9
Start
(أخبرني أحدهم من قبل أنني مُملة بعدما اكتشفت خيانته لي)
زم لوهان شفتيه حين حُذفت الرسالة و انتظر قليلاً حتي وصلته رسالة أخري
( و الآخر انفصل عني لأنني لا أستطيع أن أُعبر عن مشاعري و قال أنني لا أليق بهذه الأمور فمن الأفضل أن أبقي عزباء)
لوهان بالكاد لمح الكلمة الأخيرة قبل أن تحذف سورين هذه الرسالة أيضاً، أراد أن يرد عليها كذلك لكنه انتظر حين رؤية الإشارة إلي كونها تكتب رسالة أخري
( لذا لا تُضيع وقتك معي بروفيسور فأنا لست كما تتخيل و لن أتغير أبداً)
نفخ لوهان وجنتيه و التزم الصمت لعدة دقائق ينتظر إن كان هناك المزيد لكنها لم تُرسل أي رسائل أخري و لم تحذف الرسالة الأخيرة
سورين شعرت بالإختناق أثناء انتظارها رداً منه فالأمر بالنسبة إليها بدا و كأنه يُريد حجة مناسبة للهرب الآن لذا هي تركت هاتفها في الغرفة و خرجت إلى المطبخ تصنع لنفسها كوباً من القهوة
" إنها في المطبخ لذا اذهبي و تحدثي معها وحدكما"
سيهون دخل غُرفة العمل الخاصة بماريا يهمس بصوتٍ خافت كي لا تسمعه سورين فنظرت نحوه ماريا بإرتباك
" إذا أرادت أن تتحدث من نفسها ستفعل ذلك لكن أخشى أن أُزعجها بتدخلي"
تنهد سيهون بعمق و اقترب منها ليعبث بغُرتها يهمس بلطف
" حبيبتي، أنتِ والدتها لذا من الطبيعي أن تقلقي بشأنها و تتحدثي معها عن حياتها العاطفية...إذا ظللتي خائفة من ردود أفعالها و رفضها لكِ و ظلت سورين تضع مسافة بينكما فبهذه الطريقة لن تُحل مُشكلتكما أبداً"
" لا أعرف...سورين تبدو كارهة لتدخلاتي"
رفعت كتفيها بعدم معرفة فقهقه سيهون بخفة و انحني ينقر شفتيها بقُبلة سطحية
" أنتِ لا تتدخلين أبداً بسبب قلقكِ من ردود أفعالها لكن هل رفضت سورين البارحة أن تختاري لها ثيابها؟ "
حركت ماريا عينيها بدائرية قبل أن تنظر نحو خاصتيه بعبوس طفيف بينما تنفي برأسها
" و هذا يعني أنها تنتظر خطوة منكِ لذا استغلي الأمر و أنا سأذهب مع جي هون إلي الحديقة فهو لا يتوقف عن التذمر "
همهمت ماريا بتفهم ليُقبّل سيهون جبينها ثم غادر الغُرفة باحثاً عن جي هون كي يُغادرا
ماريا لا تذكر جيداً متى أصبحت علاقتها مع سورين هكذا...ربما بنهاية مُراهقتها أو بالمنتصف تقريباً لكن كلاهما ابتعد و كل طرف ينتظر الآخر أن يتقدم خطوة منه
تنهدت بعمق لتضع الفُرشاة جانباً ثم خرجت من الغُرفة متوجهة إلي المطبخ حيث تقف الأخري بوجه يُبدي مدي حُزنها
"تصنعين القهوة؟"
سألتها بهدوء و تقدمت تقف خلف البار من الجانب الآخر تُقابلها بوجهها فرفعت سورين عينيها نحوها تنظر إليها قليلاً ثم همهمت
" بالفترة الأخيرة نومك لم يكن مُستقراً بسبب الامتحانات لذا لا تشربي القهوة، ما رأيك أن نشرب كوبين من الحليب الدافئ؟"
تحركت ماريا لتدخل إلى جانبها و قامت هي بتجهيز كوبين فارغين فتوقفت سورين عما تفعله و التفتت تُراقب والدتها
" البارحة بدوتي حزينة...هل الموعد لم يكن جيداً؟ أقصد موعدكِ مع صديقك "
صححت حديثها سريعاً قبل أن تنزعج الأخري فزمت سورين شفتيها في خط مستقيم
" لو أنه حبيبك كنت سأعتقد أنه انفصل عنكِ لكنكِ قُلتِ أنه صديقك فقط"
"هل أنا سيئة إلي هذا الحد؟"
همست سورين بتساؤل لتميل الأخري برأسها بعدم فهم
" من قال أنكِ سيئة؟ "
استنشقت سورين ماء أنفها و الحرارة قد بدأت تتصاعد إلي رأسها فقررت الانسحاب نحو غرفتها إلا أن ماريا قد أمسكت بيدها تمنعها عن ذلك
" هل صديقك ذاك أزعجكِ؟ سيندم إن فعل "
هسهست نهاية حديثها لتنفي سورين برأسها
" سورين.."
