17
Start
انعقد حاجبي آيونغ بخفة لتُحرك مُقلتيها بعيداً عن مينسوك فعض علي شفته السُفلي بتوتر
"تقصد..."
تمتمت لتبتسم بإنكسار ثم أعادت نظراتها إليه
".. أن تقوم بشرائي أنت أيضاً؟"
"لا، آيونغ... تعرفين أن هذا ليس مقصدي"
نفى بغضب طفيف فضمت شفتيها حين ارتجفتا تُنذران بالبُكاء
" هذا فقط لتحريرك من هيون، و بيني بينكِ لن تكون هناك أي أوراق تدينك لي"
"لكنني سأكون مدينة لك، سأكون مدينة لك بأموال تم شرائي بها "
أخفضت رأسها حين هطلت دموعها من جديد، ثم التفتت كي تُغادر الغُرفة فأمسك مينسوك بكفها سريعاً يمنعها عن فتح الباب
" لقد حصل والديكِ علي هذه الأموال مُقابل زواجك من هيون لكن بالرغم من ذلك الأوراق مع هيون إنها ضمان و ليست عقود بيع لأنكِ لستِ غرضاً للبيع آيونغ"
نبس بهدوء و جذب كفها بلطف كي تستدير مُجدداً و تواجهه
" هذا دين بين والديكِ و هيون، و لولا أنني مُدرك أن هيون مُستعد لسجنكِ بسبب وجود توقيعك على تلك الأوراق أيضاً لكنت لجأت إلى رفع دعوى طلاق ضده منذ البداية....الأمر مُعقد قليلاً لذا لا تُزيدي همومي و تُفسري حديثي بصورة خاطئة "
احتضن المنطقة ما بين عُنقها و وجنتها بإحدى كفيه تاركاً إبهامه يتحرك فوق فكها بلطف فعبست شفتيها
" أعرف أنك لا تقصد شيئاً و لكن...أنا لا أريد أن تبدأ علاقتي معك بهذه الطريقة، أنا حقاً أحتاج إلى حياة طبيعية "
استنشقت ماء أنفها ليُغلق مينسوك عينيه بضعة لحظات ثم أعاد فتحهما ببطئ
" و تلك لن تكون بداية علاقتنا بل نهاية علاقتك مع هيون"
همس بخفوت فزمت آيونغ شفتيها بضيق ليقترب مينسوك بشفتيه من جبينها ثم لثّمه بقُبلة رقيقة
" يُمكنكِ التفكير أولاً، لكن أياً كان ما يدور برأسك أخبريني به، حسناً؟"
أمال برأسه بتساؤل لتنظر إليه قليلاً ثم أومأت بتردد فابتسم بلطف و ابتعد خطوتين نحو الخلف سامحاً لها بالخروج من الغُرفة لكن بمجرد أن أمسكت بمقبض الباب هي توقفت بمكانها
مينسوك رفع حاجبيه بتساؤل حين التفتت تنظر إليه فابتلعت ريقها هامسة بخجل
" مازلت خائفة"
تنهد بقهقهة خافتة ثم عاد بخطواته إلى الخلف يُشير لها نحو السرير
" لكن...ماذا لو رآني أحداً؟"
ضيّقت عينيها بتوتر هامسة بتلعثم فأومأ إليها مينسوك
" لن تسوء الأمور أكثر من ذلك"
أشار بحاجبيه نحو الفراش فابتلعت ريقها قبل أن تخطو نحو السرير و تمددت بجانب مين هي ليقترب مينسوك واضعاً الغطاء فوقها ثم انحني يُقبّل جبينها
" تُصبحين على خير "
همس بخفوت ثم استقام بوقفته ليسير نحو مكتبه يجلس خلفه بينما أعين آيونغ ظلت تُراقبه إلى أن غرقت بالنوم، و هو قد قضي ليلته فوق ذاك المقعد بعدما أنهي عمله ينام بوضعية غير مُريحة
_________________
" لا أقول بأن ييدام طفل و لكن ما حدث يجب أن يُعاقب عليه جميع من تشارك به"
هيبا صاحت بإنفعال لتومئ ماريا توافقها و أضافت
" لا دخل لنا بعمله لكن حياته الخاصة ما كان يجب أن يتدخلوا بها بهذه الوقاحة"
تكتفت نهاية حديثها تشيح بنظراتها بعيداً عن زوجها و أخيه بينما ييدام الذي يستمع إلى صوتهم من الخارج تنهد بعمق ليستند برأسه ضد باب المنزل
" سيهون واجه هذا النوع من المقالات في السابق و كثيراً ما تحدثوا عن حادث أختي سورين و كذلك وفاة أمي هيونا ... هذا أمر طبيعي و لا يجب أن نُعطيهم أهمية"
بيكهيون نبس بحذر بينما يرمق هيبا بنظرات سريعة بين الكلمة و الأخري فهي بدت غاضبة منه بسبب هدوئه تجاه ما حدث كما كانت ماريا غاضبة من سيهون
" لا تتدخلا بهذا الأمر و لا نحن سنفعل فهذا عمل ييدام و من الطبيعي أن تُكتب مقالات كهذه ضده من حين إلى آخر فهو رجل ناجح لذا الهجوم عليه لن يكون لطيفاً...و ماريا ،لا تُفكري حتي بالبحث عن الأشخاص خلف هذه المقالات"
سيهون نهاية حديثه أشار إلى زوجته بتحذير لينعقد حاجبيها
" سيهون.. "
" ما قُلته واضح، هل تفهمين؟ "
قاطعها بصرامة فزمت شفتيها لتنظر بعيداً عنه
ييدام تنفس بعمق ثم هز رأسه إلى الجانبين يستعيد تركيزه قبل دخوله المنزل
و جميع الأنظار توجهت نحوه حين اقترب من غُرفة المعيشة فابتسم إليهم يُلقي التحية عليهم و اقترب يجلس بجانب سورين، و جي هون ركض نحوه سريعاً ليجلس بجانبه مُحتضناً خصره بقوة
" هل تتـ ـحـدثون بشأني؟"
أمال برأسه بإبتسامة بسيطة بينما يعبث بشعر جي هون لتنظر إليه كُلاً من ماريا و هيبا بعدم رضا
" لا يجب أن تدعي القوة أمامنا فنحن نعرف أن ما كُتب..."
