22

Start

كاثرين pov

لم يكن مجرد شعور بالخوف من الوحدة كما أوهم نفسي لكنني أحاول بشتي الطرق تخفيف هذا الشعور البغيض و السيطرة على أفكاري التي تُخبرني بأنها المرة الأخيرة لنا سوياً

تلك الأفكار التي تُخبرني أنني لن أراه مرة أخرى، أنني لم أودعه مؤقتاً بل إلي الأبد

رنين الجرس كان بمثابة نجدة لي، نجدة من أفكاري و وسواس عقلي

ركضت بلهفة كي أفتح الباب، لهفة لإحتضان ماريا التي ستمدني بالراحة و الأمان

ربما تكون هي قادرة علي إقناعي بما أريده أنا

لكن كل ذلك تلاشي...أفكاري كذلك تلاشت لأنها تمثلت بواقعي

لا أعلم لماذا ابتسمت حين رؤيتها أمامي!

أكانت سخرية من نفسى؟ لأنني ظننت أن كلمات ييشينغ كافية لأشعر بالأمان؟

أي أمان و والدته هي كابوسي

رفعت عيناي ببطئ أنظر إلي تلك الأجساد الثلاثة التي تقف خلفها

بالمرة السابقة أتت وحدها لتهديدي لكن حضورها اليوم مع هؤلاء الرجال جعلني أدرك أنها لم تأتي لمجرد الحديث و التفاوض معي

فرّقت بين شفتاي أطلق صرخة مذعورة حين أشارت لهم بالتقدم مني لأركض نحو الداخل لكن سرعان ما ارتفع جسدي عن الأرض و أصبحت أسيرة بين ذراع أحدهم

" أخبرتك أن تبتعدي عنه بهدوء"

هسهست بحنق و تلي ذلك صفعة قوية أدارت وجهي إلي الجانب الآخر

و صوت صفير عالٍ أخذ يتردد برأسي فلم أسمع سواه لوقت طويل فهذا الذي صفعني تبدو يده قوية و ضخمة مقارنة بوجهي

"اتركوني"

صرخت بذعر أحاول التحرر منهم حين اقترب مني مرة أخرى، و رأيتها تُغلق الباب علينا

كنت خائفة مما هم مُقبلين علي فعله بي

أهم هنا فقط لضربي؟ أم أنها تسعي لشيئ أكبر من ذلك؟ شيئ يقتلني حية و يجعل ييشينغ ينفر مني للأبد

يد ما منعتها من إغلاق الباب و ظهرت ماريا أمامي حينها

"هل ستُغلقين بوجـ..."

توقفت عن الحديث حين رؤيتها أنني لم أكن الشخص الذي يُغلق الباب و بخطوات واسعة تقدمت من هذا الضخم الذي يُقيدني لأجد نفسي أحتضن الأرض

"هل فقدتي عقلكِ أيتها العجوز؟"

هسهسهت بغضب و ساعدتني بالوقوف ثم ابتعدت بي عنهم لأرى ذاك الضخم يُمسك بأنفه الذي سالت دمائه بفعل ماريا

" العاهرة الثانية أتت"

تشبثتُ بماريا من الخلف فوضعت ذراعها أمامي تحاول حمايتي منهم لكن أليس رجال ييشينغ في الخارج؟

هل أطلب مساعدتهم؟ كيف أفعل ذلك و هذه الأجساد تقف حائلاً بيني و بين الباب

والدة ييشينغ أشارت لرجالها مُجدداً فاقتربوا منا، و ماريا لم تكن ضعيفة لمواجهتهم لكن الثلاثة كانوا أضخم من أن تواجههم وحدها

ركضت كالجبانة نحو النافذة لأصرخ كي أطلب النجدة، و لا أعرف هل ذاك الرجل التابع لييشينغ خرج من السيارة لأنه سمعني أم أنها مجرد مصادفة

و لم أتمكن من اكتشاف ذلك فتم سحبي إلي الخلف من قبل أحد الرجال

جرّني من شعري علي الأرض و أنفاسي كانت تثقل حينها، حتي صوت صراخي لم يكن يخرج بسبب البكاء الذي يخنقني

كان هذا مُهيناً، و مُخيفاً

"اتركها أيها السافل، أقسم سأقتلك إن لم تفعل"

صوت صراخ ماريا كان بعيداً و أصبح أكثر بُعداً حين ضُرب رأسي بالأرض بقوة

لكنني كنت قادرة علي سماع صوت صراخ ماريا الغاضب الذي تحول إلي صراخ متألم فجأة

و أنا تلقيت ضربة قوية على ذراعي، ثم ضربة أخري بجانب خصري لأُطلق صرخة شعرت حينها بأن أحبالي الصوتية قد تقطعت

جسدي تلقي الكثير من الضرب و لم أكن قادرة علي الدفاع عن نفسي أو حتي تحريك رأسي لرؤية ما حدث لماريا

صفير أذني عاد مُجدداً و معه أصواتاً عالية فوضوية لم أفهم شيئاً منها

لكن كل ذلك تلاشي تدريجياً، كل شيء أصبح مُظلماً

End pov

---------------------

مينهو وقف أمام غرفة المشفي يلتقط أنفاسه لينظر إلي رجال ييشينغ المتواجدين هناك فاقترب من أحدهم يُمسك بياقته

"ألم يطلب منكم حمايتها؟"

"السيد ييشينغ حذر من تركها تخرج وحدها أو زيارة شخص غريب لها لكنها كانت السيدة چانغ من أتت لذا لم نكن واثقين من التدخل، أعتذر سيدي "

اعتذر الآخر بخجل و أخفض رأسه فتركه مينهو و هو يلتقط أنفاسه بإنفعال ثم دار حول نفسه

