21
Start
قلق بيكهيون من أن يكون قد اختار الغُرفة الخاطئة جعل صدره يعلو و يهبط كأنه كان بماراثون، و عقله أخذ يكتب العديد من السيناريوهات فإن كان عمّ أخيه هو من سيظهر أمامه الآن فلا شك أنها ستكون نهايته
ابتلع ريقه بصعوبة حين فُتح باب الشُرفة ببطئ شديد و كأنه مشهد بالتصوير البطيئ بداخل فيلم ما، و تدريجياً بدأ الشخص المُقابل له بالظهور لينظر بيكهيون من الأسفل بينما يصعد بعينيه إلي الأعلي حتي قابله وجهها الباكي و الذي يعلوه نظرات التفاجؤ و الصدمة
هيبا ضيّقت عينيها تحاول التأكد من أنها تري بوضوح فابتسم بيكهيون بإتساع
" أمتلك ذاكرة رائعة"
أثنى علي نفسه بغرور ليتنهد بعمق يزيح كل هذا القلق عن صدره ثم توجه إلي الداخل بينما هيبا ظلت واقفة بمكانها للحظات معدودة تحاول استيعاب ما يحدث
" مهلاً، لماذا يبدو السرير أصغر من السابق؟"
سأل بغباء يحاول فتح موضوع مع هيبا فالتفتت إليه تسأل بتشوش
" ماذا تفعل هنا؟"
مسحت علي وجهها بعشوائية تمحو آثار بكائها فحك بيكهيون مؤخرة رأسه بخجل و استدار يواجهها
" أتيت للإعتذار"
" لم يحدث شيئاً لتعتذر عنه، هيا ارحل "
أشاحت بوجهها بعيداً عنه فتحمحم بيكهيون ليتقدم منها خطوتين
" لكن مازلت أشعر بأنني سبب ما حدث، كان يجب أن أغادر مباشرةً حين رؤيته لكنني استفززته بوجودي و هذا ما جعله ينفعل علي الجميع"
زمت هيبا شفتيها بإرتجاف ليُشابك بيكهيون أنامله سوياً خلف ظهره بخجل
" أنا حقاً آسف..."
تقدم منها خطوة أخري لترفع عينيها الدامعتين ترمقه بصمت
" لا تبكي، حسناً؟ "
همس بلطف لينعقد حاجبي هيبا يُنذران بالبكاء لكنها سرعان ما مسحت علي عينيها و سحبت نفساً عميقاً قبل أن تقول بنبرة حاولت جعلها هادئة
" أنت لم تفعل شيئاً بيكهيون، كانت مُجرد صدفة و أنا لست غاضبة منك لذا رجاءً ارحل"
زفرت أنفاساً مُرتجفة فضم بيكهيون شفتيه بأسف وهو يُراقبها بهدوء بينما هي حركت عينيها تنظر بعيداً عنه
بعد بعض الوقت قوطع الصمت بينهما حين طُرق باب غُرفتها فاتسعت عينيها بذعر لتنظر إلي بيكهيون
" ماذا؟ ألن تفتحي الباب؟ "
سألها ببلاهة لتقترب منه و هي تصرخ بهمس
" أفتح ماذا؟ بيكهيون أنت في غرفة نومي التي تسللت إليها من الشُرفة.... هيا غادر بسرعة"
رمش يستوعب ذلك لتتسع عينيه هو الآخر
" هيبا، هيوك هنا و والديه قادمان كذلك "
التفت بيكهيون ينظر إلي هيبا بتوتر بعدما سمع ما قالته والدتها
" سأبقى هنا حتي يُغادروا كي لا يرونني "
" تبقي أين؟ إنها غرفة نومي فإذا رآك والدي سيقتلك "
أمسكت بذراعه تجذبه معها نحو الشُرفة ليقول بنبرة تصنع بها البراءة
" هل تقلقين عليّ؟ "
وقفت بمكانها تنظر إليه بفراغ، و لسانها قد عجز عن الرد عليه لولا صوت والدتها التي نادتها مُجدداً بينما تحاول فتح باب الغُرفة الموصدة فدفعت بيكهيون
" هيا غادر بسرعة "
ضغط بقدميه علي الأرض يرفض المغادرة و التفت إليها برأسه يسأل بجدية
" إذاً أنتِ سامحتني؟ "
" بيكهيون هذا ليس الوقت المناسب"
استدار إليها بجسده فتوقفت عن دفعه و هي تلتقط أنفاسها
"بيكهيون"
" أجيبي رسائلي إذاً و سوف أغادر"
تنهدت بنفاذ صبر، و أوشكت علي الرفض لكن محاولات والدتها لفتح الباب أربكتها فأومأت إليه سريعاً و هي تدفعه
" حسناً لكن ارحل الآن "
" عديني بذلك"
"أعدك بيكهيون، هيا غادر بسرعة"
ابتسم بإشراق ليقترب من سور الشُرفة يتشبث به ثم لوّح لها قبل أن يبدأ بالنزول من حيث صعد
أمالت هيبا برأسها تنظر إليه تتأكد أنه بخير، و حين اطمأنت أنه أصبح بخارج أسوار منزلها تنهدت براحة لـتتوجه إلى الباب كي تفتحه
" ظننت أن مكروهاً قد أصابك "
والدتها صاحت بإنزعاج ثم اقتربت من هيبا لتحتضن وجنتيها
" كُنتِ نائمة أم كنتِ تبكين؟"
لاطفت وجنتيها بإبهاميها فهزت هيبا رأسها إلي الجانبين بخفة
" هيوك أتي لرؤيتكِ، ربما أتي ليُصالحكِ لذا بدلي ثيابك بسرعة و انزلي لتُقابليه"
" لقد انفصلت عنه "
همهمت والدتها بعدم فهم لترفع هيبا كتفيها
" أعني أنني فسخت الخُطبة و لن أعود إليه مُجدداً "
انعقد حاجبي والدتها بعدم رضا لتُبعد يديها عن هيبا
"بدلي ثيابك و الحقي بي لنرى ماذا سيقول "
تنهدت هيبا بعمق و التفتت ترمق باب شُرفتها بنظرة أخيرة ثم لحقت بوالدتها دون أن تُبدل ثيابها
تقدمت تجلس بجانب والدتها تُقابل هيوك الذي يتحدث مع والدها، و من حديثهما هي خمنت أنه قد أخبر والدها بما حدث
" هيبا..."
