24
Start
لقاء كيونغسو و ماريا بعد تلك الأعوام الطويلة لم يكن موتراً لأي منهما
كان لقاءً سعيداً بين صديقين مُقربين...هذا ما بدا عليه الأمر إلا أن سيهون لم يكن سعيداً به
ليس فقط لغيرته على زوجته و إنما لأنه كره كيونغسو كونه كان شخصاً مثالياً كما تحدثت عنه ماريا من قبل
كان هادئاً و بسيطاً كما أن ملامحه الوسيمة و الجذابة تلك سيهون كرهها حين وقعت عينيه عليها الآن
فما به هذا يبدو صغيراً و قد اقترب من الستون عاماً إن لم يكن تخطاها؟
ضم قبضتيه بغضب مكتوم حين اقتربت زوجته من ذاك الوسيم تحتضنه كترحيب به ثم تقدم منهما بخطوات واسعة ليضع بيكهيون يده على قلبه بدرامية هامساً
"أرغب بالفرار"
"سيهون سيتصرف بنضج بالتأكيد"
بعدم ثقة هيبا همست إلى زوجها في المُقابل ثم التفتت تنظر إليه بتوتر لكن كلاهما لم يكن يتخيل ما قد تكون عليه ردة فعل سيهون
الأخير يتحول لشخص آخر ما إن يُذكر اسم كيونغسو، و الآن كيونغسو بنفسه يقف أمامه
" لم أتوقع رؤيتك هنا"
ماريا تنهدت بعمق و ابتسامتها الواسعة تُبدي سعادتها برؤية كيونغسو فابتسم هو الآخر ليضع كفه خلف ظهر سويون تزامناً مع وقوف سيهون بجانب ماريا
" هذه سويون زوجتي"
حرّكت ماريا عينيها نحو المقصودة تتفحصها من الأعلى إلى الأسفل ثم أومأت بفخر
" هذه امرأة تليق بكيونغسو"
همهمت سويون بعدم فهم فضحك كيونغسو يهز رأسه إلى الجانبين و تحدث موضحاً
" تقصد أنكِ لطيفة"
أومأت سويون بتفهم ثم قهقهت لتُصافح ماريا فضغط سيهون على أسنانه بغضب مكتوم ليحتضن خصر ماريا بتملك
" السيد أوه"
كيونغسو نبس بهدوء و مد يده نحو المقصود فأومأ سيهون برأسه و هو يُصافحه في المُقابل لكنه لم يُبدّل من ملامحه المُمتعضة
" لا يبدو أنك تفاجأت برؤية ماريا هنا"
كانت تلك إحدى الأمور التي لاحظها سيهون و أزعجته، و كأن عدوه هذا قد أتى و هو مُدرك لأنه سيري ماريا هنا، و كيونغسو همهم بالإيجاب
" أنا من دفعت هايلي ابنتي لكي تتقدم للعمل بشركة بانغ لذا أعرف أنكما والدي مُديرها و بالطبع توقعت مُقابلتكما هنا...كما أن سويون كانت متشوقة للقاء ماريا"
حرّك عينيه نهاية حديثه نحو ماريا التي ارتفع حاجبيها بتفاجؤ
" لن تقتلينني صحيح؟"
ضيّقت عينيها تتساءل بمزاح فضحكت سويون تهز رأسها إلى الجانبين
" كيونغسو أخبرني من قبل عن شخصيتكِ لذا كنت فضولية لأراكِ كيف تبدين على الواقع "
" بصدقٍ لقد أعجبتني... أحسنت الإختيار"
ماريا ربتت على كتف كيونغسو تثني عليه كأنها والدته فقهقه بصوتٍ مكتوم بينما سيهون ارتفع طرف شفتيه بإنزعاج و هو يرمقها بعدم تصديق
" اعتني بكيونغسو "
ضم سيهون شفتيه حين تركته ماريا وحده مع الرجل الذي كرهه بينما هي جرّت سويون معها حيث تركت هيبا و كاثرين مع بيكهيون
"سأذهب قبل أن يقتل الرجل"
بيكهيون نبس بتسرع و سار بخطوات واسعة نحو سيهون الغاضب، و ذاك الرجل الهادئ معه
كيونغسو كان لطيفاً و هذا يُزعج سيهون
سويون اندمجت مع النساء بالحديث و ذلك لم يكن مُزعجاً بالنسبة إليها كونها تواجدت بنفس المكان مع حب زوجها الأول لكن بالرغم من ذلك...
هي لم تمنع نفسها من تفحص ماريا بين الحين و الآخر، تبدو كإمرأة راقية و جذابة
لسانها سليط لكنها...فقط راقية
ابتسمت حين مدت ماريا كأس نبيذ إليها فالتقطته بإبتسامة تُشابه خاصتها فبعد كل شيئ هي فهمت لماذا كيونغسو و ماريا لا يجدان مشكلة بهذا اللقاء ولا توجد ضغينة بينهما
هما لا يتشابهان ولا يليق بهما سوى أن يكونا صديقين
و على عكسهم بيكهيون هو من كان يتحدث مع كيونغسو في حين يتناول أخيه النبيذ بإنزعاج واضح للعيان
سيهون إن تخلص من شخصيته سريعة الغضب إلا أن الغيرة كانت جزءاً من شخصيته و يصعب التخلص منها
حتى و إن كان ذلك من الماضي لكنه لطالما كان مُتملكاً ، و لطالما كره كيونغسو ليس فقط لأنه لطيف بل لأنه حب ماريا الأول
لأنها تبتسم بمجرد أن تتذكره
و لأنه جعلها تشعر بالدفئ يوماً
هايلي التي تجاهلت كل ذلك، وقفت في مكان بعيد تُراقب ييدام بأعين لامعة
لم يرمقها بنظرة أو يُرحب بها و هذا كان مؤلماً فهي قد تزيّنت اليوم لتظهر بأجمل طلة لكنه بالنهاية لم يلحظ وجودها حتى
انشغل بالحديث مع أخت يون سوك و التي تبدو مُقربة منه
و ما إن ومضت برأسها ذكرى حين لمّح يون سوك لوجود علاقة بين ييدام و هارين، وجدت نفسها على وشك البُكاء لذا شهقت بخفوت و التفتت تُعطيهما ظهرها فارتطمت حينها بسورين
"لماذا تقفين وحيدة؟ نحن هنا للإحتفال بكِ أنتِ و يون سوك"
ابتسمت في وجهها بلطافة لتُشير إليها حيث يقف الآخرين
أبناء ييشينغ مع يون سوك في جانب...هارين مع ييدام بجانب آخر
و جي هون كان يجلس وحيداً يُشاهد التلفاز بعبوس فالجميع هنا كبار و هو... وحيد
لذا تنهدت و سارت بعبوس نحو الصغير لتجلس بجانبه مما جعل سورين ترمش بإستغراب من تصرفها لكنها بالنهاية اختارت مكانها
" لماذا تجلس وحدك؟"
رفعت فُستانها الطويل قبل أن تجلس أرضاً بجانب جي هون الذي يجلس على إحدى الوسائد الكبيرة فحرك رأسه ينظر إليها
" الكبار يتحدثون بأمور الكبار لذا أشاهد الرجل الخارق"
"هل يُمكنني مُشاهدته معك؟"
ارتفع حاجبيه بتفاجؤ لتظهر ابتسامة واسعة على شفتيه
" حقاً؟"
أومأت إليه ثم التفتت تنظر نحو التلفاز و بعمق تنهدت قبل أن تعقد ذراعيها إلى صدرها...لقد اهتمت بنفسها اليوم دون داعٍ
