20
Start
لوهان جلس مُقابلاً إلى سيهون و ماريا يتلاعب بأنامله بتوتر
بسبب انشغال سيهون كان عليه الإنتظار يومين حتى يتمكن سيهون من تفريغ جدول أعماله من أجل هذا اللقاء
"حسناً؟"
سيهون أمال برأسه و حاجيبه المُنعقدين بجدية لم يُساعدا لوهان في إيجاد الكلمات التي تدرب عليها قبل يومين
" قُلت أنك تُريد مُقابلتنا دون معرفة سورين؟"
نبرة ماريا أمالت إلى التساؤل ليبتلع لوهان ريقه
" لا أعرف من أين أبدأ"
تمتم بتوتر ليتنهد سيهون بعمق ثم شابك أنامله فوق الطاولة بعدما أشار إليه بأحد كفيه
" ادخل بالموضوع مُباشرة و لا داعي للمُقدمات"
أومأ لوهان ثم تحمحم و هو يتحرك في مكانه بعدم راحة فلا يبدو سيهون كشخص سيتفهمه
ربما يكسر عنقه بمجرد أن يعرف أن عمه يكون رجلاً مثل شياو فونغ
" تعرفان أنني عُدت إلى الصين للإطمئنان على أختي الكُبري"
ابتدأ حديثه بنبرة خافتة ليومئ سيهون بينما ماريا قد همهمت تؤكد معرفتها بذلك
" لقد انقطع الإتصال معها منذ فترة طويلة و هذا كان سبب قلقي، لكن بالرغم من ذهابي إلى الصين أنا لم أتمكن من رؤيتها"
انعقد حاجبي ماريا بإستغراب فابتلع لوهان ريقه للمرة التي لا تُعد و استكمل
" وجدت منزل والداي قد بيع لذا كان علىّ لقاء عمي بما أنه الشخص الوحيد الذي يعرف بكل شيئ...عمي...شياو فنغ يكون عمي "
" من شياو فنغ؟ "
سيهون سأله بقلق قد بدى بملامحه و التفت ينظر إلى زوجته التي لم تكن أقل قلقاً عنه
شياو فونغ لم يكن اسماً يُمكن نسيانه بسهولة
_______________
شياو فنغ pov
سنوات حياتي أضعتها في السجن بسبب خيانة يون ماريا لي
دراما المرأة النزيهة التي افتعلتها لم تزدني سوى حنقاً عليها فهل نسيت حقيقتها؟
بموت أخي كبرت أعمالي فلم يكن ليجرؤ على ترك كل شيئ لأبنائه كي لا يُدركوا الخفايا بداخل ملهاه الليلي
فإن قُمت أنا سابقاً بما يُشابه تأجير الأرحام هنا في كوريا هو فعل الأضعاف في الصين، بل كنت أنا جزءاً من أعماله...جزءاً صغيراً للغاية
و الآن كل هذا أصبح ملكاً لي، رجالي أقوى من السابق إلا أنني لم أجد طريقتي التي سأنتقم بها من يون ماريا على ما فعلته بي
راقبتها من بعيد لسنوات و كلما وضعت خطة تفشل، هذا حتى قابلتني صورة تجمع ابن أخي الوحيد مع ابنة يون ماريا
و هذا كان قدري
حان وقت الإنتقام فلا يؤلم جرحك بقدر جرح ابنك
أردت جعلها نسخة من النساء اللاتي كرهت والدتها أن تكون جزءاً منهن ، لو أن لوهان وافق على جرجرتها إلى المكان المُناسب لكنت وضعت بداخلها طفل أي رجل كان وحينها لتتذوق ماريا العذاب
لم أُخبر لوهان بتلك التفاصيل لأنني واثق بأنه جبان و لن يوافق لذا طالبته بكسر قلبها فقط و حتى ذلك كنت واثقاـ من كونه سيكون أضعف من أن يفعله
لطالما كان ذلك الأحمق مُختلفاً عني أنا و والده لذا لحقت به إلى كوريا ثم وضعته تحت المُراقبة اتأكد مما سيفعله
و كما توقعت...السافل باعني من أجل ابنة يون ماريا، و كأن التاريخ يتكرر فماريا من قبل ألقت بي إلى الشرطة دون التفكير بأنني أويتها و بدايتها كانت معي فلولاي لما وجدت ما يعيلها هي و كاثرين
وها هو ابن أخي يتخلى عني أيضاً
إن تم التخلي عني بواسطة الجميع فلن أعود إلى الصين دون تحقيق شيئاً
لا أعلم إن كان ما سأفعله قد يفيدني بشيئ من جانب ماريا
لكن لوهان فليعرف أن مُعاداتي أوصلته إلى النتيجة التي يخشاها
" طلبت رؤيتي سيدي؟"
استدرت أواجهها فقابلتني بإبتسامة بسيطة، يُمكنني من خلال نظرات عينيها أن أُدرك أنها لم ترث عن والدتها سوى الجمال
أما الغرور و الوقاحة فلا يوجد مُنافس ليون ماريا بهذا الشأن
End pov
---------------------
سورين ابتلعت ريقها بتوتر من نظراته التي تتفحصها من الأعلى إلى الأسفل، و الرجال بالبذلات السوداء من حوله بدوا مُخيفين
تراجعت خطوة إلى الخلف بخوف حين أطال بنظراته المُتفحصة لها، فابتسم بجانبية ما إن لاحظ ذلك و مد كفه نحوها
" شياو فنغ...أنا أكون عمّ لوهان"
ارتفع حاجبي سورين بتفاجؤ فالآخر لا يُشبه لوهان البتة
و بتردد مدت كفها إليه تُصافحه بينما تُضيّق عينيها بحذر...هذا الرجل أمامها لم يبدو مُريحاً
_________________
" كيف سينتقم منا فقط بكسر قلب سورين؟ شياو فونغ لن يلتزم الصمت طوال هذه السنوات و يُقرر فجأة أن ينتقم بجرح مشاعر ابنتنا فقط"
سيهون نبس بعدم فهم ليتبادل لوهان النظرات بينهما بتيهٍ فعلى عكس ما توقع لم ينفعل أي منهما
سيهون كان يُفكر بهدوء يُناقض ماريا التي تبدو على وشك الإنهيار
" لم يكن سيكتفي بهذا "
ماريا شهقت بإختناق لتضع كفيها فوق شفتيها تحاول منع نفسها من البُكاء لينظر إليها الرجلين هنا بعدم فهم
"شياو فونغ لم يكن ليكتفي أبداً بهذا الإنتقام"
جسدها أخذ يتحرك إلى الأمام و الخلف بتوتر فجذبها سيهون يحتضنها بجانبية مُربتاً على كتفها بلطف كي تهدأ
" لكنه قال بأنه..."
