8
Start
" حسب ما شرحته لي سابقاً و ما قالته هي فيبدو أنها قطعت طريقاً طويلاً في رحلة علاجها لكن ما سيُسهل علينا الأمر أكثر هو معرفة سبب سوء حالتها في المقام الأول و سبب توقف علاجها عند هذه النقطة "
جونغ إن نبس بجدية و هو يطرق بقلمه فوق طاولة المكتب بينما ينظر إلى مينسوك المُقابل له
" مازالت الجلسة الأولى و الأمور كانت علي ما يُرام لذا لن ألجأ إلى العلاج بالأدوية في الوقت الحالي فكما قُلت...لقد قطعت طريقاً طويلاً في رحلة علاجها "
" ستذكر الماضي؟"
مينسوك سأله بلهفة يُقاطع حديثه فزم جونغ إن شفتيه
" ربما...يجب أن تقوم ببعض الفحوصات أولاً كي أتأكد من حالتها الجسدية و بعدها سوف أقرر كل شيئ...و سيكون أفضل إذا حاولت التواصل مع طبيبها السابق "
" حاولت من قبل لكن لا توجد فائدة "
دون الخوض في التفاصيل أبدي مينسوك الرفض حول هذا الأمر فمحاولاته لعامين قد فشلت و الجميع أنكر وجودها من قبل
و هذا لغز آخر لا يدري إن كان مُتعلقاً بماضيها أم لا
_________________
" أتمني لكِ التوفيق في يومكِ الأخير"
لوهان تمتم بإبتسامة لتضم سورين شفتيها بخجل و همهمت إليه فضحك هو علي الجانب الآخر من الهاتف
" ألن تقولي شيئاً ما؟"
"شيئاً مثل ماذا؟"
تحركت في مكانها بحرارة تصاعدت إلى وجهها فتنهد لوهان بعمق و صفع جبينه بعدم تصديق بينما يومئ إلي الطُلاب الذين يمرون من أمامه و ينحنون إليه بإحترام حيث كان يقف أمام باب مكتبه المُشترك مع زُملائه
" شيئاً مثل... شكراً لك بروفيسور، لا تنسى موعدنا اليوم بروفيسور؟"
"أهاا شُكراً لك بروفيسور"
قهقهت بإحراج فقلب لوهان عينيه و أكمل هو كأنها من تتحدث
"و لا تنسي موعدنا اليوم بروفيسور"
"بشأن ذلك..."
نبست بتوتر تحاول الرفض فقاطعها لوهان بتذمر
" لا سورين، أنا أنتظر هذا اليوم منذ فترة طويلة "
هذا كان مُبالغاً كونه لا يعرفها هي بنفسها منذ فترة طويلة، لكن سورين لم تعترض علي ما قاله
" أنا شخص ممل و ليس كما تتخيل لذا لا داعي لهذا الموعد"
" و أنا أيضاً ممل لذا لنتشارك الملل معاً بدلاً من البقاء وحدنا مع هذا الملل و يكفي قول هذه الكلمة أشعر بأن لساني التوي"
أخرج لوهان لسانه من فمه و أدخله عدة مرات بينما سورين علي الجانب الآخر من الهاتف ضحكت
" هذا موعد خاص بنا، تُريدين التعامل معه كموعد بين صديقين، أو كموعد مع رجل مُعجب بكِ أو أي شيئ تُريدين فلا بأس بذلك لكن ما يهم هو أنه موعد خاص بي و بكِ...لا تُحضري شخصاً آخر"
ضمت سورين شفتيها بخط مُستقيم و استغرقت وقتاً طويلاً في الإجابة ليتنهد لوهان بصوتٍ مسموع
" في هذا الوقت اهتمي بالإمتحان فقط ثم بموعدنا نُفكر بشأن هذا الموعد و الذي يليه، هيا إلي اللقاء "
قهقه بمزاح ثم أغلق الهاتف قبل أن تُجيبه سورين فتجعد أنفها بخجل و حركت رأسها في الأرجاء تحاول السيطرة على خجلها بفعل ذلك
__________________
منذ آخر مرة وطأت أقدام هايلي أعتاب الشركة قد مرت عدة أيام بالفعل، و ما يُغضب ييدام و العاملين بالشركة أنها لم تُكلف نفسها عناء الإتصال علي الأقل و إعلامهم عن انسحابها من العمل
ما فعلته كان مُهيناً و هذه نقطة لا اعتراض عليها
أغلق ييدام باب السيارة ما إن صعد إليها، و حين اعتدل بجلسته وجد الباب الآخر يُفتح و هايلي جلست على المقعد المجاور له دون استئذان فأغلق عينيه للحظات ثم أعاد فتحهما دون حديث من جانبه
"هيا أوصلني إلى منزلي"
أشعل محرك السيارة و بدأ بالقيادة و مازال يلتزم الصمت بينما هي اقتربت من جهاز الملاحة تضع موقع منزلها كي يقودها إليه
" لماذا لم تتصل بي؟ ألا يجب أن تعتذر مني و تُعيدني إلي العمل؟"
زفرت نهاية حديثها بصوتٍ مسموع بينما إحدي قدميها تهتز تُعبر عن غضبها لكن كما هو ييدام لم ينبس بحرف أو يرمقها بنظرة
" ذاك...أقصد يون سوك يقول أنني شخصية سيئة و مُدللة كما أنني انضممت إلي العمل بسبب أبي لكنك تعرف جيداً أن هذه ليست حقيقة فأنا قُبلت بهذا العمل لأنني بارعة بالتصميم و ليس بسبب أبي...الجميع وافقوه فيما قال كما أنهم يتنمرون عليّ و أنا لا أقبل ذلك"
