8
Start
"ألم تقل بأنك ستتوقف عن هذه الأمور بيكهيون، كيف تذهب إلى الملهي الآن؟"
هيونا تحركت خلف بيكهيون الذي يُبدل ثيابه كي يخرج إلي الملهي مع سيهون و أصدقائه، و بالرغم من أنه شرح لها الأمر عدة مرات إلا أنها مازالت تتذمر بهذا الشأن
" اصطحب هيبا معك، هكذا سأشعر بالراحة "
تكتفت تعترض طريقه إلي الباب فتنهد
" لقد عرضت عليها ذلك و هي رفضت قائلة أنها لا تحب هكذا أماكن و لن تشعر بالراحة، هلا تركتيني لأذهب الآن فهم ينتظرونني منذ ساعة تقريباً"
هيونا عبست لتتحرك جانباً تُفسح له المجال للمرور فخرج من هناك سريعاً قبل أن تُمسك به مُجدداً بينما هي توجهت إلي الحديقة حيث تجلس هيبا مع الصغير ييدام
" لماذا تركته يذهب إلي الملهي؟ كان يجب أن تذهبي معه كي تُراقبيه "
هيبا انتفضت بفزع من صوت الأخري الذي ظهر فجأة ثم تنفست براحة لتبتسم قائلة
"وجودي مع بيكهيون بالطبع سيجعله يلتزم لكنني لا أشعر بالراحة في التواجد بهكذا أماكن... و في الواقع أنا أثق بـبيكهيون لذا وجودي معه لا داعي له "
" أنتِ حمقاء بالكامل...أنا سأتعامل مع هذا الأمر"
استدارت هيونا لتدخل بخطوات واسعة فرفعت هيبا كتفيها بعدم فهم ثم التفتت تُعطي انتباهها للصغير
_____________
" أووه سوهي و ييشينغ وصلا "
سيهون تحدث بتفاجؤ مُصطنع ثم التفت برأسه إلي ماريا التي تتأبط ذراعه
" ييشينغ اعتاد علي اصطحاب سوهي إلي هنا ثم إعادتها إلي منزلها، هو يهتم لأمرها كثيراً"
ماريا رمقت سيهون بنظرة جانبية قبل أن تومئ برأسها قائلة ببرود
"و إن كان الأمر كذلك فلماذا أنت مُتفاجئ برؤيتهما الآن؟"
قهقهت ساخرة لتربت علي ذراعه قبل أن تبتعد عنه تسبقه بخطواتها فزفر هو بحنق و مسح علي شعره بإنزعاج قبل أن يلحق بها
" مرحباً"
ييشينغ رفع حاجبيه بتفاجؤ حين رؤيتها ليُلقي عليها التحية فابتسمت ماريا بوجهه و تقدمت تُصافحه
" أعتذر إذا أفسدت ليلتكم"
سيهون قلب عينيه علي نبرتها الهادئة و التي لا تبدو باردة أو خبيثة حتي بينما ييشينغ هز رأسه بالنفي
" بالطبع لا مُشكلة"
التفت بعدها ييشينغ نحو سوهي يُشير إليها
" هذه سوهي.. سوهي هذه تكون.."
"يون ماريا"
سوهي قاطعته لتمد كفها نحو الأخري تُصافحها فهمهم ييشينغ مُبتسماً
" إذا كانت سوهي تعرفكِ فهذا يعني أنكِ مشهورة"
سيهون نبس و هو يقترب ليجلس مُقابلاً إلي صديقه فابتسمت ماريا ببرود و تقدمت تجلس بجانبه
" شُهرتي لا تُقاس بهذه الطريقة "
وضعت قدماً فوق الأخري لتنظر من حولها بعدم اهتمام لتلك النظرات التي وجهها نحوها الأصدقاء الثلاثة
" لم اتأخر أليس كذلك؟ "
صوت بيكهيون المرح الذي ظهر فجأة لفت الأنظار نحوه لكنه تجاهل الجميع و اقترب يجلس بجانب ماريا
"أنتِ هنا؟ هذا مُفاجئ "
" أتمني أنها مُفاجأة رائعة"
تمتمت بهدوء فأمسك بيكهيون كفها يُقبّله بنُبل ما أدي إلي انعقاد حاجبي أخيه الأكبر
" رائعة بالطبع "
هز حاجبيه بإبتسامة لعوبة فاقترب منه سيهون الذي يجلس علي الجانب الآخر من ماريا و بحركة سريعة صفع جبينه ليبتعد عنها
" تحلي ببعض الأخلاق "
" أحدهم يشعر بالغيرة"
ييشينغ قهقه ساخراً ليلتفت نحوه سيهون بنظرة حاده كونه يعلم أن صديقه لا يمزح، هو يقصدها حقاً
و ربما لأنها كانت حقيقة هو انزعج من ذلك
" لماذا يغار؟ أ تتواعدان؟"
سوهي تسائلت بتفاجؤ فهز سيهون رأسه بالنفي بينما ماريا ابتسمت نحوها
" و إذا واعدته لن أُخبركِ كي لا تسرقيه مني"
سيهون قلب عينيه بملل بينما سوهي أمالت برأسها بعدم فهم و تسائلت بقهقهة متوترة
"ماذا تقصدين؟"
"عينيكِ تفضحانك"
ماريا أجابتها بهدوء لتميل بجذعها إلي الأمام تستند بمرفقيها علي فخذيها المُتعاقدتين
"تبدين كشخص يسعي للحصول علي ما ليس من حقه "
بإرتباك من نظراتها التي تبدو و كأنها تُجرّدها من قناع براءتها سوهي رفعت حاجبيها فقهقه بيكهيون بمزاح