همست بلطف و اقتربت تحتضن وجنتي الأخري فرفعت سورين عينيها الدامعتين تنظر إليها
"لا أقصد التدخل في حياتك لكن علي الأقل أخبريني بما يُزعجك"
" هل حقاً تهتمين لأمري؟ "
قهقهت ماريا بعدم تصديق لتضغط علي وجنتي سورين ببعض القوة
" أنتِ ابنتي سورين فكيف لا أهتم لأمرك؟"
" لكنكِ دائماً تتحدثين مع ييدام عن تفاصيل يومه و كذلك جي هون لكن لا تهتمين لمعرفة أي شيء عني "
رمشت ماريا بعدم فهم و ما أفاقها كان صوت الحليب الذي وقع على النيران فابتعدت عنها سريعاً تُغلق الغاز ثم استندت بكفها علي طاولة المطبخ بينما تنظر إليها و بجدية قالت
" أعتقد أننا حقاً بحاجة إلى التحدث "
ابتلعت سورين غُصتها و أشاحت بوجهها جانباً بينما ماريا كانت تسترق النظرات نحوها و هي تصب الحليب في الكوبين قبل أن تناولها واحداً، و أشارت إليها بأن تسبقها إلي غُرفة المعيشة ففعلت ذلك
" إذاً..ما أمر ييدام و جي هون هذا؟ أنتِ لا تغارين من أخويكِ صحيح؟ "
ماريا سألت بعدم تصديق فأخفضت سورين رأسها تبكي بصمت لينعقد حاجبي ماريا
" تمزحين معي؟"
"لذلك لا أحب أن أتحدث عن مشاعري الخاصة؟"
تمتمت سورين بخجل و شهقت باكية فتركت ماريا كوبها جانباً و سحبت الكوب الخاص بسورين تضعه إلى جانب خاصتها ثم اقتربت منها تحتضن وجنتيها كي تنظر إليها
" بل يجب أن تبوحي بها...طوال الأعوام الماضية ظننت أنكِ تكرهينني لشخصي، أنا من لا أجعلكِ تشعرين بالراحة و أنني فشلت في أن أكون أُماً جيدة لكن لم الغيرة من ييدام و جي هون؟"
" أنتِ دائماً تهتمين لأمرهما...الأمور كانت على ما يرام قبل أن يولد جي هون لكن... لكن لاحقاً شعرت بأنكِ لا تُحبينني بقدرهما، لقد كنت خائفة حين علمت بأن الطبيب حذرك من الحمل بجي هون و طلبت منك أن تتخلصي منه لكنكِ لم تفعلي...كنت خائفة من أن أخسركِ لكنكِ تمسكتي به و اهتمامكِ بأكمله تحول له هو و ييدام بينما أنا لا...أعرف أنني مُملة و لست مثلهما لكنني ابنتك بعد كل شيء "
شهقات سورين الباكية كانت تُقاطع حديثها، هي بدت جدية و مُقتنعة بما تقوله بينما ماريا لم تُصدق تلك الأفكار التي حملتها ابنتها لوقت طويل
" لا أهتم لأمرك؟ هل تعرفين كم أشعر بالغيرة من هيبا و كاثرين بكل تجمع عائلي لأنهما مُقربتين من ابنتيهما بينما أنا فشلت في التقرب منكِ؟ هل تُدركين كم أن الأمر مؤلم رؤيتك تُقبلين سيهون و تتعاملين مع الجميع بلطف بينما تتجاهلين النظر نحوي و تكرهين البقاء معي بمكان واحد؟ "
ماريا انفعلت بوجهها و وقفت من مكانها تُشير إلي الأخري بينما تُكمل
" حين أخبرتني أنكِ لا تُريدين هذا الطفل فكرت في أن أتخلص منه بالفعل كي لا أكون أنانية و أحرمكِ من والدتك لكن الطبيب أخبرني أن إجهاض الطفل أو ولادته كلاهما يُشكل نفس الخطر علي حياتي سورين...إهتمامي نحو جي هون ليس فقط لأنه الصغير بينكم بل لأنني أحمل ذنباً تجاهه لأنني فكرت يوماً في التخلص منه و لن تفهمي صعوبة الأمر سوي حين تُصبحين أُماً...التخلص من طفلي ليس سهلاً و بالرغم من ذلك حاولت التفكير في الأمر من أجلك قبل أي شخص آخر "
ماريا شهقت باكية لتُمسد جبينها بكف ترتجف في حين أخفت سورين وجهها خلف كفيها
" ثلاثتكم بالنسبة لي نفس الشيء، لا أرى أياً منكم مُملاً أو مُختلفاً عن الآخر لأنني أُم و لست صديقتكم أو شخصاً عرفتموه بأي طريقة كانت لذا تفكيرك في مشاعري نحوك بهذه الطريقة مؤلم...مؤلم للغاية سورين"
ضمت شفتيها في خط مُستقيم لتجلس مُجدداً ثم أمسكت بكفي سورين تُبعدهما عن وجهها
" أنتِ جزء مني سورين، هل تُدركين معنى هذا؟ "
" لكن ييدام و جي هون..."
