24
Start
" أخبرته أنها ليست فتاة سهلة، لا تبدو لطيفة كما كانت تدّعي"
هيونا همست بخفوت كي لا يسمعها بيكهيون و الذي يجلس علي العُشب بعيداً عنهما يُداعب ييدام فتنهدت هيبا بعبوس
" ما رأيكِ أن تعودي إلي هنا و..."
"لا خالتي...لا أريد أن أكون بجانب بيكهيون فهذا يجعل الأمور صعبة عليّ أنا "
هيبا رفضت بنبرة هادئة لتزم الأخري شفتيها
"صدقيني بيكهيون قد تغير كثيراً"
"أعرف، و لكن إذا وافقت عليه بسهولة قد يظن أنني سهلة المنال و كلما أخطأ بحقي سيعود و يتصرف بنفس الطريقة كي أسامحه "
تنهدت هيونا لتومئ بتفهم ثم التفتت تنظر نحو بيكهيون حين قهقه بصخب و وقع بظهره إلي الخلف ليُقلّده ييدام مما جعلها تبتسم بدفئ
______________
ماريا pov
منذ أن أتيت إلي المشفي مع سيهون و لم نلتقي مرة أخرى، و عدا رؤيتي له حين تصدي لوالدة ييشينغ فلم تجمعنا أي صدفة ثانية
ربما لأنني لم أتحرك من جانب كاثرين، ربما بسبب انشغاله مع ييشينغ أو ربما هو من كان يتجنبني
لا أعرف...أنا فقط حصلت على هذا الشعور فهو لم يُفكر في دخول الغُرفة رغم تواجده أمامها
و كما يبدو فهو استبدل الحراس...كلما تذكرت تهديده لوالدة صديقه أشعر بنبضات قلبي تتسارع
هذا ليس أوه سيهون الذي كرهته لسنوات بسبب تصرفاته و كلماته الجارحة التي لم ينفك عن ترديدها لآذان صديقتي
ليس نفسه أوه سيهون الذي التقيته للمرة الأولي
سيهون مؤخراً يجعلني أشعر بالدفئ، الأمان و الراحة... لا يسألني و لا يجعلني أتحدث لأنني إن فعلت فقد أبكي و أنا لا أحب البكاء
هو فقط يضمني إلي صدره و هذا يكفيني
لكن ما قاله إلي والدة ييشينغ كان أكثر ما جعلني أشعر بالأمان...كانت المرة الأولى التي أشعر فيها بأنني أريد أن يحميني شخصاً آخر غيري
أردت أن أكون ضعيفة كي يكون هو درعي الحامي
أثرت غيرته سابقاً بالحديث عن كيونغسو لكنني بداخلي كنت أعرف أن مكانة سيهون لدي أعلي من أي رجل آخر
إذا تخليت عن كيونغسو فلن أكن قادرة على فعل المثل مع سيهون أياً كان السبب
انكمشت معدتي حين طُرق باب الغُرفة فمن قد يأتي الآن سواه؟
مينهو هنا، زوجته مع طفلته بالمنزل ...لذا قد يكون سيهون
لكن لماذا سيأتي الآن فقط؟ فقد مرت أيام منذ تواجدنا هنا و لم يُفكر حتي في مُراسلتي
أم أنه حان الوقت ليتخلص من غروره و يُفصح عن معرفته بحقيقتي؟!
ترهلت أكتافي حين لم يكن هو الطارق و تنهدت بخفوت فما كان هذا سوي مُساعد ييشينغ
" السيد أوه طلب مني أن أُخبركم بأن الزيارة أصبحت مسموحة لكن بأعداد محدودة"
مينهو همهم إليه ليُغادر بعدها ذاك المُساعد فالتفت أنظر إلي كاثرين التي أشرق وجهها لمجرد سماع ذلك، و بإبتسامة هي تسائلت
"هذا يعني أنه أصبح بخير؟"
نبرتها الحذرة كانت واضحة، و كأنها تخشي أن نمنحها إجابة أخري غير التي ترغب بسماعها
" نعم ولكن... هل يُمكننا الإنتظار قليلاً؟ والدي ييشينغ هنا ولا أعرف ماذا سيفعلان حين رؤية كاثرين، لقد رأيتم كيف تكرهها والدته فماذا عن والده أيضاً؟ "
مينهو نبس بقلق فاكتفيت بإبتسامة بسيطة لأساعد كاثرين بالنهوض
إذا اقترب أي شخص منها مُجدداً فلن أكتفي بمجرد صفعة
تلك الصفعة كانت مُرضية بالنسبة لي لكن مازلت أشعر بأنني بحاجة إلى أن أصفعها المزيد و المزيد كي أشعر بالرضا تماماً؛ فما فعلته بصديقتي أمام عيناي لم يكن هيناً
" ماريا لا نريد مشاكل بالمشفى"
مينهو وقف بجانبي يحاول منعي عن اصطحاب كاثرين إلي غُرفة ييشينغ لكنني لن أتجاهل أعينها التي تُطالبني برؤيته فلن تكن بخير إن لم تفعل
"أحضر مقعداً مُتحركاً فالتعامل مع جسدها الهزيل و ذراعها المكسورة صعباً و قد يؤذيها أكثر"
بذلك أخبرت مينهو بطريقة غير مباشرة أنني لن أتراجع، لا يجب أن تعتاد كاثرين علي التراجع و الإستسلام
لقد فعلتها لسنوات و لم تكن بخير بالرغم من ذلك...هذا لم يكن كافياً لتشعر بالراحة التامة لذا فلتتجرأ الآن قليلاً
استقمت حين أحضر مينهو المقعد لنُساعدها في الجلوس عليه، و بينما أجرّ أنا المقعد نحو المصعد كان مينهو يُحاول منعي عن ذلك بكلماته الخائفة و التي تفترض أسوأ الأمور ثم غادرت ثُغره شهقة مفزوعة حين أصبحنا أمام غُرفة ييشينغ و التي لا يقف أمامها سوي رجلي شُرطة يحرسانها و مُساعد ييشينغ الذي ينتظرنا هناك
"أعتذر و لكن أدخلي الآنسة كاثرين فقط"
أومأت إليه بخفة لأدفع المقعد نحو الداخل بمجرد أن فتح باب الغُرفة لأجلنا
و ابتسامة بسيطة رُسمت علي شفتاي حين استقام ظهر كاثرين لرؤيتها ييشينغ
"ييشينغ"
هتفت بتنهيدة عميقة لتُمسك بيده فانحنيت أُقبّل رأسها
"سننتظركِ في الخارج "
أومأت لي دون أن تُبعد عينيها عن ييشينغ فتنهدت أنا لأخرج من هناك
لكن سيهون؟... لم ليس هنا؟ هل يتجنبني حقاً؟!
