Chapter||18||


تجلس تحت المياه بينما تضم رُكبتيها سامِحةً للمياه الدافئة بأن تسحب كل تلك الدَّماء عن جسدها وملابِسها..

تنهدت لترفع رأسها وتغمض عيناها متذكرة صراخ والِدتها بوجهها قبل قليل..

"هل قتلتِ والدك؟"

يالسخافة! كل هذا و بالنهاية تسألها ما إن قد قتلته؟

هل تعِبتْ وجُرِحت وضُربت بقسوة لدرجة الموت من أجل هذ؟

هل كانت ستقوم بالتخلي عن قلبها وحياتِها من أجلِ تلك المُعاملة؟

لمَ والِدتها مهتمة به كاللعنة وتخاف من أن يُصيبه مكروه ما، رُغم كلَّ ما فعله بِهما؟

لمَ هي عليها تحمل كل هذا على عاتِقها؟ لكنها رُغم ذلك لا تزال متمسكة ببعض الأمل، تريد جعل والِدتها تستعيد نظرها لتريها كيف ستنتقم من بارك وكيف أنها قوية كما أطلقت عليها..

لا يهما كم ستبكي والِدتها أو كم ستصرخ عليها وتغضب لكنها لن تدوم بتِك الحالة إلى الأبد..

هي بالتأكيد ستنسى كل ما حدث و ستسامِحها لأنها إسطاعت التغلب على العائق الوحيد الذي يقف أمام سعادتِهما..

"لو كان لدي أب حقيقي لما حصل كلُّ هذا"

همست بشرود وهي تحدق بالفراغ لتتنهد، هي تتمنى لو أن والِدها لم يمُت حقا، لكنها بالفعل تريد معرفة من قام بقتلِه..

والدِتها تخفي العديد من الأسرار وهي عليها فكُّها خُطوة بخُطوة حتى تصل إلى الحقيقة..

هي أيقنت أن رِحلتها لا تزال طويلة و هي لن تستسلم بسهولة فقد مرَّت بالعديد من المراحل التي أقسمت أنها تريد الموت على خوضِها..

لكن كل شيئ أصبح يبدو لها على حافّة الهاوية الآن، لا يهم كم يبعد الأمل لكنها ستُحاول رغم أنها على وشكِ السقوط..

من يعلم! ربما تمنحها الحياة جناحين لتستطيع الطيران بدل التسلّق والتعرُّض للجروح..

"هل لا تزالين على قيد الحياة؟"

طرق الباب بخفة لترفع نظرها وتستند على الحائط لتردف

"لازلت أتنفس!"

"الطعام بأنتظارِك"

أردف بالجهة الأخرى لتقف هي وتضع المنشفة على رأسها ومنشفة أخرى قامت بِلفَّها حول جسدها..

و عندما فتحت الباب هو إبتعد قليلا عندما خرجت وكادت تعود للخلف فور رؤيتها له لأنها ظنت أنه قد ذهب!

"هذه ملابس نظيفة، تعالي لغرفة الجلوس بعد إنتهائك!"

أردف وهو يحدق بها بِبرود لتومئ وهي تنظر للملابس ليخرج ويغلق الباب..

حدقت بالملابس لتجدها ملابس رياضية رمادية اللون أكبر من قياسها بقليل لكنها كانت مناسبة..

فتحت شعرها لتقوم بتجفيفه وجمعه لتعيد وضع ضمادات جافة على الكدمات التي بوجهها..

تنهدت وهي ترمش عدمة مرات بسبب عينِها المنتفخة لتفتح باب الغرفة وتخرج بعدما رفعت أكمام القميص قليلاً..

دخلت لغرفة الجلوس لتجد الحارِس يضع لها أطباق الطعام والدواء أيضا ، لا تُنكِر أنها جائعة جدا فهي لم تأكل شيئا بعد..

لكنها لا تعلم هل تأكل مِما طبخه أم لا؟

"ليس هناك به أي سم أو مخدّر، أنت! تذوق الطعام"

أمر حارِسه ليومئ له بسرعة ويبدأ بتذوق الطعام ليقف بعدها أمامها وتردف هي

"لكنني لم أطلب أن يتذوقه، لمَ قد أقول أن بالطعام سَّام وأعرض حياة شخص للخطر؟"

إبتسم بيكهيون بجانبية ليردف بعدما طلب من الحارِس الذهاب..

"هذا يعني أنكِ ثثقينَ بي؟"

نظرت له بصمت لتتجاهله وتتوجه نحو الطاولة لتجلس..

