9

Start

" هيبا رجاءً لا تتركي القصر...تجاهلي بيكهيون لكن لا تتركيني"

هيونا تحركت خلف هيبا التي تضع ثيابها داخل حقيبتها بعشوائية و بين الحين و الآخر ستمسح دموعها لتحل أخري محلها فوق وجنتيها

"هيبا"

" سأعود إلي والداي فوجودي هنا لم يعد له أي داعٍ، لم أعد أرغب بالإرتباط ببيكهيون...لا يُمكنني تحمله بعد الآن "

استنشقت ماء أنفها لتسحب نفساً عميقاً ثم التفتت نحو هيونا

" بيكهيون لن يتغير أبداً و كما هو واضح أنا كنت مُخطئة فما كان يجب أن أثق بمشاعري "

"لكن هيبا..."

هيونا أمسكت يدها برجاء لتهز هيبا رأسها بالنفي

" رجاءً خالتي اتركيني أرحل "

الأخري تنهدت بعبوس و احتضنتها قبل أن تتركها ترحل

فتحت هيبا الباب فوجدت بيكهيون يقف أمامها بإرتباك

لكنها تجاهلته كما تجاهلت قلبها الذي يخفق بجنون، و بيكهيون لم يعرف ماذا سيقول بهذا الموقف

سار خلفها هي و والدته إلي الأسفل حتي وصلوا أمام السيارة لتأمر هيونا السائق بإصطحاب هيبا إلي منزل والديها و ما إن غادر التفتت لتعد إلي المنزل غير مهتمة لبيكهيون الذي يحاول تبرير موقفه بأي طريقة

" حسناً أنا مخطئ لكن..."

انفعل بإنزعاج ليلتزم الصمت حين استدارت إليه هيونا بحركة عنيفة و تقدمت منه بخطوات غاضبة

"أتعلم؟ لقد طلبت منها الذهاب معك لتُراقبك لكن أتعرف ماذا قالت هي؟"

رفع حاجبيه بفضول لتزفر بعمق

"قالت أنها تثق بك، أنا بنفسي لم أثق بك و أرسلت من يُراقبك بينما هي وثقت بك ثقة عمياء و أنت خُنت هذه الثقة...لقد تمنت أن يكون بداخلك شخص جيد لكن يبدو أنك لعوب من الداخل و الخارج "

زمت شفتيها للحظات قبل أن تُربت علي صدره

" افعل ما تُريد بيكهيون حتي و إن أردت إحضار أولئك النساء إلي غُرفتك لن أمنعك فلم يعد لدي أي أمل بأن تتغير، و لن أحصل يوماً علي زوجة جيدة لك لأنك لا تستحق ذلك "

ابتسمت إليه بخفة ثم صعدت إلي غُرفتها و في الواقع هي قد استسلمت أمام ابنها الأصغر فلا شيء ينفع معه لذا حتي العقاب هي لم تعد قادرة عليه فليفعل ما يشاء

_______________

ييشينغ جلس بالشرفة الصغيرة التابعة لغرفة أحد الفنادق حيث يمضي ليلته مع كاثرين

حرك رأسه إلي الخلف ينظر نحو كاثرين النائمة بعمق فوق السرير ثم التفت مُجدداً ينظر إلي البحر الذي لم يكن بعيداً جداً عن الفندق

كاثرين لم ترغب بإخباره بما حدث لكن كما هو واضح... ما مرت به لم يكن بسيطاً

جسدها يرتجف فقط لمجرد التذكر و هذا يؤلمه

يؤلمه لأنها ظنت لسنوات أنه جزءاً من كل ذلك

و الأسوأ أنه لا يعرف كيف يُساعدها

تنهد بضيق ليمسح بكفيه علي وجهه عدة مرات ثم خرج من الغُرفة و الفندق بأكمله

بعد دقائق طويلة حين عاد وجد كاثرين تجلس علي السرير تنظر إلي كفيها بعبوس

" لم أهرب لا تقلقي"

قهقه مُمازحاً إياها فرفعت عينيها نحوه تنظر إليه بصمت

" طلبت منهم تجهيز العشاء لنا فلا بد أنكِ جائعة"

تقدم منها ليضع الكيس الذي بيده فوق الطاولة بجانبها ثم جلس مُقابلاً لها تاركاً قدميه تُلامسان الأرض

" تُريدين الإستحمام أو ربما الخروج لـ... "

" هل يُمكنك إعادتي إلي المنزل؟"

قاطعته بهدوء ليزم ييشينغ شفتيه و همهم بعد لحظات

" لننتظر إلي الصباح فالقيادة بهذا الوقت و لمسافة طويلة لن تكون جيدة"

أومأت بتفهم و أخفضت عينيها فاقترب منها ييشينغ و أمسك بكفيها تحت نظراتها

" اشتقت إليكِ كثيراً كاثي"

تمتم بخفوت و رفع كفيها نحو شفتيه ليترك فوقهما قُبلة عميقة بينما الأخري ابتلعت ريقها و هي تنظر إلي ما يفعله قبل أن تجذب يديها من بين كفيه بتردد

" ييشينغ نحن لا يُمكننا أن..."

"لا تقوليها"

قاطعها برجاء لتشيح كاثرين بنظراتها بعيداً عنه

" فقط سؤالاً واحداً و أجيبي عليه بصدق"

زمت شفتيها بعبوس ليتنهد ييشينغ بعمق

" مازلتي تُحبينني؟"

رفع حاجبيه حين تلاقت نظراتهما لكنها كانت صامتة و تبدو نظراتها تائهة

" لا تُفكري كثيراً و أخبريني بحقيقة مشاعركِ فقط"

" أ أنا.."