"يجب أن نرحل قبل أن تعود تلك العجوز"
مينهو صرخ بهمس لأرمقه بجانبية بينما قهقه مُساعد ييشينغ حين عرف من المقصودة بذلك
مينهو جبان
" السيد أوه و السيد چانغ اصطحباها إلي الأسفل بحجة أن السيد چانغ يُريد تناول القهوة و يرتاح قليلاً فمنذ أن أتي من السفر وهو هنا بالمشفى لذا لا تقلق"
حركت عيناي بإهتمام نحو ذاك المُساعد بينما سبقني مينهو بطرح سؤاله
"السيد چانغ؟ ألم يكن غاضباً أو مُنزعجاً من كاثرين؟ "
قلب عينيه بتفكير ثم رفع كتفيه قبل أن يُجيب
" لست واثقاً لكنه هادئ للغاية و حتي بالرغم من صراخ زوجته و انفعالها بوجهه ظل هادئاً لذا لا أعتقد أنه شخصاً يحمل الضغينة تجاه الآخرين"
همهمت بتفهم لأومئ إليه فربما سيهون لم يتجنبني بمُغادرة المكان هنا بل فعل ذلك كي لا تصطدم كاثرين مع تلك العجوز
" مينهو ابقي هنا إلى أن أعود "
" إلي أين؟ "
سألني بفزع و أوشك علي إمساك يدي لكنني رحلت سريعاً قبل أن يفعل ذلك
أريد رؤيته و إن كان من بعيد
وقفت أمام الباب الزُجاجي الخاص بساحة الإنتظار تلك حيث عدة مقاعد ترتص خلف بعضها و من الجانبين مقعدين كبيرين يشكلون معاً مُربعاً كبيراً
لم أُكلّف نفسي عناء الإختباء فما إن رأيته حتي تبدلت رغبتي من مجرد رؤيته من بعيد إلي الإختباء بين أحضانه
ااهٍ من حاجبيه المعقودين بشدة و هو يُنصت إلي تلك العجوز التي تتشاجر مع زوجها
بلل شفتيه بغضب واضح، و كانت فعلته تلك مُثيرة و جذابة بعيناي تجعلني أرغب بإنتشاله من بينهم لأقوم بتقبيله لكنني لم أكن لأفعل هذا هنا أمام الجميع
لا أريد أن تُفتن إحداهن به و تتخيل نفسها بمكاني...لا أسمح بذلك و إن كان مجرد خيال
جفلت حين التقت عيناي مع خاصتيه، استغرقه الأمر لحظات حتي بدأت ملامحه ترتخي تدريجياً ليبتسم بوجهي بدفئ مُتجاهلاً الآخرين عندما استقام و تقدم مني
اقشعر بدني لـتلامس أنامله مع وجنتي فأملت برأسي معه بتلقائية
كفه خشنة لكن دافئة
اشتقت إليكِ... لم يتفوه بها لكن عينيه تصرخ بهذه الجُملة
و أفكاري حول تجنبه لي قد تبخرت فهو اشتاق لي كما فعلت
سحبت نفساً عميقاً و تقدمت منه لأدفن وجهي بعنقه فأحاطني بذراعيه سريعاً ثم شعرت بقُبلة طويلة يضعها على جانب رأسي
حديثي مع سيهون يكون مُريحاً لكن هذا الصمت أكثر راحة خاصة و أن هناك أموراً عالقة بيننا قد يؤدي الحديث بها إلى شجار
End pov
________________
" لا، يُريدون عامل مطبخ و ليس طاهياً أو مساعد طاهي لذا لم أقبل بذلك"
سوهيون نبست بلا مُبالاة لتأخذ قضمة صغيرة من كعكة السمك بيدها، و هيبا التي بجانبها فعلت المثل بعدما أصدرت همهمة مُتفهمة
" ما رأيك أن نقم بمشروع سوياً؟"
هيبا رفعت حاجبيها بتفاجؤ لتنظر إلي صديقتها فابتسمت الأخري بإتساع
" لنفتتح مطعمنا الخاص، ستكوني المسؤولة عن تحضير الطعام و أنا المسؤولة عن تحضير الحلوي"
قهقهت هيبا علي حماس الأخري ثم أومأت بينما تنظر نحو منزلها الذي أصبح قريباً
" سأُفكر بهذا الأمر"
"أي أمر؟ "
صرختا بفزع حين تدخل رأساً ثالثاً في المساحة بينهما يتسائل بفضول
و الفاعل لم يكن سوي بيكهيون الذي قهقه ببلاهة ليفرد ذراعيه بحماس
" مُفاجأة "
" صدفة أخري؟ "
هيبا تكتفت بسخرية لتتبادل النظرات بينه و بين صديقتها فأدارت الأخري عينيها ببراءة مُزيفة
" أنا جائع لذا ما رأيكما أن أدعوكما علي الغداء؟"
تجاهل سؤال هيبا فأغلقت عينيها بتنهيدة خافته قبل أن ترفع أمامه كعكة السمك التي تتناولها
" ااه... إذاً ماذا عن..."
