≈ 11 ≈
|∣إستمتعوا ∣|
︾
︾
يمشي بخطوات متقاربة و هادئة في ذلك الممر المرصّف بالرخام ذو اللون الرمادي، أنهى لتوه التدريب كان نهاية يوماً دراسي ثقيل كالعادة..
إقترب بخطواته من الصف، سمع أصواتاً تخرج منه، أصواتاً تفعل ما بوسعها حتى لا تُسمع، فضوله جعله ينظر من نافذة الباب ذات الشكل الدائري ويتحقق من الأمر...
إنهن مجموعة من الفتيات ذوات الملابس الضيقة والقصيرة، يتنمرن على من هي أفضل منهن، الجميع معتاد على رؤية مثل تلك الأمور، لكن من هي الضحية هذه المرة؟!..تسائل...
كان تنمرهن عبارة عن تبادل السب والشتم، كانت رؤيته للضحية كما سماها مشوشة، لقد كانن أمامها ويحجبن رؤيته لها...
لقد قرر عدم التدخل، لكن ما أن قامن بضربها حتى إنفرجت عيناه ولسبب ما غضب بشدة...
دخل الصف...
" إنتهت الحفلة..."
التفتن جميعهن نحوه، قامت قائدتهن بهف شعرها ألى الخلف رسالة لعدم إهتمامها، خرجت وقد تبعنها الخرق البالية خلفها...
حول حدقتيه نحو تلك الفتاة، لقد أراد أن يكون وديّاً، إبتسم بعذوبة لها...
" هل أنت بخير..؟!"
يدها كانت تمسد مكان الصفعة، أخفضت رأسها وإنسدل شعرها الأسود على جانبي وجهها بأنسيابية...
موقف لا أحد يحسد عليه، لقد تعامل معها بفضاضة ذلك اليوم عند المحطة وهو الآن يخفف عنها وكأنه أكثر شخص تريد سماع صوته...
" دعيني أصطحبك ألى العيادة.."
دون حتى أن ترد أو تبدي أي ردة فعل قامت بالركض و دفعه عن طريقها والخروج، صوت خطواتها السريعة التي تضرب فوق السطح الرخامي والتي تتباعد تدريجياً هو فقط ما صدح في ذلك الممر الفارغ، كم أنا أحمق...أنب نفسه...
.
.
عند تلك المحطة الفارغة جلوسه المعتاد على ذلك المقعد الحجري لا يشكل فارق بالنسبة للجو العام، كان يضع كلا سماعتَي الهاتف في أذنيه لكنه لم يشعر إنهن يغيرن شيء فهو يسمع المحيط حوله كما لو كان لا يضعهن، ربما لأنه كان يفكر بما حدث قبل ساعات...إستنتج...
هل سيكون بخير لو لم يتدخل، تساءل...
تنهد بمعق وحاول أن يصفي ذهنه من كل ما يدور فيه لكن بعد دقائق لم ينجح...
سمع صوت القطار القادم لكنها لم تأتي وهذا ما أقلقه إكثر، توقف القطار وقام بعمله الروتيني، القطار التالي يأتي بعد نصف ساعة، ربما ستأتي أذا أنتظرت أكثر..قرر..
تحرك القطار مبتعدا، بعد دقائق سمع صوت إرتطام شيء حديدي بتلك الأرض الإسمنتيه...
التفت حيث الصوت، أمال برأسه قليلاً...
" من هناك..؟!"
لا يظهر سوى جزء قليل من جانبه...إنها فتاة تختبئ خلف ذلك العمود الأسمنتي ذو الشكل المربعي...
وقف من على الكرسي ومشى عدة خطوات لكنها ظهرت وأخيراً تحمل حقيبة يدها بكلا يديها وتخفض رأسها، تخلع سترتها وتضعها في حقيبتها المفتوحة بإهمال، كانت حقيبة ظهر...
" لما كنت مختبئة..؟!"
شعرها الذي يغطي وجهها وهي تخفضه جعله لا يعرف التعابير التي قد تظهرها الآن...
" أنت لا ترغبين بالرد عليّ إذاً، كما تريدين.."
عاد ادراجه وجلس في مكانه، كانت ترسم دوائر بقدمها وهي تقف نهاك بعد مرور عدة دقائق على حديثهم ذو الطرف الواحد...
كانت تضع ضمادة على خدها ربما هذا ما جعلها تخفض رأسها، إنه يدل على ضعفها ولا تريد أن تظهر له كم هي هشة...
تسند ظهرها على ذلك العمود، تحدق بأكتافه العريضة الظاهرة لقصر مسند المقعد الخلفي...
ربما كان الإقتراب منه خطأ...إعترفت...
.
.
نعم..هذا ما كان يضايقه، إعترف، ليس تعامله مع كيونغ هو ما أغضبه بل إبتسامة النصر التي أظهرها وهو يتحدث عن ذلك اليوم حينما أوصل يونهان إلى منزلها دون أي تردد وبسهولة تامة...
