18
Start
ييدام جلس مُتكتفاً ينظر بهدوء إلى القابعين أمامه، و التوتر الواضح عليهما يكشف أن ما يعرفه ليس مجرد سوء فهم
و نظرات ييدام كانت كفيلة لأن يُدركا بأنه قد اكتشف ما فعلاه من وراء ظهره
" تحدثا"
رفع حاجبيه يُشير إليهما بالبدء فرمش يون سوك بوتيرة سريعة بينما هايلي قد ابتلعت ريقها ثم تحمحمت و اعتدلت بجلستها
" هل تُريد أن أتحدث عن نفسي؟ هل هذا يعني أنك و أخيراً وافقت علي أن نكون صديقين؟"
اقتربت تستند بمرفقيها فوق الطاولة و ابتسمت بثقة و كأنها ليست متوترة فارتفع حاجبي يون سوك بتفاجؤ من تمثيلها المُتقن لكنه سرعان ما انغمس معها بالدور و لكم كتفها
" توقفي عن السعي خلفه فهو لن يكون صديقاً لكِ أو أكثر من مُديرك "
التفتت هايلي ترمقه بحدة بسبب قبضته القوية التي لكمتها فأشار بعينيه بحركة سريعة نحو ييدام كي تفهم ما يفعله و هي سرعان ما فهمت
لكن ييدام لم يغفل عن تحركاتهما تلك فقلب عينيه بملل ثم أشار لهما بكفه
" حين تنتهي هـ هذه الدراما فلتـ ـتحدثا عن الـ..الشيء الذي دفعـ ـكما لزيارة مكتب السيدة...روزان "
" من؟ ماذا؟ روزان؟ هل سافرتي فرنسا دون إخباري هايلي؟"
يون سوك تخصر بجهل مُزيف فقلبت هايلي شفتيها تُحرك رأسها إلى الجانبين تنفي ذلك ثم رفعت كتفيها بعدم معرفة
" لا أعرف عن ماذا يتحدث "
زفر ييدام ليضرب بكفه علي الطاولة أمامه فانتفض كلاهما
" لمَ و بـ ـدون إذن مني...ذهبتما إلي...الـسيدة روزان؟ لقد وضعتـ ـماني بموقف مُـ مُحرج أمامها و...أمام نفسي"
هسهس من بين أسنانه فقبض يون سوك على كف هايلي من أسفل الطاولة، بينما الأخري ابتسمت بزيف في وجه ييدام
" لم أعرف بأنها ثرثارة هكذا"
تمتمت هايلي بإنزعاج دون أن تمحو ابتسامتها المُصطنعة تلك فتكتف ييدام مرة أخرى رافعاً أحد حاجبيه
" لم تكـ ـن هي من أخبرتـ ـني...ستذهبان و تتراجعا عن ما قُـ قُلتماه، فأنا من سأتـ ـولي حل مُشكلتي بنفسي"
نبرته الآمرة لم تُعجب هايلي فشخرت ساخرة و قلبت عينيها قبل أن تتكتف هي الأخري
" ما خطبك يا هذا؟ نحن جميعنا نعمل بنفس المكان و المشكلة نتشاركها جميعاً لكن الخطأ يقع علي عاتقي أنا و هذا الأحمق بجانبي لذا نرغب بحل المشكلة التي تسببنا بها "
انفعلت بنهاية حديثها فارتفع حاجبي ييدام بتحذير و فرّق بين شفتيه كي يتحدث إلا أنها قاطعته بوقوفها من مكانها لتُكمل بغضب
" لا تطلب مني احترامك الآن لأننا خارج ساعات العمل و إلى جانب ذلك أنت بدأت تُزعجني بتصرفاتك هذه لذا نعم لن أحترمك و لن أُنصت إلى ما ستقوله و انتهى اللقاء إلى هنا"
ضربت علي الطاولة نهاية حديثها ثم حملت حقيبتها و سارت مُبتعدة عن الطاولة فوقف ييدام يهتف بإسمها بحدة
" دو هايلي "
التفتت إليه تُجيبه بعصبية
" ماذا؟ "
ضم يون سوك شفتيه و تحرك في مكانه بعدم راحة فكلاهما يتسبب في لفت الانتباه نحو طاولتهم، و ييدام هسهس يأمرها
"عودي إلى هُنا...الآن"
"لن أفعل"
عقدت ذراعيها إلى صدرها تدّعي القوة فضغط ييدام على أسنانه بحنق و بعينيه أشار نحو مقعدها ثم جلس مرة أخرى دون إضافة حديث فابتلعت هايلي ريقها و تقدمت تجلس في مكانها بتردد
"عُدت لأسمع ما ستقوله و ليس لأنني خائفة منك"
رفعت حاجبيها بعدم إهتمام مُزيف فتجاهلها قائلاً
" كلاكما لم يتسـ ـبب في تلك المُشكلة"
"لقد فعلنا، لو أننا لم نتشاجر منذ البداية لم تكن لتضعنا بهذا المشروع، و لو أنك لم تضعنا بهذا المشروع لم تكن لتنزعج مُساعدة السيد بارك "
يون سوك قاطعه يتحدث بجدية فأومأت هايلي توافقه ليبتسم ييدام بخفة
" لقد نجحتما بمُـ ـهمتكما، أما مُشكلة السيد بـ بارك لم تكن لكمـ ـا يداً بها...لذا لا تُحملا نفسكما عبء ما حدث فلـ ـو أخطأتما لقدمت لكما عقـ ـوبة و ليس مُكافأة "
" حسناً، لقد فهمنا "
اومأت إليه هايلي بإستسلام مُزيف ثم اقتربت بجذعها من الطاولة
"هيا، اطلب العشاء لنا فأنا جائعة "
تنهد ييدام بعمق ليهز رأسه إلى الجانبين مُدركاً أن حديثه لم يؤثر بها ثم أشار بيده إلى النادل
( و كأنه لم يقل شيئاً، لا تنسي موعدنا مع السيدة روزان غداً )
يون سوك قرأ الرسالة بعينيه حيث يُمسك بهاتفه أسفل الطاولة كما تفعل هايلي
( ظننتكِ استسلمتي حقاً)
أرفق رسالته بمُلصق ساخر ليرتفع طرف شفتي هايلي بسخرية
(أحمق، ماذا توقعت منك)
رمقها بطرف عينيه ثم نكزها بمرفقه بخفة لينعقد حاجبي ييدام بخفة بينما يُراقبهما بصمت
( انتظر حتى يُغادر ييدام و سأكسر ذراعك)
أرسل مُلصقاً ساخراً يُجيبها به فضمت شفتيها بحنق
( و لا تُمسك بيدي مُجدداً أيها المُتحرش)
بلل ييدام شفتيه و أراد أن يُخبرهما أنهما واضحين للغاية، لكنه سرعان ما تراجع و اكتفي بالمُراقبة في صمت و قد وثّق تلك الفكرة في عقله...هو لم يُخطئ حين قال أنهما مُتشابهين
كلاهما أحمق
_______________
"مينسوك...مرحباً"
وضع يديه على الأرض يحاول الوقوف في حين وقف الآخر بمكانه يتفحص المكان بذهول
فمنذ متى و صديقه غارق بين تلك الزُجاجات الفارغة كي تكون الرائحة بهذه القوة، و كيف وصل إلى هذه الحالة؟!
