17

Start

" السيدة هيويون ترددت علي المشفي عدة مرات و بالمرة الأولي كان معها ملفاً لحالتها، أخبرتها أنها بحاجة إلى عملية بسرعة وفقاً لما هو موجود بملفها لكنها لم تملك الأموال الكافية لإجراء العملية و أصرّت علي أن أكتب لها علي مُسكن كي يخفف ألمها..."

سوهي تحدثت من بين شهقاتها فهمهم ييشينغ عاقد الحاجبين بينما سيهون تكتف و هو ينظر إلي الأرض

" أنا حقاً رفضت ذلك لكنها كادت تقتل نفسها بمكتبي بإستخدام مُعداتي الخاصة و التي تحمل بصماتي لذا كنت خائفة و اضطررت إلي فعل ما تُريده...أقسم أنني لم أتهاون بعملي"

انفجرت باكية ليُحرك سيهون رأسه بحركة دائرية، و لم يشعر بالراحة تجاه الأفكار التي تراوده... لا يعلم حتي لماذا تردد اسم ماريا بعقله الآن

" إذا حاولنا البحث بين موظفي المشفي فقد نجد دليلاً علي أنها من فرضت نفسها عليكِ "

سيهون تحدث بجدية فهزت سوهي رأسها إلي الجانبين

" تم التحقيق مع الموظفين و بعضهم قال أنهم شاهدوها معي، و منهم من رآها تصعد إلي سيارتي كما أنهم سمعوها تقول بأنني أُدمر حياتها و لكن... "

تنهدت بضيق لتقول بإنفعال

" أنا لم أفعل شيئاً خاطئاً "

" بالتأكيد هذا أحد أعدائي ينتقم مني عن طريق ابنتي"

والد سوهي تحدث بغضب و ضم قبضتيه فأغلق سيهون عينيه يهز قدمه بتوتر من أفكاره التي تتهم شخصاً مُعيناً بينما ييشينغ شابك كفيه معاً يقول بهدوء

" و ربما هذا انتقام القدر سيدي...تعرف حين تظلم شخصاً لا بد أن تُجرب هذا الشعور لاحقاً "

ييشينغ تجاهل النظر نحو سوهي التي انعقد حاجبيها لما قاله مُتذكرة تهديد ماريا لها بينما والدة ييشينغ رمقته بحدة إلا أنه لم يرها كونه كان يخفض رأسه

"ابنتي لا تظلم أحداً سيد چانغ "

ييشينغ رفع عينيه ينظر نحو الوزير ثم همهم إليه يقول بهدوء

" مهنة سوهي مُهددة بالفعل فحتى إن ثبت برائتها فلن يثق الجميع بها كطبيبة...كما أن إثبات برائتها لن يكون بهذه السهولة خاصة و أنه يوجد شهود ضدها و لا يوجد ما يُثبت أن تلك السيدة المدعوة هيويون هي من أصرت علي أخذ المُسكّن فحتى إن فعلت يجب أن ترفض سوهي ذلك لأنها الطبيبة "

رفع كتفيه نهاية حديثه ثم التفت برأسه نحو سيهون

" و مازالت ستقضي فترة التحقيقات بالسجن "

همهم سيهون بينما يومئ برأسه فعقد والد سوهي حاجبيه و وقف من مكانه يصرخ بإنفعال

" و لماذا أتيت إذاً إن لم تكن قادراً علي تغيير شيئ؟ ما دورك هاا؟ "

سيهون عقد حاجبيه غير مُعجب بأسلوب حديث الآخر بينما ييشينغ قهقه بخفوت

" ألست وزيراً؟ أنت تمتلك القدرة على مُساعدتها أفضل مني فلماذا تُحدثني و كأنه شيئ  من مسئوليتي ؟ "

"ييشينغ"

والدته نهرته بحدة لينظر نحوها فهسهست بإنزعاج

" إذا استغل منصبه سيؤثر هذا عليه مُستقبلاً"

أومأ ييشينغ بإبتسامة ساخرة ليقف من مكانه قائلاً

"إذاً هو يأمرني بأن أفعل ما لا يجرؤ هو علي فعله... "

" ييشينغ "