ييدام تنهد ليتوقف بالسيارة أمام منزلها ثم نبس بهدوء و هو ينظر إلى ما ما خلف النافذة المجاورة له
" هيا اخرجي "
همهمت بعدم فهم ثم أمالت قليلاً كي ترى وجهه و حين لم تتمكن من ذلك أمسكت بذقنه تجعله يستدير نحوها
" أخرج؟ ألن تقل شيئاً؟ أُخبرك أن موظفيك قد تنمروا عليّ"
"و ماذا أفـ.. أفعل؟"
رفع كتفيه بتساؤل و نبرته الباردة لم تخلو من الغضب
" أي شيئ...علي الأقل قم بمواساتي"
"لا تعـ ـودي إلى الشركة مُجـ ـدداً"
التفت ينظر بعيداً عنها مرة أخرى فانعقد حاجبي هايلي
" لماذا؟ هم من... "
" هم مـ ـاذا هااا؟ "
قاطعها بإنفعال فشهقت بتفاجؤ لتعد بظهرها إلى الخلف حين التفت ينظر إليها بأعين غاضبة
" أتعرفين؟ يون سوك لم.. لم يقل شيئاً خاطـ ـئاً، أنتِ مُدللة و لا تليقـ ـين بمجال العمل"
شخر ساخراً و قلب عينيه لينقر جبينها بسبابته بينما يُكمل
" لا تظني نفسـ ـكِ شيئاً ما...شركتي كانـ... كانت ناجحة بدونك و ستظـ ـل كذلك"
"لماذا توبخني أنا؟ لست..."
"لأنكِ أهنـ ـتني "
صرخ يُقاطعها فارتفع حاجبيها بتفاجؤ تُشير إلى نفسها بتساؤل
" أنا؟ متي فعلت ذلك؟ لقد وفيت بوعدي، لم أسخر منك أو أُزعجك"
"لا تقتصر الإهانة عـ... علي هذا فقط...لقد تغيبـتي عن العمـ ـل دون إذن و.. الآن تُطالبـين بإعتـ ـذار؟! آنسة هايلي أنتِ مُدللة بالفـ ـعل و لا يُمكن الوثوق بكِ لكن..."
أغلق عينيه يحاول تمالك أعصابه في حين اغرورقت أعين الأخري بالدموع
" بالرغـ ـم من ذلك...اعتقدت أنكِ قد...قد تكوني محل ثقة و الآن أنـ ـا حقاً نادم عـ.. علي وثوقي بكِ "
" أنت لم تثق بي، لقد وافقت لأنني أستحق ذلك و هذا لصالحك "
مسحت علي عينيها بعشوائية تمحو دموعها التي بدأت تتهافت علي وجنتيها فهمهم ييدام و هو يومئ
"و إذا كُنتِ تثقـ ـين أنكِ جيدة إلي هذا الـ.. الحد فلماذا تأثرتي بحديث مين سوك و.. الآخرين ؟"
ابتلعت ريقها لتشيح بنظراتها بعيداً عنه بينما تضم شفتيها بعبوس
" لأنكِ لا تثقـ ـين بنفسكِ كما تدّعين...أنتِ تثقين أنكِ بدون وا.. والدكِ لا شيئ..."
"أنا أثق بنفسي "
هسهست من بين أسنانها ثم استنشقت ماء أنفها فنفي ييدام برأسه
" لا...إذا كُنت تثقين بنفسـ ـكِ لقررتي إثبات ذ... ذلك و ليس الفـ ـرار و الإختباء خلف والدكِ "
" لا، أنا... "
استقامت بجذعها بإندفاع تحاول التبرير لنفسها فقاطعها ييدام مرة أخرى و هو يعتدل بجلسته
" لقد منحتكِ فُرصـ ـة بالفعل...و أنتِ خسـرتـ ـها"
نقر بأنامله فوق المقود ينتظر خروجها، و حين لم تفعل ذلك أمال نحوها يفتح الباب المجاور لها ثم ابتعد بينما يُشير لها بالخروج
فرّقت بين شفتيها و ضمتهما سريعاً حين لم تجد ما تقوله، و بغضب خرجت من سيارته لتصفع الباب بقوة فحرك ييدام عينيه معها إلي أن دخلت من بوابة المنزل
بمجرد أن تأكد من دخولها تنهد بعمق ثم تحرك بسيارته يقودها إلى حيث منزله
________________
طرقت ماريا علي باب غُرفة سورين لتدخل دون إذن من الأخري التي بدت شاردة و هي تنظر إلي ثيابها المُلقاة فوق السرير بإهمال
زفرت ماريا بعمق و ربتت على صدرها كي تهدأ قبل دخولها لتُغلق الباب خلفها و تقدمت من سورين حتي وقفت بجانبها
" هل هو زميلكِ بالجامعة؟"
جفلت سورين و رمشت بضعة مرات بعدم فهم قبل أن تلتفت برأسها نحو والدتها
" ماذا تقصدين؟"
" لا تخرجين سوي مع هارين و لم تهتمي يوماً بم قد ترتديه علي عكس اليوم...هل هذا موعد؟"
أمالت برأسها بتساؤل فاتسعت أعين سورين بخجل و أشاحت بنظراتها عن ماريا بينما تُتمتم
"لا أعلم عن ماذا تتحدثين؟"
ضمت ماريا شفتيها بتوتر بينما تنظر إلي ثياب سورين فلا تدري إن كانت ستتقبل الأخري تدخلها أم لا
" لسنا حبيبين "
بعد فترة من الصمت همست سورين بخجل و عينيها لا تزال تتجاهل النظر نحو ماريا فاتسعت أعين الأخيرة و سرعان ما ابتسمت
" إنه مجرد صديق "
" هذا يعني أنكِ لا تُريدين أن ترتدي ثياباً مُبالغاً بها"
همهمت ماريا بتفكير لتنظر إليها سورين ثم زمت شفتيها و هي تومئ بتردد
" الأمر ليس بهذه الصعوبة.."
