13
Start
لوهان جلس علي الأريكة بأريحية يبتسم في وجوه الجميع...لم يبدو خجولاً أو حتي متوتراً ، و علي أحد جانبيه جلست سورين تترك مسافة بينهما، بينما علي الجانب الآخر تجلس هارين التي تتفحصه بعناية
في المُقابل جلس سيهون و ماريا متجاورين بينما جي هون قد وجد لنفسه مساحة صغيرة بينهما يجلس هناك بينما يميل برأسه علي ذراع والده
" إذاً...هل أُعرّف بنفسي؟"
قهقه بمزاح بسبب التزام الجميع الصمت لوقت طويل فابتسمت ماريا بوجهه تومئ إليه كي يفعل ذلك
" شياو لوهان...أنا صديق مُقرب للبروفيسور مينسوك، أعتقد أنكما تعرفانه"
"أهاا لقد رأيته من قبل.. لكن كيف تعرفه؟"
ماريا سألته بإهتمام بينما تفتتح حديثاً معه فتحمحم لوهان
"كان صديقاً لأختي الكبري أثناء دراستها في كوريا لذا كان الشخص الوحيد الذي عرفته حين أتيت إلي هنا "
التفت برأسه يسترق نظرة نحو سورين المُتجمدة بمكانها ثم أعاد نظراته إلى والديها
" هل وجودي هنا غير مُريح؟ أعتقد أنني أتسبب في توتر بعض الأشخاص"
"تقصد سورين و عمي؟ كن واضحاً بحديثك رجاءً "
تكتفت هارين تدّعي الجدية فتجاهلها لوهان بينما سيهون تنهد بعمق يهز رأسه إلي الجانبين
" الأمر ليس كذلك...لكنني أشعر بالغرابة قليلاً فهذه أول مرة أجلس أمام صديق لسورين، و كما يبدو أنت أكبر منها بعدة أعوام "
" نعم أكبر منها و لكن بأربعة أعوام فقط، بالإضافة إلى ذلك قد أبدو شخصاً يحب المزاح لكنني رجل ناضج و أفهم الحياة جيداً لذا يُمكنك التحدث معي براحة"
أشار إلي سيهون بنهاية حديثه فالتفت المقصود ينظر إلي زوجته لتُربت ماريا علي فخذه بقهقهة مكتومة
" إذاً أنت..تواعد ابنتي؟ "
اتسعت أعين سورين بخجل تنظر إلى والدها بينما لوهان قهقه بخفوت يُشير إليه بالنفي
" للأسف ليس بعد، لكنني مُعجب بها، و ها أنا أحاول خلق الفُرص لنفسي كي ألتقي بها و أُثبت ذلك"
"أنت رجل صريح للغاية و هذا لا يظهر من وجهك الصغير"
هارين من جديد تدخلت في الحديث لينظر إليها سيهون هامساً بتوبيخ
"هارين، هذا لا يصح"
"لا بأس، لقد اعتدت علي حديثها بالفعل "
لوهان أشار إليه بإحراج ثم تحمحم
" مازلت أشعر أن وجودي غير مُريح هنا بالنسبة إلى البعض "
ملامحه تجعدت بإبتسامة بسيطة و متوترة بينما ينظر إلي سيهون فالآخر لم تكن ملامحه مُريحة
يبدو و كأنه سيقتله بعد قليل علي الرغم من هدوئه
" لا، لا تقلق...سيهون فقط غيور و لا يعرف كيف يتحكم بوجهه"
"ماريا "
همس بإسم زوجته فتجاهلته لتميل بجذعها إلى الأمام تقول بحماس
"إذاً لوهان...أخبرني عن كل شيئ، كيف التقيت سورين؟ أهاا و كيف اعترفت لها؟ أحب التفاصيل"
_________________
" سأقوم بضبط المنبه كي لا أنسى موعد الدواء "
السيد كيم تحدث بهدوء بعدما أعطي الدواء إلى آيونغ فهمهمت إليه بخفوت بينما تُحرك عينيها مع ما يفعله حيث جذب الهاتف يضبط المنبه من أجل مواعيد دوائها
" ها قد انتهيت "
تنهد بصوتٍ مسموع بينما يميل نحو الطاولة المجاورة لها يضع الهاتف هناك ثم استقام بجلسته ليُلاحظ تحرك عينيها معه بصمت
" ما الخطب ابنتي؟ هل تشعرين بالألم؟"
ابتلعت آيونغ ريقها بعبوس، و بتردد أومأت برأسها بحركة تكاد تُلاحظ
" يا إلهي، ما كان يجب أن نترك المشفى، هل أتصل على مينسوك؟"
اقترب مرة أخرى من الطاولة كي يجذب الهاتف فأمسكت آيونغ بيده تمنعه عن ذلك ليلتفت إليها
أخفض عينيه نحو كفها التي تتشبث بخاصته بقوة فتنهد بضيق قبل أن يقترب منها، و بحذر أحاطها بذراعه بعيداً عن كتفها المُصابة حين فهم أن الأخري بحاجة إلى عناق...عناق أب
" الإعتذار مُجدداً لن يُفيد بشيء"
أغلق عينيه بقوة حين سمع صوت رنين جرس المنزل ليبتعد عن آيونغ يُعيد فتح عينيه، و تلك الدموع التي انزلقت علي وجنتيها ببكاء صامت قام بمسحها بلطف يُكمل بإبتسامة بسيطة
" لكن أعدكِ سأُصلح كل ما أفسده هيون"
ربت علي وجنتها ليلتفت كلاهما نحو تلك الصغيرة التي هتفت بحماس
"جدي"