تمتمت بتردد فأومأ يحثها علي الحديث لكن كاثرين كانت مُشتتة بين مشاعرها و بين الأصوات التي تتردد بعقلها...أصوات من الماضي أوصلتها إلي هذه المرحلة و أفسدت حياتها بالكامل

" مازلتي تُفكرين؟"

تنهد بيأس ثم قهقه بخفوت و هو يعتدل بجلسته بينما نظرات كاثرين تُراقبه بصمت

" إحتضانك لي و سعادتك حين علمتي بأنني بحثت عنكِ، و كذلك صمتك الآن لا يعني سوي أن مشاعرنا مُتبادلة لكنني مازلت بحاجة إلي سماعها منكِ"

رفع كتفيه نهاية حديثه لتُفرق الأخري بين شفتيها كي تتحدث لكنها ضمتهما مُجدداً فغادرت تنهيدة أخري ثُغر ييشينغ

" أعرف..."

تمتم بضيق ليخفض عينيه بينما أنامله تعبث سوياً

" علاقتنا مُعقدة ربما أكثر من السابق...يجب أن أبحث عن زوجة ذات سمعة رائعة كي يفتخر بها أطفالنا لاحقاً"

شفتيها ارتجفتا لتخفي وجهها خلف كفيها فأكمل الآخر بعدما ابتلع غُصته

" لكن ماذا لو أنني لا أريد سواكِ؟ ... أراهن أن أطفالنا سيكونون بخير مع والدين يحبان بعضهما و هذا يكفي "

" نحن نكذب علي أنفسنا "

تمتمت بصوتٍ مُختنق فهمهم ييشينغ

" لا بأس بذلك...ما يهم هو أن نشعر بالسعادة فقط"

"أنا لم أرغب بأن أكون هكذا...لقد بذلت ما بوسعي إلي أن... "

توقفت عن الحديث ليتنهد ييشينغ كونها مازالت لا ترغب بالتحدث عن الأمر

" من فعل ذلك، أمي؟ أم سيهون؟ "

تسائل بخفوت و اقترب منها قليلاً فرفعت عينيها نحوه بعبوس

" الجميع...جميعهم "

" ماذا فعلوا؟"

احتضن وجنتها بإحدى كفيه بلطف كي يجعلها تشعر بالأمان فزفرت أنفاساً مُرتجفة

" أنت لن تُصدقني"

"إن لن أفعل فلماذا أسأل؟"

رفع كتفيه ببساطة ثم ابتسم

" سوف أُصدق ما تقولين، إلي الآن لم أُكذّبك بشيئ"

رفع حاجبيه و أخفضهما بحركة سريعة يحثها علي الحديث فأغلقت عينيها لبعض الوقت مُترددة نحو اخباره بالأمر

ييشينغ أخفض نظراته نحو يده الحُرّة حين شعر بها تُمسكها ثم رفع نظراته نحوها مُجدداً ليري عينيها تنظران نحوه بتوتر

و بصمت ييشينغ تحرك معها حين جذبته ليجلس بجانبها ثم جعلت من ذراعيه تُحيطان بخصرها لتميل بجذعها ضد صدره

" حين بدأت الدراسة كنت مُتشوقة لرؤيتك من جديد خاصة و أنك كنت قد قطعت رسائلك المحدودة ... لكنك لم تعد... سورين كانت تتجاهلني و كأنها تخشي الاقتراب مني.."

"لكن سورين كانت تُحبك كثيراً"

ييشينغ قاطعها بنبرة خافتة ثم قبّل رأسها لتبتسم الأخري بإنكسار

"لاحقاً أدركت ذلك... هي كانت تشعر بالأسف نحوي و لما سيحدث لي لكنني لم أكره سورين أو أنزعج منها فهي لم تكن قادرة علي فعل شيئ "

تنهدت بخفوت فأمال ييشينغ برأسه قليلاً يحاول رؤية وجهها ليزم شفتيه حين رؤيتها تحاول أن لا تبكي

---------------

Flash back

اليوم الدراسي الأول من العام الجديد و الأخير في المدرسة الثانوية....كاثرين دخلت قاعة الطعام بوقت الإستراحة كونها كانت فُرصتها للتحدث مع سورين

هي فقط أرادت أن تسأل عن ييشينغ لكنها حين وقفت أمام طاولة الأصدقاء الثلاثة رأت كيف أخفضت سورين رأسها حين أمسك توأمها بيدها بنظرة باردة تعلو وجهه

و سوهي فقط كانت تنظر بعيداً عنها و كأنها غير موجودة

هذا كان طبيعياً من الجميع فهي لطالما كانت مُختفية للبعض و البعض الآخر مادة للتنمر كونها طالبة المنحة الفقيرة

لكن سوهي لم تكن تتعامل معها بهذه الطريقة من قبل خاصة في وجود ييشينغ.... و سورين كانت مرتها الأولي في فعل ذلك

لذا الأخري أيقنت أن التجاهل الذي تلقته من بداية اليوم لم يكن فقط بسبب تركيز الآخرين علي الدروس التي يتلقونها بل هو تصرف مقصود

تنهدت بعبوس أثناء جلوسها داخل خيمتها أعلي السطح و بضيق أخرجت عُلب الطعام تفتحها أمامها لكن أناملها لم تمس ما بداخلها

ربما ييشينغ أصابه مكروهاً و هذا ما يجعلهم يتجنبونها

" كاثرين"

رفعت رأسها نحو الفتحة الخاصة بالخيمة حين أمالت سوهي برأسها من الخارج تنظر إليها بإبتسامة مُتسعة فترددت نظراتها قبل أن تستقيم بجلستها كـدعوة للأخري بالدخول

أعين كاثرين راقبت الأخري بتوتر و فضول حين رأت كيف تتفحص خيمتها بعد أن جلست مُقابلة لها ثم همست بإبتسامة

" دخلت الخيمة مع ييشينغ سابقاً لكنني لم ألاحظ أنها واسعة و مُريحة..."