" أشم رائحة حريق في الأرجاء"
"لنرقص"
سيهون جذب ماريا من معصمها يجرّها خلفه حيث ساحة الرقص فرمش بيكهيون بتفاجؤ كونه لم يستوعب ما حدث للتو سوي حين شعر ببرودة من جانبه حيث كانت تجلس ماريا
ييشينغ ابتسم خفية و حرك رأسه مع صديقه إلي أن ابتعد فوقف من مكانه يجلس حيث كانت تجلس ماريا يواجه ساحة الرقص بوجهه
" لماذا يرغب أخي بالرقص فجأة؟"
بيكهيون حك مؤخرة رأسه بغباء فرمقه ييشينغ بنظرة جانبية ثم قهقه بخفوت قبل أن يُعيد نظراته حيث ذاك الثنائي
حين وصل كلاهما إلي ساحة الرقص سيهون أدارها بحركة عنيفة يجعلها تواجهه و ما إن اندفع جسدها نحوه إلي أن كاد صدرها يرتطم بخاصته أمسك هو خصرها بكفه بخشونة لتبتسم ماريا بجانبية
"هل أنت غاضب أم أنك لا تعرف كيف ترقص سيد أوه؟"
قهقهت بخفوت فقابلها بنظراته الحادة ليجذبها نحوه أكثر يُلامس أنفها بخاصته فاتسعت أعين بيكهيون لينظر إلي ييشينغ بتفاجؤ و هذا جعل سوهي تلتفت لتري ما يحدث بالخلف
" ما الذي تحاولين فعله؟ لماذا أتيتِ معي منذ البداية؟ "
هسهس بتساؤل ليُحرك قدميه و كأنهما يتراقصان علي أنغام الموسيقي التي لم تكن هادئة البتة فرفعت ماريا كتفيها و أخفضتهما بحركة بسيطة
" أردت الخروج معك فكما تعرف..."
رفعت كفها تُمرر ظاهره علي طول وجنته و حتي عُنقه فعقد الآخر حاجبيه
"...أنا مُهتمة بك "
" و إزعاج سوهي أيضاً من ضمن اهتماماتكِ بي؟"
ابتسم بسخرية لتخف قبضته علي خصرها قليلاً
" ربما...لكن في الواقع هي لا تُشكل خطراً عليّ "
" و من أين تأتين بهذه الثقة؟"
رفع حاجبيه ساخراً فارتفعت تقف علي أطراف أناملها و بتحدٍ قابلت عينيه بنظرات واثقة جعلته يتوقف عن الحركة لتهمس
" لأنها ليست جريئة كفاية"
"أنت واثق أنهما لا يتواعدان؟"
سوهي تسائلت بإستغراب و التفتت تنظر إلي ييشينغ لكن الآخر كان يُعطي كامل انتباهه لما يدور بينهما
"جريئة كفاية لماذا؟"
تمتم بإرتباك يُخفيه خلف نبرته الباردة و بدون قصد منه استرق نظرة نحو شفتيها فارتفعتا بإبتسامة جانبية
بيكهيون صرخ بفزع و تشبث بكتف ييشينغ حين محت ماريا تلك المسافة بينها و بين شفتي سيهون بقبلة رطبة سريعة
" هذا لم يحدث"
بيكهيون تمتم بعدم تصديق و تجمد بمكانه ينظر إلي أخيه بتركيز
لكن سيهون لم يفعل شيئاً، هو فقط ظل بنفس وضعيته
" سأذهب إلي الحمام"
ماريا ربتت علي كتف سيهون و ابتسامتها الخبيثة تعلو شفتيها ثم ابتعدت عنه تاركة إياه يقف بمكانه ينظر بتشوش إلي البقعة حيث كانت تقف
و ييشينغ لم يستطع حينها أن يخفي ابتسامته...علي الأغلب شكوكه صحيحه فصديقه لا يضع خططاً بديلة أو مُفاجئة إن لم تكن القضية خطيرة
و تبدو ماريا كقضية خطيرة بالنسبة إلى سيهون
" لماذا يقترب؟ ابتعد ابتعد"
بيكهيون تمتم بذُعر حين تقدم منهم سيهون بحاجبين معقودين بشدة، و لوهلة اعتقد أن الآخر سيكسر زجاجات الكحول المتنوعة المتواجدة أمامهم إلا أنه سحب الواحدة تلو الأخري يحتسيها دفعة واحدة
ييشينغ ضم شفتيه بإبتسامة ليمسح أسفل أنفه بسبابته عدة مرات، بينما سوهي انسحبت بخجل من بينهم متوجهة إلي الحمام
اقتربت من أحواض الغسيل لتضع حقيبتها جانباً ثم بدأت بإخراج مستحضرات التجميل خاصتها
بينما ماريا تقدمت تقف بجانبها لتفتح الصنبور تغسل يديها بهدوء إلي أن سمعت سوهي تتحدث
" يبدو سيهون مُعجباً بكِ، هو لن يسمح لإمرأة بتقبيله دون..."
"لكنني لست مُعجبة به، أنا فقط أستغله للإنتقام منه"
بلا مُبالاة قاطعتها فعقدت سوهي حاجبيها بعدم فهم
"عُذراً، لم أفهـ..."
" هل أنتِ و ييشينغ سوياً؟"
ماريا قاطعتها ببرود فارتبكت الأخري و بخجل رفعت كفها لتُعيد خصلات شعرها خلف أذنها لتُمسك ماريا بكفها
"لا يوجد خاتم خطبة، و لا أعتقد أنكما زوجين"
"لا نحن لسنا كذلك لكن قريباً سوف..."