هيبا تحدثت بضيق فقاطعها بهدوء بينما يرفع يده الأخري يخلع سماعة أذنه
" أنا لا أدّعي.. القوة، هذا جارح و.. و لكن أنتم بجانبـ ـي و كذلك الموظفين لدي لا يجـ ـدون مُشكلة في التواصـ ـل معي كما أنهم لم...لم يتخلوا عني، لذا لمَ يجب أن... أتجاهل من هم بجانبي و أ.. أهتم لحديـ ـث الصحافة... هم لا يعرفونـ ـني حتى"
ضمت سورين شفتيها بعبوس و مدت كفها تُربت بها علي قدم ييدام فاتسعت ابتسامته ليُمسك بيدها تلك و ضغط عليها بلطف
" بالمُناسبة...يون سوك حصل على مُكافـ ـأة اليوم، لقد عمل بِجِد "
ييدام ضحك بخفة نهاية حديثه ليُضيّق بيكهيون عينيه و مازحه يُغير مجري الحديث
" يبدو أن هذا الأحمق ورث شيئاً مني و أخيراً"
" بجدية، هل أنت مُقتنع بأنه ليس نسخة منك؟"
سيهون جعد ملامحه بتقزز مُزيف فرمش بيكهيون ببراءة يرفع كتفيه
" أنا مُرهق لذا اعذرونـ ـي"
ييدام استأذن بإبتسامة بسيطة ثم انسحب إلى غُرفته، و الصغير جي هون لحق به سريعاً بينما الآخرين بقوا بغُرفة المعيشة يتبادلون أطراف الحديث لوقت طويل
فإقناع هيبا و ماريا بعدم التدخل فيما حدث كان أشبه بمُعجزة، و بالرغم من إدعائهما التفهم إلا أنهما لم تتقبلا ما كُتب بحق ييدام...ليس و كأن هناك أًم قد تتقبل أن يتحدث الآخرين عن حياة أبنائها الخاصة و إهانتهم
"هل حقاً لن تفعل شيئاً بخصوص ييدام؟"
بمجرد رحيل بيكهيون مع زوجته ، ماريا تساءلت بعدم تصديق فحركت سورين عينيها نحو والدها تنظر إليه بتساؤل هي الأخري ليتنهد سيهون بعمق
" ما الذي يوجد لنفعله ماريا؟ ييدام رجل و يعرف كيف يُدافع عن نفسه، و في مجاله يجب أن يكون الرد بواسطة عمله و ليس أي شيئ آخر"
ترك مكانه و اقترب يجلس بجانبها ثم أحاطها بذراعيه لتعقد حاجبيها عابسة
" من الجيد أن لا أحد من أبنائنا قد اختار أن يُصبح أيدول مشهور، يا إلهي لا يُمكنني تخيل ما ستفعلينه و أنتِ تقرئين تعليقات الكارهين "
قهقه نهاية حديثه لتبتسم سورين فضاقت عُقدة حاجبي ماريا و بخفة ضربت على ذراعه التي تحتضنها
" هل تسخر مني؟"
قبّل وجنتها بقوة ثم هز رأسه ينفي ذلك
"لا، لكنكِ أصبحتِ تبكين كثيراً مؤخراً، و أنا لا أحب ذلك "
تنهدت سورين بعمق لتخفض عينيها تنظر إلى هاتفها ثم وقفت من مكانها هي الأخري تتوجه إلى غُرفتها
حين مرت من أمام غُرفة ييدام رمقت مقبض الباب بتردد ثم التفتت تواجهه
ابتلعت ريقها و أغلقت عينيها بقوة لتسحب نفساً عميقاً ثم زفرته قبل أن تطرق باب الغُرفة
فتحت الباب ببطئ و أطلّت من خلفه حين لم تتلقى رداً من ييدام فوجدته نائماً لتزم شفتيها
دخلت تُغلق الباب خلفها و اقتربت تجلس بجانبه ثم مدت كفها تُربت بها على كتفه بلطف ليجفل و التفت ينظر إليها فاستقام سريعاً حين رؤية سورين
ضمت كفيها إلى صدرها بخجل فابتسم ييدام و مسح على عينيه كي يستفيق يهمس بصوتٍ ناعس
"ما الأمر؟"
"آسفة لأنني أيقظتك"
تحدثت بصوتٍ مسموع لأذنيه فابتسم ييدام ليهز رأسه إلى الجانبين بمعني - لا بأس -
" أردت فقط أن أُخبرك أنني..."
