≈15≈






|∣إستمتعوا ∣|











تجلسان مقابلتان لبعضهما
حول احدى الطاولات في احد المطاعم الكورية التقليدية، لم يتحدثن بعد الاحاديث الجانبية التي تحدثن بها...

كلتاهن غارقاتان بالتفكير، إتخذن من طاولة بجانب النافذة مكاناً لهن هناك...
يونهان تنظر من خلال النافذة و أوهاني توقفت حدقتيها عند كأس مشروبها يدٌ تلعب بالقشة حيث تديرها بمحاذاة حواف الكأس والثانية ترخي خدها عليها...

كثرت تنهدات أوهاني وشرودها قد طال وكذلك صمتها...

لوحت يونهان أمام عينيها وقالت..

" ماذا هناك...شاردة ليس كعادتك؟!"

إنتبهت الأخرى ونظرت الى يونهان واردفت..

" لا شيء..أمرٌ تافه..حسناً اخبريني ماقصتك ليس بالعادة أن تأخذي إجازة"

اراحت يونهان ظهرها على مسند الكرسي..

" لم أقم بذلك..إنه السيد جيون من أعطى إجازة للجميع اليوم"

رفعت أوهاني كلا حاجبيها بتعجب..

" ليس بالعادة...ماذا جرى؟!"

أخفضت يونهان رأسها وقالت..

" لا أدري.."

وضع النادل الطعام عند ذهابه...التفتت يونهان الى أوهاني وأردفت..

" أوهاني...هل قام جونغكوك بحادث في الماضي..؟!"

عند أول لقمة حشرتها بفمها، أوهاني ضيقت حدقتيها وصارت تقلب الطعام بالعصي...

" أعتقد ذلك..كان في سنة 2016 اتذكر إننا كتبنا عن هذا الأمر في المجلة، لما تسألين؟!"

بدت ملامح يونهان متحمسة لسماعها هذا الكلام...

" أخبريني..هل ذكرتم شيء عن الحالة الصحية حينذاك؟!"

همهمت أوهاني بإنزعاج فالأخرى لا تجعلها تأكل بأريحية...

" لما لا تتفقدي المجلات الموجودة لديك، ستكون نسخة هناك بالفعل"

رمشت يونهان عدة مرّات ثم أخفضت حدقتيها الى الصحن أمامها...


ــ
ــــ
ــ

فتحت ذلك الصندوق الذي يحتوي على تلك المجلات، جلست على الأرض في غرفة نومها بعد إستحمامها وإراحتها لجسدها...

أخرجت المجلات خارجاً، بحثت فيهن عن ذلك المقال، حتى تبقت واحدة و إبتسمت برضا حينما قرأت العنوان، تحدث المقال بشكل مختصر عن الحادثة...

"شاحنة كبيرة سائقها تحت تأثير الكحول في أحدى الطرق السريعة خارج المدينة تصتدم بسيارة صاحب شركة الاستثمار الاكبر في كوريا جيون جونغكوك، نقل الى المشفى بعد ساعة من الحادث، تقرير الطبيب يقول إنه اصيب برضوض وكسور بمناطق مختلفة من جسده بالاضافة الى جرح كبير أحدثته احدى نوافذ السيارة المكسورة عند خروجه منها، حسب مصادر موثوق بها من داخل المشفى فأن السيد جيون بقي في غرفة العمليات قرابة السبع ساعات، دخل في غيبوبة بعد خروجه منها"

قطبت حاجبيها و ظهر حزن على ملامح وجهها، لقد عانى كثيراً، فكرت...

آلمها قلبها كلما تخيلت كمّ الألم الذي أصابه...

و شعرت بالذنب قليلاً، ولامت نفسها لأعتقادها إنها قد تكون سبباً لحدوث هذا له...

و شيء ما في أعماقها يقول لها إنها كذلك..

وقررت بأصلاح الأمور بينهما...

