1

Start

ماريا pov

حين نجتمع بالقصر كما الآن، تمر لمحات بسيطة بعقلي عن الأحداث التي وقعت بالسنوات التي مضت و كيف تغيرت حياتنا

كاثرين و ييشينغ مازالا عالقين بين كوريا و الصين بسبب أعمالهما و عائلة ييشينغ ... لكن كما توقعت والدته لم تتغير أبداً لذا وضع مسافة بينها و بين كاثرين كي لا يكون هناك مجالاً للمشاكل التي قد تؤثر على أبنائهما

هيبا حصلت علي فرصة لتشتهر كطاهية بالعمل مع طاهي عالمي، ولكنها فضّلت البقاء بالمنزل للإهتمام بأطفالها

و بيكهيون أخيراً أصبح مهندساً ناجحاً ... و بالرغم من ذلك مايزال بيكهيون الأحمق حتي بعد تقدمه في العمر

لكنني مُمتنة لكونه لم يتغير ... بعد وفاة أمي هيونا سيهون أصبح هادئاً بصورة مُرعبة ولولا بيكهيون و إزعاجه لما خرج من دائرة اكتئابه و كوابيسه التي لم تكن تنتهي

بيكهيون هو من يقوم بدور أمي هيونا و يجمعنا سوياً، لكن الحفل الشهري أصبح يُقام أربعة مرات في العام مُراعاة لإنشغال الجميع

و نكتفي بالمُقربين منا... هذا كان قرار بيكهيون بعد أن وقع شجاراً حاداً بيني و بين  بعض من أقاربهم الذين تقصدوا إزعاج ييدام...مازلت نادمة أنني فقط كسرت أنف ذاك البغيض الذي سخر من ييدام

أردت لو أقضي علي مستقبله كرجل لكن سيهون منعني

أما نحن...

حياتنا لم تكن مُعقدة كما تخيلت خاصة أن سيهون كان يتغاضي عن الكثير من الأشياء لأشعر بالراحة

مع ولادة ابنتنا سورين أصبح أكثر لطافة و دفئاً

و بعد رحيل أمي هيونا و هدوء سيهون أصبحت مشاكلنا أقل فهو لم يعد سريع الغضب كالسابق

لكن ما جعله حساساً للغاية كانت ولادة طفلنا الثاني... صغيري و لطيفي جي هون

لقد حملت بطفلنا الثاني بعمر كبير لذا الحمل كان صعباً و خطراً عليّ

و أثناء الولادة كدت أموت و هذا كان كفيلاً بجعل سيهون يفقد صوابه

لذا منذ ذلك الحين و هو حساس حتي تجاه نزلة البرد التي قد تُصيبني أنا أو أحد أبنائنا

خسارة توأمه من قبل ثم أمي هيونا جعلوه خائفاً من أن يخسر المزيد

أما أنا؟...لا أعلم

لا أدري ما خطبي، لماذا تواجهني صعوبة في التقرب من ابنتي سورين... نظراتها نحوي و برودها يجعلني أشعر و كأنني عدوتها

هي لطيفة مع الجميع عداي...أحياناً أحسد هيبا كونها كانت قادرة علي أن تكون مُقرّبة من ابنتها و كأنهما صديقتين

و ابنة كاثرين تلتصق بها أكثر مما تلتصق بييشينغ

علي عكسي أنا التي أحظي بأحاديث بسيطة و نادرة مع ابنتي

" مرحباً بكم جميعاً في حفلي البسيط...لا هو ليس بسيطاً فكما تعرفون بيون بيكهيون لا يقوم بأي شيئ بسيط...إنه حفل رائع لا مثيل له"

ها قد بدأ بيكهيون

" رأيتك تقلب عينيك ييشينغ، ألا يُعجبك ما أقول؟ "

صاح يُلقي التُهمة علي ييشينغ لينظر إليه الآخر بعدم تصديق فصفّق بيكهيون بحماس

" مهلاً هل أخبرتكم عن قصة حب ييشينغ و كاثرين؟ "

مرر عينيه علي الأصغر سناً لينظروا إليه جميعاً برعب...بيكهيون إذا بدأ بالثرثرة حول قصة ييشينغ و كاثرين فسينتقل إلى مئات القصص و لن يتوقف

" أبي، لا نُريد أن نسمع القصص... ما رأيك أن نُشاهد فيلماً؟"

ابنته هارين قهقهت بتوتر فهي تكره سماع الأمر مرتين لكن شخصية والدها لا تتوافق مع ذلك

" إذاً ماذا عن..."