ضمت شفتيها لتُحرك عينيها بحركة دائرية تحاول أن لا تنظر إليه فارتفع حاجبي ييدام بإهتمام
" أنا فخورة بك و... "
أخفضت رأسها لتعبث بملاءة سريره فضيّق ييدام عينيه بإبتسامة و أمال برأسه نحوها قليلاً ينتظر أن تُكمل
" أنا حقاً أُحبك كما أنني مُمتنة لأنك أخي"
رفعت عينيها نحو خاصتيه نهاية حديثها فضم ييدام شفتيه بعبوس و أغلق عينيه
" هذا يجعـ ـلني أرغب بالبُكـ ـاء "
جعدت سورين أنفها بخجل فضحك ييدام و هو يمسح على عينيه قبل أن يفتحهما ينظر إلى سورين مُجدداً
" هـ هذه المرة الأولـ ـي التي تقولين بها هذا..لي"
" لم أقل الكثير من الأمور لكنني أمتلك الكثير من المشاعر"
تحدثت بعبوس فقهقه ييدام بخفة و فرد ذراعيه بلطافة يدعوها إلي عناق لترفع نظراتها نحوه ثم زمت شفتيها بإبتسامة خجولة قبل أن تميل تجاهه فجذبها يحتضنها بقوة مما جعلها تضحك بخفة
" هل تحاول قتلي ؟"
سعلت بإختناق ليضحك ييدام بينما يضيق حصار ذراعيه حول جسدها
" أنا سعيد للغايـ ـة ... و في الواقع أ..أنا المُمتن لأنني حصلت علـ ـي أخت لطيفة مثـ ـلك"
_______________
سورين pov
مر أكثر من أسبوع منذ أن بدأت مُشكلة أخي ييدام
بالرغم من شروده أحياناً و وضوح حُزنه إلا أنه لايزال قوياً ، رفض إجراء أي مُقابلات مع الصحافة إلا أنهم ظلوا يجتمعون لأيام أمام شركته و حتي أمام المنزل لكن قراره لم يتغير أبداً
هو سيُجيبهم عن طريق نجاحه.... لكن الأمر لم يكن بتلك السهولة فالسيد بارك متجره معروف بين نساء الطبقة المخملية لذا ما حدث أثر علي عمل ييدام
و بسبب ذلك أصبح منزلنا في حالة من التوتر طوال الوقت
و من جانب آخر هناك لوهان الذي لم يتواصل معي أبداً
لا رسالة و لا إتصال ... في البداية ظننت أنه لربما انشغل مع أخته كما قال البروفيسور مينسوك، لكن لاحقاً قُلت أنها لربما لم تتقبل علاقتي به أو أنه يرغب بالإنسحاب من حياتي و لن ألومه علي ذلك فأنا أدرك كم أنا مُملة
أما الآن أنا حقاً قلقة عليه فهذا ليس طبيعياً ...هو لم يتوقف عن التواصل معي فقط بل البروفيسور مينسوك كذلك
و بالكاد أحافظ علي تركيزي في العمل
للتو عُدت إلى المنزل بعد يوم طويل قضيته في المشفى أركض من غُرفة مريض إلى الأخرى
" صغيرتي"
همهمت إلى أمي التي دخلت الغُرفة للتو فوضعت ثيابي بمكانها ثم استدرت أنظر إليها
" تعالي معي"
تقدمت مني بحماس لتجذبني معها إلى خارج الغُرفة حيث غُرفة عملها
" يا إلهي، أنا متوترة"
تمتمت بينما تترك يدي و تقدمت من مسند لوحاتها حيث تُغطي أحد أعمالها فأملت برأسي بإستغراب ثم جفلت حين ومضت تلك الفكرة بعقلي
هل لربما هي ستطلب رأيي بأحد أعمالها؟
قلبي فُزع لهذه الفكرة، لا أعلم لماذا توترت هكذا؟
ماذا لو قُلت شيئاً أفسد حماسها؟ أو أحزنها؟ أنا لست مناسبة لأُخبرها برأيي فيما يخص عملها
"لا أعلم...لقد بذلت جُهدي بها لكنني كُنت متوترة علي غير عادتي"
قهقهت بإحراج نهاية حديثها لتُمسك بطرف الغطاء بمجرد أن وقفت بجانب ذاك المسند
" أعرف أنها هدية مُتأخرة للغاية و لكن..."