" و ماريا؟ أين هي؟"

وقف من جديد أمام ذاك الرجل

"كلتاهما بالداخل"

زفر مينهو ليمسح علي شعره ثم طرق باب الغُرفة قبل أن يدخل

زم شفتيه بعبوس حين رؤيته ماريا تنظر إلي الأرض بشرود، و وجهها قد تورم و امتلأ بالكثير من الكدمات، بينما علي السرير أمامها كاثرين

لكن الأخري كانت بحالة أسوأ

تقدم بحذر من ماريا ثم انحني ليجلس علي رُكبتيه أمامها مُمسكاً بيديها

"ماريا"

لم يتلقى رداً منها فضغط علي يدها بخفة لتجفل ثم رفعت عينيها تنظر إليه

" كان يجب أن أحميها"

تمتمت بصوتٍ مُختنق ليُبلل الآخر شفتيه

" إذا أردتما الرحيل فسنرحل جميعاً عن كوريا و لن نعود إلي هنا مرة أخرى، سنبتعد عن كل شيئ هممم؟"

ابتلع غُصته ليقف و احتضنها بقوة فتشبثت به ماريا بينما تحاول كبت دموعها

جلسا بجانب بعضهما في صمت لساعات طويلة بينما يُراقبان كاثرين التي لم تستيقظ بعد

ذراعها المكسورة و ضلعها الأيمن قد تأذي بسبب الضربات القوية التي حصلت عليها كما وجهها الذي نال كفايته من الأذي...علي الأقل رأسها لم يتأثر من الداخل بالرغم من حصولها علي ضربة قوية عليه

كانت علي عكس ماريا فهي لم تتمكن من الدفاع عن نفسها، لكن الأخري دافعت عن نفسها حتي اللحظة الأخيرة، و ربما ما ساعدها هو دخول رجال ييشينغ في الوقت المناسب حين ضعفت قواها

" أعرف أن ييشينغ لا دخل له فيما حدث، كما أنه حاول حمايتها حتي في غيابه و لكن..."

مينهو نبس بهدوء فحركت ماريا رأسها ببطئ حتي استقرت بعينيها علي وجهه ليُكمل

" وجوده بجانب كاثرين خطر عليها"

" والدته قبل أن تُغادر هددت بقتلها إذا اقتربت منه مُجدداً"

ماريا ابتسمت ساخرة بينما تتذكر آخر ما قالته والدة ييشينغ قبل رحيلها

" لقد استغلت فرصة عدم وجود ييشينغ و تواجد كاثرين وحدها، و لا أعرف إلي أي مستوي كانت ستصل إن لم أكن هناك في الوقت المناسب...لم يعد بإمكاني التحدث بثقة بأنني سوف أحميها، ليس بعد أن حدث هذا في وجودي"

ضمت شفتيها بعبوس فتنهد مينهو و أحاط كتفيها بذراعيه يحتضنها بلطف

" لا أفهم لماذا نتلقى هذه الكراهية فقط لأننا خسرنا والدينا؟ ألا يموت البشر كل يوم؟ ألن يمت هؤلاء الكارهين يوماً ما أيضاً؟! "

تمتم بحنق فأغلقت ماريا عينيها بضيق لتدفن وجهها بصدره

" ما رأيكِ أن تعودي إلي المنزل كي تحصلي علي قسط من الراحة و أنا سأبقى بجانبها؟ "

مينهو همس بلطف و هو يُداعب شعر ماريا فهزت رأسها ضد صدره ترفض ذلك

" أنتِ أيضاً مُتعبة بسبب ما حدث كما أن بقاؤك هنا لا داعي له..."

دفعها بخفة كي تبتعد عنه ثم أمسك بيدها

"أعرف أنكِ قلقة و لكن صدقيني وجودكِ لن يؤثر بشيئ سوي صحتك لذا عودي إلي المنزل و أنا سأبقى معها، كما أن رجال ييشينغ يقفون في الخارج و لن يغادروا"

ابتسم بخفة ثم أخفض عينيه ينظر إلي هاتفها

" و ذاك الذي لا يتوقف عن الإتصال لا بد أنه قلق"

أنزلت ماريا نظرها نحو هاتفها لتنظر إليه بصمت فربت مينهو علي كتفها بحركة خفيفة تسببت في تجعد ملامحها بألم

" ارتاحي أولاً ثم عودي إلي هنا و أنا لن أغادر لكن لا تُخبري مينا بشيئ فأنا أخبرتها أنني سأتأخر بالعمل فلا تُثيري قلقها هي الأخري "

________________

ألقي سيهون هاتفه علي الأريكة بجانبه بغضب حين لم تُجب ماريا اتصاله

الوقت كان قد تعدي منتصف الليل و هي لم تعد بعد، كما أنها لا تُجيب اتصالاته

ساعة جرّت الأخري و هي كانت لاتزال تتجاهل إتصالاته و قد تُغلق الإتصال أحياناً و هذا كان يثير غضبه أكثر فأكثر

ابتسم بسخرية حين سمع صوت باب الشقة يُفتح ليرفع عينيه نحو الساعة التي تُشير إلي الخامسة صباحاً

" و أخيراً عادت الملكة؟"

وقف من مكانه ليُكمل بنبرة غاضبة بوضوح

"ألم تقولي بأنكِ لن..."

