7
Start
ماريا قهقهت بخفوت حين رؤيتها كاثرين تتحدث مع نفسها في طريقها إلي الخارج
من يراها قد يعتقد بأنها مرت بحادث مأسوي من قبل لكن الحقيقة هي أنها لم تفعل
ما بالأمر هو أنها تتوتر سريعاً
منذ أن كان أربعتهم بالميتم سوياً.. هي ،ماريا، مينا و مينهو و كانت مينا ذات صحة جيدة لذا ليست بالشخص الضعيف الذي قد تقلق عليه ماريا علي عكس كاثرين التي ستقلق حتي بعد رؤيتها مينا بخير فهذه طبيعتها
حين وجدت أن المسافة بينها و بين كاثرين تتسع رفعت يدها و كادت تُنادي الأخري لولا أن صوت رجولي صاخب غطي علي صوتها ليركض من جانبها نحو تلك الطبيبة المقصودة
إسمها لم يكن غريباً بالنسبة إلي ماريا، و ما إن رأت صديقتها تتجمد بمكانها و تنظر إلي تلك الطبيبة توقفت عن الحركة هي الأخري تنظر إليهما من بعيد و بحاجبين معقودين
سوهي تنفست بعمق لترسم ابتسامة رقيقة علي شفتيها ثم تقدمت من كاثرين بخطوات واثقة فتراجعت الأخري خطوتين بتلقائية
" مر وقت طويل كاثرين"
مدت يدها نحو المقصودة تُصافحها فاسترقت كاثرين نظرة نحو يدها قبل أن تعقد كفيها خلف ظهرها بتوتر رافضة مُصافحتها بينما عينيها تسترقان النظر نحو معطف الأخري ذو اللون الأبيض
" ماذا هل مازلتي غاضبة بعد هذه السنوات؟"
قهقهت تضم قبضتها أمام شفتيها فتحركت كاثرين جانباً تحاول بذلك تجنبها لولا يد سوهي التي أمسكت بخاصتها
" لماذا عُدتي إلي هنا؟هل تزوجتي؟ "
كاثرين جذبت يدها بخشونة من يد الأخري لتعقد حاجبيها
"لا دخل لكِ بحياتي.."
قهقهت كاثرين بسخرية و قلبت عينيها
" أووه أعتذر... أقصد حياتي التي دمرتموها جميعكم"
"ما كان يجب أن تنظري إلي الأعلي"
رفعت كتفيها بعدم اهتمام لتومئ كاثرين بإبتسامة مُزيفة
"أنتِ مُحقة...كان يجب أن أدرك منذ البداية أنه بالرغم من كونكم بالأعلي إلا أنكم أقذر مِن مَن تدعوهم بحثالات المُجتمع"
تخطتها كاثرين و سارت بخطوات واسعة مُبتعدة عنها فراقبتها سوهي من الخلف بحاجبين معقودين
كاثرين تلفتت حول نفسها باحثة عن الحمامات إلي أن وجدتها لتدخل سريعاً و حين رفعت الغطاء تُفرغ ما بمعدتها هناك، وجدت يداً تمسح علي ظهرها بلطف و همسات هادئة
" لا تقلقي، مينا ستكون بخير"
ماريا تمتمت بخفوت تدّعي عدم سماعها لما حدث منذ قليل فشهقت كاثرين باكية لتستند بكفها علي الحائط بضعف
______________
أمام البار الخاص بالمشروبات وقفت الصديقتين مُتقابلتين، و بين الحين و الآخر ماريا تمسح علي وجنتي كاثرين بلطف كي تمحي آثار دموعها و بكائها الصامت
"طلبكما"
وضعت العاملة ثلاثة أكواب من القهوة أمامهما في صندوق مُربع الشكل فحملته ماريا لتُمسك بكف كاثرين بيدها الحُرّة تجذبها خلفها إلي الأعلي حيث غرفة العمليات التي تمكث بها صديقتهما
بصمت جلستا بجانب مينهو ينتظرون موعد الولادة لكن عقولهم لم تكن صامته
أحدهم يُفكر في طفله و زوجته
أخري تستعيد ذكريات الماضي
و الأخيرة تُفكر في صديقتها الجالسة بجانبها
لكن كل هذا تغير بعد بضعة ساعات حين وقف ثلاثتهم أمام غُرفة العمليات يسمعون صراخ مينا من الداخل
مينهو كان يرتجف بذعر و كاثرين تُمسك بيده و هي تبكي بخوف بينما ماريا كانت توثّق اللحظة بتصويرهما كي تري مينا ما حل بهذين أثناء وجودها بالداخل
ذاك اليوم كان أشبه بأحد أيامهم السابقة
مينهو الذي يقف بجانب سرير زوجته يُمسك بيدها، كاثرين التي بدت بسيطة بثيابها و وجهها اللطيف الخالي من أي مستحضرات تجميل
كما ماريا التي تخلت عن ثيابها الراقية و تقف معهم بثياب منزلية البسيطة
و تلك الضحكات و الأحاديث العشوائية المُتبادلة بينهم انتهت بنوم مينهو علي المقعد المجاور لسرير زوجته
بينما ماريا و كاثرين علي الأريكة بالخلف تحتضنان بعضهما و نائمتين بوضعية غير مريحة البتة
______________
هز سيهون قدميه بغضب مكتوم و هو يسترق النظرات نحو ساعته من حين إلي آخر
هو علي وضعيته تلك منذ أكثر من أربعة عشر ساعة ، ربما كان قلقاً من داخله لكنه لن يعترف بذلك بسهولة
انتفض من مكانه و تقدم من باب المنزل حين فُتح فجأة ليقف أمام ماريا التي وصلت لتوها
"أين كُنتِ إلي الآن؟"
جذبها من مرفقها بقوة كي تقف أمامه فتمتمت ماريا بخفوت
" لا دخل لك"
"لا دخل لي؟"
قهقه بعدم تصديق ساخراً من ردها ثم ضغط بأنامله أكثر علي ذراعها
" هذا منزلي و يجب أن..."