" لا أمي، هذا حق كاثرين...لكنكم هنا جميعاً تُقدمون لها المساعدة بينما كاثرين كانت وحيدة، استغللتم مناصبكم لتدمير حياتها لكن الآن أنتم مُقيدون و تأمرونني أنا بأن أساعدكم؟ هذا مُضحك"

قهقه بسخرية و هو يُمسد جبينه بغضب

" لن أقدم أي مساعدة في الواقع طالما أن الأمر يتعلق بحياة امرأة أخري، و لا أثق بأن سوهي مظلومة كما تقول "

شهقت سوهي من بين بكائها و هي تنظر إليه بصدمة فأخفض عينيه ينظر إليها

" كنتِ رائعة بتمثيل دور البراءة لسنوات في الوقت الذي دمرتي فيه حياتي و حياة الفتاة الوحيدة التي أحببتها فهل تتوقعين أن أضع رجلاً آخر بموقفي هذا... كادت زوجته تموت بسببك فلماذا أُصدقككِ حتي"

فرقت سوهي بين شفتيها كي تُدافع عن نفسها إلا أن والدها قد قاطعها حين تقدم ليقف أمام ييشينغ و هسهس بحدة

" غادر منزلي، لا أريد رؤية وجهك مُجدداً "

قلب ييشينغ عينيه بعدم إهتمام و غادر ليتنهد سيهون بينما يُحرك نظراته علي الجميع يشعر بأن الأجواء أصبحت فوضوية و خانقة

" هل هذا من قُلتي بأنه تغير؟ أرأيتي كيف جرح ابنتي؟"

والدة سوهي نبست بحزن و اقتربت تحتضن ابنتها التي انفجرت باكية لينظر سيهون إليها للحظات قبل أن يرفع عينيه نحو والدة ييشينغ التي لم تتحدث بشيئ

انعقد حاجبيه حين لاحظ انشغالها بهاتفها قبل أن تضعه بحقيبتها و ابتسمت بجانبية قائلة

" سيعود مُجدداً "

" لا أريده أن يعود، انتهي هذا الأمر سيدة چانغ"

الوزير صاح بإنفعال لتبتسم المقصودة و سيهون لم يشعر بالراحة تجاه برودها هذا

" ييشينغ يشعر بالشفقة فقط تجاه تلك اليتيمة لكن حين يراها بموقف غير لائق سيُدرك أن الفتاة المُناسبة له هي سوهي"

سيهون زفر بعمق ليضم قبضتيه حين شعر بأنه سيفقد أعصابه عليهم و خاصة والدة صديقه

هو واثق من أن ييشينغ لن يتحدث بهذه الطريقة و ينفعل هكذا إن لم تكن مشاعره حقيقية، و ربما... بطريقة ما سيهون بدأ يُدرك أن الحب لا علاقة له بمستوى العائلة أو أي من تلك الترهات

" أنا مشغول لكنني أتيت من أجل قضية سوهي لذا دعونا نجد حلاً لها ثم تحدثوا لاحقاً عن الأمور الأخري هذه"

قاطعهم بجدية فنظروا نحوه جميعاً ليُحرك هو عينيه إلي سوهي

" هل قُمتي بأي فحوصات لتلك السيدة قبل منحها المُسكّن؟"

"لا، لقد رفضت ذلك أيضاً"

همهم ليمسح علي وجهه بإنزعاج فمن أي جانب حديثها مُقنع؟ و إن اقتنع كصديق لها فالمحكمة لن تؤمن بذلك

________________

خرج ييشينغ من سيارة الأجرة ليتوجه إلي داخل القسم كي يُحضر مفاتيح سيارته فلحق به جونغ هو بخطوات واسعة ليُغلق الباب خلفه

" هل حدث شيء ما في غيابي؟ لم يطلبني الرئيس أليس كذلك؟"

ييشينغ تحدث بجدية و هو يقوم بترتيب بعض الملفات التي سيأخذها معه إلي المنزل بينما جونغ هو حك كفيه بتوتر خلف ظهره ليتوقف الآخر عن ما يفعله و رفع رأسه نحوه بحاجبين معقودين

"جونغ هو!"

المقصود انتفض بفزع فرفع ييشينغ حاجبيه بتساؤل ليبتلع جونغ هو ريقه

" كنت علي وشك الإتصال بك سيدي قبل أن تأتي و لكن...ها أنت ذا"

قهقه بتوتر فسحب ييشينغ نفساً عميقاً و تكتف يحثه علي الحديث

" تم إلقاء القبض علي بعض الأشخاص بقضية دعارة.. و تذكر شياو فنغ؟ ذاك الصيني الذي..."