تمتمت و انحنت تبحث بين ثياب سورين ثم قهقهت
" جميع ثيابكِ تقريباً تتناسب مع هذا الموعد فلم التردد؟ "
" هذا ليس موعداً "
اتسعت أعين سورين تنفي ذلك سريعاً فضحكت ماريا
" أقصد موعدكِ مع صديقكِ"
تحمحمت سورين فأعادت ماريا نظراتها إلى الثياب بإبتسامة واسعة
" هذا سيفي بالغرض"
سحبت بنطالاً أسود اللون تضعه جانباً، وضعت فوقه بلوزة ذات لون رمادي فاتح مع خطوط سوداء رفيعة، وأخيراً فوقهما جاكيت من الجينز الأسود
" انتظريني لحظة"
ركضت ماريا نحو غرفتها بحماس و عادت بعد قليل تضع حلقاً أسود اللون بشكل فراشة صغيرة فوق الطاولة
" سيكون جيداً مع معطفكِ، و لن يكن مبالغاً به كما أنه سيكون مُريحاً"
زمت سورين شفتيها بتفكير ثم حوّلت أنظارها إلي ماريا تبتسم بتوتر تهمس
" هذا جيد"
همهمت ماريا لتنسحب إلي خارج الغُرفة و بعمق زفرت ثم توجهت إلي غُرفة المعيشة تنتظر سورين حتي انتهت
" هل أترك شعري هكذا؟ "
رفعت ماريا عينيها تنظر إلى سورين التي وقفت أمامها تتساءل بخجل فتقدمت منها و أمسكت بشعرها الذي تجمعه علي جانب واحد لتجعله مُنسدلاً خلف ظهرها
" هكذا أفضل"
تمتمت بإبتسامة تُعيد خُصلاتها خلف أذنها و علي حين غُرة قامت بتقبيل وجنة سورين مما جعل من أعين الأخري تتسع
ابتعدت عنها ماريا و قهقهت بتوتر واضح ثم همست
"لا تقفي هكذا قد تتأخري"
ارتفع حاجبي سورين بهمهمة مُتسائلة بينما تنظر إلي ماريا بصمت لا تدري أتُغادر أم تقوم بتقبيلها هي الأخري
لكن هذا الصمت المُحرج و الموتر لهما انتهي حين فُتح باب المنزل ليدخل سيهون الذي يحمل جو هون، و خلفهما كان يسير ييدام بخطوات بطيئة بدا عليها الإرهاق
" إلي أين ستذهبين؟"
سيهون سأل بإستغراب حين رؤيته سورين مُستعدة للخروج فاختنقت الأخري بكلماتها لتحتضنها ماريا بجانبية قائلة
"تمتلك موعداً مع صديق لها"
"صديق؟ أي رجل؟"
أنزل سيهون الصغير من بين ذراعيه ليلتصق جو هون بييدام الذي ابتسم و بعثر شعره بلطف بينما يُعطي انتباهه لحديث والديه
" مهلاً؟ هل سورين تواعد شخصاً ما؟"
"لا أبي، هذا مجرد صديق و إن كنت لا توافق فلن أخرج"
سورين كادت تبكي من الخجل بينما ابتعدت عن ماريا تحاول خلع معطفها تنفيذاً لما تقوله فاتسعت أعين ماريا و أحاطت جسدها بذراعيها تمنعها عن ذلك
"ماذا تفعلين؟ لماذا سيرفض أن تخرجي مع أصدقائك؟ سيهون، هل ترفض ذلك؟ "
التفتت نحو سيهون ترمقه بحدة فتجعد أنفه بإنزعاج و حك مؤخرة رأسه
"أنا فقط أسأل فهي فتاة جميلة و إن كانت ستذهب مع رجل غريب بالتأكيد سأشعر بالقلق فماذا لو..."