قهقهت بخجل فضحكت ماريا بسخرية تُقاطعها مُجدداً
" ما لم يحدث من قبل لن يحدث أبداً، أري بأعين ييشينغ إمرأة أخري"
استقامت ماريا بوقفتها و تقدمت منها لتتحرك أعين الأخري معها بلمعة احتلتها
" هل تُدعي.. كاثرين ؟"
أمالت برأسها بتساؤل لتتسع أعين سوهي
" سيهون سيندم علي كلماته الجارحة لكاثرين ، لكن أنتِ... "
دفعت كتف الأخري بسبابتها بعنف و هسهست
" سوف أحرص علي أن تُجربي شعور الظُلم لذا حينها تذكري كل ما فعلته بكاثرين"
تخطتها كي تخرج فأمسكت سوهي بمعصمها بتساؤل
"ما علاقتك بكاثرين؟"
ماريا التفتت تنظر إليها قبل أن تُجيبها ببرود
" والدتها "
و بعدها هي دفعت يدها بعيداً عنها لتخرج كي تنضم إلي البقية
سيهون رفع عينيه نحوها يرمقها بحدة فابتسمت بوجهه ببراءة ثم تقدمت لتجلس بجانبه قائلة بمزاح
"يبدو أنني من سأتولي القيادة في طريق عودتي فأحدهم ثمل"
ييشينغ قهقه و أومأ موافقاً إياها ثم التفت نحو بيكهيون فوجد جانبه فارغاً
"أين ذهب ذاك الصغير؟"
رفع حاجبيه بتفاجؤ باحثاً عنه إلي أن لمحه يجلس أمام البار مع إحدي النساء و يده فوق فخذها بينما بيده الأخري يحمل كأساً
" يا إلهي "
صفع جبينه بيأس من ذاك المُنحرف ثم تكتف ليعود بظهره إلي الخلف
" تتفقين كثيراً مع سيهون آنسة ماريا...هو لم يصطحب أحداً معه إلي هنا من قبل خاصة و إن كانت إمرأة"
ييشينغ تحدث بصوتٍ مسموع ليضغط سيهون أصابعه حول الكأس بينما ماريا رفعت قدمها تضعها فوق الأخري
" ربما أنا مُميزة"
همهم يوافقها ليلتفت ثلاثتهم نحو سوهي التي عادت بوجه عابس و شاحب فضغط سيهون علي كتفها بقلق
" أنتِ بخير؟ "
أومأت إليه بتردد لتسترق نظرة نحو ماريا التي ابتسمت إليها بخبث فأشاحت بنظراتها بعيداً عنها بسرعة
" إذا لم تكن بخير فسيكون أفضل لو يصطحبها ييشينغ إلي المنزل كي تنل قسطاً من الراحة"
ماريا تدخلت بإهتمام مُصطنع تتحدث فنفت سوهي سريعاً
"لا، ليس هناك داعٍ لذلك، سأكون بخير قريباً"
"ماذا هل تشعرين بالخجل من حبيبك الآن؟ أووه مهلاً لحظة..."
استدارت تنظر نحو ييشينغ و بإحراج مُزيف تسائلت
" أنتما حبيبين أليس كذلك؟ "
ييشينغ ابتسم بخفة و هز رأسه إلي الجانبين
" لا، لا يوجد بيننا أي ثنائي فنحن أصدقاء فقط... أفضل الأصدقاء "
بنهاية حديثه رفع عينيه نحو سيهون يؤكد ذلك فأشاح الآخر بنظراته بعيداً عنه بينما ماريا ابتسمت ابتسامة لم تفهم معناها سوي سوهي التي ابتلعت ريقها بتوتر
حين انتهت سهرتهم بيكهيون كان قد اختفي عن الأنظار بالفعل لكن سيهون لم يكن بمزاج يسمح له بالسخرية من أخيه الأصغر
و بينما ييشينغ غادر مع سوهي غير واعٍ للنظرات المُتبادلة بينها وبين ماريا، صديقه كان واعياً لذلك و أدرك أن شيئاً قد حدث بينهما بلا شك
دخل سيهون غرفة النوم أولاً يسبق ماريا بخطواته الغاضبة و هي خلفه تكتفي بإبتسامة جانبية بينما تُراقبه
هو كان غاضباً للغاية لكن... لم يكن يكبح غضبه فقط بل هو لم يمتلك القدرة الكافية لفعل ذلك
لم يعرف أيصرخ بها هي و يضربها مُتغاضياً عن كونها إمرأة، أم يضرب قلبه بسكين حاد لعله يتوقف عن الطرق ضد صدره بعنف
زفر بصوتٍ عالٍ ليُبدّل ثيابه بعدم اكتراث لتواجدها معه بنفس الغرفة بينما هي فعلت المثل مُتجاهلة إياه قبل أن يستلقي كلاهما علي السرير
و حينها و كأن فصلي الشتاء و الصيف التقيا سوياً
في حين كانت جهتها باردة، كانت جهته هو حارة و كأن شمس الصيف أعلي رأسه دون سحابة تحميه
______________
"هل تدخل؟"
سوهي انحنت قليلاً تنظر إلي ييشينغ من خلال النافذة بمجرد أن خرجت من السيارة فابتسم يهز رأسه إلي الجانبين
"الوقت قد تأخر بالفعل"
"أبي لا ينام باكراً لذا ربما هو..."