التزم الصمت حين التفت نحوها فتلاشي غضبه و حل محله القلق

" ماذا حدث؟"

بخطوات واسعة سريعة أشبه بالركض تقدم منها حتي وقف أمامها مُشتتاً يتفحص وجهها المتورم، و حين رفع يده بتردد كي يلمسه أشاحت ماريا بوجهها جانباً بنظرات باردة تعلو عينيها

" من فعل هذا بكِ؟"

سأل بأنفاس ثقيلة بينما صدره أخذ يعلو و يهبط بوتيرة سريعة قليلاً

" ماريا من..."

"مجرد حادث"

قاطعته بصوتٍ هادئ تدّعي أنها بخير إلا أنه قد شعر بنبرتها المُختنقة التي تحاول السيطرة عليها لذا هو فقط زيّف تصديقه لها بأنه مجرد حادث

" هل تأذي أحد آخر؟ "

بنبرة حنونة لم تعهدها منه من قبل سأل بإهتمام فرفعت عينيها تنظر إليه

" هل يمكنك أن... "

تمتمت بضعف لتبتلع ريقها بغصة توسطت حلقها فهمهم بتفهم ثم أحاطها بذراعيه

" لا بأس"

همس بخفوت و عناقه حول جسدها اشتد حين تشبثت به بقوة ليُقبّل جانب رأسها بينما إحدي كفيه ارتفعت قليلاً حتي استقرت على رأسها من الخلف

سيهون فضّل التزام الصمت و عدم السؤال عن أي شيئ كما رأي بأعين ماريا اللامعة

بدت و كأنها توشك علي البكاء لكن تتماسك لذا لم يرغب بأن يضغط عليها أكثر كي لا تبكي و هذا لن يُعجبها

بلل شفتيه و هو يبتعد قليلاً ينظر إليها حتي رآها نائمة بعمق فانسحب مُبتعداً عن السرير حيث تنام هي و توجه إلي الخارج يتفحص سيارتها

"توقعت هذا"

همس بتنهيدة عميقة حين لم يري خدشاً واحداً يدل على تعرضها لحادث

كدمات وجهها لا تبدو كحادث سيارة أو حتي حادث سير

مسح علي وجهه بإحدى كفيه قبل أن يعود إلي الداخل ليتمدد بجانب ماريا ثم جذبها نحوه ليستقر رأسها فوق صدره و ذراعيه تُحيطان بجسدها

___________________

" عُدت باكراً اليوم!"

هيونا رمشت بإستغراب حين عاد بيكهيون من جامعته بوقت مبكر فهمهم بتعب و اقترب منها ليُقبّل رأسها و ترك قبلة فوق رأس الصغير ييدام الذي يتخذ من قدميها مجلساً

" أُلغيت المحاضرة الأخيرة، و هذا جيد فرأسي يكاد ينفجر"

" نم قليلاً حتي يجهز الغداء "

أومأ إليها ليُحرك قدميه كي يصعد إلي غرفته فاستوقفته قائلة

" هيبا قادمة اليوم"

توقف بمكانه لوهلة يستوعب ما قالته حتي اتسعت عينيه و التفت إليها بحركة سريعة

" أين؟"

قهقهت هيونا علي ردة فعله و رفعت كتفيها بينما تُجيبه

" هنا بالقصر...لا أريد أن أبني آمالاً زائفة لكن يبدو أنها ستأتي لتبقى معي فحديثها كان يُشير إلي ذلك و بالوقت ذاته والدتها قادمة لذا لا أعرف"

زم بيكهيون شفتيه و هو يُحرك عينيه في الأرجاء بينما يُفكر

هل ربما والدتها قادمة لتوبخه و تم اكتشاف أمر تسلله إلي غرفة هيبا؟ لا إذا كان الأمر كذلك فمن سيأتي سيكون عم أخيه هو القادم ليقتله

ضيّقت هيونا عينيها بشك و هي تنظر إلى ملامح بيكهيون التي تتغير بكل لحظة تمر و كأنه يتحدث مع نفسه

" هل افتعلت مصيبة ما؟"

جفل بتفاجؤ ليهز رأسه إلي الجانبين بعنف

" أنا لست شخصاً يفتعل المصائب"

"قولك هذا يُخيفني أكثر"

علّقت ممازحة فقهقه ببلاهة قبل أن يسير بخطوات مُتجمدة نحو السلالم

__________________

" لقد أخبرت خالتي هيونا بأننا ذاهبتين إليها "

هيبا تحدثت بتوتر لتضع هاتفها جانباً فهمهمت إليها والدتها بإبتسامة

" أمي.. لماذا سنذهب إلي هناك؟ "

ابتلعت ريقها بصعوبة حين نظرت إليها والدتها بهدوء

" أنتِ لا تنوين الشجار مع بيكهيون بسبب انفصالي عن هيوك صحيح؟ "

" هيبا.. "

تنهدت والدتها لتترك الأريكة التي تجلس عليها و تقدمت تجلس مجاورة إلي هيبا ثم احتضنت يديها بين خاصتيها

" لا يتعلق كل شيئ بـهيوك، علاقتكما انتهت و الحديث عن كل ما يخصها انتهي كذلك...أنا و هيونا صديقتين قبل كل شيئ لذا أريد رؤيتها و... تعرفين أحاديث نساء"

رفعت كتفيها بنهاية حديثها فضمت هيبا شفتيها تومئ بتفهم

" و لماذا تُريدين مني أن أذهب معكِ؟ "

" ألا تُريدين الذهاب؟ يُمكنكِ البقاء هنا إذا... "

هزت هيبا رأسها إلى الجانبين بعنف تنفي ذلك فقهقهت والدتها لتجذب رأس هيبا إلي صدرها و احتضنت الأخري خصرها بذراعيها

___________________

" ما الأمر هيرين؟"

همس بصوتٍ ناعس ليجذب ذراعه من أسفل رأس ماريا بينما يبتعد عنها

" لا لم أنسي، جهزي كل شيئ إلى حين مجيئي"