" هذا منزلنا و أنت ضيف مؤقت لي لذا لا حق لك بمعرفة أين أذهب و متي و من يزورني"
ربتت علي صدره بإبتسامة مُزيفة ثم استدارت كي تتجه إلي الغُرفة لولا يد سيهون التي لم تتركها بعد
هو لم يستطع الصراخ بوجهها أكثر من ذلك كي لا يكشف نفسه بأنه يعرف حقيقتها
لكن و لأنه لم يكن بالشخص الذي يُسيطر علي غضبه بسهولة فما كان أمامه أي شيء آخر قد يُفرغ عليه غضبه سوي قبضته التي تكاد تكسر عظام مرفقها
" ذراعي سيد أوه"
تنهدت دون أن تلتفت إليه ليجذبها مُجدداً كي تقف أمامه ثم سحب نفساً عميقاً كي يسترخي قبل أن يسألها بجدية و نبرة أكثر هدوءاً عن السابق
"أين كنتِ؟"
" بالمشفى، صديقتي كانت تلد لذا كان يجب أن أذهب إليها سريعاً"
أجابته بهدوء فارتخت قبضته حول مرفقها
" و لماذا لم تُجيبي منذ البداية دون مماطلة؟"
"هل قلقت عليّ؟"
ابتسمت تتسائل بهدوء فانعقد حاجبيه مرة أخري
"هراء، بالطبع لن أفعل"
"إذا كنت غير صريح مع نفسك فلماذا تريد مني أن أُجيبك بما لا تملك حقاً لمعرفته؟ "
أمالت برأسها بقهقهة خافته ثم رفعت كفها نحو وجنته لتمسح بسبابتها أسفل عينيه
" عينيك مُرهقتين، ألم تنم؟"
"هذا بسبب النوم، لقد نمت كثيراً و براحة"
جذبها نحوه أثناء حديثه الكاذب يجعل من صدرها يصطدم بخاصته ثم رفع كفه الحُرّة ليمسح أسفل عينيها يُقلّد فعلتها ثم همس
"أتشعرين بالنعاس ؟"
" أتريد أن تنام؟"
سألته بنفس نبرته لتتوقف عن تحريك أناملها أسفل عينيه و احتضنت وجنته فهمهم بخفوت
" سمعت أن النوم لساعات طويلة يجعلك ترغب بالنوم أكثر"
قهقهت ماريا علي تبريره ثم أومأت لتبتعد عنه قليلاً و هي تنظر إلي كفه الممسكة بها
أبعدت يده برفق عن مرفقها لتُشابك أناملهما سوياً ثم جذبته معها نحو الداخل حيث غُرفة النوم
" لا يبدو وجهكِ بخير، أهذا من تأثير النعاس؟ "
تحدث بلا مُبالاة مُصطنعة و هو يسحب الغطاء عن السرير ليتمدد هناك فهمهمت ماريا كاذبة و وقفت قليلاً تنظر إلي الغطاء قبل أن تصعد إلي السرير بجانب سيهون
لكن هي حقاً لم تبدو بخير... عقل ماريا كان مشغولاً بكاثرين و تلك المدعوة سوهي
" هل عادت صديقتك إلي المنزل أم مازالت بالمشفى؟ "
تحرك ينام علي جانبه ينظر إليها بأعين ناعسة فتحركت هي الأخري تُقابله بوجهها
" عادت إلي منزلها"
أجابت بنبرة خافتة لتُغلق عينيها حين تحركت كفه نحوها تمسح علي خصلات شعرها بلطف ثم ابتسمت
الآخر يبدو بأنه بحاجة إلي النوم لذا يتصرف بحميمية هكذا
و هي كانت مدركة أنه لم ينم بسبب قلقه ربما
فعينيه واضحتين كما السرير الذي لم تمسسه يد منذ البارحة.. فقط كما تركته هي
_______________
"مرحباً سيد شياو فنغ"
كاثرين نبست بإبتسامة مُتسعة تنحني إليه بإحترام مُزيف فرمقها الآخر بسخرية
" لا تقلقي كاثرين، ليس و كأن عملك بالملهي له أهمية"
أشار إليها بالإقتراب فاقتربت سريعاً تجلس أمامه
" أقسم كنت مريضة لذا لم أتمكن من الذهاب البارحة"
"كاثرين... "
قاطعها يرفع كفه بوجهها فابتلعت كلماتها و هي تنظر إلي يده
"أنتِ فاشلة بالرقص لذا انسي الأمر "
" لكن أنا أريد أموال شياو فنغ"
انتحبت بعبوس و أمسكت بيد الآخر الذي يجلس علي الأريكة المجاورة لها تهزها بتغنج ليبتسم شياو فنغ
" أنتِ محظوظة لأنه بسبب رقصة القرود خاصتكِ هناك شخص ما أبدي اهتمامه بكِ و ستعملين معه"
كاثرين تغاضت عن سخريته منها و بحماس صفّقت
" حقاً؟ ماذا سأعمل"
أعينها جحظت بإبتسامة واسعة فاقترب منها شياو فنغ قائلاً
" رجل أعمال معروف..."
