≈ 20 ≈
|∣ إستمتعوا ∣|
︾
︾
القوة التي إكتسبتها بسبب تشجيعها لنفسها ذهبت وكأنها لم تكُن بسبب ما رأته عند فتحها الابواب الكريستالية للمطعم و ولوجها داخله...
رأته وحده و لا شيء غيره، نعم، فهو قد حجز المطعم كله، لم يوجد هناك غيره، يجلس حول تلك الطاولة ذات غطاء القطيف الكحلي، و شموع فوقها و كؤوس ذات أعناق طويلة فارغة و زجاجة نبيذ موضوعة في دلو نحاسي...
أوَجَب عليه أن يفعل كل هذا؟! إنبته مع نفسها..
تحركت بخطوات منتظمة نحوه، كان شعرها المتموج منسدل على كتف واحد، صوت كعبها الحالي صدح في المطعم الفارغ، ما إن إقتربت حتى لاحظت ذلك الشاب الذي يحمل الكمان و ينتظر الإشارة لكي يبدأ..
أضواء خافته طغت على المكان، أضواء لم تدع من أضوء الشموع المنتشرة بالقرب من الطاولة أن يختفي، كأنهم في بركة من الشموع المعطرة...
و قف ما إن تحركت إتجاهه...
قابلا بعضيهما للحظة و وقف كل شيء بالنسبة لكليهما، ثم كسر نظراتهما لبعض بـتحريك الكرسي المخصص لها إلى الخلف لتحفيز يونهان بالجلوس، جلست بصمت وهو قام بفعل المثل أيضاً...
" ما كان عليك فعل كل هذا، كنت أخطط لعشاء بسيط لا يتضمن كل هذه الضخامة؟!"
أردفت يونهان وهي تخفض حدقتيها و تلعب بالمنديل أمامها...
" هذا لاشيء، لنستمتع الليلة.."
أنهى نطق كلماته بإبتسامة...
ثم أخرج قنينة النبيذ فتحها ثم سكب لها القليل وله كذلك...
" نخب لقائنا"
قال بعد إن صفق الكؤوس ببعضها بخفة، و شربه جرعة واحدة، رمشت عدة مرّات بإستغراب...
ليس هكذا يُشرب النبيذ وهو يعرف ذلك، خاطبت نفسها، هل لاداعي بأن أقلق مما يحصل..أرجو ذلك، تمنت..
" أريد أن أتكلم معك بأمر.."
قالت بعد إن وضعت كأسها جانباً...
رفع يده مانعاً إيّاها من الكلام وقال...
" بعد العشاء..."
إنه غريب، فكّرت بإستياء...
هل كان عليّ إن أرفض..،تساءلت..
أمر عازف الكمان بأن يبدأ معزوفته مع أول صحن وضعه النادل على الطاولة...
تصرفاته حتى لاتشبه ما إعتدت عليه وأنا معه سابقاً...
خاطبت نفسها في أثناء تقطيعها لشريحة اللحم المشوية و المغطاة بالصوص الخاص...
إلتقت حدقتيهما عندما رفعت رأسها منهيتاً طعامها، كان مبتسماً وهو يحدق بها و كأنه يستمتع بالمنظر إمامه، لقد كان كذلك طوال فترة أكلها حتى توقفها ووضع الشوكة والسكين على الصحن...
نظر إلى صحنها ثم أرجع نظراته إليها وقال..
" هل الطعام سيء...؟!"
هزت رأسها نافية بصورة قاطعة...
" لا، إنه لذيذ.."
همهم ثم أضاف...
" لم تأكلي شيء...هل أنت متوترة؟!"
نفت مجدداً، كان الطعام مذهل ولولا توترها لقالت له كم عشقت الوجبة، و إكلت المزيد، لكنها لاتستطيع..إنها متوترة كثيراً، لم تستطع الإستمتاع بالرغم من الاجواء المساعدة، لكنه محق هي متوترة...
" بعض الشيء..."
إبتسمت ببهوت مع إنتهاء كلامها..
" لماذا؟!"
أردف ببرود..
" هل يمكنني إن لا أجيب..؟!"
نبرتها كانت مترجية قليلاً حين نطقها...