"لنُشاهد فيلماً رجاءً"

ترجته بعبوس ليقلب بيكهيون عينيه بتفكير لكن ما إن أومأت إليه هيبا كموافقة فهو وافق سريعاً...بيكهيون لا يرفض لهيبا طلباً

هتفت هارين بحماس و ركضت نحو غُرفة المعيشة الخاصة بالقصر لتقوم بتجهيز المكان و الفيلم المُناسب لنا ليلحق بها الأصغر سناً جميعاً فتحركت سورين بهدوء لتلحق بهم مما جعلني أتنهد بضيق

إنها تتجاهلني بوضوح و لا ترمقني بنظرة ولو سريعة

End pov

_________________

" أمي، إنهم يرفضون تشغيل فيلم الرجل الخارق من أجلي "

جي هون ركض إلي ماريا يشكو من الأبناء الآخرين ليحتضن خصرها بعبوس... جي هون هو الأصغر سناً من بين الجميع و فارق العمر بينه و بينهم لا يقل عن الخمسة عشر عاماً لذا لا يوجد أي شخص مقرب منه و لا يوجد من يحترم رغباته سوي ييدام و الذي ترك الآخرين ليلحق بالصغير

انحني ييدام إلي مستواه و أمسك بكتفيه يُديره نحوه فالتفت إليه جي هون و هو يخفض رأسه بعبوس شديد

" حين نعـ ـود.. إلي المنزل سـ.. ـأشاهده معـ ـك"

تحدث بنبرته العالية و المُتلعثمة فقلب جي هون شفته السُفلي بتفكير قبل أن يُجيبه هو الآخر بصوتٍ عالٍ

" لكنك ستذهب إلي العمل في الصباح الباكر لذا سوف تنام باكراً أيضاً"

قهقه ييدام بخفة و هز رأسه إلي الجانبين ثم أجابه بمزاح

" سـأكون سيـ ـئاً من أجـ..أجلك... و أستغل.. منصبي "

"حقاً؟"

اتسعت أعين جي هون بلطافة فأومأ إليه ييدام ليحتضنه الآخر بقوة

" أخي أنت الأفضل "

ابتسمت ماريا بلطف و بعثرت شعر جي هون قبل أن يستقيم ييدام و هو يحمله بين ذراعيه ليتوجه به إلى غُرفة المعيشة

" أنتِ بخير؟ "

احتضن سيهون كتفي ماريا يسألها بهدوء فهمهمت إليه بإبتسامة..لكنها لم تكن كذلك و هو يعلم بذلك

ماريا لم تكن بخير أبداً مع هذه التجمعات فمهما حاولت لا يُمكنها أن تمنع شعور الغيرة الذي يتملكها

لماذا الجميع قادر علي فهم أبنائه بينما هي لا تفهم ما تُريده سورين... و الأخيرة لا تمنحها الفُرصة لتفهمها

الأكبر سناً جلسوا علي الأرائك متجاورين بينما علي الأرض أمامهم جلس الأبناء فوق وسائد ضخمة، ناعمة و مُريحة

لكن جى هون لم يجد ما هو أكثر راحة من حضن والديه لذا تسلق الأريكة بعد بضعة دقائق من تشغيل الفيلم و توسط الفراغ الضيّق بينهما

" بيون يون سوك أغلق هاتفك أو سيتم مُصادرته"

بيكهيون صاح فجأة يجعل من الجميع يجفل فأغلق المقصود هاتفه و وضعه بجيب بنطاله ببراءة و كأنه لم يفعل شيئاً

" هذا الفتي لا يتوقف عن مُراسلة الفتيات، أتساءل لماذا رُزقت بإبنٍ زير نساء مثله"

همس بيكهيون ليهز رأسه نهاية حديثه فتحولت أنظار الأكبر سناً نحوه

" ربما هيبا كانت مُنحرفة في السابق"

ييشينغ علّق ساخراً لينظر إليه بيكهيون ثم التفت ينظر إلي زوجته و كأنه يُفكر في الأمر

" لا... أذكر أنها كانت خجولة في السابق، بالطبع عدا أنها من قامت بتقبيلي أولاً"

أجابه بجدية ليُعيد نظراته نحو الشاشة فمسح ييشينغ علي وجهه بعدم تصديق بينما استغرق الآخرين بضعة ثوانٍ ليعودوا إلي حالتهم الطبيعية

" مهلاً هل أخبرتكم قصة قبلتنا الأولي من قبل؟"

" لا أبي رجاءً "

___________________

بمنزل آخر حيث رجل متوسط القامة...عينيه واسعتين ،ملامحه هادئة مُريحة للأعين

كان يجلس بغرفة المعيشة التابعة لمنزله ينظر إلي ساعة الحائط بهدوء يُعاكس الغضب المكتوم بداخله

الساعة أصبحت الثانية صباحاً بالفعل، و ابنته لم تعد إلي المنزل بعد

حين دقت الساعة الثانية و اثنان وعشرون دقيقة سمع صوت غناء صاخب يصدر من حديقة منزله

زفر بعمق يحاول تمالك أعصابه قبل أن يخرج من غرفة المعيشة ينتظر دخولها لكنها استغرقت وقتاً طويلاً في فتح الباب

كانت تضحك بصخب كلما فشلت في فتح الباب فعينيها الناعستين لم تكن تُساعدانها في الرؤية بوضوح، و بالكاد تحملها قدميها

