≈ 21 ≈
|∣ إستمتعوا ∣|
︾
︾
1:3:2014
⇇ ماضي ⇇
كان قصراً فخم، تحيطه الأشجار من كل جانب، و لجت السيارة إلى الداخل ما إن فتحت البوابات العملاقة ذات القضبان المذهبة والتي تحمل حرف- J- في المنتصف داخل شمس حديدية مذهبة كتلك القضبان...
إستدارت السيارة حول النافورة ذات تمثال المرأة و وقفت عند السلالم المؤدية إلى الباب، ترجلوا الثلاثة من السيارة، كانت الارضية مرصفة...
أبواب القصر الداخلية فتحتها الخادمة قبل أن يصعدوا السلالم و إنحنت بتهذيب لهم وقامت بالترحيب لعودتهم...
سقف يحمل لوحات فنية لملائكة تلعب معاً، و ثريا ذات أضواء خافته توسطته، تملئ الجدران اللوحات بمختلف أحجامها، ورق الجدران أخذ الالوان القاتمة و تدرجاتها...
سجادة تمتد من باب المنزل و تنتهي حتى سلم ذات درجات عريضة يتوسط الصالة الكبيرة تلك ذو درابزين مذهب...
دخلو غرفة المعيشة والتي لم تختلف كثيراً عن باقي المنزل من حيث الضخامة والديكورات من العصور الوسطى البريطانية واللون القاتم و اللوحات...
" عدنا عمتي.."
أردفت ميري بمرح مخاطبتاً القابعة على الكرسي و التي ترخي جسدها بالكامل...
" مرحباً بعودتكم.."
ردت العمة الاربعينية ذات الشعر القصير و التي تفاوتت خصلاته بين الابيض والأسود...
نظرت إلى يونهان وإبتسمت، ثم مدّت يدها لتحثها على الإقتراب...
إقتربت يونها و صارت تقف أمامها..
" إعذريني فأنا إمرأة عجوز لا تقدر على الوقوف"
إبتسمت يونهان وقالت..
" لا داعي.."
أجلست العمة يونهان على الكرسي المجاور لكرسيها...
" شكراً لك يونهان على إنقاذ طفلنا.."
إستغربت يونهان من معرفة العمة بإسمها لكن أرجعت السبب إلى جونغكوك...
" لا داعي للشكر حقاً، لم أفعل شيء.."
" أين البقية، لا أراهم"
أردفت ميري بحدقتين باحثتين هنا وهناك...
" مينا في غرفتها أما جونغكوك و سي يونغ في قاعة الرماية في الأسفل، أما عمك فهو في غرفة مكتبه جونغ إن مع المربية"
همهمت ميري ثم أضافت ناظرتاً إلى يونهان..
" يونهان، هل ترغبين بإخذ جولة في القصر..؟!"
نظرت لها يونهان وإبتسمت لها..
" إذا لم يكن تطفلاً..."
أمسكت ميري بيدها وسحبتها معها وقالت..
" إنت مهذبة جداً.."
الأمر كان كالآتي، يونهان أصيبت بالدوار لأن جميع الغرف تحمل نفس الألوان و لها ذات الطابع الأرستقراطي وكإنها في قصر أحد السلالات الحاكمة لأنگلترا في القرن الحادي عشر أو أياً كان...
لقد كان مليء بالتماثيل و المزهريات الموضوعة في كل زاوية...
كان ذو ستة طوابق، وكل طابق عبارة عن جناح خاص لفرد من العائلة...
إنفراج الحدقتين و فتح الفم على مصراعيه هذا ما كانت ستفعله يونهان لو لم تكن شابة رزينه، لكن هل هذه الغرفة التي تكلمت عنها العمة منذ قليل، إنه جناح و مستواه يفوق ما تراه عيناها بالاجنحة التي تملكها أفخم الفنادق...
لم ترد أن تظهر كالبلهاء أمام ميري التي إتخذت مجلساً على طاولة الشاي في الشرفة لذلك قامت بكبت مشاعرها و إكتفت بالتعليقات اللطيفة على الجناح...
عند إتجاه خطواتها نحو الشرفة فكرت يونهان بأن هذه السيدة القابعة أمامها و اللطيفة لا تستحق ما يفعله بها جونغكوك...
