19
Start
بيكهيون فرد ذراعيه علي مسند الأريكة التي يجلس عليها بينما يُراقب مدخل الملهي يتجاهل أصدقائه الذين انشغلوا بمُغازلة مجموعة من فتيات الملهي
خطته كانت استدراج هيوك إلي الملهي كونه شك بأن هيبا ستكون معه
فإن كان هيوك يُراقبه، و هيبا قالت بأنه يستغل كل الفرص لكي يُذكرها بسوء اختيارها، كما أن هيبا لا تميل إلي دخول الأماكن الصاخبة كالملاهي الليلية لكنها و بالصدفة دخلت واحداً مع هيوك و الذي بالمناسبة كان نفسه الذي يقضي به بيكهيون معظم وقته فهذا لا يعني شيئاً سوي أنه يفعل ذلك ليُظهر بيكهيون بمظهر الفتي السيئ أمامها
أمال برأسه ينظر نحو ساعة معصمه فقد مر أكثر من ساعة منذ راسل النادل هيوك فهل هو لن يأتي كالمرة السابقة؟! أم أن تفكير بيكهيون ليس بمحله و هو يُراقبه لغرض آخر؟!
تأوه بإنزعاج ليُلقي رأسه إلي الخلف بإستسلام
" يااا بيكهيون تناول هذا الكأس فقط"
أشار بيده إلي صديقه بالرفض دون أن ينظر نحوه فأشار صديقه بعينيه نحو إحدي الفتيات لتقترب من بيكهيون حتي جلست علي مسند الأريكة التي يجلس عليها ثم رفعت كفها تُمرره علي طول صدره
جفل بيكهيون و انتفض يعتدل بجلسته عاقداً حاجبيه بإنزعاج
" من سمح لكِ بالإقتراب مني؟"
صاح بإنفعال و حرك عينيه بالأرجاء يتأكد إن كانت هيبا قد رأته لكنها لم تأتي ولا هيوك كذلك
تنهد براحة ليقف من مكانه
" سوف أغادر"
"ما خطبك بيكهيون؟ أنت تتصرف بغرابة مؤخراً"
همهم بيكهيون إلي صديقه بلا مُبالاة ثم تحرك من مكانه كي يخرج من هناك بينما يُلقي نظرة أخيرة بالأرجاء و أعين أصدقائه تُراقبه بغرابة
رفع طرف شفتيه بإنزعاج حين أدرك أنه أضاع وقته علي لا شيئ، لكن لكونه لا يقبل الهزيمة فهو استدار مرة أخيرة يُلقي نظرة أخيرة بينما يسير نحو الخارج بصورة عكسية إلي أن ارتطم بأحدهم
"احذر يا هذا"
بيكهيون صاح بإنزعاج و هو يلتفت لمن ارتطم به و سرعان ما اتسعت ابتسامته حين رؤيته هيبا تقف خلف هيوك بخطوة
" أنا من يحذر؟ بل هل أنت الأعمى هنا؟ كيف تسير بظهرك و ترتطم بالآخرين؟"
تجاهله بيكهيون ليميل قليلاً ينظر نحو هيبا فأدارت عينيها بإرتباك
" كيف حالكِ هيبا؟" "
رفع يده كي يُصافحها فصفعها هيوك و وقف أمامه يُخفي عنه هيبا ليُحرك بيكهيون عينيه ينظر إليه بملل
" أنا أتحدث معك"
"و أنا عُذري بأنني لا أملك أعين بمؤخرة رأسي فما عُذرك أنت يا من تسير بطريقة صحيحة؟! "
رفع بيكهيون أحد حاجبيه بتحدي ليفعل هيوك المثل
" إذاً كنت تسمعني؟"
"نعم و تجاهلتك عن قصد"
أجابه بإبتسامة واسعة فقهقه هيوك بعدم تصديق
"أنت طفولي "
رفع بيكهيون كفه يُبعثر شعره ثم رفع كتفيه
" لا أهتم لرأيك "
" أووه حقاً؟ "
ضحك بسخرية ثم تحرك جانباً كي تظهر هيبا فشابكت أناملها معاً تعبث بهم بتوتر
" تعرفين أنه قام بخدش سيارة أبي؟ "
رفعت هيبا عينيها نحو بيكهيون بصدمة فأدار عينيه ببراءة و كأنه لم يفعل شيئاً
" هل يُمكن أن يشرح لنا' السيد لا أهتم' لماذا كتب #### ## علي سيارة والدي من الخلف؟"
شهقت هيبا بأعين اتسعت خجلاً حين سمعت الكلمة البذيئة التي رددها هيوك، و بيكهيون بلا مُبالاة نظر إلي أعين الآخر
" ظننتها سيارتك أنت"
" أنت وقح"
تقدم من بيكهيون كي يلكمه فأمسكت هيبا بذراعه سريعاً تمنعه عن ذلك ليرمقها بحدة
" دعنا نُغادر "
" لا تقلقي سيُغادر بالفعل"
بيكهيون نبس بصوتٍ عالٍ ثم تقدم خطوة من هيوك يقول بإستفزاز
" فمن أتي لأجله سيرحل الآن"
همهمت هيبا بعدم فهم لينعقد حاجبي هيوك حين مد بيكهيون كفيه نحو ياقته يضبطها لأجله
" تعرفين؟ النساء بداخل الملهي و بالخارج لم تعدن تجذبنني "
حرك عينيه نحو هيبا ثم ابتسم بإشراق
" إحداهن تسرق عقلي مؤخراً"
غمزها نهاية حديثه فأشاحت بنظراتها بعيداً عنه سريعاً بينما هيوك سحبه من ياقته يُهسهس بغضب
" ما الذي تحاول فعله؟"
" ألم تأتي بها إلي هنا لتجرح مشاعرها ؟ أنا هنا أحاول مداواة جروحها "
