2

Start

تأوه بألم حين حرك رأسه أثناء نومه

أسفل رأسه لم يكن ناعماً كفراشه بل صلباً فكان مؤلماً لرأسه أكثر من آثار ثمالته

حرك كفيه كي يمسح علي رأسه حيث يتألم لكن شيئ ما منع إحدي يديه

منعها بقوة ليعقد حاجبيه ثم فرّق بين عينيه ببطئ ليُقابله سقف غريب... ألوان الطلاء ليست كغرفته ذات اللونين الأزرق و الرمادي

"استيقظت سيد أوه!"

رفع عينيه نحو مصدر الصوت ليعقد حاجبيه أكثر حين رؤيته مُساعده السابق جونغ هو يقف بجانبه ثم حرك عينيه ببطئ ينظر إلي ما يمنع يده عن الحركة فوجدها مُقيدة بالأصفاد مع المقعد الذي يتمدد عليه جسده بعدم راحة

" ما هذا؟"

اعتدل بجلسته يتسائل ببرود ثم رفع عينيه نحو الآخر و هسهس من بين أسنانه

"هذا ليس مُضحكاً البتة، أخبر ييشينغ أن يأتي ليفتح هذه الأصفاد"

"هذه ليست مزحة، السيد چانغ ليس هنا بل لديه مُهمة "

سيهون أمال برأسه ينظر إلي الآخر بغضب بدأ يظهر بمعالم وجهه

" أنت هُنا مُتهم سيد أوه"

"عُذراً؟"

رفع حاجبيه ساخراً لينحني إليه الآخر بإحترام ثم ابتعد عنه ليجلس خلف مكتبه يتصل برقم ما

" هل أحضرتها؟ "

همهم بتفهم ثم أغلق الهاتف ليُعيد نظراته نحو سيهون

" أنت هنا منذ البارحة، امرأة ما اتهمتك بإقتحام منزلها أثناء ثمالتك "

" لا يُمكن أن يكون هذا سوي مزحة سخيفة لذا أنهي الأمر و افتح هذه الأصفاد"

بسخرية قلب عينيه لينظر إليه جونغ هو بتوتر

"اعذرني سيد أوه لكن..."

قوطع حديثه حين دخول إمرأة ما إلي مكتبه ليعقد سيهون حاجبيه ينظر إليها ببرود بينما جونغ هو تبادل النظرات بينهما قبل أن يوجّه حديثه إلي سيهون

" إنها الآنسة يون ماريا... هي من أبلغت عنك"

وضّح بنهاية حديثه ليُهسهس سيهون بحنق

"فُك قيدي الآن جونغ هو "

المقصود ابتلع ريقه يتبادل النظرات بينهما

سيهون يبدو بأنه سيحترق بنيران غضبه بعد لحظات، أما الأخري بدت باردة و غير مُهتمة

خلعت نظاراتها الشمسية تنظر إلي سيهون من الأسفل إلي الأعلي ببرود ثم تقدمت لتجلس علي أحد المقاعد أمام المكتب واضعة قدماً فوق الأخري

ثم أشارت بيدها بعدم اهتمام إلي جونغ هو

"لا بأس فُك قيده"

سيهون شخر بسخرية و بمجرد أن فك جونغ هو قيوده وقف من مكانه كي يُغادر لولا صوت ماريا الهادئ الذي أوقفه

"سمحت بفك قيدك لكن لم أسمح لك بالذهاب"

عقد حاجبيه ليلتفت إليها

"ماذا قُلتي للتو؟"

تجاهلته لتنظر إلي أناملها المُتشابكة فوق قدميها فاقترب منها سيهون بخطوات واسعة و لولا وقوف جونغ هو أمامه لشهد هذا المكتب جريمة قتل هنا

سيهون ليس بالشخص الذي يتحمل الإهانة أو التجاهل، و جونغ هو يعرفه جيداً نظراً لأنه كان مُساعده لسنوات طويلة

" سيد أوه...أنت مُتهم و خروجك من هنا سيتسبب لك بالمشاكل لذا رجاءً اجلس كي نحل الأمر... سننتهي سريعاً"

سيهون أنصت إلي حديث جونغ هو بأنفاس لاهثة ليضم قبضتيه بغضب ثم تقدم ليجلس مُقابلاً إلي ماريا واضعاً قدماً فوق الأخري كما تفعل هي

"أنهي هذه المهزلة الآن"

طرق بسبابته فوق المكتب و بينما يوجّه حديثه إلي جونغ هو عينيه كانتا تنظران بغضب إلي تلك المرأة أمامه

" هي تقول بأنك اقتحمت منزلها أثناء ثمالتك لكن... ذاك المنزل كان منزلك"

نبس بتوتر ليبتلع ريقه حين ابتسم سيهون بجانبية

"هذا يعني أنها من يجب أن تكون بمكاني"

" هذه أوراق تُثبت ملكيتي للمنزل منذ شهرين"

ماريا تحدثت بهدوء تتجاهل سيهون ثم أخرجت أوراقاً من حقيبتها تُعطيها إلي جونغ هو الذي رمق سيهون بنظرة سريعة

" لقد رأيتها البارحة بالفعل و لا يوجد خطب بالأوراق، إنها سليمة"

مد الأوراق نحو سيهون ليجذبها الآخر بعنف ثم زفر بصوتٍ مسموع كونه تلقي التجاهل من تلك المُقابلة له