لوهان حاول التبرير...ليس عن عمه و إنما لنفسه فماذا إن كانت خطة عمه مُختلفة؟!
هل كان ليُشارك بشيئ أسوأ من هذا
" لقد وضع السيناريو الكامل، بدءاً من الكلمات المعسولة و إنتهاء بالموعد و المكان حيث ستُنهي علاقتك بها...شياو فونغ أراد أن... "
ماريا قاطعته بضيق لكن غُصة قاطعت حديثها لتُخفي وجهها خلف كفيها
"يا إلهي، أنا من أوصلت أبنائي إلى هذه النقطة"
"إهدئي ماريا، هذا من الماضي و لا داعي لتُحمّلي نفسكِ المسؤولية "
اختتم حديثه الجدي بقُبلة وضعها على جانب رأسها ثم التفت ينظر إلى لوهان المُشتت
" نحتاج إلى بعض المعلومات حول أختك، زوجها و حتى عمك و مقر عمله "
" الصين كبيرة للغاية فهل سنتمكن من إيجادها؟ "
لوهان قضم أظافره بتوتر فمد سيهون كفه الحُرّة نحوه يُربت على يده التي تستقر فوق الطاولة، و همهم إليه مُطمئناً إياه
" هذه المعلومات مع حساب شهور حمل أختك يُمكننا معرفة تفاصيل أكثر لذا ستتقلص المساحة التي سنبحث بها كما سيُصبح الأمر أسهل...انتظر لحظة "
أشار إليه نهاية حديثه لتبتعد عنه ماريا بينما تنظر إلى ما يفعله حين أخرج هاتفه يتصل بشخص ما
"مرحباً ييشينغ...هل أنت مُتفرغ الآن؟ "
" أقوم بدراسة قضية ما في الوقت الحالي "
ييشينغ أجابه بهدوء فهمهم سيهون
" هناك أمر عاجل أرغب بمُناقشته معك "
" هل يُمكنك تأجيله؟ إنها قضية مُهـ..."
" أمر يخص شياو فنغ "
سيهون قاطعه بنفاذ صبر فرفع لوهان عينيه نحوه بإستغراب فهل كان عمه معروفاً هكذا؟!...بينما حاجبي ييشينغ انعقدا يحاول تذكر هذا الإسم حتى اتسعت عينيه
"لا تقلها "
" نعم، يبدو أنه يرغب بالعبث في حياتنا الآن "
" تباً "
____________________
" مرحباً "
رفع ييدام رأسه ينظر نحو الباب حيث صوت إمرأة أفسد هدوء المكتب فاستقام سريعاً حين تعرف على هويتها
"سيدة رو..زان"
تمتم بتفاجؤ ثم هز رأسه يُشير إليها حيث المقعد أمام مكتبه فتحركت جانباً تسمح لزوجها بالمرور
" هلا تحدثنا وحدنا سيد بانغ؟ "
نبس بجدية فالتفت ييدام ينظر إلى يونا فابتلعت ريقها بتوتر...السيد ايم يبدو غاضباً تقريباً
المقصود سار نحوهما ثم أشار إليهما بإنحناءة بسيطة كي يلحقا به و سبقهما حيث غُرفة الإجتماعات
"تفضلا"
أشار إليهما بالجلوس فجلسا على يساره حيث ترأس هو الطاولة ثم التفت برأسه نحوهما يُعطيهما انتباهه
" أعتقد أنك لربما تتعرف على هذا الملف سيد بانغ"
تحدث السيد ايم بجدية فمدت زوجته الملف نحو ييدام ليلتقطه يرى ما بداخله
قبل فتحه كان يعرف أنه عمل مُتدربيه، و بعد فتحه تأكد من ذلك بسبب إمضائهما المتواجد أسفل أعمالهما تلك
همهم ييدام و أغلق الملف يضعه أمامه ثم رفع عينيه نحو السيد ايم
" ما رأيك؟ "
" تعرف هذا جيـ ـداً سيد ايم...إن لم يُعجبني عملهما فـ فلماذا قد يُصبحا مُتدربين...لدي؟"
أجابه بثقة يختم حديثه بإبتسامة بسيطة فهمهم الآخر بينما يومئ إليه
" هذا العمل يُعجبني أيضاً لذا...إذا لم تُمانع يُمكننا أن نعمل معاً؟"
السيدة روزان نبست بإبتسامة رقيقة ثم جذبت الملف مُجدداً تُلقي نظرة بداخله
" عملهما رائع بالنسبة إلى مُتدربين، و بسبب مُشكلتك مؤخراً سيد بانغ فلن يكون هناك العديد من الشركات أو المراكز التجارية التي سترغب بالتعامل معك و هذا من حسن حظنا فهل يُمكننا أن نكون المُستفيدين الوحيدين من هذه المواهب؟ ...على الأقل في الوقت الحالي حتى يعود عملك كالسابق "
أكملت دون أن تمحي بسمتها تلك، و زوجها أومأ موافقاً إياها
" يُمكننا إعادة وضع شروط جديدة تُناسبك سيد بانغ و لكن لدي شرطاً هاماً "
همهم ييدام يُنصت إلى شرطه هذا، و بالرغم من أنه لم يُعجب به كثيراً إلا أنه لم يتخذ قراراً بشأنه فبالنهاية لا حق له بذلك
"اعذراني"
استأذن لبعض الوقت و خرج من غرفة الإجتماعات تاركاً الزوجين يتناقشان، بينما هو توجه حيث غُرفة المُتدربين
