12
Start
كُلاً من سيهون، ييدام و ماريا كانوا يجلسون بغرفة المعيشه أمام التلفاز
سيهون كان يجلس فوق الأريكة يُمدد قدميه عليها بينما يضع حاسوبه فوق فخذيه يعمل عليه محاولاً التركيز لكن صوت ماريا و ييدام العالي لم يكن يُساعده في ذلك
"إذاً أنت تعتقد بأنك لا تصلح للحب؟"
ماريا سألت بحذر ليومئ ييدام بخفة فهي تحاول تمالك أعصابها بينما ييدام لا يجد داعياً للكذب بهذا الشأن
و علي الرغم من أنها قررت توبيخه و الصراخ بوجهه لكنها بالنهاية هدأت تُقنع نفسها أن هذا ليس الحل المُناسب
"لـ لست أعتقد بل أنا.. واثـ ـق من.. ذلك"
سيهون تنهد ليقضم شفتيه يحاول أن لا يتحدث بينما ماريا قهقهت دون فكاهة
"لماذا؟ هل لأن سمعك سيئ؟"
سيهون التفت نحوها ينظر إليها بحاجبين معقودين يهمس بحذر
"ماريا "
"أو ربما بسبب لسانك الثقيل؟ "
أمالت برأسها جانباً و هي تبتسم بسخرية ليعبس ييدام و أخفض رأسه بحزن بينما يُهمهم و هذا أزعجها فلم علي أبنائها أن يعتقدوا أنهم غير مؤهلين للوقوع في الحب و الحصول علي مشاعر مُتبادلة؟ ما العيب بهما؟
"ياااا، إذا كان والدك السافل هذا وجد من يُحبه حد الجنون هل تظن أنك لن تجد شخصاً يُحبك؟"
صاحت به بإنفعال لتتسع أعين سيهون و انتفض يعتدل بجلسته و هو ينظر إلي زوجته التي ضربت كتف ييدام المصدوم مما قالته
" أنت شاب لطيف و ودود، تجعل الجميع يقع بحبك من الوهلة الأولي و تمتلك قلباً نقياً لذا لا تظن أنك غير صالح للحب فالجميع يمتلك عيوب و مميزات... والدك المعتوه كان مُغتراً بنفسه و يظن أن الجميع واقع بحبه بينما هم يهربون منه فقط لأنه حقير"
"ياااا"
سيهون صرخ بها بإنزعاج ليلتفت ييدام ينظر إليه ثم أعاد نظراته إلي ماريا بقهقهة خافته
" حبيبي الوسيم و الرائع لا تُفكر بهذه الطريقة، هذا ليس عيباً بك و إن كان كذلك فجميعنا نمتلك عيوباً... علي الأقل أنت تمتلك قلباً نقياً و لساناً حلواً عكس والدك "
أمسكت وجنتي ييدام تُحركهما يميناً و يساراً تحت قهقهاته فوقف سيهون من مكانه بنفاذ صبر و اقترب منها يحملها بين ذراعيه فصرخت هي بفزع بينما تُحيط عُنقه
" يكفي إلي هنا فوالدتك تمتلك لساناً بذيئاً قد يُلوث عقلك البريئ "
نبس بصوتٍ مسموع لأذني ييدام فرمقت ماريا زوجها بنظرة حادة و هسهست
"أنزلني الآن أوه سيهون"
"لا، لن أفعل"
رفع حاجبيه بتحدي رافضاً ذلك ليبتسم ييدام حين رأي والده يتنهد بينما يخفض جسد ماريا يضعها أرضاً و هذا فقط لأنها رمقته بنظرة حادة و لم تُزلها بمجرد عناده
" أنا أحبك"
قبّلت جبين ييدام ليبتسم بغصة تتوسط حلقه بينما ماريا أمالت نحوه حيث كان لايزال يجلس علي الأريكة و احتضنت وجنتيه ثم أكملت بصرامة و صوتٍ عالٍ يسمعه الآخر
" لذا لا تُقلل من نفسك أبداً أو تسمح للآخرين بفعل ذلك، كنت طالباً متفوقاً ، ابناً مثالياً و رجلاً ذو قلب نقي و الجميع يُحبك لذا بدلاً من التفكير بهذه السلبية عليك اختيار الفتاة المُناسبة لأجلك لأنها لو لم تكن لطيفة و رائعة فلن أقبل بأن تتزوج بها لأنك كنزي الثمين و الذي لن أمنحه إلا لمن تستحق ذلك "
ابتسم ييدام بشفاه ترتجف ثم وقف من مكانه ليحتضنها بقوة فتنهد سيهون براحة و هو يمسح علي شعر ييدام
" أنا أيضـ ـاً أُحبكِ.. أمي "
ابتعدت عنه ماريا تُمسك بكتفيه و ابتسمت بإتساع
" في المرة القادمة التى أسمعك تتحدث فيها بهراء كهذا سأنسي أنك ابني و حينها ستُجرب ما كنت أفعله بالرجال سابقاً و إذا كنت تعتقد أنني أمزح فلتُجرب الأمر لكن لا تبكي لاحقاً هممم؟ "
ربتت علي كتف ييدام، و ابتسامتها بدت مُخيفة بنظره، ماريا هددته بهدوء مُخيف...ربما أخاف سيهون بنفسه
" حسناً، احملني إلى غُرفتنا "
التفتت إلي سيهون تُحيط عُنقه بتغنج فتحمحم ييدام بخجل و انحني إليهما بحركة بسيطة قبل أن يتوجه إلي غُرفته، بينما سيهون قام بحمل ماريا دون جدال
" حبيبتي، هل يُمكنكِ احترامي أمام أبنائنا؟ أنتِ تُدمرين صورتي أمامهم"
دفع الباب بقدمه كي يدخل بينما هي رفعت حاجبيها تتساءل ببراءة مُزيفة
"و أنا متى لم أحترمك أمام أبنائنا؟"
"لقد قُلتي عني سافل أمام ييدام الآن كما أن هناك الكثير من المواقف التي تُشبه هذه "
وضعها علي السرير فزحفت نحو الخلف بجسدها ثم ربتت بجانبها كي يجاورها ففعل ذلك
" أنا فقط قُلت هذا لأنني غاضبة فأثناء تفكيري في الأشياء التي سأُخبر ييدام بها تذكرت اعترافك لي... أوه سيهون أنت تذكر أنك قُلت عن الوقوع في حبي أنه شيئ سخيف، أليس كذلك؟ "