" هذا منزلي منذ سبعة أعوام و بكل عام يتم تجديد عقد الإيجار خاصتي"

سيهون بإستهزاء تحدث ليرمقها من الأسفل إلي الأعلي و حين التقت عينيه مع خاصتيها شخر بسخرية ليقلب عينيه بعيداً عنها

" أخبر المُتهم هُنا بأنه لم يُجدد العقد هذا العام لأن مالك المنزل توفي بينما أنا قمت بشراء المنزل من الورثة لذا المنزل أصبح ملكاً لي "

" ياااا...عن من تتحدثين؟"

صاح بها بإنفعال ليقف من مكانه و معه انتفض جونغ هو بفزع، بينما ماريا رفعت عينيها معه ترمقه بهدوء ثم حركت عينيها بالأرجاء قبل أن تُجيبه بسُخرية

" أيوجد غيرك هنا؟ "

" أعرف النساء أمثالك كيف يتم التعامل معهم "

تقدم منها ليجذبها من ذراعها حتي وقفت أمامه مُلتصقة به ففزع جونغ هو ليقترب منهما سريعاً

"هذا المكتب تصدر منه طاقة سلبية مُرعبة"

ييشينغ فتح الباب يتحدث بسخرية ثم تكتف بينما ينظر نحوهما ليلتفت إليه جونغ هو سريعاً

هو كان مُحقاً بذلك، سيهون كان غاضباً، جونغ هو كان خائفاً، لكن ماريا بدت باردة و غير مُبالية لتصرف سيهون العنيف

" سيدي و أخيراً أتيت "

جونغ هو تنفس براحة ليومئ ييشينغ ثم أشار إليه بإصطحاب ماريا إلي مكتبه ففعل ذلك بينما سيهون تقدم من ييشينغ

"هذا مُبالغ به"

سيهون هسهس بحنق ليبتسم ييشينغ بخفة ثم ربت علي كتفه

"سيطر علي غضبك كي لا تخسر"

رفع حاجبيه بتحذير ثم أشار إلي سيهون بأن يسبقه إلي مكتبه فتنهد الآخر قبل أن يفعل ذلك

"جونغ هو... أحضر القهوة و لا تسمح بدخول أحد"

ييشينغ أمره بهمس ليومئ إليه الآخر بإحترام ثم خرج من المكتب بينما ييشينغ جلس خلف مكتبه و أمامه سيهون و ماريا يجلسان مُتقابلين

" إذاً...نتحدث بهدوء دون إتخاذ أي خطوة رسمية، أعتقد هذا أفضل"

بهدوء ييشينغ أشار إليهما لتتنهد ماريا تُبدي رفضها لذلك، بينما سيهون قلب عينيه بسخرية و تكتف يلتزم الصمت هو الآخر إلي أن دخل جونغ هو يُقدم القهوة إليهم ثم خرج مُجدداً بعدما ترك ملفاً أمام ييشينغ الذي شرع بفتحه

" يون ماريا!... فنانة مشهورة هاا؟ "

تسائل ليرفع عينيه نحوها فأومأت بحركة بسيطة

" أعتقد هذا سيكون سبباً لأن نتناقش بهذه المُشكلة بهدوء دون مشاكل فكلاكما مشهور و قد تتعرضان للمشاكل و هذه الفضيحة ستتسبب بالخسارة لكليكما"

رفع كتفيه يشرح الأمر ببساطة ليضحك سيهون بسخرية

" ييشينغ أنت بعقلك؟ أنا لن أناقش شيئاً بل هذه الكاذبة هي من..."

"أخفض صوتك فلا أرغب بالحصول علي صداع منذ الصباح الباكر فهذا سيؤثر علي عملي لاحقاً "

ماريا قاطعته ببرود لتتسع أعين سيهون بعدم تصديق

" هل تتحدثين معي أنا؟"

"تطرح أسئلة تعرف إجابتها، ألا تشعر بالملل؟ "

رفعت حاجبيها بإبتسامة ساخرة ليضم ييشينغ شفتيه بإبتسامة يكبحها بصعوبة

و حسناً... هي تنتقم له من صديقه

" آنسة ماريا المنزل يكون ملكاً للسيد أوه منذ أعوام لذا ربما وقع خطأ ما.."

"أنت بالفعل فقدت عقلك...هل ستتناقش معها حقاً؟ إنها مُخادعة"

بعصبية سيهون قاطعه ليزفر ييشينغ بإنزعاج ثم ضرب بكفه علي المكتب

"هذا عملي لذا التزم الصمت"

المقصود عقد حاجبيه بإنزعاج ثم وقف من مكانه كي يُغادر فلحق به ييشينغ و أمسك بذراعه هامساً

" إذا خرجت من هنا لن تصل إلي باب القسم إلا و أُلقي القبض عليك لذا عد إلي مكانك قبل أن يصل الأمر إلي والدتك و تتأثر الشركة"

"ما يحدث بالداخل مهزلة بالكامل و صدقني ستندم علي صراخك بوجهي"

هسهس من بين أسنانه ليضحك ييشينغ بخفة ثم دفعه من ظهره كي يعد إلي الداخل

" هيا صدقني سنتسلي كثيراً "

قدمي سيهون تمسكتا بالأرضية لينظر إلي صديقه من خلف كتفه

" هل تفعل هذا فقط للتسلية؟ "