ابتسامة كاثرين بدأت تتلاشى تدريجياً حين سماعها لهذا الجزء من حديثه لتتسع ابتسامة الآخر غير مبالٍ لذلك
" شريكه بالعمل سيعود من ألمانيا منتصف الشهر القادم لذا هو سيأتي معه إلي الملهي للإحتفال بعودته، كل ما عليكِ فعله هو استدراجه إلي إحدي الغُرف و لا تقلقي..."
"أنا لن أشاركك بهذا العمل"
قاطعته بجدية فضحك الآخر بسخرية
" الجميع يرفض بالبداية لكن لاحقاً أحصل علي الموافقة فلا تُضيعي وقتي و وقتكِ بالمُماطلة "
" لا أمزح و لا أُماطل...أنا لصة لكنني لست بعاهرة أو قاتلة "
تكتفت بعبوس ليرفع شياو فنغ كتفيه بعدم إهتمام
" ليلة واحدة لن تجعل منكِ عاهرة أو قاتلة بل..."
"ليلة واحدة ستجعلني عاهرة لأنني تنازلت عن جسدي مقابل المال، و سأصبح قاتلة حين أقوم بتلك العملية التي تجعلني أحمل روحاً سأقتلها لاحقاً أيضاً من أجل الأموال"
قاطعته بإنفعال ليزم شفتيه بملل
" و لا تنسي أنني تحت المُراقبة... "
تمتمت بتردد محاولة عدم تخيل وجه ييشينغ الذي يُلاحقها بكل مكان إلا أنها فشلت بذلك
" سيهون ألقي القبض عليك من قبل بنفس القضية فهل ترغب بالعودة إلي السجن مرة أخرى؟! "
" إذاً السبب ليس لأنكِ لا تُريدين التخلي عن مبادئك و إنما ذاك الشُرطي هو ما يجعلك ترفضين"
ابتسم بجانبية لينعقد حاجبي كاثرين
"هذا ليس..."
"لا أهتم، سأمنحكِ فترة مؤقته كي تُفكري فنحن بحاجة إلي القيام ببعض الفحوصات أولاً قبل بدء العمل...لكن فكري جيداً كاثرين فرفض عرض كهذا لن يُغير حقيقتك أو صورتك أمام ذاك الشُرطي "
ربت علي يدها ليقف من مكانه و تقدم من رُكن المشروبات الكحولية بزاوية مكتبه مُتسائلاً
" نشرب نخباً؟ "
زفرت كاثرين بعمق و وقفت من مكانها كي تُغادر فاستوقفها بجدية قائلاً
" حديثنا هذا إذا عرفت ماريا بأمره فلن تكوني تحت إشرافي بعدها، و حينها إذا لمحتك تجوبين حول منطقتي فسيكون لي الحق بقتلكِ و لن يهتم لكِ أحداً فبالنهاية أنتِ لا تملكين عائلة"
ابتسم بسخرية نهاية حديثه فأخفضت كاثرين عينيها نحو الكأس الذي سحبه شياو فنغ ليقوم بسكب المشروب بداخله ثم همهمت بإبتسامة مُنكسرة قبل أن تُغادر مكتبه
________________
هيبا استرقت نظرة من خلف كتفها نحو بيكهيون الذي يجلس علي الكُرسي أمام طاولة تحضير الطعام و بمرفقيه يستند عليها بينما يحتضن وجنتيه بكفيه
و كلما نظرت نحوه سيبدأ بالرمش بوتيرة سريعة و هو يفرد أنامله حول وجنتيه و كأنه وردة تتفتح
تنهدت بعمق تُربت علي صدرها برفق فاتسعت إبتسامة بيكهيون الذي لاحظ ذلك و وقف من مكانه ليقترب منها إلي أن أصبح خلفها
" قلبكِ يخفق؟"
همس بخبث فصرخت بفزع و انتفضت مُبتعدة عنه تنظر إليه بتفاجؤ
" ما.. ماذا تفعل؟"
صاحت به ببعض الإنفعال لتضع يدها علي صدرها بينما تلتقط أنفاسها فأمال بيكهيون برأسه مُتكتفاً
" لماذا تأثيري قوي إلي هذا الحد؟ بهذا المُعدل ستموتين قبل أن تقعي بحبي "
" هل أنت أحمق؟"
عقدت حاجبيها بإنزعاج ليرفع بيكهيون حاجبيه بتفاجؤ
" هل انزعجتي؟ كنت أمزح...آسف"
حك مؤخرة رأسه بإحراج لتزفر هيبا بحنق
"بيكهيون أنت تسعي لإيقاعي بحُبك لكنك لا تُحبني لذا بهذه الطريقة أنت لم تُغير شيئاً، مازلت سأخرج من قصة حب من طرف واحد لأدخل إلي أخري مشابهة لها"
تنهدت نهاية حديثها و اقتربت تجلس علي المقعد خلف الطاولة فابتلع بيكهيون ريقه ثم تقدم ليجلس مجاوراً لها
" سوف...أعني سأحاول الوقوع بحبكِ أيضاً "
" الأمر ليس بهذه السهولة بيكهيون، أنا مختلفة عن جميع النساء اللاتي قابلتهن من قبل "
قاطعته بهدوء فأومأ بتفهم ثم اقترب منها بجذعه ليُمسك يديها بإبتسامة
" أعرف هذا...لذلك أحاول التعرف عليكِ"
ضمت شفتيها بخط مُستقيم ليضغط علي كفها بإبتسامة مُتسعة مما جعلها تبتسم هي الأخري إلي أن قاطع نظراتهما الدخان الذي بدأ يتصاعد خلف بيكهيون
اتسعت أعين هيبا حين رأت الطعام يحترق فدفعت بيكهيون بسرعة حتي كاد يقع بمقعده لولا أنه توازن سريعاً
" هذا بسببك بيكهيون، أخبرتك أن تتركني وشأني"
صاحت به بعبوس دون أن تلتفت نحوه مشغولة بالنفخ علي ذاك الدخان تحاول ابعاده عن وجبتها لعلها تُنقذ القليل منها لكنه كان دون داعٍ
" يااا، أنا لم..."