ابتلعت ريقها بصعوبة لتُكمل بشهقات تتخلل حديثها
" حين خرجنا سوياً ظننتكِ بحثتي عن الشيئ الذي أحبه بنفسكِ لكنها كانت فكرة أبي ...ظننتكِ تهتمين لإهتماماتي كما تهتمين لكل ما يهتم إليه ييدام و جي هون لكنكِ لم تبدين مُتحمسة بجانبي كما...لقد ركضتي إليهم بمجرد عودتنا إلى المنزل و كأنني كنت أقيدك بجانبي"
"هُراء "
صاحت بها ماريا بإنفعال لتبتعد عنها قليلاً
" فكرة سيهون؟ كانت فكرتي بالكامل...لقد بحثت بين أغراضك لوقت طويل حتي استنتجت الشيء الذي قد تُحبينه أكثر، حتي و إن كانت فكرة سيهون فمازال ذلك يعني أنني أهتم لإسعادكِ "
انفجرت باكية و كأنها طفلة صغيرة و سمحت لصوت بكائها أن يعلو لتُكمل بضيق
" كنت هادئة لأنني كنت اتأملك...لم أتوقع أن أنجح بجعلكِ سعيدة و متحمسة بتلك الطريقة و ركضي إليهم كان بسببكِ أيضاً...لأنني كنت متحمسة و أرغب بالصراخ من شدة حماسي لكنني حافظت علي هدوئي أمامك كي لا أحرج نفسي...جميع الحدود التي وضعتها بيني و بينك لم تكن لأي سبب سوي أنني أردتكِ أن تكوني سعيدة و لم أرغب أبداً في إزعاجك "
اقتربت من سورين لتُحيطها بذراعيها ثم استنشقت ماء أنفها تُتمتم بعبوس
" والدكِ طوال حياته لم يتجرأ علي جعلي أبكي بهذه الطريقة "
" آسفة "
همست سورين بصوتٍ مُختنق فابتعدت عنها ماريا قليلاً لتحتضن وجنتيها بينما تهز رأسها إلي الجانبين
" لا، بل أنا الآسفة فكان يجب أن أتحدث معكِ منذ البداية لا أن أتجنب الحديث معكِ...كان خطئي بالكامل لكن أقسم أنني أحبك أكثر مما تتخيلين "
قبلت جبينها لتمسح علي وجنتي سورين كي تمحو آثار دموعها ثم همست
" و ماذا فعل ذلك الأحمق صديقك كي تكوني حزينة هكذا؟"
اتسعت أعين سورين بخفة فرفعت ماريا حاجبيها بتساؤل لتبتلع الأخري ريقها
" لم يفعل شيئاً...قال أنه مُعجب بي "
رمقتها ماريا بعدم فهم لتخفض سورين عينيها عنها بخجل
" هو شخص جيد لكنني لست كذلك...لا يُمكنه أن يكون معي "
" سأُعيد الحليب إلى الثلاجة فأعتقد أن ليلتنا طويلة لذا سأُحضّر أنا القهوة"
_______________
" جونغ إن قال أنها تستجيب معه فلا تقلق طالما أن حالتها الجسدية جيدة فلن تكون هناك مشكلة"
مينسوك نبس بهدوء يُوجه حديثه إلى عمه الذي يجلس مُقابلاً له فتنهد الآخر براحة
" أنت لم تعد تتحدث عن تلك الفتاة "
همس بتردد و هو يحك كفيه معاً لينظر إليه مينسوك بعدم فهم حتى أدرك مقصده فابتسم بزيف يومئ إليه
" يبدو أنها كانت مجرد وهم كما قلتم سابقاً، لا تهتم"
أومأ الآخر بشكٍ فمن المفترض أن يشعر بالسعادة كون مينسوك توقف عن الإهتمام لأمر تلك الفتاة لكنه علي العكس لم يشعر بالراحة من ملامح ابن أخيه التي تبدو حزينة و مكسورة أكثر من العادة
" الجلسة ستنتهي قريباً لذا سأذهب إليها "
مينسوك استأذن عمه قبل أن يتوجه إلي حيث مكتب صديقه المسؤول عن حالة آيونغ
وقف في الخارج أمام الباب عاقداً ذراعيه إلي صدره ينتظر خروجها كما اعتاد أن يفعل فبالرغم من كونه أخبر عمه أنه لن يكون متواجداً دائماً لكن مينسوك قد تواجد بكل مرة
ليس لأنها مُصادفة أو ليكون بجانب عمه...بل لأن مينسوك كان قلقاً عليها، و قلق من اللحظة التي ستتذكر فيها كل شيء
استقام بوقفته حين فُتح الباب بواسطة آيونغ ليميل برأسه بقلق حين رؤية آثار البكاء واضحة علي وجهها فتقدم يتساءل بإهتمام
" أنتِ بخير؟"
ارتفع طرفي شفتيها بإبتسامة مُزيفة بينما تومئ إليه ثم سبقته بخطواتها ليُلقي نظرة نحو باب مكتب جونغ إن قبل أن يلحق بها
فتحت باب مكتبه حين وصلت هناك لتُشابك كفيها معاً بتوتر قائلة
"هيا أبي، لنُغادر"
انعقد حاجبي مينسوك بإستغراب فتحرك من خلفها ليقف بجانبها و أمال برأسه بتساؤل
" ما الخطب؟ هل حدث شيئاً ما؟"
"أنا فقط مُتعبة و أرغب بالعودة إلي المنزل"