"نعم ،أعرفه... و ما المُشكلة بذلك؟"

ييشينغ قاطعه بعدم فهم فابتلع الآخر ريقه بصوتٍ مسموع

" تم إلقاء القبض علي بعض الأشخاص بالملهي الخاص به لكنه لم يكن هناك ،منهم بضعة فتيات ليل، رجال أعمال لكنهم خرجوا بسبب صلاتهم و... "

" و ؟"

أمال برأسه بتساؤل حين التزم جونغ هو الصمت ليزفر بعمق قبل أن يقول

" حلوي التو.. أقصد كاثرين ،الآنسة كاثرين التي..."

"ربما فتاة تُشبهها، كاثرين كانت بالمنزل كما أنها مريضة و لن.. "

ييشينغ قاطعه بقهقهة خافتة ليهز رأسه إلي الجانبين بينما يُمسك أحد الملفات يضعه فوق البقية فقاطعه جونغ هو

"لقد تأكدت من ذلك سيدي...إنها هي "

توقفت يد ييشينغ عن ما تفعله لتتلاشي ابتسامته تدريجياً

" كانوا جميعاً بمكتب السيد هيونسوك منذ قليل "

عقد ييشينغ حاجبيه بقوة ليخرج من مكتبه متوجهاً نحو مكتب هيونسوك بخطوات واسعة و خلفه جونغ هو الذي يُتمتم بكلمات غير مفهومة تُعبر عن قلقه

طرق باب المكتب ليسمح إليه هيونسوك بالدخول ففتح الباب

" اووه ييشينغ، ما الذي أتي بك إلي هنا؟ "

هيونسوك هتف بإبتسامة لكن الآخر كان مشوشاً يبحث بعينيه عنها بين المتواجدين و لوهلة شعر بالراحة كونها لم تكن معهم

" أعتذر، كنت أبحث عن شخص ما لكن يبدو أن جونغ هو أخطأ بهويته"

رمق جونغ هو بحدة فهز الآخر رأسه بعنف إلي الجانبين و أشار خلف الآخرين حيث تقف كاثرين تنظر إلي الأرض بنظرات فارغة

حرك ييشينغ عينيه حيث يُشير الآخر فاتسعت عينيه حين رؤيتها ليتقدم منها بخطوات مُترددة

" كاثرين "

همس بعدم تصديق ليقف بجانبها لكنها لم تنظر نحوه، بدت فارغة من الداخل كما نظراتها

"كاثرين ماذا... ماذا تفعلين هنا؟ و كيف؟"

"حبيبتك تعمل بالدعارة معي، لقد ترجت شياو فنغ كي يُعيدها للعمل و المُقابل اللذيذ كان من نصيبي "

أحد الذكور المتواجدين ألقي حديثه علي مسامع ييشينغ بنبرة بذيئة فرفع ييشينغ عينيه الغاضبتين إليه قبل أن يخطو نحوه بسرعة ثم أصبحت الغُرفة في حالة من الفوضي حين تهجم ييشينغ علي الآخر

انهال عليه بالضرب فوق الأرض دون رحمة بينما الآخر يضحك بسخرية، و هيونسوك كان يحاول إبعاد ييشينغ عنه كما جونغ هو الذي تقدم ليُساعده بذلك

"ييشينغ توقف"

هيونسوك صاح به بإنفعال و هو يدفعه بقوة ليندفع جسد ييشينغ إلي الخلف ثم مسح علي وجهه و هو يلتقط أنفاسه بوتيرة سريعة فتخصر هيونسوك و هو يقف بالمنتصف يحاول فهم ما حدث

أشار إلي مُساعده بأن يُخرج الجميع من المكتب ففعل ذلك تاركاً كاثرين ، و ييشينغ بينما جونغ هو وقف بجانب الباب من داخل المكتب

" حبيبتك؟"

هيونسوك بعدم استيعاب سأل فأومأ إليه ييشينغ بنظرات حادة ليتنهد الآخر

"سأترككما تتحدثان وحدكما "

