≈ 17 ≈
|∣إستمتعوا ∣|
︾
︾
" لا أعتقد إنها صدفة هذه المرة"
إلتفتت يونهان إلى مصدر الصوت وقد كان مألوفاً بشكل غريب، مألوفاً لدرجة إنه كان محبباً لمسامعها..
" سيد جونغكوك ؟!!"
أردفت بإستغراب، لم تتوقع إنها ستجده هنا...
كان هناك جزءاً بداخلها إحب ظهوره هذا...
" أنا من يجب أن أستغرب، اليس كذلك؟!"
إبتسم بجانبية بعد إن قال ذلك...
قامت بوضع بعض الخصل المتمردة خلف أذنها، وقفت من على المقعد وقابلته...
" بعد إذنك، عليّ الذهاب"
قد ظهر توتر طفيف ربما على نبرتها، وكانت سعيدة إنه لم ينتبه عليه...
ذهبت عنه بإتجاه فندق إقامتها...
تنهدت براحة عندما إبتعدت عن المكان..
و تساءلت عن هذه الصدفة..
وبالرغم من إنها كانت ترغب بشدة برؤيته لكنها هربت مع أول فرصة أُتيحت لها...
وكم سخرت من نفسها...
دخلت غرفتها، ثم تقربت وإستلقت على السرير، كانتا يديها على جانبيها وذلك الكتاب أيضاً...
كان عليها أن تتحدث معه، لامت نفسها...
ماكان عليها أن تهرب كالصغار، أنبتها كذلك..
كان يمكن بالحديث أن يكسر مابينهما من جدارٍ فولاذي محصّن...
لو لم أتراجع...
أفأفت كثيراً، و أبعدت شعرها عن وجهها بغضب رغم إن الإمر لم يستدعي ذلك...
تخبطت قليلاً على الفراش، لكن هناك فكرة بزغت في عقلها...
" جاك.."
فرجت حدقتيها، ثم أقامت نصفها العلوي..
" هو من دبّر لهذه الصدفة، كان يعرف أن جونغكوك هنا، أعطاني التذكرة بحجة المكافأة.."
شهقت بغضب، وأضافت..
" هذا الـ....آااه"
التقطت هاتفها من على المعرض بجانب السرير، و إتصلت على جاك لكنه كان غير متوفر...
رمت الهاتف على السرير وخرجت لتشم بعض الهواء في الشرفة، لقد رحبت بها نسيمات الهواء و تلاعبت بخصل شعرها وهذا أعطى يونهان شعوراً بالأسترخاء..
التفتت بعفوية إلى الجانب الأيمن، و تخيلت جونغكوك و هو يخرج لأستنشاق الهواء كما تفعل ويعطيها تلك الإبتسامة الواثقة كعادته...
إبتسمت بسخرية، سيكون الحظ إلى جانبها، صح؟! تساءلت..
لن تجمعها الصدفة معه مرة أخرى؟! لن يخرج الى الشرفة المجاورة لشرفتها لطلب الهواء النقي و تعبئة رئتيه منه؟! لن يحدث ذلك؟!
هذا ما فكرت به، و لم تكن متأكدة هل هي ترغب أن يحدث هذا أم لا..
ـــــ
في اليوم التالي بعد الإفطار إتخذت من السير حافية على رمال الشاطئ و النظر الى البحر من وقت لآخر ملجأ لتهرب من كل تلك الأفكار بالرغم من إنها لم تكن أفكاراً مؤذية حتى...
هل ستلقاه اليوم؟! تساءلت...
كانت تحمل نعليها بكلا يديها، ترتدي ملابس سباحة من قطعة واحدة وقطعة قماش من الكشمير لفتها حول خصرها و عقدتها على الجانب منه...
كان شعرها يتطاير من جميع الاتجاهات و ندمت إنها لم تشده للخلف فقد قضت معظم الوقت في تجميعه و إزاحته عن وجهها...
و في طريق عودتها إلى الفندق لاحظت طفلاً صغير وقد بدا خائفاً قليلاً، ويبحث في وجوه المارّة..
" مرحباً أيها الصغير"
أردفت بعد إن إقتربت منه و أحنت جذعها ليكون مساوياً له..
" ما إسمك؟!"
سألته مرة أخرى لكنه كان ينظر لها وحسب وهذا أقلقها قليلاً لأنها قدّرت عمره على حسب هيئته فحصلت على ستة سنوات وكونه لا ينطق بشيء فهو شيء غريب...
" أين عائلتك، هل تركوك هنا؟!"
أردفت بلطف أكثر، هي تعرف إنه خائف ومتوتر لكنها يجب أن تسأله لكي تجد أهله...
" هيا نذهب معاً للبحث عن والديك، لكن يجب أن تساعدني، حسناً"
أمسكت بيده و تحركت من المكان كانت خطتها أن تخبر المسؤلين عن المكان عنه ليبحثوا عن والديه بدلاً منها...
" إن رأيت أحد و الديك أخبرني، إتفقنا"
أومئ لها الصغير بالموافقة، هذا مريح إنه يستجيب لها..
" أبي..أبي"
أردف الصغير بعد عدة دقائق من سيرهم كان يشير على أحدهم عند نداءه، كان يشدها بأتجاه ذلك الرجل ومع كل خطوة نحوه كان يبدوا مألوفاً أكثر، كان ذلك الرجل يكلم أحدهم عبر الهاتف...
لكنه التفت إتجاه الصوت الذي يناديه، و تعابير وجهه الجدية والغاضبة تحولت الى العكس تماماً عندما رآى الصغير ، عانقه و حمله بعد إن أفلت يد يونهان وركض نحو جونغكوك...