"مينـ ـسوك"
أصابته الحازوقة أثناء همسه بإسم الآخر، و قد فقد توازنه فأسرع مينسوك يحتضن جذعه يمنعه من الوقوع لتتجعد ملامحه بتقزز
" رائحتك قذرة"
تمتم ليسير بلوهان نحو السرير يجعله يجلس عليه لكن لوهان زحف بجسده سريعاً حتى جلس على الأرضية يبحث عن زجاجة خمر أخري قد تكون مُمتلئة فدفع مينسوك الزُجاجة التي أمسك بها
اقترب يجلس أمامه برُكبتيه و احتضن وجنتيه كي ينظر إليه
" ما خطبك لوهان؟ لم تتصرف بهذه الطريقة؟ و لمَ لمْ تُخبرني بأنك أتيت؟"
عقد حاجبيه بعدم فهم فضيّق لوهان عينيه بتفكير حتي اتسعت عينيه و دفع مينسوك كي يبتعد عنه
" لا..لا تتحدث معي..أنا شخص سيئ"
لوّح إليه بيديه كي يبتعد عنه و أمال بجسده يستند علي الأرض بكفيه محاولاً الإبتعاد عن مينسوك فجذبه الأخير يُعيده إلى مكانه مُجدداً
" تعال معي لتغتسل كي تستفيق ثم سنتحدث"
أمسك بكتفي لوهان يحاول مُساعدته فدفعه لوهان بكامل قوته حتي وقع بعيداً عنه ببضعة خطوات
" لا تقترب مني...هذا سيئ لسُمعتك، لقد قُمت بأذيتك أيضاً لذا ابتعد عني"
حديثه الهيستيري و محاولاته المُستميتة في الإبتعاد عن مينسوك جعلت الآخر مشوشاً و قلقاً
" شياو تشو..هل أصابها مكروهاً؟"
مينسوك تساءل بحذر فتوقف لوهان عن الحركة لبضعة لحظات ثم التفت بحركة سريعة ينظر إليه
" لا..أعلم "
تمتم بتقطع و عاد يجلس في مكانه ينظر إلى الأرض بأعين لامعة
" هل هذا عقاب ما فعلته بك؟ أم هذا عقاب والدي؟"
مسح بقبضته أسفل أنفه بقوة لينعقد حاجبي مينسوك بعدم فهم، حسب ما يذكر لم يفعل لوهان شيئاً سيئاً له
لذا أول فكرة خطرت بعقله أن هذا تأثير ثمالته
" أنا لم أُخبرك؟"
صفّق بحماس مُزيف و قهقه تزامناً مع سقوط دموعه على وجنتيه فابتلع مينسوك ريقه و اعتدل بجلسته تاركاً مسافة بينه و بين صديقه
" أبي كان يُتاجر بالنساء"
وضع كفه بجانب شفتيه يهمس و كأنه يقول سراً فاتسعت أعين مينسوك
" لذا أنا لا أندرج من عائلة محترمة، لا أستحق احترام طُلابي لي، و لا أستحقك كصديق لي"
" أعتقد أنك يجب أن تستفيق"
تنهد بعمق و اقترب من لوهان يُساعده بالوقوف فترك الآخر جسده بإستسلام يتحرك مع مينسوك بينما يُكمل حديثه
" و الآن يجب عليّ أن أخدع سورين و أُنقذ شياو تشو "
زفر بعمق ليضم مينسوك شفتيه يحاول كتم أنفاسه بسبب رائحة الآخر
و قبل أن يدخلا الحمام دفعه لوهان و اعترض طريقه قائلاً بإنفعال
" أنا أحب سورين...هناك الكثير من الأمور التي أرغب بتجربتها معها فلماذا يحدث هذا لي؟ لم أنا؟ لقد كنت شخصاً جيداً طوال حياتي "
اقترب من مينسوك يستند على كتفه ثم قهقه بعبوس
" لم حدث ذلك؟ أخبرته أنني سأُعطيه جميع أموالي، لقد سامحته أيضاً لأنه باع منزل والداي دون إذن مني ولا أريد منه أي شيئ...فقط..فقط أريد أن أعيش بسلام مع أختي و سورين "
أصابته حازوقة شديدة نهاية حديثه جعلته يفقد توازنه ليحتضنه مينسوك سريعاً و تنهد بعمق بينما يجر لوهان نحو الحوض أثناء استماعه إلى تذمرات لوهان حول لقائه مع عمه، و مع ما حدث مع أخته الكُبري
ساعده مينسوك في الإغتسال ثم جعله يرتدي ثياباً أخري نظيفة ليقوم بتنظيف تلك الفوضى التي تسبب فيها لوهان قبل أن يقوم بتحضير حساءً لأجله لعله يستفيق
و بعد دقائق طويلة هو عاد إلى غُرفة النوم ليجلس بجانب لوهان الذي لم يتمكن من النوم، فقط يُطالع السقف ببكاء صامت
" منذ متى و أنت هنا؟"
مينسوك سأله بهدوء فحرّك لوهان رأسه نحوه ينظر إليه بأعين ناعسة ثم رفع كفه أمامه يحاول العد إلا أن كفه قد وقع فوق وجهه بقوة جعلته يتأوه
" بالطبع لم تتناول شيئاً عدا زجاجات الخمر هذه، هل تحاول قتل نفسك؟"
وبّخه بغضب ليضع طبق الحساء فوق الطاولة ثم ساعده كي يعتدل بجلسته فعبست شفاه لوهان