ابتسم بوسع ينحني قليلاً بينما يفرد ذراعيه، و تلك الصغيرة ركضت نحو جدها تُحيط عُنقه بذراعيها
" اشتقت إليك كثيراً"
قبّلت وجهه بعشوائية و قُبلات قوية دغدغت وجه السيد كيم فضحك بينما يُحرك جسد الصغيرة إلى الجانبين
لكن أعين آيونغ كانت تنظر إليها بحسرة...الفتاة بدت لطيفة علي أن تملك أباً مثل هيون
مين هي ابتعدت عن جدها تُحرك عينيها بحذر نحو المرأة التي تجلس علي السرير ثم التفتت إلي جدها مُجدداً
" من تكون؟"
ارتخت ملامح السيد كيم بتنهيدة عميقة لا يدري كيف يُعرّفها على آيونغ بينما المقصودة ابتسمت و مدت يدها نحو مين هي
"أُدعي آيونغ،ما إسمكِ؟"
"مين هي"
الصغيرة صافحتها لتبتعد عن ذراعي جدها اللتان تُحيطان بها بينما تنظر إلي كتف آيونغ و ذراعها التي تحملها الجبيرة
" أنتِ مريضة؟"
" هذا لأنها تبكي كثيراً و لا تتناول طعامها بإنتظام"
قلبت مين هي عينيها نحو جدها الذي تحدث ترمقه بشكٍ لكن آيونغ التي همهمت بعبوس تُجاريه حديثه جعلتها تُصدق فهي لن تكذب لأنها مريضة حقاً
" هل تؤلم؟"
أعادت عينيها نحو الجبيرة لتومئ إليها آيونغ
" قليلاً"
" ما رأيكِ أن نترك آيونغ كي ترتاح و لنخرج نحن إلى الحديقة؟ لقد وضع والدكِ أرجوحة هناك من أجلك"
اتسعت أعين مين هي بسعادة لتقفز أمام جدها
" هل أبي هنا حقاً؟"
ضم شفتيه بضيق علي حال الصغيرة المُتحمسة لرؤية والدها علي الرغم من أن ابنه لم يعد إلى المنزل منذ البارحة و لم يهتم لأمر عودتها
" لقد خرج ليُقابل صديقه و سيأتي بسرعة...لنُجرب الأرجوحة إلي حين عودته"
أمسك بيدها يركض معها بخطوات صغيرة نحو الخارج، لكن لم يخفي عنه هو و آيونغ أن الصغيرة قد فقدت حماسها، فكيف لا تفعل و هذه الكذبة تُشبه كذبات كثيرة سابقة قد سمعتها و لم تري والدها بعدها رغم انتظارها له لأيام طويلة
__________________
" من الغريب أنها حين أغلقت الخط بوجهي أنا لم أغضب أو أنزعج، هل فقدت عقلي؟"
لوهان كان يبتسم أثناء حديثه و بين الحين و الآخر يُقهقه كلما تذكر أفعال سورين به
لوهان لم يترك أي تفصيلة...هو حرفياً لم يترك أي تفصيلة حتي كونه تحدث مع نفسه و تذمر كثيراً لمينسوك حين تجاهلته سورين يوم كامل قبل أن يكتشف أنها تقضي يوماً عائلياُ
و سورين التي تجلس بجانبه كانت مُحرجة بسبب ما يقوله إلا أنها تفقد السيطرة على نفسها أحياناً و تدير وجهها ضاحكة علي أسلوب الآخر في الوصف
ماريا، جي هون و هارين كانوا مُعجبين بالبروفيسور الصغير هنا كما تُلقبه هارين
بينما سيهون كان يتكتف يرمقه بفراغ
" لقد فقدت عقلك لتتحدث أمام والديها بهذه الأمور"
والدها الغيور قلب عينيه يدّعي الإنزعاج فالتفتت إليه ماريا ترمقه بجانبية ثم هسهست
"أوه سيهون"
المقصود ضم شفتيه بحنق و أشاح بنظراته بعيداً عنه بينما لوهان تحمحم يميل برأسه ينظر إلى سيهون
" أنا لست مُراهقاً سيد أوه، كما أنني لا أتحدث بأمور قد أخجل منها لذا لا أعتقد أنني فقدت عقلي، إذا كنت تغار علي سورين أنا أتفهمك.."
التفت ينظر إلى سورين لتتسع ابتسامته
"من يمتلك سورين في حياته يجب أن يخشى عليها حتي من نفسه و يغار عليها و إن كان من الهواء "
" و تقول أنني من أتفوه بما يدور في عقلي دون تفكير؟! "
هارين تمتمت بعدم تصديق، و الصغير جي هون قد أومأ يوافقه قبل أن يقترب من سورين يلتصق بها
و بسبب لوهان، تلقي أحدهم نظرة ساخرة من زوجته
" من الجيد أنك تعرف كيف تقول كلمات معسولة "
اتسعت أعين سيهون الذي شعر بأن الحديث موجه إليه و صاح بإنفعال
" أنا أُخبرك بكلمات معسولة طوال الوقت"
"بعدما ضاع الشباب أوه سيهون، لقد قُلت أن الإعتراف بحبي هو ترهات"
"يا إلهي، عُدنا إلي هذا الأمر مُجدداً"
الأربعة أمامهما تبادلوا النظرات فيما بينهم قبل أن ينظروا إلي الثنائي الذي يتشاجر
" لقد أخبرتكِ بعدها بشيئ لطيف و تبادلنا القُبلات أيضاً، كُنتِ سعيدة حينها "
"لكن بمجرد أن تواعدنا كنت أشحذ منك الكلمات اللطيفة "
" هذا لأنني كنت أُعبر عن حبي بطرق أخري فأنا..."