بيكهيون همس بجانب أذن الآخر ثم دفعه عنه بخشونة ليبتسم بجانبية و هو يُكمل طريقه نحو الخارج و كأنه لم يفعل شيئاً
" هيوك"
همست بتردد تنظر إلى جانب وجهه فالتفت يرمقها بغضب ثم أمسك بمعصمها يجرّها معه إلي حيث سيارته حتي وصلا إليها ليفتح الباب قبل أن يدفعها إلي داخلها بخشونة
دار حول السيارة بخطوات واسعة ليصعد بجانبها ثم صاح بها بإنفعال و هو يضرب المقود بقوة
"ماذا؟ هل أعجبكِ ما قاله؟"
هيبا جفلت بفزع لكن ما لبثت حتي أصبح ذقنها مُحاصراً بين أنامله حين جذبها نحوه ينظر إلي عينيها بتحذير
" إياكِ و التفكير به"
" كيف أتوقف عن التفكير به و أنت لا تنفك عن ذكره بحديثك، و الآن جئت بي إلي هنا... ألم نأتي إلي هنا لتجعلني أراه بين النساء يُغازلهن؟"
تحدثت بصوتٍ مُختنق لتضم شفتيها بشهقة مكتومة
" فعلت هذا لتُشاهدي حقيقته"
" أعدني إلي المنزل"
دفعت يده بعيداً عن ذقنها ثم تكتفت لتنظر إلي الطريق من خلف النافذة المجاورة لها بأعين لامعة سرعان ما أفرغت ما تحمله من دموع
و ما إن وصلا منزلها هي ركضت نحو غُرفتها مُتجاهلة والديها الجالسان بغرفة المعيشة
" ماذا حدث؟ "
والدها رفع كتفيه بعدم معرفة إلي زوجته و أوشك علي اللحاق بهيبا لولا رنين الجرس فسارت والدة هيبا نحو الباب كي تفتحه
" هيوك...ماذا حدث؟ لماذا تبدوان هكذا؟"
سألته بقلق حين بدا هو الآخر غاضباً ثم تحركت تسمح له بالدخول فتوجه إلي الداخل يُصافح السيد أوه قبل أن يجلس مُقابلاً له
" انتهي الموعد بهذه السُرعة؟"
سألت السيدة أوه بتفاجؤ و هي تجلس بجانب زوجها فابتسم هيوك بسخرية ليُشابك يديه
" موعد؟ أي موعد هذا و بيون بيكهيون في حياتنا؟ لقد أفسد الموعد قبل أن يبدأ"
تبادل الزوجين النظرات بعدم فهم ثم التفتا نحو هيوك الذي أكمل
" لا أعرف كيف أجعلها تكرهه، نظراتها نحوي تختلف عن نظراتها نحوه وحتي تصرفاتها من حوله مُختلفة"
تحمحم السيد أوه بخجل من تصرفات ابنته بينما السيدة أوه اقتربت من هيوك لتُربت علي كتفه
" بيكهيون حلو اللسان مع النساء لذا يقعن له بسهولة لكنني واثقة من أنها ستُحبك لأنك الأفضل و الأوفي لكنها مازالت بحاجة إلى بعض الوقت، أعدك سأتحدث معها لأجلك "
__________________
.
مرت عدة أيام، و دراسة بيكهيون قد بدأت بالفعل... بطريقة غريبة هو كان مُنتظماً علي الحضور صباحاً، الحصول علي بعض الراحة حين عودته إلي القصر ثم تبدأ فقرة المُذاكرة و التي يقوم فيها نقاشاً حاداً بينه و بين ييدام....هذا كان مُسليّاً بالنسبة إلي بيكهيون فهو وجد بأن ذلك يجعله يستمتع بالدراسة أكثر
و بالرغم من أن ذلك كان يُرفرف قلب هيونا إلا أنها كانت قلقة من تغير بيكهيون -و كان بلا أي داعٍ -
تنهدت مينا بعبوس و هي تُراقب تلك السيارة التي تقف بجانب المنزل بينما تُخمن أنها تعود إلى ييشينغ
ربما أحد رجاله يُراقب منزل كاثرين أثناء انشغاله بعمله فهذا ما كان يفعله دائماً
التفتت تنظر نحو كاثرين التي تجلس أمام التلفاز بأعين شاردة بوضوح فسارت نحوها لتُدغدغها مما جعل كاثرين تنتفض بأعين متسعة و هي تضحك بخفة
"ماذا تفعلين؟"
تحركت إلي جانب الأريكة تبتعد عن أنامل الأخري فضحكت مينا قبل أن تجلس علي الطرف المُقابل
" أريد تناول الفراولة لكن لا توجد فراولة بمنزلك و مينهو لن يعود الآن "
" هل نخرج معاً كي نتسوق؟ أنا أيضاً بحاجة إلى الخروج من المنزل "
تجعدت ملامح مينا برفض فقهقهت كاثرين بخفوت قبل أن تقف من مكانها
" أشعر بعقلي سيتوقف إن لم أخرج من المنزل"
" فلتخرجي كاثرين، أنتِ من ترفضين الخروج"
نبست بنبرة هادئة لتنظر إليها كاثرين بتردد ثم همهمت قبل أن تسير نحو الغُرفة لتُبدّل ثيابها فهي لن تحبس نفسها إلي الأبد
بعد دقائق خرجت لتقف أمام مينا فصفّرت الأخري بإعجاب جعل كاثرين تضحك بخجل
" وجهكِ مُشرق فقط لأنكِ ستخرجين هااا؟ "
" أنتِ تُبالغين "
