15

Start

قفز لوهان يُسدد هدفاً ثم صرخ بصخب يركض نحو أعضاء فريقه ليحتضنهم فابتسمت سورين أثناء مُراقبتها له

حين وصولهما إلى الملعب كان هناك مجموعة من الأصدقاء يلعبون بالفعل، و لوهان لم يستغرق وقتاً في إقناعهم بأن ينضم إليهم و كذلك ليعتادوا علي بعضهم

لوهان شخص إجتماعي و مريح في التعامل لذا شيئاً كهذا لم يكن ليُصبح عائقاً أمامه

ترك سُترته علي قدمي سورين ثم بدأ باللعب و لم ينسي أن يُظهر كم هو وسيم وجذاب حين يركض بالكُرة

هذا نوعاً ما جعل سورين تشعر بالثُقل...هو عكسها تماماً و قد يدفعه هذا إلى الهرب منها يوماً لكن لوهان لا يبدو مُنزعجاً بالرغم من ذلك

بين الحين و الآخر يلتفت إلى سورين يلوّح إليها ثم يبدأ بالتباهي أمامها مع تحركاته السلسة مع الكُرة لذا من حسن حظه أن فريقه خسر بفارق بسيط و إلا لأبرحوه ضرباً كونه المُتسبب بضياع الكُرة عدة مرات

ركض لوهان نحو المقاعد حيث تجلس سورين ليجلس بجانبها بينما يلتقط أنفاسه بإبتسامة مُتسعة فمدت نحوه زجاجة المياه تُقهقه بخفوت

" ماذا؟"

سألها بإبتسامة ليشرب القليل من الماء ثم زفر بعمق فضمت سورين قبضتها تضعها أمام شفتيها قائلة

" لقد تسببت في خسارتهم"

"لا، لا لم يكن أنا"

نفي برأسه ببراءة مُزيفة فعضت سورين علي شفتها السُفلي تكتم ضحكتها لكنها انفجرت ضاحكة حين ضحك لوهان بإحراج

" يبدو أنني كنت السبب"

"تقريباً"

أومأت تهمس من بين قهقهاتها فالتفت لوهان برأسه ينظر إليها بإبتسامة

" تمتلكين ضحكة جذابة"

بإبتسامة خجولة جعدت أنفها لتنظر بعيداً عنه فاقترب منها لوهان علي حين غُرّة و قبّل وجنتها فاتسعت عينيها لتنظر إليه

"ألستِ جائعة؟ أكاد أفقد وعيي من الجوع"

مسد معدته بعبوس يتحدث و كأنه لم يفعل شيئاً فأومأت إليه سورين و الرؤية أمامها تشوشت بضعة لحظات خجولة مما فعل

" ترغبين بتناول شيئ مُعين؟"

وقف من مكانه ليجذب سُترته من فوق قدميها كي يرتديها فاحتضنت سورين زجاجة المياه بين كفيها تحاول تخفيف ارتجافهما بذلك

" الشعيرية الباردة؟"

أجابته بنبرة متسائلة فأومأ لوهان

"و أنا سأتناول الشعيرية السوداء، أعرف مكاناً يُعدهما جيداً "

__________________

ييدام تنهد بعمق حين استقامت هايلي بوقفتها تبتسم في وجهه بإتساع بعدما كانت تستند بجذعها ضد سيارته

أكمل طريقه نحوها ليقف مُقابلاً لها و همهم بتساؤل فشابكت كفيها معاً تقول

" لم أحضر بسيارتي اليوم لذا هل يُمكنك توصيلي؟ "

رمقها ييدام بصمت لتهتز شفتيها بتوتر

"إذا كنت لا ترغب في هذا فلا بأس يُمكنني العودة إلى المنزل وحدي"

أومأ إليها ليلتف حول السيارة و أمسك بالمقبض كي يفتح الباب فالتفتت سريعاً تستند بذراعيها فوق هيكل السيارة تتساءل بعدم تصديق

" هل ستتركني حقاً أصعد إلى سيارة أجرة وحدي و بهذا الوقت؟"

عقد ييدام حاجبيه بخفة ينظر إلى ساعته...الجو لم يكن مُظلماً تماماً و الوقت لم يكن مُتأخراً حتى

" ما..الذي تحـ ـاولين فعله؟"

سألها يتنهد بعمق فرفعت كتفيها

" نحن خارج ساعات العمل و أنت لست مُديري.. "

" و لست صديقـ ـكِ أيضاً "

قاطعها بهدوء فضمت شفتيها لوهلة قبل أن تومئ إليه

" لقد أخبرتك بأمور شخصية لذا نعم، نحن صديقين حتى و إن لم تعترف بذلك"

"هايلي...من الأفضـ ـل أن لا.. تقتربي مني"

نبس بجدية لينعقد حاجبيها بإستغراب

" لماذا؟ أنت قُلت أنك لست مُعجباً بي فما المانع من أن نكون صديقين؟"

ابتسمت بجانبية ليرمقها الآخر بفراغ

" كلانا مُختلفـ ـين...و إن وقعتي بحبـ ـي فسوف تُجرحـ ـين لأنني لن.. أقبل أبداً بأن أكـ ـون معكِ "

قهقهت بعدم تصديق و كادت تعترض على ما قاله فابتسم ييدام و أكمل يُقاطعها

" لذا لا توجـ ـد أي..علاقة قد تنجـ ـح بيننا...بالكاد نحاول جعل علاقـ ـة المُدير و الـ..المُتدربة تنجح و لا... يبدو أنها سوف تستمـ ـر طويلاً "