أثناء حديث هارين مع ييدام ادّعي هو انصاته إليها لكنه كان يسترق النظرات نحو هايلي
فمهما منع نفسه يجد عينيه تتحركان حيث تجلس هي مع جي هون و يبدو أنها اندمجت مع الصغير فكلاهما يتحدث بحماس حول ما يحدث بالفيلم الذي يُشاهدانه
هز يون سوك رأسه إلى الجانبين بإنزعاج أثناء مُراقبته لكل ذلك فلا ييدام يتخذ خطوة نحوها ولا هي تستغل هذا الحفل للتقرب منه
صفّق بيده بصوتٍ عالٍ يجذب الأنظار إليه فتوقف الجميع عن الحديث و التفتوا إليه عدا الطفلين أمام التلفاز
" نحن هنا لنحتفل سوياً لا لننفصل إلى مجموعات هكذا"
أشار إليهم بأن يقتربوا منه و بإبتسامات مُتبادلة فعلوا ذلك فالتفت ينظر نحو هايلي و جي هون لينعقد حاجبي ييدام و أخفض رأسه يعبث بأنامل يده
"أيتها الطفلة هناك ألا تسمعينني؟"
هتف بنبرة مُستفزة فانعقد حاجبي هايلي و حركت رأسها بحركة سريعة تنظر نحوه
" قُل أنك لا تتحدث معي أنا الآن"
هسهست من بين أسنانها و كانت مُستعدة لتصب غضبها عليه بهذه اللحظة لكنه أشار بعينيه بحركة سريعة نحو ييدام و قد كان ذلك واضحاً للجميع فالتفت كيونغسو ينظر إلى ابنته بإستغراب ثم أعاد عينيه نحو هذا الرجل الذي يخفض رأسه بعبوس
" انضمي إلينا، سنلعب سوياً "
" لا يُمكنك أن تسرقها مني"
هتف جي هون بدرامية و تشبث بذراع هايلي مما جعلها تضحك فأشار إليه يون سوك
" أنا و أنت سنكون حُكام اللعبة"
"أوافق"
وافق سريعاً ليقف من مكانه ثم مد كفه نحو هايلي بنُبل يُساعدها بالوقوف فعلّق يون سوك بمزاح
" تبدين كالأميرات اليوم و كأنكِ تحاولين جذب انتباه أحدهم"
" يون سوك، والدها هنا"
بيكهيون بإبتسامة مصدومة تحدث فرفعت هيبا يدها بإحراج
" بيكهيون قام بتربيته "
"و ما دخلي أنا الآن؟"
صاح بيكهيون بتذمر ليضحك الآخرين بينما سخرت هايلي من يون سوك حين وقفت بجانب والدها
" يبدو أن الجميع يُحبك "
" هل هذا اعتراف مُباشر؟ "
أمال برأسه يتساءل بنبرة مُستفزة فعلّقت ماريا
" أنت ابن بيكهيون حقاً"
" إلهي لتُفقدهم جميعاً الذاكرة كي ينسوا اسمي"
بيكهيون عقد كفيه أسفل ذقنه بينما ينظر إلى السقف ثم أشار إليهم بدرامية
"جميعكم ضدي و هذا ظلم "
تنهد بعمق ثم صفّق بحماس و تحولت ملامحه العابسة بزيف إلى أخري مُشرقة
"بما أن ييشينغ ليس هنا فما رأيكم أن..."
" لا أبي، لا نُريد أن نسمع أي قصص "
قاطعته هارين بإبتسامة مُزيفة و التفتت بعدها تنظر إلى يون سوك تُشير إليه
"و لا نُريد أن نلعب أياً من ألعابك الغبية"
تحمحمت لتمسح بكفها على ثيابها و بعدها شابكت كفيها معاً أمام معدتها بينما تقول
" اليوم سوف نستمع إلى الموسيقي، نحتسي الكحول و نرقص فقط"
"ما رأيكم بالرقص العشوائي؟ لنختار الثنائيات عن طريق..."
ييدام أراد أن يعترض على ما يقوله يون سوك لكن سيهون كان قد سبقه يرفض ذلك بنبرة حادة
" هذا لن يحدث"
ابتلع يون سوك ريقه و أشاح بنظراته بعيداً عن عمه بخوف فضحكت هارين ساخرة منه بينما هايلي هتفت
" لتكن مُسابقة رقص، أبي و سويون رائعين برقصة التانغو "
" أنا أيضاً رائع هل تنضمين إلى فريقي؟"
يون سوك نفض كتفه بغرور ليرفع ييدام عينيه نحوه يرمقه بصمت في حين تكتفت هايلي
"تحلم"
قلب عينيه بملل ليتحمحم بيكهيون و تدخل بالحديث
" سيهون و ماريا رائعين كذلك لذا سيكون هذا مُسلياً "
ابتسمت ماريا لتنظر نحو سيهون فارتخت ملامحه تدريجياً حتى نمت ابتسامة فوق شفتيه
كموافقة منه سار بعيداً عنهم يقف بالمنتصف حيث بقعة كبيرة فارغة يُمكنهم الرقص بها، و كيونغسو فعل المثل ليقف على بُعد مسافة منه فركض يون سوك سريعاً حيث مُشغّل الموسيقي ليختار المُناسب فابتسمت هيبا لتنظر إلى بيكهيون
تحولت نظرات بيكهيون إلى أخري دافئة و ابتسم ليُحيط خصر هيبا ثم قبّل جانب رأسها
"تانغو؟"
سيهون تمتم بإبتسامة فقهقهت ماريا لتهمس و هي تبتعد تقف على بُعد خطوات منه
"تانغو"
حين بدأت الموسيقي ترددت ذكريات إلى عقل الأكبر سناً هنا
كان حفلاً عائلياً نظمته الأم هيونا
حينها سيهون و ماريا رقصا التانغو بغيرة تشتعل بصدر سيهون حين رؤيتها ترقص مع رجل آخر
لذا الآن بعدم اهتمام لنوع المُسابقة اختار سيهون و ماريا أن يرقصا تلك الرقصة التي قاما بتأديتها قبل أعوام طويلة
بيكهيون و هيبا امتلكا ذكرى مُختلفة فكانت بنفس الحفلة قُبلتهما الأولى
الأبناء هنا كانوا مُعجبين برقص الثنائيات هذا فكلاهما كان مُختلف و يسرق الانتباه
إلا أن كان هناك شخصين غير قادرين على التركيز
تراجعت هايلي خطوة إلى الخلف و عادت برأسها قليلاً تنظر إلى ييدام من خلف هارين و سورين اللتان تقفان حاجزاً بينهما، ثم تنهدت لتُعيد نظراتها حيث مُسابقة الرقص
و ييدام لم يكن يفعل شيئاً سوى العبث بأنامله يحاول تجاهل الجميع
أنهى كيونغسو الرقصة بإحاطة خصر زوجته من الخلف بينما مال جسد سويون إلى الخلف قليلاً و هي تتكئ برأسها على كتفه
"هذه الرقصة يجب أن تسمي برقصة الغيرة فلا نقوم بها إلا حين أكون في أوج غضبي و غيرتي"
سيهون همس بقهقهة خافتة ليُمسك بذراع ماريا يجعلها تلتف للمرة الأخيرة قبل أن يُمرر يده علي فخذها يجعل من قدمها ترتفع قليلاً حتي أصبحت رُكبتها بمستوى خصره فأمالت ماريا إلي الخلف تُغلق عينيها ببطئ تُنهي بذلك رقصتهما