حاولت إيجاد حجة لإستدراجه إلي الداخل كي يقضي معها وقتاً أطول إلا أنه أدار مُحرك السيارة بينما يقول
" مرة أخرى فأنا مشغول الآن"
تحرك بالسيارة من أمام منزلها فعقدت حاجبيها بخفة و هي تُراقبه يبتعد إلي أن اختفي
"قال أن الوقت متأخر فبم هو مشغول الآن؟ "
تمتمت بعدم راحة ثم استدارت لتدخل المنزل بينما ييشينغ بعد دقائق طويلة أوقف سيارته أمام منزل كاثرين
تنهد لينظر إلي ساعته قبل أن يُعيد نظراته مُجدداً حيث منزلها يُراقبه بهدوء إلي أن رآها تسير من بعيد بوجه باهت
و حين رفعت يدها التي تحمل أكياس الطعام لتمسح بظاهرها علي وجهها بعشوائية هو أيقن أنها تبكي
لكن كفه التي امتدت لتفتح باب السيارة سيطر عليها سريعاً يمتنع عن الذهاب إليها
و بعد أن اطمأن بأنها دخلت انتظر لدقيقتين ثم غادر من هناك بعدما ألقي نظرة سريعة نحو تلك النافذة التي يظهر خيال كاثرين من خلفها
تنهدت كاثرين حين رأت سيارته تُغادر ثم رفعت عينيها الدامعتين نحو السماء بعبوس
___________
رؤيتها نائمة براحة كان يُزعجه، يجعل من دمائه تغلي بغضب
فلماذا هي تشعر بالراحة بينما هو لا؟
لماذا هي تخطت تلك القُبلة بينما هو يُعاني من الأرق بسببها؟
و لماذا يسترق النظرات نحو شفتيها إن كان سيتذكر تلك القُبلة بكل مرة يراها ثم سيبدأ قلبه بالخفقان كالأحمق
سيهون استقام بجذعه ينظر إلي الحائط المُقابل للسرير بإنزعاج يحاول بذلك تجاهل وجه ماريا النائمة لكن عينيه كانت المُشكلة
إنها لا تنفك عن الإنحراف نحو ماريا
"كيف تنامين براحة هكذا هااا؟"
صاح بإنفعال و هو ينظر نحوها لكن ما من شعرة اهتزت من الأخري
فماريا تمتلك نوماً ثقيلاً و نادراً ما توقظها الأصوات العالية
تكتف بإنزعاج لينظر نحو شفتيها ثم أمال كثيراً إلي أن شعر بأنفاسها المُنتظمة تُداعب وجهه بلطف
"لا تجرؤ قبلة علي إفساد نوم أوه سيهون، أنا لا أهتم"
هسهس و كأنه يُثبت لشفتيها بأن القُبلة لم تؤثر به لكن النظر إلي شفتيها لوقت طويل جعل العرق يتصبب علي جبينه فابتلع ريقه بصعوبة و هرول سريعاً إلي خارج الغُرفة
_________________
"يااا يااا، أنا لم أسرق شيئاً... أقسم أنني لم أفعل و لم أنوي فعل ذلك حتي "
كاثرين صرخت بفزع و هي تركض بينما رجال الشرطة خلفها
هي حتي لا تدري لماذا بدأوا بمُلاحقتها فجأة، كما أنهم لم يكونوا مألوفين و ييشينغ لم يكن بينهم لذا هذا كان مُرعباً
مشهداً من الماضي طاردها حينها، إنه يُشبه هذا كثيراً خاصة و أنها الآن مظلومة كما كانت كذلك من قبل
توقفت تلتقط أنفاسها حين حاصرها رجلي الشُرطة بزقاق مُغلق فمدت يدها إليهما
" أستسلم"
تمتمت بصوتٍ مُختنق فاقترب أحدهما يُقيد يديها قبل أن يخرجا من ذاك الزُقاق و هناك وقفت أمامهم سيارة سوداء رياضية لم تكن مألوفة إلي الأخري
انخفض زجاج السيارة من الجانب الذي يقفون به فانحني رجلي الشُرطة و تقدم أحدهما يفتح الباب بينما كاثرين ارتعبت مما يحدث و خاصة حين دفعها أحد الرجلين إلي داخل السيارة
"ماذا تفـ..."
التزمت الصمت و توقفت عن الحركة حين وجدت أن السائق هو ييشينغ
لكن الآخر لم ينظر إليها أو يلتفت نحوها و لم يسترق نظرة واحدة
ظل صامتاً طوال الطريق و علي عكس ما توقع فكاثرين كانت هادئة و لم تحاول أن تقاوم هي بكت بصمت فقط و هي تنظر إليه
ربما كانت مُمتنة له بأنه هو الفاعل و لم يتم إلقاء القبض عليها ظُلماً لذا هي بكت مُتأثرة بذلك
و ربما بكت لأنها اشتاقت إليه بتلك الأيام التي اختفي فيها من حياتها، لم يكن الأمر مُريحاً بالنسبة إليها كما توقعت، و ظهور ييشينغ كل ليلة أمام منزلها كي يطمئن من عودتها إلي المنزل سالمة كان يجعلها تشعر بالدفئ المؤقت
أو... ربما كلا السببين
ييشينغ قاد السيارة لوقت طويل...عدة ساعات قد مرت بينما هو يقود و لم يُفكر أي منهما بالحديث أو قطع هذا الصمت الذي ظن كلاهما أنه مُريح
و كاثرين التي أخذت جفونها تنخفض بنعاس استقامت سريعاً حين رؤيتها البحر قريباً منهم
ربما ربع ساعة أخري من القيادة هي ما تُمثله تلك المسافة بينهم و بين البحر
التفتت تنظر نحو ييشينغ بإبتسامة مُتسعة لكن حاجبيه المعقودين و تركيزه مع الطريق بعبوس جعلها تستعيد وعيها فهم ليسوا في نُزهة
"مهلاً أنت لن تقتلني لأنني قُلت عن والدتك..."