رفعت كاثرين حاجبيها قليلاً حين التفتت إليها الأخري بقهقهة خافتة تقول

"ربما لأن تركيزي بأكمله كان موجهاً نحو ييشينغ"

أعادت خصلات شعرها خلف أذنها بخجل مُصطنع و أعين كاثرين تحركت مع حركة أناملها البطيئة

" علي الرغم من أنني لا أشعر بالأسف لأن هذا حقي و لكن... أنا آسفة لكِ فلا بد أنكِ تشعرين بالحزن بعد أن عُقدت خُطبتي أنا و ييشينغ "

أعين كاثرين اتسعت لتنظر إلي كف الأخري تري خاتماً لم تلحظه قبل لحظات

" ييـ.. ييشينغ ماذا ؟"

تمتمت بتلعثم فرمشت سوهي ببراءة مُصطنعة لتميل برأسها بتساؤل

" ألم تعرفي بالأمر؟ "

" تمزحين أليس كذلك؟ "

قهقهت بإبتسامة مُترجية فهزت الأخري رأسها بالنفي

" لا، عُقدت خُطبتنا منذ أسبوعين"

"لكن ييشينغ لم..."

قاطعتها سوهي بينما تحك مؤخرة رأسها بإحراج و لازالت تتصنع البراءة أمامها

"ظننتكِ تعرفين فييشينغ حين أتي إلي هنا قال أنه سيُقابلكِ لينهي معكِ الأمر...ربما لم يتمكن من مقابلتك فهو اضطر إلي العودة إلى الصين سريعاً فأحد أقاربه مريض كما تعرفين "

أمالت سوهي بجذعها إلي الخلف قليلاً و حركت عينيها بالخيمة تتجاهل أعين الأخري التي أدمعت

" هذه الحقيبة لطيفة "

تمتمت بحماس مُزيف لتجذب إحدي الحقائب الصغيرة التي وُضعت بها أقلام الدراسة الخاصة بكاثرين و دون أن تُلاحظ الأخري ذلك ألقت سوهي بداخلها عُقداً ماسياً ذات تصميم رقيق

" أنا فقط أردت الإعتذار منكِ كي لا أبدو و كأنني أسرق منكِ شيئاً و لكن... "

اقتربت برأسها من كاثرين لترفع الأخري نظراتها نحوها و حينها انزلقت دموعها من عينيها بضعف

" ما كان يجب أن تنظري إلي الأعلي"

" ييشينغ لن يفعل هذا بي"

تمتمت بشفاه مُرتجفة فقهقهت سوهي بخفة ثم أومأت إليها

" سيفعل...والدته تُحبني أنا و ليس أنتِ... و ييشينغ لن يُعارض والدته، بالنهاية هو أدرك أنني أستحق أن أكون زوجته بدلاً من فتاة لا نعرف كيف وُلدت حتي "

ربتت علي كف كاثرين نهاية حديثها لتبتسم من بين دموعها ثم استرقت نظرة نحو كف سوهي التي تُربت علي خاصتها قبل أن تهمس

" لطالما شعرت بأنكِ مُزيفة "

تربيت سوهي أصبح أبطأ إلي أن جذبت كفها بعيداً عن كاثرين التي رفعت عينيها نحوها

" الموت ليس بالشيء الذي نخجل منه لذا...إذا أصاب والديكِ حادثاً فجأة و فقدتهما ستُصبحين مثلي تماماً، والداي ليسا سيئين لأخجل كلما تحدثتي عنهما بهذه الطريقة...و ييشينغ ؟لو أنكِ أفضل مني لما تجول بكل مكان و هو يُمسك بيدي بينما أنتِ خلفنا لا تراكي عينيه"

سوهي عقدت حاجبيها بإنزعاج لتنظر كاثرين نحو ذاك الخاتم بكفها

" و هذا الخاتم مُزيف تماماً كما تلك البراءة التي تتصنعينها دائماً فـييشينغ لن يرتبط بي أو بكِ أو بأي امرأة بطريقة رسمية قبل أن يكون شخصاً يعتمد علي نفسه، هذا ليس حديث ييشينغ فقط بل هذه شخصيته التي أعرفها أنا...هو لم يكن مُزيفاً مثلك"

مسحت علي عينيها بعشوائية ثم ابتسمت

" و بالواقع هذا ليس حقكِ سوهي لأنكِ لا تنظرين إلي ما هو لكِ... بل أنتِ تسعين إلي الحصول علي ما هو لغيرك، أراهنك لو أن سيهون هو من كان يُحبني لكنتي ستتصرفين بهذه الطريقة "

تنهدت لتُلملم أغراضها بينما تقول

" حين دخلتي إلي هذه الخيمة مع ييشينغ كان تركيزكِ معه لكن يبدو أن تركيزه كان معي "

أغلقت حقيبتها ثم رفعت عينيها نحو الأخري و ابتسمت بخفة

" سمعتكِ حينها تطلبين منه أن لا يدعوني علي حفل عيد ميلادك لكنه ترك الحفل بأكمله من أجلي"

قهقهت حين لاحظت التفاجؤ يعلو وجه الأخري ثم خرجت من الخيمة متوجهة نحو الصف بينما سوهي ظلت هناك تنظر بشرود حيث كانت تجلس الأخري

"سورين"

هتفت كاثرين حين رأت سورين تجلس بمقعدها وحدها و تقدمت منها سريعاً بينما المقصودة تحركت في مكانها بعدم راحة تشعر و كأن جميع الأعين موجهة نحوها

" أعرف أنكِ لن تكذبي علي لذا رجاءً أخبريني..."