صفّق المتواجدين بحماس بينما يون سوك و هارين يصنعان أصواتاً صاخبة مُتحمسة، في حين كانت سورين تبتسم بأعين لامعة مُنبهرة بتلك الرقصة و بكيف أن والديها بهذا العمر يُمكنهما أن يكونا جذابين هكذا، بل كيف لهما أن يتناسبا بتلك الطريقة
" لا داعي للغيرة فأنت تعرف أنني أحبك أنت"
همست ماريا حين استقامت فهمهم سيهون
"لكنه شعور لا يُمكنني السيطرة عليه"
قبّل وجنتها ليُحيط خصرها بينما يعودان حيث البقية، و بعد لحظات كانوا جميعاً قد اجتمعوا بغرفة المعيشة حيث وُضعت الوسائد الكبيرة أرضاً ليجلس الأصغر سناً بينما الأكبر قد جلسوا على الأرائك
و المسابقة أُلغيت فما كان بإمكانهم الإختيار بين الثُنائيين
لم يتمكنوا من منع بيكهيون من أن يسرد القصص و اضطروا أن يستمعوا إليه
بينما يون سوك كان يبحث بعينيه عن من يُساعده حتى وقعت عينيه على ماريا و تدريجياً نمت ابتسامة خبيثة على شفتيه
"خالتي ماريا ما رأيكِ أن تُساعديني بإحضار المزيد من المشروبات؟"
"سأساعدك أنا"
ييدام كاد يقف من مكانه بعدما عرض عليه المُساعدة فأشار إليه يون سوك بأن يبقي بمكانه و قال بتسرع
"لا شُكراً لك، لكنني أرغب بمُغازلتها بعيداً عن أنظار عمي"
تقدم من ماريا يُمسك بيدها يجذبها من أسفل ذراع سيهون التي تُحيطها ثم جرّها خلفه نحو المطبخ ليُشير بيكهيون إلى سيهون بمزاح
"يُمكنك أن تقتله لكن بسرعة كي لا يتألم فبالنهاية هو ابني"
ضحك الآخرين ليقلب سيهون عينيه بإبتسامة ثم التفت يسترق نظرة نحو المطبخ يشعر بوجود خطب ما
بينما ماريا وقفت مع يون سوك تتكتف بتساؤل و ابتسمت
" نعم هيا ألقي ما بُجعبتك، أنا أنتظر هذا منذ الصباح"
" هل واضح أنني أُخطط لشيئ ما؟ "
ارتفع حاجبيه في تفاجؤ فقهقهت ماريا
"أنت ابن بيكهيون، صدقني نسخة منه لذا نعم كل تصرفاتك واضحة بالنسبة لي و للآخرين"
زم شفتيه بإبتسامة و كأنها تثني عليه ثم تحمحم يقول
" هايلي مُعجبة بييدام "
" هذا واضح "
أومأت و علّقت بعدها
" و ييدام مُعجب بها "
"كنت واثق أنني لا أتخيل"
ضم قبضته بحماس لتُهمهم ماريا بتساؤل
" هو يتجنبها منذ فترة طويلة فكما تعرفين هو لا يريد أن يرتبط بأحد لذا أحاول مُساعدتهما..."
"لذا أقمت هذا الحفل لتخلق لهما فرصة للحديث بخارج مكان العمل"
قاطعته ماريا بتفكير ليومئ سريعاً فتنهدت ماريا بضيق...لقد ظنت بأن ييدام تخلص من فكرته تلك لكن يبدو أنه عاد إلى نقطة الصفر حين امتلك مشاعر نحو فتاة ما
خرج كلاهما من المطبخ يحملان المشروبات الكحولية منها و الخالية من الكحول فهناك طفل في الأرجاء
" أعتذر و لكن حان الوقت لنرحل فلدي عمل في الصباح الباكر"
كيونغسو نبس بإحراج و وقف من مكانه كما وقفت سويون هي الأخرى فتنهدت هايلي بإحباط لتقف كذلك كي ترحل
" إن كان عليك الرحيل لم لا تترك سويون و هايلي هنا فمازال الحفل ببدايته؟"
ماريا عبست فهزت سويون رأسها
" لن أتركه يعود وحده بالطبع "
قهقهت بخفوت فأومأت ماريا بتفهم ثم التفتت تنظر نحو هايلي
"إذاً على الأقل اتركا هايلي فهي أميرة هذه الليلة، أليس كذلك يون سوك؟ "
يون سوك أومأ سريعاً يوافقها فضيّق سيهون عينيه بشك و التفت ينظر إلى أخيه الذي ضم شفتيه بينما يومئ مؤكداً وجود شيء ما بين هذين
حوّل كيونغسو نظراته نحو ابنته التي بدت مُترددة و بغير قصد كانت تسترق النظر نحو ييدام مُنتظرة منه أن يتحدث إلا أنه لم يتدخل أو يُبدي ولو رد فعل بسيط
"حسناً، لكن لا تتأخر بالعودة إلى المنزل"
كيونغسو أومأ بالموافقة ثم انحني برأسه نحو الجميع يودعهم قبل أن يُغادر مع سويون فلحقت بهما ماريا
" لا تحرق القصر سيهوني"
بيكهيون هتف بإستفزاز حين انتفض سيهون من مكانه كي يلحق بزوجته، و أثناء مروره من أمام أخيه ركل قدمه بإنزعاج ليُمسك بها بيكهيون متأوهاً بألم فربتت هيبا على كتفه تواسيه بقهقهة مكتومة
"دعينا نلتقي كثيراً في المُستقبل"
ماريا همست بإبتسامة بعدما تبادلت الأرقام مع سويون، و الأخرى همهمت إليها ثم عانقتها بجانبية قبل أن تصعد إلى السيارة
"سعدت برؤيتك كيونغ"
لوّحت إلى المقصود ليبتسم إليها ثم أدار المقود و ما إن غادرت سيارته من بوابة القصر، التفتت ماريا كي تعود إلى الداخل لتشهق حين رأت سيهون يقف خلفها مُتكتفاً بحاجبين معقودين
"ماذا؟"
تمتمت و إبتسامتها الواسعة كانت تستفز زوجها فأمسك وجنتيها بكفه يضغط عليهما بإنزعاج قائلاً
"امحي هذه الإبتسامة المُستفزة"
ترك وجنتيها لتضم شفتيها محاولة السيطرة على إبتسامتها لكن غيرة زوجها هذه جعلتها تضحك بصوتٍ مكتوم فقلب عينيه بإنزعاج و التفت ليعود إلى الداخل مُجدداً
" لماذا رحلنا بهذه السرعة؟ قُلت أنك لا تملك عملاً في الغد"
سويون تساءلت بإستغراب فرمقها كيونغسو بنظرة سريعة ثم رفع كتفيه بينما يركز بنظره على الطريق
"ظننتكِ لا تشعرين بالراحة"
"هم غرباء بالنسبة لي لذا كنت متوترة لكنني لم أشعر بعدم الراحة فهم يتصرفون ببساطة و كأننا عائلة لذا...هذا كان مُريحاً بعض الشيئ "
همهمت بتفكير قبل أن تومئ مؤكدة حديثها ليزم كيونغسو شفتيه حين أوشك علي طرح سؤال آخر إلا أنه فضّل أن لا يُزعجها
" هل أنت قلق من أمر لقائي بماريا؟ "
التفت سريعاً ينظر نحوها فابتسمت سويون ليتنهد قبل أن يومئ برأسه
" سأُخبرك الحقيقة... "
تمتمت و أمسكت بكفه المتموضعة فوق فخذه حيث تتولى يده الأخري القيادة، ثم أكملت بينما تعبث بأنامله
" هي جميلة و تبدو قوية كما قُلت أنت، جذابة و راقية لذا أشعر بالغيرة قليلاً و لكن..."