التفت ليخرج من المكتب و بتردد جونغ هو لحق به بعدما رمق ييشينغ بنظرة أخيرة

ما يجعله يشعر بالراحة قليلاً أن غضب ييشينغ ليس بسوء غضب سيهون لذا ربما يكسر عظامها لكن لن يقتلها... و هذا جيد.. تقريباً

مرت ثوانٍ و هو ينظر إليها بحدة و بأنفاس هائجة لكنها فقط كما كانت منذ رآها، لا تبدو واعية لما يجري حولها

" هل يُمكنكِ أن تُخبريني كيف انتهي بكِ الأمر هنا؟"

هسهس لترمش أعين كاثرين ببطئ و جسدها كان يميل بخفة إلي الجانب و كأنها لا تملك السيطرة الكاملة عليه

"كاثرين"

انتفضت علي صوت صراخه لتنظر إليه بأعين مُتسعة فتقدم منها بخطوات بطيئة

" ما الذي تفعلينه هنا؟ "

حركت عينيها بحركة دائرية ثم ابتسمت كالمجنونة و أعينها قد ظهرت بها لمعة بفعل دموعها

" أتيت هنا لأنني عاهرة"

قهقهت بصخب لتضع كفيها أمام شفتيها فعقد ييشينغ حاجبيه

" لقد قبّلني هنا"

أشارت نحو عُنقها لينظر ييشينغ حيث تُشير فضحكت هي مرة أخرى تجعل من عينيه ترتفع مُجدداً حيث خاصتيها

" لكن لا بأس، إنها وظيفتي صحيح؟"

أشارت إليه بإبهامها بإعجاب ليُبلل ييشينغ شفتيه و أغلق عينيه يحاول تمالك نفسه كي لا يبكي ضعفاً أمامها

" كاثرين رجاءً أخبريني بالحقيقة كي أُساعدكِ"

"لا، لا تُساعدني...أريد أن أبقي بالسجن فقط، اتركني هنا طوال حياتي فلن نكون بحاجة إلى إدّعاء المثالية، القاتلة ستقول بأنها كذلك و لن ينظروا لي بتقزز حين أقول بأنني أتيت في قضية دعارة لأنني امرأة رخيصة"

فردت ذراعيها تصرخ بحماس مُزيف نهاية حديثها ثم أخذت تدور حول نفسها ففرق ييشينغ بين شفتيه يُطلق أنفاسه المُهتزة حين رأي عينيها تذرفان الدموع و وجهها مُبتهج بزيف

اقترب منها ليضمها من الخلف كي تتوقف فبقيت ساكنة بمكانها

" أخبريني لماذا ذهبتي إلي ذاك المكان؟ أخبريني رجاءً لأُساعدك"

"ليس لك دخل بذلك"

تمتمت بهدوء لترتخي ذراعيه حول جسدها فالتفتت تُقابله بوجهها و ابتعدت عنه بضعة خطوات تاركة بينهما مسافة ملحوظة

" أخرج مع رجال، أرقص بملهي، أسرق أو حتي أبيع جسدي ليس لك أي دخل فيما أفعل بحياتي "

عقد حاجبيه بخفة ثم رفعهما برجاء لتضم كاثرين شفتيها بعبوس

"لقد انتهينا ييشينغ...نحن انتهينا لذا اتركني و شأني لأنني مختلفة عنك"

"كاثرين أنا..."

رفع يده نحو وجنتها و هو يتقدم منها فتراجعت سريعاً ليتوقف بمكانه حين صرخت به بإنفعال

" اتركني و شأني، أنا أكرهك"

ضم قبضته بقوة لينظر إليها قليلاً قبل أن يخرج من المكتب بخطوات واسعة مُتجاهلاً نداءات هيونسوك فتنهد الآخر بعمق قبل أن يدخل المكتب و معه جونغ هو القلق

" إذاً آنسة كاثرين ماذا... "

هيونسوك تحدث بنبرة عالية و هو يتقدم من كاثرين بينما جونغ هو يسير خلفه ثم توقف عن الحديث حين وضعت كاثرين كفها أمام شفتيها فأشار سريعاً نحو حمامه كي تدخل هناك لتتقيأ

مسد جبينه بتوتر و هو يتبادل النظرات مع الآخر ينتظران أن تنتهي حتي سمعا صوت ارتطام قوي يأتي من الحمام فركضا نحو الداخل

"أحضر الإسعاف بسرعة"