أغلق عينيه و فتحهما ببطئ نهاية حديثه يؤكده ثم صعد إلى السيارة لينعقد حاجبي هايلي و أمسكت بمقبض الباب كي تصعد إلى السيارة هي الأخري لكنها كانت موصدة من الداخل

و دون إضافة حديث آخر ييدام غادر بسيارته و تركها تقف هناك وحيدة لا تُصدق ما قاله، و لا تُصدق أنه تركها كي تعود وحدها إلى المنزل

_________________

" مساء الخير"

مينسوك نبس بهدوء حين مروره من جانب غُرفة المعيشة و توقف لوهلة ينظر نحو عمه الذي أجابه بإبتسامة بسيطة بينما زوجة عمه قد أشاحت بنظراتها بعيداً عنه غاضبة من فعلته باليوم السابق

"خالتي أنا آسف"

انحني برأسه بخفة يعتذر منها فقلبت عينيها إلا أن زوجها قد عقد حاجبيه بعدم رضا

"لا تعتذر فأنت لم تُخطئ بشيئ مينسوك، بل أنا من أخطأت في تربية ابني الوحيد"

السيدة كيم عينيها اتسعت بعدم تصديق تنظر إلى زوجها ثم صاحت مُتسائلة

" ليس مُخطئاً؟ هل رأيت ما فعله بهيون؟"

"في الواقع..."

مينسوك تحدث بهدوء يُقاطع عمه الذي أوشك على أن يُجيب زوجته فالتفت إليه كلاهما ينظرا نحوه

" لا أعتذر عن الشيئ الذي فعلته بهيون بل أعتذر لأنني أفزعتكم و تصرفت بهذه الطريقة في حضوركم، أما بالنسبة إلى هيون فهو يستحق أكثر مما فعلت أنا "

شهقت بصدمة و وقفت من مكانها تنظر إلى ظهر مينسوك حين التفت كي يتوجه إلى غُرفته فصرخت عليه بإنفعال

"من تظن نفسك لتفعل هذا بإبني هااا؟ أنت ضيف في منزلنا لذا لا تظن... "

" اخرسي "

زوجها جذبها من مرفقها ليقف مُجاوراً لها ثم هسهس

" لا تعرفين ما فعله ابنكِ المصون لذا لا تتفوهي بالتُرهات..."

"التُرهات هي ما يحدث هنا، إهتمامه المُبالغ بآيونغ كما مروره علي غُرفتها قبل و بعد عودته من العمل، و كذلك نظراته نحوها...هل تعتقد أنني غافلة عن كل هذا؟ هل يرغب بإفساد حياة ابني بعدما أفسدت زوجته السابقة حياته؟ "

" أنتِ لا تفهمين شيئاً "

السيد كيم ضغط على مرفقها بقوة أكبر يُخرسها إلا أنها لم تفعل ذلك

" إذاً أخبرني أنت الحقيقة...ما الذي لا أفهمه أنا، و ما الذي يجعلك تقف بصف ابن أخيك ضد ابنك الوحيد؟ "

نكزت صدره بحدة فضم قبضته الحُرّة بينما ينظر إليها بغضب يحاول كتمه

" من الأفضل أن لا تعرفي، لا أُريد خسارتكِ أنتِ الأخري"

تنهد بعمق و احتضنها يُربت على رأسها من الخلف فبعد كل شيئ هي ليست علي دراية بكل ما يحدث و لن تتحمل معرفة الحقيقة

" ما الذي تُخفيه عني؟ "

دفعته بإنزعاج كي يبتعد عنها ثم تكتفت مُتسائلة ليبتلع ريقه بضيق

"فقط...نحن نحاول حماية زوجة ابنك قبل أن يفعل بها ما فعله بزوجته السابقة...لا شيئ آخر"

مينسوك استند بظهره ضد باب الغُرفة بعدما أغلقه ليزفر بضيق فزوجة عمه مُحقة بغضبها نحوه

و لولا قلقه على آيونغ و إدراكه أنها تخشي إبتعاده لكان ترك هذا المنزل خاصة بعد ما تفوهت به زوجة عمه

بدّل ثيابه ليحمل حاسوبه ثم سار نحو الغُرفة التي تتواجد بها آيونغ فانعقد حاجبيه حين رؤية هيون يجلس معها هي و الصغيرة مين هي

مين هي قفزت من مكانها سريعاً تتعلق بعنق والدها بفزع حين رؤيتها مينسوك فأحاطها هيون بذراعيه يبتسم بجانبية نحو ابن عمه

" هل خرجتي اليوم من الغُرفة؟"

اقترب بخطواته من آيونغ يسألها بهدوء مُتجاهلاً هيون الذي قلب عينيه بسخرية فرفعت آيونغ عينيها تنظر إليه ثم نفت برأسها بحركة بسيطة

" ألم أُخبرك أنه يجب أن تتحركي قليلاً، هذا جيد لأجلك كما الجلوس في الشمس صباحاً..."