استدارت نحوه سريعاً تُقاطع تذمره بينما تُشير نحو باب المطبخ
" اخرج من هنا "
" لكن..."
هزت رأسها إلي الجانبين و اقتربت منه لتدفعه كي يخرج
" أنت تشوشني لذا اخرج من هنا...هيا اذهب لرؤية ييدام"
"مهلاً"
رفع يده في الهواء بإعتراض ليُمسك بإطار باب المطبخ رافضاً الخروج فزفرت هيبا و ابتعدت عنه قليلاً
"قُلتِ للتو أنني أشوشكِ "
التفت يستند بأحد مرفقيه علي إطار الباب بإبتسامة جانبية لتعقد هيبا حاجبيها بإيماءة مُترددة
" هذا يعني أنني بدأت أنجح في مُهمتي، أليس كذلك؟"
رمقته بفراغ للحظات قبل أن تضحك بخفة ثم صفعت جبينه ليرتد وجهه إلي الخلف قليلاً
"اخرج من هنا أيها الأحمق "
دفعت صدره نهاية حديثها لتُغلق الباب بوجهه فابتسم بيكهيون ببلاهة و ركض نحو نافذة المطبخ المفتوحة يُشير إليها بثقة
" نجحت أليس كذلك؟ "
" اغرب عن وجهي"
تمتمت بإنزعاج مُصطنع و تقدمت تُغلق النافذة فوضع يده حاجزاً أمامها كي لا تفعل ذلك
" ربما تختنقين هكذا.."
استقام بجذعه ليمسح علي شعره بإستفزاز يُكمل
"و أنا أقلق علي زوجتي المُستقبلية"
" يا إلهي، أنت لا تُصدَق"
_______________
ييشينغ سار بهدوء خلف كاثرين التي انتهت من عملها للتو
بدت شاردة و غير واعية لما حولها فعقلها مازال يُفكر فيما قاله شياو فنغ اليوم
هي لن توافق علي الإشتراك بأعماله المشبوهة تلك و هذا قرار محسوم فهي و ماريا ضد ما يفعله منذ البداية و موقفهما كان واضحاً تجاه الأمر
كما أنها تعرف بأن شياو فنغ لن يقتلها فهو جبان علي أن يرتكب جريمة و إلا لكان لجأ إلي قتل سيهون انتقاماً لنفسه بدلاً من طلب المساعدة من ماريا
لكن بالوقت ذاته هي لم تكن تعرف ماذا ستفعل فلا فرصة لديها بأي عمل آخر
لا تملك شهادة و لا العمل بدوام جزئي سيُغطي تكاليف معيشتها
هذا إلي جانب أن ماريا لن تتركها تعيش بهذه الطريقة وهي لا تُريد أن تكون عبئاً علي صديقتها
و ييشينغ...هل ستُثبت له ما قيل عنها بواسطة صديقه لسنوات؟ هي لن تفعل ذلك فقط كي لا يشعر أوه سيهون بالإنتصار
تنهدت بضيق و توقفت خطواتها أمام المطعم الشعبي حيث تُحضر طعامها كل ليلة، و ييشينغ بصمت انتظرها بالخارج حتي انتهت و خرجت من هناك لتسير نحو منزلها بنفس الهدوء الذي يُحيط بكليهما
فتحت باب منزلها لتقف أمامه لحظات بتردد قبل أن تدخل تاركة إياه مفتوحاً خلفها فاتخذها ييشينغ كدعوة للدخول
جلس أمام بار المطبخ يُراقبها بصمت، و حين أفرغت عُلب الطعام بطبقين لاحظ أنها بالفعل قد أحضرت ما يكفي لشخصين
و علي مقعد يُقابله هي جلست هناك بعدما وضعت طبقاً أمامه و آخر أمامها لتتناول الطعام بهدوء تام لا تنظر نحوه و كأنه غير موجود
" أنتِ بخير؟"
سألها بجدية يُلاحظ الحُزن بملامح وجهها الشاردة فتوقفت للحظات عن تقليب ما بطبقها ثم همهمت قبل أن تضع كمية كبيرة بداخل فمها دفعة واحدة
ييشينغ عقد حاجبيه بإستغراب ليترك ملعقته و احتضن وجنتيها بلطف بينما رأسه أمالت قليلاً كي ينظر إلي وجهها
" ما بكِ كاثي؟"
حرك إبهاميه علي وجنتيها بحركة رقيقة فزمت شفتيها بعبوس ثم همست بصوتٍ مُختنق
"لماذا عُدت؟"
همهم بعدم فهم لتبتلع كاثرين غُصتها و بإنفعال صرخت بوجهه و هي ترفع نظراتها نحوه
" لم دخلت حياتي مُجدداً و لماذا عُدتم جميعاً بعد هذه السنوات؟ هل ترغبون بإفساد حياتي من جديد؟"
"كاثي أنا..."