حين ضاق ذرعاً من انتظارها تقدم بخطوات واسعة من الباب يفتحه فجأة فتمايلت و كادت تقع لولا أنه أمسك بكتفيها

" مساء الخير أبي"

هتفت بلكنة فرنسية لم تبدو ركيكة رغم ثمالتها، فقط و كأنها لُغتها الأم نطقت حروفها

" أين كُنتِ حتي الآن؟ و أين هاتفكِ؟"

سألها بجدية لتبتسم ببلاهة و ابتعدت عنه قليلاً لكنها سرعان ما وقعت بحضنه مُجدداً فضمها بذراعه بينما يُساعدها في الوصول إلى الأريكة

جلس مُقابلاً لها و تكتف يُراقبها بهدوء وهي تُدندن وتضحك بثمالة

"دو هايلي احترمي وجودي "

صاح بها بإنفعال فانتفضت سريعاً تجلس بإستقامة لكن جسدها وقع إلي الخلف مرة أخرى لتضحك مما جعله يتنهد بقلة حيلة

" اذهبي إلى غُرفتكِ"

أشار إليها بإنزعاج و تركها ليصعد إلي غُرفته

_________________

"تُـ... تُصبحون عـ ـلي خير"

ييدام قبّل جبين سيهون، ثم ماريا و تقدم بعدها من سورين يُقبّل وجنتها قبل أن يحمل جي هون بدلاً من سيهون و توجه بالصغير إلي غُرفتهما...أو للدقة هي غرفة ييدام التي يُشاركه بها الصغير تاركاً غرفته الخاصة فارغة

" غداً عُطلة لذا كنت أُفكر في... "

ماريا تحدثت بحماس و عينيها تنظران بلمعة نحو ابنتها فقاطعتها الأخري ببرود مُتجاهلة النظر إليها

" اتفقت مع هارين أن نخرج غداً مع أصدقائنا...تُصبحان علي خير"

قبّلت وجنة سيهون ثم اتجهت إلي غُرفتها تحت نظرات ماريا التي تتحرك معها بقلب مُثقل

أخفض سيهون نظراته نحو ماريا و بضيق تنهد حين لاحظ الإنكسار و الحُزن بعينيها فاقترب يُقبّل جبينها ثم أحاطها بذراعيه لتدفن وجهها بعنقه

____________________

" أين هايلي؟"

سأل بهدوء بمجرد أن انضم إلى زوجته علي طاولة الطعام فابتسمت الأخري و أشارت إلي الخادمة بأن تتوقف لتسكب هي الطعام من أجل زوجها

"مازالت نائمة، يبدو أنها أُرهقت البارحة بالعمل... لكن حبيبي.. ألم تقل أنها مُجرد مُقابلة؟ لماذا تعمل منذ اليوم الأول؟ "

لم يستطع منع نفسه من إصدار قهقهة ساخرة من بين شفتيه حين سمع ما قالته زوجته فعقدت الأخري حاجبيها بإبتسامة بسيطة

"هل قُلت شيئاً خاطئاً؟ "

همهم بالنفي و هز رأسه إلي الجانبين ثم أشار إلي الخادمة قائلاً

" لا تتركيها حتي تستيقظ و إن اضطررتي إلي جرّها إلى هنا فلتفعلي ذلك"

الخادمة انحنت إليه بإحترام لتتوجه إلي غُرفة ابنته بينما زوجته اعتدلت بجلستها تُقابله بوجهها

" تبدو غاضباً...هل حدث شيئ ما؟"

أومأ إليها بهدوء و التزم الصمت إلي حين انضمام ابنته إليهما و هي تتذمر بنعاس

" ماذا تُريدون مني؟ ماذا سأفعل بهذا الوقت الباكر من الصباح؟"

ألقت برأسها فوق الطاولة بنهاية حديثها تُصدر صوت بُكاء مُزيف فسحب والدها نفساً عميقاً ثم نبس بجدية

" طائرتك ستُقلع عند الثانية عشر و أربعون دقيقة"

اتسعت أعين زوجته بخفة بينما المقصودة استغرقت لحظات حتي وصلت كلمات أبيها إلي عقلها فرفعت رأسها عن الطاولة تنظر إليه

"أي طائرة؟ هل سنذهب إلي مكان ما؟"

"بل ستذهبين وحدكِ، ستعودين إلي والدتكِ"

همهمت بإستغراب ثم قهقهت بعدم تصديق

" أبي..تمزح؟ أخبرني أنك تفعل"

"لا هايلي أنا لا أمزح... ستعودين إلي باريس اليوم و أنا سأخبر والدتك بذلك"

أجابها بجدية فالتفتت تنظر إلي زوجة أبيها

" لا سويون رجاءً أخبريه أن يتركني هنا... أنا لا أريد العودة إلى جدي إنه يُريد مني أن أتزوج ذاك الأشقر المُزعج...سويون رجاءً "

عبست بشدة و ارتفعت بجذعها فوق الطاولة تُمسك بكف سويون برجاء فحركت الأخري نظراتها بين زوجها و ابنته بضياع

"كيونغسو..."