عض سيهون علي شفته السُفلي يدّعي التفكير لكنه لم ينسي ذلك فهو كان اعترافه الأول ...لكنه لا يُريد التحدث عن الأمر فيبدو أن زوجته هنا تبحث عن سبباً للشجار كي تُفرغ غضبها عليه هو
" هممم أذكر "
همس بنبرة ثقيلة ليقترب منها أكثر ثم أمال نحوها يُداعب أنفها بخاصته بحركة بسيطة
" يبدو الأمر و كأنه البارحة فزوجتي لم تكبر أبداً"
"أنت تُبالغ الآن"
تمتمت لتعبث بأزرار قميصه فاتسعت ابتسامة سيهون
" لا، إنها الحقيقة...أي روتين تتبعينه لتكوني بهذا الجمال؟"
"هذا طبيعي"
أجابته بثقة لتحتضن خصره بذراعيها ثم اتكأت برأسها علي صدره تُغلق عينيها كي تنام فتنهد سيهون براحة...كانت لتكون ليلة طويلة
__________________
" ألن تتحدثا؟ مرت بضعة أيام علي ما حدث و مازلتما مُتخاصمين "
السيدة كيم تحدثت بينما تتبادل النظرات بين ابنها الوحيد و زوجها لكن هيون لم يهتم بينما زوجها فضّل الصمت كما كان يفعل بالأيام الماضية
" آيونغ ستعود إلي المنزل غداً، سأطلب من مينسوك أن يبقي هنا لرعايتها"
" لا داعي لوجوده، سأقوم أنا برعايتها "
هيون اعترض لكنه لم يكن مُهتماً لذلك، و والده تجاهله مُجدداً
" سأقوم بتنظيف غُرفة مينسوك بنفسي لا داعي لأن تفعلي ذلك"
وجّه حديثه إلي زوجته ثم التفت ينظر إلي هيون و لأول مرة منذ أيام يوجّه حديثه إليه
" ما إن تتحسن آيونغ، ستنفصل عنها و اتركها تعود إلي عائلتها"
ضم هيون قبضته أمام شفتيه يُقهقه بسخرية ثم أومأ إليه ليقف من مكانه هامساً بصوتٍ غير مسموع
" هذا مُمتع "
غادر طاولة الطعام يعود إلى غرفته، و بعد لحظات خرج من الغُرفة حاملاً معطفه و سار نحو باب المنزل كي يخرج بينما أعين والده تتحرك معه
__________________
" هل اتصلت بوالداي؟"
" هممم، لم أتلقي رداً بعد لكنني مازلت أحاول"
مينسوك أجابها كاذباً فما إن علم والديها بأنه يتصل من أجل آيونغ أغلقا الهاتف بوجهه و لم يتلقى إجابة أخري منهما
" عملي تعطل لأيام و هذا سوف يُسبب المشاكل لي لذا يجب أن أعود إليه"
بعد قليل تحدث مرة أخري بينما يُراسل شخصاً ما، ثم رفع عينيه ينظر إلي آيونغ فلاحظ رفضها لذلك إلا أنها لم تتحدث
"لا تقلقي، أنا أعمل هنا لذا كلما سنحت لي الفرصة سآتي لرؤيتك، كما أنني طلبت من لوهان أن يأتي ليبقى معك لذا هيون لن يتمكن من إزعاجك بأي طريقة كانت"
ابتلعت ريقها لتومئ إليه بتردد فابتسم مينسوك بخفة يميل نحوها برأسه حيث كان يجلس علي المقعد المجاور لسريرها
" هل أنتِ غاضبة؟ "
" لا "
نفت برأسها لكنها بدت مُنزعجة فضحك مينسوك بخفوت
" لا تقلقي، لوهان ليس سيئاً "
" لكنني لا أعرف أحداً غيرك "
أجابته بإنفعال طفيف ثم أغلقت عينيها بضيق و تنهدت
"آسفة...أنا فقط متوترة و خائفة"
ضم مينسوك شفتيه يُهمهم بتفهم ليستقيم من مكانه حين طُرق باب الغُرفة تلاه دخول لوهان
" لن أتأخر"
ربت علي كف آيونغ يهمس بهدوء قبل رحيله، و ما إن مر من جانب لوهان حذره بجدية
" لا تثرثر كثيراً"
" و أنا متي ثرثرت؟"
رفع كتفيه ببراءة فرمقه مينسوك بنظرة مُحذرة قبل أن يخرج لأداء عمله
-------------
آيونغ pov
في الأيام الماضية حظيت بإهتمام لم أحظي به أبداً...علي الأقل لا يوجد هكذا اهتمام في ذاكرتي
و بوجود مينسوك إلي جانبي رأيت أن ما أخبرني به الطبيب سابقاً مُقنعاً نوعاً ما
لأن الشخص الذي أراه في أحلامي بدا نسخة من مينسوك الذي بقي إلي جانبي يهتم بي
نفس الدفئ و الراحة شعرت بهما في الواقع كما أحلامي
مينسوك تجنب الخوض في أي تفاصيل و إلى الآن يتجاهل إخباري عن العلاقة التي جمعتني به سابقاً إلا أنني قادرة علي الشعور بكل شيئ
لم اتألم لفكرة أنني خُدعت من والداي و هيون و كأنني توقعت هذا، يبدو هذا كشيئ اعتدت عليه
لكنني خفت و انقبض قلبي حين علمت أنه سيتركني وحدي.. و هذا أيضاً يجعلني أفكر في أنه كان شخصاً مهماً للغاية بالنسبة لي
بجدية...مينسوك هو الوحيد الآن الذي أثق به ولا أشعر بالأمان سوي بوجوده إلي جانبي
هو و دُميتي فقط
قد تكون ذاكرتي خائنة و لا أستطيع تذكر شيئ لكن مشاعري ليست كذلك
و كما كانت مشاعري تُخبرني سابقاً أن هيون غريب عني فهي أيضاً تُخبرني أن مينسوك هو ملاذي الوحيد
رفعت رأسي أنظر إلي هذا الشاب الذي جلس على مقعد مينسوك، و هو رمقني بنظرة مُتفحصة لأعقد حاجباي بخفة
هذا المدعو لوهان تردد علي غُرفتي كثيراً في الأيام السابقة كي يطمئن علي مينسوك، بدا مُقرباً منه و يهتم لأمره لكن نظراته نحوي لم تكن مُريحة
إنه مُخيف
" لم تزوجتي من هيون؟ هل أنتِ حمقاء؟"
حرك كفه بجانب رأسه يُشير بذلك إلي كوني حمقاء فضاقت عُقدة حاجباي...ما به هذا الغريب؟!