"لا بيكهيون"
قاطعته بنفاذ صبر و سارت من جديد لكن بخطوات واسعة سريعة فلحقت بها سوهيون بتردد بينما بيكهيون وقف بمكانه لحظة قبل أن يلحق بها هو الآخر
" نذهب إلي مدينة الملاهي؟"
"لن أذهب معك إلى أي مكان"
هزت رأسها بعنف ترفض ذلك فاعترض طريقها لتتوقف عن السير مُتذمرة
" بيكهيون"
" هيا هيبا لا ترفضي ذلك، أنا أريد فُرصة"
أومأت سوهيون توافقه فرمقتها هيبا بنظرة جانبية ثم تنهدت لتُعيد نظراتها إلي بيكهيون
" منزلي خلفك بيكهيون، ماذا إذا عاد أبي فجأة و رآني أغادر معك؟"
" هل أتصل به إذن؟"
رفع هاتفه بمزاح فزفرت هيبا بإنزعاج
" بيكهيون أنا لا أمزح...يكفي إلي هنا فلا أريد مشاكل مع أبي، و توقف عن اللحاق بي فهناك أموراً في حياتك أكثر أهمية من فعل ذلك"
تخطته لتُكمل الطريق إلى منزلها فأمسك بيكهيون بيدها ليُعيدها إلي مكانها
" لا يوجد ما هو أكثر أهمية منكِ"
ابتلعت ريقها لتسحب يدها من خاصته فاتسعت ابتسامته و رفع قبضته أمامها يفرد الإصبع تلو الآخر
" اصطحبت ييدام إلي الطبيب، أنهيت دراستي و موعدي مع زملائي من أجل المشروع سيكون غداً و ليس اليوم لذا..."
"اهااا لهذا تتجاهلينني"
التفت بيكهيون برأسه ينظر إلي الشخص الذي قاطع حديثه بينما أعين كلاً من هيبا و سوهيون قد اتسعت بفزع حين رؤيتهما هيوك يخرج من سيارته و يتقدم منهم
" هذا المُزعج من أين ظهر فجأة؟ "
حك بيكهيون مؤخرة رأسه بإنزعاج و التفت يُعطي ظهره إلي هيبا بينما ينظر إلي هيوك الذي أخذ يتقدم منهما بخطوات واسعة
" كنت أعرف أن زير النساء هذا هو السبب في ابتعادكِ عني"
صاح بحنق و مد يده كي يجذب هيبا من خلف بيكهيون إلا أن الآخر قد منعه مُمسكاً بذراعه
"ماذا تفعل؟"
بيكهيون هسهس بإنزعاج فرمقه هيوك بحدة
" و ما دخلك أنت؟ إنها خطيبتي"
قهقه بيكهيون بسخرية و نفض يده بعيداً ثم تكتف
" لا، ليست كذلك لذا لا تمتلك الحق في التصرف معها هكذا"
"و من تظن نفسك يا هذا كي تمنعني؟"
تقدم من بيكهيون بينما يُهسهس بغضب فابتسم الآخر ببرود
" لا أعتقد أنني أرغب بالتبرير إليك لذا غادر فحسب "
" هيوك، إذا أردت شيئاً فلتتحدث مع أبي و ليس معي أنا"
هيبا نبست بتوتر لترفع عينيها من خلف كتف بيكهيون كي تنظر إلي الآخر لكن سرعان ما أخفضت نظراتها حين قابلتها أعين هيوك الغاضبة
"ستتحدثي معي و الآن"
تحدث و هو يدفع بيكهيون بقوة أوقعته جانباً ثم أمسك بمرفق هيبا يجذبها خلفه لتتسع أعين سوهيون
" هيوك اتركني"
هيبا ضربت يده كي يبتعد عنها فتقدمت سوهيون تُساعد بيكهيون بالوقوف لتتجعد ملامح الآخر بألم
"أنت بخير؟"
"معصمي التوي"
همس بتأوهٍ خافت ليركض بعدها خلف هيوك الذي يحاول دفع هيبا إلي داخل سيارته غصباً
" ابتعد عنها"
بيكهيون لكمه بقوة حتي ابتعد عن هيبا ثم أمسك بيده بألم
"خالتي"
هتفت سوهيون بفزع و ركضت نحو منزل هيبا تُنادي السيدة أوه حين اشتد الشجار بين الرجلين
اللكمات المُتبادلة بينهما لم تكن بقوة مُتساوية فقبضة هيوك كما جسده تبدوان لشخص اعتاد التدريبات القاسية علي عكس بيكهيون الذي فضّل قضاء حياته في اللهو
صرخت هيبا بفزع حين وقع جسد بيكهيون علي الأرضية و انحنت بجانبه سريعاً لتضع رأسه علي قدميها بينما هو قد تشوشت الرؤية أمامه
طعم الدماء بفمه كما الدفئ الذي يسيل علي وجهه جعله يُدرك أن وجهه الوسيم قد تشوه الآن
و كل ما فكر فيه هو أنه كان يجب أن يستمع إلي نصيحة ماريا و يتدرب من أجل موقف كهذا
لهث هيوك ليمسح بقبضته أسفل شفتيه حيث تلك الدماء البسيطة هناك ثم تقدم من هيبا مُجدداً و أمسك بيدها يجذبها معه فتجعدت ملامحها ببكاء و هي تجذب يدها رافضة الذهاب معه
"هيوك اتركها"
شهقت هيبا باكية و توقفت عن المقاومة حين سماعها صوت والدتها الغاضب، فربما ذلك جعلها تشعر بالراحة و وجود والدتها سيكون آمناً لها حتي و إن توقفت عن المقاومة بسبب قواها التي خارت
"بيكهيون"
تمتمت هيبا بعبوس لتضرب علي وجنته بخفة فزمجر بألم مُجعداً ملامحه
" ما الذي تفعله؟ هل تظن أن ابنتي لا تمتلك والدين لتتصرف معها بهذه الهمجية و أمام المنزل أيضاً؟"
وبخته بإنفعال لتقف حائلاً بينه و بين ابنتها و بيكهيون بينما سوهيون ركضت إلي صديقتها كي تُساعدا بيكهيون ليقف
"خالتي أنا..."