"على مهلك مينسوك، ما بالك تهتم كثيراً لأمر زوجتي ؟"

هيون قاطعه بقهقهة يدّعي المُزاح رغم خُبثه الواضح فتنهد مينسوك بعمق

يرغب بلكمه مُجدداً لكنه كان مُرهقاً من العمل و كذلك الصغيرة مين هي متواجدة و يبدو أنها خائفة منه منذ اليوم السابق

" أنا طبيب كما تعرف "

" و هل تعتني بجميع المرضى هكذا؟ "

أمال برأسه بعبوس مُزيف لينعقد حاجبي آيونغ بإنزعاج

" حين تُصاب بحادث، لا تقلق سأعتني بك بنفس الطريقة"

ابتسم مينسوك نهاية حديثه ليضع حاسوبه فوق الطاولة المُجاورة إلى آيونغ ليُساعدها في الوقوف فدفع هيون ابنته كي تبتعد عنه و بسرعة أمسك ذراع مينسوك يمنعه عن مُساعدة زوجته

"سأُساعدها أنا"

مينسوك ابتسم بزيف يُبعد كف الآخر عنه

" أنا الطبيب هنا "

" و أنا زوجها"

تبادلت آيونغ النظرات بينهما لتُقاطع نظرات التحدي تلك بنبرة هادئة

" سأخرج مع مين هي...يُمكنكِ مساعدتي مين هي؟"

نهاية حديثها ابتسمت نحو الصغيرة التي تبادلت النظرات بين ثلاثتهم قبل أن تبتسم إليها بوسع و أومأت سريعاً ثم تقدمت منها لتُمسك بكفها السليمة

" أليس لديك عمل؟"

هيون سأله بقهقهة خافتة و هو يمر من جانبه ليلحق بآيونغ و مين هي إلى الخارج فضم مينسوك قبضتيه و عاد خطوة ليحمل حاسوبه قبل أن يلحق بهم بينما يُفكر في أنه لا يجب أن يفتعل مشكلة أخري مع هيون كي لا يُزيد الوضع سوءاً

على الأرجوحة الأشبه بمقعد جلست آيونغ مجاورة إلى مين هي صامتة تنظر بشرود نحو الأرض

و حول الطاولة الدائرية جلس مينسوك يضع حاسوبه أمامه يعمل بهدوء مُتجاهلاً هيون الذي يجلس مُقابلاً له

" هل أخرجتها من الغُرفة كي تعمل أنت بعيداً عنها، أم أن وجودي أفسد خطتك الأساسية؟"

هيون سأله ببرود بينما الآخر ادّعي أنه لم يسمع شيئاً فترك هيون مقعده و اقترب بسرعة يجلس علي المقعد المجاور إلى مينسوك

" يبدو أنني أفسدت خطتك بالفعل"

"هيون"

مينسوك همس بخفوت ثم تنهد ليتوقف عما يفعله و التفت ينظر إلى الآخر

" لن تنجح في استفزازي لذا توقف عن التصرف بطفولية و دعني أُركز بعملي "

ضم شفتيه بإبتسامة مُزيفة و أزالها سريعاً يعود لإستكمال عمله فأمال هيون نحوه

" لكنني لست مُخطئاً أليس كذلك؟ أنت ترغب بالحصول عليها لذا تتحكم فيها بهذه الطريقة"

مينسوك أغلق عينيه لوهلة يسحب نفساً عميقاً يُهدئ به أعصابه ثم همهم

" لست مُخطئاً هيون لكن آيونغ ليست غرضاً نتبادله بل هي إمرأة حُرّة تعرف ما تُريده و ما لا تُريده...لقد عرضت عليها الخروج إلى هنا و هي لم تعترض لكن إن فعلت لم أكن لأغصبها على شيئ "

" هذا لأنك لا تمتلك الحق في ذلك على عكسي أنا زوجها"

أمال برأسه يتحدث بعبوس مُزيف فأومأ إليه مينسوك

" لن يطول ذلك و هذا لأن آيونغ لا تُريده "

" أنا أيضاً لا أريد هذا لكن كما تعرف.. أموالي لديهم "

همس نهاية حديثه و كأنه يُخبره بسرٍ ما ثم عاد بظهره إلى الخلف فرمقه مينسوك بنظرة أخيرة قبل أن يعود لإستكمال عمله

__________________

( لقد رفضتي ذلك بالفعل، و لكن ألا يُمكنكِ توديعي بالمطار حقاً؟)

ييدام عقد حاجبيه بإستغراب حين لاحظ شرود سورين بهاتفها، يبدو و كأنها رأت شيئاً أفسد يومها فأمال برأسه قليلاً يسترق نظرة نحو هاتفها

" لمـ ـاذا لن تـ...تودعيه ؟"

جفلت سورين و التفتت برأسها تنظر إليه فابتسم بإحراج

" أعتذر على التـ ـدخل... لكن لا تبـ ـدين.. بخير"

تنهدت سورين بعمق فضم ييدام شفتيه و استقام بجلسته ثم التزم الصمت كي لا يُزعجها

" الأمر فقط أنني.."