" نعم..."
جواب مختصر لكنه أراحها كثيراً...
بدأت الموسيقى مجدداً ما إن وضعوا أطباق الحلوى، جميع الوجبات كانت من إختياره كما إعتاد أن يفعل عند خروجهم معاً، لم تكن تعارض ولن تجروء على ذلك الآن...
" لقد إزددتُ كيلوغرامين أو ثلاثة مع كل هذه الوجبات.."
أردفت و هي تنظر له بعيون ثقيلة، إنها تشعر بالإمتلاء وهذا غير جيد، سيصيبها النعاس عما قريب، لكنها تحارب على جعل الإمور بخير و على طبيعتها..
" ستبقين جميلة بالرغم من كل شيء"
إحمرت وجنتاها على هذا الإطراء الغير متوقع، أخفضت حدقتيها...
أطلق ضحكة خفيفة وقال..
" لم تتغيري..."
رفعت حدقتيها ونظرت إليه، إرتشفت القليل من النبيذ طريقة لإبعاد توترها الذي إرتفع..
" أريد التحدث معك بموضوع..."
أردفت بعد تنظيف جوفها، لكن رأسها مال للأعلى ناظرتاً إليه عند وقوفه من على الكرسي، مدّ يده وقال..
" هل لي بهذه الرقصة...؟!"
إنهى كلامه بإبتسامة عذبة جعلتها تتشتت، وضعت كفها على كفه برقة، لم تكن كامل كفها بل أطراف أصابعها الذي بادر بضمها جميعاً بإبهامه وحثها على الوقوف والتحرك معه إلى وسط القاعة...
غيّر عازف الكمان المقطوعة وبدأ بمقطوعة جديدة أرق و أهدأ، إخذت كِلا يديها مكاناً على كتفيه وهو باشر بلف ذراعه حول خصرها وبسط كفه على خصرها ويده الأخرى إحتضنت أحد كفيها برفق..
بدءا بالتمايل معاً على تلك الأنغام...
ذلك القرب معه كان خطيراً على قلبها، لقد جعلتها رائحة عطره تتخدر، ليس هذا ما إتفقت مع نفسها عليه، إنها تكسر كل القوانين التي وضعتها بأقل حركة منه، إنه لايبذل أي مجهود بجعلها تجهل ما تقدم عليه، إنه يسحبها تجاه عالمه بسهولة..
دقائق حتى قام بلف كلا ذراعيه حولها وعانقها، إنها تجهل سبب أفعاله هذه، لقد كان مفاجئاً بالنسبة لها...
كان يشد على العناق شيئاً فشيئاً، خفقان قلبها إزداد ما إن شعرت بقبلاته على عنقها...
أبعدته عنها، كل ما شعرت به حينذاك كان شعورٌ مؤلم كثيراً، مالذي يعتقد إنه فاعل..إستنكرت...
هل يعتقد إنها سهلة لهذه الدرجة..؟!
كان صدرها يعلو و يهبط، هي لاتعرف سبب حالتها المضطربة هذه، لكنها تعرف جيداً إن البقاء معه خطيراً...
كان ينظر لها ببرود...
تحركت من أمامه بإتجاه الباب، لكن يده التي التفت حول مرفقها منعتها، التفتت اليه بنظرات غاضبة وعينين دامعتين...
" إتركني.."
أردفت بحرقة...
" إلى أين...؟!"
سألها بنبرة قوية...
" إلى الجحيم...لن أبقى معك هنا"
قد نزلت دموعها بالفعل...
" أنا آسف...دعيني أوصلك"
أردف بلطف لتهدئة الوضع...
" قلت لن أبقى معك..."
أردفت بتجهم مبالغ...
" إعطني فرصة لأعتذر.."
ـــــ
ساد على الجو العام داخل السيارة الصمت، لم تنتهي الامسية كما خطط لها كلاهما بل تحولت إلى عاصفة بالنهاية والسبب هو...
لم يخلو الأمر من تأنيبه لنفسه، بالأضافة إلى الإعتذارات المتكررة لها...
أدار المذياع على أغنية ما ولحسن حظه كانت هادئة، أما هي فبادرت بالنظر عبر النافذة إلى الخارج..