أشارت إليها بتأكيد ثم خرجت من المنزل لتركض مينا نحو النافذة تُراقب صديقتها لتهمس بخفوت
" مينهو سيقتلني بلا شك "
تنهدت بإبتسامة حين رؤيتها تلك السيارة تتحرك خلف كاثرين ثم عادت تجلس فوق الأريكة براحة لكن فترة راحتها انتهت سريعاً حين أتاها صوت ابنتها الباكية
تجولت كاثرين بقسم الفاكهة ، و لم تشعر بنفسها كيف كانت تشرد كثيراً و لا تُعطي أي تركيز لما تمر من أمامه
وقفت بمكانها تنظر حولها بـتيهٍ تشعر بالضياع و الندم لخروجها من المنزل فما كانت بنفسية جيدة لترى الآخرين الآن
لم يُعطها أي أحد انتباهه لكنها تشعر و كأن أعين الجميع تُلاحقها، تنفست بعمق و التفتت كي تُغادر دون استكمال التسوق لكن رؤيتها ييشينغ يقف أمامها جمّدتها
" هل يُمكننا أن نتحدث؟"
سألها بهدوء ليتقدم منها فعادت خطوة إلي الخلف بتلقائية بينما يديها تمسكتا بعربة التسوق بقوة ثم همهمت إليه بتردد
أمسك بيدها فجذبتها منه سريعاً و هي تتجنب النظر إليه
"سأُعيد العربة إلي مكانها ثم ألحق بك"
تخطته لتسير حيث يتم وضع العربات بجانب بعضهم و تركت العربة هناك بينما ييشينغ خرج ينتظرها أمام الباب الخارجي
حين وقفت بجانبه سار نحو سيارته لتلحق به بهدوء ثم صعدا إليها يجلسان متجاورين
أدار مُحرك السيارة و قادها مُبتعداً عن المكان يتوجه إلي مكان بعيد فتنهدت كاثرين حين أدركت أنه سيبتعد عن المدينة كما فعل سابقاً
" لن أهرب لذا لسنا بحاجة إلى الإبتعاد كثيراً"
ألقي نحوها نظرة سريعة ثم أعاد عينيه إلي الطريق في صمت حتي أصبحت بمنطقة يُحيطها البحر من جانب و الطريق علي الجانب الآخر بمسافة ليست قريبة منهم...بنفس المكان الذي اصطحبها إليه سابقاً لكنها كانت أول من خرج من السيارة الآن
تنهد بضيق و هو ينظر إليها من الخلف ثم خرج من السيارة ليلحق بها بخطوات متساوية إلي أن وقف خلفها
" كاثرين"
همهمت بخفوت دون أن تلتفت نحوه فابتلع ريقه و بلل شفتيه قبل أن يهمس
" أنا حقاً آسف"
ابتسمت بخفة و هي تُهمهم إليه فتحرك ليقف أمامها مما جعلها ترفع عينيها نحوه
" كان يجب أن أكون بجانبكِ و أقوم بحمايتكِ لكن...أنا حقاً آسف"
تنهد بأسف نهاية حديثه لتومئ كاثرين
" لا بأس ييشينغ"
ارتفع حاجبيه في تفاجؤ فأمسكت بكلتا يديه لتُكمل
" ما فعلته والدتك هو أمر طبيعي و متوقع من امرأة مثلها، لكن لا بأس سوف أنسي كل شيئ و أعيش في سلام بعيداً عنك و عن والدتك "
" هل... تُنهين علاقتنا؟"
سألها بعدم تصديق و أمسك يديها بلهفة فهزت رأسها إلي الجانبين بإبتسامتها التي لم تمحوها و سحبت يديها بعيداً عنه
" بل أنت من أنهيتها ييشينغ "
" أنا؟ "
تمتم بتشوش فأومأت إليه
" أخبرتك سابقاً...إذا التقيت سوهي سأفهم حينها أنك تنفصل عني، و أنت ذهبت إلى منزلها و كذبت علي"
قهقهت و عينيها فضحتا ما تشعر به من ألم حين ذرفتا الدموع بضعف
" رأيتك بعيناي و أنت تكذب بقولك أنك في العمل، لقد أغلقت الهاتف في وجهي لأنك كنت تحتضنها، كنت تحتضنها أيها الحقير "
هسهست بغضب لتضرب صدره بنهاية حديثها بينما الآخر كان تائهاً لا يفهم ما تقوله
"مهلاً...أنتِ تفهمين الأمور بشكل خاطئ"
"لا أفهم أي شيئ ييشينغ، و لا أريد أن أفهم لذا اتركني و شأني...لا يوجد أمل من هذه العلاقة، لا أنت تحترمني و لا الآخرين يفعلون ذلك "
أمسك ذراعيها ليجذبها نحوه بغضب ثم صاح بها بإنفعال
" أنا أحترمك و أحبك كاثرين، ربما كذبت لكن ليس لأي سبب آخر عدا أنني لا أرغب بجرح مشاعركِ "
" ااه نعم بالطبع "
أومأت بسخرية فترك ذراعيها ليحتضن وجنتيها ببعض القوة عكس حركة أنامله الرقيقة التي مسحت دموعها بلطف
" كنا سنتحدث حين عودتي إلي المنزل ...أردت شرح سبب ذهابي إلي منزلها حين نكون أمام بعضنا وجهاً لوجه لترى أنني لست بكاذب... لقد ذهبت فقط كي أُساعد بقضيتها و تخليت عن الأمر حين شعرت بأن ما يحدث معها ليس سوي انتقام القدر منها..."