"لا يوجد ماذا لو أو غيره، من قد يجرؤ علي إزعاج ابنتي؟ أقسم أي سافل يُريد إزعاج ابنتي فسيخسر رجولته قبل أن يُفكر في... "
سيهون قاطع حديث ماريا المُنفعل حين أحاطها بذراع واضعاً كفه الأخري على فمها و قهقه بتوتر
" حسناً سورين حظاً موفقاً بموعدكِ و لتكوني علي إتصال معنا "
أومأت إليه سورين بقهقهة مكتومة بينما الأبناء الثلاثة راقبوا سيهون و هو يجر ماريا معه نحو الداخل يحاول بذلك منعها عن التفوه بالمزيد من الألفاظ البذيئة
"لا تُكرروا ما تقوله أمي من أمور سيئة"
جو هون أشار إليهما بتحذير بينما يعقد حاجبيه يحاول تقليد سيهون ثم ركض يلحق بوالديه
" خذي هـ هذا"
ييدام اقترب خطوة من سورين يضع قلماً بيدها فرفعت حاجبيها بعدم فهم و هي تتبادل النظرات بينه و بين القلم
" إذا حاول إزعـ ـاجكِ فلتستخدميه كي... كي تحمي نفسكِ"
نبس بجدية لتضحك سورين و هي تومئ إليه ثم اقتربت منه تُقبّل وجنته قبل مُغادرتها
(إذا عرض عليكِ الزواج وافقي بدون تفكير)
قلبت سورين عينيها بعد قراءتها تلك الرسالة التي وصلتها من هارين و بخجل تمتمت
" لماذا يُبالغ الجميع؟ "
هزت رأسها إلى الجانبين لتصعد إلي سيارتها تقود إلي حيث من المفترض أن تلتقي مع لوهان
و الأخير كان قد وصل بوقت مُبكر عنها يقف بجوار باب ذاك المطعم الذي التقوا فيه أول مرة حين كان مع فريقه
" مساء الخير آنستي الجميلة"
هتف بدرامية و هو يتقدم منها ليُمسك بكفها ثم انحني قليلاً كي يقوم بتقبيله بنُبل لكن سورين جذبت يدها بسرعة و ابتعدت عنه بخجل
" أعتقد أنني جائعة"
" طالما أنكِ لستِ مُتأكدة من ذلك فلتتركيني أُغازلكِ قليلاً"
رمشت بضعة مرات و هي تشيح بنظراتها بعيداً عنه فقهقه لوهان بصوتٍ مكتوم ثم نكز إحدي وجنتيها بسبابته هامساً
" أمزح فقط"
تحمحمت سورين و سبقته إلى الداخل تتهرب منه فتنهد لوهان بعمق ثم ربت علي يسار صدره قبل أن يلحق بها
و علي العشاء كانت سورين هادئة كما توقع لوهان، لذا كانت فُرصته كي يتأملها مُدركاً أن ما بداخله ليس مجرد فضول أو شيئ مؤقت
بها شيئاً مُميزاً لا يُمكنه تحديده لكنه واعٍ لوجوده
مرفق لوهان حط فوق الطاولة و أمال بوجنته فوق كفه يُراقب سورين التي تتحرك في مكانها بعدم راحة، و وجهها أصبح وردياً بالكامل و كأنها تختنق فربما انشغالهما بالطعام منذ قليل كان يُخفف الإحراج عنها
" أعتقد أن الموعد انتهى، يجب أن أرحل"
لوهان لم يعي علي نفسه حين وقفت الأخري من مكانها تنوي الرحيل فوقف من مكانه يتلفت حول نفسه بضياع بينما يبحث عن النادل كي يدفع الحساب
خرج من المطعم يلحق بتلك التي صعدت إلى سيارتها
"إلهي، ألهمني الصبر"
صاح بإنفعال و هو يتقدم منها فاتسعت أعين سورين بينما تحاول فتح المُحرك كي تهرب بسرعة إلا أن لوهان قد فتح الباب المُجاور لها يُكمل بنفس النبرة
"هل أمتلك موعداً مع سندريلا؟ لم تهربين فجأة؟ أنتِ حتي لم تتركي حذائك خلفكِ"
أمسك بيدها يُخرجها من السيارة ثم تخصر يلتقط أنفاسه بوتيرة سريعة
"لم تهربين؟"
" لم.. أكن أهرب"
هزت رأسها إلى الجانبين تنفي التُهمة عنها فعض لوهان علي شفته السُفلي بقهقهة مصدومة
" سأفقد عقلي "
ابتلعت سورين ريقها لتُشابك كفيها معاً و أخفضت رأسها تنظر إليهما بعبوس
"الموعد انتهى لذا ظننت أنـ..."
"لا تظني مرة أخرى، الموعد لم يبدأ بعد...لقد تناولنا الطعام فقط و هذا ليس ضمن الموعد"
"هذا موعد بين صديقين!"
سورين همست بحذر لتنكمش علي نفسها بفزع حين رفع لوهان كفيه في الهواء و هو يصرخ بعدم تصديق
" أنتِ و البروفيسور خاصتكِ ستقضيان عليّ "
زمت سورين شفتيها و أخفضت رأسها أكثر تحاول كبح ضحكتها حتى تسربت منها قهقهات خافتة جعلت من ملامح الآخر تلين
" هل يُعجبكِ أنكِ تُفقدينني صوابي؟"
ضمت قبضتها أمام شفتيها و هي ترفع عينيها نحوه ليزفر لوهان بعمق
" هيا بنا صديقتي لنبدأ موعدنا "
لوهان تحرك جانباً يسمح لها بالمرور أولاً فاستقام ظهر سورين تزامناً مع ارتفاع حاجبيها
" لقد تناولنا الطعام و هذا كافي ، شكراً لك بروفيسور "
انحنت إليه بإحترام و التفتت كي تصعد إلي سيارتها لكن لوهان جذبها من ياقتها كي تعود إلى بُقعتها السابقة أمامه ثم هسهس بإبتسامة مُزيفة
" لا أريد أن أبدو كشخص منحرف منذ البداية لكن إن لم تتوقفي عن التهرب مني سأحملك بنفسي "
جفلت سورين مما قاله فابتسم لوهان بإتساع
"النساء أولاً"
"لكن السيارة"
تمتمت بتوتر ليرمقها لوهان بفراغ مما جعلها تسير مُبتعدة عن السيارة فضم هو شفتيه بصراخ مكتوم بينما يجذب قلنسوة معطفه فوق رأسه و حتى أخفي وجهه خلفها يشعر أنه سيفقد عقله بصدق
سورين التعامل معها لم يكن صعباً بسبب خجلها بقدر ما هو صعب بسبب لطافتها في أعينه
_________________
علي الأرضية أمام خزانة ثيابها جلست آيونغ تحتضن دُميتها إلي صدرها
تلك الدُمية التي لا تذكر كيف حصلت عليها لكنها تشعر بالأمان و الراحة حين تحتضنها
دُميتها التي تظهر في أحلامها كشيئ ثمين اعتادت علي وجوده كما ذاك الشخص
الشخص مجهول الهوية الذي لم يعد كذلك
لكن السؤال الأهم الذي يدور برأسها...هل مينسوك يعرفها من قبل أم أن عقلها الباطن تأثر برؤيته لذا تواجد وجهه و اسمه بدلاً من ذاك المجهول؟
هذه الكوابيس المُزعجة كانت ذكرياتها التي ترغب بالتحرر كما أخبرها الطبيب أم هي مجرد كوابيس عادية لكن كثيرة التردد علي نومها؟!