" ما الموضوع الذي أردتي أن تتحدثي معي فيه؟!"
أردف لقطع تلك الاجواء الغريبة بينهما...
" لا يهم...لم أعد مهتمة"
نطقت ببرود هادئ...
" إسمعي أنا لم أخطط لفعل ذلك صدقيني، لقد.."
قاطعته وقالت..
" أضف حرفاً آخر وسترى جثتي تتدحرج على الطريق"
تنهد بغضب و أدار وجهه المتجهم إلى الأمام صاباً كل تركيزه على الطريق إسترقت نظرة إلى يده التي تمسك بعجلة القيادة وكأنه يريد تحطيمها بقبضته، هذا جعلها تشرد..
إنفعالها مبالغ به، فكّرت بإستياء..
إنها فقط تجعل من الفجوة التي خططت لتقليصها تزداد، لم يكن عليها أن ترد عليه بتلك النبرة، أنبت نفسها...
كان عليها أن لا تغضب، فهي قد شُدَّت إليه أيضاً، هناك جزء داخلها كان يريده أن يستمر، ذلك الجزء لم يمانع بتلك القبلات التي طبعها..
ربما هذا ما أغضبها أكثر، إنها مازالت تحبه رغم كل شيء، هي كانت تعرف ذلك لكن لم تعترف يوماً به، كانت تخدع نفسها مفسرتاً إهتمامها به شيء عادي بين مدير و موظفة، لكن هي من بادرت بدعوته، له الحق في إعتبار دعوتها له شيء مثل جسرٌ لأصلاح الأمور...
ربما كان يفكر بأنها تريد ذلك فعلاً...
تلك الأفكار و التخاطب مع نفسها هي ما ملأت عقلها طوال الطريق...
أوقف السيارة، كان ينظر إلى الأمام متجاهلاً النظر اليها، إنتظر خروجها...
لكن يدها التي مُدت إتجاهه طالبتاً المصافحة جعلت منه يلتفت إليها بإستغراب..
" أصدقاء؟!"
أردفت، كان ينقل حدقتيه من يدها إلى وجهها الباسم..
" هذا ما كنت أريد التحدث به معك، هيا.."
هزت يدها لتحفزه على مصافحتها...
صافحها وشدّ على يدها وما أنهيا المصافحة حتى أظهرت تعابير متألمة أثناء هزها ليدها، إستلطفها الآخر...
ترجلا كلاهما من السيارة...
دارت حول السيارة كانت حدقتيه مثبتة عليها، و كان بدوره يتكئ على السيارة و يعقد كلا ذراعيه معاً أمام صدره...
وقفت إمامه ثم إبتسمت وقالت..
" كانت أمسية رائعة..."
إبتسم كذلك لها...
" إذهب، لا تنتظر.."
التفتت و تحركت متجهه إلى الباب لكنه تجاهل كلامها و بقيّ مكانه...
شدّها من مرفقها وجعلها تلتفت اليه...
قرّب وجهه من خاصتها، رفع ذقنها بسبابته..
ثم قبّلها...
ضربت صدره وأبعدته...
كانت تقطب كلا حاجبيها بإستنكار...
" كُف عن مضايقتي.."
إتجهت نحو باب منزلها و صعدت السلالم المؤدية اليه..
" كُفي عن إثارتي بالمقابل.."
أردف بصوت مرتفع...
التفتت اليه و كانت غاضبة..
هل من الطبيعي أن يستلطف غضبها؟! تساءل..
" أنا لا أمزح.."
فتحت الباب ودخلت إغلقت الباب وإستندت عليه، تنهدت براحة...
نظرت من عين الباب وكان لتوه قد تحرك و دخل السيارة، أدارها ثم إنطلق...
لما يعجبني الأمر، لما لم أغضب؟! تساءلت..
-
-
-
✰✰✰
مراحب..✋
رايكم بالبارت حمبات قلبي...
إذا طلع البارت غير مرتب من حيث المساحة بين فقرة وأخرى ليس مني إنما الوات يقوم بحذفها، لا أدري لما...
ڤوت آند كومنت💜
أحبكم❤
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top