"سورين"

صوت سيهون العالي جعل منهما تنتفضان بفزع لتنظرا نحوه بينما هو يتقدم منهما بخطوات واسعة فأعادت كاثرين نظراتها نحو سورين تتسائل بلهفة

"ييشينغ لم يعد إلي كوريا أليس كذلك؟ هو لم يرتبط بسوهي؟"

"ابتعدي عن أختي "

سيهون دفعها بعنف حتي ارتطمت بالأرض بقوة فتأوهت بألم حيث كانت إحدي ذراعيها قد ثُنيت أسفل جسدها حين وقعت لكنه لم يُعطي أهمية لذلك و بتهديد أشار إليها بسبابته

" لا أريد رؤيتك حولها مرة أخري هل تفهمين؟"

كاثرين احتضنت ذراعها المُتأذية بالأخري و هي تنظر إليه بأعين لامعة فعقد حاجبيه بغضب و جلس بجانب سورين

بتردد سورين حركت رأسها محاولة رؤية ما حل بالأخري لكن أنامل سيهون أمسكت بوجنتيها تُحرك وجهها إلي الأمام كي لا تنظر نحوها

و كاثرين بعبوس وقفت من مكانها لتنفض ثيابها بيدها السليمة ثم تقدمت من مقعدها تجلس عليه بصمت بينما تخفض رأسها تتجاهل الهمسات الساخرة منها و تلك النظرات الشامتة

الوضع كان غريباً بالنسبة لها، يومين آخرين مرا عليها بنفس الطريقة و كأن الجميع اتفق علي اهانتها، و التنمر الذي منعه عنها ييشينغ سابقاً ها هو يعود من جديد و أبشع من السابق

هي لاحظت كم أرادت سورين التحدث معها كما تريد هي لكن سيهون لم يكن يتركها حتي أمام حمام الفتيات سينتظرها هناك بلا خجل أو إهتمام لما قد يقوله الآخرين

تنهدت بضيق و هي تُخرج أغراضها تضعها فوق طاولة الدراسة خاصتها مُتجاهلة سخرية زميلتيها بالسكن من الحال التي وصلت إليها

هي فقط عادت منبوذة كما كانت بالسابق

طرق قوي علي الباب جعلها تفزع لتخرج من شرودها، و حينها هي أدركت أنها لم تكن تدرس بل تُفكر في ييشينغ و سبب اختفائه

" عُذراً يا فتيات و لكن زميلة لكم تقول أنها تعرضت إلي السرقة و نحن مُضطرين إلي تفتيش السكن بأكمله"

عقدت كاثرين حاجبيها بخفة قبل أن تُغلق كتابها ثم جرّت خطواتها إلي خارج الغرفة بصمت غير آبهة لما يحدث

لكن ما كان مُثيراً للريبة هو أن الجميع كان يقف أمام أبواب غُرفهم ينظرون إلي غرفتها هي و زميلاتها و كأنها الغرفة الوحيدة التي يتم تفتيشها

و لوهلة راودتها فكرة أنهم قد يجدوا ما سُرق بغُرفتها هي و صديقاتها إلا أنهم لم يجدوا شيئاً

باليوم التالي كاثرين دخلت الصف بأكتاف مُترهلة و عينيها تنظران نحو الأرض كي لا تري نظرات الآخرين الموجهة نحوها لتجلس بمكانها بهدوء

جفلت حين ارتطمت ورقة مطوية بوجهها لتنظر إلي تلك الورقة التي وقعت أرضاً ثم انحنت تلتقطها

( وداعاً أيتها الحمقاء)

عقدت حاجبيها بإستغراب لتُمرر عينيها نحو الجميع إلي أن رأت ابتسامة خبيثة توجهها نحوها إحدي الفتيات فقلبت عينيها بعدم إهتمام و حينها تلاقت نظراتها مع خاصة سيهون

كلاهما تبادل النظرات لبعض الوقت قبل أن يلتفت سيهون ينظر أمامه بينما العُقدة بين حاجبي كاثرين ضاقت أكثر حين رؤيتها مقعد سورين فارغاً يدل علي غيابها اليوم

هذا غريب!

"عُذراً مُعلم كيم "

شخص ما أشار إلى المعلم ليخرج من الصف ثم عاد بعد دقائق

خلع نظارته الطبية يضعها علي الطاولة أمامه قبل أن يُمسد عينيه بضيق ليرتدي نظارته مُجدداً

"كاثرين..."

وقفت سريعاً حين نطق المُعلم بإسمها فضم الآخر شفتيه بخط مُستقيم و أشار إليها باللحاق به ففعلت ذلك بتردد

شابكت كفيها سوياً بتوتر و هي تسير خلف مُعلمها إلي مكتب المُدير بينما تنهيدات مُعلمها الثقيلة لم تكن مُطمئنة لها

طرق باب غُرفة المدير ثم دخل حين سُمح له بالدخول و خلفه كاثرين التي تنظر إلي الأرض بصمت

" كاثرين.."

