Chapter||5||
,.,.,
كـذاكِرة ضبابية، أهِـيم وحيدًا بين الجُدرانِ..
لاَ ضوء و لا حتى حياة، لا أحد حولي أجوب بين ظِلال مُظلمة دون نهاية..
هل يُمكنكِ الظهور مُجدداً؟
.
"هيا قِف الآن!"
أردف ذالك الصوت نحو الطفل الذي يتكوّم حول نفسه بخوف ليقف وهو يضم يداه ويفركهما ببعضهما البعض..
ظهرت ابتسامة جانبية على ثغر الآخر ليقف ويتوجه نحوه ليقف أمامه ويتضح فارق الطول الشاسع بينهما..
"هل ستدعني أُلقي نظرة؟"
همس وهو ينزِل قليلا لمُستواه لينزل الآخر رأسه للأسفل بصمت..
مد يداه نحوه ليبعدهما وتتسع إبتسامته أكثر عندما لمست أنامله ملابسَهُ المُدنّسة بالوحل..
..
"هل تريدها؟"
أردفت عندما لمحته يُحدق بدُميتها ليرمش بهدوء وينظر لها كعلامة تساؤل
"يمكنك إلقاء نظرة وحسب.. ولكن أعدها لي لأن أمي ستعود و قد تغضب إن رأتني أتحدث إلى الغُرباء"
همست وهي تقترب وتمد له تلك الدُمية ليأخدها منها ويردف بأعين ذابلة
"غُرباء؟ هل أنا غريب؟"
مدت شفتيها للأمام بينما تلوح بيداها معا لتردف
"لست كذالك.. نحن نرى بعضنا يوميا لكن أمي لا تعرفك! لكن، لماذا تأتي وحيدا؟ ماذا عن والديك؟"
نظر لها بهدوء ليضغط على تلك الدُمية ثم قام برميها أرضا ليهُمّ بالجري بأسرع ما يمكنه هربا من ذالك السؤال..
"هل خرجت مجددا؟ أيها اللعين جهز نفسك للحرق الليلة!"
صرخ وهو يجذبه بقوة ليسحبه نحو المطبخ ويدفعه حتى سقط أرضا
"لم تُجرب طُعم النار من قبل أليس كذالك؟"
إبتسم وهو يضع تلك الشوكة على موقد المطبخ حتى تحول لونها للأحمر ناري ليحملها بالمنشفة ويقترب منه بهدوء..
.
فتح عيناه على وِسعهما ليجلس مكانه ويضع يده على جبينه المُتعرق..
نظر حوله ليأخد كوب الماء ويرتشف منه القليل قبل أن يعود ويستند على وسادته لتسقط خصلات شعره المبللة من العرق على جبينه..
"سيدي آسف للإزعاج ولكن زوي هنا!"
طُرق باب غرفته ليقف ويدخل الحمام ليغسل وجهه بالمياه الدافئة ثم وضع ذالك الوشاح حول رقبته..
لكن قبل ذالك هو ألقى نظرة على ذالك الوشم الذي خلف أذنه ليمر ذالك الشريط حول ذاكرته بسرعة..
خرج من غرفته ليجد المُسمى بزوي يجلس وهو يضع قدم على الأخرى ويبدو غاضبا لكنه إبتسم رغم ذالك
"مالذي جاء بكَ إلى هنا؟"
أردف بحدة ليبتسم زوي ويقف ليمد يده قاصدا مصافحته لكنه كان يضع يديه بجيوبه
"حسنا لقد أرسلت لك أحدهم البارحة من أجل البضاعة لكنه لم يعُد!"
"لقد قمنا باللعب معا لكنه خسر ولم يستطع العودة!"
أجاب الآخر بإبتسامة جانبية ليضم الآخر قبضة يده ويردف بصراخ وحِدّة
"أنت لست مضطرا لقتل أي شخص أُرسله لك بيكهيون!"
"هل تريد الموت؟"
أردف بهدوء ليصر الآخر على أسنانه و يتنهد بعمق ليردف
"إسمع أنا لا أريد التعامل معك بعد اليوم.. فلننهي ما بيننا"
"بهذه السرعة؟ ما رأيك أن تُجرب اللعب معي أيضا؟"
"توقف عن المزاح واللعنة!"
صرخ بنفاد صبر ليمرر الآخر أنامل يده بشعره المبلل ويردف يهدوء
"يمكنك الذهاب، ولكن إحذر حسنا؟ لا تعلم ما قد يحصل لكن وأنت خارج مسكنك!"