قاطعته تدفع يديه بعنف عن وجهها ثم استقامت تقف أمامه بينما تستكمل صراخها
" لا تقل كاثي و لا تتحدث معي و كأننا حبيبين لأننا لم نعد كذلك...لقد أفسدتم حياتي من قبل و بالكاد أحاول تخطي الأمر فلماذا تأتون من جديد لتفتحوا جراحاً قديمة؟ "
" جراحاً قديمة؟ أنا من يجب أن يصرخ هنا و ليس أنتِ، أنا من تعرضت للغدر فلماذا تلومينني الآن؟"
قاطعها بإنفعال ليقف هو الآخر مُقابلاً لها
" أنا لم أبحث عنكِ و لم أرغب أبداً بأن أبحث عنكِ بعدما تخليتي عني لكن ظهوركِ أمامي فجأة و بعد مرور كل هذا الوقت تأكدت أنني مستعد لمُسامحتك علي كل شيئ فقط كي نكون سوياً "
" سوياً؟ مُجتمعك الغبي لم يتقبّلني لأنني يتيمة و تجاهل حقيقة أنني أجتهد لأكون أفضل، فهل سيقبلني الآن بعدما أصبحت لصة؟! "
مسحت دموعها بخشونة ليعقد ييشينغ حاجبيه و بنفس نبرته العالية هو تحدث
" و لماذا أصبحتي لصة كاثرين؟ كان بإمكانك طلب ما تُريدين مني لا أن تكوني كذلك "
أعينها الباكية اتسعت تنظر إليه بعدم تصديق، و وتيرة تنفسها أصبحت أسرع بينما صدرها يعلو و يهبط بصورة ملحوظة
" أطلب ما أريد؟"
تمتمت بخفوت ليزفر ييشينغ بحدة و قبل أن يتحدث مُجدداً هي أطاحت بطبق الطعام نحوه ليلوث ثيابه و وجهه بينما تصرخ بوجهه
" و هل أنا من حوّلت نفسي إلي لصة أيها الوغد أم أنت، أصدقائك السفلة و والدتك الحقيرة؟"
"كاثرين"
بحدة قاطعها جاذباً إياها من ذراعها بخشونة فعقدت حاجبيها
" أنتِ تتمادين و أنا لن ألتزم الصمت حين تذكري والدتي"
تجعدت ملامحها تدريجياً و أجهشت باكية لتدفعه بعيداً عنها بضعف
" أنا حقاً...أكرهكم جميعاً "
ييشينغ عض وجنته من الداخل ليترك ذراعها و ابتعد عنها هامساً
" لن أسامحكِ بسهولة علي ما قُلته...لكن سأنتظر حتي تهدئي كي نتحدث "
تراجع بخطواته إلي الخلف ليُغادر منزلها فضمت شفتيها ببكاء قبل أن تركض نحو الحمام حين شعرت برغبة في التقيؤ
_____________
Flash back
" كلانا سيلتحق بالشرطة لقد اتفقنا علي ذلك"
ييشينغ تمتم بإبتسامة بسيطة فهمهم سيهون و عينيه تنظران ببرود نحو تلك القابعة بين توأمه و صديقه المُقرب
حيث الأصدقاء الخمسة اجتمعوا بأحد المقاهي و بالرغم من رغبة سوهي الداخلية ورغبة سيهون التي أفصح عنها بوضوح في وجه صديقه بعدم حضور كاثرين إلا أن ييشينغ قد تجاهل ذلك و قام بدعوتها
و سورين لم تكن مُعارضة لذلك لكنها لم تشعر بالراحة لوجود كاثرين مع سوهي و سيهون بنفس المكان
" سوهي سوف تدرس العلوم السياسية مثل والدها بالطبع"
سيهون نكز كتف سوهي كي تستفيق من شرودها فالتفتت تنظر إليه قليلاً تستوعب ما قاله قبل أن تومئ بإبتسامة مُصطنعة
"كما تعلم مُستقبلها مضمون كما سورين التي ستبدأ بالتدريب لكي تتولى إدارة شركتنا...الحياة تكون سهلة حين تكون فرداً من الطبقة المخملية "
نهاية حديثه قهقه بسخرية واضحة فابتسمت كاثرين بإنكسار و أخفضت رأسها بينما ييشينغ و سورين تبادلا النظرات للحظات قبل أن ينظر ييشينغ إلي صديقه
" ليس من الرائع أن تكون ابناً لعائلة غنية، أنا لا أرى عائلتي سوي مرة بالعام و أحياناً هذا لا يحدث بسبب انشغال أبي بعمله، و أنت لم تتمكن من رؤية والدك لأشهر و فجأة توفي دون أن تقضي معه بعض الوقت... هذا ليس رائعاً"
سيهون ضم قبضته بغضب ليُحرك عينيه نحو ييشينغ الذي ابتسم إليه بخفة ثم استند علي الطاولة بمرفقه و أمال برأسه نحو كاثرين يتسائل
" ماذا عنكِ كاثرين؟ ماذا ستدرسين بالجامعة؟ "
كاثرين همهمت بتوتر لترفع عينيها نحو ييشينغ ثم مررتها حيث سيهون و سوهي المقابلين لها لتبتلع ريقها بتوتر
"كيف لا تعرف ما تُريده حبيبتك؟أنت تعرف ما أريده أنا "
سوهي سألت ببراءة مُزيفة لتنظر إليها كاثرين فقابلتها الأخري بإبتسامة لطيفة
" لا أقصد شيئاً، أنا فقط أشعر بالغرابة من ذلك"
كاثرين همهمت بتفهم فاتسعت ابتسامة ييشينغ و اقترب بيده من خاصة حبيبته ليُشابك أناملهما سوياً
" سألتها من قبل لكن كانت لاتزال مشوشة بين تخصصين، الجراحة أو الأطفال..."