" هل تعرفني؟ أنت لا تبدو مألوفاً بالنسبة لي"
همست بحذر بينما أُدقق النظر إلى وجهه فملامحه تبدو غريبة بالنسبة لي، ولا أشعر أنني قريبة منه كي يتحدث معي بهذه الطريقة
" هذا أنا ،لوهان صديق مينسوك...هل تُعانين من فُقدان ذاكرة يومي؟"
ما هذا فقدان الذاكرة اليومي؟!
" لقد أتيت إلي هنا في الأيام السابقة"
أكمل حديثه بتوضيح لأومئ إليه
" أقصد من قبل...نحن لم نلتقي؟ مينسوك يبدو مألوفاً بالنسبة لي لكن أنت لا"
وضّحت مقصدي ليرمقني بشك...نعم هذه النظرة ما أقصد بها المُخيفة
" لم تنظر إلى بهذه الطريقة؟"
"هل حقاً لا تذكرين شيئاً؟ لا تذكرين مينسوك؟ "
ضممت شفتاي ثم نفيت برأسي بتردد
" لا يُمكنني تذكر أي شيئ علي الرغم من أنه مألوف بالنسبة لي "
" ماذا عن هيون؟ لم تزوجتي منه؟ "
تكتف يسألني بنبرة عالية و كأنه يوبخني فجعدت أنفي بإنزعاج من أسلوبه لكنني أجبته علي أي حال
" لقد أخبرني والداي أنني كنت علي وشك الزواج منه قبل أن أتعرض إلى حادث ما"
و للأسف اكتشفت أنها كذبة شارك بها والداي، لا أعلم لم قد يفعلا هذا بي و لم كذبا بهذا الشأن
" أنتِ حقاً لا تعرفين شيئاً؟"
سألني مُجدداً لأزفر بضيق ثم صحت بوجهه
"و لماذا قد أكذب عليك؟ أنا لا أذكر شيئاً و لا أعرف شيئاً...رجاءً اتركني و شأني، أنا مُرهقة "
جفل بتفاجؤ لأُغلق عيناي... ما بي أصبحت عصبية هذه الفترة؟!
" آسفة"
"لا، لا بأس"
أشار إلى سريعاً ينفي بضحكة بسيطة ثم حك مؤخرة رأسه
" أردت أن اتأكد فقط أنكِ لستِ شخصاً سيئاً "
رمقته بعدم فهم ليرفع كتفيه
" لم أكن واثقاً هل تخليتي عن مينسوك من أجل هيون أم أنكِ لا تعرفين شيئاً حقاً"
تخليت عنه؟ إذاً...هل كانت بيننا علاقة؟
أو اننا ارتبطنا سابقاً؟
" هل يُمكنني أن أطلب شيئاً؟"
سألته بحذر لينظر لي قليلاً قبل أن يومئ
" هل يُمكنك أن تُخبرني بما تعرفه؟"
حرك عينيه بحركة دائرية و همهم بتفكير ثم نظر إلى مُجدداً
" أريد أن أفعل ذلك لكنني لست واثقاً من أن هذا هو الصواب...قد لا يُسامحني مينسوك"
" سيكون سراً بيننا "
استقمت بجذعي ببعض الإنفعال لأتأوه بألم فوقف من مكانه يُساعدني في الجلوس بطريقة مُريحة أكثر بينما يقول
" ماذا إن لحق بكِ الضرر بسبب ما سأقوله؟ مينسوك سيقتلني "
جلس مرة أخرى بعدما تأكد من أنني أشعر بالراحة في هذه الوضعية فنفيت برأسي بحركة بسيطة
" في جميع الأحوال أنا لا أشعر بالراحة، لكن ربما معرفتي جزءاً من الحقيقة سيُساعدني في فهم ما يحدث في حياتي"
رفعت حاجباي برجاء نهاية حديثي و هو لم يفعل شيئاً سوي أنه كان ينظر نحوي بحذر يبدو أنه لايزال يُفكر في إن كان عليه إخباري أم لا
أتمني أن يفعل
End pov
----------------
قضمت سورين أظافرها بتوتر بينما تُراقب رقم لوهان بقلق
هي تقريباً تجلس أمام هاتفها كل يوم تنظر إلي مُحادثتهما لكن لوهان لم يُرسل شيئاً
هل هو يتهرب منها؟ لكن لم سيفعل ذلك دون مُقدمات؟
أغلقت سورين عينيها بقوة لتدعك جانبي جبينها بتوتر، تخشى أن تتصل به و تضع نفسها بموقف محرج
"حسناً"
تمتمت بعدما اتخذت قرارها بالإتصال به، و لوهان الذي كان يجلس مجاوراً إلي آيونغ يُفكر فيما قالته، أخرج هاتفه يري هوية المُتصل ليرتفع حاجبيه بتفاجؤ حين رؤيته إتصالاً من سورين
" أعتذر، يجب أن أُجيب هذا الإتصال"
استأذن من آيونغ لتومئ إليه بتفهم فحمل هاتفه و خرج من الغُرفة يقف أمام الباب من الخارج
" مرحباً"
أجاب بإبتسامة مُتسعة فتحمحمت سورين
"مرحباً"
همست و أظافرها وقعت أسيرة بين أسنانها من جديد لتلتزم الصمت فاتسعت ابتسامة لوهان أكثر
" هل اتصلتي لتبقى صامتة هكذا؟"
"لا...أعني أنا فقط اتصلت..."