صاح هيونسوك بفزع حين رؤيتها واقعة علي الأرضية و هناك دماء تسيل من أسفل رأسها

________________

مينهو سار ذهاباً و إياباً بقلق أمام مينا حيث كانت تجلس علي الأريكة بغرفة المعيشة التابعة لمنزل كاثرين

" لنُبلغ الشرطة"

هتف بنفاذ صبر لتضيق عُقدة حاجبي مينا

" هل ستُخبرهم أن صديقتك اللصة ذهبت مع الرجل الذي تعمل معه و الذي بالمناسبة يمتلك سمعة سيئة لدي الشرطة؟"

تأوه بغضب ليُبعثر شعره بضيق ثم عاد يسير ذهاباً و إياباً فقالت مينا بقلق

" لنتصل بماريا"

"ماريا ستقتل شياو فنغ حينها حتي و إن لم يؤذي كاثرين"

تكتف و توقف بمكانه للحظات قبل أن يتقدم ليجلس بجانب زوجته حتي رن هاتفه فجذبه سريعاً حين رؤيته اسم كاثرين

" كاثرين أين أنتِ؟"

هتف بفزع بمجرد أن أجاب لتنتفض معه مينا إلا أن ما سمعه من ذاك الشُرطي لم يزده سوي فزعاً

________________

سيهون pov

عُدت إلي المنزل بعد أن وجدت بأن الحديث في قضية سوهي بلا جدوي، و والدها سيفعل أي شيئ كي لا تُسجن حتي و إن اضطر إلي جعلها تهرب إلي خارج كوريا

ما كان يشغل عقلهم جميعاً و بصورة خاصة سوهي هو ييشينغ و علاقته مع كاثرين التي دخلت حياتنا من جديد و ليس أمر القضية فقط و لا أعلم...

هل أنا أتحيز لصديقي لأنني أخشى خسارته أم أنني بت أري الحقيقة الآن!

أري أن العلاقة بينه و بين سوهي لا يجب أن تتعدي الصداقة فهي غير مُناسبة له

ييشينغ هرع لمُساعدتها و قلق عليها بغض النظر عن الطريقة التي انتهي بها الأمر فوالد سوهي كان السبب بإنفعال ييشينغ

بينما سوهي في الماضي لم تُفكر في الإعتراف له بمشاعرها و لو لمرة واحدة لكنها أذت الفتاة التي يُحبها

الآن أري أنهما حقاً مُختلفين...ييشينغ طيب القلب و سوهي... هي فقط ستحصل علي ما تريد بأي طريقة لأن والدها هو الوزير

جفلت حين شعرت بأن أحدهم سيلكمني لأنظر بتشوش إلي ماريا و التي لم تكن ستلكمني بل هي تُحرك كفها أمام وجهي

" ما بك؟ هل حدث شيئ ما؟ تبدو شارداً لقد كدت تصطدم بي"

و هذه الأخري لا أنفك عن الشك بأمرها...و لأكن واقعياً لم أخف من أن تستغل بيكهيون كنقطة ضعف لي حين لاحظت أنه يتصرف بغرابة لكنني لم أرغب بأن تُفكر في فعل ذلك

لا أريد أن أكرهها أو أن تتغير صورتها بعيناي

و الآن ها أنا أشك بها من جديد لكن بطريقة ما لا يُمكنني لومها و إن كان شكي في محله فهي تنتقم لصديقتها لا أكثر... و ربما يكون الأمر مجرد صدفة أن تقع هكذا حادثة مع سوهي مع ظهور كاثرين في حياتنا مُجدداً و معها كارثة كبري تُدعي يون ماريا

كارثة فاتنة

" سيهون"

همهمت لأنظر إلي داخل عينيها حين شعوري بها تُمسك كفاي بلطف بين خاصتيها

و يا إلهي كم يبدو النظر بداخل عينيها مُريحاً حتي و إن كان ما نتبادله هو نظرات التحدي أو السخرية

تكون مستفزة أحياناً لكن مازالت مُريحة

"هل صديقتك بخير؟"

سألتها لأستوعب ما تفوهت به بعدها... هل أنا أحمق؟

أيجب أن أخبرها أيضاً بأنني أعرف أنها صديقة كاثرين؟!

هيا لأكون أنا من يتنازل و يُخبرها بذلك كالأحمق!