ابتسمت كاثرين ليلتفت ييشينغ نحو سوهي و سيهون يستكمل بينما عينيه تتقابلان مع خاصتي صديقه
" لكنني أعرف أنها اختارت الطب"
" ااه حقاً؟"
سوهي صفقت بحماس مُزيف بينما سورين ربتت علي كتف كاثرين برقة قائلة
" كاثرين قررت بأنها ستختار تخصص الجراحة...و المُعلم كيم قرر أنه من سيكتب رسالة ترشيحها بنفسه كي تدرس الطب في أمريكا"
ييشينغ ابتسم بفخر و أمال يُقبّل وجنتها لتبتسم كاثرين بخجل
" إذاً كلما أُصبت بطلق ناري لن تُعالجني سوي طبيبتي كاثرين"
داعب وجنتها بقهقهة خافتة ليشخر سيهون بسخرية
" فقط مت و توقف عن إزعاجنا "
ييشينغ ابتسم بإستفزاز لينظر نحو صديقه
" تُراودني رغبة في لكم وجهك الآن"
"ليس و كأنني سأتلقي لكمتك بصمت"
و الآخر أجابه بعدم اكتراث فتنهدت سوهي
" أنتما صديقين هل تتذكران هذا؟"
و كلاهما قلب عينيه لينظران بجهات مُختلفة لكن سرعان ما عادت ابتسامة ييشينغ حين سمع قهقهة تصدر عن حبيبته أثناء حديثها الهامس مع سورين، و كما يبدو فكلتيهما مُتحمستين لما ستدرسانه لاحقاً
End flash back
______________
ماريا ابتسمت بخفة و هي تقرأ التعليقات الخاصة بأعمالها كشيئ تحاول به استعادة حماسها إلي أن قاطعها فتح باب الغُرفة فرفعت عينيها تنظر إلي سيهون ذو الوجه المتورم بخفة اثر استيقاظه من النوم للتو
" ماذا تفعلين؟"
تسائل بصوتٍ خشن يحمل آثار النوم ثم تقدم منها حيث تجلس علي الأرضية بجانب لوحاتها الغير مُكتملة و انحني يجلس بجانبها
" تبدو كشخص لم ينم طوال الليل سيد أوه"
قهقهت بخفوت فعقد حاجبيه و سحب منها هاتفها ليري ما كانت تفعله و بصمت مرر عينيه علي تلك التعليقات
"أتطلع إلي لوحة يون ماريا الجديدة، لقد قالت بأنها شيئ مميز لذا أتوق لرؤيتها"
سيهون قرأ أحد التعليقات الذي جذب انتباهه ثم قهقه ساخراً
" يبدو أن هناك مجموعة من الحمقى الذين يحبون ما تُقدمينه"
"نعم..."
أجابته بإبتسامة و مدت يدها تجذب هاتفها منه فرفع يده إلي الأعلي لتتنهد ثم استقامت قليلاً كي تُمسك به إلا أنه أخفاه خلف ظهره
ماريا حركت عينيها نحو خاصتيه تنظر إليه فرفع أحد حاجبيه بإستفزاز لتتسع ابتسامتها
" أحد الحمقى... "
همست لترفع قدمها من فوق فخذيه حتي أصبحت علي الجانب الآخر من جسده و بحركة بطيئة تحركت لتجلس فوق فخذيه و قدميها تثنيهما علي كلتا جانبيه
أمالت بوجهها نحوه لترفع يديها تستقر بهما فوق صدره
"...إنه يبتسم كلما لمح لوحة والدته التي رسمتها أنا "
حركت كفها إلي الأعلي قليلاً حيث عُنقه لتحتضنه بينما كفها الأخري مررتها علي طول صدره فأخفض سيهون عينيه بحاجبين معقودين يُراقب ما تفعله
" و لوحتي القادمة تلك ستكون مميزة حقاً كما يدل إسمها لذا...ما رأيك أن تنال شرف ذلك و تكون جزءاً منها
ابتسم بجانبية ليضع كفه خلف ظهرها ثم جذبها بخشونة لتُصدر تأوهاً مُتغنجاً و بإبتسامة عضت علي شفتها السُفلي بينما تميل بوجهها نحوه أكثر حتي أصبح بقدرته الشعور بأنفاسها الدافئة ترتطم بشفتيه
" ما المميز بها؟"
همس يسترق نظرة نحو شفتيها القريبتين من شفتيه ثم رفع عينيه نحو خاصتيها
" عدا أنني من سأقوم برسمها ففكرتها مميزة كذلك"
رفعت كتفيها نهاية حديثها و قهقهت بخفوت ليخفق قلب الآخر بصورة غريبة بسبب أنفاسها التي لا تنفك عن مُداعبة شفتيه
" لا تهتم...عارضي سيعود قريباً إلي كوريا و لن أكون بحاجة إليك"
ابتعدت عنه لتقف من مكانها ثم مدت كفها نحوه
" هاتفي "
" اوه "
همس بتفاجؤ ليتلفت حوله باحثاً عن الهاتف الذي نسي أمره بالفعل فانحنت ماريا نحوه لتجذبه من خلفه، و حين كان وجهها قريباً من خاصته هو تجمد بمكانه فغمزته بإبتسامة لعوبة ثم أدارت الهاتف بين أناملها و هي تخرج من الغُرفة
عقد حاجبيه ليحك مؤخرة عنقه بإنزعاج ثم وقف من مكانه ليلحق بها إلي الخارج
" هل حدث شيئ ما؟"