سورين نبست بصوتٍ مسموع لينظر إليها ييدام بإهتمام فالتفتت بجسدها كي تكون مواجهة له

" لا أحب هذه المواقف و لا أعرف ماذا سأقول له، أنا حتى لا أفهم لماذا يتحملني إلى الآن...لقد أفسدت موعدنا تقريباً"

نبرتها انخفضت نهاية حديثها لتتنهد مرة أخرى

" لو أنـكِ أفسـ ـدتي الموعد فلماذا سيهـ ـتم بمُراستلكِ الآن...لا أعتقد أ.. أنه انزعج"

ابتلعت سورين ريقها بخجل لتخفض عينيها عن ييدام

" لقد أخبرني أنه سعيد و تحدث بحماس عن الأمور الأخري التي يرغب بفعلها لكنني لم أقل شيئاً، لقد التزمت الصمت حتي اللحظة الأخيرة "

ضم ييدام شفتيه حين رفعت سورين قدميها عن الأرض و ضمتهما إلى صدرها

" هل ترغبـ ـين بالتدرب معي؟"

انعقد حاجبي سورين بخفة و رفعت عينيها تنظر إليه بعدم فهم

" تدربـ ـي معي و بعدها فلتذهبي لـ.. لتوديعه ،حينها أخبـ ـريه بما تشعرين بـ ـه "

" أتدرب معك؟ "

رمشت بضعة مرات تستوعب ذلك فأومأ إليها ييدام بإبتسامة مُتسعة

"هذا مُحرج أكثر "

حكّت رأسها بخجل لتخفض قدميها و استدارت تواجه التلفاز فقهقه ييدام ليُبعثر شعرها بلطف

" إذاً تدربي...أمام المـ ـرآة"

"هذا لن يُساعد بشيئ، الكلمات تخنقني حين أحاول التفوه بها و سأضع نفسي بموقف مُحرج"

"و ربما..لا"

ييدام رفع كتفيه لتنظر إليه سورين ثم أخفضت رأسها مُجدداً تنظر بتردد إلى هاتفها المُغلق

" لماذا تأخر أبي و أمي إلى الآن؟"

تساءلت تُغير مجري الحديث فابتسم ييدام بخفة حين فهم ذلك ثم تكتف مُتنهداً بعمق

" جي هون السبب...بلا شك فهـ ـو يفقد صوابه حيـ.. حين رؤية الألعاب"

ضحكت سورين حين هز ييدام رأسه بيأس من أخيه الأصغر

" يبدو أنك تُعاني معه كثيراً "

______________

" ماذا حدث؟ لم تبدين هكذا؟"

سويون ركضت بقلق نحو هايلي حين دخولها من باب المنزل بحالة يُرثي لها فأمالت الأخري بجسدها فوقها تُلقي بكامل ثُقلها عليها

" هل تُمطر في الخارج؟"

تمتمت بإستغراب لتنظر إليها هايلي بعبوس ثم انفجرت باكية تجعل من قلق الأخري يتفاقم

" تعالي معي "

سويون سحبتها معها نحو الغُرفة لتجعلها تجلس على طرف السرير ثم تقدمت من خزانة الثياب بخطوات واسعة علي عجلٍ تُخرج ملابساً من أجل هايلي

" ماذا حدث؟ كيف وصلتي إلى هذه الحالة؟"

عادت بخطواتها نحو هايلي تُساعدها بتبديل ثيابها بينما الأخري لم تتوقف عن البُكاء حتي أحضرت سويون منشفة و وقفت أمامها تُجفف شعرها

" توقفي عن البكاء و أخبريني بما حدث لعلني أُساعدكِ"

" لم...أجد سيارة أجرة... و مرشات المياه...لقد فعلت هذا بي "

تحدثت من بين شهقاتها لتنفجر باكية بعدها فعقدت سويون حاجبيها بخفة

"و لماذا لم تتصلي بكيونغ أو حتى بي؟"

" هاتفي الأحمق انتهي شحنه"

همهمت سويون بتفهم لتمسح على خُصلاتها برفق

" لقد اعتذرت منه لكن مازال يُعاملني بجفاء.. "

بعد فترة تحدثت هايلي لتخفض رأسها بعبوس

" تركني رغم معرفته أنني لم أذهب بسيارتي إلى العمل"

"ييدام؟ "

سويون أمالت برأسها بإستفهام فضمت هايلي شفتيها بعبوس تومئ إليها

"ربما كان مشغولاً بشيئ آخر أو..."

"لا"

قاطعتها هايلي ثم شهقت بخفوت قبل أن تُكمل

" يبدو أنه يكرهني الآن، لم يكن يتعامل معي بهذه الطريقة من قبل، كما أنه يتحدث مع الجميع براحة علي عكسي أنا"

" أنتِ السبب بهذا هايلي"

سويون تمتمت بهدوء فانعقد حاجبي هايلي مُنفعلة بوجهها

" لم لا تواسينني؟ مؤخراً أصبحتِ تستغلين أي فرصة لجرح مشاعري.."

"تعرفين جيداً أنني لا أكرهكِ كما أعرف بأنكِ لستِ بحاجة إلى المواساة "

سويون قاطعتها بجدية لتُمسك بكفي هايلي فأخفضت الأخري عينيها عنها بحاجبين معقودين

" أُخبركِ بما هو لصالحكِ حتى و إن كنت قاسية لكن هذا هو الصواب...يجب أن تُدركي بأن الجميع لن ينظر لكِ كـدو هايلي بل هايلي فقط، و هُنا لن تتعاملي كالأميرة كما كُنتِ في باريس لذا المُعاملة ستكون بالمثل..."