اتسعت إبتسامتها فابتسم دون وعي منه و همهم يحثها على أن تُكمل
" في السابق لم تكن قادراً على أن تتمرد على والدتك من أجل ماريا، لكنك لم تهتم إلى أي مشكلة قد تلحق بك حين تزوجت بي لذا حتى و إن بدت هي أفضل مني فمازلت أنا ذات مكانة أكبر لديك"
تنهد كيونغسو براحة ليرفع كفها نحو شفتيه يترك عليهما قبلة طويلة ثم همس
" بل أنتِ و هايلي كل ما لدي و حياتي بأكملها"
" هل العمل مع ييدام مُريح؟ هو ليس سيئ بغضبه كوالده صحيح؟ "
ماريا سألت بإهتمام مُزيف فجفلت هايلي حين رأت الأنظار توجه إليها فهي اعتقدت أن الحديث موجه إلى يون سوك
"آا...اها السيد ييدام جيد في تعامله معنا، أعني هو يغضب بالطبع حين نُخطئ إلا أنه لطيف بمعظم الوقت"
" يغضب بسبب هايلي "
يون سوك علّق بسخرية فرمقته المقصودة بحنق لتشرب ما بكأسها دفعة واحدة
" أنت مزعج"
هسهست من بين أسنانها فرفع يون سوك حاجبيه ببرائة مزيفة
" هل تقصدين أن أبي مُزعج؟ يقولون أنني أشبهه بكل شيئ "
لم يكد ينهي حديثه حتى اقترب منه بيكهيون بحركة سريعة وصفع جبينه بقوة فتأوه بألم بينما يُربت على موقع الصفعة
"هذا كي تتأدب"
تمتم بيكهيون و شجار القطط وقع بينه و بين ابنه بينما أعين الآخرين لاحظت ما يجري بين ييدام و مُتدربته
سواء هدوئه المبالغ اليوم و تجنبه لها أو حتى نظراتها إليه
بعد وقت وقفت هايلي تتحمحم بإحراج ثم قالت
"الوقت قد تأخر لذا يجب أن أغادر"
ماريا أرادت الإعتراض هي و يون سوك كما فعلا لثلاثة مرات حتى الآن كلما حاولت هايلي الإنسحاب من هذا الحفل لكن هذه المرة تدخلت سورين
" اتركيها أمي، قد ينزعج والدها إن تأخرت"
تنهدت ماريا بإحباط فلا هي أو يون سوك قد نجحا بمحاولاتهما في جعل هايلي و ييدام يتحدثان سوياً
" ييدام، اذهب معها"
همهم ييدام بعدم فهم ثم أشار بعينيه نحو يون سوك
" يون سوك يمكنـ ـه أن يذهب معها"
ضمت هايلي شفتيها لتنظر بعيداً عنه بينما تحاول أن لا تبكي بسبب بروده هذا
" أنا ثمل، و حتى إن لم أكن فلن أذهب معها لأن أحدنا سيقتل الآخر بلا شك"
تكتف يون سوك رافضاً ذلك و نظر بعيداً عنها فانعقد حاجبي ييدام بخفة لتُشير إليه ماريا بعينيها نحو هايلي مما جعله يتنهد و وقف هو الآخر كي يُغادر معها
"إذا كنت تخشى العودة وحدك فلتصطحب هارين معك أو سورين كي... "
بيكهيون كان يتحدث بنية حسنة لكن ما إن توجهت الأنظار نحوه التزم الصمت و رفع كتفيه
"أو لا تفعل"
"هيا"
ييدام أشار إلى هايلي كي تسبقه بخطواتها ففعلت ذلك
غرفة المعيشة بقيت هادئة إلى أن غادر كلاهما لكن الفوضى عمت في الأرجاء ما إن رحلا
" هل تحاولان فعل شيئ هنا ؟"
سيهون سأل بإستغراب يوجه حديثه إلى ماريا و يون سوك فأجابته سورين
" إنهما معجبين ببعضهما"
نظر الأكبر سناً نحو سورين فشهقت ماريا بتفاجؤ
"كنتِ تعرفين و لم تخبرينني؟"
"هارين أخبرتني بذلك لكنني لم أكن واثقة تماماً حتى رأيت تصرفاتهما اليوم "
" مهلاً ماذا يحدث هنا؟"
بيكهيون سأل بعدم فهم لينظروا نحوه جميعاً فقهقه يون سوك ليضع قدماً فوق الأخري بغرور قائلاً
"حان الوقت لأسرد لكم يوميات ييدام مع هايلي بالشركة و كيف اكتشف الذكي يون سوك إعجابهما ببعض "
_________________
رأس هايلي كان مُنخفضاً تنظر إلى أناملها التي تعبث بها بتوتر بينما ييدام التزم الصمت طوال الطريق
لم يحدث بينهما أي حوار منذ بداية الليلة، و إلى الآن لم يُلقي عليها التحية...لا يوجد أي إهتمام من جانبه كما تظن هي
لكن على عكس ذلك هي من كانت تشغل عقله طول السهرة
سواء فستانها الطويل الذي احتضن جسدها بمثالية يُظهر منحنياتها، تسريحة شعرها البسيطة أو حتى ابتسامتها التي كانت تتحدث بها مع الصغير جي هون و كأنها من عُمره
تنهد بضيق حين عادت أفكاراً سلبية تغزو عقله فانعقد حاجبي هايلي لتنظر إليه
" لم تتنهد؟ هل وجودي يُضايقك؟ إن كان كذلك فلتوقف السيارة جانباً و سأُكمل طريقي بنفسي،شكراً لك"
رمش ييدام بإستغراب ليسترق نظرة سريعة نحوها ثم أعاد نظراته حيث الطريق أمامه
"لا...لم أقل هذا"
رفع كتفيه ببساطة فتنهدت هي
"أنت لم تقل شيئاً أبداً"
همهم بتساؤل بينما يتبادل النظرات بينها و بين الطريق لكنها التزمت الصمت تُتابع ما خلف النافذة حتى وصل بالسيارة أمام منزلها فتوقف جانباً و انتظر خروجها إلا أنها لم تفعل
"هايلي"
نبس بهدوء فلم تُجيبه ليلتفت نحوها
انعقد حاجبيه بخفة حين لاحظ أنها تبكي فأمسك ذقنها بلطف و جعلها تستدير برأسها نحوه
"لماذا تبكـ ـين؟"
هزت رأسها إلى الجانبين و هي تستنشق ماء أنفها ثم دفعت يده بخفة كي يبتعد عنها
" و هل لاحظتني للتو؟"
همهم بعدم فهم فعبست شفتيها و هي تخلع حزام الأمان عنها ثم اقتربت منه تُحيط وجنتيه بكفيها
" لماذا لم تتحدث معي منذ بداية الحفل؟ ألم ترغب برؤيتي؟ "
كاد ينفي ذلك لكنه لم بجد مُبرراً لتجاهلها فتنهد يخفض عينيه عنها
" لماذا تتصرف معي بهذه الطريقة؟ قُل أنك تفعلها بدون قصد و ليس لأنك ترفض مشاعري نحوك"
بدت هايلي و كأنها تترجاه، بالنسبة إليها هذا كان مُهيناً إلا أنها كرهت أن تكون تلك الحقيقة
أنه يرفض مشاعرها لأنها لا تُريد أن تتعرض للرفض و من ييدام خاصةً
" أي...أي مشاعر تقصـ ـدين؟ "
همس ييدام بتلعثم فضغطت على وجنتيه و هي تقترب منه أكثر حتى جعلت جبينه يستقر فوق خاصتها ليُغلق عينيه
" لقد راقبتك لعدة أشهر، حاولت التقرب منك رغم محاولاتك في تجنبي، حتى أنني اهتممت بنفسي اليوم ليس لأكون أجمل من بالحفل بل لأكون الأجمل بعينيك و هذا لأنني واقعة بحبك ييدام"