"لا تقل خالتي ولا تتحدث معي، ظننتك رجلاً مسؤولاً لكن بالنهاية أثبت لي أنك لم تكن سوي طفلاً مُدللاً يُريد الحصول على كل شيئ، سيكون لي حديثاً مطولاً مع والديك"
قاطعته بغضب لينعقد حاجبي هيوك
"أنا أحب هيبا و انتظرتها لسنوات فكيف أسمح لها بالنهاية أن تذهب لهذا الـ... "
" لا أريد سماع صوتك هيوك، حديثي سيكون مع والديك "
هسهست بوجهه تُقاطعه ثم استدارت تنظر إلى الثلاثة الآخرين فتنهدت حين رؤيتها بيكهيون يقف بجسده مائلاً بينما هيبا تسنده بصعوبة و علي جانبه الآخر سوهيون التي تنظر إليه بقلق و علي استعداد لتُساعده في حال وقوعه
" ادخلوا هيا "
أشارت إليهم ليسير ثلاثتهم أمامها ثم تحركت كي تلحق بهم فاستوقفها هيوك
"خالتي لـ..."
"ارحل هيوك، لا أريد رؤية وجهك الآن"
قاطعته بجدية دون أن تلتفت نحوه ثم توجهت نحو الداخل فبعثر شعره بإنزعاج و هو يدور حول نفسه
"آآه آآه احذري"
بيكهيون تأوه بألم بينما ينزل بجسده علي الأريكة بحذر حتي استقر جالساً فوقها ليخفض عينيه ينظر إلي معصمه الذي تورم قليلاً
" أنت بخير؟ "
هيبا سألته بعبوس ثم استنشقت ماء أنفها لينظر إليها بيكهيون ثم ابتسم حتي اختفت عينيه المتورمتين و اومأ
" هل يُمكنني أن أفهم ما الذي حدث؟"
والدة هيبا تحدثت و هي تدخل من باب المنزل إلي أن وقفت أمامهم فابتلع بيكهيون ريقه بتوتر مُبتسماً
" لماذا تشاجرت مع هيوك؟"
"هيوك هو من بدأ أمي"
هيبا بررت سريعاً فرمقتها والدتها بنظرة جانبية ثم تكتفت تُعيد نظراتها إلي بيكهيون
" و ما الذي أتي بك إلى هنا؟"
بيكهيون أخفض عينيه لبعض الوقت يُفكر في النتيجة التي قد يصل إليها إذا تحدث بصدق، بالطبع هيبا ستثق به أكثر إذا كان صادقاً مع والدتها كما أن وجهه الوسيم قد تشوه بالفعل لذا لا يوجد ما يخشاه الآن
"أردت رؤية هيبا"
ارتفع حاجبي هيبا بخفة فاسترقت والدتها نظرة نحوها قبل أن تُعيد نظراتها إلى بيكهيون و همهمت تحثه علي أن يُكمل
" أعني... أردت قضاء المزيد من الوقت معها لكني أُقسم أن وجود هيوك هنا كان مجرد صدفة فلم أعرف بذلك أبداً"
سحبت السيدة أوه نفساً عميقاً لتومئ بخفة
" هيبا، أحضري صندوق الإسعافات "
همهمت هيبا بعدم فهم ثم أصدرت 'أوه' خافتة حين استوعبت الأمر لتذهب من أجل إحضاره بينما تمسح دموعها بعشوائية
السيدة أوه تقدمت من بيكهيون لتجلس بجانبه فاستدار نحوها بحركة خفيفة حذره كي لا يؤذي نفسه أكثر لكن لم ينطق أي منهما بحرف
فهي اكتفت بتفحصه بعينيها، و هو لم يرفع عينيه نحوها إلي أن جفل حين وضعت صندوق الإسعافات فوق قدميها
السيدة أوه أشارت إلي هيبا بعينيها كي تُغادر فالتفتت الأخري تنظر إلى صديقتها بقلق لتومئ إليها سوهيون قبل أن تقف من مكانها هي الأخري و اصطحبتها إلي الداخل
"تعالي إلي هنا"
سوهيون جذبت هيبا من ياقتها حين أوشكت علي دخول غُرفتها فعادت هيبا خطواتها تقف بجانب صديقتها بعدم فهم لتُشير إليها الأخري نحو الخارج
و انتهى بهما الأمر تسترقان السمع لما يدور بين بيكهيون و السيدة أوه ف الخارج
" لماذا تُريد قضاء المزيد من الوقت مع هيبا؟"
السيدة أوه سألته بجدية و هي تمسح الدماء عن وجهه بقطعة قطن صغيرة
" أريدها أن تري بأنني تغيرت حقاً، أرغب بإستعادة ثقتها بي و كذلك مشاعرها نحوي"
توقفت عن ما تفعله لوهلة و هي تنظر إليه ثم استكملت عملها و تسائلت مُجدداً
" هل توقفت عن رؤية أولئك الـ... نساء؟ "
أومأ بيكهيون سريعاً ليتأوه بألم بعدها قائلاً
" منذ أن دخلت أمي إلي المشفي وجدت أن أفعالي الطائشة هذه ستجعلني أخسر جميع من أحبهم، أولاً هيبا ثم تعب أمي لذا توقفت منذ ذلك الحين و لا أشعر بأنني أريد العودة إلى ما كنت عليه سابقاً "
همهمت بتفهم لتضع اللاصقة الطبية أعلي حاجبه
" تعرف أنني و زوجي لا نراك مُناسباً بالنسبة إلي هيبا "
