Chapter||16||

•°•

وضع الغِطاء على الطفلة بعدما سافرت إلى عالم أحلامها ليمرر إصبعه على وجنتِها بلطف و إبتسامة هادئة..

وقف ليتوجه نحو الرفوف التي تحمل الكُتب ليعيد وضع تلك القصة لكنه توقف عندما شعر بأحد ينظر له..

عاد ليُدخل الكتاب بين الكُتب الأخرى مُتجاهلا تلك النظراتِ ليغلق معطفه الاسود عليه ويهُم بالخروج..

إبتعدت هي عن الباب قليلا بعدما فُتِح فجأة ليخرج بيكهيون ويمر من جانِبها دون النظر لها ويكمل طريقه..

"بيكهيون.."

أردفت و هي ترفع رأسها لتحدق بظهره ليتوقف هو لحظة ندائها له كعلامة على إنتظار ما ستقوله..

"لمَ أنتَ هُنا؟"

أردفت بفضول و هي تترقب ظهره ليصمت قليلا ويستدير نحوها ليردف بملامح باردة

"لست مضطراً لأجيبك، كونكِ قمت بالإقتراب مني قليلا ومعرفة بعض الأشياء البسيطة عني لا يعني أن تناديني بأماكن عامة وكأننا نعرف بعضنا.."

عقدت حاجبيها من حدة كلامه وتقلُّبه المفاجئ لتمرَّ المُمرضات من جانبِها بسرعة والطبيب أيضا كان يجري.. إتسعت عيناها لتصرخ

"أمي!"

قامت باللحاقِ بهم بعدما مرت بجانبِه، هم كانو يتوجهون لغرفة والِدتها و الوضع لم يكُن يبشر بخير إطلاقاً!

عقد حاجبيه ليستدير ويحدق بها تجري بذلك الرِّواق، وعندما كانت تريد الدخول هم أغلقو الباب بوجهها..

لا نافدة مرئية و لا أحد يخبرها بماذا يجري بالداخل، هي إستمرت بضرب ذلك الباب بقوة، قلبها كان يترجف بشدة و حتى الدموع أبت النزول لشدة خوفها

"أخبروني مالذي يحصل!"

صرخت مُجددا وهي تضرب الباب بعدما إنهارت على الأرض لأن رُكبتيها لم تعد قادرة على حملِها..

"أمي أرجوكِ تحملي قليلا.."

همست و هي تحدق بالأرض ليظهر زوج الأحذية أمامها..

رفعت نظرها لتجده يحدق في الباب بشرود، لماذا هو يقف هكذا على أي حال؟

"هل والِدتك مريضة؟"

أردف وهو لا يزال يحدق بالباب لتومئ دون أن تقول شيئا ويردف بهدوء

"أتمنى لها الشفاء العاجل.."

أردف وهو يستدير ليذهب لتردف

"قد تكون هذه آخر مرة أراكَ بِها، سأتبرع لأمي بقلبي لذا..شكرا لك لأنك ساعدتني سابِقا.."

"فلترقدي بسلام إذا!"

أردف ببرود و هو يأخد خُطواتِه خارجا لتهمس مُجددا

"أنت لا تشعُر... لأنها ليس والِدتك ولست من ستفقد حياتك"

"ألستِ تُحبينها إذا قاتِلي من أجلِها"

أردف ليُفتح باب الغرفة وتقف بعدما خرج الطبيب وهو يبدو متعرقا

"مالذي حصل للأُمي؟"

أردفت وهي تتطلع لإجابته ليتنهد بحزن ويردف

"نحن نحتاج لزرع قلب لها بأسرع وقتٍ مُمكِن.."









••

تتجول بالشوارع بوقت متأخر دون وجهة، لا منزل تذهب له ولا أحد تستند على ظهره..

الساعة تجاوزت منتصف الليل وهي فقط شاردة تُفكر دون توقف، سمِعت صوت الغناء لتستيقظ من شرودِها وتجد نفسها بأحد الأزقة..

حيث تجلس مجموعة من الأفارقة الذين يأخدون من الشوارع مأوى لهم تحت إسم المهاجرين الغير الشرعيين..

هم كانو يبدون سعداء بينما يغنون بلغة غير مفهومة ويقومون بتدخين أوراق الماريجوانا التي تجعلهم غائبين عن عالمهم الواقعي..

رغم أنهم مشردون بالكامِل إلا أنهم على الأقل يملكون بعضهم البعض.. لمحها أحدهم ليشير لها بالتقدم والإنضمام لهم..

تقدمت لتجلس على الأرض الباردة لكنه أبعد صديقه لينزع من أسفله ورقة الجريدة السميكة ليمدها لها..

"الفتيات لا يجب أن يجلسن على الأرض الباردة!"

أردف بلغته الكورية الغير مُتقنة و هو يشير لها بإصبعه السبابة ليبدأ أصدقائه بالضحك بينما  يمررون قنينة المشروب تلك بينهم..