خفق قلبه ليتنهد بثقل مُفرقاً بين جفونه ثم ابتعد عنها قليلاً فتلاقت نظراتهما
" و بالنهاية أنت لم تنظر نحوي و بقيت مُلتصقاً بفتاة أخرى..إن كانت كأخت لك أو مجرد صديقة فمازلت أشعر بالغيرة و الحزن لأن اهتمامك يُصب على فتاة غيري ...قد أندم على إعترافي هذا لكنني أيضاً لن أتحمل أن أبقي صامتة لوقت طويل فهذه ليست أنا، لا أريد أن أراقبك من بعيد بل أريد أن أكون بجانبك...لا أريد أن تقترب منك أنثى أخري إلا وهي تعرف أنك تخصني أنا و تلتزم حدودها معك...إن كان ما أقوله يُزعجك فلتُخبرني، و إن كانت مشاعري تجاهك مرفوضة سأترك العمل و أبقي بعيدة عنك "
خليط المشاعر بداخل ييدام أوقعه بدوامة لم يكن هذا وقتها المُناسب
جعلته يتشوش حتى لم يكن قادراً على تحديد شعوره بهذه اللحظة
هل هو سعيد لأنها تمتلك مشاعر تجاهه هو و ليس يون سوك؟ أم أنه حزين لأن أفكاره السلبية مازالت تُسيطر على عقله فشخصية هايلي سطحية و منذ أن قابلها لم تنفك عن ترديد كلمات جارحة على مسامعه
" هل يُمكنني تقبيلك؟"
أخفض عينيه نحوها حين تحدثت بنبرة مسموعة لأذنيه و عينيها الخاملتين كانتا ترمقان شفتيه أثناء اقترابها منه بنيةِ تقبيله
ييدام كاد ينجرف معها إلا أنه أدرك نفسه باللحظة الأخيرة و ابتعد عنها لينظر إلى النافذة بجانبه
" أنتِ ثملة"
رفعت عينيها نحوه سريعاً لترمش بضعة مرات مُحرجة من هذا الموقف ثم خرجت من السيارة تسير نحو منزلها بخطوات واسعة دون إضافة كلمة أخرى
تنهد ييدام بعمق ليرمق باب منزلها المُغلق بنظرة أخيرة قبل مُغادرته بينما هي ألقت بجسدها فوق السرير لتدفن رأسها أسفل الوسادة تكتم صوت صراخها كي لا يسمعها والدها
إن كانت تتمني شيئاً بهذه اللحظة فهو أن تختفي قبل حلول بداية الأسبوع أو أن تُطرد من العمل كي لا تضطر إلى رؤية ييدام و التعامل و كأن شيئاً لم يحدث
الجميع تناول الكثير من الكحوليات أثناء ثرثرة يون سوك الذي قضى الليلة يسرد الكثير من التفاصيل حول ما يحدث بالشركة
لذا جميعهم قضوا الليلة بالقصر ينامون بعشوائية على الأرائك و منهم من ينام على الأرض
ييدام كان الوحيد الذي نام براحة بإحدى غرف النوم، و معه جي هون
كذلك كانا الوحيدين اللذان استيقظا برأس لا يعمه الضجيج كما الآخرين
تخصر ييدام بعدما انتهى من تجهيز طاولة الإفطار التي امتلأت بالعديد من أطباق حساء الثمالة ثم خلع مئزر المطبخ ليتوجه إلى غرفة المعيشة يتأكد أن الجميع قد استيقظ فهتف جي هون و هو يقفز في مكانه سعيداً بتقديمه المساعدة
"أيقظتهم جميعاً، أخي"
فأومأ إليه ييدام بإبتسامة ثم وجّه حديثه إلى الآخرين
" حضّرت حساءً لـ لكم"
سمع تذمرات من الجميع أثناء سيرهم نحو المطبخ بآثار النوم الواضحة بمعالم وجههم، لكن ما إن جلسوا حول طاولة الطعام حتى وقع رأس يون سوك على الطاولة يستكمل نومه
" لماذا تنـ ـاولتم الكثير من الكحول؟...أيضاً لم أجد داعيـ ـاً من هذا الحفل"
" لا تقل هذا لقد كان لطيفاً، أتعرف منذ متى لم أرى سيهون و ماريا يرقصان هكذا"
كاثرين هتفت بإبتسامة واسعة ليومئ بيكهيون و هو يُصفّق
" مازالا شابين، لكنني شعرت بالغرابة أن كيونغسو أيضاً بإمكانه رقص التانغو...لا يبدو كشخص يُمكنه الرقص أبداً "
ارتفع طرف شفتي سيهون بإنزعاج حين ذُكر إسم الأخير بينما ابتسامة ماريا اتسعت
" كان أحد الأمور النادرة المُشتركة بيني و بين كيونغسو في السابق لذا كان من اللطيف أن... "
انتفضوا جميعاً و التزمت ماريا الصمت حين ضرب سيهون بقبضته على الطاولة
" إن لم يرغب أحدكم بأن يُقطع لسانه فمن الأفضل أن يلتزم الصمت"
ضمت ماريا شفتيها بإبتسامة كما فعل الآخرين فتمتم بيكهيون بسخرية
" غيور للغاية "
" بيون بيكهيون "
سيهون هسهس من بين أسنانه و المقصود أدار عينيه يدّعي عدم سماعه اسمه من بين شفتي أخيه الغاضب
أخفضت سورين رأسها تنظر إلى هاتفها الذي أوشك على أن ينتهي شحنه، و به إشعار لرسالة ما لكن ما إن فتحتها حتى أُغلقت الشاشة بوجهها و انتهى شحن الهاتف لتتنهد بعمق
كيونغسو و سويون تبادلا النظرات بإستغراب حين انضمت هايلي إلى طاولة الطعام بعبوس كبير و شعر مُبعثر كما وجه لطخته مساحيق التجميل من الليلة السابقة
" هل كان الحفل سيئاً لهذه الدرجة؟"
سويون مازحتها فقهقه كيونغسو ثم ربت على كف هايلي
" ألم تسر الأمور كما أردتي؟"
اتسعت عينيها بخفة لتتسع ابتسامة كيونغسو و همس مُتسائلاً
" ييدام...هل هو الشخص الذي يُعجبك؟"
ضمت شفتيها لتومئ بعبوس
" لكن يبدو أنني تعرضت للرفض "
"هل اعترفتي بمشاعركِ نحوه؟"
ارتفع حاجبي كيونغسو بتفاجؤ فأومأت هايلي إليه ثم أمسكت بالشوكة تتناول طعامها بشفاه انقلبت تُنذر بالبكاء فتبادل كيونغسو النظرات مع زوجته لمرة أخيرة و هي أومأت إليه بتفهم
__________________
من أمام بوابة الدخول، سورين كانت قادرة على رؤية جسد لوهان من بعيد على الرغم من أن ملامحه لم تكن واضحة
و كلما تقدمت أكثر كلما توضحت ملامحه و أصبح قلبها أكثر صخباً كما ساء ارتجاف جسدها بتوتر
بملعب كرة السلة القريب من منزله التقيا، و حيث كان يجلس على أحد مقاعد المشجعين في منطقة المنتصف هي أيضاً جلست بجانبه بينما تترك مسافة بينهما
انكمش لوهان على نفسه قليلاً حين شعر بوجودها بجانبه بينما رأسه كان يخفضه بخجل منها و كفيه قد تعانقا فوق فخذيه
مررت سورين عينيها عليه تتفحصه بشوق و كما يبدو هو لم يكن بخير في الفترة الماضية على الرغم من اكتسابه الوزن لكن لم يبدو ذلك أنه حدث كونه كان سعيداً بحياته ملامحه كانت باهتة بوضوح وليست مشرقة كالمعتاد
