≈ 12 ≈
|∣ إستمتعوا ∣|
︾
︾
~ 1:2:2014 ~
خلع حذائه عند الباب ببطئ و وضعها في مكانها على الرفوف الصغيرة المجاورة للباب، ثم تسلل للداخل دون إصدار أي صوت لوقع خطواته و رغم كل ذلك الحرص إلا إن الصرير الصادر من الأرض الخشبيه والذي بادر بإسكاته و كأنه يسمعه قد فضحه...
" مين جونوو"
تصنم مكانه وكأن ماء بارد قد صب على ظهره لم يستطع أن يستدير أو بالأصح لم يرد ذلك لأنه يعرف كيف تبدو الآن...
تسند كتفها على إطار الباب و تضع كاحلاً فوق الاخر وتطوي كلا ذراعيها ويداً قد حملت مغرفة وملابساً منزلية تحيطها المريلة...
" نعم..!!"
اردف بهدوء رغم تعابير وجهه المجهولة...
" لا تعطيني ظهرك عندما أحادثك.."
إستدار لها و هو يخفض رأسه، شعر ناصيته الكثيف جعلها لا تستطيع رؤية وجهه، يرتدي الزي الرسمي لمدرسته و حقيبة قد أخذت مكانها على ظهره، شكله الخارجي لا يوحي أبداً بأنه طالباً بالمرحلة المتوسطة...
سارت عدة خطوات نحوة حتى صارت أمامه...
" أنظر لي جون وو"
أمرته...
رفع رأسه و صنع إتصالاً بصرياً معها كما أمرته...
" تنمُر جونوو؟! هل هذا ما تذهب للمدرسة من أجله..؟!"
زمّ شفتيه، وقطب حاجبيه...
" ألا تريد أن تدافع عن نفسك؟! قل إن هذا ليس صحيحاً، برر.."
زفر بعمق وبدأ بشد أطراف سترته...
" لما لا تتكلم...قل شيئاً...هل رقود أمي بالفراش أتاح لك فرصة لتفعل ما تشاء وقتما تشاء...أجب، إذا أعتقدت لوهلة إن لا أحد يراقبك فأنت مخطئ"
أشاح بوجهه عنها، وبدا عليه الإنزعاج...
" من يدفعك لفعل هذا، هل أنت مجبر؟!"
أردفت بنفاذ صبر وأغضبها كم هو لا يبرر أو يدافع...
" لم يدفعني أحد لفعل ذلك،.."
جوابه كان أكثر أغضاباً لها من عدم قوله شيء...
" إسمع جون وو، إذا كانت هذه طريقتك في جذب إنتباه إحداهن فألأحسن أن لا تفكر بالأمر أبداً.."
ما أن أنهت كلامها حتى تركها وصعد ألى الطابق الثاني حيث غرفته، دخلها وأغلق الباب بقوة...
تنهدت بقلة حيلة، الأمور تبدو أصعب من دون أب أو أم، هذا كثير...
.
.
" إنها الثامنة مساءاً، لست متإكدة إنني أستطيع الخروج من المنزل"
أردفت مخاطبتاً جاك المتصل على الجانب الآخر، كانت تلعب بشعرها تارة وتارة أخرى كانت تخطو ذهاباً ومجيئاً في غرفة المعيشة كإنسجام منها مع المكالمة...
" سيكون من المخجل أن لا تأتي، أنت جزء من العمل هل نسيتي؟!"
رد مترجياً أياها للموافقة...
" لا أدري حقاً، كما تعلم حال أمي وجون إنه.."
قاطعها قائلاً...
" إنه لم يعد صغيراً وتخافين أن يحرق المنزل، ثقي به وبيني له إنه لم يعد طفلاً، أعتمدي عليه"
تنهدت، فكرت قليلاً، زمّت شفتيها...
" أين ذهبتي..؟!"
أردف جاك ظاناً إنها ذهبت...
" أوه...أنا هنا،حسناً..سآتي...لكن عليك القدوم أولاً لإيصالي"
أردفت بهدوء...
" حسناً حسناً..لكِ ذلك"
أردف بنبرة راضية قبل أن ينهي كلاهما الأتصال...
خرجت من غرفة المعيشة وذهبت إلى غرفة أخيها، طرقت الباب بهدوء ثم فتحته ودخلت، كان يجلس خلف مكتبه الصغير الموضوع في أحدى زوايا الغرفة، كان المكان مظلم إلا من المصباح المشتعل على ذلك المكتب...
تركت الباب مفتوح جزئياً، وتقربت من المكتب حيث يجلس أخيها، أرخت يديها بهدوء على كتفيه من الخلف...