وإبتسمت لذلك...

ــ
ـــــ
ــ

" بما تأمرني سيد جيون"

أردفت يونهان بعد دخولها وإقترابها من المكتب، كان السيد كيم هناك، وكانت هناك إبتسامة تلوح في أفق شفتيه، كانت تضم يدها وقد انحنت بأحترام...

" من الغد سيبدأ عملك تحت إدارة السيد كيم"

توقف كل شيء بالنسبة لها، وحتى كلامه الذي نطق به بعد ذلك لم تسمعه، كانت حدقتيها مثبتتان عليه، إستغربت إنه أكمل كلامه بشكلٍ طبيعي بعد ذلك..

" من الآن وصاعداً يمكنك أن تزوري أهلك كما تشائين، الامور عادت لمجراها الطبيعي"

أخفضت رأسها و تنهدت، أذاً هذه طريقته بأرجاع الأمور لطبيعتها، فكرت...

دخلت غرفة المكتب بعد ثلاث طرقات تحمل ملف، كان يقف مقابلاً جداره الزجاجي...

" الملف الذي طلبته سيدي"

كان يضم كلا يديه خلف ظهره، قميصٍ أسود مع بنطال بذات اللون...

" ضعيه على المكتب"

أمرها دون أن يلتفت، يعرف جيداً إنها تملك الكثير لتقوله، ولم يرغب بأعطائها فرصة..

بعد وضعها الملف في مكانه وقفت والتفتت اليه، ربما عليها أن تتحدث له بما فيه الكفاية بما إنها لن تكون هنا بعد الآن..

" أعرف إنني أفسدت الأمر في النهاية لكن.."

قاطعها مردفاً...

" سيكون لديك وقت كافي جداً لتكذبي فيه، لاتقلقي كيونغ مغفلاً جداً ليصدقك، عليك أن تشكريني لأعطاءك هذه الفرصة"

غضب وحزن ساداها ذات الوقت، شدت على قبضتها..

" شكراً لك.."

تنهدت ثم سارعت بخطواتها نحو الباب للخروج، منعت دموعها من السقوط على الأقل أمامه، تعرف إنها أخطأت لكن ألا يجب عليه أن يسمع لبعض الوقت لها، فكرت...

لما دائماً يجعلها تشعر إنها المخطئة في النهاية؟!

لما هي من تندم فقط وتلوم نفسها؟!

ألا يجب أن يفعل هو ذلك؟!

جلست على الكرسي خلف مكتبها بتثاقل ومن دون روح..

لن ينفع كل هذا الآن، فكرت..
سيكون كل شيء على مايرام فقط بالابتعاد عنه، نعم هو كذلك، أجابت..


ــ
ــــ
ــ

تأكدت أوهاني إن ذلك الرجل المختل كما سمته مؤخراً لا يجلس في مكانه داخل ذلك المكتب المشؤوم..

تنهدت بعمق ودخلت جلست خلف المكتب على الكرسي بعد وضعها حقيبتها عليه...

تغيرت ملامح وجهها ثم ضربت جبهتها على سطح المكتب بأهمال عندما دخل سوغيوم بإبتسامته المقرفة الى المكتب...

" صباح الخير زميلتي اللطيفة"

أردف بعد جلوسه في مكانه...

" لما لا تردي، إعتقدت إنك ستكونين الطف من المعتاد بعد ما فعلناه معاً"

رفعت رأسها وعلامات الاشمئزاز تعتلي ملامحها...

" إسمع إن ذكرت ذلك مجدداً سأضربك تحت حزامك و أجعلك تحلم بتكوين عائلة"

إبتسم بتسلية لكلامها مما جعلها تجعد ملامح وجهها أكثر...

" أتقولين إنك لم تستمتعي بها، لقد فعلتها عن طيب خاطر"

وقفت من على الكرسي وضربت سطح المكتب بكفيها كانت تتنفس بغضب..