" لقد تأخرت كثيراً حتى أرسلت رسالتك تلك، لكن ألم تكن قصيرة للغاية مقارنة بتلك الفترة التي ابتعدت فيها؟"
سورين تحدثت بهدوء لتنظر نحو قدمها التي تعبث بالأرضية أسفلها فزم لوهان شفتيه لبعض الوقت ثم همس بصدق
"أرسلتها عن طريق الخطأ، لو لم يكن الأمر كذلك لما راسلتك أبداً "
استرقت سورين نظرة نحوه ثم ابتلعت ريقها لتخفض رأسها مُجدداً
" اعتقدت أن عمي يرغب بكسر قلبكِ فقط لذا ظننت أنه بإمكاني إنقاذ شياو تشو ثم أُخبركِ بالحقيقة و أن مشاعري كانت صادقة فما كذبت عليكِ بحرف لكنني لاحقاً اكتشفت أنني كنت غبياً.. "
التفت برأسه إلى الجانب الآخر وهو يمسح على عينيه و أسفل أنفه ثم قهقه بسخرية
" كنت سأُشارك بجريمة أندم عليها طوال حياتي لكن أقسم أنني لم أكن أعرف أياً مما خطط له عمي..لذا أنا حقاً أشعر بالخجل منكِ و لم أعرف ماذا أقول أو ماذا أفعل "
شهق باكياً ليخفي وجهه خلف كفيه فأدارت سورين عينيها في محاولة فاشلة أن لا تبكي
اقتربت منه حتى أصبحت المسافة بينهما أقصر و بتردد رفعت يدها تُربت على ظهره
" كان بإمكانك أن تتحدث معي و توضح الأمور، هل تعرف كم انتظرت أن تفعل هذا؟ "
همست بصوتٍ مختنق لينعقد حاجبي لوهان بخفة و هو يمسح على وجهه ثم أخفض كفيه يعبث بهما من جديد و تجاهل النظر نحوها
" الفترة الماضية...كانت أسوأ أيام مرت بحياتي، ما فعلته بكِ و ما حدث لأختي...كنت تائهاً و وحيداً لكنني لم أرغب بأن أكون أنانياً و أُطالبكِ بأن تكوني إلى جانبي بعد ما فعلته بكِ"
زمت سورين شفتيها المُرتجفتين لتُربت على ظهره مرة أخيرة قبل أن تُبعد يدها عنه
" شياو تشو...هل هي بخير؟ "
تجعدت ملامحه ببكاء و هو يهز رأسه إلى الجانبين
" لقد عادت لكنها ليست بخير أبداً...لا أعرف ماذا فعل بها عمي و زوجها، لا أعرف ماذا حدث لطفلها و كيف وصلت إلى هذه الحالة التي عادت بها إليّ"
استنشق ماء أنفه و هو يُدير عينيه محاولاً السيطرة على دموعه فتنهدت سورين بشفاهٍ ارتجفت تُنذر بالبكاء
" أنا آسف بسبب ما فعلته و...أتمني أن تُسامحيني، لكن يجب أن أرحل "
وقف من مكانه على عجلٍ و كاد يرحل فأمسكت بيده سريعاً تمنعه عن المُغادرة
" إن أتيت لتعتذر فيجب أن تستمع على الأقل لإجابتي، قد لا أتقبل هذا الإعتذار"
ضغطت على كفه كي يلتفت إليها ففعل ذلك برأس مُطاطئ لتحتضن وجنتيه ثم همست بينما إبهاميها يمسحان دموعه بلطف
" لقد سامحتك منذ وقت طويل لوهان، منذ أن أخبرني والداي بالحقيقة و أمي كذلك اتبعت معي أسلوب' الحديث أفضل من التزام الصمت' لذا أردت لو تفعل المثل أيضاً لكنك اختفيت..."
"قُلتِ أنكِ لا تُريدين رؤيتي مُجدداً"
قاطعها بصوتٍ مُختنق فزمت شفتيها وهي تومئ مؤكدة ذلك
" لأنني كنت مصدومة...هل تعرف كيف كان الأمر صعباً عليّ حين ظننت أن الرجل الذي أحببته بصدق كاد يستغلني؟ ما كان سيحدث معي ليس بشيئ بسيط كي أتقبله...أشفقت على نفسي لأنني رأيت بأنني وثقت مُجدداً بالشخص الخاطئ، و كنت حزينة لأنني اعتقدت بأن كل كلمة قُلتها لي لم تكن حقيقية لوهان...ربما كان يجب أن أستمع إليك بذلك الوقت و لكن...هذا كان صعباً عليّ "
ضعفت نبرتها نهاية حديثها لتخفض كفيها عن وجنتيه حتى استقرتا فوق كتفيه
" كُنت متلهفة لأن تتواصل معي من جديد لذا أجبت بمجرد أن أرسلت لي رسالة قصيرة محتواها غير مفهوم و ها أنا أمامك...لا أعرف...أعتقد أنني مازلت خائفة لكن بالوقت ذاته لا أريد أن تنتهي علاقتنا..على الأقل ليس بهذه الطريقة "
رفعت كتفيها نهاية حديثها بينما مُقلتيها تتحركان حيث كفيها فوق كتفيه تتجاهل بذلك النظر نحو وجهه و خاصة عينيه
" و أنا أيضاً لا أعرف سورين...لا أريد أن أنفصل عنكِ لأنني أحببتكِ بصدقٍ و مازلت أفعل لكن... "
تنهد بعمق ليهز رأسه إلى الجانبين
" حقيقة أن والدي لم يكن كما اعتقدته أنا، و ما يحدث مع تشو الآن...أنا لست بخير و لا أظن أنني قادر على إسعادكِ في الوقت الحالي ...قد أُضيف الحزن و الكآبة إلى حياتك لذا هلا تركتي لي الفُرصة كي أتقرب منكِ مُجدداً حين ينتهي كل هذا"
همهمت بالنفي و اقتربت منه بتردد لترتفع على أطراف أناملها بينما تُحيط عُنقه بذراعيها حتى احتضنته و برقّة ربتت على رأسه من الخلف هامسة
" إن لم أكن بجانبك بهذا الوقت فأنا من لن تستحق الفُرصة لاحقاً...دعنا نتشارك كل شيئ بينما نتعرف على بعضنا من جديد و نمنح علاقتنا فرصة، لن تخفي عني شيئاً كما لن أفعل...و لن يحمل أحدنا همومه وحده فكما سنتشارك السعادة نتشارك الحزن و الألم"
ابتسم لوهان رغم دموعه التي تسيل من عينيه ثم همس و هو يحتضن جسدها
" لم تفعلين هذا؟ "
ضحكت سورين بخفوت و حرّكت رأسها قليلاً حتى اختبأ وجهها بعنقه لتُجيبه بخجل
" أخبرتك...هذا لأنني أحبك "
بعد دقائق معدودة دفعها لوهان بلطف كي تبتعد عنه مُتسائلاً
" هذا يعني أننا معاً مرة أخرى؟"
ضمت سورين شفتيها و هي تُدير عينيها بحركة خجولة ثم أومأت ليُهمهم لوهان
" أنا سعيد بهذا"
عقدت حاجبيها بعبوس مُزيف لتمسح أسفل عينيه
" إذاً توقف عن البكاء و ابتسم قليلاً"
"هذه ليست دموع الحزن و إنما سعادة"
تمتم بإحراج من بين قهقاته الخافتة و رفع يديه ليمسح على وجهه بعشوائية
" منذ فترة لم أكن سعيداً هكذا لذا يبدو أنني تأثرت كثيراً "
تحمحم نهاية حديثه ليسحب نفساً عميقاً ثم زفره بصوتٍ عالٍ يحاول تهدئة نفسه
" لا تقلق، سوف تتحسن الأمور بمرور الوقت "
نبست بمواساة ليومئ لوهان فقهقهت سورين و رفعت يدها نحو وجنته تقرصها
" أصبحت سميناً "