"أقصد هل تعتقدين أن أصدقائك المُقربين بخير؟ ربما حدث لهم شيئاً كما حدث مع صديقتي و لم تعرفي بذلك لأنكِ لم تتحدثي معهم"

حسناً هذا كان غبياً... ربما أغبى ما تفوهت به طوال حياتي و لكنني قلق

حديث والدة ييشينغ مازال يتردد بعقلي و أنا واثق أنها ستفعل شيئاً سيئاً بكاثرين... لقد رأيت نظراتها الحاقدة عليها هذه من سنوات مضت و انتهي الأمر بكاثرين مطرودة من المدرسة بفضيحة فماذا ستفعل الآن؟

و ييشينغ لا يُجيب إتصالاتي كذلك فأنا اتصلت به أكثر من خمس مرات منذ خروجي من منزل سوهي لكن لم أتلقي رداً بأي مرة

" غداً سأتحدث مع أصدقائي و قد أذهب لزيارتهم فلا تقلق"

"لم الغد و ليس اليوم؟"

إلهي... لقد بدوت مُتلهفاً لتتحدث مع أصدقائها

" أنت تتصرف بغرابة"

ضيّقت عينيها بشك لأبتلع ريقي بصعوبة و لوهلة شككت بنفسي كأنني ارتكبت جريمة ما، و شكراً لهاتفها الذي قاطع نظراتها تلك فمدت يدها تُخرجه من جيب سروالها المنزلي

استرقت النظر نحو هوية المتصل لكنني لم أتمكن من قراءة إسمه فهي أجابت سريعاً بينما تبتعد عني

" مرحباً، مينهو"

رفعت حاجباي نحوها حين توقفت قدميها أمام باب الغُرفة و لاحظت كيف تلاشت ابتسامتها

جسدها كان جامداً لبعض الوقت و هذا أقلقني لكن بعد أن أغلقت ذاك الإتصال هي لم تلتفت نحوي و دخلت الغُرفة بصمت فلحقت بها

"هل.. حدث شيئ ما؟"

سألتها بتردد فتجاهلتني بينما تجذب ثيابها من داخل الخزانة و بصمت ارتدتها لأتنهد بعمق...مشكلة قد حدثت بالتأكيد و أتمني أن لا يكون الأمر خاصاً بكاثرين

" أين ستذهبين بهذا الوقت؟"

أمسكت بيدها أمنعها عن المُغادرة فالتفتت تنظر لي بأعين لامعة... نظرتها كما و كأنها تلومني و بالوقت ذاته تشكو لي

دون أن أنبس بحرف آخر تركت يدها ببطئ لتُغادر هي، و ضد رغبتي العارمة باللحاق بها أنا فقط توجهت إلي الغُرفة لأُبدّل ثيابي إلي أخري منزلية مُريحة

حاولت الإتصال بييشينغ مُجدداً لكن لم يرد عليّ كما توقعت

و عيناي طوال الليل لم يزرهما النوم فكلما أغلقت عيناي أذكر نظرات ماريا...هذه المرة الأولى منذ قابلتها التي أري فيها شيء من الحزن والإنكسار بملامحها أو عينيها

لذا انتهي بي الأمر أجلس بغرفة المعيشة أنتظرها طوال الليل

End pov

________________

ماريا بمجرد أن خرجت من المصعد سارت بخطوات واسعة حيث الغرفة التي ينتظرها أمامها مينهو، و الآخر حين لمحها وقف من مكانه ليتقدم منها فتبادلت النظرات بينه و بين الرجلين خلفه فعقدت حاجبيها لرؤيتها وجهاً مألوفاً... هذا كان مساعد ييشينغ

" لماذا ذهبت كاثرين إلي شياو فنغ مُجدداً؟"

هسهست من بين أسنانها ليحك مينهو مؤخرة رأسه بتوتر

" شياو فنغ هو من ذهب إلي منزلها و تحدث معها بشيئ ما لذا هي خرجت من هناك مُسرعة... مينا كانت معها لكن لم تعرف بماذا تحدثا و لم تتمكن من منعها بسبب شياو فنغ"

"كيف هي الآن؟ "

زم شفتيه بحزن قبل أن يتنهد

" انهيار عصبي...و حين فقدت وعيها ارتطم رأسها بطرف الحوض لذا الطبيب يقوم بفحصها كي يري إذا قد تضرر رأسها من الداخل "

زفرت ماريا بعمق لتُحرك عينيها حيث الرجلين بالخلف

" شُرطيان..."