رفعت كتفيها نهاية حديثها ثم أزاحت الغطاء تدريجياً تكشف عن تلك اللوحة
انكمشت معدتي بألم شديد و قُبض قلبي حين رؤيتها
لوحة غريبة تبدو حيوية و كأنها مقطع حي يتحرك بحماس و ليست مجرد خطوط ثابته
كانت صورتي أنا بمعطفي الطبي، أبدو و كأنني أدور حول نفسي بسعادة، تُشبه قليلاً تلك اللوحة التي قدمها جي هون لي قبل فترة
لكن هذه كانت مليئة بالتفاصيل، في الخلفية توجد خيالات لبعض الأشخاص بملامح غير واضحة لكن بإمكاني معرفة أن أولئك الأشخاص ليسوا سواها هي، أبي، جي هون و ييدام
يبدون فخورين بي
أعتقد أن هذا كان سبب إعجابي بأعمال أمي...يُمكنني فهم تفاصيلها دون أن تشرحها هي لي
قد تبدو بعض اللوحات بسيطة لكن معناها ليس بالبسيط
" يبدو أنها أعجبتكِ"
قهقهت و اقتربت مني تُحيط وجنتاي بكفيها ثم مسحت على وجهي بضحكات خافتة تُغادر ثُغرها لأُدرك أنني أبكي
لم أشعر بذلك سوى الآن...لكن هذا يُعزز خليط من المشاعر بداخلي
لا أعرف هل هي سيئة أم جيدة
" أردتها أن تكون مثالية و تليق بكِ"
همست ثم اقتربت من جبيني تترك عليه قُبلة طويلة فانقلبت شفتاي بعبوس
لم لساني الأحمق ثقيل و لا يتحرك من مكانه؟! على الأقل لأشكرها!
" سورين ،لا تبكي هذا سيجعلني أشعر بالسوء"
احتضنتني بقوة لأشهق باكية و تشبثت بها بقوة
لا أعرف لماذا أبكي؟ ولا أعرف لماذا أتصرف هكذا؟
هل تأثرت لهذه الدرجة أم أنني وجدت فُرصة لأُخرج المشاعر السيئة التي بداخلي؟!
لكن لا أريد أن أبكي
End pov
-------------------
" مساء الخير "
مينسوك تمتم بإرهاق حين مروره من جانب غُرفة المعيشة حيث لم يكن هناك سوى زوجة عمه، بينما عمه كان يجلس بالحديقة مع آيونغ
في الأيام الأخيرة هو قد لاحظ نفور السيدة كيم منه و كذلك نظراتها الكارهة نحوه التي أصبحت أكثر وضوحاً عن السابق
لم يتمنى يوماً أن تصل الأمور إلى هذه النقطة إلا أنه لم يكن بيده ما يفعله
فإن فعل ما يُرضي زوجة عمه كي يُحافظ علي علاقته بها فمن سيبقى إلى جانب آيونغ؟!
قام بتبديل ثيابه و بعمق زفر قبل أن يفتح باب الغُرفة ثم توجه إلى الحديقة فابتسم حين سمع ضحكات آيونغ التي تسبب بها السيد كيم
" عن ماذا تتحدثان؟"
"هذا سر بيني و بين آيونغ"
السيد كيم تكتف بطفولية يُمازحه و آيونغ سريعاً أومأت توافقه بذلك مما جعل من ابتسامة مينسوك تتسع أكثر
" أين مين هي؟"
" عادت إلى والدتها"
عمه أجابه بهدوء ثم رفع كتفيه قبل أن يُكمل
" لم تتحمل البقاء بجانب والدها أكثر من ذلك"
همهم مينسوك بتفهم ليسترق نظرة سريعة نحو آيونغ التي لم تُبعد عينيها عنه ثم أعاد نظراته إلى عمه ليحك مؤخرة رأسه بتوتر
" إذاً...ما رأيكم أن نخرج لتناول المُثلجات؟ كنوع من التغيير"
رفع كتفيه نهاية حديثه فاستقام جذع آيونغ و قد لمعت عينيها بسعادة ليميل السيد كيم برأسه بينما يُهمهم بتفكير ثم التفت ببطئ ينظر نحو آيونغ
" كما ترى..."
نبس بإبتسامة مُتسعة ليُعيد نظراته إلى مينسوك
" أنا رجل مُسن و لن أتحمل تناول المثلجات بهذا الطقس أو حتى التجول في الأرجاء لذا اصطحب آيونغ وحدها و لتحرص على أن تكون سعيدة"
نهاية حديثه ربت علي كف آيونغ بلطف فحركت عينيها تنظر إلى مينسوك الذي بدا مُتردداً لوهلة قبل أن يومئ بالموافقة
" سأُحضر معطفي"
استأذنت بهدوء لتسير نحو الداخل بينما أعين مينسوك تُراقبها من الخلف فتنهد السيد كيم بضيق حين لاحظ ذلك
" كُنت أُفكر في أمر المال الذي يدين به والدي آيونغ إلى هيون"
السيد كيم تحدث بهدوء فالتفت مينسوك ينظر إليه سريعاً ثم همهم و اعتدل بجلسته
" المبلغ ليس بسيطاً لكن لو أننا حاولنا جمعه بأي طريقة و قُمنا بتسديد هذا الدين حينها سنتمكن من تحرير آيونغ من قيود هيون...أنا قلق على آيونغ و طالما هي زوجة هيون فالخوف لن يُغادر قلبي"
زم مينسوك شفتيه في خط مُستقيم ليومئ إليه
" يجب أن توافق آيونغ على هذا أولاً "