" هل تتنمرين عليّ الآن؟ "
أمسك بيدها فوق وجنته فهمهمت سورين بالنفي و هي تهز رأسها إلى الجانبين
"لا، أنت تبدو لطيفاً حقاً"
ابتسمت عينيه لتُغادره تنهيدة عميقة قبل أن يحتضنها مرة أخرى
"اشتقت إليكِ سورين"
___________________
"توقفي عن البكاء سيغرق المنزل بسببك "
سويون هتفت بمزاح و هي تُلقي بجسدها بجانب هايلي فخرجت الأخرى من أسفل الغطاء تنظر إليها بعبوس
" ماذا؟ هل يمتلك حبيبة؟"
أصدرت هايلي صوتاً باكياً مُزيفاً، و لم تنتظر أن تسأل سويون مُجدداً فألقت ما بجُعبتها تُخبرها بتفاصيل ما حدث معها
" و هل أنتِ واقعة بحبه حقاً؟ أعني قد يكون مجرد إعجاب أو انبهار بشخصيته"
"أنا لست طفلة، و من قبل جربت شعور الإعجاب و الإنبهار هذا لذا أنا أعرف ماهية مشاعري"
استقامت هايلي بجسدها لتجلس مُقابلة إلى سويون التي همهمت بتفهم
" قد يكون مُعجباً بفتاة أخرى"
"لا تقولي هذا "
تجعدت ملامحها تُنذر بالبكاء فضمت سويون شفتيها تمنع نفسها عن الضحك
" لكن ما بها مشاعركِ هذه؟ ألم تقولي من قبل أنه ليس رجلاً كاملاً؟ مازال سمعه ثقيلاً و مازالت مشكلة تلعثمه موجودة"
تكتفت سويون بشك ترمق الأخرى لينعقد حاجبي هايلي و بدون قصد هي شردت
مرت فترة طويلة منذ أن لاحظت أمر تلعثمه...شيئاً هي اعتادت عليه بل يومها لا يكتمل بدون سماعه
و بتلقائية نبرة صوتها كانت تعلو و تنخفض حسب وجود سماعات أذن ييدام لكن بالرغم من ذلك لم تكن بالأمور التي تُفكر فيها أو تلفت انتباهها
لم تعد تنظر إليه بسطحية كالسابق
فقط تهتم لييدام نفسه و ما عليه شخصية ييدام
"يا إلهي، أنتِ واقعة بحبه حقاً"
تمتمت سويون بعدم تصديق فاقتربت منها هايلي تحتضنها بقوة و صوت بكائها المُزيف عاد من جديد يُزعج سويون
"حسناً توقفي، توقفي هذا الصوت مُزعج"
دفعتها عنها بإنزعاج لتستنشق هايلي ماء أنفها و هي تمسح على وجهها بعشوائية
" أنتِ لا تخجلين بالفعل لذا اعترفي له مرة أخرى و أنتِ بكامل وعيك"
"هنا المشكلة"
هتفت هايلي وهي تضرب كفيها معاً بإنفعال فرمشت الأخري بتفاجؤ
" هو لا يمنحني فُرصة لأفعل هذا، يتجاهلني بمقر العمل و يهرب سريعاً بعد أن ينتهي الدوام"
"هو مُحق، من لن يخاف و أنتِ تُطاردينه؟ "
رفعت سويون كتفيها ببراءة مُزيفة لترمقها هايلي بحنق مما جعلها تضحك
"أمزح...و الآن ماذا ستفعلين؟"
همهمت هايلي بتفكير و تدريجياً ظهرت ابتسامة خبيثة على شفتيها أخافت الأخرى
" سويوني "
همست بتغنج لتتجعد ملامح سويون بتقزز حين اقتربت منها هايلي تتعلق بذراعها
"ألم تتبادلي الأرقام مع السيدة أوه؟ ما رأيكِ أن تقومي بدعوتهم إلى المنزل؟ "
" بالطبع لن أفعل هذا، كانت حبيبة والدكِ ذات يوم و بالكاد أسيطر على شعور الغيرة بداخلي"
ابتعدت عنها سويون رافضة بقطع فرمشت هايلي عدة مرات تحاول تملقها
" فلتجدي حلاً آخر لقصة حبك هذه غير أن تدخل هذه المرأة منزلنا و والدكِ موجود، هذا مستحيل، لن يحدث مُطلقاً دو هايلي "
_______________
" أهاا بالطبع سيدة دو، هذا من دواعي سروري...نعم بالتأكيد، لا لن يرفض ييدام أمراً كهذا...إلي اللقاء"
سارت ماريا بخطوات واسعة نحو غُرفة المعيشة حيث كانت سورين تُراسل هارين،جي هون يُشاهد التلفاز، بينما ييدام و سيهون مشغولين بالحديث عن أمر يخص شركة بانغ
أقحمت رأسها بالمنتصف تُقاطعهما فقبّل سيهون وجنتها مُتسائلاً
" ما بكِ سعيدة هكذا؟ "
أمالت برأسها نحوه تبتسم بإتساع ثم التفتت برأسها تنظر إلى ييدام فجفل الأخير من فعلتها
" جميعنا مدعوين إلى منزل كيونغسو بعد غد"
هزت حاجبيها إلى ييدام بخبث فتحمحم بإحراج يشيح بنظراته بعيداً عنها بينما زوجها أمسك بذقنها يجعلها تنظر إليه، و قد كانت حركته تلك قوية و مؤلمة جعلتها تتأوه مُغلقة عينيها
" هذا مؤلم"
" و لماذا أنتِ سعيدة هكذا؟"
هسهس من بين أسنانه فضحكت سورين على غيرة والدها كما ضحك جي هون و ييدام
" سيطر على غيرتك قليلاً أوه سيهون"
تمتمت و هي تُداعب أسفل ذقنه بأناملها فانعقد حاجبيه
"ارفضي تلك الدعوة"
"لقد وافقت بالفعل"
" بعد غد سيكون زفاف البروفيسور مينسوك و أنا مدعوة إذا لا أظن أنني سأذهب معكم"
سورين قاطعتهما بقهقه خافتة فرفع سيهون حاجبيه إلى ماريا
" رأيتِ؟ لا أحد مُتفرغ...ثم مهلاً، من الذي دعاكِ؟ هل تحدثتي مع ذاك الـ... "
قبّلت ماريا شفتيه بسطحية تُقاطعه ثم قالت سريعاً
" زوجته هي من تحدثت معي و في الواقع وجودنا جميعاً لا يهم فهذه الدعوة المقصود بها شخصاً مُعيناً"
حرّكت ماريا عينيها نهاية حديثها نحو ييدام فارتفع كتفيه بعدم معرفة ما إن توجهت الأنظار نحوه
" السيدة دو أكدت على حضور ييدام بصفة خاصة كما أنني سمعت صوتاً أنثوياً بجانبها يُملي عليها ما تقوله لذا أعتقد أن الأمور واضحة "
" تُصبحـ ـون على خير "
ييدام انسحب بهدوء ليتوجه إلى غُرفته فأعادت ماريا نظراتها إلى زوجها و سرعان ما جفلت من نظراته الحادة
"ماذا؟ "
" امحي هذه الإبتسامة عن وجهك "
هسهس بحنق ثم التفت ينظر إلى الجانب الآخر فارتفع طرف شفتيها بإنزعاج
" ما به هذا العجوز أصبح سريع الغضب؟ "
" الآن صرت عجوزاً بعد أن ظهر ذاك القصير المُزعج"
شخر ساخراً لتتسع أعين ماريا كونه سمعها و نظرت نحو سورين ثم ابتسمت إليها قبل أن تُعلّق بقصد استفزاز زوجها
"لكن أليس كيونغسو لطيفاً؟"
"لن نذهب إلى ذاك المنزل ماريا و إن نُطق إسم هذا الوغد بالمنزل مُجدداً سأقتله "
سيهون صاح بإنفعال فضمت شفتيها بقهقهة مكتومة كما فعلت سورين التي أخفت وجهها خلف كفيها كي لا يراها والدها فيغضب أكثر