طرق الباب ثم دخل ليقفوا سريعاً ينحنون إليه بإحترام فأشار إلى يون سوك و هايلي أن يلحقا به
و كلاهما ارتبك لذلك، لم يبتسم...و كان عاقداً حاجبيه
هذا مُخيف
دخلا خلفه إلى غُرفة الإجتماعات ليتسمرا بمكانهما لوهلة حين رؤية السيدة روزان مع زوجها هناك لكن سرعان ما عادت هايلي إلى صوابها و جذبت يون سوك من طرف قميصه ليتقدما منهما
انحنيا قبل أن يجلسا مُقابلين إلى الزوجين، و لبعض الوقت ظل الجميع هادئاً إلى أن نبس ييدام بهدوء
" السيد ايم يرغب بـ.. بتوقيع عقد معنـ ـا... لكن لديه شرطاً"
تحمسا في بداية حديثه لكن سرعان ما اهتزت سعادتهما حين أكمل حديثه بنبرة بدت غير مُريحة لهما، و كأن هذا الشرط لا يُعجبه
" ليكن المشروع الأول مُشتركاً بين يون سوك و موظف آخر كي لا يكون العمل لمُتدربين فقط، كما أنكِ ابنة صديقي كيونغسو و كما قُلتي سابقاً لا ترغبين بإستغلال اسم والدكِ لذا هذا أفضل لكلينا كي نتجنب الشائعات"
يون سوك التفت بصدمة ينظر إلى هايلي التي لاتزال تستوعب ما قاله الآخر...هل تم التخلي عنها للتو؟
" لم أفهم"
قهقهت بتوتر و هي تتبادل النظرات بينهم فأخفض ييدام رأسه بتنهيدة ثقيلة ثم أشار إلى السيد ايم
" يُمـ ـكنك أن تمنحنا وقتاً...للتفكير سيد ايم؟ "
"بالطبع، لنلتقي الأسبوع القادم مثل اليوم سيد بانغ، تكونوا قد اتخذتم قراركم"
همهم ييدام و وقف من مكانه ليُصافح الزوجين ثم سار معهما يوجههما إلى الخارج فأمال يون سوك برأسه ينظر إلى هايلي المُتجمدة بمكانها
" لنرفض هذا، إما نعمل معاً أو لا نفعل "
قال بصرامة ثم تكتف بعبوس لينظر أمامه بينما الأخري عانقت يديها معاً تضغط عليهما بقوة في محاولة فاشلة لتهدئة نفسها
لكن هذا كان صعباً فكلما حاولت إيجاد فرصة لتُثبت نفسها إلى عائلتها تفشل...يبدو أنها لن تتمكن من فعل هذا أبداً
" يون سوك "
استدار حيث يقف ييدام فأشار إليه الأخير برأسه أن يخرج ليفعل ذلك بعدما رمق هايلي بنظرة سريعة
تقدم ييدام ليجلس مجاوراً لها حيث كان يون سوك ثم نبس بهدوء
" لا تُفكـ ـري في حل مُشكلتي و.. لا تُفكري في أي شيئ عدا نفسك..أعرف أنكِ تُـ تُريدين أن يفتخر بكِ الآخرين لذا...سأُخبركِ أنني فخـ ـور بكِ و هذه حقيقة و ليست...مُجرد مواساة"
استنشقت هايلي ماء أنفها لتشيح برأسها إلى الجانب الآخر كي لا يراها تبكي
" أردت أن ينجح هذا المشروع علي الأقل و أنا جزء منه "
تمتمت بعبوس فابتسم ييدام و أمال برأسه كي يراها بينما كفه ارتفعت نحو وجنتها يمسح دموعها بلطف
" و لم تبـ ـكين؟ يُمكننا رفض هذا المشـ ـروع"
" لكن ماذا عن مُشكلة الشركة؟"
ارتفع حاجبيها بتساؤل و التفتت تنظر إليه فابتعد قليلاً يترك بينهما مسافة مُريحه
" بحثـ ـت بالفعل عن طُرق أخري لـ ـحل هذه المُشكلة لذا لا...تقلقي فهناك بضعة حلول يُمكنني...تجربتها "
" حقاً؟ "
أمالت برأسها فضحك ييدام بخفة و هو يومئ إليها، بالنهاية هو لم يكن ليعتمد على مُتدربيه و لا يُمانع البدء من جديد
___________________
" ما طلبته مني قد فعلته لكن ماذا لو رفضت هايلي؟ عملها و زميلها يون سوك رائع، كما فُرصة العمل مع شركة بانغ من جديد لا يُمكن تعويضها"
السيد ايم نبس بهدوء و هو يرتشف القهوة بمكتبه بينما يتحدث مع صديقه عبر الهاتف و الذي لم يكن سوى كيونغسو والد هايلي
" إذا رفضت يُمكنك إدّعاء أنك تُفكر من جديد و لتلغي هذا الشرط "
" و ماذا ستستفيد أنت؟ "
عقد حاجبيه بعدم فهم فرفع كيونغسو كتفيه
" مجرد اختبارات لإبنتي، أريد رؤية ما إن كانت قد تغيرت حقاً"
__________________
" لقد حصلت على المعلومات اللازمة من لوهان، لكن الأمر يتطلب بعض الوقت فنحن لا نعرف إن كانت شياو تشو لاتزال بالصين أم لا "
ييشينغ نبس بجدية و عينيه تتبادل النظرات بين الثلاثة أمامه حيث انضم إليهم بالمقهى
البحث عن شياو تشو ربما أصبح أسهل بتلك المعلومات لكن هذا لا يعني أنه سهل فقد يتطلب أشهر و ربما عام أو أكثر