إنه يخونها ويتصرف وكأنه أكثر أمرٍ طبيعي في العالم، كيف لحدقتيه أن ينظران لغيرها، إنها كعارضات الازياء برشاقتها و كالأميرات في أناقتها، إنه إنسانٌ حقير...
جلست يونهان على الكرسي المقابل حول تلك الطاولة، كانت ميري تنظر إلى الأفق، حيث البحر بتدرجات اللون الأزرق الجميلة، شبهتها يونهان بعينا ميري الزرقاوتين...
لكن فجأة ومن دون سابق إنذار داهمتها تلك العينان بالنظر إتجاهها تقوستا نتيجة لإبتسامة ميري العميقة...
" ما الأمر؟! هل أعجبك؟!"
أردفت ميري قاطبتاً كلا حاجبيها بمزاح وغضب لطيف...
ردت يونهان الإبتسامة بمثيلتها و قد إطلقت ضحكة خفيفة معها...
" أنت جميلة جداً، هذا كل شيء.."
نفت ميري بيدها وقالت...
" أنت تبالغين، لست جميلة..."
رغم تلك الروح المرحة التي تغمرها إلا إن يونهان رأت بين تموجان لون حدقتيها ذلك الحزن...
نظرت يونهان إلى ما فوق سور الشرفة العريض القصير و تنفست بعمق...
هل جونغكوك من يجعلها حزينة هكذا؟!
تباً له؟!
لحظة، إستوقفت...
نظرت عبر باب الشرفة الزجاجي المنزلق الى الغرفة ثم عادت وفكرت...
هذه غرفة جونغكوك أيضاً، لقد إعتقدت إنه متسلط إلى درجة إنه لن يسمح لزوجته بإنتقاء أثاث الغرفة على ذوقها...
إبتسمت بجانبية..
ذلك المتغطرس ليس بهذا السوء...
أبلغتهن الخادمة بإنتظار الجميع لهن حول طاولة الطعام لذلك بادرن بالنزول إلى الطابق الاول حيث المائدة...
جلست يونهان وبجانبها ميري، جونغ إن إنضم لا حقاً بعدما جلبته المربية و إجلسته بجانب أمه، لوحت يونهان له وقام بفعل المثل مع إبتسامة، مينا كانت باردة وصامته عندما جلست وكأنها غير مهتمة بما يحدث...
إنه لا يشبهه، فكّرت...
هذا جيد، أجابت...الكثير من جونغكوك سيء...
رحّب الأب بيونهان و شكرها كزوجته على إنقاذ حفيده...
أخ ميري كذلك إنضم ثم دخل الغرفة شاب ثلاثيني تقريباً، وسيم مع جسد رياضي لا يختلف كثيراً عن جسد جونغكوك ، هذا ما قدّرته يونهان...
إتجه نحو يونهان بإبتسامة عندما إقترب منعها من الوقوف عن الكرسي و أردف...
" لا يجوز..."
مدّ يده للمصافحة مضيفاً...
" سويونغ...جيون سويونغ الابن الإكبر للعائلة الحاكمة"
أنهى كلامه بضحكة متسلية كان مازال يمد يده، سارعت بمصافحته قبل أن تبدو فضّة...
وبعد أن أنهيا المصافحة إلتف حول الطاولة و جلس في مكانه المقابل لميري...
" أين جونغكوك ؟!"
أردف السيد جيون بتساؤل...
" قال إنه سيأتي بعد الإستحمام..."
قاموا بوضع الاطباق وسكب الطعام دون إنتظارهم لجونغكوك...
بعد ربع ساعة دخل جونغكوك، و دون أن ينبس بأي كلمة جلس على الكرسي مقابلاً ليونهان...
اليس هذا فضاً، تساءلت...
ألا يجب أن يجلس بجانب زوجته؟! إستغربت..
هو يجعلها تتساءل كثيراً وتستغرب إكثر...
كان يركز في صحنه ولا شيء غيره لكن من تقابله تصب تركيزها عليه و قد إحس بذلك، لذا قام بمهاجمتها والنظر اليها دون سابق إنذار...
أخفضت حدقتيها إلى صحنها، و مثلت بالأكل...