استقامت بجذعها بتوتر لتُحرك عينيها في الأرجاء بعبوس
" ظننت أن مكروهاً قد أصابك...لكن يبدو أنك بخير "
زمت شفتيها بغصة توسطت حلقها فيبدو أنه بالنهاية شعر بالملل هو الآخر
" هل قلقتِ علىّ؟"
" نعم..لا ،أنا فقط شعرت بالغرابة كونك اختفيت فجأة "
ضحك لوهان بخفة ليصفع جبينه
" سورين، لن يحدث شيئاً إن قُلتي الحقيقة "
أخفضت رأسها تعبث بثيابها فتنهد لوهان
" أعتذر، كان من المُفترض أن نخرج في موعد سوياً لكنني انشغلت في أمر آخر حتي أنني لم أتصل بكِ لأُخبركِ بذلك، لكنني بالطبع لم أنسى و سنخرج في موعد قبل عودتي إلي الصين"
"لم أتصل من أجل هذا "
تمتمت بخجل فضحك بينما يهز كتفيه
" لكنني أُخبرك فأنا لن أتنازل عن فُرصتي بعدما وافقتي أخيراً "
تحمحمت لتقف من مكانها ثم سارت نحو النافذة لتتساءل
" إذاً هل أنت بخير؟ "
ابتسم لوهان ليستند بظهره ضد الباب
" أنا بخير لكن شخصاً أعرفه نُقل إلي المشفى و كنت مشغولاً بهذا الأمر"
"ااه حقاً؟ و هل أصبح هذا الشخص بخير؟ "
رفعت حاجبيه بإهتمام فهمهم لوهان
" سيخرج غداً من المشفى، ثم سأتفرغ لكِ بالكامل"
"حسناً، سأُغلق الآن "
بخجل تحدثت علي عجل فضحك لوهان بينما يقول بسرعة
" انتظري، انتظري "
" ماذا هناك؟ "
بأحرف خرجت منها بصورة تكاد تُفهم تساءلت فتنهد لوهان يقول بنبرة هائمة
"اشتقت إليكِ"
و ردها كان أن أغلقت الهاتف بوجهه فزم شفتيه بينما يُبعده عن أذنه
" نعم، و أنتِ أيضاً"
تمتم بإحراج ثم التفت يفتح باب الغُرفة يعود إلى حيث آيونغ
جلس بمكانه فحركت عينيها معه بإهتمام ليسحب نفساً عميقاً قبل أن يقول
" ما سأُخبركِ به فيه تفاصيل لا يعرفها مينسوك لذا...لنجعله سراً كما اتفقنا"
_______________
"ها أنا ذا... أنهيت جميع أعمالي و التقينا وحدنا خارج المنزل، لذا هل يُمكنكِ إخباري بما يحدث؟"
سيهون تكتف بإهتمام بينما يجلس على المقعد المُقابل إلي ماريا حيث التقي كلاهما بمقهى بعيد عن المنزل و قد تركا جي هون مع سورين كي تعتني به أثناء غيابهما
" حين طلبت مني أن أتحدث مع سورين، لقد تحدثت معها بالفعل"
همهم يُنصت إليها فاقتربت ماريا تستند بمرفقيها فوق الطاولة لتُكمل
" سورين لا تمتلك مُشكلة معي أنا سيهون بل مع أفكارها و خوفها الداخلي"
"ماذا تقصدين؟"
أمال برأسه بعدم فهم لتُبلل ماريا شفتيها
" تعرف أن سورين خجولة منذ طفولتها لكن الأمر ازداد سوءاً في فترة ما...لقد واعدت مرتين في فترة مُراهقتها و علي عكس الفتيات المُحيطات بها فلا علاقة لها قد دامت أكثر من شهر و لم تكن هي المُخطئة في أي منهما...و علاقتها الثانية كانت تقريباً في فترة حملي بجي هون و الأمر لم يستغرق طويلاً حتي تلقت صدمة بأن حملي يُشكل خطراً علي حياتي..."
انعقد حاجبي سيهون بخفة يحاول فهم حديثها بينما ماريا ارتشفت القليل من الماء قبل أن تُكمل
" بتلك الفترة تكونت فكرة لدي سورين وهي أن من تُحبهم سيبتعدون عنها في فترة ما، ربما هي مازالت قريبة منك لأنك تُعبر عن مشاعرك نحوها طوال الوقت علي عكسي أنا ولولا أنك تفعل ذلك لكانت ابتعدت عنك أيضاً، كما أن مشكلة حملي كانت كفيلة بتوسيع الفجوة بيني أنا و هي ....سورين تُعاني من مشكلة نفسية تتعلق بثقتها في نفسها و في المُحيطين بها و هو ما يجعل تعبيرها عن مشاعرها أمراً صعباً بالنسبة إليها لذا كنت أُفكر...هل يجب أن نعرضها على طبيب نفسي؟ لكن بالوقت ذاته قد يتسبب هذا في مشكلة أسوأ و تكرهني حقاً حينها "
نفخ سيهون وجنتيه و أغلق عينيه بتفكير ثم اقترب من الطاولة هو الآخر يستند عليها بمرفقيه
" لقد شككت في هذا الأمر من قبل أيضاً لكن لم أتوقع أن تكون حقيقة "
" أتمني لو أنها ليست حقيقة لكن أسلوب سورين في الحديث يؤكد هذا "
تنهدت بضيق ليفعل سيهون المثل
" لكن اصطحاب سورين إلي طبيب نفسي قد يتسبب في مشكلة أكبر كما قُلتي لذا دعينا نحاول معها أولاً"
" أخشى أن نتسبب في أن تسوء هذه المُشكلة "
ابتسم بلطف و مد كفه نحو خاصتها يحتضنها
" لا تقلقي، ما تحتاجه سورين هو الحب و الإهتمام لذا لنحاول معها أولاً...سورين خجولة للغاية لذا هل تعتقدي أن التعبير عن مشاعرها إلي شخص غريب مثل الطبيب هو الأسهل أم التعبير عن مشاعرها لنا نحن؟ "
أمال برأسه بتساؤل فضمت ماريا شفتيها بتفكير
" هل تعتقد أن الأمر سينجح بمجرد التحدث معها و التعبير عن مشاعرنا تجاهها؟ "
" و هل تعتقدي أن هذا لن يكون جزءاً من العلاج؟ "
رفع حاجبيه بإبتسامة لتومئ ماريا
" أعتقد أنك محق "
همهم إليها ليستند بوجنته علي كفه الحُرّة يقول
" حسناً...بما أننا هنا وحدنا، و جي هون معه من يهتم به...هل يُمكننا الخروج في موعد؟ "
" سيهون "
صفعت كفه بخفة ليضحك
" هيا، نحن لم نخرج معاً منذ فترة طويلة"
______________
" لا بأس بـ بهم..."