تقدم نحوه ببطئ ليقترب من أذنه ويهمس
"أو حتى داخله.. الحياة خطِرة زوي!"
إبتعد عنه ليضرب يده بكتفه ويشير لخادمه بأن يأخده للباب..
°°
نظرت لتلك الأوراق المالية التي بالحقيبة بينما تجلس بالسيارة عائدة للمنزل..
الساعة كانت الخامسة صباحا، هي ظلت هناك حتى تأكد الطبيب من حالتها و أن بإمكانها العودة بعد غد..
لذا السيد لي أمر سائقه بأن يُقلها لمنزلها، وصلت لتخرج وتفتح باب المنزل لتجده نائما وهناك فتاة بجانبه..
حدقت بهما بسخرية لترمي حقيبة المال عليه وتغلق الباب لتتوجه لغرفة والدتها..
ألقت عليها نظرة هي الثانية لتغلق الباب وتنزل نحو الأسفل لتُغلق على نفسها بالمفتاح وترمي ذالك المفتاح بعيدا وهي تضع يديها على شفتيها..
"كدت أموت للمرة الثانية لولاه!"
همست وهي تجلس أرضاً لترفع شعرها الذي يغطي وجهها نحو الأعلى وتأخد نفسا عميقا..
نظرت لمعصمها المُحمر بسبب سقوطها من الأعلى لتقف وتتوجه نحو الحمام..
نزعت تلك الملابس لتقف وتُطلق تلك المياه الدافئة وتغمض عيناها سامحة لكل مساحيق التجميل بالنزول لتُصبح ملامح وجهها صافية أكثر و واضحة أيضا..
ملامح أكثر نعومة ودفئا وليس أكبر سنا مما هي عليه..
أكملت إستحمامها وهي بالفعل كانت تشعر بالإختناق، تحتاج لأن تستنشق هواءا أنظف من هذا المكان، لذالك هي إرتدت ملابسها الرياضية لتحمل شرائطها تلك وخرجت نحو مكانها المفضل..
الساعة كانت السادسة صباحا وهي بدأت بالجري بذالك الجو الهادئ محاولة إدخال هواء نظيف لرئتيها..
وصلت لتلك الشجرة لتحدق بذالك الكيس الأسطواني المعلق بجدعها لتقترب وتضع رأسها عليه وهي تمرر أصابع يدها عليه
"لقد مر وقت طويل.."
همست وهي تغمض عيناها وتعانقه لتزم شفتيها وتبدأ بلف الشريط حول يديها، رغم أن إحداها كانت تُؤلمها إلا أنها بدأت بلكمه عدة مرات..
"ألا تظنين أن ضرباتك غير مُتوازنة؟"
سمعت صوتا خلفها وهو بدا مألوفا بعض الشيئ لذالك إستدارت بسرعة لتجده ذالك الرجل من المرة الماضية..
إستدارت بعدما تجاهلته لتكمل ضربها بعدما جلس وهو يحمل قنينة مياه بيده
"يدك مصابة ولكمك المتكرر لها بذالك الكيس سيجعل مفاصل أصابعك تضعف و لن تستطيعي الملاكمة مجددا.. هذا إن كنتِ-"
"من أنت؟"
أردفت بنفاد صبر مُقاطعة لكلامه ليبتسم و هو يمد يده
"أُدعى كانغ تاي جو.."
"لا أريد معرفة إسمك، توقف عن التدخل بأشياء لا تخصك رجاء سيد تاي جو!"
أردفت ليبتسم ويمد لها قنينة المياه ليردف
"الغضب ستجعلك تشعرين بالجفاف.. خُدي بعض المياه أظن أنك لم تتناولي الفطور بعد!"
نظرت ليده لتتنهد و تردف
"أ لا تعلم أن الأمهات يخبرن أبنائهم على أن لا يأخدو أشياء من الغرباء؟"
أعاد يده للخلف بعدما كان يمدها ليردف
"حسنا لا بأس.. هل تمارسين أي رياضة ما؟"
"لماذا علي أن أجيبك؟"
"لأنني أستطيع مساعدتك!"
أردف لتعقد حاجبيها بعدما جذب إنتباهها لتردف وهي تعقد ذراعيها لصدرها
"هل تعلم مالذي تقوله؟"
"أجل.. أعني ذالك! أنا مُدرب ملاكمة أستطيع تحقيق ما تريدينه"
أردف وهو يشير للكيس الذي كانت تلكمه قبل قليل لتحدق به بصمت وهي بالفعل أصبحت شاردة لبعض الوقت..