صرخت بفزع حين فكرت أنه سيُلقي بها بداخل البحر و ها هم بعيدين عن المدينة و لن يخطر علي عقل أحد أين قد تكون جُثتها
لكن ييشينغ التفت إليها للمرة الأولي منذ صعدت إلي السيارة، و نظرته لم تكن ودودة لذا هي ابتلعت كلماتها و زمت شفتيها تلتزم الصمت
علي مسافة قريبة من البحر أوقف السيارة لينزل أولاً بعدما فتح الأصفاد المُقيدة بها و تقدم يقف أمام الشاطئ واضعاً كفيه بجيوب بنطاله فعقدت كاثرين حاجبيها بإستغراب بينما تُراقبه بصمت
لكن ما إن شعرت بأنه أطال الوقوف هناك و شروده بالبحر، خرجت من السيارة لتسير نحوه بتردد بينما كفيها تحكهما ببعضهما بتوتر
أخفض ييشينغ عينيه حين رأي ظلها خلفه ثابتاً بينما يميل يميناً و يساراً بتوتر فتنهد و التفت ينظر إليها مما جعلها تستقيم بجذعها بفزع
" نحن بعيدين كثيراً عن الطريق، و عن المدينة لذا... إذا أردتي الهرب فليس أمامكِ سوي البحر"
أشار خلفه حيث البحر لتميل كاثرين و هي تنظر إلي البحر ثم ابتلعت ريقها لتُعيد نظراتها نحو ييشينغ
" أنا أحبكِ كاثرين"
خفق قلب الأخري بفزع لتعقد أناملها سوياً بقوة فأكمل ييشينغ بجدية
" لكن ما فعلتيه سابقاً حتي و إن سامحتك عليه فلن أُسامحكِ بشأن ما قُلتيه عن أمي"
رفع حاجبيه بتأكيد لترتجف أنفاس كاثرين بتوتر و بخوف ضمت شفتيها تحاول أن لا تتوتر أكثر فهي بدأت تشعر بأنها ستتقيأ
" علي الأقل اعتذري عن ذلك و سأنظر للأمر كـ.."
رفع كتفيه بضيق قبل أن يُكمل
" أنكِ كنتِ غاضبة لذا تفوهتي بالتُرهات "
" أنـ...أنت وقح"
تمتمت كاثرين بعبوس ثم رفعت كفها التي بدأت ترتجف و مسحت علي شعرها تُكمل بتوتر
" أنا لن أعتذر.. إلي أي شخص لذا...أعدني إلي منزلي "
تنفست بوتيرة سريعة لتُخفض كفها حيث صدرها تُربت عليه بتوتر
" أعدني إلي المنزل "
" ما خطبكِ كاثرين؟ "
عقد حاجبيه بقلق و تقدم منها ليحتضن وجنتيها بلطف فهزت رأسها إلي الجانبين بأعين تُنذر بالبُكاء
"أشعربـ..الإختناق "
" حسناً اهدئي...لن تعتذري إلي أي شخص فقط اهدئي"
احتضنها بين ذراعيه ليمسح علي شعرها من الخلف برقة مُبالغة بينما هي اتكأت بذقنها فوق كتفه تحاول التقاط أنفاسها و قد ذرفت دموعها بالفعل
_______________
تجولت ماريا بالمنزل تُهمهم بنغمة خافتة بعدما انتهت من حمامها المُنعش
تارة تدخل غرفة النوم لتبحث عن ثيابها التي ستذهب بها إلي لقائها التلفزيوني اليوم، و تارة أخري تذهب إلى غُرفة أعمالها تقوم بترتيب أغراضها التي ستأخذها معها إلي ذاك اللقاء
و حين انتهت هي خرجت إلي المطبخ كي تُعد لنفسها كوباً من القهوة... قهوة الصباح
لكنها فزعت حين رأت شخصاً يجلس بغرفة المعيشة و سرعان ما تنهدت براحة حين علمت بهويته لتميل برأسها قليلاً
"ظننتك ذهبت إلى العمل"
سيهون الذي كان يُشاهد التلفاز بأعين حمراء التفت ينظر إليها فابتسمت بوجهه بإتساع لكن الآخر كان كالزومبي لا يغضب أو ينفعل أو يصدر أي رد فعل
هذا طبيعي لشخص تناول الكثير من الكحول البارحة و بالرغم من ذلك عاني من الأرق طوال الليل
" تبدو بحالة مزرية، ألم تنم؟"
صنعت له هو الآخر كوباً من القهوة معها و تقدمت منه تناوله إياه ثم جلست مُقابلة له تنظر إليه بإستغراب بينما هو بهدوء جذب كوب القهوة يتناوله بصمت
" هل هناك ما يشغل تفكيرك؟"
ماريا طرحت سؤالاً عشوائياً لكن الآخر فزع بسبب ذاك السؤال و اعتدل بجلسته سريعاً بينما يهز رأسه إلي الجانبين
"العمل...إنه العمل فقط"
همهمت ماريا بتفهم ثم أدارت وجهها نحو التلفاز تُشاهده بعدم إهتمام بينما أعين سيهون كانت تُراقب وجهها، و كلما رفعت كوب القهوة ترتشف منه القليل ستنخفض عينيه حيث شفتيها و يبتلع ريقه بتوتر
" ما فعلته البارحة كان..."