" ماذا لو عرف عمي أثناء بحثكم عنها أنني طلبت المُساعدة منكم؟ ألن يؤذي تشو؟"
لوهان همس بصوتٍ مُرتجف و بتلقائية التقت جفونه في حركة قوية حين ومضت بعقله فكرة أن عمه قد يتسبب في الأذية إلى أخته
"يؤذيها أكثر من ذلك يعني القتل و صدقني شياو فنغ مهما حدث سيظل جباناً على أن يتخذ خطوة كهذه "
ييشينغ أجابه بصدق ليرفع كتفيه نهاية حديثه فحرّك لوهان عينيه نحو ماريا و كأنه يتأكد منها
فما فهمه من كل ما قيل هنا أنها أكثر شخص على معرفة بعمه
" لو يمتلك القدرة على القتل لقتلني منذ زمن "
تمتمت ماريا تؤكد حديث ييشينغ فتنهد لوهان براحة بينما قلب سيهون قد انقبض لنبرة ماريا تلك
و كأنها تُفكر في شيئ سيئ
ولا يوجد أسوأ من أفكار ماريا حين ترغب بالإنتقام
"إنها كاثرين"
همست ماريا حين رأت اسم صديقتها يعلو شاشة هاتفها، و كادت تُجيب لكنها تراجعت سريعاً تُبرر
" لست بمزاج إلى التحدث الآن، أخشى أن أُخبرها بكل شيئ ولا أعتقد أن كاثرين ستكون بخير بسماع إسم شياو فنغ"
وضعت هاتفها على وضع الإهتزاز حين طلبتها كاثرين مُجدداً، و مع كل مرة تتصل تجاهلتها ماريا فما كان بمقدورها إدّعاء أنها بخير، و كاثرين ستُلاحظ سريعاً
"تتصل بي! "
ارتفع حاجبي ييشينغ بتفاجؤ ليُجيب إتصال زوجته، و سرعان ما تبدلت ملامحه و انتفض من مكانه بقلق
"إهدئي كاثي..لماذا تبكين؟"
تحدث بلطف محاولاً تهدئتها فجذب أنظار الجميع نحوه حين التزم الصمت لبعض الوقت حتى أغلق هاتفه
" ماذا..حدث مع كاثرين؟"
بتردد ماريا نطقت فابتلع ييشينغ ريقه و بضيق التفت ينظر إلى صديقه الذي انعقد حاجبيه في المُقابل
" سورين...كانت بمنزلنا "
ارتفع حاجبي لوهان بعدم فهم و هو يراقب ملامحهم مُحاولاً إستيعاب ردود أفعالهم، في حين ترّقبت ماريا ما سيقوله ييشينغ تالياً كما كان سيهون
" شياو فنغ هُنا"
زم ييشينغ شفتيه في خط مُستقيم ليُحرك عينيه نحو لوهان ثم أكمل
" لقد أخبر سورين بكل شيئ...لذا هي ذهبت إلى منزلنا كي تتأكد من كاثرين، لقد حاولت منعها من المُغادرة لكنها قالت أن سورين بدت غريبة للغاية و من الصعب إيقافها"
"يجب أن نرحل"
وقف سيهون من مكانه و أمسك بكف ماريا يجذبها معه إلى خارج المقهي على عجلٍ فلحق بهما لوهان سريعاً
" هل يُمكنني الذهاب معكما؟ "
" لا، ابقي بعيداً عن سورين حتى نجد حلاً لكل هذا "
سيهون رفض دون أن يلتفت نحوه بينما يُساعد ماريا بالصعود إلى السيارة ثم غادرا المكان تاركين لوهان يقف هناك بجسد يتحرك في مكانه بتوتر و خوف
" أعرف هدوءك هذا جيداً ماريا لذا إياكي و التفكير في ذلك فيكفي ما نحن به الآن "
بجدية حذّرها حين أوقف السيارة أمام المنزل فأومأت ماريا بصمت دون جدال ليتنهد بعمق قبل خروجه من السيارة
" ييدام هُنا أيضاً"
تمتمت ماريا حين رؤيتها سيارة ييدام تصطف بمكانها فدفعها سيهون بلطف من الخلف كي تتقدم من باب المنزل ثم دخل كلاهما ليُقابلهما صوت تكسير قادم من المطبخ و صوت ييدام العالي اختلط مع صوت صراخ أخته محاولاً تهدئتها
" أخبـ ـريني من أزعجكِ و أعدكِ سوف...أُلقنه درسـ ـاً لكن إهدئي رجاءً سورين"
كاد يبكي حين رؤيته حالتها تلك، سورين بدت في عالم آخر و كأنها ترى شيئاً لا يراه هو و قد كانت كذلك بالفعل
عينيها تذرفان الدموع بلا توقف و صُراخها عاجز عن إطفاء الحريق بداخلها
سورين لم تُخدع في لوهان فقط بل حتى والدتها
" سورين رجـ... "
" سورين "
قوطع ييدام حين تردد صوت ماريا تُنادي إبنتها حين وقفت بجانبه بصدر يعلو و يهبط بوتيرة سريعة بينما سيهون قد وقف خلفها فالتفت ييدام سريعاً ينظر إليهما بقلق
" لا أعرف ما...الذي يحدث إلى سوريـ ـن"
"هما يعرفان"
سورين قاطعته بحدة و صرخت مُجدداً تُلقي بذاك الكوب الزجاجي من يدها ثم أشارت نحوهما
" لقد كذبتم علينا، كُنتِ كاذبة معي"