رفعت رأسها ببطئ تنظر إلي المُعلم كيم فبلل الآخر شفتيه مُتسائلاً

"الخيمة أعلي السطح تكون ملكك أنتِ؟"

همهمت تومئ بحركة بسيطة ثم حركت عينيها نحو المُدير تنتظر أن يتم توبيخها ربما... لكن رؤيتها شُرطياً يجلس أمام المدير جعلها تتراجع خطوة بتلقائية

" الشُرطة وجدت عُقداً ألماسياً بين أغراضك بداخل الخيمة..."

رفعت حاجبيها بتفاجؤ بينما المعلم كيم ابتلع ريقه بصعوبة قبل أن يُكمل

" سيتم التحقيق معكِ لهذا الأمر"

"معي؟... لماذا ؟"

تمتمت بإستغراب فأخفض المُعلم رأسه بينما الشُرطي تقدم من كاثرين بعدما طلب الإذن من المُدير، و بتشوش هي لحقت به

لكنها علي الأقل كانت تثق بأنها لم تفعل شيئاً لذا إنه مجرد تحقيق

End flash back

------------

كاثرين تثاءبت بنعاس بينما ييشينغ كان شارداً بما قالته إلي أن همست بخفوت تُكمل

" لم يتم التحقيق معي.."

همهم بإستغراب و أخفض عينيه ينظر نحوها

" كل شيئ كان مُخططاً له... جميع زُملائنا شهدوا ضدي قائلين أنني تشاجرت كثيراً مع سوهي و بعضهم قال سبب شجارنا كان أنني أحاول سرقة ما ليس لي دائماً... لم أتوقع أن يتعاملوا مع الأمر بهذه الطريقة لكن.. "

استقامت بجذعها لتلتفت نحوه برأسها مما جعله يعتدل بجلسته هو الآخر

" لقد قضيت شهرين كاملين بداخل السجن إلي أن تمكن أصدقائي من الميتم من جمع المال اللازم لإخراجي بكفالة "

" لكن لماذا لم أعرف أي شيئ عن هذا؟ الجميع قال أنكِ هربتي و لذا تم إلغاء منحتك الدراسية"

تمتم بتساؤل فرفعت كاثرين كتفيها

" أعتقد أن هذه كانت الخطة منذ البداية، ربما خشيت سوهي أن تُسامحني لأنها مجرد سرقة لذا أقنعوك بأنني قمت بخيانتك كي لا يكون لنا أي مجال للعودة سوياً"

تنهد كلاهما لتخفض كاثرين عينيها نحو أحد كفيه و بتردد وضعت كفها فوقه بلطف هامسة

" حين خروجي اكتشفت أن منحتي الدراسية قد لُغيت، حتي المُعلم كيم انتقل من المدرسة...أعتقد أنه لم يكن راضياً عن المؤامرة التي حدثت ضدي "

" لا أقول أنكِ كاذبة و لكن... "

ييشينغ قاطعها بعدم فهم ليميل برأسه بتساؤل

"لماذا المدرسة بأكملها وافقت علي هذه المؤامرة؟ "

كاثرين تبادلت النظرات معه للحظات قبل أن تُجيبه

" والدتك، و والد سوهي كانا الرأس المُدبرة لهذه المؤامرة "

أعين ييشينغ اتسعت بخفة فقهقهت كاثرين بخفة

" هذا لم يكن أسوأ ما حدث لي...لقد ترددت علي المقهي الذي اعتدنا الدراسة به و حينها رأيتك مع سوهي وحدكما...بدوت بخير و غير مبالي لما حدث لي، و حينها لم أعرف هل أصفعك أمام الجميع كي أُطفيئ نيران قلبي أم فقط أغادر في صمت كي أحفظ كرامتي..."

"لم أكن أعرف كل هذا كاثرين، أنا حقاً لم أعرف أي من هذه الأمور "

احتضن وجنتيها و جذبها نحوه برفق ليحتضنها فأحاطت عنقه بذراعيها

" والدتك قالت أنك تعرف لذا لم أفكر في أنها كاذبة خاصة بعدما رأيتك مع سوهي...لكن يبدو أنهم كانوا لايزالون يرونني أُشكل تهديداً عليهم، لم أجد عملاً يقبل بي خاصة و أنني أمتلك تاريخاً بالسرقة..."

قهقهت بسخرية ليزم ييشينغ شفتيه بعبوس

" الأعمال الجُزئية كانت الشيئ الوحيد الذي يُمكنني إعالة نفسي من خلاله لكن والدتك و حتي والد سوهي طارداني بكل مكان، كلما تقدمت إلي عمل سيتم رفضي مباشرة أو طردي في اليوم التالي...لقد وصلت إلى أسوأ حالاتي، لم أجد ما أتناوله لأيام متواصلة، و المنزل الذي كنت أعيش به طُردت منه و لم أكن بحاجة إلى معرفة السبب... "

" ماذا عن أصدقاء الميتم؟ "

تمتم بتساؤل فهزت كاثرين رأسها

" مينهو كان قد تم تبنيه من عائلة غنية من قبل لكنهم تخلوا عنه، مينا كانت تدرس بمنحة هي الأخري و تم إلغاء منحتها، لكن مـ... "

التزمت الصمت للحظات لترتخي ملامح ييشينغ حين أدرك أنها سوف تتحدث عن ماريا

" ماريا؟ "

تسائل بتردد ليشعر بإرتجاف جسدها لكنها علي أية حال أجابته

" كانت لصة لذا لم يكن بإمكانهم فعل شيئ قد يؤثر عليها سوي الإبلاغ عنها لكن ماريا لطالما كانت ماكرة لا يجرؤ أحد علي العبث معها"