"ماذا أفعل؟"
ضم شفتيه حين ارتجفتا فتنهد مينسوك بعمق
" لو أنني وُضعت بنفس الموقف سأساعد شياو تشو بدون تفكير، قد تنجرح مشاعر سورين لكنها سوف تتفهم لاحقاً"
" هل تعتقد ذلك؟"
ضيّق لوهان عينيه و هو يقترب برأسه من مينسوك فأمسكه الآخر من كتفيه يجعله يبتعد عنه كي لا يقع ثم أومأ إليه
" هذا عقابي، لا بُد أنه عقابي على ما فعلته بك "
ارتفع حاجبي مينسوك بتساؤل ليُمسك بذقن لوهان بلطف
" ماذا فعلت لي؟ أنت تُدرك أنني مينسوك، أليس كذلك؟"
__________________
" بيكهيون كان يسأل عن موعد مُناسب لإقامة الحفل، لكن يون سوك هو من رفض إقامته في الوقت الحالي "
سيهون تحدث بهدوء ثم قهقه نهاية حديثه لتنظر إليه ماريا بعدم تصديق فتنهد ييدام بعمق ليهز رأسه إلى الجانبين واثقاً أن المقصود رفض ذلك كونه انشغل في شيئ مع السيدة روزان بمشاركة هايلي
" هل يخشى أن يقوم بيكهيون بتوبيخه أمامنا بسبب أمر السيد بارك؟ "
ماريا أمالت برأسها بإستغراب فنفي سيهون برأسه
" بيكهيون لن يوبخه بهذا الشأن و يون سوك لن يهتم لأمر كهذا لذا لا أعلم سبب رغبته في تأجيل الحفل"
" نحن مشغولـ ـون للغاية هذه... الفترة لذا ربما هـ ـذا هو السبب "
ييدام نبس بهدوء فابتسم سيهون
" لقد تغير حقاً"
همهم ييدام بإبتسامة بسيطة و كان أول من غادر طاولة الإفطار فوقفت سورين هي الأخري من مكانها بهدوء لتحمل أغراضها ثم غادرت المنزل في صمت مُريب
" هل حدث شيئاً بينكما؟ "
بقلق سيهون تساءل فهزت ماريا رأسها إلى الجانبين
" أعتقد أنها قلقة بسبب لوهان، لم تُخبرني بشكل مباشر لكن من حديثها معى فهمت أنها قلقة بسبب اختفائه"
_____________
تأوه لوهان بألم و هو يتحرك في مكانه بعدم راحة ثم انكمش على نفسه يُمسك برأسه يشعر و كأنه سينفجر من شدة الألم
" كنت أعرف أن هيون من أغوي زوجتك و دفعها إلى الهرب لكنني لم أُخبرك "
صوته الثمل من الليلة السابقة تردد بأذنيه ليترك رأسه تدريجياً وعينيه قد اتسعتا بصدمة
استقام بحركة سريعة أثقلت رأسه لكنه و بعدم اهتمام للألم الذي يشعر به حرك عينيه في الأرجاء يتأكد أن ذلك مجرد حلم
لكن الغُرفة النظيفة، سرير مينسوك المُرتب و كذلك ثيابه التي تبدلت إلى أخري
كل ذلك يُشير إلى حقيقة تواجد مينسوك معه بالشقة في اليوم السابق...و ذلك يعني أنه ثرثر بما لم يكن يجب عليه أن يتفوه به
" يا إلهي، أنا ماذا فعلت؟"
ضم قدميه إلى صدره و انحني برأسه فوقهما يضرب جبينه برُكبتيه بينما يُردد سؤاله بنبرة مُختنقة
________________
Flash back
" هل رأيت آيونغ؟"
المُمرضة المسؤولة عن آيونغ اقتحمت غُرفة مينسوك على عجل تتساءل فهز رأسه بالنفي لتُلقي نظرة سريعة بأرجاء غُرفته قبل أن تُغادر باحثة عنها
و بعد لحظات من مُغادرتها أمال مينسوك برأسه نحو الباب يتأكد من كونه مُغلقاً ثم انحني برأسه ينظر إلى أسفل السرير حيث تختبئ آيونغ واضعة كفيها فوق شفتيها تكتم صوتها
" لقد غادرت"
همس بخفوت لتنظر إليه آيونغ بأعينها المُتسعة بخوف فـنمت ابتسامة على شفتي الآخر مُعجباً بعينيها العسليتين
" ألن تخرجي من هناك؟"
أمال برأسها قليلاً فأبعدت آيونغ كفيها عن شفتيها و نظرت إليه قليلاً قبل أن تهمس
" سوف تعود مرة أخرى"
تنهد مينسوك ليستند بكفيه على طرفي السرير كي يكون بوضعية مُريحة أكثر ثم ابتسم
" و ماذا فعلتي لتكوني خائفة هكذا؟"
" قال والداي أنني أصبحت بخير و يجب أن أُغادر المشفى لذا صرخت و جذبت شعري بقوة لكن الطبيب أراد وضع حقنة بذراعي فصفعته و هربت منهم "
رفعت كتفيها ببراءة نهاية حديثها، و الآخر قهقه على فعلتها فهذا يُفسر سبب بعثرة شعرها بهذه العشوائية