ضم شفتيه ثم تنفس بعمق يعي وجود الأصغر سناً أمامهم فتلك الطرق ستلوث عقلهم بالفعل
" عمي، كنت تقول طُرق أخري "
هارين همست بحذر فتحمحم سيهون ليستقيم بظهره بينما ماريا أشاحت بعينيها بعيداً عنه تنظر إلى الآخرين
" حسناً...أعترف أنني قُلت بأن الإعتراف إليها هو ترهات"
أصدرت ماريا صوتاً قصيراً ساخراً فاسترق سيهون نظرة سريعة نحوها قبل أن ينظر إلى سورين قائلاً
" سورين، أنتِ تقرئين الروايات الرومانسية و ستحكمين بالعدل...لقد اصطحبتها إلى حديقة، جلسنا علي مقعد أسفل سماء الليل و جعلتها تستمع إلي أغنية رومانسية ذات كلمات لطيفة تصف مشاعري نحوها...ربما حين سألتني إن كان هذا اعترافاً، أنا قُلت أن ذلك سخيف لكنني اعترفت إليها حينها بمشاعري...هذا ليس رومانسياً؟! "
ضيّق عينيه نهاية حديثه يشعر بالظلم غافلاً عن زوجته التي كانت تضم شفتيها بإبتسامة سعيدة كونه يتذكر التفاصيل
و على الرغم من أن الجميع كان مبهوراً بما قاله سيهون، لكن سورين كانت الأكثر انبهاراً بتلك التفاصيل كونها تخيلتها
" هذا لطيف "
تمتمت بإبتسامة مُتسعة و أعينها تتبادل النظرات بين والديها بلمعان فالتفت سيهون نحو ماريا رافعاً حاجبيه بإبتسامة واثقة لتقلب عينيها
" كيف عرض أبي الزواج عليكِ؟ عمي بيكهيون يتحدث عن علاقته مع خالتي هيبا، و أيضاً يتحدث عن عمي ييشينغ و خالتي كاثرين لكن لم يتحدث عن شيئ عنكما أبداً سوي أن حفل زفافكما تم إفساده بسبب اقتحام عصابة المكان"
سورين تحدثت بحماس تجذب الإنتباه نحوها، لوقت طويل تخيلت أن والديها قد تزوجا بطريقة قد تكون رسمية نوعاً ما...تفاصيل علاقتهما لم يخوضا فيها كثيراً كي لا يتحدثا عن تفاصيل لا يرغبان بذكرها أمام أبنائهما، و بيكهيون كما ييشينغ كانا حريصين على عدم الحديث أمامهم كذلك
لكن كما يبدو فوالديها حظيا بذكريات رومانسية و لطيفة سوياً
"إذاً أخبرها...هيا أخبر ابنتك كيف طلب والدها البريئ الزواج مني؟"
ماريا تخصرت ترفع أحد حاجبيها بسخرية، و هذا كان أمراً لا يرغب سيهون بالتحدث عنه أمام أبنائه...هذا مُحرج
شابك سيهون أنامله و هو يُحرك عينيه بغرفة المعيشة يستكشف طلاء الحائط...و كم كانت جميلة تلك الستائر المتواجدة أمام الباب الزجاجي الذي يطل على الحديقة!
الجميع كان فضولياً لمعرفة الإجابة لكن لوهان لم يعي علي نفسه و هو هائم بنظراته لسورين التي تجلس بجانبه
منذ البداية و هو ينتظر رؤية هذا الجانب منها، الجانب المُتحمس و المُشع كما هي الآن
و قد كان سريع المُلاحظة حين أدرك أن نقطة ضعف سورين هي القصص الرومانسية و لن تفشل أبداً في تحويلها إلى هذا الشخص المُتحمس
'' أمامكِ خياران... إما أن تتزوجي بي أو أن تتزوجي بي ''
ماريا تحدثت بصوتٍ خشن بينما توجه يدها نحو خصرها كأنها مُسدس فاتسعت أعين سورين تُطلق صوتاً مُتحمساً خافتاً كما فعلت هارين بينما جي هون لم يفهم ذلك
" هل كان يُمسك... ذاك الشيئ الحديدي؟"
سورين سألت بحذر كي لا يفهم جي هون ما يقصدونه فانعقد حاجبي لوهان بعدم فهم و رمش بضعة مرات قبل أن ينظر أمامه حيث والدي سورين... يبدو أن الكثير قد فاته
أومأت ماريا بدرامية ليُغلق سيهون عينيه بقوة بينما سورين وقفت من مكانها بحماس تهتف و هي تُشير إلي هارين التي تجلس على الجانب الآخر من لوهان
" هذا يُشبه المشهد الذي سخرتي منه سابقاً و قُلتي أن الروايات التي أحبها سخيفة و غير حقيقية، هل سمعتي ما قالته أمي الآن؟"
تنفست بعمق نهاية حديثها لتجلس مرة أخرى بإبتسامة واسعة تعلو ثُغرها، و لم تعي علي ما فعلته سوى حين شعورها بنظرات الجميع موجهة إليها
ابتلعت ريقها حين استقرت عينيها علي القابع بجانبها، و تلك الإبتسامة البسيطة التي علت شفتيه جعلت قلبها يرتجف فأشاحت بنظراتها بعيداً عنه بسرعة ثم أشارت إلى والدتها بتلعثم
" أ.. أكملي، أمي"