السيد أوه التفت إلي هيبا فحركت عينيها تنظر إليه بصمت
" هيوك أتي ليعتذر، هو فقط فهم الأمر بصورة خاطئة بسبب ظهور بيكهيون في كل مرة تخرجان بها معاً لكنه لا يشك بكِ البتة"
ضمت هيبا شفتيها لعدة لحظات ثم حركت عينيها نحو هيوك الذي همس بأسف
" أنا حقاً آسف لكن بيكهيون هو من يستفزني، إنه دائماً يستغل أمر مشاعركِ نحوه لـ... "
" لماذا تُلقي اللوم علي بيكهيون؟ ما الذي فعله لك؟ "
قاطعته بنفاذ صبر فنكزتها والدتها بذراعها كي تلتزم الصمت إلا أنها لم تفعل
" بيكهيون ظهر في وجهنا بالصدفة اليوم لكنك تعرف جيداً أن المرة السابقة لم تكن خطأ بيكهيون بل خطؤك أنت لأنك من ذهب بنا إلي الملهي الذي يزوره مع أصدقائه و تجاهلت تماماً حقيقة أنني أكره هذه الأماكن..."
"لكن بيكهيون اليوم..."
قاطعها بإنفعال فأشارت إليه بالصمت لتُكمل
" و اليوم حتي و إن استفزك بيكهيون أو أزعجك فهل بيكهيون هو من دفعك إلي إهانة صديقتي المُقربة، أنت أهنتني أمام الجميع و لا دخل لبيكهيون في هذا "
ضمت شفتيها المُرتجفتين لتشيح بنظراتها بعيداً عنه حين انزلقت الدموع من عينيها
" أنا تصرفت هكذا لأنني أغار"
"و أنا لا أتحمل غيرتك هذه هيوك،و نعم أنت مُحق فأنا اختياراتي خاطئة لكنني مازلت أحب بيكهيون ولا أشعر بأي شيئ نحوك لذا دعنا ننفصل بهدوء و دون مشاكل...أتمني أن تجد شخصاً أفضل مني"
وقفت من مكانها كي تصعد إلي غُرفتها فأسرع هيوك نحوها يُمسك بيدها بينما والديها التزما الصمت
" بعد انتظاركِ طوال هذه السنوات تُخبرينني أن أجد شخصاً آخر؟ "
" لم أطلب منك الإنتظار و لم أكذب يوماً فيما يخص مشاعري بل أنت من بنيت آمالاً زائفة "
جعدت ملامحها بألم من قبضته التي اشتدت حول ذراعها لتضع يدها عليها تحاول دفعها بعيداً عنها فقال بنبرة تهديدية
" لن أسمح له بأن يفوز عليّ، هل تفهمين؟ لن أترك رجلاً آخر يكون مصدر سعادتكِ "
" أعتقد أنه من الأفضل أن تترك لها الفُرصة كي تهدأ "
والد هيبا وقف من مكانه ينظر إلي هيوك بجدية فعقد الآخر حاجبيه
التفتت والدة هيبا بتردد تنظر نحو زوجها حين دق جرس المنزل فتوجهت الخادمة لتفتح الباب ثم تلي ذلك سماعهم صوت والدي هيوك
" عودي إلي غُرفتكِ هيبا "
التفتت تنظر إلي والدها فأومأ إليها بخفة لتدفع هيوك كي يبتعد عنها ثم ركضت نحو غُرفتها
__________________
حملت ماريا كوبي العصير لتعود إلي غُرفة المعيشة حيث يجلس سيهون فوق الأريكة الكبيرة، و بين قدميه المُمددتين حشرت جسدها لتستقر برأسها فوق صدره
حرك سيهون رأسه ينظر إلي جانب وجهها لوهلة قبل أن يُقبّل وجنتها بقوة فانكمش أنف ماريا بقهقهة خافته و التفتت نحوه برأسها لتحتضن وجنته بكفها الحُرّة
أمال برأسه إلي الجانب ففعلت المثل مُقلّدة إياه بينما إبهامها يتحرك علي وجنته بحركة رقيقه
" ماريا"
همهمت ترفع حاجبيها بتساؤل بينما تسترق نظرة نحو وجنته حيث تحتضن ثم رفعت عينيها نحو خاصتيه
" لماذا تم إلغاء زفافك لثلاثة مرات من قبل؟"
أدارت عينيها تُهمهم بتفكير قبل أن تقول بجدية
" كانوا خمس مرات"
"لكن في المقالات التي تتحدث عن هذا الأمر ذُكر ثلاث مرات فقط حسب ما أتذكر "
رفع حاجبيه بإستغراب فأومأت ماريا لتضع كأس العصير خاصتها فوق الطاولة خلف سيهون ليفعل المثل ثم عادا إلي وضعيتهما السابقة حيث تضع رأسها علي صدره و عينيها تحركتا تنظران إلي السقف
" زفافي الأول كان في عمر الثانية وعشرون تقريباً...ثم في الخامسة و العشرين زفافي الثاني...لكن لأنني لم أكن مشهورة بذلك الوقت كما أنا الآن فلم يهتم أحداً بمعرفة ذلك و أنا لم أرغب بالتحدث عن هذا الأمر"
" إذا كان حبيبك السابق يقتحم حفل الزفاف لإفساده فكيف تم إفساد زفافك الأول؟ أم أنه لم يكن حبيبك الأول؟ "
قلب عينيه يتصنع اللامُبالاة لكن بداخل سيهون هو كان يرغب بسماع إجابة مُعينة رغم إدراكه أن هذا مستحيل إلا أنه تمناها....ففرصته بأن يكون هو حبها الأول تُعد شيئاً مُستحيلاً لإمرأة مثل ماريا خاضت العديد من التجارب
التفتت ماريا بجذعها إلي سيهون لتستند بذراعيها فوق صدره بينما تنظر إليه بصمت
أحد حاجبيها ارتفع قليلاً بينما انعقد الآخر حين ابتلعت ريقها بصورة ملحوظه فرفع سيهون أنامله نحو شعرها يعبث به قائلاً بهدوء
"إذا لم ترغبي في إخباري فلا يهم"
سحبت ماريا نفساً عميقاً لتقول بهدوء يُشابه خاصته
" كنت تحت تأثير حُب مُراهقة غبي بذلك الوقت، ظننت أن الحب كافي لبناء منزل و تكوين أسرة سعيدة لكن هذا كان من نسج خيالي فقط..."