" لكن أليس من الجيد أن تعودي إلى المنزل؟ إنه أفضل من المشفى "
هزت رأسها بعنف تنفي ذلك
" يوجد لص في المنزل، و مينسوكي ليس هناك ليحميني "
زحفت بجسدها إلى الأمام حتي أصبح وجهها قريباً من خاصته و أكملت
" حين تُصبح بخير سنخرج من هنا سوياً"
"يُمكنكِ أن تخرجي الآن وحين أُصبح بخير سأذهب إلى منزلكِ لرؤيتك "
زمت آيونغ شفتيها بينما تقلب عينيها بتفكير ثم هزت رأسها ترفض ذلك
" سأنتظرك و لنخرج معاً ثم نذهب إلى منزلنا"
"منزلنا؟"
قهقه عاقداً حاجبيه بتساؤل فأومأت إليه آيونغ بإبتسامة مُتسعة
" حين نخرج من هنا سنتزوج كي نبقي معاً و تقوم بحمايتي و أنا أقوم بحمايتك"
أغلق مينسوك عينيه بتنهيدة عميقة ثم أعاد فتح عينيه ينظر إليها بإبتسامة بسيطة
" يُمكنني حمايتك دون الحاجة إلى زواج "
" لكنني أريد أن أتزوج بك"
" لماذا؟"
رمشت بضعة مرات و هي تتبادل النظرات مع عينيه ثم اقتربت منه أكثر لتُمسك وجنتيه و قبّلت شفتيه بقوة مما جعل من عينيه تتسعان بتفاجؤ
" لأنني أُحبك"
هتفت بسعادة لتضع كفيها على شفتيها بقهقهة مكتومة حين أدركت أن صوتها قد تعالى و قد يُكشف أمرها
و مينسوك استقام يعتدل بجلسته بهدوء محاولاً تنظيم أنفاسه بينما كفه تُربت على صدره بلطف حيث يُدغدغه قلبه
"مينسوك"
همست من أسفل السرير بقلق بسبب اختفائه فابتسم و ضم شفتيه سريعاً كي لا يضحك لتميل آيونغ برأسها
"مينسوك، هل أنت غاضب؟"
لم تتلقى منه رداً فحركت عينيها إلى الجانبين بقلق ثم خرجت من أسفل السرير بحذر و استقامت لتنفض ثيابها قبل أن تنظر إليه
" لست غاضباً مني، أليس كذلك؟ هل أنت غاضب لأنني أحبك؟"
عض مينسوك على شفته السُفلي يكبت ضحكته ثم أشار إليها بحاجبيه أن تقترب ففعلت ذلك و جلست على طرف السرير مُقابلة له حيث كان يجلس بمنتصف السرير تقريباً
" هل تُدركين معني ما قُلته؟"
آيونغ لم تكن غبية أو طفلة كي لا تُدرك معني كلمة كالزواج، و مينسوك يعرف ذلك إلا أنه أراد أن يتأكد مرة أخرى خشية أن يأمل دون داعٍ
" أنا أحبك، و أريد أن نتزوج"
همست بحذر و هي تقترب منه فابتسم مينسوك بحب و رفع كفيه نحو شعرها يُرتب خُصلاته بلطف
" أنت تُحبني؟"
سألته بقلق فأخفض عينيه يسترق نظرة نحو شفتيها ثم رفع عينيه نحو خاصتيها و أومأ بهمهمة خافتة
" أُحبكِ"
قهقهت بسعادة ثم نقرت شفتيه بقُبلة سريعة
" ماذا تفعلين؟"
تمتم بضحكة بسيطة و أنامله تعبث بشعرها المُبعثر فضمت آيونغ شفتيها لوهلة ثم قبّلت شفتيه مرة أخري مما جعله يضحك
بعثر شعرها مُجعداً أنفه بلطافة ثم أخفض كفيه يحتضن وجنتيها و ابتسم
عينيه تحركتا حيث شفتيها يسترق نظرة نحوهما ثم رفع نظراته مُجدداً إلى عينيها و هو يميل نحوها حتى تلامست شفتيهما
تموضع كفي آيونغ فوق كتفي مينسوك و عينيها أغلقتهما بقوة حين شعورها بشفتيه تتحركان فوق خاصتيها بلطف
و إبتسامة بسيطة نمت على شفتي مينسوك حين شعوره بإرتجافها
فصل القُبلة لوهلة ليميل برأسه إلى الجانب الآخر فتحررت تنهيدة من بين شفتي آيونغ قبل أن تُكتم أنفاسها مُجدداً بواسطة شفتي مينسوك التي تتنقل بين شفتيها بسلاسة و رّقة
ختم قُبلاته الطويلة بقُبلة أخيرة قصيرة نقر بها شفتيها ثم ابتعد عنها قليلاً لتُفرّق بين جفونها ببطئ إلى أن تلاقت نظراتهما فضمت شفتيها بإبتسامة و أنزلت عينيها عنه لتتسرب منه قهقهة خافتة
" يجب أن...أعود إلى غُرفتي"
ابتعدت عن السرير تتحدث بتلعثم ثم سارت نحو الباب بخطوات مُبعثرة تُبدي خجلها فترك مينسوك السرير هو الآخر و لحق بها
"آيونغ"
همهمت بتساؤل و التفتت إليه فابتسم بإتساع و تقدم يقطع الخطوتين بينهما ليُحيطها بذراعيه مُحتضناً إياها
" سأبقى إلى جانبكِ لذا لا تقلقي"