أجابته دون أن تلتفت إليه فهمهم بتفهم بينما السيد كيم وقف من مكانه ليُغادر معها بعدما شكر مينسوك
---------------
Flash back
" هيا مينسوك تقدم"
هتفت آيونغ بحماس حيث كانت تستند بظهرها ضد حائط الغُرفة بينما تُشير إلى مينسوك بأن يتقدم منها كي يعتاد علي استخدام العكاكيز
مينسوك تنهد لينظر إلى قدمه المكسورة ثم رفع عينيه نحوها
"يكفي"
همس بخفوت و اقترب من السرير فركضت آيونغ نحوه تُساعده في الإستلقاء
"لا بأس، لقد تمرنت كثيراً بالفعل"
ربتت علي رأسه و كأنها تواسيه ثم استقامت بجذعها بأعين اتسعت قليلاً
"إذا أصبحت بخير...هل ستتركني و تُغادر؟"
همهم مينسوك بعدم فهم فابتلعت آيونغ ريقها بتوتر و أخفضت رأسها
" إذا غادرت لن أتمكن من حمايتك لذا لا تُغادر حتي و إن أصبحت بخير "
لم تبدو و كأنها تُريد بقائه من أجلها بل لحمايته حقاً...كانت جدية في حديثها رغم التوتر فحتى إن أرادت أن يبقي من أجل نفسها لكن بالمقام الأول هي ترغب بحمايته كما تقول
"أنا من يجب أن أحميكِ "
تمتم بهدوء لترفع عينيها
" هذا يعني أنني سأقوم بحمايتك أنت و توتي و أنتما ستقومان بحمايتي...أنا محظوظة "
قهقهت بسعادة فابتسم الآخر بتلقائية بينما يُراقبها تتحدث بحماس عن خطتها في حمايته هو و دُميتها حتي لاحظت نظراته تلك فتوقفت عن الحديث
" أنت تبتسم "
آيونغ هتفت بإبتسامة مُتسعة و هي تُصفّق فارتفع حاجبي مينسوك قليلاً حين لاحظ أنه ابتسم بدون وعي
"إذاً أنت لم تعد حزيناً صحيح؟ "
اقتربت منه تنظر إلي شفتيه عن قُرب فأخفض نظراته نحوها بإرتباك
" لا أعلم "
همس بعد صمت طويل فرمشت الأخري بعدم فهم فكيف لا يعرف هل هو حزين أم لا؟
ابتعدت عنه تتفحصه بحذر تحاول تفسير ما قاله حتي وقعت عينيها علي توتي النائمة بجانبه و ارتكزت عينيها عليها بوضوح ليلتفت برأسه قليلاً كي يري ما جذب انتباها
" تُريدين استعادتها؟ "
سألها بهدوء و جذب تلك الدُمية يضعها بين قدميه المُمددتين فابتلعت آيونغ ريقها بأعين لم تتمكن من الإبتعاد عن دُميتها
"لا، سأتركها معك كي تتمكن من النوم"
أجابته بأعين لامعة و عبوس ترتجف به شفتيها أثناء حديثها فأمال مينسوك برأسه يهمس
" لا يُمكنكِ النوم بدونها؟"
"لا، لا تقلق أنا بخير"
رفعت عينيها نحو خاصتيه تبتسم بإتساع تُزيف ذلك كي لا يحزن فتنهد مينسوك
" كُنت سأُخبركِ أن تأتي للنوم بجانبي إذا كُنتِ لا تستطيعين النوم و لكن..."
"هل يُمكنني ذلك؟"
اقتربت منه تسأل بلهفة فأخفض عينيه ينظر نحو شفتيها و ابتلع ريقه بينما يُهمهم بالإيجاب فعبست شفتيها
" لكن سيقوم شخص ما توبيخي إذا فعلت...لن أقول من هو كي لا أكون واشية "
فهم أنها تقصد المُمرضة بحديثه فابتسمت شفتيه بخفة ليمد كفه نحو خاصتها يُربت عليها بلطف
" لن يجرؤ أحداً علي توبيخكِ، لا تقلقي"
" نعم، لأن مينسوك سيقوم بحمايتي"
صفّقت بسعادة و ألقت بنفسها نحوه تُحيط عُنقه بذراعيها و احتضنته بقوة جعلته يجفل بتفاجؤ
" أنا سعيدة لأنك معي"
ابتسم بدفئ و رفع ذراعيه يحتضن بهما خصرها بينما يُهمهم إليها بخفوت لكن مينسوك واثق أنه المحظوظ هنا لوجودها بجانبه
End flash back
______________________
" هذه حياتك سورين و أنتِ الوحيدة التي تمتلك الحق في اتخاذ القرار بشأنها لكن الآن أنتِ تتخذين القرار بناءً على أفكار خاطئة"
ماريا نبست بهدوء بينما الأخري كانت تنظر لنقطة بعيدة عن أعين والدتها خجولة من حديثها معها بهذه الأمور
" من الواضح أن تجاربكِ السابقة كانت مبنية علي أساس خاطئ و الآن أنتِ تحكمين على هذه العلاقة من خلال تجاربكِ السابقة فهذا البروفيسور رأي كيف هي شخصيتك و بالرغم من ذلك مازال مُعجباً بك أي أن هذا قد يكون سبب انجذابه نحوكِ"