ييشينغ رفع كتفيه كإجابة ليسبق سيهون إلي الداخل فقهقه الآخر بعدم تصديق قبل أن يلحق به

جلس مُقابلاً إلي ماريا مُجدداً واضعاً قدماً فوق الأخري و ابتسم بجانبية لترمقه بنظرة باردة قبل أن تلتفت إلي ييشينغ

" هل يُمكننا أن ننتهي سريعاً؟ لدي جلسة تصوير و لا يُمكنني التأخر"

سيهون ضحك بسخرية لتتجاهله ماريا فتنهد ييشينغ بينما يسترق نظرة سريعة نحو صديقه

" يُمكننا إنهاء الأمر بالتواصل مع الورثة لنعلم كيف يبيعوا المنزل أثناء تأجيره لشخص آخر فلا أعتقد أن بإمكاننا وضع اللوم علي أي منكما "

أشار إليها هي و سيهون بنهاية حديثه فهمهمت ماريا بعدم اعتراض و أومأت بخفة

"إذاً سأغادر إلي أن تتواصل معهم لكن إلي حين حضورهم لن يدخل هذا الرجل إلي منزلي "

رفعت حاجبيها بتحذير نهاية حديثها بينما سبابتها تُشير نحو سيهون بلا مُبالاة فأمسك بإصبعها علي حين غُرة لتشهق بتفاجؤ ثم حركت عينيها نحوه

" افعليها مُجدداً و سيصل عائلتك هذا الإصبع هدية مُغلّفة "

ماريا أخفضت نظراتها تنظر إلي اصبعها الذي يكاد ينكسر بين قبضته القوية ثم ابتسمت ببرود لترفع عينيها إلي خاصتيه قائلة بهدوء

" للأسف لا أمتلك عائلة"

ييشينغ عقد حاجبيه علي ردها الذي وجده غريباً ثم حرك عينيه نحو سيهون الذي ابتسم بجانبية ليترك سبابتها و عاد بجذعه إلي الخلف

"لست مُتفاجئاً...امرأة غير مُهذبة البتة"

"علي الأقل أمتلك عُذراً لكن رجلاً مثلك يمتلك عائلة..."

ابتسمت بتلاعب نهاية حديثها فزفر سيهون بغضب و أوشك علي النهوض من مكانه لولا ييشينغ الذي تحمحم يُعيده إلي صوابه قبل أن يرتكب جريمة الآن

" حسناً آنسة ماريا، سنتصل بكِ حين... "

" لا "

سيهون قاطع صديقه لينظر إليه ييشينغ بإنزعاج بينما ماريا تنهدت بخفوت و هي تنظر إليه

" لدي عرض بعد بضعة أشهر و أي فضيحة تافهة كهذه قد تؤثر بعملي علي الرغم من أنني لست المُخطئ هنا"

رفع حاجبيه نهاية حديثه و هو ينظر إلي ماريا بإستفزاز فقلبت عينيها بسخرية واضحة ليعقد حاجبيه

" أنا أيضاً لن أُضحي بسمعتي بسبب رجل كهذا"

و المقصود ضغط علي أسنانه بغضب لينظر نحو ييشينغ الذي أغلق عينيه و فتحهما بحركة بطيئة يحاول بذلك تهدئته

" عقدي سينتهي قريباً لذا سأبقي بالمنزل إلي أن ينتهي"

"و أنا لن أترك المنزل بجميع الأحوال... لا بأس لدي بإستضافتك لبعض الوقت "

ماريا أشارت بعدم اكتراث فأصدر سيهون ضحكة ساخرة قصيرة بدا غضبه بها ليقلب عينيه نحو ييشينغ الذي ابتسم بإتساع

"أعتقد أنها فكرة رائعة...يُمكنكما البقاء بالمنزل إلي أن ينتهي عقد سيهون، أليس أفضل من وجود قضية ستؤثر بعملكما؟ "

بعدم تصديق رفع سيهون حاجبيه ليهز ييشينغ كتفيه بحركة بسيطة يسخر بها من صديقه

و سيهون كان مُدركاً أن الآخر ينتقم منه بوضوح

لكن ألم يتمادي قليلاً؟!

" سنتسلي "

ييشينغ حرك شفتيه دون صوت ليُضيّق سيهون عينيه ثم حوّل نظراته نحو ماريا التي تُجري اتصالاً إلي أن انتهت لتلتفت إلي ييشينغ

" أعتقد هذا أفضل"

_______________

"أين بيكهيون؟"

هيونا سألت بينما تنظر إلي مقعد بيكهيون الفارغ علي طاولة الطعام لتنظر هيبا إلي ذاك المقعد المُقابل لها حيث يجلس بيكهيون بالعادة

" أعتقد أنه بمنزل الحديقة"

"مُجدداً؟!"

هسهست من بين أسنانها لتدفع مقعدها إلي الخلف فوقفت هيبا من مكانها سريعاً كي تلحق بها

"خالتي انتظري ربما..."