__________________
بعد أن عُقد زواج مينسوك و آيونغ بالمحكمة اجتمع كلاهما مع المُقربين منهم بمقهى مفتوح أشبه بحديقة صغيرة
فستان آيونغ الأبيض كان رقيقاً بلا أي تطريز بينما رأسها قد زينه طوق من الياسمين في حين تركت شعرها مُنسدلاً خلف ظهرها
و بذلة مينسوك الرمادية قد حملت وردة بيضاء بجيبها العلوي و شعره قد تركه ينسدل فوق جبينه ما جعله يبدو أصغر سناً
جلسا متجاورين حيث منتصف الطاولة، السيد كيم جاور مينسوك بينما يقابله صديقه لوهان، و بجانبه جلست أخته شياو تشو بعدم راحة تُحاول إخفاء وجهها بثيابها
"أعتذر، هل تأخرت؟"
نبست سورين بإحراج ما إن وصلت فالتفت لوهان ينظر نحوها ثم وقف من مكانه سريعاً يُقابلها بإبتسامة مُتسعة
" وصلنا للتو"
همس بتنهيدة عميقة لحقتها قهقهة خافتة و هو يمد يديه نحوها يُمسك بتلك الحقيبة التي أحضرت بها هدية بسيطة للزوجين فعلّق مينسوك ممازحاً
" يُمكنك أن تحصل على الهدية إن كنت طامعاً بها لوهان"
ضحك الآخرين لينظر إليه لوهان بسخط ثم ألقي الحقيبة بوجهه ليلتقطها مينسوك
" أنت مُزعج"
هسهس ثم التفت مُجدداً إلى سورين التي شابكت كفيها معاً بخجل فجذب مقعداً يضعه على جانبه الآخر و أشار لها بأن تجلس فأمسكت بطرفي فستانها القصير و تقدمت لتجلس هناك
" تشو"
لوهان همس إلى أخته بلطف فهمهمت إليه تستفيق من شرودها ليُمسك بكفها بين خاصتيه و أشار إليها حيث سورين التي تجلس على جانبه الآخر
"هذه تكون سورين"
حرّكت عينيها نحو سورين التي ارتبكت من نظراتها ثم نظرت إلى لوهان مُجدداً فهمس يوضح
" إنها حبيبتي "
ارتفع حاجبي تشو بتفاجؤ فابتسم إليها لوهان و تحرك برأسه إلى الخلف قليلاً كي تتمكن من رؤية سورين
" مرحباً"
مدت كفها نحو سورين لتُصافحها الأخرى بإبتسامة بينما مينسوك أمال نحو عمه مُتسائلاً بضيق
"هل خالتي مازالت غاضبة مني؟"
ضم الآخر شفتيه ليهز رأسه إلى الجانبين ينفي ذلك ثم ابتسم بزيف
" هي مُتعبة قليلاً لذا لم تحضر ، لكنها ستأتي لزيارتكما لاحقاً"
همهم مينسوك بتفهم ثم اعتدل بجلسته و التفت ينظر إلى آيونغ
ابتسم حين رؤيتها تعبث بأناملها بخجل فاتكأ بمرفقه فوق الطاولة يجعل من رأسه قريباً من خاصتها و همس
" كان يجب أن تحضر طفلتنا اليوم"
همهمت بعدم فهم و عينيها قد اتسعتا قليلاً فضحك بخفوت لينقر أنفها بسبابته
"أقصد توتي"
"كنا سنبدو مجنونين إن اصطحبناها معنا إلى المحكمة"
قهقهت بصوتٍ مكتوم ليرفع كتفيه بعدم إهتمام
" لا يهم، ما يهمني هو أن نكون راضيين عما نفعله و سعيدين به "
" لو أخبرتني هذا باكراً لأحضرتها، أشتاق إليها من الآن"
عبست بزيف لينقر مينسوك شفتيها بقبلة سطحية فأصدر لوهان صوتاً مُتحمساً قبل أن يُصفّق و التفت ينظر نحو العاملين بالمقهى
"لدينا عروسين هنا، بدّل هذه الموسيقي و ضع أخري مناسبة يرقصان عليها "
" لا أعرف كيف أرقص "
آيونغ تحدثت بإحراج فوقف مينسوك من مكانه حين تبدلت الموسيقي و مد كفه نحوها يدعوها للرقص
" لا أعرف كيف أرقص أيضاً "
رفع كتفيه نهاية حديثه فضمت آيونغ شفتيها لتُمسك بكفه ثم سارت معه على بُعد خطوات من الطاولة فاستدارت سورين تضع كفيها على مسند مقعدها من الخلف و اتكأت بذقنها فوقهما بينما تُراقبهما ففعل لوهان المثل
لكن لا السيد كيم أو حتى تشو تمكنا من الشعور بالسعادة مثلهم
كلاً منهما كان شارداً بمشاكله الخاصة
مينسوك أمسك بإحدى كفي آيونغ و ذراعه الأخري التفت حول خصرها بينما كفها هي قد استقرت فوق كتفه
يتبادلان النظرات بإبتسامات رقيقة مُحبة تعلو شفتيهما بينما يتمايلان بعدم اتقان مع تلك الموسيقى التي يتردد صداها بالأرجاء إلا أنهما لم يكونا مُهتمين لذلك
ما يهم أنهما معاً
حرك لوهان عينيه يسترق نظرة نحو سورين فرأي كيف تلمع عينيها كما يحدث بكل مرة تكون مُتحمسة و سعيدة لأمر ما...سورين لطالما كانت ضعيفة أمام قصص الحب
اتسعت ابتسامته ليجذب إحدي كفيها من أسفل ذقنها فالتفتت تنظر إليه بتساؤل لكنه لم يقل شيئاً، فقط شابك أناملهما سوياً ليُقبّل كفها تلك ثم أعاد نظراته نحو صديقه و زوجته
فضمت سورين شفتيها بإبتسامة خجولة و التفتت هي الأخرى تنظر إلى العروسين
"قُبلة، قُبلة"
لوهان هتف بحماس ما إن توقفت الموسيقى فألقت آيونغ رأسها على كتف مينسوك بقهقهة خافتة بينما سورين جذبت يدها من خاصة لوهان بخجل
" توقف"
همست إلى لوهان لكنه لم يستمع إليها و ظل يُزعج صديقه الذي لم يكن مُنزعجاً من هذا في الواقع
مينسوك دفع آيونغ قليلاً بينما يخفض رأسه كي ينظر إليها و بطرف سبابته و إبهامه أمسك بذقنها بلطف يرفع رأسها نحوه ثم انحني يلتقط شفتها السُفلي بقبُلة رقيقة ليُصفّق لوهان بحماس، فأخفت سورين وجهها خلف كفيها بخجل
بينما في شركة بانغ....ييدام كان يجلس خلف مكتبه و على المقعد المُقابل له يجلس أحد الموظفين يناقشه بشيء ما
و أمام الباب في الخارج هايلي كانت تتجول ذهاباً و إياباً تحاول لفت نظره نحوها لكنها قد لفتت نظر الجميع بفعلتها إلا هو الذي تجاهلها بشكل كامل
" اتركهم مع...يونا"
ذاك الموظف انحني إليه بإحترام ليسير حيث مكتب يونا الذي لا يبعد عنه سوي بضعة خطوات، فرفع ييدام بعدها رأسه ينظر نحو تلك التي تسير ذهاباً و إياباً أمام مكتبه من الخارج
"دو هايلي"
هتف بإسمها فانتفضت بفزع و كادت ترتطم بالباب لولا أنها تداركت نفسها
" سيد ييدام"
بإبتسامة متوترة أجابته و لم تجرؤ على الدخول فأشار إليها بجدية
" إلي غُرفة الإجتمـ ـاعات"
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top