" لدي أمر سأذهب لأجله، هل يمكنك الأعتناء بأمي والمنزل حتى عودتي"
كلتا كفيها نزلا إلى صدره ثم لفت ذراعيها حول عنقه..
" لاداعي لفعل هذا..."
أبعدت ذراعيها بسرعة وضربته على مؤخرة رأسه..
" غبي، أنا لا أتملقك.."
حكّ مكان ضربتها مظهراً تعابير متألمة على وجهه جعلته يبدو ظريفاً...
عانقته مرة أخرى من الخلف ولكن بشدة، فكّ عناقها وأبعدها..
" سأفعل كل ما تأمريني به، فقط لا تعانقيني.."
لوت شفتيها إلى الأمام بغضب مصطنع..
" يااا..كم أنت قاسيٍ، لاتنسى الاطمئنان على أمي من وقتٍ لآخر"
.
.
صوت زمير أحد السيارات قد صدح في الخارج قرب المنزل..
" من المؤكد إنه جاك.."
أردفت أثناء وضعها لأقراطها السوداء اللامعة والتي ماثلت لون فستانها الأسود القصير وحذاءها الأسود العالي المغلق، كان الفستان ذو كم واحدة مع مساحيق تجميل تليق بسهرة ليلية مع رجال أعمال..
أخذت حقيبة يدها وخرجت من الغرفة، كان شعرها كذيل حصان مرفوع بإتقان مظهراً جمال قرطيها البرّاقين...
تلك الإبتسامة التي كانت تبادر بإضافة لمسة جمالية أخرى على وجهها مع مساحيق التجميل إختفت تلقائياً ما إن رأت إن من يقف متكئاً على السيارة رباعية الدفع السوداء المظللة ليس إلا ذلك رجل الأعمال...
" أين جاك..؟!"
أردفت بعدما بادرت بالتحرك أخيراً من مكانها الذي تصنمت به حالما رأته، وقفت أمامه تعقد ذراعيها..
" لقد طلب مني أن أقلكِ، ليست مبادرة لطيفة مني كما تعلمين"
تنهدت بغضب وصارت تضرب بقدمها السطح من الأسفلت تحتها ضربات سريعة ومنتظمة...
" ألا يمكنك الرفض...هل تريد أن أصدق أنك قبلت فقط لأنه طلب منك؟!"
أردفت بنبرة إستفزاز...
" لا أعتقد إننا نملك الوقت لهذه المحادثة التافهه"
أردف مبتسماً بسخرية لها..
" ماتعتقدها تافهه، إنها مهمة بالنسبة لي"
أردفت وقد أشاحت ببصرها عنه...
" ألا تريدين أن تركبي الآن؟!"
أردف بهدوء ليس وكأنه سينفجر من الداخل لكلامها عديم النفع...
نظرت له بحقد وإبتسمت بتكلف مصطنع...
" أنا لا أضمنك"
رفع كلا حاجبيه بإتفاجوء، تنهد ثم أمسك بذراعها فتح الباب وأدخلها ولم يدع لها أي مجال للكلام..
ركب مكانه خلف عجلة القيادة وبادر بسرعة بشد حزام الأمان لها وقد ضيقه بشدة...
" لن أهرب"
أردفت بعدما التفتت له بغضب...
لكنه تجاهلها وإنطلق..
الجو المشحون بنسبة ما بينهما ملئ السيارة وبات يضغط عليها ويثقل تنفسها، لما هي غاضبة بهذا الشكل؟! تساءلت..
" تبدين فاتنة.."
أردف ومازالت حدقتيه تركزان على الطريق...
" لم يطلب أحداً رأيك"
كانت نبرتها جافة عندما نطقت تلك الكلمات لقد كانت تنظر عبر النافذة وغير مهتمة..
" لما لا تريدين أن نحضى بحديث لائق كلما تواجدنا معاً؟!"
أردف بإنزعاج وقليل من عدم الرضا بادر بالظهور معه..
" أنا لا أريد أن أحضى بهذا الشرف، أنت لست مجبر و ستجملني إذا قمت بعملك فقط ريثما نصل"
.
.
ترجلا كلاهما من السيارة عندما وصلا، كانت يونهان أسرع منه بالمبادرة أولاً والدخول قبله، هي لا تريد أن تبقى معه في مكان واحد حتى لو لدقيقة واحدة...
رفعت يدها مشيرتاً ألى جاك عندما رأته و قام بفعل المثل عندما رآها، صنعت طريقاً لها بين أولئك المدعوين ذوو الطبقة العالية ورجال الأعمال على شاكلة السيد جيون..