توقف حين سمعها تتحدث علي الهاتف مع شخص ما فتكتف ينظر إليها من بعيد حيث كان يقف أمام باب غرفة النوم بينما هي تقف أمام خزانة ثيابها
"حسناً قادمة"
ضاقت عقدة حاجبيه حين سمع ذلك فتقدم منها بينما هي أغلقت هاتفها تضعه جانباً قبل أن تُخرج ثياباً لنفسها
" إلي أين ذاهبة؟"
استدارت نحوه بعدما أخرجت ثياباً لنفسها ثم أشارت نحو الباب بحاجبيها
" أخبريني أولاً إلي أين ستذهبين بهذا الوقت، ماذا؟ هل اكتشفت صديقتك أن هناك طفلاً آخر مازال عالقاً برحمها"
قهقه ساخراً لترمقه ماريا بنظرات فارغة، و حين وجدت أنه لن يُغادر بتلك السهولة هي رفعت كتفيها بعدم اهتمام و رفعت قميصها تخلعه فاتسعت عينيه و استدار سريعاً
" ما خطبكِ؟ ألا تخجلين؟ "
" إذا كنت تخجل فلتخرج من الغُرفة "
تمتمت ببرود لتخلع بنطالها القصير ثم بدأت بإرتداء ثيابها بينما هو أغلق عينيه بقوة ثم فتحهما مُجدداً و سار نحو الباب بخطوات غاضبة ليضرب الباب بطريقه بقوة مما جعلها تضحك بخفوت
" ما بها تخلع ثيابها أمامي هكذا؟ "
هسهس بحنق ليستند بكفه علي مسند الأريكة بغرفة المعيشة لكنه سرعان ما ابتعد عن الأريكة و توجه نحو المطبخ ليشرب كوباً من الماء البارد كي يُخفف من حرارة جسده
أخفض الكوب يضعه علي الطاولة بعنف حين مرت من أمامه و كأنه غير مرئي قاصدة باب المنزل فلحق بها بخطوات واسعة
"متي ستعودين؟"
تسائل بجدية بعدما وقف خلفها لتفتح باب المنزل ثم التفتت تنظر إليه تُجيبه بعدم ثقه
"ربما لن أعود اليوم"
"مهلاً، ماذا؟"
تقدم منها خطوة ليُمسك بمرفقها بحاجبين معقودين فتبادلت معه النظرات بصمت إلي أن قوطعت بحمحمة تصدر من شخص خلفها
سيهون رفع عينيه ينظر نحو صديقه الذي وصل لتوه، و بهدوء جذب يده بعيداً عن مِرفق ماريا فالتفتت الأخري تُقابل ييشينغ بنظرات باردة
" مرحباً "
ابتسم يُلقي عليها التحية بهدوء فأومأت إليه و تخطته تسير نحو سيارتها تحت نظرات سيهون الذي يُراقبها بحاجبين معقودين بشدة
" أفسح الطريق"
دفع صدر سيهون ليدخل دون إذن منه ثم ألقي بجسده فوق الأريكة فأغلق الآخر باب المنزل بإنزعاج واضح و لحق به حتي جلس مُقابلاً له
" ما بك؟"
ييشينغ اعتدل بجلسته يتسائل ثم أمال نحو سيهون يُمسك بطرف إحدي أذنيه و قهقه بخفوت
" لم هي حمراء هكذا؟ أتحرشت بك مُجدداً؟"
سيهون وضع يده علي أذنه سريعاً مُبتعداً عن ييشينغ ليرفع الآخر حاجبيه بسخرية فبشرة صديقه الشاحبة تفضح أمره بسهولة
"لـ.. لا ،أنا من أحاول.. التقرب منها"
تحمحم يعتدل بجلسته ثم تكتف واضعاً قدماً فوق الأخري
" إنها خطتي الجديدة، سوف أقنعها بأنني أقع بحبها تدريجياً و أثق بها لأصطحبها معي حيث أخفي تصميماً مزيفاً للدفعة الجديدة التي سيتم اطلاقها قريباً و بذلك لن تصل إلي ما تُريده و بالوقت ذاته سنُمسك بها و هي تقوم بتسليم المجوهرات إلي شياو فنغ"
سيهون مسح علي شعره بغرور ليقلب ييشينغ عينيه و همهم إلي صديقه بعدم اهتمام
" و تشبثك بها منذ قليل كان ضمن خطتك؟ "
تسائل بهدوء و تكتف هو الآخر فتحمحم سيهون بتوتر
" بالطبع، و ماذا سيكون السبب غير ذلك؟ "
" لا شيئ "
رفع كتفيه يدّعي تصديقه و التزم الصمت بعدها كما فعل سيهون
أحدهما كان متوتراً كونه علي علم تام أن تصرفاته لم تكن جميعها نابعة عن تمثيليته التي يتحدث عنها
بينما الآخر لم يعرف كيف يتحدث بشأن حبيبته السابقة
لذا دقائق طويلة مرت عليهما في صمت تام إلي أن حرك سيهون عينيه نحو الآخر يتسائل بغرابة
" لكن... ما الذي أتي بك إلي هنا فجأة؟"
المقصود رفع عينيه نحوه ينظر إليه قليلاً قبل أن يتنهد
" لقد تشاجرت مع كاثرين"
" هذا جيد"
سيهون تمتم بإبتسامة ساخرة فعقد ييشينغ حاجبيه بإنزعاج لكنه تنازل عن الشجار معه بهذا الشأن
" لقد تمادت فيما قالته و تحدثت بالسوء عن والدتي ..."