ابتسمت بلطف و رفعت كفيها تحتضن وجنتي هايلي كي تنظر إليها الأخري ففعلت ذلك

" من السهل مواساتكِ لكنني لن أفعل هذا... يجب أن يُحبكِ الآخرين بسبب شخصيتكِ و ليس لأموال والديكِ و جمالكِ الخارجي، و هذا ما أريده أن يحدث لأنكِ ابنة كيونغسو الشخص الذي أحبه أنا و أعرف جيداً بأن هذا ما يسعي إليه أيضاً"

" هل يجب أن أتصرف عكس طبيعتي كي أنال إعجاب الآخرين؟ "

عبست هايلي بغضب طفيف لتومئ الأخري

" إن كانت طبيعتكِ سيئة فنعم يجب أن تتصرفي عكسها و ليس من أجل الآخرين بل لأجلكِ أنتِ "

تنهدت هايلي و ألقت بجسدها إلى الخلف حتي تمددت فوق السرير لتُجاورها سويون

" هل تشعرين بالغرابة حين تستيقظين بوقت باكر من أجل العمل؟ و تضطرين إلى النوم بوقت باكر؟"

عقدت هايلي حاجبيها و همهمت بالنفي لتميل برأسها نحو سويون كي تنظر إليها بينما الأخري قد ابتسمت

" لقد توقفتي عن السهر و إضاعة الوقت و بدون أن تشعري أصبح هذا روتينك لذا مع الوقت لن تشعري بنفسكِ و أنتِ تتبدلين إلى الأفضل لكن يجب أولاً أن تكوني على استعداد للتغير"

" و كيف أفعل هذا؟"

وضعت كفيها أسفل وجنتها تُقابل سويون بوجهها، و قد رفعت حاجبيها بإهتمام لترفع الأخري كتفيها

" يجب أن تستوعبي بأن الحياة لا تدور حولكِ فقط ، و لتنتقي كلماتك قبل أن تتفوهي بها أمام الآخرين "

_________________

" بمجرد وصولك فلتتصل بي، و أيضاً حين تلتقي شياو تشو أخبرها أنني اشتقت إليها و أرغب بالتحدث معها"

مينسوك تحدث بهدوء أثناء احتضانه جسد صديقه يودعه في المطار فقهقه لوهان ساخراً و ابتعد عنه

" تتحدث و كأنك تُجيب اتصالاتي "

تنهد مينسوك ليُغلق عينيه و فتحهما بحركة بطيئة قائلاً

" كنت مشغولاً في الفترة الأخيرة و أنت تعرف هذا جيداً "

" لم تجد حلاً بعد لأمر انفصال هيون و آيونغ؟"

ملامح لوهان ارتخت قليلاً يتساءل بإهتمام فهز مينسوك رأسه إلى الجانبين

" إن كان المبلغ كبير يُمكنني مُساعدتك بـ..."

"لا لوهان.."

قاطعه بضيق ليرفع كتفيه

" لا أريد أن أجرح آيونغ بهذه الطريقة "

" لكنك لا تقوم بشرائها بل تحريرها، هناك فارق كبير بينك و بين ما فعله هيون و والديها"

زم مينسوك شفتيه ثم أومأ برأسه

" لا تنشغل بالتفكير بي الآن، أنا و عمي نبحث عن حلول أخري لذا لست وحدي فلا تقلق"

-------------

أوقف ييدام السيارة جانباً ثم التفت بإبتسامة ينظر إلى سورين قبل أن يمد كفه نحو خاصتها و أمسك بها بلطف

" لا تتوتـ ـري...الأمر بسيط صدقـ ـيني"

" لم أخبره بأنني قادمة، قد يكون غادر بالفعل و هذا ربما يجرح مشاعره صحيح؟ أنا سيئة في التعامل معه، أليس كذلك؟"

نبست بتوتر و ارتجافها كان واضحاً لأعين أخيها فتنهد ييدام و فك حزام الأمان خاصته ثم اقترب منها يُحيطها بذراعيه

" لستِ سيئة"

همس ليُربت علي شعرها من الخلف ثم ابتعد قليلاً

" سأنتظـ ـركِ هنا كي تكوني على راحتكِ فـ... فلتذهبي الـ ـآن كي لا تتأخري أ. أكثر"

ضمت سورين شفتيها بعبوس تومئ إليه ثم استدارت تُمسك بمقبض الباب لتسحب نفساً عميقاً و زفرته قبل خروجها من سيارة أخيها

بخطوات مُترددة سارت نحو الداخل باحثة بأعينها عن لوهان، و قلبها يرتجف بتوتر و قلق

تخشي أن تكون قد تأخرت، و بالوقت ذاته تتمني لو أنه رحل بالفعل فهي لا تدري ماذا ستقول أو إن كانت قادرة على قول شيئ حتى

" يا إلهي"

تمتمت بتنهيدة عميقة حين لمحته من بعيد يقف مع البروفيسور خاصتها، و بصعوبة ابتلعت ريقها لتخطو نحوهما حتى وقفت قريبة منهما تهمس بخجل

" بروفيسور"

توقف لوهان عن الضحك حين نكزه مينسوك فالتفت سريعاً حيث مصدر الصوت، و إبتسامته إتسعت أكثر حين رؤيتها

" أتيتِ"

همس و عينيه لمعتا بسعادة ليدفع مينسوك و التفت إليه بسرعة

"حسناً شكراً لك على مجيئك ، هيا غادر"

رمش مينسوك بضعة مرات بينما يحاول موازنة جسده بسبب دفع الآخر له فاقترب منه لوهان يهمس بحذر

" هي خجولة بما يكفي و وجودك لن يزيدها سوي خجلاً"

"و تقول أنني من تخليت عنك"

مينسوك دفع يديه عنه لينفض ثيابه بإبتسامة ساخرة تحولت إلي أخري لطيفة حين أمال برأسه قليلاً ينظر إلى سورين