مينهو وضّح لتعقد ماريا حاجبيها

" لكن كاثرين لن تفعل هذا أبداً، أنت تعرف كاثي "

" أعرف و لكن مازالت مُتهمة...يجب أن نجد شياو فنغ "

أومأت إليه لتُلقي نظرة نحو الخلف حيث جونغ هو الذي ينظر إليها بهدوء فتقدمت منه ليستقيم بوقفته

" أنت مُساعد ييشينغ؟ "

انحني إليها برأسه قبل أن يومئ مُصدراً همهمة خافتة

" و أين هو؟ ألم يعرف بما حدث لها؟ "

" السيد چانغ تحدث معها بالفعل ثم غادر و بعدها هي انهارت"

أغلقت ماريا عينيها بغضب مكتوم ثم استدارت لتبتعد عنهم جميعاً بينما تتصل بشخص ما و أعين مينهو تُتابعها بقلق

" روهان "

نبست بجدية و المقصود ابتسم ليدفع ذاك الرجل الغارق بدمائه لشدة الضرب الذي تعرض له ثم وقف من مكانه و خرج من تلك الغُرفة التي لم تكن سوي قبو قصره

" يون ماريا؟ هل أحلم؟"

قهقه بمزاح فزمجرت ماريا بغضب

" هذا ليس الوقت المُناسب لمزاحك هذا...شياو فنغ هل أتي إليك؟"

أمال برأسه ليضرب وجنته من الداخل بطرف لسانه

" لماذا قد يأتي لي؟ هل افتعل مُصيبة أخري؟"

" لقد حفر قبره بيده"

هسهست بحنق لتتسع إبتسامة الآخر

" هل أتولي هذا الأمر؟ تعرفين كم أحبه"

"لا، أريده حيّاً "

أومأ روهان و كأنها تراه ليضع كفه بداخل معطفه

" سيكون تحت قبضتكِ قبل الصباح و لكن ما المُقابل؟ "

" يكفي أنني تحدثت معك فلا ينال الكثيرين هذا الشرف "

أغلقت الهاتف بوجهه ليضحك بصخب و هو ينظر إلي هاتفه بينما ماريا تقدمت لتجلس حيث مقاعد الإنتظار و مينهو جلس بجانبها

________________

جرّ ييشينغ قدميه نحو باب المنزل بثقل، كان قد قرر تجاهل رنين الجرس كما يتجاهل جميع الإتصالات منذ البارحة لكن من بالخارج لا يُبعد يده عن الزر و يطرق الباب بعنف

فتح الباب لينظر بأعين مُرهقة نحو سيهون الذي يقف أمامه، و كان واضحاً أن الآخر كذلك لم يحصل علي نوم جيد

" أردت التحدث معك بأمر ما لكنك لم تذهب إلى عملك...و كما يبدو فقسم الشُرطة بأكمله يعرف بما حدث"

نبس بهدوء ليتلقي نظرات فارغة من صديقه

" لا أقول بأنني أثق في كاثرين لكن لا أعتقد أنها ستفعل ذلك"

أكمل بتوتر ليحك مؤخرة رأسه فتحرك ييشينغ جانباً يسمح له بالدخول

" في الواقع... البارحة والدتك تحدثت ببعض الأمور، لذا أعتقد أنها من خططت لذلك "

أغلق الباب خلفه و وقف مُقابلاً لييشينغ الذي همهم بخفوت

" أعرف "

" تعرف؟ "

سيهون رفع حاجبيه بتفاجؤ ليتنهد ييشينغ ثم مسح علي عينيه بعشوائية حين بدأتا تذرفان الدموع بضعف

" أعرف أنها أمي، رأيت ذلك بأعين كاثرين...لقد خذلتها ،تسببت بكسرها مُجدداً و لم أكن بجانبها"

شهق باكياً لينعقد حاجبي سيهون بعدم تصديق لما يراه...قد يكون سيهون سريع الغضب و ييشينغ هادئ يتخذ قراراته بعقلانية و حكمه لكن لم يكن أي منهما بكاءً