استدارت سريعاً تخفى الدُمية بين ثيابها حين فُتح الباب بواسطة زوجها لينعقد حاجبي الآخر
"لم تجلسين هناك؟"
تساءل بإستغراب فوقفت آيونغ من مكانها و ابتسمت بزيف بينما تستند بكفها علي الخزانة
" شعرت بالدوار قليلاً"
همهم يومئ بتفهم و اقترب هو الآخر من خزانة ثيابه ليُخرج بعض الملابس من أجله بينما أعين آيونغ تُراقبه
" لماذا لا نخرج في موعد؟"
سألته بشرود فالتفت يرمقها بنظرة سريعة ثم أعاد عينيه إلى ما يفعله
" مؤخراً تخرجين كثيراً مع والدي، كما أننا سنذهب في عطلة عائلية قريباً، أليس كافياً؟"
قهقه نهاية حديثه ليُغلق الخزانة ثم اقترب منها قليلاً يعبث بخصلات شعرها
" ثم أننا زوجين فما الداعي لهذه الأمور بيننا؟"
"لم تزوجت بي؟"
دفعت يده بلطف كي تبتعد عن شعرها فابتسم
" لأنني أحبكِ بالطبع "
اقترب منها بقصد تقبيلها فأشاحت بوجهها جانباً تمنعه عن ذلك
"لا تذكر أنني زوجتك و أنك تُحبني سوي بهذه الأمور"
تمتمت بإبتسامة مكسورة ثم تحركت بقصد الإبتعاد عنه لولا أنها لمحت علامة قريبة من عُنقه فاقتربت منه سريعاً تحاول إزاحة قميصه عن كتفه
" ما هذا؟"
أمسك يدها بقوة يُبعدها عن قميصه بينما عروق عنقه قد برزت حين انقبض جسده بألم
" هل تشاجرت مع أحد ما؟ "
" لا شأن لكِ بهذا"
نثر يدها بعنف ليسير نحو الباب كي يخرج فلحقت به آيونغ و قبل دخوله الحمام هي جذبته من ذراعه تحاول رؤية ما حدث لكتفه
" أريني هيون، إنها تبدو سيئة"
"أخبرتك أن تبتعدي"
دفعها عنه بقوة حتي وقعت أرضاً فتأوهت عاقدة حاجبيها بألم بسبب ارتطام ظهرها بالحائط
" هذا لا شيئ، حسناً؟"
أشار إليها بعدم اهتمام قاصداً كتفه فرفعت عينيها الدامعتين تنظر إليه بعبوس
زفر هيون بحنق و استدار كي يدخل الحمام لكنه توقف لوهلة حين رؤيته والده يقف على بُعد خطوات منه و ينظر إليه بملامح تُبدي عدم رضاه عن أفعاله لكنه لم يهتم كثيراً بهذا الشأن
_________________
كالسمكة التي خرجت من الماء تواً لوهان كان يتحرك أمام السور المُطل علي النهر أسفله ، تارة يستند بكفيه علي السور و تارة أخري يستند عليه بظهره في حين ادّعت سورين عدم مُلاحظتها لحماس لوهان
إذا قارنته مع البروفيسور مينسوك المُتعقل فهذا يبدو كإبنه الصغير و الأحمق الذي لم يرث عنه شيئاً
" هل أنت و البروفيسور مينسوك بنفس العمر ؟"
سورين سألته بإهتمام فاتسعت أعين لوهان بصدمة كونها من بدأت الحديث و التفت إليها بحركة سريعة جعلتها تشهق بخفوت
"تهتمين لفرق العمر بيني و بينكِ أوووه"
أصدر صوتاً مُعجباً فجعدت سورين أنفها بخجل كونها لم تقصد ذلك لكن لوهان سبق تبريرها بقهقهة خافتة يقول
" كان صديق أختي الكُبري فهي درست في كوريا لعدة سنوات لكن حين وفاة والدي هي عادت إلي الصين كي تعتني بي، و لاحقاً أنا من تركتها و أتيت من أجل العمل هنا"
"تركتها وحدها؟"
لوهان ابتسم كونها تتجاوب معه ليُجيبها بهدوء
" لقد تزوجت لذا لم أخشي تركها فهي ليست وحيدة بعد الآن "
أمال برأسه قليلاً نحو سورين ينظر إليها عن قُرب يجعل من قلبها يخفق بوتيرة سريعة ثم أكمل بإبتسامته التي لم تُغادر شفتيه
" تُشبهكِ قليلاً في الشخصية لكنها لا تخجل بقدرك فبإمكانها التعبير عما تشعر به"
همهم بتفكير و استقام بوقفته
" كما أنها ليست بنفس لطافتكِ حين تخجلين"
ضمت سورين شفتيها بإبتسامة و استدارت تنظر إلى الجانب الآخر فتنهد بصوتٍ مسموع
" أُغازلكِ علي حساب أختي فهلا تكرمتي و منحتني و لو إبتسامة "
استنشقت سورين ماء أنفها بخجل و أعادت وجهها نحوه تطرح سؤالاً آخر تُغير الموضوع بواسطته