أمالت برأسها مع لمسة أنامله التي تحركت بخفة من فوق رأسها حتي وصلت إلى وجنتها تُداعبها بـرّقة
" بيوم زفافي والدته قامت بدراما مُبتذلة لم يكن لها أي داعٍ و خيّرته بيني و بينها فهي منذ البداية كانت رافضة لعلاقتنا خاصة و أنني يتيمة بينما هم عائلة غنية و معروفة، تعرف هذا النوع من الأفكار الغير مُتحضرة البتة"
قلبت عينيها بإنزعاج فبلل شفتيه بإبتسامة تكاد تُلاحظ كونه كان مُعجباً بتلك النظرة التي تعلو وجهها
" اختار والدته؟ "
" تشه بالطبع رفضته أنا أولاً"
قهقهت بمزاح لكنها لم تبدو و كأنها تتقبل ذلك فبـعينيها بدا بأن الأمر مازال يؤلمها و لو قليلاً
" هل تكرهينه الآن؟"
عينيها اتسعت بخفة لتهز رأسها إلي الجانبين
"بالطبع لا...في الواقع بالرغم من مشاعري السيئة بذلك الوقت إلا أنني لم أكره كيونغسو يوماً لأنني كنت أعرف شخصيته منذ البداية..."
حركت عينيها تنظر إلي الفراغ بإبتسامة و أكملت
" كيونغسو كان ألطف شخص قابلته في حياتي، شخص رقيق، راقي و طيب القلب كما أنه كان حلو اللسان و يعرف كيف يزيل الهموم عن قلبك بسهولة...لطالما شعرت معه بأنني طفلة مُدللة... "
قهقهت ماريا نهاية حديثها حين لاحظت عدم الرضا بوجه سيهون
" لكن والدته كانت تكرهني كثيراً، حين فعلت ذلك بالزفاف رأيت الموقف الصعب الذي وُضع به كيونغسو فهو لم يرغب بخسارة أي منا لذا تركت أنا الزفاف و رحلت فلم أرغب برؤيته بهذا الموقف أبداً، و لم أرغب بأن يرفضني لأنه آخر شخص قد أريد أن أكرهه... لكنني مُمتنة لوالدته لأن الواقع يقول بأنني و كيونغسو لا نمتلك شخصيات قد تتوافق مع بعضها، إنه رقيق للغاية علي أن يكون مع امرأة مثلي "
همهم سيهون بتفهم ليُحيط جذعها بذراعيه
" و ما شخصية الرجل الذي تتوافق مع خاصتكِ؟ "
ابتسم بجانبية ينتظر إجابة مُعينه لكنها فقط قهقهت لتُكمل بتذمر
" حفل الزفاف الثاني هذا كان كارثياً، لم نكن نتواعد أو حتي أملك أي مشاعر نحوه بل هو كان مجرد رجل عصابة يُطاردني بكل مكان لأنني صفعته، تباً له من يرغب بالزواج من امرأة فقط لأنها صفعته "
جعدت أنفها بإنزعاج فضحك سيهون بخفة ليُقبّل مُقدمة أنفها
" قام بتهديدي بأصدقائي المُقربين كي أقبل الزواج منه لكن إحدي صديقتي أبلغت عنه الشُرطة فالحفل كان مليئاً برجال عصابات و المُخدرات و كل ما هو ممنوع فكان من السهل القائه في السجن لكن لم يتوقع حركة جريئة كهذه منها...مازال تهديده لكلتينا يتردد بأذني إلي الآن لذا أتمني أن يكون قد نسي الأمر كي لا أضطر إلي قتله "
" لم تذكري أمره لأنه رجل عصابات؟ "
ضغط بكفه علي ظهرها كي تقترب منه أكثر فهمهمت ماريا بالنفي لتعبث بياقة قميصه المنزلي
" بل كي لا يظن الآخرين أنني أرضخ لأي كان و كي لا يستغلوا الأشخاص المُقربين مني كي يصلوا إلي مبتغاهم "
" هل هذا تهديد غير مُباشر بأنكِ لا تهتمين إذا عرفت بنقاط ضعفك لأنني إذا حاولت استغلال أصدقائك المُقربين فقد تؤذين عائلتي؟"
ضيّق عينيه بشك لتنمو ابتسامة بسيطة علي شفتي ماريا التي اقتربت منه أكثر تُقبّل شفته السُفلي بسطحية ثم ابتعدت عنه قليلاً
" بل هذا يعني أنني أثق بك "
اتسعت ابتسامتها أكثر حين شعرت بطرقات قوية أسفل ذراعها التي تُلامس صدره فأطلق سيهون زفيراً عميقاً بينما أكملت هي