توجه نحو خزانة بجانب شاشة التلفاز ليفتحها ويخرج قنينة زجاجية بنية اللون يلتف حولها شريط ذهبي..

أخد أحد الكؤوس الزجاجية ليفتحها ويستنشق رائحتها بهدوء ليسكب القليل بكأسه ويرتشف القليل ليغلق باب الخزانة بقدمه..

مر بجانبها ليردف وهو يشير لعلب الدواء الموضوعة بجانب الطعام

"دوائك بعد الطعام.."

إستدار ليُغادر دون أن يصدر صوتا لتسدير وتحدق بالطاولة لتبدأ بالأكل..

إنتهت لتحمل تلك الصحون وتبدأ في البحث عن المطبخ، لكنها ضاعت داخل ذلك المنزل..

هو كبير بقدرٍ جعل سيده يزين كل ممر وكل غرفة بلون خاص وبطريقة مميزة تجعل المنزل يبدو لك وكأنك لم تدخل لهذه الغرفة رغم أنك مررت أمامها للتو...

سمعت صوت زئير ما لتعقد حاحبيها وتهز رأسها مبعدة تلك الفكرة التي وقعت على رأسها فجأة..

عاد الصوت ليظهر من جديد لتتقدم بفضول و تتبعه لتتسع عيناها عندما وجدت نفسها أمام حديقة صينية الأصل!

الأشجار والأزهار، السقف المزخرف الزجاجي الذي به ثقب واسع تستطيع رؤية السماء المزينة بالنجوم من خلاله..

تتوسط تلك الحديقة قفص كبير به أربعة نمور أحدهم صغير والآخر متوسط و آخران كبيران..

بيكهيون كان داخل ذلك القفص يحمل سوطا كبيرا بيده اليمنى واليد الأخرى قطعة من اللحم كبيرة بحجم ذراعه..

هو كان يضرب الأرض ويصرخ بهم بكلمات غير مفهومة بينما هم يحدقون بقطعة اللحم تِلك يريدون أخدها لكنهم كانو يبدون خائفين..

"هل تريدين أن تجربي؟"

سمعته يردف بينما يدير ظهره ونبرته كانت تدل على أنه مُبتسم لتتراجع للخلف وتردف

"لقد دخلت إلى هنا صُدفة.."

"إذا لن تغادري قبل أن تُجربي"

أردف وهو يشير لها بإصبعه السبابة والوسطى لتتقدم لكنها تصنمت مكانها بينما تحمل صينية الطعام لتردف بغضب

"لا أريد، لست مرغمة على تنفيد كل ما تقوله"

رُفعت بالهواء فجأة لتجد نفسها تقترب من ذلك القفص لتبدأ بضرب الحارس لكنه كان يضاعف حجمها ويمسكها بإحكام..

"دعني اللعنة عليك!"

صرخت لتصدر النمور أصواتا مرعبة وتجفل هي مكانها ليفتح بيكهيون الباب ويمد يده بعدما وضعها الحارس

هو كان يقف خلفها وبيكهيون كان أمامها لذا لم تستطع الهرب ولم تكن أي فرصة لها لذا مدت يدها محاولة إخفاء خوفها

"لا تتصنعي الشجاعة دقات قلبك إختلت مسامعي، ستجعلين النمور تشعر بالتوتر!"

إتسعت عيناها عندما قام بسحبها و إغلاق الباب ليضرب الأرض بالسوط مجددا وتجلس النمور مكانها بهدوء..

هي كانت تقف خلفه ويده تمسك يدها، لا تنكر أنها خائفة فهي لا ثثق بالبشر فكيف مع النمور؟

قام برمي قطعة اللحم نحو أكبرهم ليلتقطها وفور قفزه هو أصبح يضاعف طولهما، رفعت رأسها وهي ظنت أنه سيسقط عليهما لذا تمسكت بالآخر من الخلف بقوة لتظهر إبتسامة غامضة على شفتيه..

"ما رأيك؟ أعتقد أنهم سيحبون مذاقكِ"

أردف وهو يجعلها تتقدم للأمام لتتصنم مكانها وقلبها كان على وشك التوقف لأنهم بدأو بالتحديق بها..

"تخيلي أنه بارك، أنتِ و هو فقط! هل كنتِ ستخافين كل هذا الخوف عزيزتي؟"

أردف بجانب أذنها من الخلف ويده لا تزال تمسك يدها بينما اليد الأخرى أحاطها حول بطنها..

"هذا حيوان بحق الجحيم، لكن...لو كانت لدي مخالب كنت سأمزق جسده بالتأكيد!"