"لا أريد سماع شيئ"
وضعت كفيها علي صدره تحاول دفعه فضغط علي وجنتيها يرفض الإبتعاد بينما يهز رأسه إلي الجانبين
" لا...أعرف أن ما مررتي به كان صعباً لكن لن أضيع و لو دقيقة واحدة أخري بعيداً عنكِ، لنتحدث و ننهي ما بيننا من مشاكل الآن، أخبريني فقط بما تُريدينه و سأفعله لأجلك..."
"أريد أن تختفي من حياتي"
قاطعته بضعف ليهز رأسه بعنف إلي الجانبين
"إلا هذا"
زفر أنفاسه ليتكئ بجبينه فوق خاصتها مما جعلها تُغلق عينيها
" إلا هذا كاثي "
ابتعد عنها قليلاً ليُمرر ابهاميه أسفل عينيها ففرقت بين جفونها المُبتلة ببطئ
" أريد حياة يحترمني بها الجميع لا أن يخجل مني الشخص الذي يجب أن يكون أماني، لا أن تكذب عليّ بينما أنا وثقت بك"
همست من بين شهقاتها الخافتة لينعقد حاجبي ييشينغ بخفة
" و أنا لم أخجل منكِ يوماً و أمام جميع المتواجدين بمركز الشرطة اعترفت أنني حبيب تلك الفتاة التي أتت في قضية دعارة و لم أخجل أو أتردد لحظة في تأكيد ذلك، أتعرفين لماذا؟ "
التقت عينيها اللامعتين مع عينيه ليبتسم و أكمل
"لأنني أحبكِ و أثق بكِ كاثرين، لذا لا يهم احترام و محبة الآخرين فلتكتفي بي أنا فقط "
" لقد كذبت علي،أردت أن أؤكد لنفسي أن ثقتي بك في محلها لكن بالنهاية جعلتني سخرية لشياو فنغ و جرحت مشاعري "
استنشقت ماء أنفها لينعقد حاجبيه مُتذكراً أمر شياو فنغ ثم تكتف بغضب طفيف
" لم أكذب سوي لأنني كنت سأُخبركِ بالحقيقة حين عودتي إلي المنزل، و في الواقع المُخطئ هنا هو أنتِ.. كيف تخرجين مع شياو فنغ وحدكما؟ هل فقدتي عقلك كاثرين؟ ماذا لو فعل بكِ شيئاً سيئاً؟ لا مهلاً هو قام بأذيتكِ بالفعل"
"لماذا تقلب الأمر ضدي الآن؟"
صاحت بغير تصديق و عينيها قد اتسعتا من غرابة الموقف فها هي بدأت تشعر بأنها المُخطئة
" لأنكِ المُخطئة كاثرين، لم تثقي بي و ركضتي خلف شياو فنغ، أنتِ تتركين الفرصة للآخرين بإفساد العلاقة التي أحاول إصلاحها بشتي الطرق، لقد أخطأت أنا الآخر و أنا آسف لذلك حتي و إن كانت نيتي جيدة فربما جرحت مشاعرك بتصرفي هذا لكن خطؤك لا يُمكن غُفرانه بالإعتذار"
جلس على الرمال بإنزعاج يتكتف بعبوس طفولي فرمشت كاثرين بتفاجؤ... هو لا ينتظر منها أن تعتذر الآن أو تقوم بمصالحته!
جلست بجانبه تترك بينهما مسافة خطوتين تقريباً بينما تتجاهل النظر نحوه ظناً منها أنه يُراقبها
" توقف عن مراقبتي، هذا مُزعج "
نبست بإنزعاج مُصطنع فأجابها بلا مبالاة و هو ينظر إلى البحر أمامه
"توقفي عن التخيل فأنا لم أنظر إليكِ"
عقدت حاجبيها لتلتفت برأسها نحوه
"و لم لا تنظر لى يا هذا؟ أنا لسه بشعه أو..."