أغلق الهاتف و وضعه فوق الطاولة بجانبه ليلتفت حيث ماريا و بحذر انحني نحوها و ترك قُبلة طويلة فوق جبينها قبل أن يبدأ بتجهيز نفسه من أجل العمل

بعد ما يُقارب الساعة كان سيهون يسير بحاجبين معقودين بطرقات شركته متوجهاً إلى مكتبه و ما إن دخل حتي لحقت به هيرين

" اجتماعك مع السيد سونغ قمت بتأجيله لأنك تأخرت و لم تكن تُجيب هاتفك، لذا أعتذر على تصرفي المتسرع"

تنهد سيهون ليهز رأسه إلي الجانبين

"لا، جيد ما فعلته"

" ستتم المُراجعة مع الخبراء في الساعة الثانية أي بعد عشر دقائق من الآن، كل شيئ جاهز و السيد أوه قد وصل بغرفة الإجتماعات منذ فترة "

همهم سيهون ليسحب بعض الملفات من درج مكتبه ثم أوصده مجدداً قبل أن يخرج من هناك متوجهاً إلي غرفة الإجتماعات

انحني برأسه بخفة إلي عمه الذي كان يجلس هناك فأومأ إليه الآخر بينما يُحرك عينيه معه حتي ترأس سيهون الطاولة

" سيهون"

التفت نحو عمه الذي يجلس مجاوراً له ثم رفع حاجبيه يحثه علي الحديث فقال الآخر

" في طريقي إلى هنا استوقفتني الصحافة يتسائلون عن قضية صديقتك الطبيبة سوهي فهل تعرف شيئاً بخصوص سحب البلاغ بطريقة مفاجئة؟"

عقد سيهون حاجبيه بإستغراب ليهز رأسه بالنفي فأومأ عمه بتفهم و قال بجدية

" دعنا نتحدث بشأن هذا بعد الإجتماع"

_________________

"كيف حالك هيونا؟ "

السيدة أوه احتضنتها بإبتسامة بسيطة تعلو ثُغرها فابتسمت هيونا هي الأخري و هي تبادلها العناق

" أين ثيابك؟"

سألت هيبا بمجرد أن ابتعدت عن والدتها فابتسمت هيبا بعدم فهم و هي تنظر إلي ثيابها التي ترتديها

" أقصد حقيبة ثيابك، ألم تعودي لتبقى معي؟ "

ضحكت هيبا كما والدتها التي احتضنت ذراع هيونا بينما تتوجهان نحو الداخل

" هيبا ابنتي أنا، توقفي عن سرقتها مني "

" لا هي ابنتي أنا، أليس كذلك هيبا؟"

التفتت برأسها نحو هيبا بمجرد أن جلسن ثلاثتهن بغرفة المعيشة فابتسمت المقصودة بخجل

" ييدام نائم؟ لقد اشتقت إليه"

تحدثت تُغير الموضوع فـنفت هيونا برأسها

" إنه بالغُرفة مع بيكهيون يدرسان سوياً "

ختمت حديثها بقهقهة خافته فرفعت السيدة أوه حاجبيها بتفاجؤ لتنظر إلي هيبا ثم أعادت نظراتها إلي هيونا

"يدرسان؟ بيكهيون و ييدام؟ معاً؟ و يدرسان؟ "

ضحكت بعدم تصديق بينما هيبا ضمت شفتيها بإبتسامة تحاول اخفائها

" منذ أن بدأت الدراسة و هما يفعلان ذلك، و يبدو أن ييدام اعتاد علي الأمر أيضاً"

همهمت السيدة أوه بتفهم لتقول هيونا بحماس

" سأطلب من الخادمة أن تُحضر ييدام الـ... "

" لتفعل هيبا ذلك "

هيونا، و هيبا نظرا إليها بتفاجؤ فابتسمت هي بخفة

" هذا لنحظي بحديث وحدنا "

رمشت هيبا بعدم فهم  لـتصرفات والدتها الغريبة منذ الصباح و حركت عينيها تنظر إلى هيونا التي لم تقل صدمة عنها

"ااه.. بالطبع فلتصعد هيبا، إنهما.. بغرفة بيكهيون"

قهقهت بحديثها المُتلعثم فوقفت هيبا بتردد لتنظر إلي والدتها للمرة الأخيرة تتأكد أنها تتحدث بجدية فأشارت إليها الأخري بأن تذهب ففعلت ذلك بخطوات متعثرة

" ماذا يحدث هنا؟"

هيونا همست بتساؤل بمجرد أن خرجت هيبا من غرفة المعيشة فتنهدت الأخري و وقفت من مكانها قائلة

"لنتحدث بالحديقة"

همهمت هيونا بعدم فهم لتلحق بها حيث الطاولة الدائرية المتواجدة بالحديقة ثم جلستا هناك متجاورتين

" تعرفين هيونا! أحياناً نقسو علي أطفالنا حين نُفكر أننا نختار ما هو صواب لهم علي عكس اختياراتهم التي تبدو عشوائية أو غير مدروسة...بالطبع فعلتي هذا مع أبنائك، علي الأقل مع بيكهيون"

"فعلت هذا كثيراً معه"

قلبت عينيها بسخرية تتذكر المرات العديدة التي ركضت فيها خلفه بمضرب والده كي تؤدبه علي أفعاله

" هيبا تُحب بيكهيون منذ سنوات، سنوات طويلة قضتها ابنتي أمام عيناي تحب شخصاً من طرف واحد و هو كل يوم مع امرأة مختلفة و لا يراها أبداً.."