" أين كنت؟! قلقت والدتك كثيراً عليك"
أردف بعد إن أنزله، رفع رأسه إتجاه الواقفة كعمود إنارة دون أي ردة فعل، إبتسم وقال..
" من الجيد إنك إنت من وجدتيه"
بادلته الإبتسامة لكنها كانت حزينة قليلاً..
" أرجو أن لا يتكرر ذلك، إعتنوا به"
التفتت وعادت أدراجها لكن بصدمة وحزن كبيرين..
إنه متزوج، مالذي كنت اتوقعه؟!
إذاً لماذا أنا أشعر بالضيق؟!
هو لم يعترف بشيء و لا حتى إيماءة
إذاً مالأمر؟!
لما أنا محبطة وأشعر بالخذلان؟!
ـــــ
بدأ صوت طرق الباب يدخل إلى حلمها، عقدت حاجبيها ثم فتحت كلا عينيها، ظلّت محدقة بالسقف قليلاً وقد ظنت لوهلة إنها كانت تحلم، لكن الطرق عاد مجدداً...
نظرت إلى الساعة المعلقة على الجدار، إنها الـحادية عشرة!! لقد نمت كل هذا الوقت؟! إستغربت..
جرّت خطواتها بتثاقل وخمول نحو الباب، لقد كانت مستيقظة طوال الليل تفكّر، بإن نظرات جونغكوك لها لم تكن نظرات عادية، ظهوره في كل مكان تذهب اليه هل كل هذا بلا معنى..؟!.
في النهاية إستنتجت إن ليس من حقها أن تفكّر أصلاً..
فتحت الباب، كانت إمرأة شابة جميلة المظهر و أنيقة إبتسمت ما إن فتحت يونهان الباب لها..
" أنت لا تعرفيني، أنا ميري"
مدّت يدها لمصافحتها وأضافت..
" أنا أُم جونغ إن الطفل الذي وجدتيه بالأمس،"
صافحتها يونهان بتمالك إكثر لنفسها..
" مرحباً تشرفت بمعرفتك"
أردفت يونهان ثم أنهتا المصافحة..
" أرجو أن تقبلي دعوتي للغداء اليوم، في الثانية.."
هزت رأسها يونهان برفض وقالت..
" لاداعي، كان واجبي لا غير"
غضبت ميري بإصطناع وقالت..
" لا يجوز، أنت انقذتي حياة ابني، كان من الممكن إن احدهم يخطفه، إنه عربون شكر وصداقة"
أخفضت يونهان رأسها ثم رفعته وهمهمت بإيجاب..
" سيسرني التعرف عليكم إكثر"
شقّت الابتسامة وجه ميري المشرق وكإنها إحدى عارضات الازياء...
" لا تنسيّ، الى اللقاء في الثانية، سآتي لأصطحابك، المنزل ليس بعيد عن الفندق"
بعد ذهاب السيدة ميري أغلقت يونهان الباب وأستندت عليه، تنهدت بعمق، إذاً هذا نوعه..؟! تساءلت..
من حقه أن يحبها فهي لطيفة و أنيقة...
ـــــ
كانت جاهزة وتنتظر قدوم تلك السيدة المهذبة لتصطحبها، تجلس على السرير ترتدي فستاناً نبيذي من دون أكمام يصل إلى ركبتيها من الشيفون مبطّن بنفس اللون مع حقيبة يد سوداء وحذاء كذلك وحزام رفيع حاوط خصرها بأناقة، ترفع شعرها كذيل حصان..
صوت تزمير سيارة في الخارج جعلها تقف بسرعة التقطت حقيبتها و اتجهت نحو الباب بخطوات متسارعة فتحته، كانت ميري تخرج رأسها من نافذة السيارة، كانت تجلس على المقعد بجانب السائق..
" مرحباً يونهان، هيا بسرعة تعاليّ"
اقفلت يونهان شقتها بسرعة و اخذت المفتاح ووضعته في حقيبتها...
ركبت في المقاعد الخلفية...
كانت هوية السائق مجهولة، لم يكن موظفاً بالتأكيد ما إن دخلت و تحركت السيارة نظرت ميري إلى يونهان وقالت..
" أعرفكِ به، هذا السيد بيون تيهيون اخي، تيهيون إنها يونهان بطلة إبني.."
ضحك تيهيون بخفة ثم نظر من خلال المرآة الامامية الى يونهان..
" تشرفت بمعرفتك سيدتي"
إبتسمت وإنحنت برأسها قليلاً وقالت..
" تشرفت بمعرفتك"
التفتا كلا الاخوين الى الأمام و ركزا في الطريق، و من وقتٍ لآخر كانت ميري تلتفت إلى يونهان وتبتسم..
" أتعرف تيهيون لقد صدف إن جونغكوك يعرف السيدة يونهان و قال إنه التقى بها عندما كان في سيؤول، لقد إقترحت أن نعطيها مالاً لقاء مساعدتها لكنه قال إنها لن تقبل وقد كان متأكداً من ذلك.."
إلتفتت إلى يونهان وقالت..
" هل أخطأ؟!"
إبتسمت يونهان و أردفت..
" لا لم يكن كذلك"
" أوه، هذا الرجل إنه يعرف كل شيء"
أردفت ميري و قد كانت تمد شفتيها إلى الأمام بلطف..
هل هذه صراحة؟! تساءلت..
كيف يخبر زوجته شيء كذلك؟!
ألا يخاف من الغيرة؟!
إنهم غرباء حقاً لم التقي بزوجين مثلهما طوال حياتي..فكّرت..
-
-
-
✰✰✰
رايكم بالبارت..
ڤوت آند كومنت بلييز
أحبكم💜
بعيد عن القصة..
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top