بالنهاية هي أصبحت مشردة؟ هل تذهب لأرسلين التي لم تخبرها أن جاك له يد بكُل هذا، أم تذهب للمشفى لتراقب حالة والدتها وتتذكر أن الموت يقترب منها..

أم تذهب له؟ مهلا ماللعنة لماذا تفكر به على أي حال؟

"في نظركِم.. إذا لم يتبقى إلا القليل للعيش بهذه الحياة القاسية التي لم تعطيكم أي شيئ مِما تتمنونه، رغم أن هناك المزيد الذي تطمحون لتحقيقه مالذي كنتم ستفعلونه؟"

أردفت وهي تضم أصابع يدها ببعضها البعض وتمد قدماها على الأرض ليتوقفو جميعا عن الضحك وينظرو لبعضهم البعض..

الواحد منهم بدأ بشرح لللآخر الكلِمات التي قالتها حتى إكتملت الجملة بعقولِهم ليردف الذي بجانبها..

"المُهم أن يكون لكِ أشخاص لطالما كانو بجانبِك تقضين معهم أيامكِ الأخيرة، رغم أن هذا سيكون مؤلماً لكنهم لن يندمو بعد موتِك لأنهم لم يكونو معكِ بلحظاتِك الأخيرة"

"ماذا إن لم يكن لي أشخاص، هل هذا يعني أنني سأموت وحيدة؟"

صمتَ الجميع حتى ظنت أنهم لن يجيبو عن سؤالِها ليردف أحدهم..

"أنتِ لازلت صغيرة على الموت والتفكير بأشياء كهذه، قد تقولين أن الغد هو آخر يوم لكِ بالحياة، لكنكِ لا تعلمين ما يخطط له الرب من خلفِك.."

رمشت بهدوء لتتنهد و تقف بعدما تذكرت شيئا ما

"الجو يصبح أكثر برودة، شكرا على كلامِكم"

هزو رؤوسهم بإبتسامة مليئة بالأمل لتستدير وتدخل يداها بجيبها و هي تخرج من ذلك الزقاق..

••

الساعة كانت الخامسة صباحا عندما أغلقت باب النادي ووضعت المِفتاح بالمزهرية، حدقت نحو السماء لتجدها زرقاء غامقة..

الشمس لم تشرق بعد والنجوم لا تزال تلمع.. الجميع نائم بمنزله ومع عائلاته..

الجميع يشعر بالدفئ والأمان، كلهم سيستيقظون بنشاط..

منهم من سيذهب لعمله ومنهم من سيذهب لمدرسته أو جامعته.. وهناك من سيظل بالمنزل وحسب..

لكن ماذا عنها؟ آخر يوم لها بالحياة!

لم تستطع النوم طوال الليل، هي تشعر بالألم لأنها لا تستطيع الإنتقام من الشخص الذي دمَّر حياتها..

أيضا لديها نصف المبلغ فقط من أجل العملية ولحسن الحظ الطبيب وافق لأن حالة والِدتها سيئة..

تجولت بكل الأماكن التي مرت بها وهي طفلة عدا منزلها، الشمس بدأت بالشروق أمام عيناها وهي تجلس أمام النهر...

وقفت بعد وصول الساعة إلى الثامِنة صباحا لتأخد طريقها نحو المشفى و تدخل بهدوء متوجهة نحو غرفة والِدتها..

أخدت المصعد للطابق الثاني وعندما فُتح خرجت لتأخد خطواتها بإتجاه الغرفة..

فتحت الباب بتردد لترفع نظرها لكن عيناها إتسعت بشدة

"أمي!"

أردفت بصدمة عندما وجدت السرير فارِغ، فوالدتها لم تكُن موجودة هناك!

دخلت لتبحث لكن لا أثر لها..إستدارت لتصرخ

"أيها الطبيب؟ أين أنتم واللعنة"

خرجت من الغرفة لتبدأ الممرضات بالقدوم وتردف نحوهن بحدة

"المريضة التي كانت هنا أين هي؟"

نظرو لبعضهم بخوف وهناك من دخلت لتبدأ بالبحث

"لقد كانت هنا يا آنسة.. البارحة فقط-"

"البارحة؟ تقصدين أنكِ لم تتفقدي حالتها منذ البارحة مع أن قلبها ضعيف؟"

صرخت هيمي وهي تقترب من الممرضة تكاد تأكل وجهها لتعود الأخرى للخلف ويأتي الطبيب فجأة

"مهلا.. إهدئي يا آنسة"

"كيف أهدأ بحق الجحيم أمي إختفت وهي مريضة هل تريد أن تموت اليوم؟"

هز الطبيب رأسه نافيا بعدما تنهد و كان على وشك الدخول للبحث لكنها سحبته من ملابسه لتدفعه وتردف

"هي غير موجودة بالداخل ليست إبرةً.. إسمعني جيدا! إذا لم تبحثو عنها الآن سأتصل بالشرطة"

"أيها الطبيب هناك رسالة هنَا!"