تلك الكلمات والتي إنسابت من بين شفتيه كانت كالسهام بالنسبة لها، ما الذي يعتقده بها؟! لماذا يظن بها سوءاً دائماً دون حتى أن يسمع؟!..
التوت شفتيها بإنزعاج، و بان اللون الأحمر على وجهها...
" من سمح لك بقول مثل تلك الكلمات لي، إنها حياتي أنا وأنت قد خرجت منها، لا يحق لك بالتدخل وكأنك الجزء المهم فيها، أنت فقط مديري لا أقل ولا أكثر وعلاقتي بك تنتهي عندما أخطو خارج الشركة، فهمت؟!"
نطقت بإندفاع وغضب، كانت تلهث بشدة وصوتها مسموع، يدير ظهره لها، ولم يبادر بأية ردة فعل...
أزدردت ريقها، وعدم رده أغضبها أكثر، هل هو يسخر مني الآن، تساءلت...
"جزءٌ غير مهم...هل أنتِ متأكدة..؟!"
أردف بإسترخاء وكأنها لم تَثُر عليه قبل لحظات، نظرت بتسائل ممزوج بسخط، هو لن يقول كلام بلا معنى أو هدف...
" نعم..و لا تغير الموضوع"
أردفت بأكثر نبرة قوية ومتزنة لديها...
" لما لم تخبريني...؟!"
قطبت حاجبيها بعدم فهم إنها لاتفهمه، هل سمع ما قالته للتو؟!...
خطت نحوه بغضب، وما إن أقتربت حتى لفت يدها
حول ذراعه وجعلته يلتفت لها...
كانت أول مرة تلتقيان حدقتيهما ببعض منذ فترة، وما إن التقتا حتى برد هجومها و صمتٌ حلّ في المكان لوهلة، قربت كلا حاجبيها الكثيفان من بعض، ربما تلك البرودة التي لسعتها من عينيه هي ما جعلها تصمت، أو إدراكها إن تلك الحدقتين العسليتان قد أظلمت وأصبحتا ذوات لون قاتم...
" جونغكوك ؟!"
لما سألت...؟!تساءلت، لما ذلك السؤال خرج قبل كل شيء واللعنة؟! أنبّت نفسها أكثر...
" أنت..لا دخل لك بما أفعله"
تداركت الوضع ونطقت كلماتٍ تليق بالموقف الهجومي الذي بادرت به...
" إذاً من له دخل..ها؟! كيونغ"
أردف بنبرة باردة عكس ما قاله...
" كيونغ أو غيره..أنا من أقرر من يتدخل"
أردفت بقوة وما زالت حدقتيها مثبتتان على حدقتيه دون إنحياز، إلتوى فمه بسخرية...
" القطة الصغيرة كَبُرَت...وها هي تهجم و تدافع كم هو رائع"
أردف بنبرة إزدراء أشعرتها كم هي تافهة أمام هجومه البارد والغير متكلف، إزدردت ريقها، تراجعت خطوات للخلف هرباً من هذا الموقف...
أمسك معصمها ثم سحبها و دفعها إلى الجدار و حجزها...
" جونغكوك.. إبتعد"
في خضم ضربات خافقها المتزايدة تدريجياً، وإرتجاف جسدها الضئيل وكذلك شفتيها بادرت بتلك الكلمات وغلفتهن بنبرة قوية لعله يتركها، حدقتيها كانتا تهتز، هي ترهبه بشدة..إعترفت...
لكنه ليس كذلك، هو أكثر تمالكاً، ساكن و بارد...
أمال رأسه ثم إقترب ببطئ، كانت أنفاسه الدافئة ترتطم بخدها المشتعل من الحرارة والمتورد..
يداً مازالت تمسك بمعصمها والأخرى إرتفعت لتداعب خدها الآخر، لقد إرتخى دفاعها وهي بإتصال بصري ثابت مع حدقتيه...
" و إن لم أبتعد.."
أردف بفمٍ ملتوي مليء بالتسلية...
ترقرت دموعها فجأة، و كادت أن تسقط لكنه إبتعد عنها وجلس على إحدى الكراسي القريبة من المخمل البني والإطار المذهب...
" يمكنك الذهاب.."
ما إن نطقها حتى أسرعت بخطواتها للخروج...
لما بكت، تساءلت...
هل هو خوف؟!
ضعف...
أم لأنها كانت مستسلمة بشكل كامل وملاذها كان البكاء كطفل كادت أن تسرق حلواه..
ماذا يعتقد الآن بي؟! سألت نفسها...
طفلة بكاءة غبية هذا ما يعتقده، أجابت...
✰✰✰
مرحباااااا
أعرف وقت طوييييل...أعذروني..
رايكم الجميل بالبارت
ڤوت آند كومنت بلييييز
أحبكم💓
بعيد عن القصة
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top