" هل يُمكنك أن تتحدث معها؟ حاول إقناعها بالأمر "
أومأ مينسوك إليه بهدوء ثم وقف من مكانه هو الآخر هامساً
" سأُحضر معطفي أيضاً "
" حسناً "
اتجه مينسوك إلى غُرفته كي يُحضر معطفه فوقف السيد كيم هو الآخر من مكانه ثم انضم إلى زوجته بغرفة المعيشة إلا أنها تجاهلته ففعل المثل
_____________
( هل يُمكنني دعوتك إلى تناول العشاء؟)
ييدام عقد حاجبيه بخفة حين قرأ تلك الرسالة التي وصلته للتو من إحدي مُتدرباته، وتحديداً تلك التي حاول كثيراً أن يتجنبها
بينما أمام باب مكتبه من الخارج، هايلي أطلّت برأسها تُراقب ردة فعله و لم يُعجبها كونه تجاهلها
لم يرفض حتى بل تلقت التجاهل التام
" ماذا تفعلين؟"
يون سوك أمال نحو أذنها يهمس بتساؤل فصرخت بتفاجؤ و انتفضت مُبتعدة عنه مما جذب انتباه ييدام و جميع من بالمكتب معه
" ماذا أفعل؟ أنا...أنا عائدة إلى منزلي"
لوّحت بتلعثم فابتسم الآخر بجانبية يُشير إليها نحو المصعد الذي يتواجد في الجهة الأخري
" المصعد من هناك"
مسحت علي شعرها تدّعي اللامُبالاة تُخفي بذلك إحراجها فابتسم يون سوك بجانبية لتدفع صدره بحنق
"اغرب عن وجهي"
" في جميع الأحوال سوف أُغادر لكن أولاً يجب أن أُنقذ ييدام من بعوضة تحاول لدغه"
عينيه اتسعتا بدرامية أثناء حديثه لتتسع عينيها و صاحت به بإنزعاج طفيف
"ياااا، من تقصد بالبعوضة؟"
"عُذراً هل هـ... هذا مكان مُناسـ ـب لتتغازلا؟"
التفتت هايلي سريعاً تواجه ييدام و مسحت علي شعرها كما ثيابها قامت بضبطها قبل أن تبتسم في وجهه بإتساع فتكتف هو رافعاً أحد حاجبيه بتساؤل يتبادل النظرات بينهما
" سنُغادر الآن"
يون سوك أجابه بإبتسامة واسعة ثم أحاط كتفي هايلي بذراعه يجذبها نحوه فانعقد حاجبي ييدام بينما قامت الأخري بدفع يون سوك بحركة سريعة و ابتعدت عنه
"هل فقدت عقلك يا هذا؟"
"هايلي"
ييدام نبس بإسمها بهدوء لتنظر إليه ثم صاحت بإنفعال
"ماذا؟ هايلي ماذا؟ لا تطلب مني إحترامه فهو تحرش بي للتو لذا بالطبع لن أحترمه"
سحب ييدام نفساً عميقاً ثم زفره بصوتٍ مسموع ليومئ بحركة بسيطة
" كُنت سأدعـ ـوكِ إلى...العشاء "
استقامت بوقفتها و أعينها اتسعت سريعاً بينما يون سوك رمقه بعدم تصديق ليُشير إليه ييدام
" و أ.. أنت أيضاً "
ابتلع يون سوك ريقه بصعوبة لينظر إلى هايلي التي فعلت المثل...و كلاهما فكر في أن خطتهما قد فُضحت أمام ييدام
و هذا تقريباً ما حدث
__________________
" هل يُمكنك أن ترفعه من أجلي؟"
آيونغ توقفت عن السير و التفتت إلى مينسوك تُشير إلى ذراعها المُجبّرة حيث وقع المعطف من فوقها، فوقف مينسوك أمامها و رفع المعطف فوق كتفها ثم قام بإغلاقه تاركاً ذراعها المُصابة تختبئ به
ضم شفتيه بهمهمة و هو يتفحصها من الأسفل إلى الأعلى ثم ابتسم ليضع قلنسوة المعطف فوق رأسها و قهقه بخفة
"تبدين كحبة الكُستناء"
نقر أنفها بسبابته و ضحك لتتسع ابتسامة آيونغ
" و أنت تبدو لطيفاً حين تضحك، و كأنك طفل صغير"
همهمت بتفكير ثم ارتفعت على أطراف أناملها تهمس
" يقولون أن من يملكان مشاعر تجاه بعضهما يتشابهان بالملامح، و كلانا نتشابه برسمة الأعين... هذا يجعلني سعيدة بطريقة ما"
جعدت أنفها بخجل و اعتدلت بوقفتها لكن ابتسامة مينسوك لم تدم طويلاً و تلاشت تدريجياً لتتلاشي معه ابتسامتها
" لم ترمقني بهذه النظرة كلما تفوهت بشيئ يخص مشاعري نحوك؟ "
تمتمت بعبوس و أخفضت عينيها تنظر إلى يده بتردد قبل أن تُمسك بها بكفها السليمة
" هل أُزعجك بذلك؟"
"لا، الأمر ليس كما تعتقدين"
نفى بهدوء و أغلق عينيه لوهلة يسحب نفساً عميقاً ثم أعاد فتحهما
" لا أشعر بالراحة لأنكِ إمرأة متزوجة "
انعقد حاجبيها بضيق و سحبت يدها بعيداً عن خاصته فأمسك بها مُجدداً و جذبها لتسير بجانبه بينما يُكمل بنفس هدوئه
" لا أريد أن تكون مشاعري نحوكِ سبباً في تغييرك إلى شخص آخر"
"لكن.."