تنهدت هيونا لتحك جبينها

" لماذا تذكرين هذا الأمر الآن؟"

" طوال تلك السنوات التي أحبت فيها بيكهيون لم أراها يوماً حزينة و ذابلة كما كانت بالفترة الأخيرة، حتي مع معرفتها بوجود بيكهيون مع امرأة غيرها لم تكن بهذا الحزن الذي رأيته في عينيها مؤخراً...هيبا منذ أن عُقدت خُطبتها هي و هيوك و هي طوال الوقت شاردة و حزينة، ظننت أنه ربما بسبب مشاعرها نحو بيكهيون لكن بالرغم من أننا أخبرناها أننا لسنا مُقتنعين ببيكهيون إلا أنها أصبحت بخير بعد بضعة ساعات فقط من انتهاء كابوسها "

همهمت هيونا بعدم فهم لتتنهد السيدة أوه

" هيبا فسخت خُطبتها البارحة "

" ماذا؟ "

أعين هيونا اتسعت و لم تتمكن من حبس قهقهتها السعيدة

" آسفة لكن.. "

وضعت كفها أمام شفتيها تحاول كتم قهقهتها و مجدداً هي فشلت

" يا إلهي أنا حقاً آسفة لكنني سعيدة بذلك "

ضحكت السيدة أوه لتمسح تلك الدمعة التي فرت من عينيها

" هيونا أنا لا أملك سوي هيبا، و لا أريد رؤيتها تعيسة بسبب حُباً فاشلاً...أريد مُساعدتها و لا أعرف كيف أفعل ذلك، هذا يؤلمني أنا و والدها"

"مهلاً، هل تقصدين بيكهيون بهذا الحديث بطريقة ما؟ "

هيونا قاطعتها بشك فتنهدت الأخري بضيق

" أعرف أن بيكهيون ليس مُضطراً لأن يقع في حبها لكن في حديث هيبا لفت انتباهي حين ذكرت تغير بيكهيون من أجلها...إن لم يكن بيكهيون جدياً فلتطلبي منه أن يبتعد عنها رجاءً، رجاءً هيونا لا أريد لإبنتي أن تتعذب أكثر من ذلك "

ابتسامة هيونا كانت تتسع تدريجياً مع حديث الأخري لتُمسك يدها

" بيكهيون لا يعبث بمشاعر هيبا ... لقد تغير كثيراً، يذهب إلى الجامعة و يدرس بجد كما أنه ابتعد عن النساء و الشرب تماماً... عادات بيكهيون تغيرت و شخصيته كذلك لذا هذه المرة أنا واثقة به...هو يفعل كل هذا من أجل هيبا "

ضمت السيدة أوه شفتيها بتردد لتضغط هيونا علي كفيها

" هيبا ابنتي كما هي ابنتك و لو أنني أمتلك شكاً نحو بيكهيون فلن أساعده فيما يفعله...أنا لست مستعدة لخسارة ابنة أخري"

ابتسمت بإنكسار نهاية حديثها فاقتربت منها الأخري تحتضنها بتنهيدة عميقة غادرت ثُغرها

__________________

" هذا خاطئ ييدام"

بيكهيون صاح بدرامية يُلقي اللوم علي الصغير الذي لم يفعل شيئاً سوي أنه يعبث بالأقلام الخاصة ببيكهيون فوق الطاولة

و المقصود رفع عينيه ينظر إليه لبعض الوقت ثم أخفض رأسه يُكمل ما كان يفعله بينما بيكهيون سحب الممحاة ليُزيل آخر الخطوات التي قام بحلّها بتلك المسألة التي تُزعجه

" ماذا تظن الإجابة الصحيحة هممم؟"

همهم بتساؤل يحك ذقنه بمؤخرة القلم، و هيبا التي تُراقبه من خلف الباب ابتسمت دون تحكم منها

بيكهيون بدا لطيفاً مع شعره المُبعثر هذا و عبوسه الذي يعلو شفتيه

لطيف لدرجة أربكت معدة هيبا

" أين الكتاب؟"

هتف ليبحث عن الكتاب بين كومة الأوراق المُبعثرة فوق مكتبه حتي شعر بوجود شخص أمام الباب ليرفع رأسه ينظر هناك

جفلت هيبا حين التقت نظراتها مع خاصة بيكهيون و استقامت بجذعها بينما عينيها ترمشان بوتيرة سريعة في حين تجمد هو بمكانه لعدة لحظات

هي هنا تقف أمامه فبالطبع لن تُخطئ عينيه التي تراها و قلبه الذي ينبض الآن بالوقت ذاته

انتفض من مكانه يجعلها تجفل هي و الصغير الذي رفع عينيه ينظر إليه بعدم فهم

"هيبا"

نبس بعدم تصديق و ابتلع ريقه بتوتر فعقد ييدام حاجبيه و حرك رأسه ينظر حيث يفعل الآخر حتي رأي هيبا فاتسعت عينيه بحماس ليرفع ذراعيه في الهواء نحوها و هو يُصدر أصواتاً سعيدة

أخفضت هيبا عينيها نحو الصغير و قهقهت بخفوت لتتقدم منه ثم قامت بحمله فتعلّق بها بسعادة بينما بيكهيون ابتسم ببلاهة يقول

"ماذا تفعلين هنا؟"

رفعت عينيها تنظر إليه فاتسعت عينيه بخفة

"لا، لا... أقصد.. أعني أنتِ.. هنا بغرفتي لذا كيف دخلتي؟"

حك مؤخرة رأسه نهاية حديثه المُتلعثم فرفعت هيبا حاجبيها

"و هل أنت الوحيد المسموح له بدخول غُرفتي؟"