"هذا لأنني أرغب بتقبيلك كلما نظرت نحوك"
قاطعها بنبرة هادئه و التفت نحوها ينظر إليها ببرود لترمش بعينيها
" كما أفعل الآن"
أخفض عينيه حيث شفتيها لـ يُمرر لسانه علي طرف شفته السُفلي سارقاً أنظارها نحو شفاهه
" تـ توقف "
صاحت بفزع و استدارت بجسدها تُعطيه ظهرها بينما تضم قبضتها فوق صدرها ليرفع حاجبيه مُتسائلاً
"لماذا؟"
" أنت تجعل قلبي يخفق بشده و أنا لا أريد ذلك "
ابتسم بجانبيه و استدار لينظر أمامه عاقداً ذراعيه نحو صدره مُلتزماً الصمت و بين الحين و الآخر هو سينظر إليها بطرف عينيه ثم يقهقه بسخرية
هي لم تتوقف عن التمتمة مع نفسها مُصدرة أصواتاً مزعجه فـ زفر بصوتٍ عالٍ و سحبها من ذراعها كي تلتفت إليه ثم رفع ذراعه الأخري يُحيط بها جسدها
"أحب الهدوء كما تعلمين"
"و هل قلت لك شيئاً؟ أنا أتحدث مع نفسي، لماذا تتدخل بيني و بين نفسي؟"
جعدت أنفها بإنزعاج ليقلب عينيه بملل
"اذهبي بنفسك بعيداً عني إذا كنتِ تريدين التحدث معها لأنني و نفسي نحب الهدوء"
"هل تريد أن يتهجم عليّ المجرمين كما حدث سابقاً؟ "
شهقت بدراميه لتبتسم ببراءة وهي تميل برأسها إلى الجانب قليلاً حين رمقها بنظرة فارغه
"لم يكن يُهاجمكِ المُجرمين بل الشُرطة فأنتِ المجرمة لذا التزمي الصمت أو سأقوم بتقبيلك و لن اهتم بالزمان أو المكان و قد تتطور القبلة إلي أمر أكبر "
" أنا اجلس هناك لا تقلق عليّ "
أشارت بتوتر حيث بقعة بعيدة عنه ثم وضعت كفيها علي الأرض كي تقف فوضع كفه علي خاصتها يتنهد بعمق
" لماذا لا تُريدين أن يخفق قلبكِ من أجلي؟"
ارتخت ملامحها تدريجياً و أخفضت عينيها لتقول بتردد
" لأنني اكتفيت...لا أريد هذا الحب إذا كان سيُعذبني فقط، والدتك لن تتركني و شأني، و أنت لن تكون بجانبي دائماً لأنك سوف تضطر في يوم ما إلي أن تختار بيني و بين والدتك "
" يُمكن لكل هذا أن يتغير صدقيني "
همس بلطف و رفع كفه الأخري يحتضن بها وجنتها فأمالت بتلقائية مع حركة أنامله الرقيقة فوقها
" لا يُمكن لهذا أن يحدث، والدتك أصبحت أسوأ من ذي قبل، لقد أتت و هددتني بنفسها ثم اتفقت مع شياو فنغ و هذا يعني أنها ستفعل أسوأ من ذلك إذا عُدنا إلي بعضنا "
" أمي هددتكِ؟ متي التقيتها؟ و لماذا لم تُخبريني بذلك سوي الآن؟"
عقد حاجبيه بعدم تصديق فبللت كاثرين شفتيها قبل أن تُجيبه
" لم أرغب بجعل الأمور تُصبح أسوأ بينك و بين والدتك "
" لا، أنتِ لا تثقين بي لأنكِ لو تفعلين لأخبرتني بالأمر كي أكون مُستعداً، كنت لأقوم بحمايتكِ و لن يتم وضعكِ بهذا الموقف...إذا كانت أمي مُخطئة فأنتِ مُخطئة أكثر منها، أنتِ تتركين الفرصة للآخرين بالتدخل بيننا كاثرين "
أنهي حديثه بإنزعاج ليسحب يديه بعيداً عنها فاستقامت بجلستها
" أنا لا أفعل ذلك لكن أنت من لا تفهمني، أنت لا تعرف ما مررت به "
" لا أعرف لأنكِ لم تسمحي لي بأن أكون جزءاً مما تمرين به، إن لم نتمسك ببعضنا و نتشارك بكل شيئ سنترك ثُغرة للآخرين بأن يتدخلوا في علاقتنا ليُفسدوها..."
استدار إليها بجسده ثم أمسك بكلتا يديها بين خاصتيه
" لنتزوج كاثي"
أعينها اتسعت بصدمة ليومئ برأسه بعنف
" لتتأكدي من أنني أُحبكِ حقاً و لن أتخلى عنكِ، لكي تُدرك والدتي أنني مهما حدث لن تري عيناي و لن يقبل قلبي أن تسكنه إمرأة أخري سواكِ... و لأنني تعبت البُعد كاثرين، أنا أحتاجكِ في حياتي"
انحني يُقبّل كفيها بينما عينيها المصدومتين تتحرك معه بعدم تصديق
" لا تُفكري بأحد سوانا قبل أن تُخبريني بالإجابة "
ابتلعت ريقها لتشيح بنظراتها بعيداً عنه
" أعرف أنكِ تُحبينني كما أفعل، نحن الآن لسنا مُراهقين و القرار الذي سنتخذه سيكون هو النهائي لذا فكري جيداً...إذا وافقتي أعدك لن أتخلى عنكِ مهما حدث، و إذا رفضتي... "
حركت عينيها تنظر إليه بلهفة فضم شفتيه عدة لحظات قبل أن يُكمل
" سوف أعود إلي الصين و أستقر هناك كي أتأكد من أنني لن أظهر أمامكِ ولو بالصُدفة "
" هل..."