ييدام تمتم بينما يُلقي نظرة نحو التصميمات التي قدمها إليه كُلاً من هايلي و يون سوك
" سنبدأ الـ.. العمل علي النماذج بعد يومـ ـين فموعدنا مـ..مع السيد بارك بمنتصف الشـ ـهر "
نبس بجدية ثم تنهد ليقف من مكانه يُغادر غُرفة الإجتماعات أولاً فعقدت هايلي حاجبيها لتقف هي الأخري كي تعود إلى غُرفة المُتدربين فلحق بها يون سوك و بإستفزاز دفع كتفها
"يبدو أنني أنقذتك لذا يجب أن تكوني مُمتنة لي "
التفتت تنظر إليه ببرود فهز حاجبيه عدة مرات يبتسم بخبث لتتنهد بعمق ثم أمسكت بمقبض الباب و اعترضت طريقه تمنعه عن الدخول
" ما خطب ييدام؟ إنه يتصرف بطريقة غريبة"
"ييدام؟ عُذراً إنه مُديرك إن لم تكوني تعرفين ذلك "
تكتف بقهقهة ساخرة فقلبت عينيها
" يبدو أنه يتجاهلكِ، أنا أتفهمه فمن قد يتقبل أن يكون صديقاً لفتاة مثلك"
أخرج لسانه بتقزز فارتفع طرف شفتيها بسخرية
"إذا كان بإمكانه تحملك فبالطبع يُمكنه تحملي "
" ييدام يُحبني أكثر مما تتخيلين، كما أن أختي قد تُصبح مديرة هذه الشركة يوماً و سأحرص علي أن يتم طردكِ، هذا إن لم يحدث ذلك قبلها "
قهقه بسخرية نهاية حديثه فاستقامت الأخري بوقفتها بعدم فهم
"ماذا تقصد؟"
" ألم أُخبركِ من قبل؟ ييدام و أختي سيتزوجان "
ضحك بينما يدفعها من أمامه كي يدخل بينما هي ظلت تقف بمكانها تنظر إلى الأرض بشرود
هي صدقت ما قاله يون سوك، و ما قاله كان فقط لإخافتها كونه سيُصبح أعلي شأناً منها و هذه ليست حقيقة
____________
"حسناً، انظري إلي... "
هايلي هتفت و هي تدور حول نفسها، بينما زوجة أبيها تثاءبت تقلب عينيها بملل أثناء احتضانها الوسادة الصغيرة
" أبدو جميلة و جذابة، أنا أجمل فتاة في الشركة كما أنني أجمل من تلك أخت الحقير يون سوك فكيف بعدما قام بتقبيلي سيتزوج منها؟"
" قام بتقبيلك بدافع الشهوة، لقد اعترف بذلك بوضوح"
سويون رفعت كتفيها بعدم اهتمام فتخصرت هايلي
" أتعرفين ما الذي سيدفعني إلي الجنون؟ هو لم يرمقني بنظرة واحدة و إن كانت خجولة منذ أن قام بتقبيلي...هو لا يراني حتي "
" ربما يشعر بالذنب نحو حبيبته، ألم تقولي أنه رجل محترم لدرجة أنكِ صُدمتي من تقبيله لكِ"
أومأت هايلي و ألقت بنفسها علي السرير بجانب الأخري فالتفتت سويون برأسها تنظر إليها
" تتصرفين و كأنكِ معجبة به "
" هُراء، هو لا يليق بي "
تمتمت هايلي ساخرة لتقلب سويون عينيها
" مُدير الشركة، و رجل محترم...بجدية هو من لا يليق بكِ أم العكس؟ "
استقامت هايلي بجلستها و اقتربت بوجهها من خاصة سويون لتقول
" إنه يُعاني من مشاكل في السمع كما أنه يتحدث بصورة غير طبيعية "
" حسناً...و ما المُشكلة في ذلك؟"
قهقهت هايلي بعدم تصديق لترفع يديها في الهواء
" أنه ليس رجلاً كاملاً؟ "
" عُذراً...و ما علاقة هذا بذاك؟"
ضيّقت سويون عينيها بعدم فهم قبل أن تضحك
" يا إلهي، نسيت أنكِ سطحية مثل والدتكِ اااه نعم هذا خطئي "
ضمت قبضتها أمام شفتيها بسخرية لينعقد حاجبي هايلي ثم عقدت قدميها معاً و تكتفت
" هو لا يسمع جيداً و لا يتحدث بصورة طبيعية...ألا تفهمين هذا؟ "
" و ما العيب في ذلك؟ هو من يُعاني مع هذا الأمر...ربما هو يشعر بالغرابة كونه لا يُشبه الآخرين لكن ما الضرر عليكِ أو علي أي شخص آخر؟ ألا تفهمين ما يقوله؟ لو أنكِ لا تفعلين لما كان سيصل إلي ما هو عليه الآن...و بالرغم من مشكلته هذه إلا أنه شخص ناجح و هذا كافي ليُثبت أنه ليس رجلاً ناقصاً و لا يوجد ما يُعيبه أبداً "
ارتفع حاجبي هايلي بعدم تصديق لتميل برأسها
" إذاً لو أن أبي كان يمتلك مشكلة كهذه كُنتِ ستقعين في حبه أيضاً؟ "
" والدكِ كان رجلاً قد تزوج من قبل و يمتلك مشاكل مع زوجته السابقة علي عكسي أنا التي لم أحظي بأي تجربة ارتباط من قبل هذا إلي جانب المشاكل التي تسببت فيها والدتكِ وجدك لي كي أنفصل عنه...كان بإمكاني تركه فما الذي سيدفعني للإرتباط برجل مشاكله كثيرة بينما يُمكنني البحث عن حياة هادئة دون مشاكل و يوجد الكثير من الرجال الجيدين في الأرجاء لذا هذا لم يكن صعباً بالنسبة لي "