" رجل العصابات سيجونغ هو من بدأ هذه اللعبة منذ البداية، فبالرغم من وجوده بداخل السجن إلا أنه كان يُراقب تحركاتي لذا بعض من رجاله الذين لم يتم الإمساك بهم هم من أخبروه بأنني علي وشك الزواج فأرسلهم لإفساد حفل الزفاف، شي هيون و الذي كان سيكون زوجي حينها اشتعل غضباً و أفسد زفافي الذي يليه ظناً منه أنني من فعلت هذا عن قصد كي لا أتزوج به، و تكرر هذا الأمر في الزفاف الذي يليه"
رفعت كتفيها بعدم اهتمام ليزم سيهون شفتيه بضعة لحظات قبل أن يسأل بتردد
" وقعتي في حبهم جميعاً؟ "
" بالطبع لا "
قهقهت بصخب ليتنهد هو براحة
" لم أحب أحداً سوي كيونغسو و لم أقابل شخصاً بعده قد يجعلني أقع في الحب بحق فكما تري كانوا جميعهم حمقى و هم من يلتصقون بي "
عقد حاجبيه ليضغط بقوة أكبر علي ظهرها فضمت هي شفتيها بإبتسامة
" ماذا عني؟ "
" ماذا عنك؟ "
رمشت ببراءة مُصطنعة فزمجر بحدة
"ماريا"
" هل تشعر بالغيرة؟ "
" ماريا "
هسهس بتحذير فحركت سبابتها فوق صدره و تمتمت
" أنت تعرف "
همهم بالنفي ليقترب برأسه من خاصتها يهمس أمام شفتيها
"لا، لا أعرف شيئاً"
" أنت لست رقيقاً كما كان كيونغسو ، تغضب أولاً ثم تُفكر لاحقاً كما أنك حقير كما تعرف "
ضغط بكفه بخشونة علي ظهرها حيث يحتضنها فقهقهت ماريا بخفوت لتُداعب ذقنه بأطراف أناملها
" لكنني و بعقلي الناضج بما يكفي ليختار الأفضل اخترتك أنت"
" ربما لأن كيونغسو لم يعد متواجداً بحياتك "
رفع كتفيه يدّعي اللامُبالاة بينما يشيح بنظراته بعيداً عنها فدفعته من ذقنه بخفة كي ينظر إليها مُجدداً ثم تركت قُبلة رطبة علي شفته السُفلي قبل أن تمسح بإبهامها عليها
" و لو أنني مازلت أمتلك مشاعر نحو كيونغسو لما وقعت بحبك "
" و هل تثقين أنه حب؟ "
همس بهدوء فرمقته بنظرة فارغة
" أنت غبي "
"و أنتِ وقحة "
قلب عينيه بسخرية فقرصت ماريا ذقنه هامسة بنبرة لعوبة
" أتظن أن لساني بحاجة إلى التأديب؟"
عقد حاجبيه بقهقهة خافتة لينقر أنفها بقبلة سريعة
" هذا بذيئ "
قلبت عينيها بعدم اهتمام و استدارت تتكئ برأسها علي صدره فأمال بإبتسامة يُراقبها من الخلف
"ألن تسأليني أنا أيضاً عن تجاربي السابقة؟"
" أعرف كل شيئ بالفعل فأنت تمتلك أخاً ثرثاراً، صدقني بيكهيون هو أفضل سلاح يُمكن استخدامه ضدك"
ضحكت بخفة فضم سيهون شفتيه بقهقهة خافتة يوافقها الرأي
" لكن ربما هناك بعض الأمور التي لا يعرفها بيكهيون، قد يكون لدي بعض المشاعر تجاه امرأة أخري أو أنني... "
"سيهون "
قاطعته بتنهيدة و التفتت إليه برأسها
" منذ أن وضعت رأسي علي صدرك و صخب قلبك لم يتوقف فهل تظن أن قلبك يُمكنه أن ينبض لإمرأة أخري بعدما نبض من أجل يون ماريا؟ هذا مُستحيل "
ربتت علي صدره بثقة ليميل برأسه
" من أين تأتين بهذه الثقة؟ "
"من الواقع عزيزي"
رقّصت حاجبيها بغرور لتتسع ابتسامة سيهون فابتسمت هي الأخري
" هل تُريد العصير؟ "
همهم بالنفي و أمال نحو شفتيها يهمس بينما يصنع احتكاكاً بين شفتيهما
" أريد شيئاً آخر "
_________________
مسحت هيبا على عينيها بكفين ترتجفان حين طُرق باب غُرفتها ثم سمحت لمن في الخارج بالدخول
" هيبا"
ابتسمت بتصنع حين همس والدها بلطف ليدخل الغُرفة، و خلفه زوجته
جلس علي طرف السرير بجانب هيبا، و علي الجانب الآخر جلست زوجته التي ما إن أمسكت بيد هيبا تلاشت ابتسامتها المُزيفة و ارتجفت شفتيها
" هل بيكهيون..."
"صدقني أبي، بيكهيون لم يفعل شيئاً و لا أقول هذا بسبب مشاعري نحوه بل هذه الحقيقة"
قاطعت والدها بتنهيدة مُرتجفة ثم أخفضت رأسها
" بيكهيون يحاول التغير من أجلي و بالرغم من ذلك أنا قررت منح هيوك فرصة لأجلكما..."