لوح بكلا يديه وقال...

" لا تقتربي سُمعتي ستسوء بين أصدقائي و معجباتي"

جلست بعد إن أعطته نظرة حارقة...

إبتسم الآخر بإستمتاع..

رن هاتفها أخرجته من الحقيبة كان المتصل يونهان ردت في الحال..

" مرحباً يونهان..".

" هل يمكنك المجيء، أنا أشعر إنني لست بخير إن لم أتحدث مع أحدهم؟!"

أردفت يونهان بسرعة..

وقفت أوهاني وقالت..

" في المقهى أمام الشركة؟!"

" نعم.."

أنهتا كلتاهما الإتصال..


ــ
ــــ
ــ

" مالأمر عزيزتي..؟!"

أردفت أوهاني أثناء جلوسها على الكرسي حول الطاولة، أمالت رأسي حتى تتمكن من رؤية وجه يونهان الذي تخفضه...

" يونهان...ليس بالعادة أن تبكي؟!"

رفعت الأخرى رأسها ونظرت الى أوهاني، حاولت بقدر الأمكان حبس دموعها أمامها، زمّت شفتيها...

" جونغكوك قام بنقلي من الشركة"

قالت وهي تمسح دموعها، لكنها جرت من جديد...

" هل هذا هو الأمر..؟! لقد أعتقدت إن هناك شيء حدث لعائلتك، يونهان أنت لاتعرفين متى تستخدمين دموعك"

اردفت ثم أراحت ظهرها على المسند الخلفي..

" لماذا فعل ذلك؟!"

نظرت يونهان لها عند سماعها السؤال، لم تعرف كيف ترد..

" لأنني كذبت عليه بشأن حفل السيد كيونغ"

ردت لكن بنبرة منخفضة..

" هل تعتقدين أن هذا هو السبب فعلاً؟!"

لم يأتي هذا السؤال ببال يونهان من قبل، وتساءلت عن ذلك بالفعل، رفعت حدقتيها..

" لما تقولين هذا؟!"

لوت أوهاني شفتيها..

" لقد فعل الكثير ليحصل عليك كما ذكرتي لي بعد إنفصالكما، أن يكون سبب نقلك عنه لأنك كذبتي شيء لا أصدقه"

قطبت يونهان حاجبيها بإنزعاج..

" لا أريد أن أفكر بأي شيء يخصه مجدداً، لقد فعل ما أملاه عليه عقله، لن يكون هناك سبب آخر، لا أريد أن إعيش بخيال ليس لي"

أردفت ثم أضافت..

" سأتمكن من زيارة أهلي مرة أخرى، وهذا شيء كافي حتى لا أفكر بشيء آخر"

كانت أوهاني ترفع أحد حاجبيها وتحدق بالاخرى وتصغي لها..

" أذاً ما ذنب تلك المناديل، والأهم من هذا ما ذنبي، أذا كنت تجيبين على نفسك بنفسك ما دخلي أنا"

إبتسمت يونهان لكلامها و حركات وجهها المتاشية معه..

" ربما أردت من يؤكد لي ذلك.."

همهمت أوهاني ثم وقفت من على الكرسي ألتقطت حقيبتها ثم قالت...

" الى اللقاء.."

أدارت أوهاني ظهرها لكن سؤال يونهان أوقفها..

" أوهاني هناك أمر نسيت أن أسألك عنه، لما لم تخبريني بأمر حبيبك"

التفتت لها الأخرى وهي تقطب حاجبيها بإستغراب،

حبيب؟!إستغربت

ـ
ـ
ـ

✰✰✰

شكراً على التعليقات الجميلة..

رايكم بالبارت..

إتحسون أن الرواية مملة أو هيك شي، أي إنتقاد إذا حابين..

رأيكم بالكوڤر...

ڤوت آند كومنت بلييز

أحبكم💚

بعيد عن القصة..






Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top