أشارت إلى ماريا ثم جذبت شعرها بكفيها بقوة حتى ظهرت تلك الجروح الدامية التي تسببت بها إلى نفسها دون وعي منها
" كُنت طوال الوقت أعيش مع لصة بنفس المنزل، كُنت أفتخر بكِ أمام نفسي لكنكِ بالنهاية لم تكوني سوى لصة"
انعقد حاجبي ييدام لينظر إلى ماريا ثم سيهون بإستغراب فكلاهما يلتزم الصمت و كأن ما قالته سورين حقيقة
" ماذا تعنـ ـي بأنكِ.. لصة ؟"
رمش بعدم فهم يوجّه سؤاله إلى ماريا فضمت ماريا شفتيها و أشاحت بنظراتها بعيداً عنهما
و بخطوات واسعة اقتربت سورين من ييدام لتحتضن وجنتيه بقوة تجعله ينظر إليه قسراً فلوّثت وجنتيه بدماء كفيها
"هي...هي لصة ،كانت تعمل مع خالتي كاثرين، و تعرف ماذا؟ رئيسها بالعمل كان عمّ لوهان"
شهقت باكية لتُغلق ماريا عينيها بقوة في حين شعر سيهون بالقلق مع رؤيته سورين تتصرف كشخص فقد عقله
" هو أيضاً كاذب ييدام، لقد أراد فعل شيئ سيئ لي"
أخفضت كفيها عن وجنتي ييدام حتى أمسكت ببذلته ثم دفنت وجهها بصدره تبكي بصوتٍ عالٍ و تنتحب بألم فكل شيئ لم يكن سوى كذبة
لوهان كان أسوأ من أي شخص واعدته من قبل
" أنت أيضاً ستكون مثلهم"
دفعت ييدام على حين غُرّة فاندفع جسده إلى الخلف عدة خطوات
" الجميع يكذب عليّ"
"لا أحد يكذب عليكِ سورين، هذا من الماضي ولا داعي إلى ذِكر ذلك، أما بالنسبة إلى لوهان..."
سيهون اقترب منها بحذر أثناء حديثه فصرخت عليه تُقاطعه
" لا، الجميع يكذب حتى أنت"
أمسك بكفها و جذبها إلى صدره ليُحيطها بذراعيه بقوة فصرخت بينما تتحرك بعشوائية محاولة التحرر منه لكنه لم يتركها
تحمّل ضرباتها القوية و تحركاتها التي آلمته لكن كل ما كان يحاول سيهون فعله هو جعلها تشعر بالدفء و الراحة بين ذراعيه لعلها تهدأ
إلا أن ذلك قد استغرقه وقتاً طويلاً من التربيت على رأسها من الخلف
جسد سورين بدأ يسكن تدريجياً بين ذراعيه حتى شعر برأسها يُصبح ثقيلاً فوق صدره فاستنشق ماء أنفه و التفت ينظر إلى ييدام هامساً بصوتٍ مُتحشرج
" اتصل بالطبيب، و لتُخبر بيكهيون أن لا يُعيد جي هون إلى المنزل الليلة"
المقصود أومأ إليه ليبحث عن هاتفه بجيوبه بتيهٍ و عقل شارد حتى وجده ثم سار مُبتعداً عنهم يفعل كما طلب سيهون
انحني سيهون قليلاً ليحمل جسد سورين التي غابت عن الوعي ثم سار بها حيث غُرفتها ليضعها فوق سريرها، و جلس بجانبها مُمسكاً بكفها بقوة
و بصعوبة هو حاول السيطرة على نفسه كي لا يبكي إلا أنه فقد السيطرة على دموعه وأخذت تسيل على وجنتيه
سيهون يخشى أوقات كهذه...أن يشعر بأنه يخسر شخصاً ذات قيمة بالنسبة إليه، و أبنائه كما زوجته كانوا حياته بأكملها
ماريا وقفت أمام باب الغُرفة من الخارج و لم تجرؤ على الدخول
لم تتخيل أن يأتي يوم و تندم فيه على حياتها السابقة
" أمي"
ييدام همس بلطف واضعاً كفه فوق كتفها فاستدارت تنظر إليه بعبوس ثم انفجرت باكية قبل أن تُلقي برأسها فوق صدره و أحاطت خصره بذراعيها
بالنسبة إلى ييدام فما سمعه كان صادماً للغاية لكنه التزم الصمت و فضّل أن لا يُزيد الأمور سوءاً
فقط أحاط ماريا بذراعيه يحاول مواساتها
________________
" لا أرى كدمات بوجهك"
مينسوك مازح لوهان حين دخوله الغُرفة، استرق نظرة نحوه ثم أعاد عينيه إلى حاسوبه حيث يدرس لكنه سرعان ما حوّل أنظاره إلى صديقه الهادئ
"لم يقبلا مُساعدتك؟"
أمال برأسه بتساؤل فجلس لوهان على طرف سريره ثم رفع نظراته إليه بعبوس
" سورين عرفت بكل شيئ "
" كيف عرفت؟"
أعاد مينسوك مقعده إلى الخلف كي يقف ثم تقدم ليجلس على طرف سريره مُقابلاً إلى لوهان
" هل أخبرها والديها؟...لا ،مهلاً لقد عرفا للتو...أم أنك من أخبرتها؟"
ارتفع حاجبي مينسوك بعدم تصديق و كأن لوهان قد فعل ذلك فتنهد المُقابل له بعمق ثم ارتمي بظهره إلى الخلف حتى استقر على السرير
" عمي هُنا و هو من أخبرها"
" يا إلهي"
تمتم مينسوك بقلق ثم رفع قدميه عن الأرض و عقدهما سوياً
" لكنك لم تفعل شيئاً حتى أنك قابلت والديها..."