"لا سويون... لا تتدخلي بهذا الأمر "

قاطع زوجته بصرامة فابتلعت كلماتها مُلتزمة الصمت بينما هايلي عادت بجذعها إلي الخلف و أخفضت رأسها بعبوس

" منذ البداية تخليتي عني و سافرتي مع والدتكِ باحثة عن الحرية و أنا تقبلت ذلك كي لا أكون صارماً معكِ، و بعد سنوات حين طلبتي مني أن تعودي لي بسبب جدكِ و رغبته في أن تتزوجي من ابن شريكه بالعمل لم أفكر لحظة في أن أُطالب بأن أهتم بكِ هايلي لكن أنا مختلف عن والدتك تماماً...لقد تحملت تصرفاتكِ هذه لأشهر و مازلت أفشل...إذا أردتي الدلال و السهرات الليلية بلا قيود فلتعودي إلي باريس حيث ستسمح لكِ والدتكِ بذلك لكن هنا هذا الأمر غير مسموح...أنتِ تسيئين لي و لنفسكِ فعلي الأقل في باريس لن تنتشر أخباركِ فلا أحد يعرفني هناك لكن هنا الصحف و الإعلام ينتظرون وقوع دو كيونغسو لينشروا فضائحه "

ضرب علي الطاولة بغضب نهاية حديثه فانتفضت سويون بفزع بينما هايلي كانت تنظر إليه بعبوس ظناً منها أنه سيرضخ لنظراتها لكن والدها كان يعنيها حقاً حين قال أنه ليس كزوجته السابقة... هو يكره التحكم و الدلال أيضاً

" لقد حصلت لكِ علي أكثر من عشر مواعيد خاصة بالعمل لكنكِ تسببتي في إحراجي و لم تذهبي إلي أي منهم..."

"أبي أنا.."

رفع كفه أمامها يُقاطعها ثم هز رأسه نافياً

" في الواحدة ظُهراً يُقام تدريباً بهذا المركز و هو تدريب تابع لأشهر شركات تصميم الأزياء في كوريا مؤخراً ... "

أخرج من جيب بذلته ظرفاً و وضعه علي الطاولة ثم دفعه نحوها

" هذه معلومات عن المركز "

أمسكت هايلي ذاك الظرف بحاجبين معقودين لتفتحه فأكمل كيونغسو

" و غداً اليوم المفتوح بشركة بانغ للأزياء، يتم اختيار المُصممين تبعاً لأعمالهم الخاصة و المُباشرة لذا لا تستخدمي اسمي في بدء عملكِ الخاص"

رمشت هايلي بعدم فهم فأومأ كيونغسو بحركة بسيطة

" إما أن تُغادري اليوم أو تبدئي بالإستفادة من وقتكِ"

نقر بسبابته فوق الطاولة مرتين يؤكد عليها ذلك ثم غادر المنزل متوجهاً إلي عمله

" لم يتناول طعامه "

سويون تمتمت بعبوس ثم حوّلت أنظارها إلي هايلي حين همست الأخري

" لماذا يكرهني الجميع؟"

"لا هايلي لا أحد يكرهكِ، كيونغسو يُحبكِ كثيراً لكنه لم يتخطى إلي الآن حقيقة أنكِ تخليتي عنه من قبل و اخترتي والدتكِ... و ما يفعله والدكِ الآن ليس انتقاماً منكِ بل هو يُريدكِ أن تكوني قادرة على اتخاذ قرارات حياتك بنفسك بدلاً من أن تضطري لأن ترضخي إلي أي كان فقط لأنه من يمنحكِ المصروف "

رفعت هايلي عينيها نحوها و تكتفت

" تقصدين جدي "

" نعم أقصده هو بعينه، ألم يظن بأنه يمتلك الحق في التحكم في حياتك فقط لأنه و ابنته من يمنحانك الأموال؟...لا أقول بأن والدتكِ سيئة و لا أهتم لأمرها هي أو جدكِ، أنا لا أهتم لأي شخص سوي كيونغسو و ما أنا واثقة منه هو أنه لا يكرهكِ لكنكِ لن تفهمي ذلك...أنا من كنت بجانبه و رأيت ما يحدث له كل ليلة حين يذهب إلي غُرفتكِ الفارغة و يبكي بها بينما أنتِ في باريس تسهرين كل ليلة في حفل مُختلف و تعيشين الحياة الحُرّة التي تُفضلينها "

وقفت سويون هي الأخري من مكانها و غادرت الطاولة دون تناول شيئ فقلبت هايلي عينيها و تكتفت بعبوس

" يا إلهي، أنا مُضطرة إلي العودة لـجدي "

_________________

" ماذا نفعل هنا هارين؟ "

سورين تساءلت بإستغراب و هي تتلفت حولها تتفحص ذاك المكان

" لم يبدو و كأن الجامعة انتقلت إلى ملعب كرة السلة؟ "

قهقهت سورين بمزاح حين كانت معظم الوجوه من حولهم مألوفة بالنسبة لها.. فلماذا الكثيرين من طلاب قسم إدارة الأعمال يدخلون إلي هذا الملعب فجأة؟!