أومأت هايلي لترفع كتفيها
" هذا صحيح، لم قد تتزوجي رجل كثير المشاكل، و تضطرين إلي التعامل مع أمي و جدي؟ "
" ما بيني و بين والدكِ لم يكن الحب فقط...يجب أن يكون هناك ثقة، تقدير و احترام، إلي جانب الراحة و التفاهم.. لا يوجد شخصاً كاملاً لذا نحن نبحث عن من يُكمّلنا هايلي "
تنهدت بعمق لتُكمل
" كل فرد منا ينقصه شيئاً و إلا لم يكن ليحتاج شخصاً آخر يُشاركه حياته "
" و ما الذي ينقصكِ؟ "
" لم أتمكن من الحصول على طفل من الشخص الذي أحبه "
قلبت هايلي شفتيها ثم تساءلت
" و ما الذي ينقص أبي؟ "
ابتسمت سويون لتميل برأسها نحوها
" فشل في تربيتكِ"
رمقتها هايلي بفراغ ثم دفعتها من كتفها
" عودي إلى غُرفتكِ "
___________________
" ربما أنا أخطأت بإخباركِ الحقيقة و ربما هذا هو الصواب لكنني لا أرغب بترك مينسوك وحيداً تحت أنياب هيون، و لو لم أكن مُضطراً إلي السفر لما فعلت ذلك كي أكون بجانب مينسوك..."
تنهد لوهان بعمق ثم مسد جبينه حين لم يتلقى رداً من الأخري سوى أن كانت عينيها تنظر إلي الأرض بشرود و الدموع عالقة بأطرافها
" أعرف أيضاً أن مينسوك لا يُريد اتخاذ خطوة نحوكِ لأنه يعتقد أن هيون كان اختياركِ أنتِ و لكن برأيي يجب أن تكوني على علم بالحقيقة كي تتخذي قراراً"
" هل..."
تمتمت آيونغ بخفوت فرفع لوهان عينيه نحوها سريعاً
" ربما هيون هو من قتل ابن مينسوك؟"
سألته بلهفة و الدموع انزلقت من عينيها ليرفع لوهان كتفيه بعدم معرفة
" لم يكن هناك أي إجراء رسمي يخص دفن مينو، و السبب يعود إلي كونه قد مات خارج كوريا لذا حيث الدولة التي مات بها دُفن هناك و لا نعرف حتي الآن كيف مات و أين دُفن... لكن توجد بعض الأمور الغير واضحة لذا لست واثقاً "
" ماذا تقصد؟"
أمالت آيونغ برأسها بعدم فهم ليبتسم لوهان
" إذا تأكدت من شكوكي فسوف أُخبركِ بالطبع"
ابتلعت آيونغ ريقها ثم زفرت بإرتجاف
" هلا تركتني وحدي قليلاً؟ "
ضم لوهان شفتيه و هو ينظر إليها بضيق لكنه و بدون أي اعتراض انسحب ليقف أمام غُرفتها من الخارج مُتفهماً نوعاً ما تلك الحالة التي هي بها الآن
____________________
" صباح الخير سيد ييدام "
هايلي هتفت تلوّح بإبتسامة مُتسعة إلي ييدام الذي خرج من سيارته للتو فأومأ إليها بحركة بسيطة ثم سار نحو باب الدخول دون أن يلتفت نحوها لينعقد حاجبيها
"ما به هذا يتجاهلني مُجدداً؟"
تمتمت و هي تلحق به لتضع كفها حاجزاً بين أبواب المصعد كي لا ينغلق، و ييدام أطلق تنهيدة عميقة حين فُتحت أبواب المصعد تكشف عن ابتسامة هايلي الواسعة ثم حرك رأسه إلي الجانب الآخر بإنزعاج واضح
" أنت تتعامل معي بوقاحة"
تحولت ابتسامتها إلي أخري مُزيفة أثناء وقوفها بجانبه تُهسهس من بين أسنانها فهمهم ييدام يُجيبها دون أن يلتفت إليها
" التـ ـزمي بحدودكِ"
"ألتزم بحدودي؟ و أنا ماذا فعلت؟ هل أتجاهلك يا تُري؟ أم أنني أضع القوانين ثم أكسرها بنفسي؟ من منا الذي لا يلتزم حدوده سيد بانغ ييدام؟"
صاحت به بإنفعال و هي تقترب منه فأغلق عينيه مُنزعجاً من صوتها العالي، و وجهها قد أصبح قريباً منه للغاية فرفع سبابته يدفع جبينها بقوة كي تبتعد عنه
" أخبرتكِ سـ سابقاً...أن تتركـي مسـافـ ـة...بيننا "
" بمناسبة هذا الأمر.. "
تكتفت تبتسم بسخرية و أوشكت علي بدء حديث آخر لكن أبواب المصعد فُتحت من جديد فدفعها ييدام بظاهر كفه ليخرج من هناك و لم يُلقي نظرة نحوها على الرغم من سماعه صوت ارتطامها بجدران المصعد من الداخل
" مُزعجـ ـة "
تمتم بحنق يخطو خطوات واسعة نحو مكتبه، و هايلي استقامت بذهول تنظر إلى ظهره الذي يبتعد عنها
هو حتي لم يطمئن عليها بعد ما فعله، هل تقصّد إيذائها بهذه الدفعة؟!