"الأمر مُعقد أكثر مما تتخيل، ثم أختي من جانب و سورين من جانب آخر...أنا حقاً مُرهق"
قاطعه بضيق ثم رفع ذراعه يضعه فوق عينيه يحجب الضوء من التسلل إليهما و يمنع دموعه من الخروج إلى العلن
مينسوك فرّق بين شفتيه عدة مرات محاولاً مواساة الآخر إلا أنه لم يجد ما يقوله فالتزم الصمت، و بقي يُراقبه بهدوء
____________________
الأوضاع لم تكن مُستقرة في منزل سيهون لعدة أيام مُتتالية فعلى الرغم من الهدوء الذي يُخيم على المكان إلا أنه كان معبأ بالألغام و الجميع يخشى اتخاذ خطوة أو التفوه بحرف يُسبب انفجارات لا يُمكن إيقافها
الصدمة التي تعرضت إليها سورين لم تكن بسيطة فشياو فونغ لم يُقصّر بكلماته
و ما زاد الأمور سوءاً أنها اكتشفت حقيقة والدتها
مشكلة سورين مع والدتها لم تكن أنها لصة، بل أنها لم تعرف بأن والدتها لصة
لم تمتلك الفرصة للدفاع عن والدتها كما كان أبناء كاثرين يفعلون لأنهم على معرفة تامة بحياة والدتهم السابقة على عكسها هي التي لم تعرف شيئاً
الأمر جرحها لأنها اضطرت إلى سماع حديث عم لوهان السام و لم تجرؤ على الدفاع عن والدتها ثم بووم... تفجرت حقيقة أخري و هي أنها لم تكن سوى لعبة بين يدي لوهان و عمه
لكن مع إضافة التفاصيل فعلى الرغم من أن لوهان لم يكن يعرف بأن عمه يرغب بتشويه سورين بتلك الطريقة البشعة حيث سيتسبب بحملها كما كان يفعل مع النساء بالسابق وكما يزاول مهنته الآن
إلا أن شياو فنغ قد أخبر سورين بهذه التفصيلة و هذا كسر ما بقى بداخل سورين من ثقة
شياو فنغ دمرها كما أراد و دمر حياة ابن أخيه كذلك
لكن كجزء من شخصيته الجبانة هو عاد إلى الصين سريعاً كي يكون بين رجاله جميعاً و كي لا تطوله يدي ماريا أو زوجها
ماريا حظرت نفسها من دخول غرفة سورين كي تكون الأخري بعيدة عن الحزن و التوتر الذي قد يُعيد إليها صدمتها
و ييدام سيزورها بكل ليلة كي يطمئن عليها بينما ادّعي أنه نسي كل ما قالته سورين إلى أن يحين الموعد المُناسب الذي ستتحدث فيه ماريا أو حتى سيهون عن ما قالته سورين
الوحيد بينهم الذي يدخل الغُرفة و يخرج براحة هو جي هون الذي ظن أن أخته مريضة فقط لذا يبقي معها كي يهتم بها
و الكثير من رسائل و اتصالات لوهان تم تجاهلها حتى تم حظره بواسطة سورين
"قهوة"
يون سوك مد كوب القهوة نحو ييدام فجذبه الآخر يرتشف منه القليل ثم احتضنه بكفيه فوق الطاولة بينما يعبث به دون أن ينظر إلى وجه المُقابل له، فكلاهما كان يجلس بمقهى الشركة
" حين بقى جي هون معنا بالمنزل قبل أيام شعرت بالغرابة، و البارحة سمعت والداي يتحدثان عن حالة سورين لذا تأكدت من وجود خطب ما...ما الذي يحدث؟"
أمال يون سوك برأسه يحاول جعل الآخر ينظر نحوه إلا أن ييدام قد أخفض رأسه أكثر يحاول أن لا ينظر إليه فتنهد يون سوك بعمق ثم ضحك يُغيّر الموضوع
" لو تركتم جي هون يوماً آخر مع أبي لإختطفه منكم و لن يُعيده مُجدداً "
بقي ييدام صامتاً يعبث بإبهاميه على كوب قهوته فجعّد يون سوك أنفه بضيق
و في جانب آخر، اقتحمت هارين غُرفة ابنة عمها بصخب تُعلن وصولها ثم ركضت نحو سورين تُلقي بنفسها فوقها لتتأوه الأخري بألم
" منذ عملك بتلك المشفى المشؤومة و لم نعد نلتقي كثيراً، هذا يجعلني أرغب بالبكاء"