" هل تمتلك أطفالاً؟ "
همهم لوهان بتفكير و استدار يُعطي ظهره إلى السور بينما يعقد ذراعيه إلى صدره
" لقد مرت سنوات على زواجها لكن طوال تلك السنوات كانوا يعتقدون أن زوجها عقيم حتي اكتشفت مؤخراً أنها حامل...لقد كانت سعيدة للغاية و هذا يجعلني مُتحمساً"
تنهد و ابتسامته بدأت تتلاشى تدريجياً
" لكنني قلق فنحن لم نتواصل منذ فترة، كذلك زوجها لا يتحدث معي...تحدثت مع عمي عدة مرات و هو أخبرني أنها بخير لكن لا أعلم "
رفع كتفيه نهاية حديثه لتنظر إليه سورين...لوهان بدا قلقاً و حزيناً بالفعل مع ذكر أمر أخته لكنه سرعان ما ابتسم يطرد الأفكار السلبية بعيداً عنه و أعاد نظراته نحوها فأبعدت عينيها عنه سريعاً
" إذاً... هل تمتلكين أخوة؟ "
أومأت سورين بإبتسامة مُتسعة لتنظر نحو السماء بينما تُجيبه
" أمتلك اثنين...ييدام هو الأكبر بيننا، و جي هون الصغير إنه يبلغ من العُمر ستة أعوام تقريباً "
انقبض قلب لوهان يذكر طفلاً آخر و ابتسم بإنكسار
"بنفس عُمر مينو"
همهمت سورين بتساؤل فابتسم بزيف يهز رأسه إلى الجانبين بمعني لا شيئ
" هل تسيرين بالقلم و الدفتر في كل مكان؟ "
لوهان قهقه بمزاح حين لمح القلم مُعلق بجيب معطف سورين فجذبت القلم تنظر إليه ثم ضحكت بخفوت
" أخي ييدام أعطاه لي في حالة قمت بمُضايقتي سوف أستخدمه كسلاح"
"هذا عنيف"
لوهان احتضن جسده بخوف مُزيف فأومأت سورين بإبتسامة
" الجميع كان يتصرف بمُبالغة حين عرفوا أنني سأخرج مع رجل"
"مُحقين بذلك"
رفع كتفيه ببساطة لتنظر إليه سورين
"إن كنت أمتلك في حياتي فتاة لطيفة مثلكِ فيجب أن أخشى عليها من نفسي حتى "
" لا تتحدث هكذا"
تمتمت بخجل و التفتت تُعطيه ظهرها ليصفع لوهان جبينه بيأس
" لا تُعطيني ظهركِ جميلتي فقلبي ينفطر لهذا الفعل "
بصوتٍ عالٍ و مزعج هتف لوهان و كأنه يُغني فالتفتت إليه سورين بأعين مُتسعة
" توقف عن هذا بروفيسور تبدو كالأحمق و قد يظنك الآخرين مجنوناً "
توقف عن الغناء يرمش كما تفعل هي الأخري حتي استوعبت ما قالته فانحنت إليه بإعتذار
" آسـ.. آسفة بروفيسور لم أقصد.. أنا حقاً آسفة "
"لا، لا...يُمكنكِ توبيخي أكثر"
نفي برأسه و ابتسم بإتساع نهاية حديثه فمسحت سورين علي طرف أنفها بسبابتها بإحراج
" هذا يجعلك غريب الأطوار"
"لا مهلاً...أنا لا أحب التوبيخ لكن...أعني فلتقومي بتوبيخي لنحذف الرسميات بيننا ثم لنتشاجر لاحقاً بسبب توبيخكِ لي"
رمقته سورين بإبتسامة مصدومة فأغلق لوهان عينيه بينما يضم شفتيه عدة لحظات ثم تنفس بعمق و أعاد فتح عينيه
"فلتنسي ما قُلته "
ضحكت سورين و التفتت تنظر أمامها بينما تضع كفيها بجيوب معطفها ففعل لوهان المثل، و بين الفينة و الأخري يسترق نظرة نحوها بإبتسامة بسيطة تعلو شفتيه
" هل يُمكننا الخروج معاً مرة أخرى الأسبوع القادم ؟"
لوهان سألها حين اقتربا من سيارتها فتوقفت سورين عن السير لتنظر إليه
" أحاول استغلال الفرصة قبل ذهابي إلي الصين"
"هل ستذهب إلى الصين؟"
همهم يومئ إليها
" يجب أن أذهب للإطمئنان علي أختي، و كذلك عمي يُريد رؤيتي لذا سأذهب و لكن أولاً أريد إنهاء بعض الأمور هنا"
غمزها نهاية حديثه فرمشت و هي تُبعد عينيها عنه
" ليس هناك داعٍ لخروجنا معاً مرة أخرى "
" سورين لا تُفسدي فُرصتي في الإقتراب منكِ فأنا هنا أحاول إثارة إعجابك قبل ذهابي إلي الصين فلا أريد أن يستغل شخصاً ما غيابي و يسرقكِ مني "
اتسعت عينيها بخفة لتنظر إليه فرفع كتفيه
" أنا حقاً مُعجب بكِ"
ابتلعت سورين ريقها و بخطوات واسعة سارت نحو سيارتها فقلب عينيه و هو يلحق بها حتي أمسك بيدها و جذبها نحوه