همهم بخفة موافقاً إياها فتنهدت كاثرين

" لم يكن أمامي أي حل آخر...حتي بخروجي من المدينة كنت لا أزال مرفوضة و لا عمل لي، بأعين الجميع كنت لصة لذا فكرت لماذا لا أكون لصة؟ ماريا رفضت ذلك بشدة و قالت أنها ستُساعدني بأموالها كي أستكمل دراستي لكن لم يكن هناك أي أمل لفعل ذلك و ماريا لم تكن تملك القدر الكافي من الأموال الذي سيُعيل شخصين "

" لو أننا تحدثنا سوياً بذلك الوقت ربما... "

تحدث ببعض الإنفعال فقاطعته بضيق

" لم يكن ليحدث ذلك أبداً، أنا لم أكن لأفكر بالتحدث معك مُجدداً و والدتك لم تكن لتتركني أقترب منك "

ييشينغ ضمها بقوة لتتشبث به هي الأخري

" أنا حقاً آسف، لكن أعدكِ بأنني سأُصلح الأمور "

" لا يمكن إصلاح شيئ ييشينغ، لن أعود كاثرين السابقة"

دفعته بخفة كي يبتعد عنها ثم أمسكت بيده

" أنت لم يكن لك دخلاً فيما حدث و أنا حقاً أُسامحك و لكن... "

ييشينغ قاطعها بسحب يده من خاصتها ثم التفت نحو الطاولة حيث ترك الكيس الذي أحضره سابقاً

" هذا من أجل استعادة كاثي خاصتي "

عقدت حاجبيها بخفة ليقلب ييشينغ ذاك الكيس يُفرغ ما بداخله

رفعت عينيها نحو ييشينغ الذي أمسك بقطعة القطن الدائرية ليضع عليها القليل من السائل الذي يُزيل مستحضرات التجميل و بإبتسامة رفع عينيه نحوها ليمسح إحدي عينيها بقطعة القطن يُمررها عليها برفق فأغلقت عينيها

" لم أحب أبداً هذه الألوان التي تضعينها علي وجهكِ"

همس بخفوت ليضع قُبلة علي عينها اليُمني ثم أخري علي اليُسري بعدما انتهي من مسح ما عليهما

" لطالما أحببت عينيكي البريئتين"

مسد بإبهامه أسفل إحدي عينيها ثم أخرج قطعة قطن أخري يضع عليها ذاك السائل قبل أن يُمررها علي شفتيها

بتركيز نظف وجهها بينما أعين كاثرين اللامعة تُراقبه حتي انتهي

"ااه انتظري"

صفّق بتذكر ليبتعد عنها ثم خلع ثيابه العلوية و ساعدها بإرتدائها قبل أن يبتسم بإتساع

" اشتقت إلي كاثي هذه"

نقر أنفها بسبابته فعبست شفتيها ليجذبها مُحتضناً إياها

"نحن معاً الآن، أليس كذلك؟"

"ييشينغ ارتدي شيئاً ما أولاً"

دفعته بخجل كي يبتعد عنها فعاد يحتضنها مُجدداً

" لا تشعري بالخجل نحن مازلنا لم..."

"إن كنت ستقول شيئاً منحرفاً فلا تقله "

نبست بتوبيخ فزم شفتيه بعبوس و ضمها بقوة لتُغلق عينيها بخجل

" إذاً هل يجب أن أفعل دون حديث؟! "

تسائل بمزاح لتُقهقه الأخري

" ييشينغ"

________________

" لا جون احظي ببعض الراحة و يُمكننا أن نلتقي بداية الأسبوع القادم ، لقد تبدل مكان الاستديو لذا سوف أرسل إليك العنوان حسناً؟"

همهمت ماريا لتُغلق هاتفها ثم ألقت نظرة بالأرجاء تتأكد أن سيهون لم يعد إلي المنزل بعد، و حين لم تجده هي عادت إلي غرفة العمل بكوب من القهوة

" أين أنتِ كاثرين؟ "

تمتمت بإستغراب تحاول الإتصال بالأخري لكنها وجدت هاتفها مُغلقاً مرة أخرى فتنهدت لتضع هاتفها جانباً قبل أن تنغمس بعملها

بينما بمكتب سيهون الذي يعمل بأعين حمراء... هيرين مُساعدته كانت تجلس مُقابلة له تُراجع بعض الملفات معه و بين الحين و الآخر تسترق النظر نحوه

هو بدا مُتعباً و من عينيه بدا كشخص لم ينم جيداً و هو كان كذلك

عقله الذي ظل يعمل طوال الليل بسبب قُبلة أدرك أنه لن يتوقف بمجرد محاولة النوم بل العمل هو ما سيُرهقه

سحب هاتفه يجذب بذلك انتباه هيرين نحوه لكنه لم يتلقي أي إجابة من صديقه مُجدداً فزفر بحنق و ألقي بهاتفه بعشوائية ليعود إلي العمل

"تبدو مُتعباً سيد أوه، إذا أردت يمكنك العودة إلى المنزل و أنا سأُنتهي من الملفات و أرسلها إليك لمُراجعتها"

سيهون حرك عينيه نحوها ينظر إليها بصمت أربكها ظناً منها أنها قالت شيئاً خاطئاً إلا أنه كان شارداً

عقله شارد بما حدث، هو ليس مُرتبكاً من ماريا أو يخشاها بل يخشي قلبه و تلك المشاعر التي تجتاحه كلما اقتربت منه

تقبله لما تفعله و ردود فعله نحوها لم تكن ضعفاً منه فهو ليس بالرجل الذي يخضع للمسات أي امرأة كانت و لكن...