وقفت أمامه مرة أخرى تعترض طريقه فابتسم يهز رأسه إلى الجانبين يُقاطعها مما جعلها تزم شفتيها بإنزعاج فاقترب منها و كفه الأخري ارتفعت نحو عينيها يُمرر أنامله أسفلها بحركة بطيئة و رقيقة
" هذه الأعين العسلية البريئة كانت أول ما جذبني بكِ "
" إنها جذابة لأنها تُشبه عينيك"
قاطعته تُتمتم بعبوس فضحك مينسوك ليصفع شفتيها بخفة كونها قاطعته ثم أكمل
" لذا أريدكِ كما أنتِ، لا أريد أن ألوثكِ بعينيكِ أو بأعين الآخرين"
" أنا لست طفلة و لست بريئة، لم تتحدث معي هكذا؟ "
ضغطت على كفه بضيق ليضحك مينسوك و أومأ إليها
" أنتِ طفلة لكن فيما يتعلق بالبراءة، أعتقد أنني أوافقكِ"
عقدت حاجبيها بتساؤل فجذبها كي تسير بجانبه
" هكذا سنتأخر بعودتنا إلى المنزل "
" مينسوك، ماذا تقصد بأنني لست بريئة؟ أنا ماذا فعلت؟ هل هذا لأنني أحبك؟"
مينسوك تجمد بمكانه ليرتد جسدها إلى الخلف بضعة خطوات بسبب توقفه المُفاجئ
وقع تلك الكلمة لم يكن بسيطاً سواء على قلبه الذي ارتفع صخبه بصورة مُفاجئة أو حتى رأسه الذي تصاعدت الحرارة إليه
" ماذا؟ "
أمالت برأسها بإستغراب فابتلع ريقه ينظر إليها بتشوش
" أنت بخير؟"
ارتفع حاجبيها بقلق فتحمحم بتردد يومئ إليها ثم ابتسم بتصنع و أكمل طريقه في صمت حتى قاما
بشراء المُثلجات
و في طريق العودة لاحظت آيونغ هدوئه فنفخت وجنتيها بإنزعاج لتدفع كتفه بخاصتها كي يستفيق من شروده
"ما الخطب؟"
" مُرهق قليلاً"
"بسبب العمل أم بسببي؟"
أمالت برأسها تتساءل بمُزاح فرمقها مينسوك بجانبية
"كلاكما"
اتسعت عينيها بقهقهة مصدومة لتلكم ذراعه فضحك و هو يبتعد عنها
"احذري، ستقع المُثلجات"
أشار إلى المُثلجات فجعدت أنفها و أشاحت برأسها بعيداً عنه تُصدر صوتاً قصيراً مُنزعجاً ليبتسم مينسوك بخفة و عاد يسير إلى جانبها
" ألا ترغبين بالعودة إلى الطبيب جونغ إن ؟ "
سألها بهدوء بينما ينظر إلى المُثلجات بيده بإهتمام مُزيف فاسترقت نظرة سريعة نحوه ثم همهمت بالنفي
" الكوابيس التي تراودني... إنها مُرعبة ،و أخشى أن تكون هي الماضي خاصتي كما قال الطبيب لذلك لا أريد أن أتذكر شيئاً بعد الآن...أنا مُكتفية بحقيقة أنك جزء من حاضري"
سحب مينسوك نفساً عميقاً ثم ضم شفتيه ليهز رأسه إلى الجانبين
" لطالما كُنتِ صريحة لكن مازال هذا يوترني "
قهقه بخفوت فقلبت آيونغ عينيها تشعر بالإحراج ثم تحمحمت
" أعتقد أنني أكون صريحة للغاية مع من أشعر بالراحة بجانبهم فقط فأنا لا أذكر أنني كنت صريحة هكذا من قبل"
" إذاً ما رأيك أن توافقي علي ما قُلته سابقاً كي تكوني حُرّة و لنكتشف أمر صراحتكِ هذا سوياً؟ "
همس بإبتسامة فأخفضت آيونغ رأسها بعقدة توسطت حاجبيها، و حين لاحظ مينسوك صمتها التفت برأسه ينظر إليها ثم تنهد
" هل أنتِ قلقة مني؟ "
" أخبرتك أن الأمر ليس كذلك لكن أريد أن تكون علاقتي بك طبيعية "
وقفت بمكانها تتنهد بعمق حين رأت أنهما أصبحا أمام المنزل تقريباً و مرة أخرى أمسكت بيده تُشابك أناملهما سوياً
" لدي ثقة بأنك لن تُعايرني بهذا الأمر أو حتى تذكره لكن أخشى أن تتمكن مني أفكاري فأقوم بجرحك بحديثي أو تصرفاتي...أنا خائفة من نفسي و ليس منك أنت مينسوك"
ابتسم مينسوك بلطف ليقترب منها و احتضن وجنتها بكفه الأخري هامساً
"و ربما لن تفعلي...دعينا نُجرب الأمر ، و أنا سأحرص على أن لا أترك المجال لأفكارك بأن تتمكن منكِ "
" لا أعرف "
هزت رأسها إلى الجانبين بعبوس لتسبقه بخطواتها، و أفكارها سرعان ما تشوشت فجزء منها يميل إلى الموافقة و جزء آخر يخشى ذلك