"سعدت برؤيتك سورين"

المقصودة ابتسمت بتوتر و انحنت إليه برأسها بإحترام ليُعيد نظره إلى لوهان ثم لكمه بمعدته بخفة قبل أن ينسحب مُغادراً

استدار لوهان بجسده يُقابل سورين فجفلت ليستقيم ظهرها و قد تجمد جسدها حين تلاقت أعينهما

كلاهما كان يلتقط أنفاسه بوتيرة سريعة و كأنهما قاما بمجهود كبير علي الرغم من أنهما لم يتحركا خطوة أو يفعلا أمراً يُذكر

" لم أتوقع أن تأتي"

بصدق تحدث ليتقدم منها خطوتين فعقدت سورين أناملها تُخفي بين كفيها ورقة مطوية

" هل..كُنت غاضباً لأنني لم.. لم أكن سآتي؟"

تساءلت بتلعثم فهز رأسه إلى الجانبين ينفي ذلك ثم أخفض عينيه نحو كفيها ليقترب منهما بخاصتيه يُمسك بهما فضغطت علي تلك الورقة بقوة و حذر

"بالطبع لم أكن غاضباً، لكن بالرغم من ذلك تمنيت لو تأتين فهذا سيجعلني سعيداً كما أنا الآن "

" أردت أن أُخبرك بشيئ ما لذا أتيت"

تحمحمت و الحرارة تصاعدت إلى وجنتيها و رأسها فأصبح لوهان قادراً علي رؤية وجهها يتحول إلى اللون الوردي تدريجياً

" و ما هو هذا الشيئ؟ "

أمال برأسه يتساءل بنبرة هادئة جذابة فاسترقت سورين نظرة نحو شفتيه الباسمتين ثم رفعت عينيها نحو خاصتيه لتجذب يديها بعيداً عنه و كأنها صُعقت بالكهرباء

" هـ هذه"

أظهرت الورقة له لينظر إليه بضعة لحظات ثم جذبها منها بحذر

"هل تعترفين بمشاعركِ نحوي؟ "

قهقه يُمازحها لكنه سرعان ما ضم شفتيه حين شعر بأن الأخري ستبكي

" يجب أن أُغادر"

تحدثت على عجل و ركضت سريعاً هاربة منه دون أن تمنحه فُرصة لقول أي شيئ فأخفض لوهان عينيه ينظر إلى الورقة بإبتسامة مُتسعة، و قهقة خافتة غادرته قبل أن يفتح تلك الورقة لكنها جُذبت منه علي حين غُرة ليشهق بتفاجؤ

رفع عينيه ينظر نحو الفاعل و لم تكن سوي سورين التي عادت إليه راكضة تقف أمامه بصدر يعلو و يهبط بأنفاس لاهثة

" لا يجب أن أقول هذا بورقة أو مجرد رسالة"

ابتلعت ريقها و التزمت الصمت قليلاً تحاول تنظيم أنفاسها لكن هذا كان صعباً مع توترها الشديد

فرّقت بين شفتيها تحاول التفوه بما يدور في خاطرها من كلمات تصف مشاعرها لكنها شعرت بغصة تخنقها، و الدموع سرعان ما تجمعت بطرفي عينيها

" سورين.. "

تمتم حين لاحظ ما يحدث معها و اقترب منها ليُمسك بيديها بلطف هامساً

"لا بأس بذلك إن لم تكوني قادرة على.."

" أنا مُعجبة بك"

قاطعته بنبرة مُتسرعة ثم أغلقت عينيها بقوة تلتقط أنفاسها ، و لوهان قد تجمد بمكانه

ربما هو يتخيل لكن صوت قلبه كان عالياً للغاية يشعر به يدق ضد صدره بوتيرة سريعة و قوية كشيئ لم يُجربه من قبل

تلك الكلمة البسيطة كان لها تأثيراً آخر عليه، ليس لأنها خرجت بصورة مُفاجئة أو لأنه انتظرها لوقت ليس بالقصير

بل لأن سورين تفوهت بها دون طلب منه أو ضغط من أي جانب...سورين عبّرت عن الشيء الذي تشعر به رغم فشلها في هذا لعديد من المرات

و بالرغم من أن خجلها لم يتغير و مازالت تشعر بالإختناق حين رغبتها في التفوه بما تشعر به إلا أنها تحدثت من أجله...كي لا ينزعج أو يكون حزيناً

تلك الكلمة لم تكن بسيطة كما تبدو فما خلفها كان مشاعر قوية و مجهود كبير بذلته سورين و حروب داخلية يفهمها لوهان

"ااه..."

لوهان همس بتوتر ليضحك بخفة بينما جسده يتحرك إلى الأمام و الخلف بحركات بسيطة تُبدي سعادته

" هذا يعني أننا نتواعد رسمياً الآن"

حك مؤخرة رأسه، و سورين ببطئ فرّقت بين جفونها حتي تلاقت عينيها الدامعتين مع خاصتي لوهان المُتحمستين

" هذا مُحرج "

تمتمت بعبوس فهز رأسه ينفي سريعاً ثم أحاط وجنتيها بكفيه يبتسم بإتساع

" لا، لا تشعري بالإحراج مني أبداً"

همس بلطف ليُقبّل جبينها ثم احتضنها بين ذراعيه يجعل من خجلها يتزايد

لكن مع مرور بعض الوقت علي وضعيتهما تلك، جسد سورين ارتخي تدريجياً و اختناقها بدأ يتلاشى