قبّل جانب رأسها ثم ابتعد عنها ليلوّح إليها فضمت شفتيها بإبتسامة و لوّحت إليه بخجل قبل أن تُغادر غُرفته
لكن كل ما تخيله مينسوك لم يحدث
استيقظ برأس ثقيل و لا يدري لم أطال النوم هكذا؟
لكن ابتسامة واسعة احتلت شفتيه حين تذكر ما حدث بالليلة السابقة
استقام بجذعه ينظر حوله فانعقد حاجبيه بإستغراب حين رؤيته عمه و زوجته يجلسان على طرفي سريره مُتقابلين
"بُني"
السيدة كيم هتفت بقلق و تركت مقعدها تقترب من مينسوك سريعاً ثم احتضنته بقوة لينظر إلى عمه بعدم فهم
" ما الأمر؟"
" أعرف أن ما مررت به لم يكن هيناً، لكن لماذا حاولت الإنتحار مرة أخرى؟ كيف أعيش بدونك مينسوك؟"
عمه أجابه بصوتٍ مُختنق فدفع زوجة عمه بلطف كي تبتعد عنه ثم تبادل النظرات بينهما بتشوش
"متى حاولت أن أنتحر؟ ماذا تقولان؟"
قهقه بعدم فهم لينظر الزوجين إلى بعضهما
" سأُخبر المُمرضة أنك استيقظت "
السيد كيم انسحب إلى خارج الغُرفة باحثاً عن المُمرضة التي أخبرتهم بحالة مينسوك، و بعد دقائق عاد معها ليدخلا الغُرفة سوياً
" لقد أقلقتنا عليك سيد كيم"
المُمرضة - التي يعرفها مينسوك جيداً- تحدثت بإبتسامة و تقدمت لتقف بجانبه تتفحصه فحرك مينسوك عينيه معها بعدم فهم
" أعتقد أن هناك سوء فهم فأنا بخير"
ثم أمال برأسه نحو تلك المُمرضة يهمس بتساؤل
" هل أتى والدي آيونغ اليوم؟"
جفلت الأخري بفزع و تراجعت خطوتين مُبتعدة عنه فانعقد حاجبيه مُستنكراً فعلتها
" مـ من؟"
ابتلعت ريقها بتوتر لينظر إليها السيد و السيدة كيم بإستغراب
" آيونغ، قالت البارحة أن والديها قادمين لإصطحابها إلى المنزل"
"من تكون آيونغ؟"
السيد كيم سأل بإهتمام لينظر إليه مينسوك
" إنها مريضة بالغُرفة المُجاورة لي"
" يبدو أنك لم تتحسن بعد، سوف أُنادي الطبيب"
نبست المُمرضة على عجل و بخطوات واسعة سارت نحو الباب فترك مينسوك السرير سريعاً و لحق بها ليُمسك بيدها
" قُلت أنني بخير، لم تتصرفين هكذا؟"
دفعها مُنزعجاً ثم تكتف
" هل رحلت مع والديها؟ أتخشين إخباري بذلك؟"
نبرته كانت قلقة بعض الشيئ إلا أنه ادّعي العكس فما بيده شيئ ليفعله سوى زيارة منزلها بعد خروجه من المشفى
" سيد مينسوك...لا يوجد شخص هنا بهذا الإسم"
ارتخت ملامحه تدريجياً ينظر إليها بعدم فهم حتى قهقه
"أي إسم؟ ما الذي تقولينه الآن؟ "
" بُني، إهدأ و..."
السيد كيم اقترب منه مُحاولاً التحدث فقاطعه مينسوك بخروجه من الغُرفة يركض إلى الغُرفة المجاورة لها، وبدون إذن اقتحمها فوجد مريضاً آخر ينام فوق سرير حبيبته
"من هذا؟ أين آيونغ؟"
" أخبرتك لا يوجد شخص هنا بهذا الإسم، رجاءً عُد إلى غُرفتك سيد مينسوك "
جذبته المُمرضة من ذراعه فدفعها بقوة حتى ارتطمت بالحائط ثم صاح بها بإنفعال
" لقد أتيتي معها إلى غُرفتي عدة مرات حتى أنكِ أتيتي إليّ البارحة تبحثين عنها فكيف لا يوجد شخص بهذا الإسم هااا ؟ "
" مينسوك فلتهدأ "
" لن أهدأ عمي ولا يطلب أي منكم مني أن أهدأ قبل أن تُخبروني أين آيونغ، أين هي؟"
زوجة عمه شهقت باكية، و عمه بكى بصمت حين رؤيته يبحث عن امرأة في أرجاء المشفى قد أنكر الجميع وجودها
و لعامين كاملين هو كان مجنوناً في نظر الآخرين، يبحث عن سراب لا وجود له
End flash back
_____________________
" لا تكن جباناً و تقدم هيا "
هايلي هسهست من بين أسنانها تدفع يون سوك لدخول غُرفة الإجتماعات بشركة السيدة روزان حيث من المفترض أن يلتقيا بها فابتلع الآخر ريقه و تقدم خطوة واحدة ثم توقف مُجدداً لتدفعه هايلي بقوة
ارتطم بالباب فتخطته و دخلت أولاً تجلس أمام السيدة روزان ليتحمحم يون سوك و استقام بوقفته سريعاً ليقوم بتعديل ثيابه ثم تقدم يجلس بجانبها
" إذاً..."