لوهان عض علي شفته السُفلي يكتم قهقهته ثم التفت ينظر إلى ماريا التي وضعت قدماً فوق الأخرى
" كان قاسياً و مُخيفاً لذا كنت مُضطرة إلي الموافقة"
رفعت كتفيها ببساطة، و تنهيدة خافتة خرجت من بين شفتيها تشعر بالراحة أن سورين لم تهرب بسبب خجلها من الموقف الذي حدث قبل لحظات، و هذا قد يكون جيداً
"عُذراً؟ أنا كنت قاسياً؟"
انعقد حاجبي ييدام بخفة حين سمع صوت صراخ والده فتقدم من غرفة المعيشة حيث مصدر الصوت فالتفت نحوه الجميع حينها إلا والديه المُنشغلين بالشجار هنا
" لم يكن هناك حلاً سوي ذلك، و إن عاد بي الزمن سأفعل ذلك مُجدداً فكيف أتوقف بعدما أخبرني ييشينغ أنكِ ستتزوجين ذاك...اهااا دو كيونغسو اللطيف و البريئ للغاية، لقد قُلتي بنفسكِ أنكِ مازلتي تُحبينه لذا بالطبع شعرت بالغيرة من تلك الكذبة الغبية و كنت أعرف جيداً أن رأسك صلب لذا تصرفت بتلك الطريقة "
" ماذا يحـ ـدث؟ "
ييدام تقدم يجلس في المساحة الفارغة بين لوهان و هارين حيث أشارت له الأخيرة أن يفعل فأجابه لوهان
" يستعيدان ذكريات الماضي...تقريباً "
همهم ييدام بتفهم، و بعد لحظات استوعب شيئاً ما فالتفت ينظر إلى الرجل بجانبه
" من تكـ ـون؟ "
رفع لوهان حاجبيه و التفت ينظر إلى ييدام ثم مد كفه نحوه يُصافحه
" شياو لوهان، لن أقول حبيب سورين لأنني لست كذلك بعد لكن ربما في المستقبل "
قهقه نهاية حديثه فابتسم إليه ييدام ثم صافحه يومئ بتفهم
" ييدام، أخوها الـ... الأكبر"
"تشرفت بلقائك "
" يكفي إلى هنا اوه سيهون فأنت تدخل في تفاصيل لا يجب أن نتحدث بها أمام الأطفال "
التفت الجميع ينظر نحو ماريا حين نبست ببرود تُخرس زوجها فضم سيهون شفتيه يشعر بالظلم... هي من بدأت و أحرجته أمام الجميع
"ااه ييدام، لقد أتيت "
أمالت برأسها تتحدث بنبرة حنونة فابتسم ييدام بتوتر يومئ إليها، لقد وصل منذ فترة بالفعل
" انظروا إلي هذا الرجل طردني و الآن تذكر أنه يمتلك ابنة"
هارين هتفت بسخرية و هي ترفع هاتفها تُجيب اتصال والدها لكنها لم تقل شيئاً، و لبضعة لحظات التزمت الصمت فصاح بيكهيون من الجانب الآخر بحنق
" أين أنتِ إلى الآن؟ ألستِ فتاة؟ ألا تخافين أن يُزعجكِ أحدهم؟ "
" لم تصرخ عليّ؟ أنت من طردتني صباحاً "
رمشت بضعة مرات بتفاجؤ من انفعال والدها ثم تنهدت بعدما همهمت إليه لتُغلق الهاتف
" للأسف ترجاني كي أعود إلى المنزل لذا سأعود"
بأسف مُصطنع تحدثت ثم صرخت بحماس و هي تركض نحو غُرفة سورين كي تُحضر حقيبتها، و لوّحت إليهم أثناء خروجها من المنزل دون أن تترك فرصة لأي منهم بالتحدث
"ابنة بيكهيون"
سيهون تمتم يهز رأسه إلى الجانبين بينما ماريا وقفت من مكانها تهتف
" سأقوم بتحضير العشاء بسرعة"
" أعتذر و لكن أعتقد أنه حان الوقت لكي أُغادر"
لوهان قهقه بإحراج بينما يحك كفيه ببنطاله أثناء وقوفه من مكانه.. يشعر أنه أطال البقاء معهم و قد يكون ذلك وقحاً
" اجلس"
ماريا أشارت إليه بصرامة ليفعل ذلك بتردد ثم ابتسمت في وجهه بريبة قبل أن تتوجه إلي المطبخ و الصغير جي هون ركض خلفها كي يُساعدها
" سأُساعد أمي"
سورين همست بخجل و وقفت من مكانها هي الأخري كي تلحق بوالدتها لتترك الرجال الثلاثة خلفها يتبادلون النظرات
لكن بطريقة ما اندمج ثلاثتهم في الحديث عن الأعمال
___________________
دارت هارين حول نفسها أثناء تقدمها من المنزل حيث رأت سيارة غريبة تقف أمامه...سيارة نالت إعجابها فهي تتناسب مع ذوقها
لكنها شعرت بالغرابة كونها لم تري تلك السيارة من قبل
حين اقتربت من باب المنزل رفعت كتفيها بلا مُبالاة ثم التفتت تُعطي وجهها إلي المنزل بعدما رمقت تلك السيارة بنظرة أخيرة
"لقد عُدت"
هتفت حين دخولها لكنها انتفضت تصرخ بفزع حين صرخ والديها و أخيها الأكبر معاً
"مُفاجأة"