التزمت الصمت و توقفت مع هيونا حين رؤيتهما فتاة تخرج من منزل الحديقة بثياب فاضحة و خلفها ظهر بيكهيون يرتدي بنطالاً فقط و شعره مُبعثر

التفتت الفتاة نحو بيكهيون ليبتسم بجانبية ثم أمال نحوها يُقبّل شفتيها فضمت والدته قبضتيها بغضب

"بيون بيكهيون "

صاحت بإسمه لتتسع عينيه بذعر و ابتعد عن تلك الفتاة لينظر إلي والدته التي ما إن عادت تتقدم نحوه مُجدداً دفع تلك الفتاة بسرعة و أغلق باب المنزل بخوف يقف خلفه كي يمنع والدته من الدخول

"افتح هذا الباب الآن"

طرقت علي الباب بعنف تتخلي عن رقتها بسبب ابنها الأصغر بينما هيبا حاولت تهدئتها إلا أنها خشيت أن تقترب منها أكثر فهي تبدو غاضبة بحق

" أنا سأجعلك غير مؤهل لإقامة العلاقات أيها المنحرف، السافل، عديم التربية"

ألقت بتهديداتها عليه ثم خلعت حذائها تضرب زجاج الباب بكعبه تخدشه مرة ثم أخري إلي أن كُسر ليصرخ بيكهيون بألم حين شعوره بقطعة زجاج تجرح ذراعه فابتعد عن الباب يُمسك حيث إصابته

عينيه اتسعتا بصدمة حين رؤيته ذراعه تمتلئ بالدماء و كفه التي تضغط علي جرحه كذلك قد تلوثت بالدماء فرفع عينيه ينظر إلي والدته من خلال الزجاج المكسور

"أمي... كِدتي تقتُلينني"

"أنا لم أفعل شيئاً بعد"

هسهست بغضب و تقدمت مُجدداً فأمسكت هيبا بها ليميل بيكهيون برأسه بفضول حين التفتت والدته نحو الأخري

" توقفي رجاءً...إنه ينزف"

تنهدت هيونا بعبوس و التفتت نحو بيكهيون الذي انتفض ما إن تقابلت عينيه مع أعين والدته الغاضبة

" لن تنجو بفعلتك هذه "

أشارت إليه بسبابتها بتحذير ثم عادت إلي القصر بخطوات غاضبة ليبتلع بيكهيون ريقه بصعوبة ثم تقدم من الباب بحذر يفتحه فوقعت قطعة زجاج علي الأرضية بجانبه مما جعله ينتفض بفزع

هيبا ضحكت بخفوت ليرفع عينيه نحوها فتلاشت ابتسامتها سريعاً و تحمحمت هامسة بخجل

" أعتذر...هل أُساعدك ؟"

أشارت نحو ذراعه تتجنب النظر إلي صدره العاري فهمهم بيكهيون ثم سبقها إلي القصر لتلحق به

أحضرت صندوق الإسعافات الأولية ثم وقفت بجانبه لتميل قليلاً تتفحص عُمق الجرح

"إنه سطحي...لا أظنه يحتاج إلي الخياطة"

فتحت الصندوق تُخرج الأدوات علي الطاولة بجانبها كي تبدأ بتطهير جرحه أولاً فتأوه بيكهيون حين شعر ببرودة المُطهر علي جرحه

"آسفة، هل يؤلمك؟"

"لا"

نفي بهدوء ثم التزم الصمت لبعض الوقت قبل أن يبتسم بخفة هامساً

"تمتلكين صوتاً رقيقاً و جذاباً فلماذا لا تتحدثين كثيراً؟تعرفين بأنها المرة الأولي منذ مجيئك إلي هنا التي أسمع بها صوتك، ظننتكِ بكماء"

قهقه نهاية حديثه فرفعت هيبا حاجبيها بتفاجؤ ثم استقامت بوقفتها لتتوقف عن ما تفعله مما جعل بيكهيون يلتفت برأسه نحوها

" أنت مُخيف لذا لا أحب التحدث معك "

بيكهيون رمش بضعة مرات لتفعل هي المثل حين استوعبت ما تفوهت به

" مُخيف؟ أنا؟ "

ضحك بعدم تصديق فابتلعت هيبا ريقها ثم أدارت وجهه بكفيها كي لا ينظر إليها و انحنت تُكمل ما تفعله

" أنا لست مُخيفاً فجميع النساء اللاتي عرفتهن من قبل قد قالوا عني لطيفاً... "

حين انتهت من تضميد جرحه التفت إليها و أمسك بيدها فشهقت بفزع ليبتسم بيكهيون ببراءة

"المُخيف هو الذي تعتقدين بأنه قد ينظر إليكِ بينما في الواقع لن ينظر نحوكِ أبداً"

رفع حاجبيه بإستفزاز نهاية حديثه لتجذب هيبا يدها منه بخوف و احتضنتها إلي صدرها

" لهذا أنت مُخيف"

تمتمت بعبوس ثم تراجعت خطوتين قبل أن تلتفت راكضة نحو الأعلي ليعقد بيكهيون حاجبيه

" هل ستبكي؟ "

همس بعدم تصديق ثم أخفض عينيه ينظر إلي ذراعه

" أمي ستقتلني"

زم شفتيه بخط مُستقيم ثم خرج من القصر عائداً إلي منزل الحديقة يبحث عن هاتفه

" انظروا إلي هذا الوسيم"

صفّر بإعجاب حين مر من أمام المرآة ثم ابتسم عندما رأي جرحه بالمرآة

"وسيم و لطيف رغم هذا الجرح...هل بجدية تقول عني أنا مُخيفاً؟!هذا سخيف "