ضغطت على كفيه ببعض القوة بينما تلتقط أنفاسها بوتيرة سريعه تُبدي ترددها الشديد
" امنحني الوقت لأُفكر بذلك"
ابتسم بخفة ليومئ
" لكننا معاً الآن"
جعدت أنفها بخجل و أدارت عينيها بحركة عشوائية فأمسك بذقنها كي تنظر إليه ثم قال يؤكد حديثه
" نحن معاً كاثي، و إذا حدث شيئاً منذ الآن فصاعداً يجب أن نُخبر بعضنا به حتي و إن كان تافهاً، و أنا أعدكِ بأنني لن أكذب مرة أخرى لكن يجب عليكِ أن تتفهمي موقفي"
" اقترابك من سوهي يجعلني أشعر بالخطر لذا كنت خائفة"
تمتمت بصوتٍ مُختنق ليومئ بتفهم ثم اقترب منها ليحتضنها
" لا علاقة لي بها بعد الآن، لقد تشاجرت معها هي و والدها تقريباً لذا صداقتنا انتهت "
" ماذا عن قضيتها؟ "
سألت بتردد فابتعد عنها قليلاً و احتضن وجنتيها ليمسح دموعها بلطف
" لن أتدخل بهذا الأمر سواء كانت مُذنبة أم بريئة"
أمسك بإحدى يديها يُشابك أناملهما سوياً و ابتسم بإتساع
" كيف يُمكنكِ أن تكوني جميلة هكذا و مُخاطكِ يتسلل من أنفكِ؟"
اتسعت عينيها لتمسح بكفها الأخري أسفل أنفها فقهقه ييشينغ بصخب
"أمزح"
جعدت أنفها بعبوس لطيف لتضرب كتفه بإنزعاج فقبّل ظاهر كفها التي يُمسك بها و اعتدل بجلسته كي تضع رأسها فوق كتفه بينما ينظران نحو البحر في هدوء تام قاطعه ييشينغ بعد لحظات
" لكنكِ جميلة حقاً"
ابتسمت بخجل ليتنهد ييشينغ بعمق
" رأيتي؟ دائماً ما يُصلح البحر علاقتنا"
ليس البحر ييشينغ "
أجابته بهدوء و تحركت برأسها قليلاً حتي استقر ذقنها فوق كتفه ثم أكملت بينما تنظر إلى عينيه مباشرةً
" إنها المشاعر التي بيننا ما تُصلح علاقتنا"
اعتلت شفتيه ابتسامة هادئة ليُقبّل جبينها ثم عادا إلي وضعيتهما السابقة حيث تضع رأسها علي كتفه
" و أعدكِ سأبذل قصارى جهدي كي لا نبتعد مُجدداً"
"ييشينغ"
همهم إليها لترفع يدها الحُرّة ترسم بها دوائر وهمية علي كفه التي تتعانق مع خاصتها
" لماذا تأخرت حتى أتيت لي؟"
فرّق بين شفتيه يُطلق تنهيدة عالية ثم ضغط علي يدها بخفة و هو يقول
" بكل ليلة أقف أمام منزلكِ كي أتحدث معكِ لكنني كنت خائفاً من ردة فعلكِ... كلمة أكرهك التي تفوهتي بها في قسم الشرطة لم تنفك عن التردد بعقلي لذا لم أعرف هل هو الوقت المُناسب للتحدث معكِ أم لا؟ لكن حين عرفت بأنكِ خرجتي من المنزل اليوم أتيت إليكِ دون تفكير"
"و من أين عرفت؟ "
سألت بقهقهة خافته فأجابها بمثيلتها
" أنتِ تحت المُراقبة طوال الوقت فلن أسمح أن يضركِ شيئاً بعد الآن، حتي حين ذهابي إلي مُهمتي سيبقى رجالي أمام منزلكِ كي يقوموا بحمايتكِ "
" مُهمة؟ "
رفعت رأسها عن كتفه تنظر إليه بحاجبين ارتفعا بقلق ليومئ هو
" أردت أن نتصالح قبل أن أذهب إلى تلك المُهمة و من الجيد أننا فعلنا...لكن لا أعرف إذا كنت سأذهب فربما يتم طردي من العمل لأنني مؤخراً لا أُركز به كما أنني تركته و أتيت إليكِ الآن دون إذن "
أنهي حديثه بضحكة ساخرة لينعقد حاجبي كاثرين
"تستحق ذلك فأنت طوال الوقت تحوم من حولي و تتهاون بعملك "
" وافقي علي الزواج مني و صدقيني لن أتهاون بعملي مُجدداً لأنني سأكون مُطمئناً عليكِ طالما تحملين اسمي "
" أخبرتك أنني سأُفكر بالأمر "
تمتمت بخجل لتدفن وجهها بعنقه
" إذاً هل أحصل على ردكِ غداً؟ بعد غد سيبدأ التحضير لتلك المهمة و قد لا أستطيع رؤيتكِ إلي أن أعود "
" إذاً سأُخبرك بردي حين تعود "
ابتسمت بإتساع لتعبس شفتيه
" كاثي "
" هيا أعدني إلي المنزل قبل أن تفقد مينا عقلها "
وقفت من مكانها لتنفض الرمال عن ثيابها فوقف هو الآخر بينما يتذمر
" بل أنا من سأفقد عقلي "
________________
لوّحت ماريا إلي تلك العارضة بعدما صعدت إلي سيارة الأجرة ثم تكتفت واقفة بمكانها حين رؤيتها سيارة سيهون تقترب من بعيد
" عُدت باكراً؟ "
رفعت حاجبيها بإستغراب فهمهم إليها بهدوء و مسّد جبينه مُتخطّياً إياها لتلحق به
" سيهون، أنت بخير؟"