رمشت بضعة مرات تتبادل النظرات بينهم، حيث والدها الذي يحمل أسطوانة كان بها ورقات ملونه صغيرة أطلقها نحوها، يون سوك الذي يحمل أسطوانة تُشبهها ، و والدتها التي تُصفق...كانت لحظات صامتة التي مرت قبل أن تقفز بحماس بمكانها و اقتربت تحتضن والدتها فارتخت ملامح بيكهيون المُبتسمة و رمقها بإنزعاج
" مهلاً، اليوم ليس عيد ميلادي"
ابتعدت عن حضن والدتها تتحدث بإستغراب فصفع بيكهيون جبينها
" نحن نحتفل بتخرجكِ أيتها الحمقاء"
وقفت هارين بمكانها تنظر إليهم بصمت حتي استوعبت ذلك فصرخت مرة أخرى و هي تقفز بمكانها ليفعل بيكهيون و يون سوك المثل بينما هيبا ضحكت بخفة لتتكتف أثناء مُراقبتها لهم
"توقفا، توقفا"
أشارت إليهما هارين من بين أنفاسها كي يتوقفا عن القفز ثم تخصرت
" هل لهذا السبب قمت بطردي من المنزل؟ أمر الحمل هذا مجرد كذبة؟"
أومأ بيكهيون بإبتسامة مُتسعة لتضحك هارين بصخب
" و هل سأرغب بالحصول علي أطفال مُجدداً بعد رؤيتكما؟"
قلب يون سوك و هارين عينيهما علي ما تفوه به بيكهيون
" و هذه هي مُشكلتك فقط؟ أبي عُمركما لا يسمح بهذا "
حصلت هارين علي صفعة أخري علي جبينها من والدتها بسبب وقاحتها فتأوهت تُمسد موضع الألم بعبوس
" لم تكن هناك طريقة أخري لإخراجكِ من المنزل فأنتِ كحيوان الكسلان لا تتحركين من مكانك"
يون سوك أخرج لسانه يغيظها فرفعت طرف شفتيها ترمقه بإنزعاج
" كان بإمكانكم التحضير لكل هذا و أنا بالغرفة"
" لا يُمكن لأن أهم هدية في الغُرفة"
همهمت هارين بعدم فهم لتتسع عينيها تدريجياً ثم ركضت نحو الغُرفة، و والديها قد لحقا بها بينما يون سوك تذمر و هو يسير خلفهم بكسل
"من أين تأتي بهذه الطاقة؟"
مد شفتيه إلى الأمام حين صرخت هارين مرة أخرى حين رؤيتها التغييرات التي طرأت علي غُرفتها سواء السرير الذي تم تغييره و حصلت علي آخر أكبر أرادته من قبل
و خزانة ثيابها تم تزيينها يدوياً و هذا بدون شك عمل والدتها
" و السيارة في الخارج...إنها ملككِ أنتِ "
شهقت هارين بتفاجؤ مما قاله والدها فضمت شفتيها بصراخ مكتوم لتركض نحو هيبا تحتضنها
" هذه فكرتي أنا"
بيكهيون صاح مُتذمراً من التجاهل الذي يحصل عليه فرفعت هارين رأسها تنظر إليه بينما تُحيط جسد والدتها من الجانب
" لم أنسي أنك قمت بطردي "
" هذا من أجلكِ"
همهمت تتصنع التفكير فزفر بيكهيون بحنق و أمسك بيدها يجذبها ليحتضنها هو فقهقهت هارين و أحاطت خصره
"مُزعجة لكنني أحبك"
"أبي"
ضحكت ليُربت علي رأسها فابتعدت عنه هارين و حركت عينيها نحو يون سوك ليعقد حاجبيه
"ماذا؟ "
ابتسمت في وجهه ثم مدت ذراعيها نحوه تدعوه إلي إحتضانها فهز رأسه إلى الجانبين يبتسم بزيف
"لا، شكراً لكِ"
"يون سوك"
تمتمت بتغنج و هي تقترب منه فركض هارباً منها لتلحق به تنوي عدم تركه قبل أن تحتضنه
____________________
استقام جذع آيونغ تنظر نحو باب الغُرفة بلهفة حين فُتح ظناً منها أن مينسوك قد أتى، لكن سرعان ما امتعضت ملامحها حين قابلتها ابتسامة زوجها المُتسعة
" حبيبتي...اشتقت إليكِ"
هيون تقدم منها و أمال نحوها ينوي تقبيل وجنتها فأشاحت بوجهها بعيداً عنه
" من أين تأتي بهذا البرود؟"
هسهست فتنهد بملل ليجلس بجانبها يُقابلها بوجهه
" لا تكوني قاسية معي، كنت غاضباً فقط و أنتِ من فعلتي هذا بنفسكِ"
" أذكر كل شيئ الآن ، لذا لا تُرهق نفسك بالتصنع فأنا أعرف أننا لم نُحب بعضنا يوماً "
قلب شفتيه و قد ارتفع حاجبيه بإعجاب ليميل برأسه
"حقاً؟ هذا جيد فإدّعاء الوقوع بحبك أمر مُقزز"
ضمت شفتيها قبل أن ترتجفا أمامه ثم ابتلعت ريقها هامسة
" لا تقلق، سننفصل بمجرد أن تتحسن حالتي و ما يجعلني أنتظر هو والدك "
" في الواقع زوجتي العزيزة أنا لا أمانع أن ننفصل الآن...لكن هل يمتلك أحداً المال الكافي لشرائك؟! "
" أنا لست غرضاً للبيع أيها السافل"
عقدت حاجبيها بغضب و رفعت كفها تنوي صفعه فأمسك بيدها يمنعها عن ذلك
" كنت أعلم أنكِ كاذبة..."