_______________

دفع ييشينغ باب المقهي حيث كاثرين تجلس أمام رجل يكبرها بأعوام معدودة

صوت قهقهاتها العالية جعل من شفتيه ترتفعان بإبتسامة و تنهيدة هائمة غادرت ثُغره ليقف بمكانه ينظر إليها للحظات قبل أن تتحطم أحلامه حين امتزجت قهقهاتها مع صوت ذاك الرجل أمامها الذي ضحك بصخب هو الآخر

بدا وسيماً... و أطول من ييشينغ

جذاب للغاية و لا يوجد عيب ظاهري به

تلاشت ابتسامته يستعيد ملامحه الباردة ثم تقدم من طاولتهما لترفع كاثرين عينيها ببطئ إلي أن التقت مع عينيه فتلاشت ابتسامتها هي الأخري و زفرت بحنق

"حلوي التوت خاصتي"

تمتم بإبتسامة ثم انحني لمستواها يُقبّل وجنتها فانتفضت مُبتعدة عنه

"عُذراً، من هذا كاثي؟"

ذاك الطويل تسائل لتنظر إليه كاثرين بتوتر و قبل أن تُبرر موقفها تدخل ييشينغ بالحديث عاقداً حاجبيه بعدم رضا

"كاثي؟ بالنسبة إليك إنها كاثرين فقط "

" مينهو...زوج صديقتي"

هسهست من بين أسنانها فجلس ييشينغ بجانبها ليمد كفه نحو الآخر

" چانغ ييشينغ...حبيب كاثرين"

عرّف عن نفسه فصافحه الآخر سريعاً بينما يبتسم بإتساع

"حقاً... هذا رائع، كاثي لم أعلم بأنكِ تملكين حبيباً "

" هذا لأنني لم أكن أعلم "

تمتمت بخفوت ليبتسم ييشينغ بجانبية حين سمعها ثم تحمحم و هو يعتدل بجلسته

" حين قُلت حلوي التوت شعرت بالغرابة خاصة و أن كاثرين تكره كل ما يتعلق بالتوت لذا ظننتك شخصاً يتنمر عليها أو شيئاً من هذا القبيل "

مينهو قهقه بإحراج لينظر ييشينغ إلي كاثرين التي أشاحت بنظراتها بعيداً عنه

حرك كفه من أسفل الطاولة ليُمسك بخاصتها ثم ضغط عليه ببعض القوة فتجعدت ملامحها

" غريب! لقد أحببت التوت فقط لأجلها"

" أعتذر مينهو لكن يبدو أن مينا ستتأخر و أنا لدي موعداً هاماً لذا سأغادر"

وقفت كاثرين علي عجل لتسحب حقيبتها كي تُغادر فلحق بها ييشينغ سريعاً تحت نظرات التفاجؤ التي يرمقهما بها مينهو

ييشينغ وضع كفيه بجيوب بنطاله و اكتفي بالسير خلفها بهدوء عكس خطواتها هي المليئة بالغضب و الحزن

" ما الذي... "

صاحت بإنفعال و التفتت إليه فتوقف عن التقدم ليرفع عينيه نحوها حين عادت بخطواتها إليه

".. تحاول فعله ؟ ما الذي تريد إثباته؟"

" منذ متي تكرهين التوت؟"

سألها بهدوء مُتجاهلاً ما قالته لتصرخ بإنزعاج ثم ضربت صدره بحركة سريعة

"توقف عن التصرف بهذه الطريقة...أنت تجعلني أكرهك أكثر مما أفعل"

استدارت كي تُغادر لكنها تذكرت شيئاً ما فعادت تقف أمامه مُجدداً مُتكتفة

" كيف عرفت بمكاني؟"

" ربما عن طريق قلبي "

رفع كتفيه بضحكة بسيطة لتتلاشي حين هسهست الأخري قبل رحيلها

"ليحترق قلبك...أكرهك "

__________

الساعة قد اقتربت من الثانية عشر منتصف الليل، و سيهون للتو عاد إلي المنزل بعد انتهاء عمله

مدد جسده بكسل ليُلقي المفاتيح فوق الطاولة بعشوائية

وقف بمكانه يزفر بحنق حين تذكر أن شخصاً آخر يسكن هذا المنزل الآن سواه

"أين هي؟ "

تمتم بتساؤل لينظر نحو غرفة المعيشة لكنها كانت فارغة فتقدم من إحدي الغُرف المُغلقة يطرق بابها

"من هناك؟"

سمع صوتها ليقلب عينيه بسخرية يهمس بصوتٍ غير مسموع

"ليس و كأن هناك سوانا"

تنهد و رفع كفه ليطرق الباب مُجدداً لولا أنها فتحت الباب تصنع شقاً صغيراً تنظر إليه من خلاله

"ماذا تريد؟"

"كنت أتأكد فقط أنكِ لم تهربي بعد"

عقد ذراعيه إلي صدره ثم أمال يستند بكتفه علي جانب الباب حيث أصبح وجهه قريباً من خاصتها و ابتسم بجانبية

" لم توصدي الباب من الداخل، أهذه دعوة لي؟"

استقام بوقفته كي يدخل فدفعت صدره بسبابتها تبتسم بتصنع

" سيطر علي أحلامك سيد أوه، نحن مازلنا بيومنا الأول"

"ماذا؟ أليس هذا ما تسعين إليه بوجودك هنا؟"

قهقه ساخراً ثم أكمل

"وسيم و غني...أنتِ ذكية لكن لا يسهل الإيقاع بي "