اعترضت طريقه قبل أن يدخل الغُرفة لتضع كفها علي جبينه ثم وجنتيه تتفحصه بقلق
" وجهك أحمر كما عيناك...ماذا حدث؟"
هز رأسه إلي الجانبين بإبتسامة بسيطة ثم دفعها بخفة كي يدخل الغُرفة بينما يقول
" مجرد إرهاق"
" لم تتناول شيئاً أليس كذلك؟ "
رفع عينيه نحوها و بدون مقاومة قهقه بصوت مكتوم حين شعر أن والدته توبخه
" قهوة الصباح فقط فلم أملك وقتاً لتناول الغداء "
" انهض معي أيها الأحمق"
هسهست بحنق و هي تجذبه من ذراعه فلحق بها بكسل مُتغاضياً عن تلك الإهانة...ربما لأن إعجابه بإهتمامها به قد سيطر عليه بالكامل
ضغطت علي كتفيه كي يجلس علي المقعد أمام البار ثم سارت بخطوات واسعة نحو الثلاجة تُخرج منها الأطعمة المتواجدة لتقوم بتسخينها
" سأُجهز لك الطعام بعد ذلك لتأخذه معك إلي الشركة ويمكنك تناوله أثناء مُراجعتك إلي الأوراق أو بأي وقت تكون به وحدك في المكتب"
" أنا لست طفلاً"
ابتسم بأعين ناعسة ليستند بمرفقيه فوق الطاولة بينما يتكئ بذقنه علي كفيه فاستدارت تنظر إليه بحدة
"بل أنت أسوأ من الأطفال، هل أنت غبي لكي لا تُدرك أنه من المُضر أن تبقي بدون طعام...ماذا لو فقدت وعيك و أنت تقود السيارة إلى هنا؟ سيهون لا تبتسم بوجهي و أنا غاضبة"
صرخت به نهاية حديثها حين لم تحصل منه سوي علي ابتسامة واسعة فرفع كتفيه و أخفضهما بحركة سريعة
" أعتقد أنني فقدت عقلي لأنني أراكِ لطيفة بينما توبخينني "
نبس بنبرة ثقيلة فارتجفت مُقلتيها و ابتلعت ريقها بتوتر قد سيطر عليها للحظات
" أنتِ قلقة عليّ همممم؟ "
عقدت حاجبيها و تجاهلته لتُخرج الطعام من جهاز التسخين ثم تقدمت منه لتضع الطعام أمامه و جلست علي المقعد المجاور له بينما تُراقبه بهدوء و هو يتناول طعامه
قلبها الذي يرتجف بقلق قد بدأ يهدأ تدريجياً بينما عقلها تشوش... فلماذا قلقت إلي هذا الحد؟!هل سيهون شخص مهم إلي هذه الدرجة؟!
" لا تفعل هذا مُجدداً"
همست بخفوت لتضع يدها فوق شعره تُداعبه بلطف فالتفت سيهون ينظر إليها ثم أعاد نظراته إلي طبق الطعام أمامه يحاول بذلك تجاهل المشاعر الدافئة التي سيطرت عليه
تركته ماريا لتدخل إلي الغُرفة فترك أعواد الطعام من يده ثم رفع رأسه بينما يُغلق عينيه بقوة يحاول تمالك نفسه
لكن ماريا حقاً بدت لطيفة...سيهون لا يُحب النساء اللطيفات لكنه...يُحب ماريا ؟!
ضحك بعدم تصديق ثم وقف ليقوم بالتنظيف مكانه قبل أن يدخل الغُرفة
و علي طرف السرير وجد ثيابه المنزلية موضوعة هناك بنظام بينما ماريا لم تكن هناك فقام بتبديل ثيابه قبل أن يخرج من الغُرفة يتوجه إلي الغُرفة الأخري حيث تقوم بتنظيف الفوضي مكان عملها اليوم
" هل تشعر بتحسن؟"
حركت عينيها نحوه حين شعرت به يقف أمام الباب فأومأ ليتقدم منها حتي وقف بجانبها ينظر إلي اللوحة
" لم تنتهي منها بعد؟"
هزت رأسها إلي الجانبين بحركة بسيطة ثم رفعت عينيها نحوه
"تبقت اللمسات الأخيرة"
تنهدت بصوتٍ عالٍ ثم وقفت من مكانها
" سوف أنام أولاً فلدي الكثير من المواعيد الهامة غداً "
أمسك بيدها حين ابتعدت عنه قليلاً فالتفتت تنظر إليه بحاجبين ارتفعا قليلاً
" تُريد شيئاً ما؟"
استرق نظرة نحو شفتيها ليبتلع ريقه ثم هز رأسه إلي الجانبين مُبتسماً بزيف ليترك يدها فأومأت بإستغراب و بتردد غادرت الغُرفة
________________
" هل انتهيت؟ "
هيونا سألت بإهتمام و هي تطل برأسها من خلف الباب الخاص بغرفة بيكهيون حيث كان الآخر يجلس خلف مكتبه يدرس فرفع بيكهيون عينيه نحوها و ابتسم بإتساع بينما يُلملم أغراضه
" نعم، هل ييدام نام؟"
همهمت و تقدمت لتجلس علي طرف السرير مُقابلة له
" تلقيت شكوي منك اليوم بيكهيون"
رفع حاجبيه بتفاجؤ ليُشير إلي نفسه بسبابته فأومأت هيونا
" هل التقيت هيبا و هيوك؟"
حرك عينيه بحركة دائرية بينما يحاول التذكر ثم أومأ بينما يقول
" منذ أيام تقابلنا بالصدفة"
" و ماذا قُلت إلي هيوك؟"