ضمت سورين شفتيها بخجل و أخفضت رأسها فابتسمت ماريا لتحتضن وجنتيها ثم رفعت رأسها كي تجعلها تنظر إليها
" التعبير عن مشاعركِ هو أمر مهم بأي علاقة و ليس فقط بين الرجل و المرأة فكما رأيتي هذا تسبب في مشكلة بيني و بينك لوقت طويل و لولا أننا تحدثنا لظل سوء الفهم بيننا لوقت أطول...لكن في النهاية نحن تحدثنا سورين"
مسدت وجنتي سورين بلطف لتُكمل
"لستِ بحاجة للتعبير عن مشاعركِ طوال الوقت كي تُثبتي للشخص أمامك أنكِ تُحبينه لكن حين تشعرين بأنكِ ترغبين بقول شيء له فلتُخبريه ولو عن طريق رسالة كي يشعر يإهتمامكِ "
ضحكت ماريا و أبعدت كفيها عنها لتتكتف
" في السابق والدكِ لم يكن يُعبر كثيراً عن مشاعره عن طريق الحديث، كنت أحترق داخلياً حين أخبره أنني أحبه و لا يُقابلني بقول المثل و هذا لم يكن لأنه خجول بل لأن غروره و تغطرسه يجعله يظن أنه بهذه الطريقة رجلاً رائعاً "
قلبت عينيها بسخرية فارتفع حاجبي سورين بعدم تصديق
" أبي كان مُتغطرساً و مغروراً ؟ "
أومأت ماريا بعنف لتقلب عينيها و كأنها ستفقد وعيها
" كان مُثيراً للغاية "
" لا تقولي هذا أمامي "
تمتمت سورين بخجل لتضحك الأخري ثم تحمحمت
" والدك كان مُختلفاً تماماً عن ما هو عليه الآن، كنا كالثلج و النار فهو كان سريع الغضب و الإنفعال..لو رأيتي شخصيته سابقاً و كرهه للنساء لإعتقدتي أن علاقتنا لن تدوم...أنا بنفسي لم أتخيل أن تكون حياتنا هادئة هكذا لكن سيهون تغير بمرور الوقت بسبب حبه لي و لكم كما أنني لم أعد كما السابق فهناك الكثير من الأمور التي تغيرت بي...لم أكن يوماً إمرأة تخشى فعل شيئ لكنني كنت خائفة من الاقتراب منك أو اتخاذ خطوة قد تُزعجك أو تجعلكِ تكرهيني كما أنني شعرت بالغيرة من الآخرين و بكيت فقط لأجلك ...نحن نتغير بمرور الوقت بسبب الحب سورين، لذا سيأتي يوماً و تبدئين في التعبير عن نفسك بأي طريقة كانت...امنحي نفسكِ فُرصة إن كان هذا البروفيسور شخصاً جيداً كما تقولين و هذا كي لا تندمي لاحقاً "
ابتسمت ماريا بعدما تنهدت بعمق
" قد تكوني المُفضلة لدي أحدهم لأن عيوبكِ التي ترينها بنفسكِ تكون ميزة بالنسبة إليه "
" و هل قد يري الشخص الملل ميزة؟ "
أومأت إليها ماريا بإقتناع ثم رفعت كتفيها
" والدكِ كان يذوب لوقاحتي لذا توقعي أي شيئ "
" لا يجب أن تكوني صريحة معي "
قهقهت سورين بخجل فهزت ماريا كتفيها بعدم اهتمام
" إذاً هل يُمكنكِ قول شيئاً لي؟ "
ابتسمت ماريا ترمش ببراءة مُزيفة فجفلت الأخري
" شيئاً؟"
همست سورين بتلعثم لتومئ ماريا
"اااه أين هاتفي؟ لقد اتفقت مع هارين كي نلتقي "
سورين وقفت من مكانها علي عجل و توجهت إلي غُرفتها تتخذ هاتفها حجة كي تتهرب من والدتها فتنهدت ماريا بعمق
لا بأس بعدم قول شيئ من جانب سورين في الوقت الحالي فهي قد وصلت معها إلى مرحلة لم تتوقع أن تصل إليها أبداً
" غبية، كان يجب أن أخبرها بشيئ لطيف "
تمتمت سورين تصفع جبينها مُنزعجة من نفسها كونها أضاعت فُرصة كهذه...لكن الكلمة وقفت بحلقها تخنقها
"سأُخبرها لاحقاً"
همست بعدم ثقة و ببلاهة ابتسمت حين تذكرت حديثها الطويل مع ماريا
حديث كهذا لطالما تمنت أن يجمعها بوالدتها...سورين أثناء حديثها مع ماريا شعرت بأنها شخص تافه و حججها غير مُقنعة، و لوهلة هي فكرت هل حقاً ابتعدت عن ماريا لهذه الأسباب فقط؟ هل خشيت التقرب منها فقط لذلك؟ و لم حين أفصحت عن مشاعر الغيرة نحو تصرفات والدتها مع أخويها شعرت بأنها حمقاء؟
ذلك كان مُحرجاً للغاية
" يا إلهي"
أخفت وجهها خلف كفيها بخجل بينما تُلقي بنفسها فوق السرير، و أثناء فعلها لذلك لاحظت إضاءة تصدر من هاتفها تدل على وجود رسالة
توقفت تنظر إلى هاتفها قليلاً قبل أن تستقيم بجلستها و بتردد حملته لتفتحه