السيدة روزان رفعت حاجبيها بتساؤل لتبتسم هايلي ثم وقفت من مكانها تضع أمامها ملفاً
" هذا نموذج من عملي أنا و يون سوك"
أمسكت الأخري بالملف ثم عادت بظهرها إلى الخلف تستند به ضد مسند المقعد بينما تتنقل بين صفحات ذلك الملف
" هذا عملكما؟"
بعدما انتهت تساءلت فأومأ إليها يون سوك بينما نبست هايلي بثقة
" إن كُنتِ لا تُصدقين يُمكننا أن نُصمم شيئاً آخر من اختياركِ و الآن "
رفعت أحد حاجبيها نهاية حديثها فقهقهت السيدة روزان و هي تهز رأسها إلى الجانبين
" أُصدق هذا بالفعل فأنتما مُتدربين لدي السيد بانغ و لكن...أعتقد أنكما تعرفان بالفعل أن السيد بانغ لم يتفق مع زوجي في العمل سابقاً و من الصعب أن يوافق الآن "
" لكنكِ وافقتي على هذا اللقاء"
يون سوك تمتم بإحباط فابتسمت المقصودة
" هذا لأن هايلي تكون ابنة السيد دو كيونغسو و لذا زوجي وافق على أن يُعقد هذا اللقاء لكن هذا لا يعني أنه و السيد بانغ قد يُغير أن منهما من شروطه "
اتسعت أعين يون سوك لينظر إلى المجاورة له لكنها لم تلقي نظرة نحوه و رفعت كفيها تُشابكهما فوق طاولة الإجتماعات
" هذا كان شرطي على السيد ايم منذ البداية، لن يتعامل معي كإبنة دو كيونغسو صديقه و بالوقت ذاته هو سيتخذ قراره بناءً على تقييمه لعملي أنا و زميلي يون سوك...لذا إذا كان عملنا يُعجبكما فربما بعض التنازلات لن تؤذي أحداً فكما أعرف أيضاً شروط السيد ايم كانت لضمان حقوقه خاصة و أن السيد بانغ كان لايزال ببداياته أما الآن فالجميع يعرف من هو السيد بانغ، أليس كذلك؟ "
ابتسمت بجانبية نهاية حديثها لتنظر إليها السيدة روزان قليلاً ثم ابتسمت تومئ إليها و اقتربت منها بعدها تُصافحها
" سُررت بلقائكما "
خرج كلاهما من الشركة في صمت حتى تأكد يون سوك من ابتعادهما عن المكان فدفعها بإنزعاج لتلتفت إليه
" هل أنت أحمق؟ كيف تدفعني بهذه الطريقة؟"
" لماذا لم تُخبريني أننا أتينا إلى هنا بسبب والدكِ؟ هذا لن يُعجب ييدام و لن يكون فخوراً بنا ولا أي شخص سيفتخر بنا كما تظنين"
صاح في وجهها بإنفعال فانعقد حاجبيها لتتقدم منه خطوتين ثم نكزت جبينه بإنزعاج
" ألم تسمع ما قُلته هناك؟ كلانا نعمل كنحن يون سوك و هايلي...لا يوجد أي مكان للمُجاملات في هذا الأمر و لذا السيد ايم لم يحضر الإجتماع من البداية "
" و هل تظنين أن هناك من سيصدق ذلك؟"
" لا أهتم"
تخصرت بغضب طفيف لتُكمل
" يكفي أن أعرف أنا و أنت أن هذا مجهودنا الخاص و أننا نستحق المُكافأة التي حصلنا عليها...هل تعتقد أن هناك حلاً آخر؟ لقد بحثت كثيراً و لا يوجد من سيقبل بمُساعدتنا...لا أنكر أن السيد ايم وافق على مُقابلتي في البداية بسبب صداقته مع أبي و لكن إن لم يُعجب بعملنا فلن يقبل بالتوقيع مع شركة بانغ لذا نعم...نحن نعتمد على مجهودنا و ليس أي شيئ آخر "
نكزت صدره عدة مرات نهاية حديثها فأخفض يون سوك عينيه ينظر إلى كفها تلك ثم رفع عينيه نحوها مرة أخرى
" أنتِ لا تُخفين عني شيئاً صحيح؟ "
" و ماذا سأُخفي عنك؟ يون سوك أنت لست شيئاً بالنسبة لي و لا أهتم لصورتي أمامك أو حتى أهتم لإقناعك بأي شيئ يخصني لذا إذا كان هناك شيئاً آخر سأُخبرك و لن أهتم"
قلب عينيه بملل ليدفع كتفها و هو يمر من جانبها
" و هذا يعني أنكِ تهتمين "
" أنت فقط تتمنى ذلك"
____________________
" مينسوك هل تسمعني؟ "
جونغ إن نكز ذراعه فجفل المقصود لينظر إليه بتشوش
" ما خطبك اليوم؟ "
" أنا...مُرهق ،هل يُمكنك أن تجد شخصاً يحل محلي؟"
رفع جونغ إن حاجبيه بتفاجؤ لكنه سرعان ما أومأ إليه
" سأطلب سيارة أجرة من أجلك "
مينسوك لم يُجيبه و تقدم يجلس على مقاعد الإنتظار القريبة منه فرمقه جونغ إن بقلق قبل أن يسير نحو الخارج يطلب سيارة أجرة لأجله
تلقي مينسوك حديث لوهان الثمل بصدمة، أول مرحلة مر بها كانت الإنكار فهيون سيئ لكن لماذا قد يفعل هذا به؟!