" حتى و إن كان اعترافكِ بواسطة ورقة أو مجرد رسالة، و حتى إن لم يكن هناك اعترافاً فلا مشكلة لدي...ما يهمني هو رؤيتكِ سعيدة بجانبي"

لوهان تحدث بلطف و كفه تتحرك علي طول شعرها من الخلف

و بطريقة غير مُباشرة هو أراد إخبارها أنه مختلف عن الآخرين و لا يهتم سوي لوجودها بجانبه، و فيما يخص ذلك هو لا يكذب أو يتجمل

سماعه هذه الكلمات مُهم لكن ليس أكثر أهمية من راحتها بجانبه

" لا تتجاهلي رسائلي أو اتصالاتي فيكفي أنني بعيد عنكِ هممم ؟ "

دفعها بلطف كي تبتعد عنه و مُجدداً احتضن وجنتيها يجعلها تنظر إليه فضمت شفتيها بخجل ثم اومأت بتردد

" و بالرغم من ذلك سأشتاق إليكِ"

نقر أنفها بقُبلة سريعة فانكمشت ملامحها بإبتسامة خجولة و أومأت إليه تُهمهم كإجابة بينما عينيها تدوران في الأرجاء مُتجنبة النظر نحوه

" يبدو أن الوقت قد حان"

تنهد عابساً حين الإعلان عن اقتراب رحلته لينظر إلى سورين

" سأُخبر شياو تشو بشأنك لذا كوني مُستعدة للتحدث معها"

رقص حاجبيه نهاية حديثه ليضحك بخفوت حين اتسعت عينيها بتفاجؤ و علي حين غفلة أمال نحوها جاذباً شفتيها بقُبلة رطبة رقيقة فأغلقت عينيها بقوة

انكمشت معدتها بألم مُحبب، و أنفاسها ثقلت مع شعورها بدفئه يُحيط شفتيها يُقبّلها بـرقّة مُبالغة...بدت كإحدي القُبلات الخيالية التي قرأت عنها من قبل حين يصف الكاتب تقبيل البطل لحبيبته بحذر و كأنها قطعة زجاج رقيقة يخشى خدشها

" أراكِ لاحقاً "

تمتم أمام شفتيها بإبتسامة جانبية ثم نقرهما بُقبلة أخري سريعة قبل أن يستقيم بوقفته

لوّح إليها بإبتسامة مُتسعة و هو يبتعد عنها بينما يعود بظهره إلى الخلف يحاول النظر إليها لأطول وقت ممكن، فاستنشقت سورين ماء أنفها تُجعد ملامحها بخجل بينما تومئ إليه

حين وقف أمام الأمن ترك حقيبته ليرفع ذراعيه فوق رأسه يصنع بهما قلباً كبيراً فقهقهت سورين و أمام شفتيها ضمت قبضتها بخجل ليضحك لوهان بصخب ثم التفت إلى رجل الأمن كي يُتم الإجراءات

و بين ثانية و أخري يسترق النظرات نحوها ثم يبتسم بإتساع بمجرد أن تتلاقى نظراتهما

أنامل ييدام كانت تطرق فوق المقود بهمهمات خافتة يُطلقها يُسلي نفسه إلى حين عودة سورين، و بعد دقائق طويلة من الإنتظار وحيداً قوطعت همهماته عند رنين هاتفه فأخفض عينيه ينظر نحوه

إسم هايلي الذي يعلو شاشته جعله يتنهد و إتصالها قد تجاهله فإن كان هناك أمراً هاماً لكانت يونا هي من تتصل به

لكن مع إتصالها به للمرة الثانية زم شفتيه بتردد قبل أن يجذب الهاتف و فتح الإتصال دون إبداء رد فعل فعبثت الأخري بأظافرها ثم تحمحمت

" سيد ييدام؟"

تنهد بعمق ليُلقي برأسه إلى الخلف يستند به علي مسند مقعده ثم همهم إليها فاستقامت بجذعها حيث كانت تجلس أعلي سطح الشركة بمكانها الذي أصبح مُعتاداً لها

" لم تأتي اليوم لذا كنت قلقة من وجود خطب ما فكما تعرف يجب أن يري موظفي السيد بارك نماذج عملي أنا و يون سوك اليوم لكنك لم تأتي"

تحدثت دفعة واحدة ليُلقي ييدام نظرة بجانبه حين شعوره بشخص يتقدم من سيارته و لم تكن سوي سورين التي عادت لتوها

" أنا مشغول بأمـ ـر ما لـ.. لكنني سأكون بالشركة قبـ ـل وصول موظفي السيـ ـد بارك "

رفعت هايلي حاجبيها تومئ و كأنه يراها فأمال برأسه بتساؤل

" شيئ آخـ ـر، هايلي؟"

اتسعت عينيها بخفة و مُقلتيها أخذتا تتحركا في الأرجاء و كأنها تبحث علي ما تقوله هناك لكنها لم تجد ما تقوله فمدت شفتيها إلى الأمام بعبوس

" لا "

و ييدام لم يُزد حديثاً ليُغلق الهاتف فنفخت هايلي وجنتيها بإنزعاج و قفزت من مكانها لتقف علي الأرض ثم استدارت كي تُغادر لكنها سرعان ما شهقت تعود إلى الخلف خطوتين حين أوشكت علي الإرتطام بـيون سوك و الذي يبدو أنه هنا منذ فترة

" ماذا تفعل هنا؟"