ماريا ابتسمت بخفة لتومئ إليه ثم عادت برأسها إلي الخلف تُغلق ذلك الشق الصغير مُنهية للحوار عند هذه النقطة

____________

" التصميم يبدو راقياً لكن به بعض الأخطاء فإذا كان الجُزء الأخير منه ملتوياً إلي هذا الحد فسيسهل تحطيمه خاصة و أنه رقيق للغاية... قم ببعض التعديلات"

سيهون نبس ببرود و هو يطلع علي التصميمات التي تُعرض عليه من قسم التصميم فانحني إليه ذاك الشاب الذي يقف أمامه ثم استعاد دفتر الرسم خاصته قبل أن يُغادر المكتب

وقف سيهون من مكانه ليتقدم من أحد الأرفف يبحث عن ملف ما ثم عاد إلي مكانه مُجدداً يُراجع ذاك الملف إلي أن قاطعه إتصال ييشينغ

"ماذا تُريد؟"

أجاب بإنزعاج واضح ليضحك ييشينغ بسخرية

"ماذا؟ هل أنت مُنزعج مني؟"

" تعلم؟! أنت سافل...أنا حتي لا أعرف ماذا أفعل بوجودها بمنزلي"

هسهس بحنق ليضرب علي المكتب بغضب نهاية حديثه فضحك الآخر بصخب

"أوه سيهون يعيش مع إمرأة غير والدته بالمنزل، مُعجزة القرن"

"أوقف سخافتك هذه، اليوم سأطردها و هذا قرار نهائي، لن أعيش معها بنفس المنزل "

تحدث بصرامة مُتخذاً قراره ليُهمهم ييشينغ بلا مُبالاة

" كما تُريد... اتصلت بك لأُعلمك بأن بيكهيون يُريد الحضور معنا إلي الملهي و بذلك أنا لا أطلب الإذن منك بل أخبرك بأنه سيأتي"

" بيكهيون ليس طفلاً ليحصل علي الإذن مني "

عقد حاجبيه بخفة ليُثبّت الهاتف بين كتفه و أذنه بينما يفتح حاسوبه يبحث عن شيئ ما

" فقط أُخبرك بذلك كي لا تُخبر سوهي بأن تخرج معنا "

" أووه هل تغار علي حبيبتك من أخي؟ "

ضحك ساخراً ليزفر ييشينغ بصوتٍ مسموع

" أعرف أنك تكره سماع هذا لذا سأخبرك به مُجدداً...أنا أحب كاثرين و لن أُحب سواها، و تعلم؟ حين نتزوج لن أدعوك إلي زفافي كي لا تُعكر مزاجي"

" إذاً سأُخبرك بالأمر بوضوح...كاثرين و أمثالها لقضاء ليلة جامحة كي تتخلص من ضغوط العمل و الحياة أما الزواج فيكون من نصيب نساء العائلات المحترمة و الراقية مثل سوهي "

ييشينغ أغلق عينيه للحظات قبل أن يبتسم بخفة هامساً

" أُشفق علي ييدام منذ الآن"

أغلق الهاتف بعد جُملته تلك ليمسح علي وجهه بإنزعاج بينما سيهون ابتلع ريقه يدّعي عدم سماعه لما قاله الآخر

رده لن يكن جيداً و قد تنتهي علاقتهما حينها و هو لا يريد ذلك بالطبع

" بالنظر إلي هذه اللوحات..."

تمتم يتنقل بين الصور التي تحمل لوحات متعددة من أعمال يون ماريا

أغلبها كان عارياً و يبدو واقعياً أكثر من كونه مُجرد رسمة

"تبدو كإمرأة شهوانية"

قهقه ساخراً و هز رأسه إلي الجانبين ليقترب من المكتب يستند عليه بمرفقه بينما يده الأخري تتولي السيطرة علي الحاسوب يبحث عن معلومات عن تلك المرأة التي تعيش بمنزله الآن

______________

ماريا أغلقت عينيها تُنصت إلي الموسيقي الهادئة تُحاول التخيل قبل أن تُعيد فتح عينيها مُجدداً تنظر إلي الرجل أمامها المُمدد فوق الأريكة بوضعية عشوائية

وقفت من مكانها لتتقدم إليه و أمسكت برأسه تجعله يميل قليلاً ثم ابتعدت عنه تقف بعيداً عن الأريكة تاركة مسافة قصيرة بينهما

"لا تُحرك رأسك فقط اجعل عيناك تنظران نحوي"

فعل كما تقول لتومئ بخفة ثم عادت لتجلس بمقعدها مُجدداً لتُمسك بقلمها محاولة التركيز لكن شيئاً ما كان مفقوداً برسمتها تلك

لم تبدو كما تخيلت، و قبل أن تستكملها هي سحبت اللوحة بعيداً تُلقي بها مع سابقاتها

" أعتقد أنكِ بحاجة إلي الراحة لفترة حتي يعد الشغف إليكِ من جديد"

ذاك الرجل تحدث بينما يرتدي ثيابه فعقدت ماريا حاجبيها لترفع عينيها نحوه

" لم أفقد شغفي لكنني لا أريد أي أخطاء بهذه اللوحة... أريد لفكرتي أن تكتمل بالطريقة التي تخيلتها"

" و هذا يجعلكِ مشوشة...سأعود إلي ألمانيا بعد يومين و قد أغيب لشهر أو أكثر لذا حتي أعود احصلي علي الراحة ربما حين عودتي تكوني قد استجمعتي أفكارك"

