ظهره لتخفف عنه...

" ما الذي حدث؟!"

سألته بإكثر نبرة طبيعية حصلت عليها...

" ذهبت لأطمئن عليها و إذ بي إجدها ملقاة على الأرض"

لم يكن ينظر لها عندما خاطبها، بل حاول عدم إلتقاء عينيهما، جلست ميري بجانبها و ربتت على كتفها...

" كل شيء سيكون بخير"

التفتت يونهان لها و رسمت إبتسامة..

" نعم، ميري إذهبي، طفلك يحتاح للراحة "

أردفت يونهان وقد و جهت نظرها إلى بيني في نهاية كلامها...

وقفت ميري و قالت...

" حسناً، سأعود في وقتٍ لاحق..لا تقلقي إمك ستكون بخير.."

خرج الطبيب من غرفة و الدتهم بعد ذهاب ميري بدقائق، هرعوا له مع محياً يعلوه التساؤل و اللهفة لسماع الأخبار التي يتمنونها..

" لا تقلقوا إنه إرتفاع في ضغط الدم، لولا تصرفكم السريع لأصيبت بجلطة دماغية، سيكون من الأفضل تركها هنا لأسبوع حتى تستقر حالتها و يمكنكم إخذها بعد ذلك، الزيارات الآن ممنوعة ربما غداً"

أدلى الطبيب بتقريره حول الحالة الصحية لوالدتهم و ذهب، تراجعى و جلسا على الكراسي خلفهم، تنهدت يونهان بشيءٍ من الراحة و شعرت بالإستقرار إثر كلام الطبيب...

" جونوو، يجب أن ترجع إلى المنزل، إنه فارغ، سأبقى هنا.."

نظر لها و عقد حاجبيه...

" لا، لايمكنني الذهاب.."

مانع طلبها...

" يجب أن يكون هناك شخصاً في المنزل، يمكنك دعوة أحد أصدقائك للبقاء معك..."

عرضت عليه مرة أخرى مع تربيتة صغيرة على كتفه التفت اليها بعينان غاضبتان و وجه متجهم..

" هل تعتقدين إنني خائف من المبيت وحدي؟!"

إبتسمت و قالت...

" لا، لم يكن هذا قصدي، أفعل ما أقوله لك"

بدأ نزال بالتحديق على بعض بينهما و كلاً منهما يريد الآخر الإمتثال لرأيه، لكن كما المعتاد في هذا النزال دائماً تكون هي الفائزة لذلك، تنهد و وقف..

" لا تظني إنك الفائزة، بما إنكِ إمرأة فلا يجب أن تبقي في المنزل لوحدك، خصوصاً إن لا أصدقاء حولك هنا"

قال ذلك و ذهب، هو لا يحب أن ترى تلك النظرة المهتمة بعينيه نحوها، لكنها ليست بذلك الغباء حتى لاتلاحظ ذلك..

قامت بالإتصال بالسيد كيونغ و شرحت له الأمر و هو سمح لها بالبقاء حتى ينتهي الأسبوع و وعدها بزيارة لوالدتها...

أنهت الأتصال وهي مستغربة تماماً، السيد كيونغ شخصٌ لطيف إذاً ما بال جونغكوك لا يحبه، بدأت مقارنة في عقلها بينهما...

كيونغ أفضل من جونغكوك بكثير فعندما كانت تعمل معه هددها حتى لا تذهب لزيارتهم بينما كيونغ أذن لها بالذهاب و سمح لها بالبقاء حتى تتعافى والدتها، هل جونغكوك يكرهه لأنه أفضل منه؟! تساءلت..

حلّ الليل و لم يخلو وقتها من الاتصال بجونوو و الإطمئنان عليه...

ــــــ

في اليوم التالي وعند التاسعة صباحاً بالتحديد تفاجأت من قدوم أخيها و ليس هذا فقط بل قدوم السيد وانغ معه، بات وجهها بملامح باردة و هي تنظر إلى السيد وانغ بتجهم غاضب...

" مرحباً يا أبنتي، لم أصدق حين علمت من جونوو إن والدتك نقلت إلى المشفى، لكنه طمنني بعد ذلك"

لم ترغب إن ترد عليه لكن في النهاية إستسلمت..

" مرحباً، هي كما قال جونوو بخير، لم يكن عليك أن تتعب نفسك"

هز رأسه ممانعاً...

" لاتقولي ذلك"

" كيف حالها؟!"

سأل جونوو محدقاً بإهتمام بأخته...

" كان الطبيب عندها و إخبرني إن الخطر قد زال، لكن يجب عليها الراحة، و قد سمح لي بالدخول، يمكنكم الدخول إن أردتم"

فور إنتهائها همّ جونوو بالدخول، أراد السيد وانغ الدخول لكن يونهان إستوقفته..

" سيد وانغ اريد التحدث معك، لكن ليس هنا، هلّا خرجت معي للحديقة"

ــــــ

" إنا لم أقم ببيع شيءٍ له، المنزل لعائلته منذ البداية و هو من إخبرني أن أعرضه عليكم لتشتروه و أخبرني أيضاً أن أقول إنه ملكي، هو من جعل كل شيء يبدو كما رأيتيه"

كان عقل يونهان من تجلس مقابلة له حول إحدى الطاولات في حديقة المشفى، يحلل كل كلمة يقولها و يستخرج التساؤلات و الإستفسارات حولها، كيف إمكنه فعل هذا بها، لما كذب بهذا الشأن....

" هل هو من إخبرك أن تقول لي عندما أسألك؟!"

سألت بنظرات متطلبة...

" نعم.."