ادّعت اللامُبالاة بينما تضبط ثيابها فأمال برأسه يبتسم بجانبية

" تحاولين التقرب من ييدام هااا؟"

رفعت عينيها نحوه ترمقه بحنق ثم تكتفت

"و إن كنت؟ما دخلك أنت؟"

قهقه بخفة ليعقد ذراعيه إلى صدره هو الآخر

" لا شيئ، و لا أهتم"

"إذاً لا تسأل "

دفعته بظاهر كفها ثم تخطته تسير نحو الباب فلحق بها بخطوات سريعة

" هل تحاولين تملقه من أجل المشروع؟ هذا لن يُفيدكِ في الواقع لذا لا تأملي بدون داعي "

" يون سوك "

التفتت تُقابله بإبتسامة مُزيفة فقابلها بأخرى مُستفزة

" لا تُقحم أنفك فيما لا يخصك كي لا أحطمه"

رفعت قبضتها إلى مستوي أنفه تُهدده فقلب الآخر عينيه بملل و دفعها كي يخرج من الباب أولاً مما جعلها تضم قبضتيها بغضب طفيف

يجب عليها أن تتغير كما أخبرتها سويون قبل بضعة أيام، و يجب أن تُفكر علي الأقل لدقيقة قبل أن تتحدث بشيئ أمام الآخرين قد يجرحهم لكن هذا التغيير لن يشمل علاقتها بالمُزعج يون سوك

_________________

السيد كيم مع زوجته و حفيدته خرجوا من المنزل تاركين آيونغ وحدها في محاولة للترفيه عن الصغيرة المُهمشة من والدها

لذا مينسوك شعر بالتوتر من تواجده مع آيونغ وحدهما بالمنزل فما قالته زوجة عمه لم ينساه بعد، كما نظراتها نحوه كانت تفضح ما يدور بعقلها من أفكار سيئة و ظنون تجاهه هو و آيونغ

وقف أمام باب الغُرفة حيث آيونغ ليسحب نفساً عميقاً قبل أن يفتح الباب يبتسم في وجهها بإتساع فقابلته بإبتسامة بسيطة زيّفتها كي لا يشعر بخوفها من تلك الأفكار التي تدور برأسها طوال اليوم

" الكدمات تكاد تختفي"

نبس بإهتمام حين أمسك بذقنها يُحرك رأسها إلى الجانبين كي يري ما أصبحت عليه حالتها  فأمسكت آيونغ بيده سريعاً قبل أن يبتعد عنها مما جعله ينظر إليها

" ما الأمر؟"

أمال برأسه بقلق طفيف فتنهدت لتبتلع ريقها و عادت ترسم ابتسامة أخري علي شفتيها

" هلا ساعدتني بالذهاب إلى الحديقة؟"

مينسوك شعر بنفسه يضعف أمام عينيها اللامعتين فأشاح بنظره بعيداً عنها و همهم ليجذب يده من خاصتها و استقام بوقفته فدفعت الغطاء بعيداً عن جسدها لتخفض قدميها عن السرير

حين وقفت أحاط كتفها بذراع و الأخري أمسك بها كفها السليمة ليُساعدها بالخروج من هناك

آيونغ لم تكن بحاجة إلى مُساعدته فمع مرور الوقت جسدها تحسن بالفعل، إلا أنها وجدتها فُرصة للتقرب منه...شيئ بسيط تُرضي به مشاعرها نحوه

" اجلسي هنا"

تمتم بإبتسامة يجعلها تجلس فوق الأرجوحة ثم دار حولها ليقف خلف آيونغ و بلطف بدأ بدفعها

" أبي و أمي.."

نبست بهدوء لترفع رأسها تنظر إلى السماء مُتنهدة بعمق

" لم يتصل أي منهما على الرغم من معرفتهما بما حل بي"

" لا تُفكري في هذا الأمر كثيراً "

همهمت آيونغ لتُغلق عينيها

" لكن التفكير في هذا الأمر هو ما يجعلني لا أكره نفسي"

انعقد حاجبي مينسوك بعدم فهم، و الأخري ابتسمت بإنكسار تُكمل

" حينها أُقارن بين إهتمام الآخرين بي و إهتمامك أنت بي... "

ارتخي حاجبي مينسوك و ملامحه لانت مع حديثها الهادئ لتفتح آيونغ عينيها و عادت برأسها إلى الخلف قليلاً حتى أصبحت قادرة على رؤية وجهه فأبطأ تحركاته حتي توقفت الأرجوحة عن الحركة

" لذا لن أشعر بالسوء تجاه هذه المشاعر التي أحملها نحوك"

"آيونغ"

همس إسمها بحذر لتنظر إلى عينيه بعبوس جعله يبتلع كلماته، مينسوك لم يرغب بأن تصل الأمور إلى هذه النقطة...علي الأقل و آيونغ مازالت مُتزوجة من شخص آخر غيره

" أنت لن تكرهني بسبب مشاعري هذه، صحيح؟ "

صوتها المُختنق انخفضت نبرته بالنهاية ليتنهد مينسوك ثم حرك رأسه إلى الجانبين ينفي ذلك بحركة بسيطة

" لن تراني خائنة؟"

" لستِ كذلك"

تمتم ليميل نحوها تاركاً قُبلة طويلة فوق رأسها ثم استقام بوقفته لتعتدل آيونغ هي الأخري بجلستها تنظر أمامها بصمت

To be continued.....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top