ماريا منذ الوهلة الأولي كانت مُختلفة

لا تبكي من صراخه أو تخضع لأوامره...و ليست بالمرأة التي قد يكسرها بسهولة و من بضعة كلمات يُلقيها علي مسامعها

كانت قوية و تُشابهه إلا أنها كانت كالجليد علي عكسه سريع الإشتعال

و امرأة كهذه هي ما كان ينتظرها سيهون طوال حياته، مختلفة تماماً عن سورين لذا لن يشعر و كأنه يعيش وحده فهناك أحداث تملأ حياته

تنهد بعمق حين أدرك أن عقله شرد بها مُجدداً و بخفة هز رأسه إلي هيرين هامساً

" سأبقى هنا الليلة، يُمكنكِ المُغادرة"

"و لكن سيد..."

أشار إليها بالمُغادرة يُقاطعها فضمت شفتيها لتنحني إليه بإحترام قبل أن تبدأ بجمع أغراضها و غادرت مكتبه

أغلق سيهون الملفات التي أمامه ثم حرر عنقه من تلك الربطة التي تُحيط بها ليجذب هاتفه يتصل بييشينغ

و صديقه علي الجانب الآخر رمق هاتفه الذي يُضيئ بإسمه يُعلن عن إتصاله فتنهد ييشينغ و أغلق عينيه يتجاهل الإتصال

أغلق سيهون هاتفه يضعه جانباً ثم وقف من مكانه ليخلع ثيابه العلوية و تقدم يتمدد فوق الأريكة

لم تكن مُريحة خاصة مع حجمها الصغير مُقارنة بطوله إلا أنه لم يرغب بالعودة إلي المنزل حيث ماريا تنتظره

فقط ليحصل علي بعض الراحة العقلية كي يُفكر في خطوته القادمة

بينما علي الجانب الآخر...مددت ماريا جسدها لتنظر إلي الوقت بهاتفها قبل أن تخرج باحثة عن سيهون بأرجاء المنزل لكنها لم تجده فرفعت كتفيها بعدم إهتمام لتتوجه إلي غُرفة النوم

______________

بيكهيون كما الذُبابة كان يدور حول والدته يُطلق أصواتاً مكتومة متردداً من أن يطرح أي أسئلة بينما الأخري كانت تتجاهله تماماً بينما تحتضن ييدام بين ذراعيها و تُشاهد التلفاز بهدوء

" هل أحمل ييدام عنكِ؟"

انحني كي يحمل ييدام فتحركت هيونا بالصغير جانباً تتجنب النظر نحو بيكهيون

" لا، و لا تحمله مُجدداً فلا أريده أن يكون مثلك"

"هيا أمي.. ليس و كأنها المرة الأولي، هذه طبيعتي ماذا أفعل؟"

تذمر بعبوس فرفعت عينيها نحوه ترمقه بحدة

" نعم هذه طبيعتك لذا لم يكن يجب عليك أن تقطع وعوداً وهمية لتلك المسكينة التي كسرت قلبها...هيا بيكهيون غادر و افعل ما تفعله دائماً و أعدك لن أوبخك "

"هذا.. وعد؟ "

بيكهيون أمال برأسه يسأل بحذر فكتمت الأخري غيظها لتومئ إليه بحركة عنيفة قبل أن تشيح بنظراتها بعيداً عنه

" حسناً، إلى اللقاء "

لوّح إليها بسعادة و ركض تحت نظراتها المُتفاجئة منه إلي أن فغر فاهها

" إلهي... إنه عديم المشاعر "

ضمت شفتيها بحنق لتنظر إلي الصغير ييدام و قبّلت وجنته تتوعد بداخلها بأن تبذل جهدها كي لا يكون هذا الصغير شبيهاً لأي من ابنيها

"أعتقد أنني بحاجة إلى خطة أخري كي يعود هذا السافل الصغير إلي رُشده "

________________

" عُذراً سيدتي لا يُمكنكِ الـ..."

هيرين ابتلعت كلماتها حين أصبحت بداخل مكتب سيهون مع ماريا التي رفضت الإنتظار بالخارج

بينما سيهون الذي كان يتحدث مع أحد عملاؤه رفع عينيه ينظر نحوها للحظات ثم وجّه نظراته نحو هيرين التي ارتبكت

"سيدي أخبرتها أن لديك اجتماع.. "

سيهون همهم بتفهم و أشار إليها بالمُغادرة ففعلت ذلك بينما ماريا تحركت تجلس بعيداً عنهما علي الأريكة حيث قضي سيهون ليلته

"حسناً كما كنت أقول...في الوقت الحالي فريقي بأكمله مشغول لذا أي تصميمات جديدة قد تُشتتهم"

"و لكن ذكري زواجنا اقتربت و زوجتي لا يُعجبها سوي مجوهرات أوه"

ذاك الأربعيني تمتم بأسف ليُهمهم سيهون بتفهم

" لدينا قطعة أخيرة ليست معروضة للبيع و لا يوجد نسخة منها فهي صُممت للعرض فقط بإسم شركتنا و لكن لأنك عميل مميز لدينا سوف أعرضها عليك... أثق بأنها ستُعجب السيدة كانغ "

بلباقة تحدث ليعتدل عميله بإبتسامة مُتسعة

" أثق بهذا أيضاً...متي يُمكنني رؤيتها؟"

"اعذرني للحظة "