لكن ذكريات الماضي و لمحاته السريعة التي مرت أمام أعين مينسوك جعلته يمر بالمرحلة الثانية حيث بدأ يستوعب أن هذا حدث بالفعل فكان هناك العديد من الإشارات التي غفل عنها
ثم مر بمرحلة الإنهيار و لم يكن معه من يواسيه بعد أن وقع لوهان نائماً
و مع مرور ساعات الليل تبدلت أفكاره من الحصول على الإنتقام إلي إلقاء الذنب على نفسه
فحتى إن كان والدي آيونغ سيئين إلا أن وقوعها بين يدي هيون كان هو السبب الأول به
فلو لم يرغب الآخر بتدمير حياته لما فكر في استغلالها لجرحه
فتح مينسوك باب الشقة بجسد كالهُلام يتمايل و تتحكم به نسمات الهواء الضعيفة
و لوهان ركض سريعاً إلى خارج الغُرفة حين سماعه صوت إغلاق الباب إلا أنه لم يجرؤ على التقدم من صديقه
وقف أمام الباب يحك كفيه معاً بتوتر و هو يُراقب مينسوك يتقدم منه بخطوات بطيئة للغاية حتى مر من جانبه و تخطاه كأنه غير موجود
" أعرف أنك قد لا تُسامحنى لكن صدقني لقد بحثت عنهما كثيراً...لم يكن بيدي شيئاً أفعله غير ذلك"
رفع كتفيه ليبتلع ريقه بصعوبة حين جلس مينسوك فوق سريره، و بأعين لا ترمش هو أمال يُلقي برأسه فوق الوسادة
" قد تظن أنني حقير لأنني أخفيت عنك كل ما أعرفه لكنني كنت خائفاً..."
لوهان أكمل حديثه يُبرر موقفه ثم تقدم بتردد يقف أمام سرير مينسوك
" لقد دخلت المشفى مُباشرةً بعد ما حدث و بالكاد استعدت عافيتك لكن سرعان ما ساءت حالتك حين اختفت آيونغ من حياتك، و هي كانت شخصية خيالية بالنسبة لنا لذا لم أرغب بأن أتسبب في سوء حالتك أكثر "
عبست شفاه لوهان حين لم يتلقى إجابة من الآخر ليزفر بإرتجاف
" أنا حقاً آسف "
وقف مينسوك من مكانه و اقترب منه ليجذبه من ياقته بخشونة ثم هسهس بحدة
" و ماذا أفعل بإعتذارك هذا؟ "
لكمه نهاية حديثه فأغمض لوهان عينيه بألم لكنه لم يتفوه بحرف حين جذبه مينسوك من ياقته مُجدداً قبل أن يلكمه مرة أخرى
" لقد فقدت طفلي، و الآن آيونغ تتعذب بسببي أنا"
مينسوك لم يكن يُلقي اللوم علي لوهان لكنه كان الشخص الوحيد أمامه ليُفرغ طاقته السلبية به
و لوهان أراد ما يُبعد عنه شعور الألم الذي يُسيطر عليه لذا لكمات مينسوك بالنسبة له كانت نجدة من ألم قلبه لذا هو التزم الصمت و الهدوء يتلقى لكمات صديقه بإستسلام بينما يُنصت إلي صراخه المُنفعل عليه حتى فقد توازنه و وقع أرضاً يجلس على رُكبتيه
فانحني مينسوك معه يرفض ترك ياقته، و صدره كان يعلو و يهبط بوتيرة سريعة
" لقد فقدت مينو"
تمتم بصوتٍ مُختنق و انفجر باكياً ليُلقي برأسه فوق كتف لوهان الذي رفع عينيه الباكيتين ينظر إلى الأعلى مُفرقاً بين شفتيه في بُكاء صامت
" طوال حياتنا كُنا صديقين مُقربين، كُنت جيداً معه فلماذا يسعى إلي إفساد حياتي؟"
غمغم ليكتم صوت صراخه بكتف لوهان ليُغلق الأخير عينيه بقوة
" لماذا نتحمل أنا و تشو أفعال أبي السيئة؟"
" هو لديه والديه، و يمتلك ابنته فلماذا يرغب بسرقة الشخص الوحيد الذي ظهر في حياتي بعد مُعاناة؟! "
" أنا لا أستحق سورين "
_________________
" هايلي "
المقصودة استقام جذعها حين هتف ييدام بإسمها يوقفها عن الصعود إلى سيارتها فتحمحمت قبل أن تستدير إليه
" ماذا؟ "
رفعت حاجبيها بتساؤل فأشار إليها بسبابته
" لقد أ.. أخبرت يون سوك بهذا و سأُخبركِ أنتِ.. أيضاً.. "
أمالت برأسها بتساؤل ليُكمل بجدية
" أعرف ما تفعـ ـلينه و سأترككِ...لكن إذا لم تصلي إ إلي النتيجة التي تتوقعيـ ـنها فلا تنسي أنكِ حاولتي و... و هذا كافٍ"
ابتسم بإتساع نهاية حديثه يكشف عن أسنانه كاملة حتى اختفت عينيه المسحوبتين فجفلت هايلي لترمش بضعة مرات و هي تُراقبه بصمت إلى أن صعد إلى سيارته و غادر
هزت رأسها إلى الجانبين و تحمحمت تستعيد تركيزها ثم التفتت لتُمسك بمقبض السيارة لكن صوته منذ قليل تردد برأسها فقهقهت بخفوت
ييدام لم يوبخها على عصيانها لأوامره بل يتركها تعتمد على نفسها كما تُريد
و بالرغم من ذلك لن يُلقي عليها اللوم إن فشلت بل يدعوها إلى الثقة بنفسها أكثر فمهما كانت النتيجة هي قد اتخذت خطوة بالفعل و هذا نجاحاً بحد ذاته