لكنه تحمحم و وضع الشوكات على الصحن و رمى بالمنديل جانباً، إستقام بجذعه وذهب...
لما غضب؟! لم تفعل شيء؟! إستنكرت...
كان آخر من أتى و أول من ذهب...
هل كان تصرفها غير لائقّ...؟! انبت نفسها...
" وداعاً عزيزي.."
قالت يونهان بعد تقبيلها لجونغ إن الذي لوح لها بإبتسامة مشرقة...
" إذا لم يكن لديكِ شيء في المساء، سيسرنا أن تنضمي لنا على العشاء"
إردفت ميري، إبتسمت يونهان وقالت...
" لقد كنتم كريمين معي كثيراً، لكن لا أستطيع قبول دعوتك.."
" لا تكوني مهذبة جداً، هيا وافقي.."
ضمت ميري يد يونهان بكلا يديها و بنبرة متوسلة وحاجان معكوفان و عيون جراء...
" أنا إشكرك، لكن حقاً لا أستطيع...لديّ سفر في الصباح الباكر ولا يسعني التإخر عليّ توضيب حاجياتي، وهناك إمورٌ إخرى عليّ فعلها.."
تركت ميري يد يونهان بعنف و بان غضباً مزيف على وجهها و تحولت عيون الجرّاء إلى إخرى تحدج يونهان...
" أنتِ غير معقولة تخلقين الأسباب من العدم.."
إبتسمت الإخرى وقالت...
" ربما فرصة إخرى، أعتذر حقاً..سررت بمعرفتك سيدة ميري.."
صافحتا بعضهما، تخطت يونهان البوابات العملاقة لذلك القصر، إتجهت نحو منزلها بالرغم من إصرار ميري على إيصالها إلا إنها فضلت السير متحججة بتفضيلها له، لكن السبب الأساسي إنها لم تكن ترغب بأن يوصلها جونغكوك، بعد أن إقترحت ميري ذلك..
جونغكوك شخص لا يستطيع إحد أن يفهم شخصيته أو حتى لما يفعل تلك الأشياء، فكّرت...
لديه زوجة وأبن لطيفان لكنه لم يفصح عن ذلك و لا مرة واحدة طوال مدة العمل الذي جمعهما، إستاءت..
هل حياته تعيسة معها؟! تساءلت..
هل هو مجبر؟!
لما أفكر به الآن؟! عليّ الأسراع للفندق أريد أن أذهب للتسوق قبل أن يحل الظلام...
ــــــ
لم تكن فترة التسوق فترة سهلة، فالبرغم من كثرة المحلات و الأسواق هناك إلا إنها لاقت صعوبة في أيجاد القطع المناسبة أو الحجم ربما بالأضافة إلى سيرها على الأقدام...
إنتهت تلك الفترة بسلام مع حلول الظلام، كانت الساعة تشير إلى السابعة بعد إن نظرت إلى الساعة الكبيرة المعلقة بجدار أحد المحلات...
حلول الظلام لم يجعل من مظهر المدينة نائم إو ممل بل إزداد إكثر مع برودة الجو قليلاً...
أضواء المحلات جعل من تلك المنطقة جميلة وخلابة..
ها هي يونهان بملابسها البيضاء الفضفاضة من الأعلى والاسفل والضيقة عند الخصر تحمل أكياساً كثيرة و تنتظر من سيارة أجرة أن تمر وتقلها إلى المنزل...
ما كان عليها أن تشتري كل هذا؟! تذمرت..
لو لم يبقى معها القليل من المال لما إكتفت بهذه الإكياس، سخرت...
و قفت أمامها سيارة سوداء من دون سقف، ولم يكن صاحبها إلا جونغكوك...
لو رجع الأمر لها لتجاهلته، لكنه إمامها و لا شيء غيره ومن الغبي أن تدعي عدم رؤيته...
خلع نظارته السوداء و علقها على ياقة بلوزته القطنية السوداء ذات الأكمام القصير والتي تظهر جزء من عضلات ذراعه...
" إركبي، هل تريدين الإستمرار في التحديق بي؟!"
أردف ناظراً لها ببرود...