" أعرف و لذلك لم أُفكر في التقدم إلي خطبة هيبا بشكل رسمي لأنني بحاجة إلى استعادة ثقتها أولاً كي توافق علىّ و إلي ذاك الحين يجب أن أكون قد أنهيت دراستي هذا العام ثم أبدأ بالعمل كي أُثبت لكم أنني لا ألهو"
ابتسمت السيدة أوه بخفة لتومئ إلي بيكهيون
" دعني أري تغيرك أولاً ثم احصل علي موافقتي و لكن... "
أمسكت بيده ليجفل بألم فربتت علي كفه بلطف
" إذا أخطأت بحق هيبا أو جرحت مشاعرها أعدك لن تراها مرة أخرى و هذا لأنني سأخلع عيناك بإصبعاي "
رفعت اصبعيها السبابة و الوسطى أمامه فقهقه ببلاهة
" لا تقلقي، لن أفعل ذلك "
همهمت ثم أخفضت عينيها نحو يده لتُحرك سبابتها فوق معصمه المتورم
" هذه تحتاج إلى طبيب "
أومأ إليها بيكهيون و إبتسم بعدها فرفعت يدها نحو وجنته لتضغط عليها بخفة
" تؤلمك كثيراً؟"
ضم شفتيه بألم و هو يومئ فقهقهت
"بهذه القبضة الضعيفة كيف تتوقع أن تحمي هيبا مُستقبلاً؟"
همهم بتفكير ثم ضحك ببلاهة
"سأتلقي الضرب بدلاً منها "
قهقهت السيدة أوه بغير تصديق بينما سوهيون التفتت تنظر إلي هيبا التي تنظر إليهما بشرود
"هل سمعتي ذلك؟"
حركت هيبا عينيها تنظر إليها فابتسمت الأخري بإتساع
" ستتزوجين بيكهيون"
"لا، أنا لا أوافق"
تحدثت بصرامة مُزيفة و التفتت تسير نحو غُرفتها بخطوات واسعة بينما تضم شفتيها بإبتسامة خجولة، و خلفها سوهيون التي لحقت بها بقهقهة مكتومه
" هيا، لا تدّعي أنكِ صعبة المنال"
___________________
"تناوليه بأكمله "
ماريا تمتمت و هي تضع طبق الفاكهة المُقطعة فوق الطاولة الصغيرة التي تعلو السرير كي تكن قريبة من كاثرين، و الأخري اومأت بإبتسامة لتتناول ما به دون جدال
" سعيدة هااا؟ كاد يتوقف قلبي من القلق حين قال جونغ هو بأن تلك العجوز ستصعد إلي الغُرفة "
مينهو تذمر فقهقهت كاثرين بينما ماريا رمقته بفراغ
" أنت جبان"
"لا عُذراً ماريا أنا لست كذلك...أنا فقط أريد أن أعيش بسلام من أجل زوجتي و ابنتي"
اعترض بجدية ليُكمل حديثه بإحراج فأومأت الأخري ساخرة
" نعم، بالطبع "
تحمحم مينهو و تقدم ليجلس علي طرف السرير بجانب كاثرين حتي يكون قريباً من ماريا التي تجلس علي المقعد المجاور للسرير ثم سأل بهدوء
" إلي أين ذهبتِ؟ هل تحدثتِ مع سيهون؟ "
أمالت برأسها لتُغلق عينيها و أعادت فتحهما بحركة بطيئة كإجابة فابتلع ريقه
" و هل تحدثتما بأمر علاقتك مع كاثرين؟"
كاثرين نظرت إليها بإهتمام هي الأخري فتنهدت ماريا بعمق
" لم يذكر الأمر و لم أفعل أنا الأخري"
"و ماذا ستفعلان الآن؟ أعني مشاعركما مُتبادلة و لكن هل هذا يعني أن سيهون سيُسامحكِ؟ تعرفين لقد دخلتي منزله لكي تنتقمي منه "
كاثرين نهاية حديثها الهادئ رفعت كتفها السليمة تحاول شرح الأمر لتنظر إليها ماريا، و بعد لحظات هي هزت رأسها بعدم معرفه
" لست واثقة لكن أشعر بأنه يُريد تجاهل الأمر و إن فعل ذلك فسأفعل المثل "
" ماذا إن لم يفعل؟ "
مينهو سألها بحذر فالتفتت إليه
" حينها سأفعل المثل أيضاً"
________________
فك السيد أوه ربطة عُنقه بمجرد دخوله من باب المنزل ثم سار نحو غُرفة نومه تحت أنظار هيبا و والدتها
" ما خطب أبي؟ "
رفعت الأخري كتفيها بعدم معرفة و أشارت إليها بأنها ستدخل إليه فأومأت هيبا لتُحرك عينيها مع والدتها التي لحقت بوالدها إلي أن أغلقت الباب خلفها
تقدمت من السيد أوه لتُساعده بخلع ثياب العمل و ابتسمت بلطف مُتسائلة
" لماذا تأخرت؟ هل العمل كثير اليوم؟ "
همهم و تأوه ليُمسد كتفه الأيسر فتحركت كي تقف خلفه و أبعدت يده لتفعل هي ذلك بدلاً منه
" الحفل اقترب لذا الشركة في حالة من الفوضي، و سيهون لم يأتي منذ أيام لذا كل شيئ يقع علي عاتقي أنا"
"لماذا لم يأتي؟ سيهون ليس مُستهتراً في العادة خاصة في المواسم فهو الأكثر حرصاً علي أن يكون كل شيئ علي ما يُرام"
عقدت حاجبيها بإستغراب فأومأ موافقاً إياها
" ييشينغ مُصاب في المشفي و يبدو أن حالته كانت خطيرة "
شهقت بتفاجؤ ليتنهد السيد أوه