( إن أردتكِ أن تتغيري فلماذا سأُعجب بكِ منذ البداية؟كان بإمكاني اختيار فتاة تُناسب ذوقي إن لم تكوني أنتِ تُناسبينه )
انقبض قلبها مع الرسالة الأولي و ابتلعت ريقها تنظر إلى الرسالة أسفلها
( و مازلت أرغب بالتقرب منكِ)
زمت شفتيها كي لا تبتسم لتقرأ رسالته الأخيرة
( أخبرتك ذلك سورين و سأخبرك مجدداً أنه بالرغم من أنني أتمني أن تُبادلينني مشاعري لكن سأنتظر حتي تفعلي ذلك بدون ضغط مني، لذا علي الأقل امنحيني فُرصة لأُثبت لكِ أنني لم و لن أكن أبداً كأي أحمق تخلي عنكِ من قبل)
عضت علي شفتها السُفلي بتوتر شديد فكل الأفكار بعقلها تبخرت و الردود المُناسبة انعدمت
كتبت رسائل كثيرة ثم حذفتها قبل إرسالها بينما لوهان قهقه حين رؤيته تلك العلامة التي تُشير إلي كتابتها تظهر كل فترة ثم تختفي مُجدداً
(حسناً)
ضرب لوهان قبضته في الهواء بحماس ثم تنفس بعمق يُربت علي صدره بخفة كي يهدأ قلبه
( أعتقد أن قلبي أحمق كي ينبض بهذا العنف لمجرد كلمة موافقة منكِ)
رمشت سورين عدة مرات و انتفض جذعها حين قرأت رسالته تلك لتنظر حولها و كأنها تخشي أن يراها شخصاً ما
( اصمت)
اتسعت عينيها حين أدركت ما أرسلته و حذفته سريعاً تتمني أنه لم يري ذلك فقهقه لوهان بخبث و ارتمي فوق السرير ينام على ظهره بينما رفع ذراعيه إلي الأعلى يُمسك بهاتفه
( رأيتها بالفعل، و أنا لا أمتلك أي ميول غريبة لكنني سعيد بكسر الحواجز بيننا و إن كان بهذه الطريقة)
________________
مكتب ييدام كان هادئاً للغاية...هذا أمر اعتاده الجميع منذ بداية عملهم مع ييدام لكن بالرغم من ذلك هذا الصمت لم يكن مُريحاً في الفترة الأخيرة خاصة و أن الجميع كان مُدركاً أن مدير قسم التصميم هنا غاضب بسبب فتاة مُدللة
ييدام لاحظ وجود أصوات هامسة مُتفاجئة تصدر عن موظفيه لكن بالرغم من ذلك هو لم يرفع عينيه عن حاسوبه بينما حاجبيه معقودين
هايلي لم يتم منعها من الدخول سواء عن طريق الحُراس أو حتي الموظفين و بصفة خاصة يونا التي لم تعترض طريقها
تحمحمت حين وقفت أمامه ثم وضعت أحد كفيها فوق الآخر تُشابكهما بإحترام أمام معدتها في هدوء إلى أن رفع ييدام عينيه ينظر إليها
" مرحباً؟"
همست بأنفاس ثقيلة لتبتسم بتوتر حين لم يُبدي أي رد فعل
" تعرف؟ أنا حقاً أرغب بشدة أن أُثبت لك أنني أثق بنفسي و أستحق ثقتك بي لكنني بحاجة إلى فُرصة لأُفعل ذلك "
صدرها أخذ يعلو و يهبط بوتيرة سريعة نهاية حديثها، و المُقابل لها عاد بظهره إلي الخلف يعقد ذراعيه إلي صدره
" فُرصة واحدة"
تمتمت برجاء ليميل ييدام برأسه
" استغرقتـ ـي وقتاً طويلاً في...التفكير "
" هذا لأنني حمقاء "
اندفعت في حديثها و اقتربت من المكتب خاصته تستند عليه بكفيها بينما تميل نحو ييدام فابتسم بخفة و اقترب يستند بمرفقيه علي الطاولة حتي أصبح وجهه قريباً من خاصتها
"جيد أنكِ تعرفـ ـين ذلك"
"إذاً؟ "
ارتفع حاجبي هايلي بتساؤل بعدما ابتلعت ريقها بصعوبة لينظر إليها ييدام بصمت دام لعدة لحظات
مرر عينيه على كامل وجهها يتفحصه...أعين هايلي اللامعة كانت جذابة
و ربما ييدام فُتن لوهلة بملامحها المتوترة هذه لكنه سرعان ما وعي على نفسه ليجفل بينما يبتعد برأسه عنها
" فُرصة واحدة"
همس و هو يخفض رأسه نحو حاسوبه فابتسمت هايلي بإتساع تكتم صراخها المُتحمس بداخلها، و دون أن يرفع عينيه نحوها أشار إليها بالمُغادرة فتلفتت حول نفسها
"ألم تقل أنك ستمنحني فرصة؟"
اتسعت عينيها بصدمة و شفتها السُفلي قد انحنت قليلاً بعبوس تُنذر بالبُكاء فقهقه ييدام دون قصد ثم أشار نحو الباب
"غُرفة المُتدربـ ـين هايلي"
قهقهت ببلاهة لتستنشق ماء أنفها ثم أومأت إليه قبل أن تركض إلي الغُرفة المقصودة
"ماذا؟ "
ييدام رفع حاجبيه بتساؤل حين التقت عينيه مع خاصتي يونا التي ترمقه بصدمة فهزت الأخري رأسها إلي الجانبين بلا شيئ ثم عادت تستكمل عملها كما فعل الآخرين