استأذن منه بإنحناءة بسيطة ليومئ إليه الآخر بينما قدميه الطويلتين قادتاه إلي الخارج حيث هيرين و من طرف عينيه استرق نظرة نحو ماريا التي تتكتف ببرود في حين عينيها تنظران في الأرجاء بعدم إهتمام

بعد دقائق معدودة عاد و معه عُلبة خاصة بالمجوهرات ذات لون رمادي لامع يبدو كالحرير ليُعطيها إلي العميل كى يتفحصها و أثناء انشغال الآخر تقدم هو من ماريا ليجلس علي مسند الأريكة مجاوراً لها فرفعت عينيها نحوه

"لماذا أتيتِ إلي هنا؟"

" لم تعد إلي المنزل البارحة كما أنك لم تبدو بخير صباحاً لذا أردت الإطمئنان عليك"

رفعت كتفيها ببساطة ليُهمهم بينما يومئ بخفة

"كان بإمكانكِ الإتصال بي"

همهمت لتضع كفها فوق صدره ثم ببطئ حركته إلي أن أمسكت بربطة عُنقه لتجذبه نحوها حتي أصبح وجهه قريباً للغاية من خاصتها و همست

" ربما أردت رؤيتك "

بوضوح حركت عينيها تسترق نظرة سريعة نحو شفتيه لتعض علي شفتها السُفلي بينما ترفع عينيها مُجدداً تلتقي مع خاصتيه، و سيهون اكتفي بتبادل النظرات معها بهدوء

" حسناً سيد أوه سوف..."

جفل حين سمع صوت عميله ثم استقام من مكانه يعود بخطواته ليجلس خلف مكتبه بينما عميله ينظر نحو ماريا بإهتمام

" إذاً...أعجبك الطقم ؟"

سيهون طرق علي طاولة المكتب يجذب انتباهه فالتفت الآخر ينظر إليه سريعاً و أومأ

" أعتقد أنه أفضل من التصميم الذي أردته...لن يتواجد منه أي نسخ أخري أليس كذلك؟"

" لا تقلق، إنها نسخة واحدة فقط"

أومأ السيد كانغ ليسحب سيهون سماعة الهاتف يطلب هيرين التي سرعان ما ركضت إلي مكتبه

"سيد أوه"

"السيد كانغ سيشتري طقم الشمس الساطعة لذا تولي الأمر "

رفعت حاجبيها بتفاجؤ تتبادل النظرات بينه و بين السيد كانغ الذي ابتسم إليها مما جعلها تومئ بتردد قبل أن تتزحزح بخطواتها جانباً تسمح للسيد كانغ بالخروج أولاً من ثم تقدمت من سيهون لتحمل عنه تلك العلبة الرمادية فاستوقفها الآخر

" احرصي علي أن يبقي السيد كانغ عميلاً لدينا"

أومأت إليه بإبتسامة واثقة و غادرت مكتبه فتقدمت منه ماريا لتجلس أمامه

" أنت ماهر في هذا المجال"

"أعلم"

تمتم بخفوت بينما يبحث عن شيئ ما بين ملفاته فقهقهت ماريا و وقفت من مكانها لتقترب منه إلي أن أصبحت بجانبه

" هل أنت مشغول أم أنك تتجاهلني عن قصد "

حرّكت مقعده بكفها كي يلتفت إليها و أمالت نحوه قليلاً ليرفع عينيه كي ينظر إليها و بهدوء أجابها

" كلاهما "

" و لماذا تتجاهلني؟"

سمحت لنفسها أن تجلس علي فخذيه و أحاطت عنقه بذراعيها كي تُصبح أقرب فزفر هو بعمق

" لأنكِ لا تضعين أي حدود بيننا و هذا غير مريح"

أحاط خصرها بذراعيه لتبتسم بخفة

" لكن لماذا أشعر بأن هذا يُعجبك؟"

" يُعجبني"

أجابها بتنهيدة عميقة قبل أن يُكمل

" لكنني لا أحب المُشاركة و تاريخك لا يسمح لي بأن أثق بكِ"

"تتحدث و كأنني كنت خائنة"

قهقهت ساخرة لتستقيم بجذعها قليلاً تجعل من شفتيها قريبتين من خاصتيه

" أعترف أن علاقاتي تنتهي بطريقة مأساوية لكن أعتقد أنه قدرك فلا إمرأة قد تتحملك سواي"

" تبدين متشوقة لأن أقبل بكِ "

رفع إحدي كفيه يمسح بظاهرها علي وجنتها طولياً و بحركة بطيئة فأغلقت عينيها بينما تُحرك رأسها بخفة مع حركة أنامله ما جعل من طرف شفتيه يرتفع بإبتسامة تكاد تُلاحظ

" ربما...أنا فقط أحاول تمهيد الطريق لك لعلك تعترف بما بداخلك "

أخفضت كفها قليلاً نحو صدره تُربت عليه ثم ابتعدت عنه لتدور حول المكتب حتي وقفت علي الجانب الآخر منه

" دعنا نتناول العشاء سوياً اليوم"

"لن أعود إلي المنزل اليوم أيضاً"

بلا مُبالاة رفع حاجبيه فقهقهت ماريا بخفة ثم أمالت نحو طاولة المكتب لتطرق بسبابتها فوقها

"لن تحضر إلي العمل بنفس البذلة لثلاثة أيام متتالية...صدقني هذا مُقزز"

غمزته بنهاية حديثها ثم لوّحت له بعدم اهتمام بينما تتوجه نحو الخارج فرفع سيهون يده ليمسح علي شعره بتنهيدة عميقة تلتها قهقهة قصيرة

To be continued.....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top