وقفت أمام باب المنزل تنتظر أن يفتح مينسوك الباب، و هو احترم صمتها و تركها تُفكر مع نفسها دون إضافة حديث آخر من جهته
وضع كفه بجيب معطفه ليُخرج مُفتاح المنزل، لكن أثناء بحثه عنه، فُتح باب المنزل علي حين غُرّة و جُذبت آيونغ إلى الداخل بقوة بواسطة زوجها فصرخت مُتألمة بسبب خشونة قبضته
" ماذا تظن نفسك فاعلاً؟"
مينسوك صاح به بإنفعال و تقدم كي يدخل المنزل فدفعه هيون إلى خارج المنزل يمنعه عن ذلك
"بل من تظن نفسك؟ لقد تحملتك كونك ابن عمي و كنت صديقي ذات يوم لكن هل تحاول إغواء زوجتي؟"
" هيون"
والده صاح بإسمه بغضب حين سمع أصواتهم العالية و تقدم من ابنه كي يدفعه لكن و بوقاحة هيون قام بدفعه بعيداً عنه
" لطالما وقفت بصفه ضدي لكن هذه المرة الأمر يخصني، آيونغ تكون زوجتي و هذا السافل هنا يتقرب منها دون مُراعاة لكونها إمرأة متزوجة "
" لا تتفوه بالهُراء"
مينسوك هسهس بحنق بينما آيونغ عقدت حاجبيها بغضب من حديث هيون فضمت قبضتيها تحاول تمالك نفسها
" هذا ليس هُراءً مينسوك، لقد لاحظت تصرفاتك و لم أتوقع أبداً أن تكون هذا النوع من الأشخاص "
السيدة كيم تدخلت بالحديث فجذبها زوجها من مرفقها بخشونة و هز رأسه إلى الجانبين يمنعها عن التدخل إلا أنها قد حررت نفسها من قبضته و ابتعدت عنه تقف إلى جانب ابنها
"لا لن تُخرسني هذه المرة، وجود مينسوك هنا بيننا خاطئ و لا يجب أن يبقي هنا بعد الآن "
" هذا منزلي و أنا من يُقرر من سيبقى و من لن يفعل"
نبس السيد كيم بحدة و أمسك بذراع مينسوك يُدخله إلى المنزل فدفعهما هيون سوياً إلى خارج المنزل
" إذاً فلتخرج معه و ليكن هو ابنك "
السيد كيم وقع أرضاً بسبب دفعات هيون العشوائية و المنفعلة له فتأوه بألم لينحني مينسوك إلى مستواه سريعاً و ساعده بالوقوف مُحتضناً إياه من الجانب فربت السيد كيم على يده بهمهمة مُتألمة
هيون لم يُعجبه ذلك...لم يُعجبه رؤية والده رقيق المُعاملة مع مينسوك علي عكسه لذا و دون الإنتظار لحظة أخري تقدم يلكم مينسوك بقوة جعلت آيونغ تصرخ بفزع
" اخرج من منزلي و لا تعد مرة أخرى"
صاح به بإنفعال فوقف والده بوجهه يمنعه عن الإقتراب من مينسوك مُجدداً، و الأخير هز رأسه إلى الجانبين يحاول استعادة وعيه فالضربة كانت قوية على رأسه
" أنت تُريد سرقة كل شيئ"
هيون هسهس بحنق بينما يُشير إلى مينسوك بسبابته من خلف والده فانعقد حاجبي مينسوك و هو ينظر إليه
لم يكن شخصاً طبيعياً، هيون بدا قادراً على حرق الجميع الآن إذا اشتعل غضبه أكثر من ذلك لذا هو بهدوء عاد خطوتين إلى الخلف
"لا بأس عمي"
همس من بين أنفاسه فالتفت عمه ينظر إليه بعدم فهم كما فعلت آيونغ
" سوف...أُغادر"
بتردد نبس بينما يتبادل النظرات بين السيد كيم و آيونغ التي هزت رأسها إلى الجانبين ببكاء صامت ترفض رحيله و تركها بهذا المنزل وحدها
" هل يُمكنني جمع ثيابي أولاً؟ "
أمال برأسه يتساءل بحذر فابتسم هيون بجانبية و تحرك جانباً يسمح له بالدخول ليبتلع مينسوك ريقه قبل أن يخطو نحو الداخل ليجمع أغراضه
" لن أُسامحكما علي هذا"
السيد كيم هسهس يُشير إلى زوجته و ابنه الوحيد فقلب الأخير عينيه بعدم اهتمام ليتوجه السيد كيم إلى الداخل يلحق بإبن أخيه كما آيونغ
اقتحمت آيونغ غُرفة مينسوك غير مُبالية لتواجد الآخرين و غير مُهتمة لما قد يقولونه عنها
تقدمت من مينسوك بخوف و اعترضت طريقه تمنعه من التقدم نحو خزانته ثم هزت رأسها إلى الجانبين بهيستيرية
" لا يُمكنك تركي هنا وحدي"
"آيونغ اسمعيني..."