و مُديرهم هنا ألقي نظرة أخيرة نحو الباب بإبتسامة قبل أن يعود إلي عمله
فتحت هايلي باب غُرفة المُتدربين بإبتسامة واسعة، و بالرغم من أنها رأت الطريقة التي تذمر بها البعض من عودتها...أولئك الذين قلبوا أعينهم بإنزعاج، و أولئك الذين تجاهلوها بالكامل لكنها لم تمحو ابتسامتها
هايلي بالفعل قضت عدة أيام تُفكر في حديث والدها و كذلك حديث ييدام لذا هي الآن شخص آخر...تقريباً
"مرحباً بالجميع من جديد، و أعتذر عن وقاحتي سابقاً"
انحنت إليهم بإعتذار ليتبادلوا النظرات فيما بينهم، في حين تكتف يون سوك يُراقبها بإبتسامة مُستمتعة
" هل المُدللة تم توبيخها؟"
إحدي المُتدربات هتفت بسخرية فضمت هايلي قبضتيها بإبتسامة مُزيفة و التفتت تنظر إليها
" تقريباً، و في الواقع أُدعي هايلي و لست المُدللة لذا ليكن تعرفنا هذه المرة أكثر لُطفاً"
"حسناً"
قاطعها يون سوك بوقوفه من مكانه و تقدم منها ليمد يده نحوها بغرض المُصافحة
"بيون يون سوك"
همهمت هايلي بإبتسامة تُصافحه
"دو هايلي"
هذا كان غريباً بالنسبة إلي الجميع...و تقريباً صدقوا أن هذين قد يُصبحان صديقين في المستقبل لذا لا ضرر من التعرف على هايلي
لكن لا أحد لاحظ نظرات التحدي بينهما، و تلك الأنامل التي تتصافح بقوة عنيفة و كأنهما يرغبان بتحطيم كفي بعضهما
في نهاية اليوم هايلي تنفست بعمق بمجرد أن صعدت إلي سيارتها...تشعر بأن شفتيها قد تجمدتا لكثرة الإبتسامات التي وزعتها طوال اليوم، لكنها نوعاً ما شعرت بالراحة
أمالت برأسها تخفض نافذتها حين لمحت ييدام يصعد إلي سيارته لتهتف
"ييدام"
تجاهلها يصعد إلي سيارته فارتفع حاجبيها بتفاجؤ و خرجت من سيارتها سريعاً متوجهة نحوه ثم أمالت تنظر إليه من خلال النافذة
" لقد ناديت بإسمك لكن يبدو أنك لم تسمعني"
قهقهت نهاية حديثها فحرك رأسه إلي الجانب قليلاً يُظهر سماعة أذنه التي لم يخلعها بعد بمعني أنه سمعها فاستقامت بوقفتها بإستغراب
" هل تتجاهلني؟ لماذا؟"
حكّت مؤخرة رأسها بعدم فهم حتي تذكرت قبل أيام حين صرخت بوجهه فزمت شفتيها لتنحني إلي مستواه مُجدداً
" هل هذا لأنني صرخت بوجهك بذلك اليوم؟ كنت غاضبة فقط... ما رأيك أن أدعوك علي العشاء و..."
زفر بحنق لينظر إليها
" و هل يجب أن أنسي وقاحـ ـتكِ مُقابل وجبة يُمكنني... شرائها لنفسي؟"
"إذاً ماذا؟"
تمتمت بتساؤل فرفع حاجبيه يُعطيها الإشارة لتُفكر أكثر حتي فهمت ما يرمي إليه
سحبت هايلي نفساً عميقاً بينما تعود خطوتين إلي الخلف ثم انحنت إليه بإعتذار
"آسفة على ما فعلته بذلك اليوم و لن يتكرر مرة أخرى "
اومأ بخفة وهو يُهمهم فاستقامت بوقفتها ليقول هو
"السيد ييـدام و... و ليس ييدام فقط"
ابتسم بجانبية نهاية حديثه ليرتفع طرف شفتيها بإنزعاج
" نحن بخارج العمل لذا أنت ييدام...و الآن هل سنذهب لتناول العشاء بسيارتي أم سيارتك؟ "
" سأتناوله مع عائلتـ ـي "
رفع كتفيه ببساطة ثم خلع سماعاته قبل أن يبدأ بقيادة السيارة يتجاهل محاولات هايلي في الحصول على موافقته
ألقي نظرة من خلال المرآة الجانبية للسيارة و قهقه حين رأي كيف تكتفت الأخري بعبوس بسبب تجاهله لها، لكن ابتسامته تلاشت حين وعي علي أفعاله و بعمق تنهد بينما عينيه ارتكزت علي قطرات الماء التي بدأت ترتطم بزجاج سيارته
___________________
جلست آيونغ بمنتصف سريرها تتكئ بظهرها علي المسند السرير خلفها بينما تنظر أمامها بشرود
لا تذكر شيئ أبداً عن حياتها السابقة، و جلساتها مع الطبيب النفسي لا تُساعدها في شيئ
بالرغم من أن الأمر يحتاج إلى وقت طويل إلا أنها ترغب بتذكر كل تفاصيل حياتها السابقة في أسرع وقت ممكن كي تكون قادرة على فهم مشاعرها