هتفت بدرامية و هي تحتضن سورين بقوة ثم طبعت قُبلة قوية على وجنتها قبل أن تستقيم بجلستها
" أتعرفين؟ لقد حصلت على تذكرتين للعرض الأول لفيلم جديد، لا أعرف طاقم التمثيل حتى لكنهم سيكونوا متواجدين و هذا يعني أننا سنُقابل بعض المشاهير "
ضمت شفتيها بصراخ مكتوم و هي تلوّح بكفيها لكن أعين سورين كانت تُراقب الفراغ بينما ظلت نائمة بمكانها و لم تتحرك فتنهدت هارين و جذبتها بقوة كي تستقيم
" هيا سورين لقد طردني والدي من المنزل للمرة المئة و أحتاج إلى المواساة "
فردت ذراعيها على كلا جانبيها تُطالب الأخري بعناق لكن لم يصدر رد فعل من سورين
" إن لم تقومي الآن و تُبدلي ثيابك فسأفعل هذا بنفسي"
أمسكت بثياب سورين بتهديد فدفعتها الأخري بخشونة تصرخ عليها بإنفعال
" توقفي هارين "
جفلت هارين من ردة فعلها كما صُدمت سورين من فعلتها فعادت إلى الخلف قليلاً ثم ضمت كفيها معاً بعبوس
"آسفة"
همست بخفوت و كفيها تحركا بحركات خفيفة تحكهما سوياً إلى أن أصبحت حركاتها قوية دون أن تُدرك فابتلعت هارين ريقها و هي تُراقب ذلك بحذر ثم ابتسمت تقول بحماس مُزيف
"لن أُسامحك إن لم تأتي معي لحضور الفيلم"
" بوقت آخر هارين، فأنا مُتعبة الآن"
أمسكت يدها ترفض بلطف فجذبت هارين يدها بعيداً عنها و تكتفت بعبوس ترفض ذلك
"الآن و ليس لاحقاً...هيا سورين"
نزلت من فوق السرير لتجذب سورين من مرفقها، و رغم محاولات سورين في التمسك بالسرير إلا أنها فشلت أمام إزعاج هارين فاستسلمت و انتهى بها الأمر بسيارتها الخاصة حيث استلمت هارين أمر القيادة
" لنتناول الطعام أولاً لأنني جائعة ثم لنذهب إلى التسوق و بعدها ندخل الفيلم و..."
"سأفقد وعيي من الآن"
قاطعتها سورين بتنهيدة ثقيلة، و بجدية هي شعرت بالدوار لمجرد التخيل فضحكت الأخرى
" لذا الطعام أولاً كي تكوني بكامل قوتكِ و تتحملي ما سأفعله بكِ"
قهقهت بشرٍ نهاية حديثها و هي ترمق سورين بنظرة يُفترض بها أن تكون خبيثة إلا أنها جعلتها تبدو كالحمقاء فقهقهت سورين بخفوت ثم أشاحت بوجهها جانباً تنظر من خلال النافذة بجانبها
و ابتسامتها تلاشت سريعاً لتشرد من جديد و اغرورقت عينيها بالدموع فضمت هارين شفتيها بتفكير قبل أن تتحدث من جديد بالعديد من الترهات لكنها تمكنت من جذب إنتباه سورين مُجدداً
" هل تعرفين أن ييدام يُغازل مُتدربته...ماذا كان إسمها؟"
هارين نقرت علي ذقنها بتفكير حيث جلستا قبل دقائق بالمطعم - وجهتهما الأولي - فانعقد حاجبي سورين لتميل برأسها بتساؤل
" هايلي؟"
"ااه نعم، إنها هايلي"
صفّقت بحماس لتُشير إلى النادل ثم أعادت نظراتها إلى سورين تقول بتفاجؤ
" لم أتوقع أبداً أن يكون هذا ذوقه بالنساء، ظننته يحب الفتاة البسيطة...تعرفين! لطالما تخيلت أن حبيبة ييدام ستكون بائعة زهور رقيقة، صوتها خافت للغاية و وجنتيها تتوردان بخجل كلما تفاعلت مع من حولها"
"و لماذا بائعة زهور؟"
ضيّقت سورين عينيها بعدم فهم فرفعت الأخري كتفيها بعدم معرفة
" أتخيل دائماً بائعات الزهور كزهرة رقيقة تتجول بين مثيلاتها لذا ظننتها ستُناسب ييدام لكن بالنهاية أشعر بأن هايلي أيضاً تُناسبه...انظري إلى والداي، أبي كان زير نساء، فاشل دراسياً و يضع كُحل الأعين كمُغني روك مُتشرد بينما أمي..."