صاح بإنفعال فجأة خاصة و أنه يري عدم الاهتمام من جانبها لما حدث لكن حين حركت عينيها نحوه هو ابتلع كلماته بتوتر
لن يُخبرها أنه مازال يُفكر بتلك القُبلة التي لا تهتم هي لها
علي الأقل ليحافظ علي كبريائه
"ماذا؟ ماذا فعلت؟"
قهقهت ماريا بعبث لترتشف من قهوتها قليلاً ثم مسحت علي شفتها السُفلي بلسانها ببطئ فأغلق الآخر عينيه و أشاح بنظراته جانباً
" سوهي...أقصد بدت منزعجة من شيئ ما بسببكِ"
حرك عينيه في الأرجاء بتوتر لم يشعر به من قبل فهمهمت ماريا بتفكير بعدما وضعت كوب قهوتها فوق الطاولة ثم وقفت من مكانها لتتقدم من سيهون حتي وقفت أمامه
و حين رفع عينيه نحوها انحنت هي قليلاً ليكون وجهها قريباً من خاصته مما جعله يشعر بإنكماش معدته
" ربما..."
همست بخفوت لترفع ذقنه بطرف سبابتها فارتجفت مُقلتيه بوضوح
"... شعرت بالغيرة من وجود امرأة أجمل منها بالأرجاء"
أمالت نحو أذنه تُطلق أنفاسها الدافئة هناك فانكمش سيهون علي نفسه بفزع يشعر بالدغدغة من تلك الحركة لتبتعد ماريا بعدها متوجهة إلي الداخل مع كوب قهوتها بينما هو صرخ بإنزعاج
" يااااا "
_________________
هيبا ضيّقت عينيها بشك و هي تنظر نحو بيكهيون الذي يقف أمامها بشعر مُبتل
هو لتوه عاد من الخارج و بمجرد أن عاد ركض إلي الأعلي كي يستحم مُتهرباً من الجميع
أخفضت عينيها تنظر إلي عنقه تري علامات هناك لطالما تواجدت بعنق بيكهيون لتسأل مُجدداً
" متأكد أنك لم تعد إلي عاداتك السيئة تلك؟"
أومأ بيكهيون بعنف لتتنهد هيبا براحة و ابتسمت
" إذاً لا بد أنك تناولت شيئاً سيئاً فهي ليست علامة واحدة، تبدو حساسية شديدة"
همهم بيكهيون بإبتسامة ليحك عنقه بينما هيبا توجهت نحو السلالم حيث كانت تقف مع بيكهيون أمام باب غُرفته
و الآخر لحق بها بصمت بينما يدّعي شعوره بالحكة بين الحين و الآخر
" هل حقاً قررت بأنك من ستُحضّر الغداء لليوم؟ "
والدته تحدثت بحماس و هي تقترب منه حاملة ييدام بين ذراعيها فأومأ إليها بيكهيون ثم التصق بهيبا من الجانب
" زوجتي ستُساعدني بالطبع"
"بيكهيون توقف"
تمتمت بإحراج و دفعته كي يبتعد عنها لكنه احتضن ذراعيها يلتصق بها أكثر بينما يضع ابتسامة واسعة علي شفتيه
" إن لم تبتعد فلن أُساعدك بشيئ"
عقدت حاجبيها بإنزعاج مُصطنع مُهددة إياه فرفع يديه بإستسلام ليلحق بها إلي المطبخ بينما هيونا ابتسمت براحة ثم سارت بالصغير نحو الحديقة
" أخرج شرائح الدجاج من الثلاجة أولاً"
هيبا تقدمت تجلس علي مقعد خلف طاولة تحضير الطعام و بجدية أشارت إلي بيكهيون نحو الثلاجة فهمهم إليها قبل أن يربط مئزره ثم تقدم من الثلاجة ليفتحها
" هذه الأفخاذ بيكهيون"
أوقفته حين كاد يضع الطبق الذي بيده فوق الطاولة فعقد حاجبيه
" إنها جزء من الدجاجة"
"لا يُمكنك صنع أقدام الدجاج الحارة بواسطة الأجنحة لذا نعم هي جزء من الدجاجة لكنها مختلفة عن المطلوب، لا يُمكنك تقطيعها إلي مُربعات صغيرة و كذلك الطعم يكون مختلفاً "
شرحت له بهدوء ليومئ بعبوس ثم عاد خطواته نحو الثلاجة باحثاً عن الشرائح التي تتحدث عنها و ابتسم بإتساع حين وجدها ليُخرجها فوق الطاولة
" بداية رائعة "
رفع إبهامه أمامها لترفع هيبا حاجبيها
" أنت أخرجت شرائح الدجاج فقط...هيا أخرج الخُضرة "
تكتفت تُشير بعينيها نحو الثلاجة مُجدداً فتذمر بيكهيون كونها لم تمدحه بينما يقترب من الثلاجة مرة أخرى لتضم هيبا شفتيها بقهقهة مكتومة
" ألن نصنع العجين أولاً؟ "
تسائل بينما يضع الخُضرة بحوض الغسيل فهمهمت هيبا بالنفي
" قم بتقطيع الخُضرة و شرائح الدجاج ثم ضعهم بمصفاة كي لا يكون بهم مياه حين وضعهم بالعجين"
" أوووه ذكية"
بيكهيون انتحب و اقترب منها يمسك بوجنتيها يُحركهما إلي الجانبين و كأنه يُداعب طفلاً لتُجعد هيبا ملامحها بألم
"بيكهيون توقف"
دفعت كفيه بعيداً عن وجهها فتركها لتُمسد وجنتيها بلطف بينما هو ربت علي رأسها
" أنا فقط فخور بزوجتي "
" أنا لست زوجتك أيها الأخرق"
ضربته علي رأسه بقبضتها فتأوه بألم و عاد نحو الحوض بعبوس طفولي ليبدأ بغسل الخُضرة بينما يسترق النظرات نحو هيبا من حين إلي آخر
"انتهيت"
صاح بحماس حين انتهي من تقطيع الخُضرة و شرائح الدجاج ليضعهم بمصفتين مُنفصلتين
" حسناً أحضر الدقيق، الملح، و كوبين من المياه الدافئة وضعهم هنا علي الطاولة"
تخصر بيكهيون بعبوس لتسأله بإستغراب
"ماذا؟ ألا تعرف مكان الدقيق؟"
وقفت من مكانها كي تُساعده بإيجاده فاقترب منها بيكهيون ليقف أمامها
" بعض المديح كي أتحمس أكثر"
قهقهت بخفوت لترفع كفها تُربت علي رأسه عدة مرات
" أحسنت عملاً "
أغلق عينيه و فتحهما كردٍ ثم نفخ وجنته يُشير عليها يُطالب بقُبلة فقلبت عينيها بخجل لتصفع وجنته بخفة تُبعده عنها
"اغرب عن وجهي"
__________________
ييشينغ تنهد و هو يُراقب الأمواج يتجاهل بذلك النظر نحو كاثرين التي تبكي بجانبه بصمت
هي فقط طلبت منه ذلك و هو يحاول أن لا يجعلها تنزعج كي لا يحدث معها ما حدث منذ دقائق
" حين دخلت مكتبك المرة الأولي..."