كي تفهم لم الشخص الذي تشعر بالراحة بجانبه هو مينسوك و ليس هيون
و لكي تستوعب سبب ظهور زوجها في أحلامها كشخص سيئ
تمددت سريعاً تدّعي النوم حين فُتح باب الغُرفة لكن هيون كان قد لمحها أثناء فعلها لذلك فابتسم بسخرية يهز رأسه إلي الجانبين
صفّر بإستمتاع أثناء تبديله لملابسه و إلي أن قفز علي السرير يُجاور آيونغ فأخذ قلبها يرتجف كما جسدها حين شعورها بأنفاسه قريبة منها
هذا التصرف...حين يُمرر أنفاسه قريباً من أذنها أو وجهها يجعلها تشعر بالخوف
و كأنها في فيلم رُعب و هذه اللحظات التي تسبق قتلها
هذا الشعور لم يكن لطيفاً، دافئاً أو مُحبباً إليها بأي طريقة كانت
" أعرف أنكِ مُستيقظة"
همس بجانب أذنها ليعضها بنهاية حديثه فشهقت آيونغ بفزع و استقامت عن السرير سريعاً تنظر إليه بأنفاس تسارعت بخوف
" هـ هيون"
همست بتلعثم و أخذت تُمسد أذنها حيث تشعر بالحرارة و الألم فملمس أسنانه حولها كان قوياً و مؤلماً
هيون لم يبدو كرجل يحاول أن يكون حميمياً مع زوجته
" ماذا؟ هل اشتقتي إلي؟"
زحف علي السرير برُكبتيه حتي نزل عنه ليقترب من آيونغ بخطوات بطيئة في مُقابلها تتراجع هي خطوات واسعة
" لست بمزاج لأي شيئ الآن هيون، لذا دعني أنام في سلام"
ابتلعت ريقها لتدور حول الطاولة المتواجدة بمنتصف الغُرفة فابتسم هيون بجانبية يُهسهس من بين أسنانه
" تتصرفين بخجل منذ فترة و هذا بدأ يُثير غضبي "
"لا أتصرف بخجل لكنني إنسانة و أمتلك مشاعر لذا إن لم أكن بخير فيجب أن تتفهم هذا بل يجب أن تتحدث معي بلطف و تحاول أن تتفهم شعوري"
آيونغ صاحت به بعدم تصديق ثم استندت بكفيها علي مسند الأريكة عاقدة حاجبيها بشك
" ألم نتزوج بعد قصة حب عظيمة؟ إذاً لم لا أشعر أنك تهتم بشأني؟ "
" هذه الترهات مُجدداً "
قلب عينيه بإنزعاج و تقدم منها بخطوات واسعة ليجذبها من مرفقها قبل أن تهرب مرة أخرى و بقوة قيدها بين ذراعيه
"هيون اتركني، أنت تخنقني بهذه الطريقة"
" منذ عودتنا إلي كوريا و أنتِ تتصرفين بغرابة و كأن قلبك أصبح بمكان آخر "
توقفت عن محاولاتها في دفعه لتنظر إليه بإستغراب
"ماذا؟ ماذا تقصد بذلك؟"
شخر بسخرية و هز رأسه إلي الجانبين بمعني لا شيئ ثم انحني نحو شفتيها يُقبلها بحميمية لكن ذلك لم يدم طويلاً حين دفعته آيونغ و مسحت علي شفتيها بخشونة
" أخبرتك أنني لست بمزاج لهذا "
رفعت عينيها الغاضبتين تنظر إليه بحنق فهو يبدو مُستمتعاً بتصرفاته هذه
" هيا آيونغ، أنا زوجكِ"
قلب شفتيه بتذمر فدفعته مرة أخرى ثم صاحت بوجهه بإنفعال
"توقف عن التصرف بهذه الطريقة، أنت تُثير اشمئزازي"
أغلق هيون عينيه بقوة بينما يُدير رأسه بإنزعاج ثم قبض علي شعرها فجأة يجذبها نحوه فتأوهت بألم
بكفه الأخري ضغط على وجنتيها بخشونة يكتم بذلك تأوهاتها و هسهس
" لا أظنكِ ترغبين برؤية الجانب الآخر مني"
ضمت آيونغ شفتيها بعبوس و اغرورقت عينيها بالدموع لتهمس بإختناق
" أريد أن ننفصل"
ارتفع طرف شفتيه بسخرية لينعقد حاجبي آيونغ
" و لم فجأة تُريدين هذا؟ أم أن شيئاً جديداً قد حدث؟"
"إلام تُلمّح أنت؟"
صرخت به ببكاء و حاولت التملص منه فتركها ليرتد جسدها إلي الخلف بضعة خطوات
هيون كان سعيداً لرؤيتها تنهار باكية...يتلذذ بذلك
بينما الأخري تشعر بالضياع
لكن...لم هيون أصبح يُلمح لأمور غريبة مؤخراً؟ أموراً تجعل أول اسم يومض برأسها هو شخصاً يبدو مألوفاً أكثر من هيون
هذا الشخص الذي تشعر بأنه دافئ أكثر من زوجها
صوت بكائها الحاد انخفض تدريجياً بينما حاجبيها أخذا يلتقيان لترفع رأسها نحوه تنظر إليه بتشوش بسبب دموعها
" أنت... أنت تقصده هو، أليس كذلك ؟"
تمتمت بإختناق و ابتسامة هيون أخذت تتسع حينها
" تقصد مينسوك صحيح؟"
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top