شهقت باكية لينظر والديها إلي بعضهما بصمت
" لكنه طوال الوقت يذكر بيكهيون بالسوء و يُطارده فقط ليجعلني أكرهه... هيوك لم يُحاول أن يجعلني أحبه بل يُريدني أن أكره بيكهيون و لا يهتم إذا كانت طريقته هذه مُهينة أو جارحة بالنسبة لي...نحن لا نتفاهم أبداً و إلي جانب ذلك هو يستخدم أسلوباً وقحاً مع جميع من أحبهم، يوم الخطبة أحرج خالتي هيونا أمام الجميع، و اليوم هو أهان سوهيون أمامنا جميعاً و أهانني بفعلته هذه لكنه مُجدداً ألقي اللوم علي بيكهيون "
أخفت وجهها خلف كفيها حين لم تستطع منع بكائها أكثر من ذلك فأشاحت والدتها بنظراتها جانباً حين تنهد والدها
" لقد فعلنا هذا لأجلكِ فقط، هيوك يُحبك كما أنه من عائلة محترمة و معروفة لذا لم نري من هو أفضل منه... "
" لكنكِ تغيرتي كثيراً بالفترة الأخيرة "
السيدة أوه قاطعت زوجها و التفتت تنظر إلى هيبا لتُربت علي ظهرها بلطف
" إذا أردتِ فسخ الخطبة فلن نمنعكِ عن ذلك و لكن بيكهيون... مازلت لا أثق به "
احتضنت هيبا بنهاية حديثها فتشبثت بها الأخري بعبوس
" لقد حاولت لكنني حقاً آسفة فهذا صعب "
تمتمت من بين شهقاتها فابتسم والدها بدفئ و رفع يده يمسح بها علي شعرها بلطف
" لا بأس صغيرتي، إنها حياتكِ و لا نُريد سوي سعادتكِ "
جذبها من ذراعها كي يحتضنها هو فأحاطت خصره بذراعيها بينما تدفن وجهها في صدره
" هل كنا قاسيين عليكِ؟ "
هزت رأسها تنفي بعنف ليُمسد ذراعها و هو يُقبّل رأسها
" منذ الآن فصاعداً لا يوجد هيوك أو غيره فقط عودي كما كنتِ و هذا ما أريده أنا و والدتكِ "
" أحبكما"
غمغمت ببكاء فابتسم والديها ليُقبلا رأسها سوياً قبل أن يخرجا من الغُرفة يتركانها وحدها
تنهد السيد أوه بعمق بمجرد أن دخل غُرفة نومه فاقتربت زوجته تحتضنه
" ماذا ستفعل؟ صديقك يربط علاقتكما ببعض بعلاقة هيبا مع هيوك ، و كما رأيت فهم كانوا غاضبين و قد يتأثر العمل أيضاً بذلك"
"لا أعرف، لكن يكفي إلى هنا كي لا تكرهنا هيبا، نظرة عينيها لا توحي بأنها سوف تتحمل هيوك يوماً و هو هددها في حضرتنا فماذا سيفعل في غيابنا؟...كلانا يرفض بيكهيون خشية أن يجرح مشاعر هيبا بتصرفاته الطائشة فهل سنتركها لرجل لا تُحبه و لا يتردد في جرح مشاعرها مقابل إرضاء غروره؟! يبدو أن نظرتنا في هيوك كانت خاطئة "
________________
سبابة ييشينغ تحركت ببطئ شديد علي وجه كاثرين النائمة بعمق، مررها علي حاجبيها المُرتخيان براحة ثم تسلل فوق أنفها حتى وصل إلي شفتيها فابتسم بخفة قبل أن يقترب منها بحذر يُلامس شفتيها بخاصتيه و ابتعد يستكمل ما كان يفعله
" أحبكِ "
تمتم بخفوت و حرك إبهامه علي وجنتها ليجذبها نحوه حتي اختبأ وجهها بعنقه
تبقي ساعتين تقريباً علي موعد مُغادرته و سيضطر إلي الإبتعاد عن كاثرين لأكثر من يومين، فرصة رائعة لوالدته كي تخفيها من حياته كما تُريد هي و بأي طريقة كانت دون الإهتمام لمشاعره
ربما... فقط ربما كان هذا هو سبب انقباضة قلبه الغريبة هذه
و التي تجعله يشعر بثقل مؤلم كلما التقط أنفاسه، و معدته تنكمش بألم إن كان هذا النفس عميقاً
لا جسده ولا عقله سمحا له بالحصول علي الراحة الكافية قبل الذهاب إلى عمله
تنهد بضيق و انسحب من جانبها بحذر كي يتجهز، و بعد دقائق طويلة فرّقت كاثرين بين جفونها لتُناظر السقف بنعاس حتي سمعت صوت خطوات ييشينغ فحركت عينيها نحو الباب ليبتسم بإتساع حين رؤيتها
" هل أيقظتك؟"
رمشت بضعة مرات لتستقيم بجذعها بينما هو تقدم من المرآة فجذبت هاتفها تنظر إلى الوقت
" إنها الرابعة و النصف صباحاً!"
عقدت حاجبيها بإستغراب فهمهم ييشينغ بعدما انتهي و تقدم منها ليجلس علي طرف السرير بجانبها
" هل أتصل على مينهو و مينا كي يعودا ليبقيا معكِ؟ أو أصطحبكِ إلي منزلهما كي..."
قاطعته كاثرين بقهقهة خافتة لتُمسك بإحدى يديه
"إذا أقلقنا نوم مينهو بهذا الوقت فسيقتلنا صدقني...لا تقلق سأكون بخير وحدي"
ابتلع ريقه ليُشابك أناملهما سوياً
" إذا أردتي شيئاً رجالي سيكونوا بالخارج لذا اطلبي منهم ما تشائين، و لا تذهبي إلي أي مكان بدونهم حسناً؟"
همهمت إليه بإبتسامة لتضغط علي يده ببعض القوة فأخفض عينيه ينظر إلي يديهما المُتشابكتين
" سوف أنتظرك لذا عُد لي بخير"
زم شفتيه و أصدر همهمة بسيطة لينحني نحو كفها يُقبّل ظاهره
" سأُغادر الآن "
أومأت بخفة ثم استقامت عن السرير و خرجت معه كي تُودعه بينما تُمسك يده