قهقه ساخراً و نثر ذراعها بعنف آلم كتفها المُصابة ثم أمال برأسه يُكمل
" لو أنكِ تذكرتي حقاً لأدركتي أنكِ لستِ سوى بضاعة رخيصة بين يدي والديكِ، قاما ببيعكِ لي و لم تكن مرتهم الأولي لفعل ذلك"
أخفضت آيونغ عينيها بأنفاس اضطربت، و الألم بدأ يُسيطر علي رأسها تدريجياً حين تداخلت أصوات من الماضي برأسها و الصراخ كان الطاغي عليها
ابتسامة هيون الجانبية اتسعت حين رأي التشوش يغلب علي ملامح آيونغ فأمال نحو أذنها يهمس مما أفاقها من شرودها و جعلها تجفل
" هل يجب أن أقول أنهما والديكِ؟"
حركت عينيها معه و هو يبتعد عنها ثم قهقه بصخب أثناء خروجه من الغُرفة تاركاً آيونغ مُشتتة
ما قاله لم يكن غريباً...به شيئاً مألوفاً بقدر ما هو مؤلم
________________
" قم بزيارتنا مُجدداً"
سيهون صافح لوهان لينحني إليه الآخر بخفة يبتسم بإتساع ثم لوّح إلى الآخرين قبل أن يخرج من المنزل مع سورين
وقفا في الخارج علي بُعد خطوات من الباب حيث كان لوهان يقف أمامها يُقابلها بوجهه بينما هي ضمت كفيها معاً بخجل
" آسفة...عائلتي لا تضع حدوداً خاصة أمي"
قهقه لوهان يهز رأسه إلى الجانبين
" لا أبداً...الأجواء العائلية لديكم لطيفة و دافئة، في الواقع لم أعش هذه الأجواء من قبل لذا أنا مُمتن لكم علي هذا اليوم"
رفعت سورين عينيها نحوه تبتسم بخفة فتنهد لوهان بعمق حين تلاقت نظراته مع خاصتها
" تعرفين؟ شخصيتكِ غريبة"
رمشت سورين بعدم فهم فأخفض لوهان نظراته ينظر نحو كفيها ليُمسك بهما بين خاصتيه و مرة أخرى أطلق تنهيدة عميقة
" أنتِ هادئة و خجولة للغاية و هذا يجذبني، لكن بلحظة قد تتحولين إلي فتاة أخري تصرخ بحماس و تبدين مُختلفة تماماً عن طبيعتكِ"
" هل هذا سيئ؟ "
أمالت برأسها بينما تتساءل بتوتر طفيف فرفع لوهان كتفيه و أخفضهما بحركة سريعة
" إن كان سيئاً فهو سيئ لقلبي الذي تعبثين به "
تحمحمت سورين و جذبت يديها بعيداً عنه ببطئ لتتسع ابتسامة لوهان ثم رفع كفه يُبعثر شعرها بلطف
"تُصبحين على خير "
عاد بظهره إلى الخلف و هو يبتعد عنها بينما يتبادلان النظرات بإبتسامات خجولة من طرفها و مُعجبة من طرفه
________________
" اووه، مينسوك هنا "
هيون هتف بصخب حين فتح الباب من أجل مينسوك لينظر إليه الآخر بصمت، و لم يستجب إلي ذراعيه المُمتدتين في الهواء تدعوانه إلي عناق
" يبدو أن أحدهم غاضب"
دندنها هيون بسخرية فتجاهله مينسوك ليدخل دون اذن منه، و بإستغراب عقد حاجبيه حين رؤيته الجميع مازال مُستيقظاً
"مساء الخير"
نبس بهدوء فاتسعت أعين مين هي حين سمعت صوته و استقامت سريعاً من جانب جدها لتركض نحو مينسوك
" عمي مينسوك، أنت هنا أيضاً "
مينسوك ابتسم بدفئ و انحني إلي مستوي مين هي حين ركضت نحوه تُلقي بنفسها بين ذراعيه و استقام بها بعدما حملها بين ذراعيه
" اشتقت...إليكِ... كثيراً"
قبّلها بقوة من بين كلماته فقهقهت هي ثم قبّلت وجنته تُجيبه
"و أنا أيضاً اشتقت إليك كثيراً...لم أُصدق حين قال جدي أنك ستأتي،هل الجميع هنا من أجلي؟"
أمالت برأسها تتساءل بسعادة فأومأ إليها مينسوك و تقدم من الأريكة يجلس بجانب عمه
" ظننت أنني سأجد الجميع قد نام"
"و من قد ينام و مين هي هنا؟"
تحدث السيد كيم و هو يقرص وجنة الصغيرة بمزاح فضحكت هي ليجذبها مينسوك كي تجلس فوق قدميه
" مازلتي مُشاغبة هممم؟"
همس يُدغدغها لتضحك مين هي بينما تحاول إبعاده عنها، و هيون الذي جلس مُقابلاً لهم يجاور والدته، قلب عينيه بملل ثم تكتف يقول بإبتسامة خبيثة
" مينسوك يعرف كيف يتعامل مع الأطفال، كان ليكون أباً جيداً"