" و لأنني أعرف كيف هي علاقتهما فلم أرغب بالضغط عليه أكثر من ذلك "
" أنت مُتفهم للغاية "
انتحبت و أمالت تُقبّل وجنته بقوة فضحك بخفة قائلاً
" و تحدثت مع سونهو بشأن علاقة هيوك و هيبا، كان غاضباً و تحدث عن أن نمنح العلاقة فرصة أخري لكنني رفضت ذلك و تركت له القرار فإذا أراد أن يربط صداقتنا بهذا الأمر فليفعل "
" هيوك ذاك الحقير لن أوافق عليه أبداً حتي و إن فعلت هيبا، إنه مجنون"
هسهست بحنق ليرتفع حاجبيه بتفاجؤ و أمسك بيدها كي تتوقف ثم التفت ينظر إليها
" ما الذي حدث؟ لم تقولين ذلك؟ "
زفرت بإنزعاج و تكتفت لتسرد عليه ما حدث قبل ساعات فانعقد حاجبيه
" و لماذا أخبرتي بيكهيون بأننا سنمنحه فُرصة أخري؟ أنا لا أريد منحه أي فُرص ولا أوافق علي هذا اللعوب؟"
صاح بها بإنفعال فجفلت من صوته العالي
" ليس و كأنني زوجتهما، لقد أخبرته فقط بأن يُثبت ما يقول"
"مازلت لا أوافق...بيكهيون لا يليق بـهيبا أبداً و أنا لا أريد أن تنجرح مشاعر ابنتي مرة أخرى "
رفض بصرامة و التفت كي يبتعد عنها فجذبته كي يعود إلى مكانه ثم وضعت كفيها فوق كتفيه
" هو لن يتزوجها اليوم فمازال أمامه عدة أشهر كي يتخرج و يجد عملاً مُناسباً و إلي ذلك الوقت إما أن تتغير فكرتنا حوله و هذا سيكون جيداً، أو أن هيبا هي من ستتأكد بأن بيكهيون لن يتغير أبداً و صدقني إذا كان الأمر كذلك فسيتم كشفه أمام هيبا كما حدث سابقاً و هي من ستتخلي عنه..."
أشاح بوجهه بعيداً عنها و قد ضاقت عُقدة حاجبيه أكثر فاحتضنت وجنتيه لتجعله يلتفت إليها
" حبيبي...هذه المرة ، بيكهيون يبدو مُختلفاً حقاً و هيبا تبدو سعيدة بذلك لذا دعنا نُجرّب الأمر هذه المرة فقط "
تجعدت ملامحه بعدم رضا لكنه اومأ بإستسلام ثم رفع سبابته مُحذراً
" لكن إن جرح مشاعرها فسيكون أهون لي أن تبقي عازبة بجانبي طوال حياتها علي أن ترتبط بأي رجل قد يؤذي قلبها "
قهقهت السيدة أوه لتحتضنه
" نعم، وهذا رأيي أيضاً "
_________________
ييشينغ pov
شعور بلسعة حارقه بصدري يُصاحبه شعور بالتخدير في جزئي الأيسر كان يُصبح أقوى و أسوأ تدريجياً حتي شعرت بأنه لا يُطاق لأُفرّق بين جفوني
أعدت إغلاق عيناي حين لم أتحمل ذاك الضوء القوي ثم تدريجياً بدأت بفتحها مُجدداً إلي أن اعتدت علي الإضاءة
حركت عيناي أتفحص هذه الغُرفة ذات اللون الأبيض حتي استقرت عيناي علي هذا العامود المُتواجد بجانب سريري حيث يحمل أنبوب مُغذي يتصل بيدي
أطلقت نفساً عميقاً مُهتزاً حين رأيت والداي يجلسان علي الأريكة بركن الغُرفة المُقابل لي
بالرغم من رغبتي في لفت نظرهما إلا أنني لم أتمكن من ذلك، شعرت بأن لساني ثقيل لذا استسلمت أنتظر أن يُعيراني انتباههما
و قد طال إنتظاري فأمي بملامحها المُنزعجة تلك لا تبدو و كأنها ستُنهي نقاشها عند نقطة قريبة
"أمـ.. أمي"
همست بأنفاس ثقيلة لكنهما لم ينظرا نحوي فبللت شفتاي
"أبي"
صوتي كان أكثر علواً فالتفت لي أبي أخيراً
"ييشينغ"
كلاهما ركض نحوي فأغلقت عيناي بألم حين ارتطمت أمي بكتفي المُتأذي
"آسفة، آسفة... بُني أنت بخير صحيح؟"
احتضنت وجنتاي بلهفة فأومأت إليها بإبتسامة مُزيفة و كفي اليُمني احتضنها والدي يُقبلها عدة مرات حتي ضغطت علي يده كي يتوقف عن ذلك
"سأُحضر الطبيب "
أبي نبس قبل توجهه نحو الخارج لأُحرك عيناي معه لكن قبل أن يُغلَق الباب اندفع مرة أخرى مفتوحاً حين اقتحم سيهون الغُرفة بوجه لا يُمكنني وصفه
قهقهت حين فكرت في أنه يُشبه الأطفال بهذه اللحظة لكن سرعان ما تأوهت للألم الذي شعرت به يحتل يسار صدري
" و أخيراً استيقظت أيها الوغد؟ هل تعرف كم قلقت عليك؟"
وبخني بعدما وقف بجانبي و أمسك بيدي يعتصرها بقوة، و رغم أن ذلك مؤلم إلا أنني أعرف أنها طريقته في إخباري بمدي قلقه
" ما هذه الهمجية؟ إنه مريض، ابتعد عنه"
أمي نهرته بحدة لأنظر إليها ثم أعدت نظراتي نحو سيهون الذي ابتسم لي مُتجاهلاً ما قالته
مهلاً...