فتح باب المنزل فضغطت علي يده مما جعله يلتفت إليها
" كاثي؟ "
همس بتساؤل فارتفع طرف شفتيها بإبتسامة مُزيفة لتحتضن خصره بذراعيها
"عُد بخير أو سأكرهك طوال حياتي"
قهقه بصوتٍ مكتوم ليدفعها بخفة كي تبتعد عنه ثم أحاط وجنتيها بيديه
" هل ستوافقين علي الزواج مني إذا عدت بخير؟"
هزت كتفيها عدة مرات كإجابة فضغط ييشينغ علي وجنتيها حتي امتدت شفتيها إلي الأمام ليُقبلهما بسطحية
" سأشتاق إليكِ "
" أنا أيضاً "
تنفسها اضطرب حين غادر المنزل لتركض نحو النافذة تُراقبه بخوف غير مُبرر قد سيطر عليها
_______________
" صباح الخير "
هيبا نبست بإبتسامة و انضمت إلي والديها علي طاولة الإفطار فنظر إليها كلاهما ثم ابتسما
" أفضل الآن؟"
والدها سألها بنبرة حنونة فنظرت إليه و ابتسمت بإتساع ليتنهد براحة
" هل ستذهبين إلي مكان ما؟"
والدتها سألت بإهتمام فأومأت هيبا برأسها ثم أمسكت بأعواد الطعام
" سأذهب إلى التسوق أولاً ثم أذهب لرؤية سوهيون، يجب أن أعتذر إليها عما حدث البارحة فلا بد أنها حزينة"
همهمت والدتها بتفهم ثم ابتسمت لزوجها قبل أن تبدأ بتناول طعامها
_______________
أغلقت ماريا مُجفف الشعر لتسترق نظرة نحو هاتفها الذي رنّ فجذبته تُجيب اتصال صديقتها
أصدرت همهمة كإجابة لتسمع الأخري تتذمر
" كيف أقتل عمل ييشينغ؟ قلبي سيتوقف من القلق منذ أن غادر"
قهقهت ماريا بصوتِ مكتوم لتضع المُجفف فوق الطاولة ثم استدارت تُعطي ظهرها إلي المرآة
" علي الأقل اسألي عني"
" اتصلت لأشكو لا لأسأل...أشعر بالخوف ماريا، أحاول تجاهل هذا الشعور لكنني خائفة و أُخبر نفسي أنني خائفة بسبب اعتيادي علي أن لا أكون وحدي "
ضمت ماريا شفتيها للحظات قبل أن تومئ
"سأذهب لتسليم لوحاتي إلي المعرض ثم أمرّ عليكِ ربما حقاً هذا هو سبب خوفكِ، أنكِ وحدكِ...هل أتصل علي مينا كي... "
" لا، لا... يكفي أنني أزعجتها هي و مينهو لفترة ببقائهما معي "
قاطعتها كاثرين بإحراج لتضحك ماريا
" إذا سمعكِ مينهو فسيصُم آذاننا بصراخه بوجهكِ "
ضحكت كاثرين هي الأخري ثم تنهدت
" لا تتأخري ماريا "
" لن اتأخر "
همهمت و هي تنظر نحو سيهون الذي دخل الغُرفة بشعر مُبتل و بيده منشفة يُجففه بها ثم أغلقت الإتصال لتتقدم منه
" لن تتأخري علي ماذا؟"
عضت علي شفتها السُفلي بإبتسامة و هي تُحيط خصره العاري ثم رفعت رأسها نحوه لينقر شفتيها بقبلة سريعة
" ليتني أكون هذه القطرات"
تنهدت بثقل و عينيها تنظران نحو قطرات الماء التي تنزلق من شعره لترتطم بصدره فأغلق سيهون عينيه بقهقهة مكتومة
" ألا تترددين لحظة في الإفصاح عما يدور بعقلك؟"
همهمت تدعي التفكير و هي تنظر في الأرجاء ففتح عينيه ينظر إليها بإبتسامة لم تُغادر شفتيه
" لا، لا أتردد... هل يجب أن أفعل؟"
أمالت برأسها بتساؤل فرفع حاجبيه و أخفضهما قائلاً
" أعني ربما تشعرين بالخجل من الإفصاح عن ذلك "
" أنا؟ أشعر بالخجل؟ "
قهقهت بصخب لتُحرك كفها نحو وجنته و بخفة داعبتها
" سيهون رجاءً ألقي نظرة نحو أعمالي قبل أن تتحدث، لقد استخدمت عارضين لبعض لوحاتي و التي كانت..."
قضم شفتها السُفلي بإنزعاج يُقاطع حديثها فتأوهت بخفوت
" عكرتي مزاجي منذ الصباح "
" أنت من بدأ "
رفعت كتفيها بعدم إهتمام ليقلب عينيه ثم ابتعد عنها يسير نحو خزانة الثياب ليُخرج إحدي بذلاته الرسمية
" إلي أين ستذهبين؟ "
" هذا ليس من شأنك "
التفت ينظر إليها بحاجبين معقودين فابتسمت بجانبية لتتقدم هي الأخري من خزانة الثياب كي تُخرج ملابس لأجلها
" لدي موعد ثم سأذهب لمُقابلة صديقة لي"
تنهد سيهون حين أجابت سؤاله بعد فترة ليُغلق باب الخزانة ثم اقترب منها يقف خلفها
" ألا يُمكنكِ إجابة سؤالي من المرة الأولى دون أن تتواقحي؟"
أحاط خصرها بذراعيه و أمال يُقبّل جانب وجنتها قبل أن يتكئ بذقنه فوق كتفها
"أتسائل مِنْ مَن تعلمت هذا؟ "
ببراءة مُزيفة تسائلت فأدارها نحوه كي تنظر إليه ثم انحني نحوها يجذب شفتيه بين خاصتيه بقبلة قصيرة
" لا أعرف "
همس و شفتيه تتلامسان مع خاصتيها ثم عاد لتقبيلها مُجدداً لترفع ذراعيها تُحيط بهما عنقه
" هل ستتأخرين؟"
بأنفاس لاهثة استند بجبينه فوق خاصتها فهمهمت كإجابة ليسرق قُبلة من شفتيها
" لا تفعلي"
"و ربما أقضي الليلة معها"
نبست بتلاعب فابتسم ليهز رأسه بخفة و همس قبل أن يغرقا بقبلة أخري
"لا تفعلي"