" ألا تعرفين بالمُباراة التي ستُقام بين قسم اللغة الصينية و بين قسم إدارة الأعمال؟ "

" هل هناك مباراة بينكم و بين قسم اللغة الصينية؟ لماذا؟"

سورين حكّت مؤخرة رأسها بعدم فهم فجذبتها هارين كي تدخلا بينما تقول علي عجل

" لندخل أولاً قبل أن تبدأ المُباراة"

شهقت سورين بتفاجؤ من حماس الأخري، و هارين لم تكن مُهتمة كونها تدفع أياً من يقف أمامها و منهم من يقع أرضاً... هارين كانت مُتحمسة لهذه المُباراة بينما سورين لم تكن كذلك لكنها بالنهاية كانت مُضطرة إلي البقاء مع هارين بدلاً من البقاء بالمنزل مع والدتها

" هاجون من قسم اللغة الصينية يُحب سومين الأخت الصُغري لمين هيون زميلنا في قسم إدارة الأعمال"

هارين هتفت بصوتٍ عالٍ كي تسمعها سورين فصوت الصراخ المتحمس من حولهم كان عالياً

"مين هيون يرفض مواعدتهما فكلاهما كانا عدوين منذ المدرسة الثانوية بسبب المباريات التي أُقيمت بين مدرستيهما... منذ ذلك الوقت و هاجون يواعد سومين و هذا العام فُضح الأمر أمام مين هيون الذي رفض ذلك و بطريقة ما وصل الأمر إلى مُباراة بينهما و الفائز... تعرفين"

رفعت كتفيها نهاية حديثها فانعقد حاجبي سورين و هتفت بإنفعال

" و ما دخل ذاك الوغد مين هيون؟ أتمني أن يخسر و تُهان كرامته اليوم فلماذا يتدخل بين حبيبين؟ هل هو من سيواعد هاجون ذاك؟ "

هارين رمشت عدة مرات ثم قهقهت

" قصص الحب تؤثر بكِ كثيراً "

قلبت سورين عينيها لتنفخ وجنتيها بإنزعاج

"الآن أكره مين هيون"

"أذكر أنكِ قُلتِ من قبل أنه يبدو جذاباً "

هارين سخرت بنغمة مازحة فجعدت سورين أنفها بغضب

" هذا كان قبل أن أكتشف أنه أحمق"

تكتفت سورين تنظر أمامها حيث الملعب مازال فارغاً فاللاعبين لم يحضروا بعد

"ها هو فريقنا"

صرخت هارين بحماس تلفت انتباه سورين بينما أصوات الصراخ تعالت تُحيي فريق إدارة الأعمال

رفعت سورين حاجبيها بتفاجؤ حين رؤيتها وجهاً مألوفاً يتقدم فريق إدارة الأعمال فجذبت هارين من مرفقها لتتوقف عن القفز ثم صاحت بجانب أذنها مُتسائلة

"أليس هذا البروفيسور مينسوك ؟ ماذا يفعل هنا؟"

" بروفيسور اللغة الصينية سيُشارك دفاعاً عن شرف قسمه و لذا قسمنا استعان بالبروفيسور مينسوك... إنه رائع بكرة السلة كما أنه صديق مُقرب من بروفيسور اللغة الصينية....المباراة أصبحت مباراة للدفاع عن شرف القسم و لذا الجميع متواجد هنا "

أجابتها بنفاذ صبر ثم أشارت إليها بإنزعاج

" هل يُمكنني التركيز الآن؟ "

همهمت إليها سورين بعدم إهتمام ثم تكتفت تنظر بحقد نحو مين هيون زميل هارين بالقسم

مقاعد الجماهير كانت مُقسمة إلي قسمين، القسم الصاخب كان تابعاً لقسم إدارة الأعمال بينما الجانب الآخر الأقل صخباً كان يخص قسم اللغة الصينية

جعدت سورين حاجبيها بإنزعاج لتسد أذنيها بسبب الأصوات التي أصبحت أكثر صخباً مع خروج الفريق المُنافس

و قد كانت أصوات الجماهير المتواجدة كما و كأنها مباراة أوّلية يتنافسون فيها علي من سيُصدر صوتاً أعلي و أشد حماساً

بدأت المُباراة لتتنهد سورين و جلست بمكانها بملل لكن بطريقة ما هي أصبحت أكثر حماساً من هارين

الأهداف التي يتم تسجيلها بصعوبة من كلا الطرفين و النتائج المُتقاربة للغاية كانت توتر الأجواء و تلفت انتباه سورين حتي وجدت نفسها تُعطي انتباهها لتلك المُباراة الساخنة