حرك عينيه في الأرجاء بتوتر يشعر بنفسه غبياً لهذا الإرتباك الذي استسلم إليه

"حسناً...ليس هذا ما أقصده "

تمتم بعد صمت طويل فقهقهت هيبا لينظر إليها بإستغراب

" أنتِ بخير؟"

همهمت بينما تومئ إليه ثم تحمحمت لتنظر إلي ييدام الذي أمسك بوجهها بكفيه الصغيرتين

" أمي طلبت مني أن أحضر ييدام حتي تتحدث مع خالتي هيونا وحدهما لذا أنا هنا"

"ااه فهمت "

اومأ بتفهم ليدور حول المكتب حتي وقف أمامها

" أشعر بأنني أرغب بقول شيئ ما لكنني مُرتبك للغاية لذا لا أعرف ماذا أقول"

" سوهيون أخبرتني عما فعلته معها البارحة"

ارتبك أكثر ليقول بإندفاع

" لقد فعلت هذا  كمجرد صديق أنا حقاً لا أقصد شيئاً آخر فأنا أحبكِ أنتِ فقط"

رفعت عينيها المُتسعتين نحوه و قلبها قد انقبض بعنف فقهقه بتوتر

" قُلت أحبك؟ "

قهقه مرة أخرى ثم استدار بحركة سريعة يُعطيها ظهره ليُخفي وجهه خلف كفيه

" يا إلهي"

تمتم بصوتٍ خافت ليزيح يده بعيداً عن وجهه و التفت إليها مُجدداً كي يُبرر موقفه لكنه لم يجد هيبا أو ييدام

رفع حاجبيه بتفاجؤ فهو لم يشعر بهما يُغادران

" أنت أحمق بالكامل بيكهيون"

بعثر شعره بإنزعاج ثم زفر بغضب من نفسه فلا شك أن ما قاله أزعج هيبا...لم يكن الوقت المناسب لقول هذا

جلس خلف مكتبه مُجدداً كي يُكمل دراسته لكن جُملته المُتسرعة تلك ترددت برأسه ليُغلق كل ما يوجد أمامه ثم أسرع إلي الأسفل

أبطأت خطواته حين وصل إلي الأسفل لينظر بغرفة المعيشة لكنها كانت فارغة فأكمل طريقه إلي الحديقة حتي وجدهم...حيث والدته و والدة هيبا تجلسان مُتجاورتين و تُقابلهما هيبا التي تحمل ييدام

تنفس بعمق و ألقي نحوهم نظرة أخيرة قبل أن يعود إلى غُرفته

_________________

"نعم أُدرك أنكم أصدقاء منذ سنوات لكن هذه القضية ستؤثر علي عملنا ...ليس لأجلك أو لأجلي فقط بل من أجل جميع الموظفين لدينا فإذا فشل هذا العرض بسبب هذه القضية سنقع بمأزق و حينها قد تضطر إلي دفع رواتب الموظفين من أموالك الخاصة لكن إذا فعلت هذا لشهر أو لشهرين فماذا ستفعل لاحقاً و أنت تعرف أن فضيحة كهذه ستؤدي بنا إلى النهاية "

السيد أوه تحدث بجدية ليتنهد سيهون

" لكن ألم تقل أن القضية انتهت بالفعل و ذاك الرجل سحب الشكوى؟ "

" أجل هو فعل ذلك لكن بسبب فعلته هذه انتشرت شائعات أسوأ، علي الأقل صديقتك في الوقت الحالي بخير و لن تُسجن لذا دعنا نُفكر في عملنا فقط بهذه الفترة و بعد انتهاء العرض افعل ما تشاء لكن ابقي بعيداً عنها في الوقت الحالي "

عقد سيهون حاجبيه ليومئ بإستسلام فبعد كل شيئ عمه محق بما يقول

" حسناً، لقد فهمت "

___________________

دخلت ماريا بكسل إلي المطبخ لتصنع لنفسها كوباً من القهوة، لكن علي الباب الخاص بالخزانة المتواجد بداخلها علبة القهوة وجدت رسالة مُعلّقة هناك

( اشربي كوباً من الحليب البارد أفضل من القهوة، أحبك)

ابتسمت بخفة لتُغير وجهتها نحو الثلاجة تُخرج زجاجة الحليب و ارتشفت منها القليل قبل أن تُعيدها إلي مكانها ثم عادت إلي غُرفتها مرة أخرى

غادرت المنزل بقناع وجه و نظارة سوداء لتُخفي ما حدث بوجهها فالعلامات أصبحت أكثر وضوحاً عن اليوم السابق

و حين دخلت غُرفة كاثرين وجدت مينا تجلس هناك بينما تبكي ، و مينهو يجلس علي المقعد المجاور لسرير كاثرين ينظر إليها بصمت

و بالرغم من حالتهما التي توحي بأنها لم تستيقظ بعد إلا أنها كانت مُستيقظة

تنظر إلي صديقتها الباكية بإبتسامة تُزين شفتيها التي تورمت جانبها

"كاثي"

همست و هي تقترب منها فحركت المقصودة عينيها تنظر إليها لتتسع ابتسامتها أكثر

"حبيبتي، أنتِ بخير؟"

احتضنت وجنتيها بحذر كي لا تؤلمها فأومأت كاثرين بحركة بسيطة

" ذراعي و حتي كتفي يؤلمانني للغاية و لكنني بخير"

"بشأن ما حدث..."

أغلقت كاثرين عينيها و فتحتهما بحركة بطيئه تُقاطعها ثم همست

" لم يحدث شيئاً"

" إذا أردتي فسوف نترك كوريا و..."