عقدت حاجبيها بإستغراب لتتكتف

" لكنك لم تُخبرني بهذا مُسبقاً جون "

" لا عقد بيننا ماريا و لا يوجد أي شيئ يمنعني عن المُغادرة أو يُملي علي ضرورة إخبارك بتحركاتي لذا لم أُفكر بإخبارك مُسبقاً "

رفع كتفيه نهاية حديثه فهمهمت بتفهم ثم أشارت له بالمُغادرة فاقترب منها يحتضنها بجانبية قبل أن يُغادر

عادت تجلس بمقعدها مُجدداً لتضع لوحة فارغة أمام عينيها لكنها شعرت بعقلها فارغاً و مشوشاً

ابتسمت بجانبية حين ومضت فكرة ما بعقلها لتسحب هاتفها من بين أقلامها المُبعثرة

" شياو فنغ...أنا بحاجة إلي بعض الرجال لمُساعدتي"

_______________

كاثرين كانت علي بُعد خطوات من منزلها فهي للتو انتهت من التبضع لأجل المنزل، و بينما إحدي يديها مشغولة بحمل الحقائب، اليد الأخري كانت مشغولة بتصفح هاتفها تبحث عن ثياباً لنفسها لتقوم بشرائها

شهقت بفزع حين شعرت بتلك الأغراض بيدها ترتفع فالتفتت تنظر إلي الشخص الذي حملهم بدلاً عنها لتقلب عينيها حين لم يكن سوي ييشينغ

" أي شُرطي هذا الذي يمتلك اليوم بأكمله لمُلاحقة النساء؟"

قهقه بخفة بينما يسير بجانبها إلي أن توقفت أمام باب المنزل فمدت كاثرين يدها إليه كي يُعطيها أغراضها لينظر إلي يدها المُمتدة أمامه

"لا بأس لديكِ بدعوتي علي العشاء الليلة، أليس كذلك؟"

"تعرف أنني أكره وجودك من حولي فلماذا لا تغرب عن وجهي؟! "

رفع كتفيه كإجابة يتجاهل تلك المشاعر السيئة التي سيطرت علي قلبه بسبب ما تفوهت به

" أنا حقاً جائع"

نبس بهدوء فتنهدت كاثرين لتفتح باب المنزل و دخلت تاركة إياه مفتوحاً خلفها

ييشينغ لحق بها إلي الداخل بعدما أغلق الباب ثم وضع الأغراض فوق طاولة المطبخ ليجلس علي مقعد طويل خلف تلك الطاولة و بمرفقيه استند عليها يُراقبها بهدوء

"الأسود لا يليق بكِ "

تحدث بينما يتفحص بعينيه ثيابها السوداء، و ييشينغ لم يكن مُعجباً أبداً ببنطالها الجلدي الذي يجعلها تبدو و كأنها... عارية

عينيه مُررت علي ثيابها بالكامل حيث الجزء العلوي بالكاد تستر القليل منه... ربما صدرها فقط هو الشيء المخفي

بينما أسفل صدرها بقليل و إلي مقدمة بنطالها الجلدي جسدها ظاهر كما أكتافها عارية

توقف بنظراته حيث سُرتها التي تحمل حلقة صغيرة لامعة ليتنهد

" لا أحب هذه الثياب"

توقفت كاثرين عن ما تفعله لتنظر إليه بغضب فرفع عينيه نحو خاصتيها و ابتسم بخفة

" و مُستحضرات التجميل الصارخة تلك... لا تُناسب وجهكِ أبداً، إنها تجعل من وجهكِ حاداً"

أشاحت بنظراتها بعيداً عنه و تجاهلته لتلتفت باحثة عن مئزر المطبخ بكف ترتجف إلي أن شعرت به يقف خلفها فتوقفت عن الحركة

أخفضت نظراتها قليلاً تري ذراعيه تلتفان حول خصرها بينما يُساعدها بإرتداء المئزر الذي وصل إليه أولاً، و بجانب أذنها همس بخفوت

" لا يُمكنكِ أن تكرهي التوت كاثي"

أمسك بخصرها يجعلها تلتفت إليه و بطواعية هي تحركت معه حتي قابلها وجهه لتتنهد بإرتجاف

" أنت تبحث في مُخيلتك عن شخص مُعين ليس أنا أبداً سيد چانغ"

همست و رفعت كفها لتدفع صدره فأمسك بيدها سريعاً

"لم لا كاثرين؟"

تسائل بضيق ليتبادلا النظرات بصمت إلي أن قاطعهما صوت رنين هاتفه فدفعته بخشونة كي يبتعد عنها

سحبت نفساً عميقاً بعدما ابتعدت عنه لتفتح الثلاجة تبحث عن الأطعمة المُعلبة لديها بينما هو مسح علي وجهه يستعيد وعيه قبل أن يُجيب الإتصال

" ما الأمر سيهون؟...لا لم أنسي، مهلاً هل هذا صوت سوهي؟..."