" لا أنتظر منكِ رداً و لستِ مُضطرة إلي مُبادلتي نفس المشاعر علي الرغم من أنني أتمني أن يحدث هذا لكنني سأنتظر بأن يحدث بموافقتك و ليس بضغط مني... و خروجنا معاً مرة أخرى لا يعني بالضرورة أنكِ معجبة بي، لنقل حينها أننا صديقين أحدهما يمتلك إعجاباً من طرف واحد"
" تُصبح علي خير بروفيسور "
همست بخفوت لتسحب يدها من خاصته ثم صعدت إلى السيارة و غادرت دون إضافة حديث آخر
" إذاً لأبدأ التخطيط من أجل موعدنا القادم "
تمتم بإبتسامة و كأنه لم يتلقي الرفض للتو ثم سار في طريقه إلي المنزل
________________
Flash back
" هيا، افتح فمك "
آيونغ همست بلطف و هي تُساعد مينسوك في تناول حسائه بينما الآخر كان يستجيب لها أكثر من البقية
آيونغ بالنسبة إلي الآخرين بدت شخصية طفولية علي عكس مينسوك الذي أشعرته و كأنها والدته بسبب تصرفاتها التي توحي بذلك
كانت إمرأة رقيقة و لطيفة بنظره على الرغم من أسلوب حديثها الذي يبدو طفولياً أحياناً
"أوقعت القليل هنا"
قهقهت بخفة لتمسح أسفل شفتيه حيث وقع الحساء ثم استرقت نظرة نحو أعين مينسوك الذي لا يُخفض ناظريه عنها و ابتسمت
" يكفي"
همس لها فهزت رأسها ترفض ذلك
"أنهى الحساء كله كي تُصبح بخير"
أشارت نحو ذراعه و قدمه المكسورتين نهاية حديثها، و دون جدال فرّق بين شفتيه يستقبل المزيد من الحساء بينما المُمرضة تقف بالخلف تُراقب الطريق بتوتر خشية أن يكتشف أحداً وجود آيونغ بغرفة أخري غير خاصتها
" توتي اهتمي بمينسوك هممم؟ "
ربتت على رأس دُميتها و انحنت تُقبل رأسها ثم قبّلت رأس مينسوك لتسحب الغطاء تضعه فوقه قبل مُغادرتها نحو غُرفتها
آيونغ رغم مرور أسابيع طويلة بدون نوم مُريح و بدون توتي حارسها الخاص إلا أنها لم تتذمر أو تعترض على ذلك بل علي العكس كانت فخورة بما تفعله هي و توتي
كلاهما جعل مينسوك بخير فهو لم يعد يصرخ و يبكي مثل السابق
ابتسمت تحتضن كفيها إلى صدرها و أغلقت عينيها تحاول النوم، لكن هذه الليلة كانت مُختلفة قليلاً فهناك مريض حاول قتل نفسه لذا الصراخ و الفوضي بهذا الدور كان مُخيفاً بالنسبة لها
تنفسها اضطرب و هي تحاول الوصول إلى باب غُرفة مينسوك حيث الشخصين الوحيدين اللذان تعرفهما بهذه المشفى بعد مُمرضتها...توتي و مينسوك
رمقت توتي بأعين لامعة، تُريد اصطحاب الدُمية معها لكنها خشيت أن يتسبب هذا في حزن مينسوك لذا هي لم تأخذها
تقدمت لتجلس علي طرف السرير تنظر إلى توتي تارة و تارة أخري تنظر إلى مينسوك ثم عضت علي شفتيها بعبوس حين شعرت بالأصوات في الخارج تُصبح أعلي
"مينسوك"
همست بصوتٍ باكٍ بينما تنكز صدره و عبوسها كان يُصبح أسوأ كلما نادته و لم تحصل علي رد في المقابل
"مينسوك"
استنشقت ماء أنفها لتمسح علي وجهها بعشوائية حين فرّق الآخر بين جفونه ينظر إليها بأعين ناعسة و حاجبين انعقدا بخفة
"أنا خائفة"
تمتمت بصوتٍ مُختنق لتضيق عُقدة حاجبيه بينما ينظر إليها بصمت
و بعد ثوانٍ طويلة تحرك مينسوك بحذر ثم جذب توتي يضعها فوق صدره ليُربت بيده السليمة على الجانب الفارغ من السرير
اتسعت أعين آيونغ بخفة حين فهمت دعوته، و بسرعة صعدت فوق السرير تنام بجانبه لتدفن وجهها بجانب صدره
أعين مينسوك ظلت عالقة علي السقف لوقت طويل بسبب النوم الذي غادره، و علي النقيض آيونغ لم تستغرق لحظات حتي غرقت بالنوم و كفها تتشبث بقميص المشفى الخاص به
ربما في تلك الليلة كانت إحدي المرات التي دق بها قلب مينسوك بمشاعر حب نحو هذه المرأة بجانبه لكنها كذلك كانت بداية تخطيط شخص آخر