ضم بيكهيون شفتيه قبل أن يسرد إلي والدته ما حدث بالتفصيل و بالنهاية هو تكتف يُكمل بتذمر
" أنا لم أُخطئ بشيئ فهو من يقوم بمراقبتي و يسعي إلي جرح هيبا كي يُرضي غروره"
" أنت مُخطئ بيكهيون"
هيونا نبست بتنهيدة عميقة فأمال بيكهيون برأسه عاقداً حاجبيه
" ليس بحق هيوك فأنا لا أتقبل هذا الشخص و لكن بحق هيبا...لا تستغل مشاعرها مرة أخرى فهي ليست... "
" لا أمي "
بيكهيون قاطعها ليقف من مكانه ثم تقدم منها و جلس علي رُكبتيه أمامها قبل أن يُمسك بكلتا كفيها بين خاصتيه يقول بجدية
" أنا لا أستغل هيبا و لا أتلاعب بمشاعرها بل أُثبت لها أنني لا أريد سواها و هذه الحقيقة، و من جعلها كالحرب أولاً كان هيوك و ليس أنا... أعرف أنها الآن خطيبته و لكن مازالا لم يتزوجا لذا أحاول استغلال فُرصتي الأخيرة"
"بيكهيون"
ابتسم ليُقبّل كفيها ثم رمش بعينيه بخفة
" سأفعل ذلك دون جرح مشاعر هيبا أو حتي التعامل معها بطريقة قد تري بها الإهانة، لقد اتخذت قراراً و علي أساسه سوف أكون حذراً بتصرفاتي "
ابتسمت هيونا بدفء لتُحيط وجنتي بيكهيون ثم أمالت نحوه تضع قُبلة طويلة فوق جبينه
" أنت شخص جيد و لطيف بيكهيون، رؤية تغيرك هذا يجعلني أشعر بالراحة و السعادة أكثر من أي وقت مضى "
جعّد أنفه بخجل مُصطنع ثم ألقي برأسه فوق فخذيها بينما يحتضن خصرها بذراعيه
_______________
جلست كاثرين برأس مُطاطئ أمام مينهو الذي انتهي من توبيخ زوجته للتو، و يبدو أنه قد حان دورها
" أين كنتِ إلي الآن؟ "
ابتلعت ريقها لتنظر نحو مينا ثم أعادت نظراتها إلي مينهو
" ذهبت لكي أتسوق"
"إلي الآن؟"
رفع حاجبيه يتسائل بسخرية ثم تكتف
"و عُدتي بيدكِ فارغة"
" لـ... لقد قابلت ييشينغ و تحدثنا"
"ثم؟"
مينا هتفت بحماس لكنها سرعان ما أخفضت رأسها بخوف حين رمقها مينهو بحدة
" أعتقد...أعتقد أن كلانا قد أخطأ"
" هل عُدتي إليه؟ "
سألها بهدوء فقضمت شفتها السُفلي و هي تومئ بتردد
" ييشينغ رجل رائع كما أنه يُحبك لكن ماذا عن والدته؟ هل يُمكنكِ تحمل تصرفاتها؟"
رفعت كتفيها بعدم معرفة ثم تنهدت
" ظننت أنني قادرة علي الإبتعاد عنه لكن حين رؤيته أمامي أدركت أنه لا يُمكنني فعل ذلك لذا أنا مُترددة...لقد عرض عليّ الزواج"
شهقت مينا واضعة كفيها أمام شفتيها بسعادة بينما مينهو ابتسم بخفة يتسائل
" و ما ردك؟ "
رفعت كتفيها بعدم معرفة
" أنا مشوشة"
" إذا كانت سعادتكِ مع ييشينغ فلتوافقي ولا تُفكري بأي شيئ آخر "
__________________
رفع سيهون عينيه عن الملفات التي أمامه حين طُرق باب مكتبه
" مرحباً؟"
ماريا أطلت من خلف الباب بإبتسامة ليبتسم بخفة ثم أغلق الملفات يضعها جانباً قبل أن يستقيم من مكانه و تقدم منها
" لم تُخبريني بأنكِ قادمة "
نبس بهدوء لينظر إلي يدها ثم أمسكها بلطف يُداعب أناملها بخاصته
" أنهيت مواعيدي و كنت قريبة من هنا لذا أردت الإطمئنان عليك"
اتسعت ابتسامته ليحتضن وجنتها بكفه الأخري ثم همس
" انتظريني قليلاً ثم سنخرج معاً "
" هل أنهيت عملك؟ "
أمالت برأسها بتساؤل فهمهم بالنفي ثم نقر شفتيها بقُبلة سريعة
" نعم، فقط بقي القليل "
همهمت بتفهم ثم ابتعدت عنه لتجلس علي الأريكة فتنهد بعمق و عاد إلي مكانه يُكمل عمله
بعد دقائق طويلة خرج كلاهما من الشركة ليصعد سيهون إلي سيارته و خلفه ماريا بسيارتها تلحق به حتي توقف أمام حديقة عامة
خرج من سيارته ليسير نحو ماريا فأخفضت نافذتها تنظر إليه بإستغراب
" سمعت أن ذاك المطعم رائع لذا لنُجربه"
أشار علي مطعم يُقابل تلك الحديقة التي يقفان أمامها فعقدت ماريا حاجبيها و هي تنزل من السيارة حين رؤيتها أن ذاك المطعم الذي يتحدث عنه ليس سوي عربة صغيرة ذات نافذة عريضة مفتوحة و أمامها عدة طاولات دائرية
" هيا"
تمتمت ترفع كتفيها بعدم اعتراض فشابك أناملهما سوياً و هو يجذبها خلفه ليعبرا الطريق
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top