صرت على أسنانها ليقهقه بخفة بجانب رقبتها جاعلا من جسدها يقشعر، لم يقترب أحد منها من قبل بهذا الشكل..!

لا تعلم هل تركز مع النمور التي أمامها أم من هذا الشخص الذي أنفاسه الدافئة تداعب مفاتِنها..

قام بإدخل يد السوط بين أصابع يدها ليرفعها ويضرب بها الأرض لتعيد النمور أذنيها للخلف..

دفعها للأمام رغم أنها كانت خائفة ليلوح بيدها في الهواء ويعيد ضرب قضبان القفص لتجلس النمور أخيراً..

هي فجأة شعرت به إبتعد عنها و ظنت أنه سيخرج لتتجمد مكانها وكانت ستتراجع لكنه أردف

"أبقي يدك مرفوعة!"

رفعت يده التي تحمل بها السوط ليذهب هو لإحضار المزيد من اللحم من الصندوق الذي خلفه..

وعندما إستدار وإنحنى قليلا ليأخد إحدى القطع؛ أحد النمور وقف وتوجه نحوه بسرعة لكنها قامت بضرب الأرض والتلويح أمامه قبل أن يصل لبيكهيون..

لا تعلم كيف حصل ذلك و من أين جائتها كل تلك الشجاعة لكنها كانت تشعر بالفخر بنفسها..

رفع رأسه لينظر لها ولحركتها السريعة ليقوم برمي الطعام لهم ثم نزع القفازات السوداء من يديه، ليمسك بيدها و يخرجا من القفص!

"الآن بعدما قمتِ بمواجهة شيئ أخطر مِما تتوقعين وأنتِ بهذه الحالة، هل سيكون عليك من الصعب مواجهة شخص يتاجر بالأعضاء البشرية؟"

همس بينما ينظر بأعين ثاقِبة للنمور وهي تلتهم وتمزق قطع اللحم الطرية لتردف وهي تبعد خصلات شعرها بيد مرتجفة..

"يتاجر بماذا؟"

نظر لها بهدوء ليردف بثباث

"بالأعضاء..قلبك، كليتيك، رئتيك وكل شيئ بك.."

إبتلعت ما بجوفها لتردف

"لا يهمني ما يفعله، أنا أستطيع أن أجعله يندم بنفسي دون مساعدة أحد"

بدأ بالضحك فجأة دون توقف وبشكل مُريب ليردف بين قهقهاته المريبة تِلك

"أنا لا أساعد، أنا أشاهد من بعيد وأهجم عندما يقترب الموت منك! الباب مفتوح يمكنك المغادرة و والِدتك لكن إحذري فبارك يراقبك من أقرب نقطة.."

أكمل كلِماته ليمر من أمامها بعدما لمحها بنظرة جانبية ليجدها شارِدة..

..


إرتدت حذائها الرياضي لتحمل حقيبتها التي بها قفازاتها ثم وقفت لتخرج من الغرفة لتجده يقف أمامها بهدوء..

"سأذهب لمكان ما وأعود.."

أردفت وهي تتمسك بحقيبتها ليردف وهو يخرج هاتفه

"لم أسألكِ إلى أين أنتِ ذاهبة.."

قام بالإستدار ليتحرك بعيدا وهو يتكلم على الهاتِف لتنظر له بسخط وتغادر نحو الخارِج، لكنها تفاجأت بوجود سيارة أمامها..

كانت ستتجاهلها لكن أحدهم وقف أمامها، أرادت تخطيه ليخطو هو ايضا معترضا طريقها

ذهبت من الجهة الأخرى لكنه وقف أمامها مجددا

"ما خطبك يا هذا؟"

أردفت بإنزعاج ليشير نحو السيارة بيده دون أن يتكلم

"سأذهب بنفسي!"

أردفت لكنه اشار لها نحو الأعلى مجددا لترفع نظرها وتجد أحدهم بملابس سوداء يتمدد على سطح المنزل وينظر له عبر ثُقب السلاح الذي يشير له بنقطة ليزر حمراء اللون مباشرة برأسه..

خللت يدها بشعرها عندما علمت أنه مهدد لتفتح باب السيارة وتركب لتغلقه بقوة وتعقد ذراعيها..

لما تفعل هذا؟ لأنها تعلم أنه يستطيع قتل من يشاء!


To Be Continued...

مبروك الفوز لأكسو🎇😭💖

إمتحاناتي النهائية الختامية الزقاقية بعد العيد🙂، لا بس أبغا أشارككم شوي من معاناتي😳

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top