سورين كانت علي عكس المُحيطين بها فهي لم تكن تُشجع القسم الذي تجلس بمقاعد التشجيع خاصته

كلا الجانبين يُدافعان عن ما يدعوانه شرف القسم لكن سورين كانت تهتم لأمر آخر أهم... قصة الحب التي تسببت في إقامة هذه المُباراة كانت الأهم بالنسبة لها

سورين حساسة تجاه هذه الأمور... على عكس والديها فهي كانت شخصية رومانسية تعيش في عالم الخيال الوردي

" نعم، لقد فُزنا"

هارين هتفت بحماس و هي تُراقب الوقت المُتبقي فوضعت سورين كفها علي شفتي الأخري تمنعها من قول ذلك و صرخت عليها بإنفعال

"بقي ثلاث دقائق"

سحبت يدها بعيداً عن هارين بعدما رمقتها بنظرة غاضبة و التفتت تنظر نحو الملعب تحديداً إلى ذاك اللاعب الذي سدد أغلب الأهداف إلي الفريق المُنافس ثم قفزت من مكانها تصرخ بصوتٍ عالٍ

"هيا لوهان فُز عليهم "

ألقت نظرة أخيرة نحو اسمه المطبوع علي قميصه من الخلف قبل أن تنظر إلي المُحيطين بها حين انخفض صوت تشجعيهم و تحولت أنظارهم إليها بسبب صوتها العالي حين تشجيعها للفريق المُنافس

لوهان استدار ينظر نحو تلك التي صرخت بإسمه بصوتٍ عالٍ و كأنها تُشجع صديقاً لها فرفعت سورين يدها تصرخ مُجدداً و هي تُشجعه غير آبهة لتلك النظرات الموجهة نحوها فبالنسبة إليها الخصم الحقيقي هو فريق إدارة الأعمال

قهقه لوهان بصوتٍ مكتوم و هز رأسه إلي الجانبين بينما يُبعثر شعره ليركض بسرعة حيث الكُرة بينما هارين جذبت سورين من مرفقها كي تجلس

"لوهان ماذا سورين؟ هل هو صديقك؟"

هسهست بعدم تصديق فرفعت سورين كتفيها بإبتسامة جانبية

" لا أعرفه لكنه الأفضل، علي الأقل هو يُدافع عن قصة حب بريئة يُريد الوحش مين هيون إفسادها و أنتم تُساعدونه بذلك"

ختمت حديثها بنبرة مؤنبة فصفعت هارين جبينها

"أيتها الحمقاء ليس هذا مقصدي...هذا الذي صرختي بإسمه دون رسمية يكون بروفيسور اللغة الصينية"

شهقت سورين بإعين مُتسعة فأومأت إليها الأخري بينما تضم شفتيها

انتهي الوقت تزامناً مع تسجيل لوهان لهدف الفوز فتعالت أصوات الصراخ المُتحمس من جديد بينما لاعبي قسم اللغة الصينية ركضوا نحو البروفيسور خاصتهم الذي سدد هدف الفوز

ابتسم لوهان بإتساع إلي طُلابه الذين قاموا بإحتضانه قبل أن يحملوه فوق أكتافهم يهتفون بإسمه، ثم رفع عينيه ينظر حيث تلك الفتاة التي صرخت بإسمه قبل دقائق لكنها كانت قد فرّت هاربة حتي قبل أن تعرف من الفائز

" سورين انتظري"

هارين هتفت بأنفاس لاهثة حتي توقفت سورين عن الركض فتوقفت هي الأخري تلتقط أنفاسها بصعوبة

" يا إلهي، لا أصدق ما فعلته"

صفعت سورين جبينها عدة مرات لتضحك هارين ثم جذبتها من مرفقها

" لندخل المطعم أولاً ، أنا جائعة"

برزت شفتي سورين بعبوس و هي تتذمر بشأن ما حدث في الداخل...كانت مُتحمسة بصورة مُحرجة و لا تدري ما أصابها

ألقت سورين برأسها فوق الطاولة تُصدر أصواتاً غير مفهومة فضمت هارين شفتيها بقهقهة مكتومة ثم أمالت بجذعها إلي الأمام تُربت علي رأسها

" لا بأس سورين ليس و كأنه سيراكِ مرة أخرى...و لا أعتقد أن زُملائي يعرفونك"

تمتمت بشك نهاية حديثها فمن لن يعرف أوه سورين؟ و من لن يعرف تلك الفتاة التي تلتصق بها هارين زميلتهم طوال الوقت؟

"أو سيفعل"

قهقهت بتوتر و استقامت بجذعها تنظر إلى ذاك الذي دخل من باب المطعم للتو مع صديقه المُقرب و اللاعبين من القسم الصيني

صوتهم الصاخب جعل من سورين ترفع رأسها عن الطاولة بأعين مُتسعة تنظر إلى ابنة عمها، و ذاك الإسم الذي سمعته للتو لم يكن غريباً عنها - البروفيسور لوهان - كان الشخص الذي ترغب بتجنبه الآن و تمنت بداخلها أن البروفيسور مينسوك هو الآخر لم يسمع صراخها المُتحمس ذاك