______________
"أنا لست منزعجة من هيبا، لكن هذا حقاً مُحرج حتي و إن كانوا جميعاً يعرفون بأن سبب ذهابي معهم هو أن صديقتاي هما من أصرتا علي ذلك لكن مازال الأمر مُحرجاً، أنت تفهمني صحيح؟"
بيكهيون همهم بينما يحاول التركيز مع التحركات التي تظهر أمامه في الشاشة و بالوقت ذاته يُنصت إلي سوهيون التي تتذمر بشأن ما حدث
حيث كان كلاهما بمبنى خاص بالألعاب يلعبان علي جهاز الرقص المتواجد هناك فبيكهيون كان يحاول مواساتها و الأخري لم تُقصّر بالشكوى و ها هي تعيد نفس الكلام مراراً و تكراراً لكن بالرغم من ذلك بيكيهون لم يعترض أو يُبدي إنزعاجه
" انتظر قلبي سيتوقف"
سوهيون صرخت و توقفت عن الرقص لتجلس علي الأرضية فرمقها بيكهيون بنظرة سريعة قبل أن يترك مكانه هو الآخر و تقدم يجلس مُقابلاً لها بينما كلاهما يلتقط أنفاسه بوتيرة سريعة
" يُمكنني أن أتفهم لماذا هيبا أحبتك أنت و ليس ذاك اللئيم "
قهقه بيكهيون ثم تنهد ليقول من بين أنفاسه
"لا تقعي بحبي فأنا غير متاح"
قهقهت بصخب لتضرب صدر بيكهيون بقوة فتأوه هو بينما يُشاركها الضحك
" أنت لطيف لكن لست نوعي المُفضل"
" إذاً ما رأيك بـمين يونغ؟ إنه وسيم و رجل جيد "
همهمت سوهيون بتفكير ثم هتفت بمزاح
" يبدو هذا رائعاً، إذاً ساعدني في إيقاعه بعدما ننتهي من أمرك أنت و هيبا"
اومأ بإبتسامة مُتسعة ثم وقف و مد يده نحوها يُساعدها لتقف
" سيأتي أصدقائي إلي قصري كي ندرس فهل تنضمين إلينا ؟ "
قلبت سوهيون شفتيها بعدم معرفة فرفع بيكهيون كتفيه
" لن يكون مُملاً، سوف أتصل علي مين يونغ لأجلك "
ختم حديثه بمزاح فانتحبت الأخري بحماس مُزيف
"اووه بيكهيون أنت الأفضل"
قاطع ضحكاتهما رنين هاتف سوهيون فأخرجته لترفع حاجبيها بتفاجؤ و هي تتبادل النظرات بين بيكهيون و بين هاتفها
"إنها هيبا"
همست ليرمش الآخر و بدون مقدمات قرع قلبه الطبول لمجرد ذكر إسمها بينما سوهيون أجابت بإبتسامة مُتسعة
"هيبا مرحباً...اااه أنا بخير.. لا، لا تقولي هذا... نلتقي؟"
رفعت عينيها نحو بيكهيون الذي ضم شفتيه بتوتر
" أنا حزينة و قلبي مكسور لذا هل يُمكنني أن أختار أين نلتقي؟"
نبست بدرامية و هي تضع كفها علي صدرها ليعقد بيكهيون حاجبيه بخفة حين أخبرت الأخري هيبا بمكان تواجدهما
" بيكهيون "
همهم و رمش عدة مرات حين نظرت إليه بإبتسامتها البلهاء التي تعلو شفتيها
" سوف آتي معك إلي منزلك "
" إنه قصر، و أمي هناك بالمناسبة"
بيكهيون صحح لها و هو يحتضن صدره بدرامية فضربته سوهيون علي ذراعه بإنزعاج طفيف
"أيها الأحمق أقصد سنأتي معك أنا و هيبا، فيم تُفكر أنت؟"
أصدر 'أوه' خافتة ثم همهم إليها
" هل.. أبدو جيداً ؟"
سألها بتردد و هو ينظر في الأرجاء بينما يمسح علي شعره يحاول تعديله فعقدت سوهيون حاجبيها بخفة حتي فهمت مقصده لتبتسم بخبث
"لا تقلق أنت دائماً وسيم في أعين هيبا "
" لم أقل...من ذكر هيبا الآن؟ "
ضمت سوهيون شفتيها لتومئ بأسف مُصطنع
"هذا واضح علي وجهك "
أشارت إليه بسبابتها كي يلحق بها و بخطوات واثقة تبدو كتصوير بطيئ تقدمت نحو المصعد بينما بيكهيون يضم شفتيه بقهقهات مكتومة
وقف بالمصعد بجانبها بهدوء بينما هي كانت تميل يميناً و يساراً بحماس أطفأه هو حين قال
" أعتقد أنني سأعود إلي القصر وحدي "
التفتت إليه بحركة سريعة ليقول مُبرراً
" أعتقد أنها سترغب بالإعتذار منكِ بشأن ما حدث و لن يكون مُريحاً أن أحضر ذلك"
رفعت سوهيون حاجبيها بتساؤل فابتسم بيكهيون
"ربما مرة أخرى"
همهمت بتفهم لتبتسم ثم أومأت برأسها
_________________
" أوه مرحباً"
ابتسم بيكهيون بتوتر حين رؤيته زميلته سولهيون تجلس مع والدته بغُرفة المعيشة فألقي نظرة نحو السلالم قبل أن يتقدم منهما
" ألم يأتي الرفاق بعد؟"
قبّل رأس والدته ليجلس بجانبها فأعادت سولهيون خصلات شعرها خلف أذنها بخجل بينما أجابته هيونا بإبتسامة
" إنهم مع ييدام بالحديقة...سوف أحضر ييدام كي تتمكنوا من التركيز"
أومأ بيكهيون ليقف مع والدته فوقفت سولهيون هي الأخري تلحق بهما
" اتركيه قليلاً "
تذمر أحد زملاء بيكهيون لتضحك هيونا
" أكملوا اللعب معه بعد أن تنتهوا فلن تُغادروا قبل تناول الغداء معنا"
أشارت إليهم بتحذير نهاية حديثها و جميعهم أصدروا ضجة مُتحمسة لذلك فلم يُبدي أياً منهم الرفض
________________
"تمزحين؟"
صرخت سوهيون بعدم تصديق فتلفتت هيبا تنظر حولها بإحراج من نظرات المُحيطين بهم