هزت رأسها ترفض سماع تبريراته فتوقف عمه أمام باب الغُرفة من الداخل ينظر إليهما بحزن
" لن تبقي هنا لوقت طويل لكن في الوقت الحالي يجب أن أُغادر"
أمسك يدها بلطف فدفعته كي يبتعد عنها و سرعان ما تجعدت ملامحها بألم
" أنت وعدتني أنك ستقوم بحمايتي لكنك تتخلى عني الآن، ألا يكفي والداي؟ هل ستتركني أنت أيضاً؟"
" لن تذهب إلى أي مكان مينسوك"
السيد كيم تدخل في الحديث و تقدم ليقف بجانب آيونغ
" هذا منزلك أنت أيضاً و لن ترحل إلى أي مكان"
" رجاءً تفهما الأمر..."
مينسوك مسد جبينه بضيق ثم أشار نحو الباب
" هل رأيتما كيف يتحدث؟ هيون ليس طبيعياً و بقائي هنا قد يضر الجميع و يضرني أنا أيضاً لذا سأُغادر الآن"
"لا تفعل"
تمتمت آيونغ ببكاء فابتسم إليها مينسوك بلطف ثم التفت ينظر إلى عمه
" صدقاني، هذا أفضل حل الآن "
شهقت آيونغ باكية ثم خرجت من الغُرفة ليضم مينسوك قبضتيه بضيق
" كل هذا يجب أن ينتهي "
السيد كيم تمتم بقلق فأومأ إليه مينسوك
" لا تقلق، سينتهي قريباً "
ربت على كتف عمه ليقوم بجمع ثيابه ثم غادر المنزل تحت نظرات هيون التي تُراقبه بإبتسامة خبيثة، لكن والدة هيون شعرت أن ما يحدث ليس مُريحاً كما تخيلت
شعرت بأنها مُخطئة إلا أنها فضّلت اتخاذ صف ابنها الوحيد
هيون ضرب باطن وجنته من الداخل بلسانه بإبتسامة لعوبة بمجرد أن أغلق مينسوك باب المنزل
و مُتجاهلاً نظرات والده الحزينة نحوه، هو توجه إلى غُرفته حيث زوجته
"زوجتي العزيزة تبكي من أجل عشيقها؟ كم يؤلم هذا قلبي؟"
عبس بحزن مُصطنع ليُغلق الباب بقدمه ثم ركض نحوها ليُلقي نفسه على السرير أمامها بسعادة
" أكرهك"
تمتمت بنفور و ابتعدت عن السرير فاستقام سريعاً و لحق بها ليعترض طريقها
" إلى أين؟ أنا بحاجة إلى الإستمتاع بما هو ملكي و إن كان رخيصاً "
حرك سبابته علي طول وجنتها فضمت شفتيها بغضب ثم رفعت كفها السليمة تصفعه بقوة أدارت وجهه إلى الجانب الآخر
" هذا لأنك آذيت مينسوك"
هسهست من بين أسنانها فانعقد حاجبيه لينظر إليها مُجدداً ثم أحاط عُنقها بيده يخنقها فشهقت بقوة
" كيف تجرؤين؟ "
"ماذا؟ هل ستقتلني؟ هيا افعلها"
ابتسمت رغم اختناقها حتى بهتت ملامحها فابتسم هيون و دفعها لتتراجع بضعة خطوات و هي تتنفس بوتيرة سريعة تحاول تنظيم أنفاسها
" سوف أنفصل عنك، مينسوك لن يتركني معك "
هسهست بإستفزاز فضحك بصخب و هو يومئ إليها
" لا أهتم...بالنهاية سيتخلي عنكِ مينسوك و هذا ما أريده"
"لن يتخلى عني"
رفعت حاجبيها بثقة ليمسح دموعه الوهمية ثم قال
"كل هذا من تخطيطي، و لقائك مُجدداً مع مينسوك هو ما أردته لكن كلاكما مازال غافلاً عن ورقتي الرابحة"
داعب ذقنها في نهاية حديثه فصفعت يده بغضب ليضحك ثم سار نحو السرير يرتمي فوقه بينما آيونغ تنظر إليه بإشمئزاز وعقلها قد تشوش من حديثه كما اهتزت ثقتها
________________
وضع مينسوك حقيبته إلى جانبه كي يفتح باب الشقة ثم التفت يُمسك بحقيبته مُجدداً و جرّها خلفه
و مع تقدمه خطوتين بداخل الشقة ضيّق عينيه و قد تجعدت ملامحه بتقزز من تلك الرائحة القذرة التي انتشرت في الأرجاء
"ما هذا؟"
تمتم بتقزز و ترك حقيبته بمكانها ثم توجه نحو المطبخ باحثاً عن مصدر الرائحة فقد يكون لوهان قد نسي طعاماً و تعفن إلا أن الرائحة لم تكن قوية بالمطبخ فضاقت عُقدة حاجبيه أكثر حين لمح إضاءة غُرفة النوم مفتوحة و صوت يصدر من هناك
لم يكن صوتاً عالياً لكن مسموعاً...صوت كصوت تحركات غير مُتزنة فسار نحو الغُرفة بحذر
شهق بتفاجؤ حين رؤية زجاجات خمر مُبعثرة على الأرض بفوضوية، و بين تلك الزجاجات كان صديقه يجلس، و يبدو أن هناك نقاشاً حاداً بينه و بين شخص آخر غير مرئي
"لوهان!"
هتف بإستغراب فالتفت المعنى ينظر إليه ثم ارتفع حاجبيه بتفاجؤ و ضحك بثمالة يُلوّح إلى صديقه بصخب
"مينسوك...مرحباً"
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top