لكن الجميع تقريباً قد سمع... و الجميع لاحظ أنها جرّدت إسمه من الرسمية كصديق مُقرب لها

" لست وحدي بل جميعكم السبب بفوزنا"

لوهان هتف بإبتسامة مُحرجة ليضع كفيه بجيوب سترته كحركة تلقائية تُعبر عن خجله ثم التفت ينظر أمامه باحثاً عن طاولة لهم

قهقه بصوتٍ مكتوم حين لمح ظهر تلك الفتاة التي صرخت بإسمه ، و انفعال سورين المتوتر كان واضحاً بتحركاتها علي الرغم من أن صوت صراخها الهامس نحو هارين لم يكن مسموعاً بالنسبة إليه

و لوهان كان مُدركاً أنه سبب توترها هذا فنظرات هارين نحوه قد فضحت كل شيئ

تقدم من طاولتهما بإبتسامة جانبية فاتسعت أعين هارين و أخفضت رأسها بينما تصرخ بهمس هي الأخري

"إنه قادم نحونا، يا إلهي إنه قادم"

"من؟ من قادم هااا؟"

الأخري همست بذعر فتلقت الإجابة من لوهان حين استند بكفه على الطاولة أمام رأسها تماماً بينما يميل بجذعه قليلاً نحوها

"البروفيسور شياو... شياو لوهان"

رفعت عينيها ببطئ نحوه ليرتفع حاجبيه بمجرد أن تلاقت نظراتهما فابتلعت ريقها بتوتر

" بروفيسور و لست لوهان فقط "

علّق بمزاح فانتفضت من مكانها سريعاً و انحنت إليه بإعتذار

" أنا حقاً آسفة فأنت بدوت صغيراً للغاية و... لا مهلاً "

رفع حاجبيه بقهقهة مصدومة لتتسع عينيها بفزع

"يا إلهي لا أقصد ذلك فأنا.."

"لوهان توقف"

مينسوك تدخل يبتسم بخفة و أحاط كتف صديقه ثم أومأ برأسه إلي سورين حين انحنت إليه بإحترام

" استرخي هو يمزح فقط"

" بروفيسور كيم "

همست بإحراج لتتسع ابتسامة مينسوك

" هذه أوه سورين طالبة بالسنة الأخيرة بكلية الطب و بالمُناسبة هي مُتفوقة علي عكس إحداهن "

حرك عينيه نحو هارين لتبتسم بغباء

"بروفيسور كيم أنا أنجح بكل عام و هذا كافي، ليس من الضرورة أن أكون متفوقة مثل سورين "

" إذاً هل أتيتما لمشاهدة المُباراة من أجل البروفيسور كيم ؟"

لوهان رفع حاجبيه بتفاجؤ فهزت هارين رأسها إلي الجانبين

" أنا من قسم إدارة الأعمال و جررتها معي إلي هنا اااه... لأننا مُقربتين! "

ختمت حديثها بإبتسامة بلهاء حين وجدت نفسها ستتفوه بتفاصيل غير مُهمة فأومأ لوهان بإبتسامة

" و بالرغم من ذلك هي هتفت لي "

أعاد نظراته نحو سورين فتنهد مينسوك و أشار إلي مجموعة الطُلاب معهم كي يلحقوا به حيث إحدي الطاولات فيبدو أن صديقه لن يُنهي هذا الحديث اليوم

" هل رُبما...الآنسة سورين مُعجبة بشخص ما من طُلاب قسمي؟"

أمال برأسه و ابتسامته الجانبية لم تُمحي عن شفتيه فاتسعت أعين سورين لتهز رأسها بخجل

"لا، أقسم أن الأمر ليس كذلك"

ضحك لوهان بخفة ثم تكتف يُهمهم إليها بإهتمام يحثها بأن تُبرر أكثر

" أنا...أعني أنا فقط... "

" سورين مُتيمة بالقصص الرومانسية لذلك هي تتخذ صف الأحباء دوماً علي الرغم من أنها لازالت عزباء"

هارين جذبت نظراته نحوها بصوتها العالي تُبرر هي بدلاً من سورين فأومأ إليها لوهان بهمهمة مُتفهمة ثم أعاد نظراته نحو الأخري

"هذا جيد"

همهمت سورين بعدم فهم لتتسع ابتسامة هارين

" يبدو أنني استعدت نشاطي بعد صراخك بإسمي لذا ما رأيك أن أدعوكِ على الغداء مع فريقي فأنتِ أيضاً شاركتي بهذا الفوز"

حركت سورين عينيها بإرتباك نحو هارين التي أومأت إليها تحثها على الموافقة و ابتلعت ريقها تهمس بخجل

"لا يوجد داعٍ فنحن سنُغادر الـ..."