أردفت إحدى الممرضات وهي تخرج لتأخدها منها هيمي بسرعة..

"لابد أنكِ تبحثين عن أمكِ صغيرتي، هي مع زوجها بأمان و ستموت بأمان هنا أيضا!"

إتسعت عيناها بصدمة عندما لمحت توقيع بارك لتقوم بضمِّ تلك الورقة بين يديها وتجري بأقصى سُرعتِها من ذلك المشفى..

سائقه كان يقود بهدوء لكنه توقف بشكل مفاجئ عندما مرت من أمامه بسرعة كبيرة بينما باقي السيارات تصدر أصواتا دليلا على انزعاجها..

رفع بيكهيون نظره من على كتابِه ليردف بهدوء وهو يتبعها بنظراتِه

"إِتبعها..!"






..

"بارك! إفتح الباب أيها العاهِر!"

ضربت الباب بقبضة يدها و هي تدفعه بقدمها لكن لا رد، فهو بالتأكيد لن يكون موجودا بالمنزل!

لمحت ورقة أخرى موضوعة أسفل المزهرية لتحملها و تفتحها بأيدي مرتجفة

"أنتِ ذكية لأنكِ أتيتِ إلى هنا! لكنك غبية لأنك ظننتي أنني من أخدت زوجتي.."

خللت يداها بشعرها بحيرة فهو يبدو وكأنه يحاول اللعب معها لكنها متأكدة أنه من أخدها..

"تذكرين ذلك المكان؟ كنتِ تحبينه عندما كنتي صغيرة"

قرأت باقي الرسالة بأعين ضيقة محاولة تذكر ما يقصده لتتسع عيناها وتجري بسرعة مجددا نحو ذلك المكان..

لا يهمها إن كانت ستعرض نفسها للخطر بذهابِها لوحدها إلى هُناك لكنها مرَّت إلى النادي

"هيمي؟ أنتِ متأخرة اليوم لقد بدأنا بالفعل!"

أردف المدرب بعد دخولها فجأة وهو ينظر لساعته اليدوية لتردف

"أنا لن اتدرب اليوم، أتيت لآخد حقيبتي.."

"مهلا هل أنتِ بخير؟"

أردف بقلق لتزفر الهواء بغضب وتردف بنفاد صبر

"أنا لست بخير حسنا؟ عندما أنتهي سأعود"

حملت حقيبتها لتخرج وتدخل إحدى الأزقة، أخرجت ذلك المسدس الفضي لتضعه بخصرها وتنزل قميصها عليه..

إبتسم هو بجانبية بينما ينظر لها من زجاج سيارته ليأمر السائق بأن يكمل ما طلبه منه..

أخدت نفسا عميقا لترفع نظرها نحو السماء الغائمة لتردف بهمس

"إلاهي أرجوك ساعدني"

اعادت خصل شعرها خلف أذنها لتخرج من ذلك الزقاق وتتوجه نحو المكان المقصود..

وصلت أخيرا لتحدق بتلك القاعة الكبيرة و المهجورة..

النادي الرياضي الذي تدربت به طوال طفولتِها!

"بارك!"

أردفت بصوت مرتفع وهي تدخل بحذر وتنظر لكل مكان بالقاعة، ليظهر فجأة مجموعة من الرجال الذين كانو يتوجهون نحوها..

هم كانو يضعون أقنعة و يحدقون بها بشكل مخيف وهذا أمر لا يبشر بخير..

"من أنتم؟ وأين هو بارك؟"

أردفت وهي تستعد لإخراج المسدس من خصرها ليظهر ذلك الظل أمامها، هو لم يكن ظلا لشخص واحد وحسب لكن للعديد من الأشخاص..

و هي تيقنت أنها مُحاصرة بالفعل، هل تستدير وتهجم أم تركز مع الذين أمامها..

رائحة النادي القديمة تِلك جعلتها تسترجع ذكريات تدريباتها بطفولتِها هُنا..

صوت تشجيعات مُدرِّبتها مر من جانب أذنها فور تذكرها لنصائحها التي كانت تمنحها إياها..

ضغطت على قبضة المسدس وعندما كانت على وشك أن تسدير محاولة إخراجه هي تغاضت عن ذلك وإكتفت بقدمها الطويلة تِلك جاعلة الرجل الذي كان يقف خلفها يسقط أرضا..

"هل تظنين أن بإمكانِك التغلب علينا وحدك؟ الزعيم أمرنا بقتلك ولن نخرج من هنا إلا و نحن نحملك جُثة هامِدة!"

نظرت له بحدة لتردف وهي تحدق بعيناه

"سنرى من سيخرج جثة هامدة من هُنا أولا!"







To Be Continued...

احس البارت الجاي رح يكون ناار وشرار😭🔥😂

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top