ذاك الشخص الذي قرر زيارة مينسوك صباح اليوم التالي و رآهما بتلك الوضعية...و هيون ظن نفسه محظوظاً كونه الوحيد الذي شهد على ما يحدث الآن
End flash back
______________________
"طفلي الثمين و الذي ربيته بشكل جيد ليكون رجلاً ناجحاً و وسيماً، و رائعاً، ليس زير نساء كشخص أعرفه"
يون سوك قلب عينيه بسبب حديث والده الذي وجهه إلي ييدام
يون سوك كان عقاب بيكهيون...كل ما فعله في والدته سابقاً يرده له يون سوك أضعافاً مُضاعفة
"هل و أخيراً قررت ترك سيهون و الإنتقال لتعيش معي؟ "
بيكهيون احتضن جسد ييدام من الجانب فضحك المقصود بينما هيبا تقدمت من ييدام تُخلصه من ذراعي زوجها و احتضنته هي
" أنت بخير عزيزي؟"
"بخير"
ييدام أجابها بإبتسامة و قبّل جبينها فالتصق به بيكهيون مُجدداً ليزفر يون سوك و اقترب منهما يجذب ييدام من ذراعه قائلاً
"لقد أتى من أجلي لذا توقفا"
جر ييدام خلفه نحو غُرفته و المقصود انحني اليهما بإحراج فتكتف بيكهيون
" كيف ربيتي هذا الوقح؟ "
هيبا التفتت تنظر إليه ثم تنهدت
" أنا أيضاً لا أعرف كيف أصبح نسخة طبق الأصل من وقح آخر كنت أعرفه"
هزت رأسها إلى الجانبين لينظر إليها بيكهيون بأعين ضاقت بشك
"من تقصدين؟"
"لا، ليس أنت بالطبع"
نفت ببراءة مُزيفة ثم أشارت إليه
"ساعدني بتحضير الغداء كي ينضم إلينا ييدام أيضاً"
سارت نحو المطبخ تسبقه فلحق بها بينما كتفيه قد ترهلا فها هو سيعمل بيوم عُطلته
"هممم، ما الأمر الذي أردت أن تتحدث معي بشأنه؟"
يون سوك سأل و هو يتكئ بمؤخرته ضد مكتبه بينما ييدام جلس على طرف السرير يُقابله
" بشأن ما قُلتـ ـه إلي هايلي "
" اااه تلك المُدللة هل اشتكتني إليك؟"
قهقه ساخراً ليضم ييدام شفتيه
"إنها طفلة، كما أنها مُدللة و مُزعجة تظن نفسها أفضل من الجميع... و أنت، لماذا وضعتني معها بنفس المشروع؟ أشكر الإله أنها غادرت من نفسها فلن أطيق العمل معها "
تنهد براحة نهاية حديثه فتنهد ييدام
" أنت مُحق لكـ.. لكن لا تمتلك الحق في إزعـ ـاج زميلتك بالعمل، ما فعلته كان خاطـ ـئاً و يجب أن تعتذر عـ... عنه "
" ييدام رجاءً لا..."
"رجاءً أنت يون.. سوك،لا أُريد أن أتعامل مع شخـ ـص بطريقة مُختلفة عن.. عن الآخرين ،و إذا كان لدي موظفـاً سيئاً فأنا وحـ... وحدي من أمتلك الحق في مُعاقبتـ ـه "
عكر يون سوك بين حاجبيه بإنزعاج يُفكر فيما قاله الآخر
" لن تُخبر أبي أنني تسببت بمشكلة في العمل صحيح؟ "
ضحك ييدام ليومئ إليه
" لن أُخبـ ـره و لكن توقف عن مُغازلة الموظفـ ـات "
_________________
( أراكِ منذ البارحة تحاولين كتابة شيئ ما لكن لم تفعلي حتي الآن لذا أخبريني بما تُفكرين فيه دون خجل)
ومضت سورين حين قرأت رسالة لوهان، و قد شعرت بالتوتر كونها فُضحت أمامه
هذا مُحرج لكنها مازالت لا تعرف كيف تُخبره بما يدور في خاطرها فماذا لو بدت حمقاء بنظره؟
أو ماذا سيكون رد فعلها إذا سخر منها؟!
( سورين أخبريني بما تُفكرين فيه في رسالة و إذا أردتي أن أنسى بعدها فأعدك أنني سأتصرف و كأنني لم أرى شيئاً)
تنهدت بعمق و اعتدلت بجلستها بينما تكتب له رسالة بالأمور التي تُفكر فيها منذ موعدهما
لكن ذلك استغرق منها وقتاً طويلاً، و لوهان لم يشعر بالملل من انتظارها لكنه كان قلقاً نوعاً ما
و بالنهاية وصلته رسالة قصيرة
( لقد واعدت مرتين من قبل)
لوهان لمح تلك الرسالة من أعلى الشاشة لكن حين فتح المُحادثة لم تظهر له سوى بضعة رسائل قديمة و بالنهاية جُملة
(تم حذف هذه الرسالة)
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top