قهقه بخفة نهاية حديثه فتلاشت ابتسامة مينسوك الواسعة تتحول إلى أخري بسيطة مكسورة يتذكر طفله المفقود
" بالطبع...لا يليق هذا الدور بالكثيرين"
السيد كيم أجاب ابنه بنبرة مؤنبة ثم جذب مين هي بلطف كي تبتعد عن قدمي مينسوك
" هيا صغيرتي، اذهبي إلى غُرفة آيونغ...سوف تنامين معها اليوم، و أنا بحاجة للتحدث مع العم مينسوك ببعض الأمور التي تخص الكبار "
أومأت إليه مين هي لتُعطي كل منهم عناقاً و قُبلة قبل أن تتوجه إلي الغُرفة حيث تنام آيونغ
صعدت علي السرير بحذر حين رؤية الأخري نائمة ثم ضمت كفيها أسفل وجنتها تُراقبها حتي التقت جفونها
جلس مينسوك بجانب عمه في الحديقة وحدهما كي يتحدثا علي راحة، و هيون كان قد ذهب إلى الغُرفة حيث آيونغ و مين هي فلا يُمكن لأي شخص منعه عن ذلك، بينما والدته ذهبت لتنام بغُرفتها
" يجب أن نتواصل مع عائلة آيونغ، ما فعله هيون جريمة و لا أريد أن تحدث مشكلة لكن بالوقت ذاته هذا حق آيونغ...ألا توافقني بهذا مينسوك؟"
السيد كيم تحدث بجدية ليُمسد مينسوك جبينه بضيق
" لقد طلبت مني بالفعل أن أتواصل مع عائلتها لكن.."
" لكن ماذا؟"
عقد حاجبيه بقلق حين التزم مينسوك الصمت لبضعة لحظات فزفر بعمق
" والدها أجاب عليّ أولاً و أخبرته بما حدث بالفعل لكنه أغلق الإتصال بمجرد سماع اسم هيون و تجاهلني بعدها لكنني لم أستطع إخبار آيونغ بذلك "
" يا إلهي، ما الذي يحدث بحياة هذه المسكينة؟"
السيد كيم تمتم بحزن فضم مينسوك شفتيه و مد كفه يُربت علي ذراع عمه
" لا تقلق عمي...سأُساعدها بأي طريقة كانت "
عمه رمقه بنظرة وجدها مينسوك غريبة بعض الشيئ، و بعد لحظات همس الآخر
" أثق بذلك "
__________________
" إلى أين؟ "
سيهون عقد حاجبيه بإستغراب حين رؤيته ماريا تجلس أمام المرآة تضع مُستحضرات التجميل خاصتها فرفعت عينيها تنظر إليه من خلال المرآة
" سأصطحب سورين إلى مركز العناية بالبشرة، تعرف لديها موعد غداً"
همهم سيهون بتفهم و اقترب منها ليستند بكفيه علي مقعدها ثم انحني يُقبّل رأسها قبل أن يستند عليه بذقنه و كلاهما ينظران إلى بعضهما من خلال المرآة
" لا تتأخرا، فأنا أرغب بقضاء الوقت معكم"
أومأت إليه ماريا و همهمت بإبتسامة
" لم تتحدث بشأن لوهان...هل أنت مُنزعج منه؟"
عقد سيهون حاجبيه بإستغراب
" لماذا قد أنزعج منه؟ يبدو شخصاً جيداً...أعني هو كان يتحدث بأريحية و يمزح كثيراً لكن حين جلس معي أنا و ييدام تحدث بشأن العمل بكل جدية و ذكاء...لا يبدو كشخص لعوب و هذا مُريح أيضاً لكنني مرهق بسبب العمل فالمشاكل كثرت مؤخراً "
وقفت ماريا من مكانها و دارت حول المقعد حتي أصبحت أمام سيهون لتحتضن وجنتيه بكفيها
" ستكون الأمور علي ما يُرام...لقد واجهت مشاكل أسوأ من هذه "
همهم يوافقها ثم نقر شفتيها بقُبلة سريعة ليُحيط خصرها بذراعيه
" حين تذكرين الماضي...هل حقاً تلك التصرفات كانت تُزعجكِ؟"
سألها بإهتمام فاتسعت ابتسامة ماريا
" لا، لكنني أحب رؤيتك تنفعل فهذا يُذكرني بك في الماضي...كما أنني أكون سعيدة حين أكتشف أنك تذكر تلك التفاصيل ،حتى اسم كيونغسو لم تنساه بعد"
رمقها سيهون بفراغ لتلك الإبتسامة التي اتسعت حين ذُكر اسم كيونغسو ثم هسهس من بين أسنانه
" و من قد ينسى اسم عدوه اللدود؟! "
___________________
" صباح الخير "
" عمي مينسوك "
مين هي هتفت بإبتسامة فكما يبدو هي استيقظت للتو، و تحركت من موقعها تجلس بجوار آيونغ كي تُفسح المجال إلى مينسوك أن يجلس مُقابلاً لهما فتقدم يجلس هناك
" صباح الخير، آيونغ"
أمال برأسه كي ينظر إليها لكنها ظلت تنظر إلى الغطاء بصمت دون إجابة