يرتدون الملابس الانيقة ذات الألوان الموحدة الفخمة والإكسسوارات الغالية، هل هم يقلقون حتى مع إمتلاكم كل هذا الثراء؟! تساءلت وهي تجول بحدقتيها على أكياس الدولارات الواقفة بينهم...
رغم إرتداءه لملابس مماثلة لملابسهم لكن كانت ملابسه سوداء فقط حتى حذاءه وتلك الساعة التي أحاطت معصمه غير آبية أن تتركه، فقط لون بشرته الحنطية ما يكسر ذلك السواد الذي يغط به ومع كل هذا هي قد ميّزته...
يقف هناك يصنع حلقة مع أربعة أشخاص، من لغة جسدهم يبدون مهتمين بما يقوله، يمسك كأساً من النبيذ اليد الأخرى أخذت مكاناً في أحد جيبه كما المعتاد...
و على حين غفلة نظر إتجاهها وتلاقت عينيهما، بادرت بالتظاهر والنظر الى الأرجاء وكأنها تبحث عن أحدهم...
سيظن إنها كانت تنظر له طوال الوقت كالهائمين، فكرت..
بطرف عينها لاحت هيئته التي تقترب شيئاً فشيئاً من البقعة التي تقف بها...
" جاك أريدك بموضوع"
أردف بعدما وقف وجذب إنتباه جاك...
"اوه..حسناً"
إستأذن من الواقفين معه وذهب مع جونغكوك حيث وقفا على أحدى الشرف...
.
.
" تأكد من إطفاءك المصابيح التي لاتحتاجها، وأيضاً لا تنسى أن تسأل أمي أذا تحتاج أي شيء، إعتني بنفسك"
أنهت المكالمة وأعادت الهاتف الى حقيبتها، أرجعت شعرها خلف أذنها حركة ربما تدل على إنها بلغت أقصى حدها في الملل...
كفٌ ربت على كتفها من الخلف، إلتفت بحركة عفوية كردة فعل طبيعي...
" إنها المرة الرابعة، أم أنا مخطيء؟!"
أردف جاك بعد إرتشافه قليلاً من كأس النبيذ الأحمر الذي يحمله...
" هل هي مصادفة أن أجده في كل حفل أذهب اليه سيد جاك، أم هناك أمرٌ لا أعلمه؟!"
زم شفتيه ثم أرخى ملامحه بهدوء، نظر لها ببراءة..
" لا ليس كذلك، كل ما في الأمر أن السيد بيونغ يعرفه إنه صديقه"
ضيقت كلا عينيها وكأنها تطلق عليه ليزراً، إنه لا يقول الحقيقة، فكرت...
" فل يُدَمَر وجهي الوسيم إن كنت أكذب"
أردف بعد إن فهم معنى تلك النظرة نحوه، هو يعرفها وهذا شيء سيء في بعض الأحيان...
" لقد مللت، سأذهب..مجيئي كان دون داعي سوى في الدقائق الأولى، الى اللقاء...ولا تنسى أن موعدنا مع السيدة يوني غداً ولا تتأخر"
أردفت بعد عدة تنهيدات...
" إنتظري حتى أوصلك.."
قال بعد وضعه الكأس على إحدى الطاولات الموجودة..
" لا..أفضل العودة لوحدي من الموت على يد مهمل ثمل"
كانت تلك الكلمات التي القتها دون إهتمام كافيه بإقاف الآخر في مكانه والتحديق في أكتافها التي إبتعدت شيئاً فشيئاً حتى إختفت عن مرآه...
" لم أثمل بعد"
قالها من تحت أنفاسه معترضاً على حكمها غير العادل..
لاح أمام عينيها خيال جونغكوك ذو الحلة السوداء، لماذا؟! تساءلت..
لماذا أجده في كل مكان، عليه أن يكف عن الظهور في كل مكان أتواجد فيه، سيكون عنده جواباً سيخرسني أنا متأكدة، لن أتكلم معه...قررت...
كان يقف بقرب سيارته لفتح بابها، مرّت بجانبه و وقفت تنتظر إحدى سيارات الأجرة...
ركب الآخر خلف المقود ثم إنطلق من المكان دون دعوتها...
لقد أغضبها هذا الأمر...
هل كانت تريده أن يدعوها؟!
لماذا قد يفعل ذلك؟! لقد كانت فضة وغبية معه، لن يرغب شخصاً بأركاب إمرأة مثلها بعد تعاملها ذاك..
لما هي منزعجة الآن؟!
لم يكن هذا كلامها قبل دقائق..
" أنت لن تخذليني صحيح؟!"
أردفت تحادث نفسها ربما كان قلبها المعني بهذا السؤال...
✰✰✰
رايكم بالبارت...
أحبكم💓
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top