"لن أترك ييشينغ ماريا...بكل مرة هو الذي يتحمل المسؤولية و أقسو عليه لكنه يتشبث بي لذا أريد أن أتمسك به هذه المرة علي الأقل"

ابتسمت بعدما ابتلعت ريقها بصعوبة لتضغط علي كف ماريا

" هو لا يستحق ما أفعله به لذا.."

شهقت باكية لتحتضنها ماريا

" هذا مؤلم "

غمغمت ببكاء لتُغلق ماريا عينيها بينما تنهد مينهو بعمق حين انفجرت زوجته هي الأخري باكية

__________________

مر يومين علي بقاء كاثرين بالمشفى...رجال ييشينغ لم يتحركوا من أمام غُرفتها بينما أصدقائها الثلاثة تناوبوا علي البقاء معها

تنهدت ماريا بإرهاق بمجرد أن وضعت حقيبتها علي الأريكة فمد سيهون ذراعيه نحوها لتقترب منه ثم جلست على فخذيه و أحاطت عنقه بذراعيها فاحتضن خصرها

" سوف أطلب العشاء من الخارج، لذا احصلي علي حمام دافئ كي يُريحك قليلاً فلا بد أنكِ مُرهقة"

همهمت لتبتعد برأسها عنه قليلاً ثم حركت كفيها نحو وجنتيه تحتضنهما

" أنت دافئ"

همست بخفوت و إبهاميها يتحركان بلطف علي وجنتيه

" أيضاً أنت حنون"

ارتفع حاجبيه بخفة فابتسمت ماريا لتُقبّل جبينه بعمق ثم استندت عليه بخاصتها

" أتعرف ما هو أفضل من أن أشعر بأنني طفلة مدللة؟"

همهم بتساؤل و أغلق عينيه حين قبّلت جبينه مُجدداً

" أن أشعر بأنني آمنة و هذا ما أشعر به معك"

ابتسم بدفئ ليُحرك كفه علي ظهرها بحركات خفيفة

"أخبرتك من قبل أنني لا أريد رجلاً مثالياً بل رجلاً أكون أنا كمالته لكن الآن... "

ابتعدت برأسها عنه كي تنظر إليه ففرق بين جفونه لتلتقي نظراتهما

" لكن الآن لا أريد سواك، إن كنا كاملين معاً أو حتي ناقصين... فقط أريدك أنت"

تنفس بعمق ليرفع كفه حيث وجنتها و بلطف حرك ابهامه فوق حاجبها بينما يهمس

" و أنا سأكون بجانبكِ دائماً "

" هذا وعد؟"

سألته بجدية لينظر إليها قليلاً ثم همهم بإبتسامة و أخفض كفه حيث عنقها ليستقر هناك بينما ابهامه يُلامس فكها

بحركة رقيقة جذبها نحوه ليُقبّل شفتيها بسطحية ثم دفن وجهها بعنقه و تمتم

" أحبكِ"

_________________

" اسألهم عن ييشينغ "

كاثرين طلبت من مينهو لينظر نحو الباب المُغلق ثم أعاد عينيه نحو صديقته

" سألتهم منذ ساعة تقريباً كاثرين"

"اسألهم مُجدداً، لقد قال بأنه سيغيب يومين فقط"

عقدت حاجبيها بعبوس يُنذر بالبكاء فحك مينهو جبينه

" دعينا ننتظر حتي الصباح ثم نسأل مُجدداً... هيا اذهبي إلى النوم الآن"

استقام من مكانه ليُساعدها علي التمدد ثم وضع الغطاء فوق جسدها بحذر كي لا يؤذي يدها المكسورة

" أنت لا تُخفي شيئاً عني أليس كذلك؟ ييشينغ بخير؟"

عقد مينهو حاجبيه بإستغراب قبل أن يومئ إليها

"  إنه في العمل كاثرين لا تقلقي سيعود قريباً"

_________________

" توقف عن العبث كي لا تُفسد عملنا"

بيكهيون وبخ زميله فقهقهت سولهيون لتضع كفها فوق خاصة بيكهيون

" تبدو جدياً هاا؟ "

التفت إليها بيكهيون بعدما سحب يده بعيداً عنها و قال بجدية

" من المفترض أن نكون جميعاً جديين فهذا المشروع بدرجات ستؤثر علي نجاحنا بالطبع "

" أنت تهتم كثيراً بالنجاح هذا العام"

همست بخجل و هي تُعيد خصلات شعرها خلف أذنها فأطلق زملاء بيكهيون 'أوووه' مُتحمسة لينعقد حاجبي بيكهيون

"توقفوا عن اللهو و لنركز بعملنا"

" أشعر بالعطش "

أحدهم صاح و ألقي بقلمه فوق الطاولة ليفعل الآخرين المثل فزفر بيكهيون

" أنتم مزعجين "

وقف من مكانه لينظروا إليه

"سأطلب من الخادمة أن تُحضّر العصير لأجلكم"

"نعم، أنت رائع يا رجل"

قلب عينيه يتجاهلهم ليتجه إلي الداخل تاركاً إياهم يجلسون بالحديقة لكن صوت قهقهات صادرة من المطبخ استوقفه لوهلة

الصوت كان مألوفاً لكنه لم يعرف بوجودها حتي

أمال برأسه ينظر إلي داخل المطبخ فرأي هيبا تجلس مع والدته التي تحاول إطعام يدام الحليب الذي حضرته من أجله إلا أنه لم يتوقف عن العبث لذا اتسخت ثيابه

" أمي"

دخل المطبخ لتتورد وجنتي هيبا و أشاحت بنظراتها إلي الجانب الآخر فابتسم هو لفعلتها كما والدته التي لاحظت ذلك

" أين الخادمة؟ أريد عصيراً لزملائي"

"ااه إنها..."