" ما الأمر آيونغ؟ "
مد كفه نحو خاصتها فصفعته بحدة كي لا يلمسها لينعقد حاجبيه
" ابتعد عني"
ارتفع حاجبي مين هي بتفاجؤ من ردة فعلها، و مينسوك انقبض قلبه حين رفعت عينيها تنظر إليه بحدة لكن الخوف كان بادياً بملامحها كما تلك الدموع بحافتي عينيها
" ماذا حدث؟ هل هيون... "
توقف عن الحديث لينظر نحو مين هي ثم ابتلع ريقه
" مين هي، فلتذهبي إلى الجدة فهي كانت تبحث عنكِ"
همهمت الصغيرة لتتبادل النظرات بينه و بين آيونغ لمرة أخيرة قبل أن تركض إلى الخارج و أغلقت الباب خلفها فالتفت مينسوك ينظر إلى آيونغ
" ما الخطب آيونغ؟ بم تشعرين؟هل فعل هيون شيئاً لكِ؟ هل يؤلمكِ كتفكِ؟ ما الأمر؟"
نبرته ارتفعت قليلاً بنهاية حديثه حين ظلت الأخري مُلتزمة الصمت رغم نبرته التي توحي بمدى قلقه
" لا تتصرف و كأنك تهتم"
هسهست بحدة لتمسح أسفل عينها بحركة سريعة تمسح تلك الدمعة التي فرت منها بدون قصد
" لقد قُلت أنك ستكون بجانبي لكنني لم أرك منذ البارحة"
" آسف، و لكن عملي..."
حاول التبرير فقاطعته و اختناق صوتها لم يخفى عنه رغم حدتها
"قُلت أنني سأكون بأمان لكن حين استيقظت من كابوس مُرعب رأيت هيون نائم أمامي و يبتسم بطريقته الغريبة تلك"
ابتلع مينسوك غُصته حين شهقت الأخري باكية و بضعف ضربت كتفه لمرة واحدة
" هل تعرف كم كان هذا مُخيفاً؟ أن أستيقظ من كابوس هاربة منه لكنني أجد هذا الكابوس أمامي يبتسم بإنتصار و كأنه وصل إلى غايته "
أخفت وجهها الباكي خلف كفها السليمة تبكي بصوتٍ مسموع مُتألم فتجعدت ملامح مينسوك بحزن أثناء مُراقبته لها
" آيونغ "
همس بخفوت ليُمسك بكفها يجذبها بعيداً عن عينيها الباكيتين، و بكفه الأخري احتضن وجنتها يمسح دموعها بإبتسامة لطيفة
"لا تبكي، رجاءً"
استنشقت ماء أنفها و فرّقت بين شفتيها تسحب نفساً عميقاً، كان مُهتزاً حين زفرته بسبب شهقاتها المُتقطعة فأخفض كفه بعدما مسح دموعها ليضعها فوق كفها التي يحتضنها
" هل أُقدم استقالتي و أبقي بجانبكِ؟"
ضحك يُمازحها فضمت شفتيها المُرتجفتين تحاول السيطرة على بُكائها و لم تمنحه إجابة فتنهد بعمق يُربت على كفها
" صدقيني هذا لن يتكرر...لقد غيرت مناوبتي الليلية بالفعل لذا لن اتأخر مُجدداً...اليوم فقط"
عبست شفاهها ليميل مينسوك برأسه عابساً هو الآخر بتلقائية
" لا تبكي مُجدداً...أعرف أن وجود هيون من حولكِ مُخيف لكنه لن يؤذيكِ، لا يُمكننا منعه من النوم معكِ بنفس الغُرفة لكن ما إن تنفصلا سيخرج من حياتك تماماً...أعدكِ "
" لن يتركني "
غمغمت بصوتٍ مُختنق فهز مينسوك رأسه إلى الجانبين ينفي ذلك
"سيفعل آيونغ...حتي و إن رفض فلن نتركه أنا و عمي حتي تحصلين على الطلاق "
شهقت آيونغ تبكي مُجدداً، و أعين مينسوك قد أدمعت حين رؤيتها بهذه الحالة
" قال أنني... "
تأوهت بخفوت تشعر بالألم يحتل صدرها كما كتفها ثم أكملت من بين بُكائها مُتذكرة حديث هيون
" لقد قام بشرائي "
عقد مينسوك حاجبيه بعدم
" من؟ "
" هيون...قال أنني بضاعة رخيصة قام بشرائي من والداي...هذا يؤلم لأنني أشعر بأنه لا يكذب"
اختنق صوتها أكثر نهاية حديثها لتضغط على كف مينسوك ببعض القوة
" مينسوك...هل يُمكنك حمايتي؟ "
ابتلع ريقه ينظر إلى عينيها دون إجابة...مينسوك كان يُفكر في شيء آخر
أو ربما هو كان يحاول السيطرة على غضبه لكنه بالنهاية فشل
ملامحه تحولت إلى أخري غاضبة جعلت آيونغ تشهق بخفوت تجذب كفها بعيداً عنه، و ما إن فعلت ذلك خرج هو من الغُرفة باحثاً عن هيون بأعين تُطلق شرار الغضب
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top