ضغطت كاثرين علي العُلبة بين يديها و ألقت بها علي طاولة المطبخ بمجرد أن وصلت إليها لتسترق نظرة نحو ييشينغ

"سأكون هناك قريباً"

همهم و أغلق هاتفه ليلتفت نحو كاثرين

" لدي موعد لذا سأُغادر "

غادر سريعاً قبل أن يحصل علي إجابة منها بينما عينيها اللامعتين كانتا تُراقبانه من الخلف إلي أن أغلق الباب

____________

" أمي بالكاد تنظر إلي وجهي، حسناً أنا رجل و ما أفعله طبيعي لكنها تُعاملني كطفل"

بيكهيون تذمر يشرح مُعاناته إلي سوهي التي تضحك علي ما يقوله بينما سيهون يرتشف ما بكأسه يكتفي بإبتسامة بسيطة يستمع فيها إلي حديث أخيه

" أمي مُحقة، يجب عليك أن تنجح هذا العام فأنت لن تقضي حياتك بأكملها طالباً جامعياً  "

" إذا كانت أمي مُحقة فهذا يعني أنه يجب عليك الزواج من هيبا ابنة عمك لأنها الشخص المناسب للإعتناء بـييدام"

بيكهيون تكتف بطفولية يرفض بوضوح ما قاله سيهون فتنهد الآخر يرتشف ما تبقي بكأسه ثم وقف من مكانه

" سأذهب إلي الحمام "

لم يهتم إليه بيكهيون و التفت يستكمل حديثه مع سوهي بينما سيهون توجه إلي الحمام

بعدما انتهي خرج ليغسل يديه ثم ألقي ببعض الماء علي وجهه كي يستفيق قبل أن يخرج لينضم إليهم مُجدداً فوجد كُلاً من بيكهيون و سوهي يضحكان علي شيئ يُخبرهما به ييشينغ الذي وصل منذ قليل

هو قلب عينيه يُدرك ماهية ما يُخبرهم به الآخر... هو لم يكن غافلاً عن إعجاب صديقه بتصرفات تلك المرأة الباردة و المُستفزة معه

حين تقدم ليجلس معهم رفع ييشينغ عينيه نحوه ليبتسم بجانبية فقابله سيهون بإبتسامة مُشابهة

قد يظن من يراهما أنهما عدوين لكنهما بالواقع صديقين مُقربين... علاقتهما لطالما كانت غريبة

" لا أصدق هذا أخي...هل حقاً قضيت ليلة بقسم الشرطة كمُتهم بسبب امرأة؟"

بيكهيون فغر فاهه بإندهاش ليضحك ييشينغ بسخرية

"لم تري شيئاً بيكهيون... أقسم جانب سيهون كان يشتعل بينما تلك المدعوة ماريا جانبها يبدو كالجليد، لم أري شيئاً كهذا طوال حياتي"

"نعم لذا جعلتها تنتقل لتعيش معي "

سيهون قلب عينيه بإنزعاج لتتسع أعين بيكهيون

"هل ستعيش معك؟... مهلاً أخي أنت حقاً تعيش مع إمرأة الآن؟ "

" لا تهتم كثيراً بيكهيون فهو سيطردها "

ييشينغ أشار إليه بيده بعدم اهتمام ثم تقدم بجذعه إلي الأمام ينظر إلي سيهون الذي يتجنب النظر نحوه

" لن أطردها"

ثلاثتهم نظروا إليه بعدم فهم فحرك عينيه نحو ييشينغ و ابتسم

" أعرف كيف سأتعامل معها كي تهرب وحدها "

ييشينغ الذي فهم مقصده قهقه بعدم تصديق بينما بيكهيون و سوهي تبادلا النظرات قبل أن يرفعا كتفيهما بجهل لما يحدث

" المدير يطلب مني العودة إلي المشفي الآن فيبدو أن هناك حالة طارئة لذا سوف أغادر أولاً"

سوهي انسحبت بعد بعض الوقت تاركة الرجال الثلاثة معاً، و بيكهيون وجدها فرصة للتقرب من النساء المتواجدات بالملهي بينما سيهون و ييشينغ اكتفيا بتبادل النظرات إلي أن ترك ييشينغ مقعده و اقترب يجلس بجانب سيهون

" أخبرتك أن لا تُحضرها "

" إذاً لم يكن يجب عليك أن تذكر ييدام"

بعدم اهتمام رفع كتفيه ثم وقف من مكانه

"احذر من أن يصطحب هذا الأحمق امرأة معه لأن أمي ستقتله هذه المرة"

أشار إليه بتحذير ثم غادر فبعثر ييشينغ شعره بإنزعاج و التفت باحثاً بعينيه عن بيكهيون ليجده بإحدي الزوايا يُقبّل إمرأة ما فقهقه بسخرية ثم ألقي برأسه إلي الخلف

_______________

السائق أوقف السيارة أمام منزل سيهون لينزل الآخر من السيارة بأعين ناعسة

تقدم من الباب كي يفتحه لكن شيئاً ما كان يمنعه من الداخل

عقد حاجبيه ليدفع الباب ببعض القوة لكنه لم يتحرك بعد فتنهد ليضغط علي الجرس ثم انتظر قليلاً كي تفتح ماريا الباب لكن الأخري كانت نائمة

صوت الجرس العالي لم يُحرك لها جفناً

و بعد دقائق طويلة من صوت الجرس المُزعج هي أمالت إلي الجانب الآخر لتفتح عينيها ببطئ

سحبت جسدها عن السرير لتجر قدميها خلفها بكسل ثم قامت بدفع تلك الطاولة المتواجدة خلف الباب لتفتح القفل من الداخل قبل أن تفتح الباب





To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top