تجاهلها؟!
سيهون لم يغضب؟!
لا بد أنني لم أستيقظ بعد
End pov
-----------------------
عاد السيد چانغ إلي الغُرفة مُجدداً و معه الطبيب فعاد سيهون بخطواته إلي الخلف ليتقدم من جونغ هو الذي يقف أمام الباب بسعادة يُراقب رئيسه
" أخبر كاثرين أنه استيقظ"
ابتسامة جونغ هو السعيدة تلاشت لينظر إلي سيهون بفراغ قبل أن يتنهد
"سيد أوه أردت إخبارك بهذا عدة مرات بالفعل لكن بكل مرة كنت أتراجع... أنا لم أعد مُساعدك لذا لا تأمرني بفعل أشياء لست مُكلفاً بها"
همهم سيهون بإيماءة بسيطة ثم أمال برأسه يتسائل بهدوء
" إذاً لن تُخبرها؟"
ابتلع جونغ هو ريقه بتوتر و ضم شفتيه بحنق بينما يومئ
" سأفعل "
ربت سيهون علي كتفه بإبتسامة ساخرة و ابتعد بعدها عن الغُرفة فزفر الآخر ليتوجه إلي غُرفة كاثرين
_________________
" ماريا، ساعديني لأستلقي"
همست كاثرين بنعاس فأومأت ماريا و وقفت من مكانها ثم اقتربت منها كي تُساعدها
" ادخل"
هتفت ماريا تسمح لمن بالخارج بالدخول بينما تسحب الغطاء تضعه فوق جسد كاثرين فتقدم منهما جونغ هو بإبتسامة عريضة
" السيد ييشينغ قد استيقظ"
اتسعت أعين ماريا بتفاجؤ و حركت عينيها سريعاً نحو كاثرين التي انتفضت بجذعها
" حقاً؟ هو بخير صحيح؟"
اومأ فنثرت الغطاء بعيداً عن جسدها و لم تنتظر ماريا أن تُساعدها فوقفت عن السرير سريعاً مما جعل الأخري تجفل
" انتظري سأُحضر مقعداً كي..."
"لا، لا أنا بخير... هيا بنا"
قهقهت بحماس و هي تسير نحو الباب بخطوات غير مُتزنة فضحكت ماريا بخفة ثم لحقت بها كي تُساعدها
كاثرين لم تُفكر لحظة بطرق باب غُرفته، فقط اندفعت نحو الداخل مما جذب الإنتباه نحوها
"ييشينغ"
تمتمت بعبوس و خطت نحوه فتحرك يحاول أن يستقيم و والده هرع لمُساعدته بينما والدته انعقد حاجبيها لتتقدم منها تحاول منعها لولا ماريا التي وقفت أمامها تصدها عن الوصول إلى الأخري
" اخرجا من هنا الآن"
السيدة چانغ هسهست من بين أسنانها فابتسمت ماريا ببرود
" استرخي فلم يعد بوجهكِ مساحة للمزيد من التجاعيد"
ربتت ماريا علي كتفها بإستفزاز و التفتت بعدها تنظر نحو صديقتها
أعين ييشينغ تفحصت كاثرين بقلق ليُمسك بيدها ما إن وقفت بجانبه بينما والده كان يتفحصها بإهتمام
" ماذا حدث لكِ؟"
سألها بنبرة ثقيلة ليضغط علي كفها بخفة فابتسمت كاثرين من بين دموعها بينما تهز رأسها إلي الجانبين و بحذر جلست علي طرف السرير بجانبه
" أنا بخير، أنا بأفضل حالاتي الآن"
" إذاً.. لم تبكين؟"
همس بخفوت و رفع يده نحو وجنتيها ليمسح دموعها برّقة
" لأنني سعيدة لكن ...ألم تعدني أنك ستعود بخير؟ "
" و هل هو من أصاب نفسه بهذه الطلقة؟ أتسائل من ينحس حياته؟"
رفع ييشينغ عينيه ينظر إلي والدته بتأنيب فتنهد والده و تقدم منها يُمسك بمرفقها
" تعالي معي "
"اتركني، أخبرتك أنني لن أوافق علي هذه العلاقة"
انعقد حاجبيه ليجذبها معه بخشونة كي يخرجا من الغُرفة مُتجاهلاً محاولتها في التحرر منه فقلبت ماريا عينيها قبل أن تلحق بهما هي الأخري
" آسف، تعرفين أمـ... "
هزت كاثرين رأسها بإبتسامة تُقاطعه ثم أخفضت عينيها تنظر إلى كفيهما
" ما الخطب؟ "
استنشقت ماء أنفها و هزت رأسها مُجدداً ثم ابتلعت غُصتها تهمس بصوتٍ مُختنق
" لا أعرف ماذا أقول... عقلي تجمد"
قهقهت لتهز رأسها إلي الجانبين ثم رفعت عينيها نحوه
" ماذا حدث لكِ؟ "
همس بتساؤل بينما يُشير بعينيه إلي ذراعها المكسورة