تمتمت بصوتٍ مُختنق ليتنهد ييشينغ براحة و حرك رأسه جانباً ينظر إليها لكنها كانت تخفض رأسها كثيراً حتي غطي شعرها علي وجهها
" كنت مشوشة...أردت مُـ... مُعانقتك لأنني كنت بحاجة إلى الأمان الذي فقدته منذ سنوات و لكن...أنتم...أنتم السبب في أن أفقده "
" من نحن كاثرين؟ ماذا حدث؟"
بنبرة حنونة استدار بجسده كي يواجه جانبها حيث كان كلاهما يجلس علي الشاطئ فوق الرمال
" سوف أسألكِ سؤالاً واحداً حسناً؟ "
نبس بلهفة ثم بلل شفتيه بتوتر حين لم يحصل علي إجابة منها ليطرح سؤاله
" كان هناك شاباً أنيقاً أتي إلي منزلكِ بالإجازة الصيفية حين كنت بالصين، حتي أنه تردد علي سكنكِ الجامعي في غيابي فمن يكون؟"
كاثرين لم تفهم عن ماذا يتحدث حتي فرفعت رأسها ببطئ تنظر إليه
" صدقيني...إن أخبرتني بأنكِ لم تقومي بخيانتي، و بأنكِ لم تتخلي عني فسوف أكذب ما رأيته و سمعته و أصدقكِ أنتِ "
عقدت حاجبيها بعدم فهم تنظر إليه بتشوش لتمسح علي عينيها الدامعتين كي تراه بوضوح لكن سرعان ما امتلأت بالدموع مرة أخري
" لا أفهم...عن ماذا تتحدث؟"
"هل يُمكنكِ إخباري بما حدث، أنا... "
تحرك بمكانه ببعض الإنفعال ليُكمل
" سأفقد عقلي كلما تذكرت لقائنا الأخير...كلانا كان بخير، قُلتِ أنكِ ستشتاقين إلي، ظننتكِ لم تبعثي لي أي رسائل لأنكِ مشغولة بأعمالك الجُزئية لكن..."
"مهلاً ماذا؟ "
قاطعته كاثرين بأعين مُتسعة لتمسح علي وجهها بعشوائية
" لقد أرسلت إليك العديد من الرسائل و أنت أجبت القليل منها...لقد قُلت أنك مشغول مع أقاربك لذا لا يُمكنك العودة"
حرك ييشينغ عينيه بتفكير ليهز رأسه إلي الجانبين
" لا...لم يصلني شيئاً،و والدتي كانت مريضة حينها لذا لم أتمكن من تركها بهذه الحالة حتي أنني أخبرت سيهون بأن... "
عقد حاجبيه ليصمت قليلاً ثم تنهد بينما الأخري تنظر إليه بعدم فهم
" حين عُدت من الصين ذهبت للبحث عنكِ بسكن الطالبات أولاً فالدراسة كانت قد بدأت بالفعل لكن الجميع كان يتفوه بالترهات عن...أنكِ هربتي مع رجل غني و.. "
" ماذا؟ "
قاطعته كاثرين بصدمة لينظر إليها ييشينغ بتشوش
" ذهبت بعدها للبحث عنكِ بمنزلكِ لكن لا أحد يعرف أين اختفيتي..."
" أنت...صدقت أنني.. فعلت ذلك "
تمتمت بصوتٍ مُختنق فهز ييشينغ رأسه لتقول الأخرى
" لقد أتيت للبحث عنك بالمقهى حيث اعتدنا علي الدراسة سوياً و حينها رأيتك... أنت كنت تجلس معها، كنت تضحك و كأنك لم تفعل شيئاً بي "
" أنا لم أُصدق شيئاً كاثرين "
أمسك كفيها بلهفة لتخفض عينيها تنظر إلي يديه المُتشبثتين بها بقوة
" لم أصدق أياً مما قالوه، حتي بعد أن اكتشفت أنه تم طردكِ من المدرسة كنت لا أزال واثقاً بأنكِ لن تقومي بخيانتي من أجل الأموال أبداً، لقد رأيت الكثير من الصور لكِ مع شاباً غريباً و يبدو غنياً لكن أيضاً لم أصدق... لقد بحثت عنكِ كثيراً إلي أن فقدت الأمل بإيجادكِ لذا أنا... "
" صدقت ما قالوه؟ "
قاطعته بتساؤل لترفع عينيها نحو خاصتيه فتبادل معها النظرات للحظات قبل أن يومئ
" أنا حقاً آسف كاثـ... "
" هل بحثت عني حقاً؟ "
بإبتسامة غريبة قاطعته مرة أخرى لينظر إليها ييشينغ بإستغراب قبل أن يومئ بتردد
" أنت فقط تركتني بعدما فقدت الأمل بإيجادي؟ "
تشبثت بكفيه لينظر ييشينغ إلي يديها ثم رفع عينيه مجدداً ليومئ
" ييشينغ..."