إنتظر منها التكلم لكنها كانت تنظر لذالك الكيس، يُخبرها أنه سيساعدها على تحقيق حُلمها؟
"يمكنك التفكير بالأمر.. هذه بطاقتي إذا قُمت بتغيير رأيك!"
أردف وهو يضع لها البطاقة على الكرسي الخشبي ليضع قبعته ويغادر..
حملت تلك البطاقة وقنينة المياه لتضعها بحاوية القُمامة ثم غادرت المكان..
لكنها توقفت للحظة لتعيد النظر للكيس المعلق، حدقت بكلتا يديها وتذكرت كلامه قبل قليل لتعود وتحمل البطاقة لتغادر..
..
وصلت للمنزل لتجد زوج والدتها يتحدث على الهاتف وكانت تبدو محادثة سرية جدا..
هو فور رؤيته لها أغلق الخط بعدما كان يتحدث بهمس ليردف
"أين كُنتي؟"
"هل وصلك المال؟ إذا لا شأن لك بمكان وجودي!"
"يا لكِ من ساقطة"
تجاهلته لتتوجه نحو والدتها وتجدها تجلس بينما جهاز الراديو موضوع بجانبها..
هي كانت تنصت بهدوء لإحدى المسرحيات وشعرت بدخول إبنتها لتردف
"هيمي؟ تعالي إلى هنا"
إقتربت الأخرى لتضع رأسها على ركتبتي والدتها لتمسح على شعرها بخفة
"أمي.. من هو والدي الحقيقي؟"
توقفت الأخرى عن تمرير يدها لتردف بهدوء
"لقد غادر هذه الحياة عزيزتي"
رفعت هيمي رأسها بعدما شعرت بالحزن أكثر مما هي عليه لتردف
"ك-كيف ذالك؟"
"دعينا نتحدث عن هذا لاحقا-"
"أخبريني أمي كيف مات أبي؟"
أردفت بإنفعال لتتنهد والدتها بحزن وقد لمعت عيناها
"لقد قُتل.. مات مقتولاً"
"وهل كان يعلم بوجودي أم لا؟"
أردفت مجددا لتومئ والدتها وتردف
"هو لم يستطع رؤيتك لأنه توفي قبل أن ألِدك"
ضمت قبضة يدها بقوة لتردف وهي تقف
"من الذي قتله؟"
"هيمي توقفي عن الأسئلة!"
"إذا لم تخبريني سأذهب للبحث عنه بنفسي، كيف تزوجتي بهذا الرجل و من قتل أبي وما الذي حصل بالماضي!"
صرخت لتخرج بعدما أغلقت الباب بقوة ثم خرجت من المنزل متجاهلة ندائه لها..
جرت بأسرع ما يمكنها بعيدا عن ذالك الحي لتتوقف أخيرا أمام مقهى بنهاية الشارع..
هي كانت تشعر بالجوع الشديد ولحسن الحظ إحتفظت ببعض المال..
دخلت لتجلس بآخر طاولة بجانب النافدة الزجاجية لتتقدم النادلة نحوها بإبتسامة
"هيمي؟!"
لكن إبتسامتها إختفت لتجلس أمامها وتردف
"مالذي تفعلينه هنا أرسلين؟"
"أنا أعمل هنا بالنهار كنادلة وباليل.. تعلمين"
أومأت لها الأخرى بصمت لتردف أرسلين
"هل أنتِ بخير؟ تبدين شاحبة مالذي تريدين تناوله؟"
"ماذا يوجد على الفطور؟"
أردفت لتبتسم أرسلين وهي تقف
"دعي ذالك علي، سأحضر لك فطورا لذيذا على حسابي.. أنتِ لست مضطرة للدفع لأنها مرتك الأولى هنا!"
وقبل أن تتكلم هيمي جرت الأخرى بسرعة وهي تأمر المرأة التي بالمطبخ بما تريده من أجلها..
أدارت رأسها ناحية النافدة لتحدق بالناس الذين بدأو بالجري للإختباء من الأمطار الغزيرة التي بدأت بالهطول..
لكن ما لفت إنتباهها أكثر هو تلك اليد التي تشير لها من نافدة السيارة التي كانت نصف مغلقة..
إستدارت للخلف ما إذا كان أحدهم لكنها كانت الوحيدة بذالك المكان لذالك هي أعادت النظر لتلك اليد لتجدها تشير لها..
أشارت لنفسها لتؤشر لها اليد بالموافقة مجددا..
وقفت بتردد لتنظر نحو أرسلين المنشغلة بشيئ ما ثم دفعت الباب لتخرج متوجهة نحو تلك السيارة..
To be continued...
.🔐.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top