فكّرت قليلاً ثم إبتسمت بسخرية، نعم...هو ليس ذكي من دون داعي...قالت مع نفسها...
هو كان ضامن إنني لن آتي و لن أسأل إلا بعد مضي وقت طويل و حتى يحين ذلك الوقت هو بدوره قد أصلح كل شيء بينه وبيني، كما الآن...

هل أغضب لأنه مسيطر بشكل كامل على كل شيء يخصني حتى مسار حياتي، أم أفرح وأسر إنه قد أسكن عائلتي بمنزله و منعهم من التشرد..

لكن، لماذا لم يخبرني إن هذا منزله...
لحظة...
المال، الراتب الشهري الذي تستلمه إمي...

" هل المال من طرفه أيضاً؟!"

سألت السيد وانغ الذي شردت بتفكيرها عنه حتى كادت تنسى إنه موجود...

" أعتقد إن الإمور باتت واضحة"

أجاب وانغ بهدوء...

ــــــ

خرجت من غرفة والدتها عندما إخبرها جونوو إن السيد جونغكوك و السيدة ميري يريدان رؤيتها والإطمئنان على حال والدتهما..

كانت مشاعرها المختلطة و المرتبكة تجعلها لاتعرف كيف تقابله، كيف تنظر إلى وجهه بعد الذي عرفته، و حتى كيف تبدأ معه حديث لائق دون أن تخنقها غصتها أو حتى يلاحظ تجهمها...

أغلقت الباب برويّة، ثم إتجهت نحوه، كان يجلس على الكرسي بجانب ميري، وقفا كلاهما عندما رأوها، سبقتها ميري بالسلام و عانقتها بقوة، أنهت العناق ثم ربتت على ظهرها...

" كيف حالك؟!"

إبتسمت يونهان و أومأت بإيجاب، حولت حدقتيها بعدها نحو جونغكوك الذي قام بمد يده للمصافحة، صافحته ثم سحبت يدها بسرعة...

" هل السيدة مين بخير؟!"

سأل جونغكوك...

" نعم، هي الآن نائمة، المعذرة لايمكنكم أن تروها"

إجابت يونهان بنبرة متزنة...

" لا بأس.."

كان من السهل على يونهان إن تستنتج إن ميري هي من إخبرت جونغكوك بالإمر، و هذا أدخل شيءً من السعادة في قلبها، لكن عقلها له تفكير آخر فهو يخبرها أن تتجهم وتغضب لكذبه عليها...

" أعذري تقصيرنا فنحن حتى لم نجلب باقة زهور"

أشارت إلى جونغكوك بسبابتها و بنبرة و وجه غاضبان أضافت...

" هو السبب فمن شدة إسراعه لم يتوقف حتى لشراء باقة زهور مع إنني إخبرته بذلك"

ضمت يونهان يدها بكلا يديها وقالت...

" مجيئكما كافي..."

لم يخفى على جونغكوك إن يونهان التي إتفق معها على إن يكونا صديقين منذ مدة قريبة تتجاهل النظر اليه بالاضافة إلى تعاملها البارد...

ــــــ

" من الجيد إنك هنا، أريد التحدث معك بموضوع"

أردف جونغكوك أثناء سحبه للكرسي المقابل لكرسيها والجلوس عليه...

فاجأها صوته و ظهر ذلك على ملامحها، وضعت يدها على جهة قلبها و قالت..

" خلتك ذهبت.."

كانت نبرتها مهتزة قليلاً...

" هل تريديني أن أذهب..؟!"

سألها بصوت بارد و مظلم...

بللت شفتيها ثم نظفت جوفها، أرجعت شعرها خلف أذنها...

" لم أقصد هذا، كلانا يعرف كم أنت مشغول عادة، لذا لم أعتقد إنك ستؤخر عملك من أجلي.."

تنهد بإنزعاج...

" هل لي أن أعرف سبب معاملتك..؟!"

باغتها بسؤال لم تكن مستعدة له، ولم تكن تملك له أي جواب لائق...

" ما الذي تقصده..؟!"

سؤال غبي هي تعرف ذلك، لكن كانت محاولة منها حتى تفهم إذا كان يقصد ما تفكر به...

" لا تتغابي، أنت تعرفين ما أقصد.."

كانت نبرته عالية و مهاجمة جعلتها تخاف قليلاً..

" لما لم تخبرني إن المنزل ملكك، لما لم تذكر إمر المال الذي تعطيه لعائلتي؟!"

سؤال متطلب، يريد جواباً فوريّاً...

إبتسم بجانبية و أطلق ضحكة خفيفة...

" إخبرك حتى تعامليني بلطف فقط لأنه يجب عليك أن لاتعامليني بغير طريقة، إخبرك حتى تبتسمين لي أمامي وتشتميني خلفي"

تفاجأت من كلامه وفتحت ثغرها لما سمعته، لكنها غضبت و ردت..

" أنت كاذب، أنت إردت إن تصلح كل شيء بيننا و عند معرفتي بموقفك البطولي مع عائلتي سأندم و آتي أليك راجية عطفك و مسامحتك، اليس كذلك؟!"

كان ينظر لها دون إنحياز ببرود قاتل و فكٍ قد إحتد من الغضب....

" كم أنا سافلٌ سيء"

و قف و ذهب عنها، كانت تراقب أكتافهه المنسحبة من إمامها...

لا يجب أن أشعر بالذنب، صحيح؟!..تساءلت..

لما كل الإمور تصب لصالحه في النهاية؟!، ندبت..

الجواب ببساطة...

لأنه ليس متسرع غبي مثلي...

⭐⭐⭐

رايكم بالبارت..

إحبكم💜

بعيد عن القصة..

إحب الڤيمين و صداقتهم الذهبية الجميلة..




Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top