" هذه قوة الحب بيننا "
ضحكت تُمازحه تقصد بذلك أنه هو الآخر قد تأذي ذراعه فانعقد حاجبيه
"كاثي"
" للتو استيقظت لذا اصمت و دعني اتأملك و لنتحدث لاحقاً"
تنهد بعمق و همهم إليها بإستسلام
_________________
" توقفي عن تصرفاتك هذه، ابننا قد نجا من الموت بمعجزة و أنتِ تسعين إلي افتعال المشاكل فقط؟"
السيد چانغ صرخ بهمس كي لا يجذب الانتباه إليه هو و زوجته فتكتفت الأخري
" و هل أتركه يذهب إلي الهلاك بقدميه؟"
" ييشينغ ليس طفلاً لذا دعيه يتخذ قرارات حياته بنفسه "
صوته ارتفع قليلاً بإنفعال فأشاحت بنظراتها بعيداً عنه تقول بسخرية
" لقد اعتدت علي عدم التدخل في هذه الأمور لذا افعل ذلك الآن أيضاً"
"و لأنني اعتدت علي عدم التدخل فهذه المرة سأكون أنا من أتخذ القرار و أنتِ ستُنفذين ما أقوله "
أشار إليها بتحذير فأومأت بلا مُبالاة
"عد إلي الصين و اهتم بعملك"
" سأعود و ستعودين معي"
"لن أفعل ذلك قبل أن أتأكد من ابتعاد ييشينغ عن هذه الحقيرة "
هسهست بإنزعاج ثم تخطته كي تعود إلى الغُرفة فاستوقفها بجدية يقول
" علاقتهما مُقابل علاقتنا "
التفتت تنظر إلي ظهره بعدم تصديق و بخطوات واسعة عادت تقف بمكانها السابق أمامه
" ماذا تقصد؟ "
رفع عينيه ينظر إليها قليلاً ثم أجابها بهدوء
" لقد تغاضيت عما فعلته في هذه المسكينة قبل سنوات، تغاضيت عن عودتك إلي كوريا بدون معرفتي بذلك، و تغاضيت أيضاً عن هجومك عليها و أذيتها بهذه الطريقه...لكن إذا كُنتِ تُريدين إهانة ييشينغ بتحكمك في حياته و كأنه طفلاً صغيراً فلن أتحمل ذلك"
تخطاها ليعود إلي الغُرفة حيث كاثرين و ييشينغ بينما هي ظلت بمكانها تنظر إلى الأرض بعدم تصديق لما قاله
بعد أسبوع
الشُرطة اقتحمت ذاك المطعم الفاخر تُحدث الفوضي في الأرجاء بينما الطاولة المقصودة كانت الأكثر هدوءاً... حيث رجلاً و إمرأة يجلسان مُتقابلين و يتبادلان حقيبتين إحداهما أكبر من الأخري بقليل
" لا تتحركا"
تقدم منهما الشُرطي يُشير إليهما بمُسدسه فرفعت ماريا عينيها ببرود تنظر نحوه
"عذراً؟"
"السيد أوه سيهون يتهمك بسرقة طقم مجوهرات من مجموعات أوه "
أشار إلي الخلف حيث يقف سيهون مُتكتفاً و حاجبيه معقودين بشدة فابتسمت ماريا بخفة لتفتح الحقيبة الأكبر
" هل تبدو هذه كمجوهرات ؟"
استقام سيهون بوقفته ينظر إلي تلك الحقيبة التي لم تكن تحمل سوي لوحة واحدة صغيرة الحجم و تقدم من الطاولة ليجذب الحقيبة الأخري يفتحها فوجد بها الأموال
"اسمك ليس متواجداً علي هذه الأموال سيد أوه، لذا لا أعتقد أنها تخصك "
أغلق سيهون حقيبة الأموال بعنف لتتسع ابتسامة ماريا و هي تنظر إلى تلك الحقيبة بهدوء
" لماذا وضعتي اللوحة بهذه الحقيبه؟"
قلبت شفتيها بعدم إهتمام ثم وقفت من مكانها لتكن مُقابلة له
" أفعل ما أريد "
التفتت بعدها تنظر الي ذاك الشُرطي
" هل تعرف عقوبة إتهامكم الباطل هذا؟"
انحني إليها الآخر مُعتذراً ثم انحني إلي سيهون لتُغادر الشُرطة حينها بينما نظرات سيهون إلي أعين ماريا كانت تُصبح مُظلمة أكثر فاتسعت ابتسامتها
"لا أحد يجرؤ علي العبث معي سيد أوه "
ضم قبضتيه بغضب يحاول تمالك أعصابه ثم اقترب منها و هسهس أمام وجهها مباشرةً حيث يُمكنها الشعور بأنفاسه الساخنة تضرب وجهها
" إذا ظهرتي بوجهي مُجدداً سأقتلكِ"
To be continued........
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top