نظرت له بتحدي وعقدت كلا ساعديها معاً رسالة له كي يذهب ويتركها لكنه بقيّ و هي إستسلمت بسرعة متحججة بأن ليس هناك وقتاً كافي ربما هو فقط سبب ليجعلها تركب، في النهاية هي أرادت أن تتحدث معه ربما تفهمه إكثر....
" هل أفلست المحلات..؟!"
أردف مشيراً بكلامه على الاكياس التي نقلتها يونهان و ضعتها في المقاعد الخلفية...
لم تبادر بالإجابة بل إكتفت بالصمت و النظر إلى الخارج...
" زوجتك لطيفة.."
قطب كلا حاجبيه بعدم فهم لكنه إبتسم بعد ثواني وقال..
" نعم هي كذلك.."
إنفرجت عينيها و التفتت اليه، لقد تمنت أن تكون شكوك لكنه يؤكدها الآن...
" وإبنك كذلك.."
همهم وأضاف..
" إنه فتاً لطيف.."
لعقت شفتيها ثم أرجعت شعرها المتطاير خلف أذنها...
" لم تتحدث عنهم من قبل..."
أردفت وهي تنظف راحة يدها بإبهامها دون داعي..
" لم تكن هناك فرصة تعرفين كيف هو العمل.."
هي الآن تشعر بالإختناق إكثر، وتشعر أيضاً بإن دموعها ستخونها، وهي لا تريد ذلك...
صكت على أسنانها لمنع غصتها، ثم قامت بقضم أظفر إصبعها الخنصر...
لما تشعر بأنها خذلت؟! هو لم يكن يعني شيء ولم يعدها بشيء كانت فقط نظرات عادية ربما منه وهي فسرتها على هواها...
كبتها لغصتها جعل من يدها ترجف و تبرد...
لم يضيف أي شيء وهي لم تتحدث أيضاً...
عندما و صلوا إلى الفندق أوقف السيارة أمامه، ترجلت بسرعة و إخرجت إكياس مشترياتها من الخلف بإهمال و قد سقط إحدها بالسيارة ولم تنتبه بسبب تجمع الساءل الرقيق الشفاف إمام حدقتيها و إسراعها للدخول قبل أن ينتبه أو حتى يراها...
" إنتظري، لقد وقع أحد إكياسك.."
وقفت دون أن تدير و جهها له، حملها للأكياس منعها من إغتنام أي فرصة لمسح دموعها...
ترجل ثم التقط الكيس...
إقترب ومدّه لها...
التفتت التفاته جزءية و أخذته...
ظل واقف يراقبها وهي تفتح الباب بعد إن وضعت الاكياس أرضاً...
" ليست زوجتي، إن كنت مهتمة بمعرفة ذلك.."
كان يضع كلا يديه بجيبي بنطاله مبتسماً إبتسامة جانبية متسلية...
إلتفتت له و كانت تنظر له بغضب...
هل هو حقاً يتسلى بخداعها؟!
" أنا فتاة غبية مسلية أليس كذلك..؟!"
أردفت مع نزول دموعها من جديد...
" ليس تماماً.."
أغضبها ذلك فعلاً، إنه يستمتع على حسابها...
رمت المفاتيح عليه لكنها لم تصبه و كذلك إكياس المشتريات التي قام بإمساكها...
التقط المفاتيح وإقترب منها، أعطاها الاكياس والمفاتيح كذلك...
" أنا لم أقل ذلك حتى، أنت من إختلقت كل ذلك"
كان جدي حقاً...
" في السيارة أنت.."
قاطعها قائلاً...
" أنت محقة بهذا فقط..."
رمى الأكياس فور ظهور الغضب على وجهها و إصتكاك فكها...
" إلى اللقاء.."
لوح مودعاً إياها بعد إن قفز الى داخل السيارة متكيءً بيده على الباب و جلس أمام عجلة القيادة...
" أنا إكرهك.."
أردفت بصراخ كي يسمعها مع إبتعاده عن المكان...
إرتدى نظارته...
" أشك في ذلك.."
قال أثناء نظره اليها من المرآة الجانبية للسيارة
-
-
-
✰✰✰
أطول بارت كتبته...
رايكم بالبارت..
أحبكم💜
بما إن عيد ميلاد شوقا كان من كم يوم فهاي هدية لطيفة...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top