"مهلاً هل أنا أيضاً مدعوة؟ "

هارين قاطعتها تتساءل بصوتٍ عالٍ فضحك لوهان ليومئ إليها ثم أجابها دون أن يُبعد نظراته عن تلك المُرتبكة أمامه

" بالطبع "

"حسناً أنا موافقة، أشعر بالجوع"

وقفت من مقعدها بحماس و أمسكت بكف سورين تجرّها معها حيث تلك الطاولة التي تجمّع حولها الآخرين بينما سورين حاولت التملص إلا أنها فشلت في ذلك

جلست هارين بجانب أحد الطُلاب و جذبت سورين تجعلها تجلس بجانبها حيث تركت مقعداً فارغاً بينها و بين مينسوك

" آسفة علي الإزعاج"

انحنت برأسها بخجل إلي مينسوك فهز رأسه إلي الجانبين بإبتسامة بسيطة ثم رفع رأسه نحو صديقه الذي جذب المقعد المتواجد بينهما ليجلس هناك

"اطلبوا ما تُريدون"

"هكذا ستُفلس بروفيسور"

أحد الطلاب مازحه بصخب ليضحك الآخرين

" إذا لم تكفي نقودي سيكون عليكم تنظيف الحمامات"

بجدية مُزيفة أجابه يجعل من ضحكاتهم تُصبح أكثر صخباً فابتسمت سورين بخفة و أخفضت رأسها تنظر إلي كفيها المُنعقدين فوق فخذيها

" لما لا تختارين شيئاً؟ "

التفتت تنظر إليه و سرعان ما جفلت تعود برأسها إلي الخلف حين وجدته قريباً منها فابتسم يُكمل

" لا تقلقي، أمتلك النقود كافية، كما أنها لن تكون مرتهم الأولي في تنظيف المراحيض"

أشار بإبهامه إلي الخلف يقصد بذلك طُلابه فضحكت سورين بخفوت

" أنا لا أمزح... لقد فعلوها من قبل، إنهم أكثر شغباً من.. هارين!"

همهم بتفكير قبل أن ينطق اسم الأخري فقلبت هارين عينيها و استندت بذقنها فوق كتف سورين تنظر إليه بإنزعاج مُزيف

" أنا أسمعك بروفيسور... و بالمُناسبة أنت تبدو صغيراً للغاية علي عكس هؤلاء، بجدية حين رأيتك بدوت و كأنك ستُفسد المُباراة بهذا الطول الذي تمتلكه"

أومأت نهاية حديثها ليرتفع حاجبي سورين بتوتر بينما لوهان هز رأسه بقهقهة صاخبة ثم دفع جبين هارين بسبابته

"لا تتفوهي بكل ما يخطر ببالكِ أيتها الحمقاء "

" بروفيسور هذا تنمر "

صاحت بدرامية و هي تُمسد جبينها فقرصت سورين فخذها كي تلتزم الصمت ثم جذبت قائمة الطعام تُخفي وجهها خلفها بإحراج من تصرفات الأخري

بنظرة أخيرة رمق لوهان تلك التي تجلس بجانبه ثم التفت ينظر إلي صديقه علي جانبه الآخر فوجده ينظر إلى أنامله بشرود ليتنهد بعمق

مد يده من أسفل الطاولة يُمسد فخذ صديقه عدة مرات بلطف فرفع مينسوك رأسه ينظر إليه و ابتسم بتصنع

" أنت بخير؟"

"اممم، لا تقلق"

همهم يومئ إليه بحركة بسيطة ثم أشاح بنظراته بعيداً عن لوهان يُطالبه بهذه الطريقة أن لا يتحدث بشيئ

____________________

أمسكت بقلم الكُحل تخطط به عينيها الواسعتين بعدما أخفت آثار بكائها بمستحضرات التجميل

تنهدت تضع القلم أمامها ثم رفعت عينيها تنظر إلي وجهها بالمرآة و تدريجياً انزلقت عينيها حيث عُنقها النقي بزيف حيث تُغطيه مُستحضرات التجميل هو الآخر

كل شيئ مُزيف...نقاء بشرتها، سعادتها و المزيد و المزيد

جفلت حين رأت زوجها يقف أمام الباب يرمقها بإبتسامة جانبية فابتلعت ريقها و وقفت من مكانها سريعاً لتقف مُقابلة له

"هيا لنُغادر، والداي ينتظران"

"ما رأيك أن لا نذهب إلي حفل الليلة؟"

زفرت بإرتجاف تشعر بنظراته المُتفحصة تلك تُجردها من ثيابها فأمسكت بجانبي فستانها تقبض عليه بقوة و ابتسمت بإرتباك

" الحفل... إنه مهم لذا يجب أن نذهب"

سحبت الحقيبة الصغيرة التي تُناسب فُستانها ثم غادرت الغُرفة تتخطاه بخطوات سريعة و قلبها بخوف كان يرتجف

يُفترض أن علاقتهما بُنيت علي الحب فلماذا لا تشعر سوي بالخوف و النفور منه؟!

To be continued.....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top