___________________
سورين pov
يكاد ينقضي أسبوعاً آخر و إلى الآن لم أعرف شيئاً عن لوهان
لكن ما كان أكثر غرابة من اختفاء لوهان هو البروفيسور مينسوك الذي تغير
إنه يتجنبني، و إن تحدثت معه يجفل و كأنه رأي شبحاً...هذا نوعاً ما جعلني أفكر أنه لربما تم التخلي عني من طرف صديقه وهذا ما يوتره
لكنني و بالرغم من ذلك بدأت اتأقلم مع الوضع كي لا يؤثر هذا على عملي و أنا مازلت في بدايتي
ربما أبكي ليلاً قبل النوم، و مع كل صوت إشعار يصلني أو حين سماعي نغمة رنين هاتفي ينقبض قلبي لكنني علي الأقل أبقي قوية طوال فترة تواجدي في المشفى
" يبدو أن خالـ ـتي كاثرين تواجه مُشكلة مع السيدة چانغ مرة..أخري"
ييدام همس لي لأنظر إلى أمي التي تتحدث عبر الهاتف بإنفعال
مُشكلة خالتي كاثرين و والدة عمي ييشينغ هي مشكلة نعرف تفاصيلها
الجميع يعرف تقريباً أن خالتي كاثرين خسرت منحتها الدراسية و تحولت إلى لصة لكن هذا كان في السابق
إلا أن كل فترة تقوم السيدة چانغ بخلق مشكلة جديدة معها و تذكر هذا الأمر و هذا ما يجعلها مكروهة من أحفادها
و أمي بالكاد تُسيطر علي أعصابها كي لا تقتلها
أُراهن لولا وجود أبي معها بكل مرة تذهب فيها لمواساة خالتي كاثرين لكانت قتلت السيدة چانغ و ربما قتلت عمي ييشينغ أيضاً
بالطبع ذهاب والداي إلى منزل عمي ييشينغ من أجل تلك المشكلة يعني أنني و ييدام مسؤولين عن جي هون كي لا يلتصق بهما
مما يعني أننا مُضطرين إلى إصطحابه إلى مدينة الملاهي كي يوافق على البقاء معنا
هذه الفكرة مُرعبة...جي هون و حديقة الملاهي سوياً؟ هذا مُرعب بحق
End pov
______________________
مسح لوهان على عينيه و أغلق هاتفه بعدما راقب صورة أخته لوقت طويل
سحب نفساً عميقاً ثم زفره بإهتزاز قبل أن يومئ إلى نفسه مُتخذاً قراره بالتحدث مع سورين
قد تتفهمه لاحقاً كما أخبره مينسوك
هو مُضطر إلى ذلك إن كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ أخته من أفعال عمه البشعة
أمسك بهاتفه مرة أخرى مُتردداً و بتلكؤ كان يتنقل بين الأسماء المتواجدة في جهة إتصالاته حتى وصل إلى الإسم المقصود ليبتلع ريقه بصعوبة
" أخي ييدام جيد بالقيادة لذا سيصعد هو إلى جانبي و لتقوم أختي سورين بتصويرنا فقط"
جي هون هتف بقراره النهائي فيما يتعلق بمن سيصعد معه إلى لعبة السيارات الكهربائية فعبست سورين تدّعي الحزن ليُربت جي هون على كفها يواسيها ثم أمسك بيد ييدام يجذبه معه نحو إحدي السيارات التي لفتت إنتباهه
فتحت سورين كاميرا هاتفها كي تقوم بتصويرهما لكن مع مرور بضعة ثوانٍ من بدء التصوير قوطعت بإتصال قد وصلها
انكمشت معدتها بشدة حين رؤيتها إسمه و أنفاسها قد اضطربت فبالرغم من انتظارها هذا الإتصال إلا أنها توترت خشية أن تُحبطه حديثها أو أن يجرحها هو
أجابت الإتصال لتضع الهاتف على أذنها فأغلق لوهان عينيه بقوة حين وصله صوت أنفاسها المُضطربة، و كلاهما التزم الصمت لبعض الوقت حتى قهقهت سورين بتوتر تفتتح حديثاً
" هل عُدت؟ هذا رقمك الكوري لذا.."
ابتلعت ريقها بتوتر لتحك جبينها بكفها الأخري حين همهم لوهان
" إذاً؟"
عضت على شفتها السُفلي بعدما تساءلت فحرك لوهان عينيه في الغُرفة محاولاً تمالك أعصابه
" أنت بخير؟"
انعقد حاجبيها بقلق من صمته الغريب فزفر لوهان بعمق هامساً
" لا أعلم "
" هل نلتقي؟ أعني إذا أردت أن تتحدث"
رفعت كتفيها بتوتر فهمهم لوهان يهمس بما يُخالف ما يُمليه عليه قلبه
" لنلتقي"
" حسناً، أنا الآن في حديقة الملاهي مع جي هون و ييدام لذا إذا أردت أن تنضم إلينا..."
تحدثت بكلمات بدا عليها التوتر فقاطعها لوهان بإنفعال طفيف
" لا "
جفلت و هو وعي على نفسه مُتأخراً فأغلق عينيه بقوة
"كنت أقصد أن هذا وقتكم الخاص لذا لنلتقي غداً "
لوهان أراد المُماطلة، ربما إن رفضت ذلك فسيكون أفضل لكنها بإستغراب أومأت قبل أن تُجيبه
" حسناً، لا بأس بذلك"
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top