___________________
" لقد قضيت البارحة إلى جانب حبيبتك و ضحيت بوقتي الثمين لذا ألا يُمكنني الحصول على مُقابل؟"
لوهان تمتم بعبوس يعبث بحقيبة مينسوك المتموضعة فوق الأريكة المُقابلة إلي سرير آيونغ، و المقصود اقترب منه بخطوات واسعة بأعين اتسعت بصدمة من جُرأة لوهان في الحديث علي الرغم من تواجد عمه و زوجته معهم بنفس الغُرفة و هذا إلي جانب آيونغ كذلك
" هل فقدت عقلك؟ كيف تتحدث هكذا؟"
هسهس من بين أسنانه فابتسم لوهان ببراءة مُزيفة ليُمسك بطرف معطف مينسوك الأبيض يجذبه منه
" هيا، قم بخدمة من أجل صديقك الذي يُساعدك بكل شيئ"
"أي خدمة غير هذه، إنها تعدي علي الخصوصية...و فيما يخص حقيبة ثيابي هذه فسوف تنل عقاباً يُناسبك "
مينسوك بنهاية حديثه أشار بحاجبيه نحو حقيبة ثيابه ثم قرص جانب لوهان ليُفرق الآخر بين شفتيه بصراخ مكتوم و أمسك بيد مينسوك يدفعها عنه
" عمك هو من طلب ذلك فماذا أفعل أنا؟ كما أنني سأذهب إلى الصين بعد ثلاثة أيام فلا داعي لبقائك بالمنزل وحدك...اعتني بحبيبتك"
غمزه نهاية حديثه فلكمه مينسوك بمعدته بحركة سريعة
"أنت ثرثار و سوف تتسبب بفضحي"
"لا تقل هذا، أنا أُثرثر معك أنت فقط و ليس الآخرين "
رفع مينسوك طرف شفتيه بسخرية بينما يرمقه بشك ثم التفت ينظر نحو عمه و زوجته اللذان يتحدثان مع آيونغ
" بالمُناسبة...هل هيون أتى البارحة إلي هنا؟ آيونغ تبدو غريبة"
حرك لوهان عينيه في الأرجاء كأنه لم يسمع شيئاً فعقد مينسوك حاجبيه حين لم يتلقى إجابة و استدار ينظر إليه
" أنا أتحدث معك"
"ماذا؟ ماذا قلت؟"
رمش عدة مرات يدّعي الغباء فتنهد مينسوك
"أسأل إذا كان قد حدث شيئاً البارحة فآيونغ لا تبدو بخير "
" اااه ربما بسبب الكوابيس...إنها تحظى بالكثير منها"
اقترب منه نهاية حديثه و كأنه يُخبره سراً ما فحرك مينسوك عينيه علي وجه لوهان بنظرة متفحصة سريعة قبل أن يخطو نحو الآخرين حين نادته زوجة عمه
" هكذا لن يتم التحقيق مع هيون ، أليس كذلك؟ "
جميعهم رمقوها بنظرات مصدومة غير زوجها الذي أغلق عينيه بضيق فمررت عينيها بينهم بتوتر قبل أن تقول
"هو ابني لذا أنا قلقة بشأنه بالطبع"
" لا، لن يتم التحقيق معه لكن هذا له مُقابل"
آيونغ أجابتها ببعض الإنفعال لتنظر إليها الأخري بعدم فهم
" أُريد حُريتي، و من الأفضل أن يوافق هيون علي الطلاق لأنني لست إمرأة ضعيفة كما يظن"
أكملت حديثها بجدية ثم أشاحت بنظراتها إلي بقعة بعيدة عن الجميع فضم لوهان شفتيه بإبتسامة فخورة
" ابنتي..هيون شخص جـ..."
"قالت أنها ترغب بالإنفصال عنه لذا اتركيها و شأنها فيكفي ما حدث إلى الآن و سيكون من الأفضل أن تنشغلي بأمر حفيدتكِ التي ستأتي اليوم لتبقى مع والدها..."