التفتت إليه و هي تتحدث بصوتٍ عالٍ لكنها ابتلعت كلماتها حين أشار إليها برأسه نحو هيبا

ضيّقت عينيها بعدم فهم فأشار برأسه بحركة منفعلة نحو هيبا لتفتح هيونا فمها بإستدراك ثم اومأت إليه لتلتفت مُجدداً نحو هيبا و وضعت كفها علي خاصتها تجعلها تنظر إليها

" لقد طلبت من الخادمة أمراً ما لذا هل يُمكنكِ أن تتولى أمر تحضير العصير حتي أقوم بتغيير ثياب ييدام.. أخشى أن يلتقط البرد"

نظرت إليها هيبا بتردد قبل أن تومئ بإبتسامة ثم وقفت من مكانها مُتجاهلة النظر نحو بيكهيون

حرك رأسه ببراءة مع والدته حتي صعدت السلالم تتوجه إلي الأعلي فالتفت بإبتسامة واسعة يُقابل ظهر هيبا التي لم يخفي عنه ارتباكها

تقدم منها بخطوات حذرة كي لا يُصدر صوتاً إلي أن وقف خلفها ليهمس

"لم تُجيبي رسائلي، ألم نتفق علي أن تفعلي؟"

ارتجفت يدها بتوتر فقهقه بيكهيون ليستند بكفيه علي الطاولة أمامها حتي أصبحت محاصرة بين ذراعيه فانتفضت مُبتعدة عنه

"بيكهيون...ابقي بعيداً.. عني"

أشارت إليه بسبابتها بتلعثم فرفع يديه بإستسلام و عاد خطوة إلي الخلف

" لن أقترب "

ابتسم و عاد خطوة أخري ليُشير إليها بأن تعود إلي مكانها

" سأبقى بعيداً إذا كان هذا ما يُريحك"

رفع حاجبيه يحثها علي التحرك فتقدمت بحذر من المكان الذي كانت تقف به سابقاً لكنها وقفت بجانبية خشية أن يقترب مُجدداً

" هل حقاً...فُسخت خُطبتك؟"

همهمت دون أن تنظر إليه لتُكمل تقطيع الفاكهة فضم بيكهيون شفتيه بإبتسامة

" إذاً هل أعترف لكِ دون أن أقلق من أن أتسبب في جرح مشاعرك؟"

توقفت يدها لوهلة قبل أن تستكمل ما تفعله قائلة بهدوء

" لا تفعل"

تقدم منها خطوة أربكتها لتنظر إليه بسرعة

" بيكهيون رجاءً توقف"

" يبدو أنني لست مُعجباً بكِ فقط"

قهقه بخجل ليحك مؤخرة رأسه فانعقد حاجبي هيبا حين انكمشت معدتها و قلبها اضطرب يُبدي إعجابه بما سمعت

" بيكهيون لا..."

"لا تمنعيني هيبا"

اقترب خطوة أخري ليُمسك بيدها التي تحمل السكين

" أُحبكِ..."

همس و ضغط علي يدها بخفة فتركت السكين بينما مُقلتيها ترتجفان بتوتر

" لا تعتقد أنك سـ.."

ابتسم لتنظر إلي شفتيه ثم رفعت عينيها نحو خاصتيه

" أعرف أنكِ ترفضين ذلك رغم حبكِ لي و أنا لا أريد منكِ أن توافقي كي لا يبدو هذا سهلاً، أريدكِ أن ترفضيني مراراً و تكراراً و أنا بكل مرة سوف أبذل ما بوسعي كي أثبت لكِ أنني تغيرت...أنني حقاً أريدكِ أنتِ فقط..."

"بيكهيون"

قاطعه صوت أنثوي بدا غاضباً نوعاً ما فالتفت ينظر إلي سولهيون التي تقف أمام باب المطبخ من الداخل بينما هيبا أمالت برأسها تنظر إليها بتشوش لكن رأسها الدائخ من كلمات بيكهيون أعمتها عن رؤية الغضب بأعين الأخري

" لماذا تأخرت؟ الرفاق يتذمرون بالخارج"

" ااه نعم، قادم الآن"

أجابها بإحراج و التفت إلي هيبا مُجدداً فنظرت إليه ترمش بخجل

" بيكهيون يجب أن يذهب فهو يعمل علي أن يستعيد ثقة حبيبته.. أووه أقصد علي أن ينجح"

ختم حديثه بإبتسامة بريئة مُزيفة ثم غمزها ليخرج من هناك مع سولهيون التي ألقت نظرة أخيرة نحو هيبا قبل أن تخرج هي الأخري

_____________

" أحسنتم العمل"

ييشينغ أثنى علي رجاله بإبتسامة بينما يضع مسدسه بحزام بنطاله فانحنوا إليه بإحترام ليومئ إليهم و استدار كي يُغادر

لكن صوت طلقة تردد صداها في الأرجاء أوقفهم جميعاً عن الحركة

جسد ييشينغ تجمد و ابتسامته تلاشت تدريجياً حين أصابت الرصاصة يسار صدره

" سيدي"

أحدهم صرخ بفزع لينظر إلي ذاك الرجل الذي أصاب ييشينغ من بقعة واضحة لم يتكبد عناء إخفاء نفسه فصرخ مُجدداً و هو يُشير نحوه قبل أن ينحني إلي مستوي ييشينغ

"أمسكوا به"

تحركت القوات نحو ذاك الرجل يُلاحقونه، و سرعان ما أمسكوا به

" سيدي لا تُغلق عينيك رجاءً... سيد چانغ"


To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top