"و ماذا تتوقع من امرأة مثلها؟"
قاطعه يميل برأسه و لم يتخلي عن السخرية بنبرته فزفر ييشينغ بحنق
" سيهون أنا أتحدث بأمر جدي، لذا حتي و إن لم يكن يُشكّل أهمية بالنسبة إليك فعلي الأقل احترم مشاعري كصديق لك...لطالما احترمت حديثك عن سورين، والدتك و حتي عن بيكهيون فلماذا لا تحترم ما أقوله؟"
"هل وضعت عائلتي في مقارنة مع تلك الوضيعة للتو؟"
سيهون ضيّق عينيه بغضب ليُغلق ييشينغ عينيه بإنزعاج كي لا يفقد أعصابه، و حين شعر أنه قادر علي السيطرة علي غضبه أعاد فتح عينيه مُجدداً بإبتسامة مُزيفة
" أعتذر صديقي لكن لا دخل لك بمن أختاره كشخص أحبه و إذا لم ترغب بأن أصف أحد أفراد عائلتك بالوضيع فلا تصف من أحبها بهذه الطريقة"
"لا بد أنك فقدت عقلك"
سيهون هسهس بحدة و جذبه من ياقته بعنف ليقف كلاهما
" ربما فقدته لكن مازلت لن أتراجع عما قلته"
"اخرج من منزلي الآن "
طرده بنبرة حادة ليومئ إليه ييشينغ
" في جميع الأحوال لن أبقي هنا لوقت طويل لكنني أتيت لتحذيرك.."
بعدم فهم عقد سيهون حاجبيه ليُكمل الآخر
"إذا اكتشفت بأن كاثرين لم تكن تهذي و أن لك دخلاً فيما جعلها تتخلي عني...حينها تكون علاقتنا انتهت "
ربت علي كتفه نهاية حديثه ثم غادر منزله ليُبعثر سيهون شعره بإنزعاج
________________
" هل تشعرين بالراحة الآن؟"
ماريا سألت بهدوء فأومأت كاثرين التي لازال وجهها يحمل آثار البكاء
" ما رأيك أن نشاهد التلفاز؟ "
عرضت عليها بإبتسامة مُتسعة و كفها أخذت تمسح علي جانب وجهها بلطف فهزت كاثرين رأسها بالرفض فهي لم ترغب بترك السرير ثم أمسكت بيدها كي تتوقف عن ما تفعله
و ماريا همهمت بتفهم لترفع كتفيها بتساؤل
"إذاً....ماذا حدث؟ هل هو شياو فنغ؟ هل طردكِ من العمل؟ "
كاثرين ابتلعت ريقها بتوتر قبل أن تهز رأسها بالنفي فهي اتخذت قرارها بالفعل بعدم اخبار الأخري بما حدث
" أنا فقط...لا أعرف لماذا انتهي بي المطاف بهذه الحالة؟ لماذا دمروا حياتي و كأنها لا شيئ"
تمتمت بإختناق لتتنهد ماريا
" يُمكنكِ التوقف عن ما تفعلينه و أنا سوف أساعدكِ علي أن تجدي الحياة التي تُريدينها"
"و لماذا بمساعدتك أصل إلي ما أريد؟ لقد وصلتي إلي ما تُريدينه بدون أحد لكن أنا ...لم كان يجب أن أكون فاشلة؟ "
شهقت باكية و اقتربت من ماريا تحتضن خصرها فأحاطتها الأخري بذراعيها
" و ما وصلتي إليه ليس بسببك بل هم من فعلوا هذا بكِ لذا إذا احتجتي إلي مساعدة فهذا أمر طبيعي "
" لقد أصبحت طبيبة...رأيتها ترتدي المعطف الذي لطالما حلمت به أنا، و لست بحاجة إلي معرفة تخصصها"
قهقهت بسخرية لتدفن وجهها بحضن الأخري
" أرأيتي؟ هي ابنة الوزير التي تتباهي بثروة أبيها لكنها تحاول بشتي الطرق أن تعيش بطريقة تُشبهكِ...لو أنها تمتلك الفرصة كي تكون كاثرين ليتقبلها ييشينغ فهي ستفعل ذلك "
ماريا دفعتها بلطف كي تبتعد عنها ثم احتضنت وجنتيها تمسح دموعها بإبهاميها
" و إذا كانت تسعي لأن تكون مثلكِ فقط فهذا يعني أن ييشينغ كان و مازال يُحبكِ أنتِ...أليس هذا دليلاً كافياً لتُدركي ذلك؟! "
" كونها أصبحت طبيبة ليس دليلاً علي حُبه لي "
استنشقت ماء أنفها بعبوس لتضحك ماريا ثم قرصت أنفها
"بلي دليلاً...إلي الآن هما لم يتزوجا أو يرتبطا بأي صورة رسمية أو غير رسمية، كما أن ييشينغ فقد عقله منذ رؤيتكِ و بدأ بمُطاردتكِ و كأن حياته تعتمد علي ذلك... كل شيئ يُشير إلي أن ييشينغ مازال عالقاً بالماضي مع كاثرين حبيبته، و سوهي تريد أن تكون هي بأي طريقة"
" لكن ييشينغ كان يعرف بما فعلوه بي، هو حتي لم يبحث عني "
تمتمت بإبتسامة مُنكسرة لتزفر ماريا بنفاذ صبر
"إذاً...أنهي الأمر و أخبريه الحقيقة كي يتوقف عن اللحاق بكِ "
"أ أي حقيقة؟ "
ابتلعت ريقها بتوتر فرفعت ماريا كتفيها لا مُبالاة
" أنكِ تكرهينه و لن تعودي إليه أبداً بسبب ما فعلوه بكِ من قبل...في الواقع سيكون أفضل إذا وجدتي شخصاً تواعدينه لعل هذا يدفع ييشينغ بعيداً عنكِ "
" شخصاً أواعده؟ لكن أنا... "
أعين كاثرين اتسعت بفزع من تلك الفكرة فقهقهت ماريا مُقاطعة إياها
"أنتِ تُحبين ييشينغ، لذا ألقي بالماضي خلف ظهرك و لا داعي للتحدث عنه...بداية جديدة كاثرين، بداية جديدة تماماً "
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top