تنهدت تقلب عينيها ثم تكتفت
" مازلت لا أعرف ما الذي جذبها به حينها؟ "
" عمي بيكهيون لطيف، كان غريب أطوار لكنه لطيف "
" نعم لن أنكر هذا "
ابتسمت هارين بخجل مُزيف و ضمت قبضتها أمام شفتيها لتتنهد سورين بإبتسامة مُنكسرة و أخفضت عينيها عنها تنظر إلى الطاولة بشرود
_________________
" سيد ييدام"
المقصود مسّد جبينه بضيق قبل أن يلتفت إلى هايلي فسارت نحوه بخطوات واسعة حتى وقفت أمامه
" لست بخير منذ فترة"
شابكت كفيها معاً تعبث بهما بتوتر فهمهم ييدام بالإيجاب
" هل هذا بسببي؟"
ارتفع حاجبيه بإستغراب
" و لمَ قد يكـ ـون بسببكِ؟"
قضمت شفتها السُفلى و هي تُحرك عينيها في الأرجاء بعيداً عنه دون إجابة فابتسم بإرهاق ليُربت على كتفها
"لا...تقلقي فلا دخـ ـل لكِ بـ بهذا الأمر"
همهمت بتفهم فأومأ إليها ليدور حول سيارته يتوجه حيث الباب المُجاور لمقعده، و ما إن فتحه هتفت هايلي بتسرع
" هل سترفض إن دعوتك إلى العشاء؟"
توقف لوهلة ينظر إلى مقبض الباب الذي يُمسك به، هو بالفعل لا يرغب بالعودة إلى المنزل الآن
هذا لم يكن مُريحاً بالنسبة إليه خاصة في الآونة الأخيرة
و بالرغم من أن هايلي كانت مُخيفة أيضاً بالنسبة إليه لكنه رفع عينيه نحوها و أومأ يوافق على هذه الدعوة بدعوتها إلى الصعود لسيارته
" اصعدي"
__________________
"أوراق الطلاق جاهزة معي ينقصها التوقيع فقط، هل أحضرت المبلغ كله؟"
السيد كيم تحدث بصوتٍ خافت على هاتفه مع ابن أخيه فهمهم مينسوك ثم رمق الحقيبة بيده بنظرة سريعة
" معي، و ها أنا قد وصلت"
همهم السيد كيم ليخرج من الحديقة يتوجه حيث باب المنزل كي يفتحه فقابله مينسوك الذي أوشك على دق الجرس
" و أخيراً "
الأكبر أطلق تنهيدة عميقة و اقترب يحتضن مينسوك بقوة ثم وجّهه إلى الداخل بغرفة المعيشة حيث يجلس هيون بملل بجانب والدته التي لا تفهم أي مما يجري
" سأُنادي آيونغ"
السيد كيم أشار إليه بالإنتظار ليعود بخطواته إلى الخلف ثم التفت ليسير نحو غُرفة آيونغ بحماس
الوضع بالنسبة إلى مينسوك لم يكن مُريحاً فمن جهة ترمقه زوجة عمه بنظرات مُنزعجة، و من الجانب الآخر يجلس أمام ابن عمه كالغرباء
أو التشبيه الأدق هو كعدوين
مينسوك بدا هادئاً من الخارج لكنه من الداخل كان يحترق، صوت طفله تردد بأذنيه كما صوت ضحكاته و لا يدري حتى كيف تماسك كي لا يقتل هيون و يقطع شفتيه الباسمتين بإستهزاء تستفزانه
" مينسوك!"
هتفت آيونغ بتفاجؤ حين رؤيته لتركض نحوه فوقف من مكانه سريعاً و أمسك بيدها ما إن وقفت بجانبه فقلب هيون عينيه بملل ليُشير إليه
"أين المال؟"
حرّكت آيونغ عينيها بينهما بعدم فهم كما فعلت السيدة كيم لتسأل الأخيرة
" أموال ماذا و ما الذي يحدث هنا؟ "
أشارت بعينيها إلى كفي آيونغ و مينسوك المُتعانقين فتحمحم السيد كيم ليمد بأوراق الطلاق نحو ابنه بينما يُفسّر
" هيون و آيونغ سينفصلان اليوم "
اتسعت أعين آيونغ لتنظر إلى مينسوك و دون مقاومة انفرجت شفتيها بإبتسامة مُتحمسة بينما تضغط بكفها على خاصته
" من سينفصل؟ ما هذا الهراء؟"
السيدة كيم هسهست بحنق و تقدمت بخطوات واسعة من آيونغ تحاول فصل يدها عن خاصة مينسوك فأمسك هيون بالقلم يوقع على أوراق الطلاق بعدم إهتمام بينما السيد كيم أمسك يد زوجته بلطف هامساً
" ابقى هادئة، سأشرح لكِ كل شيئ لاحقاً"
فرّقت بين شفتيها و كادت تعترض فضغط على كفها بقوة كي تلتزم الصمت
" ها قد وقّعت، أين أموالي؟"
هيون نبس ببرود أثناء إغلاقه غطاء قلمه فرمقته والدته بعدم تصديق
" الأوراق التي تدينهم"
مينسوك تحدث بحذر فزم هيون شفتيه بملل و هو يُخرج الأوراق من أسفل الوسادة بجانبه ثم مدها نحو مينسوك ليجذبها الآخر بحركة سريعة يتأكد منها
" كيف نثق أنك لا تمتلك أي نسخة؟"
" ليس و كأنني أهتم لذلك"
رفع كتفيه بعدم اهتمام ثم وقف من مكانه و اقترب من ابن عمه يجذب الحقيبة من أمامه و قهقه
" احرصي على أن لا يتخلى عنكِ فلا نضمن الشخص الآخر الذي سيتم بيعك له"
أمسك بذقن آيونغ نهاية حديثه فدفعت يده بعيداً عنها بتقزز و اقتربت من مينسوك تتشبث بذراعه فربت على يدها بلطف بينما يتجاهل هيون الذي سار حيث باب المنزل بضحكات ساخرة يُصدرها
" اجمعي ثيابكِ و لنُغادر"
ابتلعت ريقها بتوتر و عادت إلى الخلف بحذر تخشى أن يكون ذلك مجرد حلم كما أحلامها التي تبدو واقعية
ركضت إلى غُرفتها سريعاً تجمع ثيابها بعشوائية تخشى إن تأخرت قد يختفي مينسوك و كأن كل ذلك لم يحدث
To be continued......
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top