" أخفضي صوتك "
ضمت الأخري شفتيها بأسف ثم أمالت فوق الطاولة كي تكون قريبة من هيبا
" كيف وافق والديكِ بهذه السهولة؟ هذا غريب...ألم يحاولا إثارة شفقتكِ أو أي شيئ؟ أعني عائلتيكما أصدقاء منذ سنوات"
رفعت هيبا كتفيها بعدم معرفة ثم شابكت يديها فوق فخذيها
" لا أعرف لكنهما لم يحاولا إقناعي بالبقاء معه، أبي و أمي يُريدان سعادتي فقط لذا ربما سمحا لي بالإنفصال عن هيوك لأنني لم أكن سعيدة معه "
قلبت سوهيون شفتيها بتفكير ثم همهمت بتفهم قبل أن تقول
" في الواقع هذا جيد فهو لا يُناسبكِ، بيكهيون ألطف و أفضل منه"
ضمت هيبا شفتيها بخجل لتقول سوهيون بحماس
" تعرفين أن بيكهيون كان معي قبل مجيئك؟ إنه لطيف للغاية فهو أراد تحسين مزاجي بعد ما حدث "
" بيكهيون؟ و ما علاقتكِ به؟"
ضيّقت هيبا عينيها بشك و الأخري ببلاهة قالت
" نحن صديقين "
أمالت هيبا برأسها لتُحرك الأخري عينيها في الأرجاء حتي استوعبت ما قالته فنظرت إلي هيبا مُجدداً و قهقهت بغباء
" سوهيون هل تُريدين إخباري بأي شيئ؟ "
__________________
وقف بيكهيون من مكانه ليدفع مقعده إلي الخلف فوقفت سولهيون هي الأخري و قالت بعدما ابتلعت ما بفمها
"سأغسل يدي أنا أيضاً"
هيونا رفعت عينيها تنظر إليها ثم حركت نظراتها نحو بيكهيون الذي همهم إلي الأخري و أشار إليها نحو حمام الضيوف يقودها إليه و أعين هيونا لم تبتعد عنهما
" والدتك لطيفة"
همست سولهيون و هي تغسل يديها فهمهم بيكهيون بإبتسامة و استقام بوقفته حين انتهت سولهيون من غسل يديها و اقتربت منه فناولها منشفة
" كما أنها تبدو صغيرة بالعمر"
"ااه نعم"
قهقه بتوتر حين صنعت الأخري احتكاكاً بين يديهما فجذب يده بعيداً عنها تاركاً المنشفة بين يديها
" أنت لم تكن تحضر إلي الجامعة في السنوات السابقة فهل يوجد سبب مُعين يجعلك تحضر هذا العام؟"
اقتربت منه خطوة فابتلع ريقه و فرّق بين شفتيه كي يُجيبها إلا إن صوت والدته قاطعه
" بيكهيون اغسل يديك و اذهب إلى ييدام، أعتقد أنني سمعته يبكي"
التفت إلي والدته التي تقف على بُعد خطوات منه فأومأ إليها و غادر سريعاً بينما أعين سولهيون تُراقبه حتي تلاقت بالصدفة مع نظرات هيونا فابتسمت بخجل لتبتسم الأخري بلطف
" دعيني أقودكِ إلي غرفة المعيشة "
أومأت إليها سولهيون لتلحق بها بينما تحك كفيها معاً بتوتر
لوّح بيكهيون إلي أصدقائه بينما يُمسك يد ييدام يجعله يلوّح إليهم هو الآخر ثم عاد إلي الداخل حين ابتعدوا عن مرأي عينيه
بيكهيون تعال إلي هنا "
نظر إلي والدته التي تقف أمام باب الحديقة من الداخل فأشارت إليه بيدها قبل أن تتوجه إلي الطاولة المتواجدة في الحديقة كي تجلس هناك و هو انضم إليها
" كم سيستغرق هذا المشروع؟ "
" ربما أسبوعين فيجب تسليمه بنهاية الشهر "
همهمت بتفهم لتميل بجذعها فوق الطاولة ثم مدت يدها نحو يد بيكهيون التي تسند ظهر ييدام و ربتت عليها
" زميلتك بهذا المشروع تبدو مُعجبة بك"
بلل بيكهيون شفتيه ليومئ إلي والدته
"أعرف ذلك "
" بيكهيون أنت قُلت أنك... "
تنهد ليُقاطعها
" أنا لست مُعجباً بها و لو قليلاً، و كما أخبرتك فأنا لم أعد أريد سوي هيبا"
ابتسمت هيونا
" إذاً احذر فهي لا تبدو خجولة كما تدّعي "
أمال بيكهيون برأسه لتومئ إليه هيونا
" نظراتها نحوك، و الطريقة التي تركت بها طاولة الطعام كما اقترابها منك أمام الحمام...لا تبدو فتاة سهلة لذا احذر كي لا تقع بالمشاكل، و أيضاً كي لا تُفسد الأمور مع هيبا أكثر من ذلك "
ضم بيكهيون شفتيه يشعر بأن والدته تُضخّم الأمور لكنه بالنهاية أومأ إليها بإستسلام
" لا تقلقي أمي، سأكون حذراً "
________________
ألقي سيهون هاتفه علي الأريكة بجانبه بغضب حين لم تُجب ماريا اتصاله
الوقت كان قد تعدي منتصف الليل و هي لم تعد بعد، كما أنها لا تُجيب اتصالاته
ساعة جرّت الأخري و هي كانت لاتزال تتجاهل إتصالاته و قد تُغلق الإتصال أحياناً و هذا كان يثير غضبه أكثر فأكثر
ابتسم بسخرية حين سمع صوت باب الشقة يُفتح ليرفع عينيه نحو الساعة التي تُشير إلي الخامسة صباحاً
" و أخيراً عادت الملكة؟"
وقف من مكانه ليُكمل بنبرة غاضبة بوضوح
"ألم تقولي بأنكِ لن..."
التزم الصمت حين التفت نحوها فتلاشي غضبه و حل محله القلق
" ماذا حدث؟"
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top