السيد كيم قاطع زوجته بإنزعاج فرمقته بتأنيب إلا أنه لم يهتم لذلك
" يجب أن تُراقبي تصرفاته فإن تحملناه نحن الكبار، تلك الصغيرة المسكينة لن تفعل "
" لماذا تتحدث عن ابني و كأنه وحش "
" لأنه كذلك "
هسهس بغضب فتحمحم مينسوك يقول
" ليس من الجيد الحديث هنا لذا اذهبوا إلى المنزل أولاً"
زوجة عمه أخفضت رأسها تبكي بصمت بينما عمه حرك نظراته نحوه يتساءل بعقدة توسطت حاجبيه
" ألن تأتي؟ لقد اتفقنا بالفعل"
" يجب أن أنهي عملي أولاً، ربما اتأخر لذا هل يُمكنني الحصول على نسخة من المفاتيح كي لا أُزعج نومكم؟ "
" لم أُحضر نسختي لكن لا تقلق، في جميع الأحوال لن أنام قبل عودتك فهناك بعض الأمور التي أريد أن أتحدث معك بشأنها"
همهم إليه مينسوك بتفهم ثم تراجع بضعة خطوات يسمح لآيونغ بالنزول عن السرير فتولي عمه و زوجته مُساعدتها بينما هو تقدم من حقيبته يجرّها فأشار إليه لوهان بكفه أن يُعطيه ما يُريده
نفخ مينسوك وجنتيه بإنزعاج ليُخرج هاتفه يبعث رسالة إلى لوهان ثم أعاده إلى جيب معطفه و بسبابته نكز صدر صديقه
" أنا لا أعرف شيئاً عن هذا"
"لم تتحدث و كأنها جريمة؟"
حك لوهان مؤخرة رأسه بعدم فهم إلا أنه تلقي التجاهل من صديقه الذي خرج من الغُرفة فخرج هو الآخر سريعاً يلحق به
___________________
" أخبرت أبي أنها ليست حامل، بجدية كيف ستُنجب بعمرها هذا؟ علمياً هذا مستحيل "
هارين هتفت بحنق فأمال جي هون برأسه بعدم فهم يتساءل
"لماذا مستحيل؟"
اتسعت أعين ماريا حين تذكرت أمر الصغير الذي يلعب حولهم فأشارت إليه نحو غُرفته
"اذهب إلى غُرفتك جي هون فهذا حديث للكبار "
اومأ الصغير سريعاً ليحمل ألعابه و ركض إلي غُرفته بينما ماريا أعادت نظراتها بإهتمام نحو هارين، و بجانبها سورين تستمع إليهما بهدوء
" فقط لأن أمي تقيأت يومين بعد تناولها الإفطار فهو ظن أنها حامل، و لأن حديثي أنا كان الصحيح طردني من المنزل قائلاً أنني أنحسهم؟!...ذاك العجوز يُريد أطفالاً بهذا العمر؟"
"بيكهيون كان غبياً في مجاله فهل تظنين أنه سيفهم مجالات الآخرين أيضاً؟"
ماريا رفعت كتفيها تسخر من بيكهيون فرمشت هارين بضعة مرات
" إنه والدي كما تعرفين "
هارين أشارت إليها بذلك أن تتحدث عنه بإحترام فقلبت ماريا عينيها
" يُمكن لأي شخص معرفة هذا"
" ماذا تقصدين؟ "
ضيّقت عينيها بشك لترفع ماريا حاجبيها تدّعي البراءة
" لكن عمي يقلق من أقل شيئ كما أنه يُحب خالتي هيبا لذا هو محق بأن يقلق "
"مُحق ماذا؟ رجاء سورين لا تدعيني أتحدث في أمور تخص الكبار الآن لأنك تخجلين لاحقاً و ستطلبين مني أن أصمت "
تحمحمت سورين تتراجع بظهرها إلى الخلف تنسحب من هذا الحديث بينما ماريا اقتربت من هارين تستكمل الحديث معها
( أنا أقف في الخارج)
جفلت سورين حين رؤيتها تلك الرسالة من لوهان ثم انعقد حاجبيها
(في الخارج؟ أي خارج؟)
ضم لوهان شفتيه بإبتسامة ليُمسك الهاتف بيديه يُجيب
(خارج منزلكِ، بالمُناسبة إنه منزل لطيف)
رمشت بضعة مرات لتتبادل النظرات بين ماريا، و هارين المُندمجتين بالحديث ثم ابتلعت ريقها قبل أن تنسحب من بينهما
سارت نحو باب المنزل بحذر لتفتحه و أثناء تقدمها إلى الأمام بخطوات بطيئة كانت تنظر في الأرجاء باحثة عن لوهان الذي ابتسم حين رؤيتها
"هل متشوقة لرؤيتي؟"
ركض يقطع الخطوات البسيطة بينهما ليقفز حين وصل أمامها و ابتسامته تتسع أكثر
"قُلت أنني في الخارج لكن لم أطلب منكِ الخروج، لذا الإجابة هي نعم، أليس كذلك؟"
أمال برأسه كي ينظر إليها فأخفضت رأسها تبتسم بخجل
"الأمر ليس كذلك"
"إذاً الإجابة هي نعم "
تمتم لينكز وجنتها بسبابته فرفعت رأسها تنظر إليه بأعين اتسعت قليلاً
" آآه... ماذا أفعل مع هذا الوجه اللطيف؟ "
انتحب يُمسك وجنتيها بين أنامله لينعقد حاجبي سورين و هذا جعلها أكثر لطافة بأعين لوهان
" لوهان، توقف"
أمسكت بيديه تحاول دفعهما عن وجهها فترك وجنتيها بحركة سريعة يُشابك أناملهما سوياً ثم جذبها نحوه لتشهق بخفوت
"انتظرت أن تُخبريني بأنكِ اشتقتي إلى، لكن لوهان هذه تكفيني الآن"
تنهدت سورين بعمق ثم قهقهت تهز رأسها إلي الجانبين
" حسناً، أوقف هذا الحديث و أخبرني لماذا أتيت إلي هنا؟"
" أتيت لرؤيتكِ، إذا طلبت منكِ الخروج فسوف تحسبين ذلك موعداً ثم ستهربين مني لاحقاً حين أدعوكِ إلي الموعد الذي اتفقنا عليه مُسبقاً...لذا ها أنا هنا أكسب فُرصتين"
غمزها نهاية حديثه فضمت شفتيها بإبتسامة لم تتمكن من كبحها لتُدير عينيها بخجل و هو معها حرك رأسه بينما يقول بمزاح
" تبتسمين لكلماتي و لا تتركين يدي، هل يُعد هذا تقدماً؟ "
رفع يديهما المُتشابكتين فضحكت سورين و حاولت جذب يدها من خاصته إلا أنه تشبث بها
" توقعت حركة كهذه"
" كما توقعت، إنه البروفيسور الصغير"
اتسعت أعين سورين والتفتت سريعاً تنظر نحو الباب حيث تقف هارين مع ماريا تنظران إليهما
و بعد لحظات من تبادل النظرات بينهم، سيارة سيهون مرت من أمامهم تقف بمكانها المُعتاد
لذا سورين أرادت البُكاء... والدها و منذ فترة طويلة لم يعد من عمله في وقت باكر لكنه فعل هذا اليوم
عمها ترك كل الأيام و طرد هارين اليوم فقط
و هنا أمام الجميع هي تقف بأيدٍ مُتشابكة مع لوهان... هذا كان مُحرجاً بالنسبة إليها
لكن لا يُمكنها الإختفاء للأسف
To be continued......
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top