شهقت باكية و أخفضت رأسها لتتسع عينيه بذعر و ترك يدها ليحتضن وجنتيها يرفع رأسها نحوه كي تنظر إليه
" أنا لم أرى أي من تلك الرسائل كاثرين، صدقيني لم يصلني شيئاً و لم أكن لأصدق شيئاً سيئاً عنكِ لو أنني لم..."
قهقهاتها الخافتة التي امتزجت مع دموعها جعلته يلتزم الصمت
شعر بالحيرة و القلق بالوقت ذاته فلم يُدرك ما خطبها حينها، أهي تكرهه؟
أم أنها فقدت عقلها؟
لكن جسده الذي ارتد إلي الخلف حين استقامت علي رُكبتيها تحتضن عُنقه بقوة شلّ تفكيره ليُعيد كفيه إلي الخلف يستند بهما علي الرمال كي لا يقع
صوت شهقاتها العالية كذلك كان مُشتتاً لعقله
هو لم يفهم أياً مما حدث
لكن ييشينغ منذ أن ذكرت كاثرين أمر الرسائل و عقله بدأ يستوعب قليلاً
" ييشينغ أنت...بحثت عني"
من بين بكائها تحدثت بصوتٍ عالٍ مُتقطع فتنهد ييشينغ بعبوس و رفع أحد ذراعيه يُحيط به خصرها ثم دفن وجهه بكتفها
_______________
"كم من الوقت تبقي؟"
بيكهيون سأل و هو ينظر إلي ساعته بينما هيبا أمسكت بذقنه تُديره نحو الفُرن كي ينظر إلي المؤقت الخاص به ليبتسم ببلاهة
" كنت أختبركِ فقط"
قهقه بإحراج لتومئ هيبا ثم توجهت نحو طاولة الطعام لتقوم بتنظيف الفوضي التي افتعلها بيكهيون
" بيكهيون تعلّم أن لا تضع المصفاة فوق طاولة الطعام بدون طبق آخر أسفلها فهي ستُسرب المياه بجميع الأحوال"
نبهته بخفوت و هي تمسح تلك المياه التي تسربت من مصفاة الخُضرة فهمهم بيكهيون ثم مد يده بطبق الدقيق و وضع القليل علي الطاولة أمامه لتتسع أعين هيبا و نظرت إليه سريعاً
" ما الذي تفعله؟ "
" امسحي هذا "
أشار إليها نحو الدقيق علي الطاولة بلا مبالاة فقهقهت الأخري بعدم تصديق و اقتربت تمسح الدقيق
"أنت طفل مُتنمـ..."
شهقت بتفاجؤ حين انحني يُقبّل وجنتها لتنظر إليه بخجل
" مُكافأة لمُعلمتي"
"لحظة صغيري"
هيونا هتفت بلطافة للصغير ييدام الذي ينام فوق سريرها بينما تُبدّل حفاضته ثم التفتت تُمسك بهاتفها الذي يرن فأجابت الإتصال واضعة الهاتف بين كتفها و أذنها بينما تستكمل ما تفعله للصغير
"لا تضعها فوق الطاولة مباشرة فهي لاتزال ساخنة "
هيبا صاحت بفزع حين أوشك بيكهيون علي وضع الصينية التي أخرجها من الفرن تواً فوق طاولة الطبخ فتوقفت يدي بيكهيون لينظر إليها بتردد فاقتربت منه لتحمل الصينية بدلاً منه ثم وضعت قطعة قماش أسفلها فوق الطاولة
"يجب أن تضع قطعة قماش فوق الطاولة أولاً "
بيكهيون همهم بتفهم و ركض يُحضر أطباق الطعام
" بيون بيكهيون "
انتفض بفزع حين سمع صوت والدته التي تصرخ بإسمه فتبادل النظرات مع هيبا قبل أن ينظر كلاهما نحو الباب ينتظران دخول هيونا
" أين كنت البارحة؟ "
سألته بغضب لينظر بيكهيون إلي هيبا و بعدها أجابها بينما ينظر إليها مرة أخري
"بالملهي مع أخي و ييشينغ "
" ثم؟"
تخصرت تتسائل بنفاذ صبر ليرفع بيكهيون كتفيه كاذباً بينما أعين هيبا بتلقائية تحركت نحو عُنقه حيث تلك العلامات و ابتلعت ريقها بتوتر
" بيكهيون؟"
والدته هسهست فعقد حاجبيه بإنزعاج و تكتف
"ذهبت إلى منزل صديق لي و..."
"هذا هو صديقك؟ "
والدته رفعت هاتفها أمامه تُظهر صورته مع إحدي النساء و هما يتبادلان القُبلات أمام منزل ما
"هل تُراقبينني؟"
ضيّق عينيه بشك بينما أعين هيبا كانت مُعلّقة بتلك الصورة
و بينما بيكهيون و والدته كانا مشغولين بالحديث سوياً هي كانت تبكي بصمت أمام تلك الصورة التي كسرت قلبها أكثر من أي مشهد حي رأته من قبل
لقد وثقت به
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top