سيهون رمش بتوتر حين اقترب منه الآخر يُلقي برأسه علي كتفه

" لم أمي تفعل هذا بي؟ "

تمتم ببكاء فرفع سيهون ذراعيه بتردد يُحيط جسد صديقه ليزفر بعمق

" يجب أن نجد حلاً لكاثرين"

"لا أريد أن أكون السبب في خروجها من هذه القضية، أريد أن تُثبت براءتها بعيداً عني كي لا ينظر لها الجميع كمن ارتكبت خطيئة و تحررت من عقابها بمساعدة حبيبها الذي استغل منصبه"

ابتعد قليلاً عن سيهون ليمسح عينيه ثم همس بصوتٍ مُختنق

" قلبي يؤلمني سيهون...حالتها التي رأيتها بها البارحة كان ليكون أفضل لي لو مت قبل أن أراها... "

" لا تقل هذا"

سيهون قاطعه بفزع و أمسك بيده يجذبه نحو الأريكة ليجلس كلاهما متجاورين

" انظر...تحدث مع والدتك بهدوء ثم تحدث مع كاثرين، بالتأكيد ستُسامحك فهي سامحتك مرة كما أنك لم تفعل شيئاً "

ييشينغ حرك عينيه ينظر نحو الآخر بهدوء لبعض الوقت قبل أن يقول بضيق

" لو كانت هناك فرصة للتحدث مع أمي لم تكن لتفعل ذلك"

تنهد بعمق ليمسح علي وجهه بحزن

" و لا أعرف كيف سأنظر بوجه كاثرين بعد الآن "

________________

" أعدك أن كاثرين لن تعد إلي قسم الشُرطة و ستغادر من هنا إلى منزلها لكن ابقي أنت هنا إلي حين عودتي ، و أنا سأذهب إلي شياو فنغ"

ماريا تحدثت بجدية و بنبرة خافتة كي لا يسمعها ذاك الشُرطي الذي يقف أمام باب غرفة كاثرين للمُراقبة

" هل تعرفين بمكانه؟ "

همهمت إليه لتسحب القلم المتواجد بجيب قميصه

" سأحتاج إلي هذا "

" ماريا، ماذا ستفعلين؟ "

سألها بشك و قلبه قد امتلأ بالقلق فابتسمت بجانبية و ربتت علي كتفه قبل أن تُغادر

صعدت إلي سيارتها لتنظر إلي رسالة روهان التي يُخبرها فيها عن وصول شياو فنغ إلي مقره لتُجيبه هي برسالة قصيرة

( قادمة الآن)

حركت السيارة بسرعة حتي أصدر الاحتكاك بين عجلاتها و الأرض صوتاً عالياً و بلحظات اختفت من أمام المشفي

نظرات ماريا التي ترمق بها الطريق كانت مُخيفة، يُمكن لأي شخص أن يُدرك بأنها ستقتل أحداً الآن

شياو فنغ عبث مع الشخص الخاطئ فـلِحَظِّه السيئ ماريا تكرهه

أوقفت سيارتها بمدخل قصر فخم ثم خرجت منها ليُشير إليها أحد الحُراس نحو الداخل يوجهها إلي القبو التابع للقصر حيث ينتظرها رئيسه

" هيا روهان، فُك قيدي و سأمنحك ما تُريد أعدك بذلك، و أخي.... أخي سأُخبره بأن يجعلك شريكاً له في أعمال الملاهي الليلية في الصين...هيا فُك قيدي رجاءً"

ماريا شخرت بسخرية حين سمعت صوت شياو فنغ العالي يأتي من الداخل لكنه ابتلع كلماته حين رأي ماريا تدخل من الباب القصير الخاص بالقبو

اتسعت عينيه بفزع لينظر إلي روهان ثم ماريا و بالنهاية أعاد عينيه نحو روهان يصرخ بهيستيرية

" يا رجل نحن لم نتفق علي هذا، هيا روهان نحن صديقان لا تفعل هذا بي"

ماريا خطت نحوه ببرود ليتوقف عن الحديث و هو ينظر نحوها بخوف حتي وقفت أمامه، و قطرات العرق علي جبينه كانت واضحة للعيان علي الرغم من برودة الجو

" ذهبت إلى منزل كاثرين و اصطحبتها معك إلي الملهي صحيح؟ "

سألته بفحيح كالأفعي فعاد برأسه إلي الخلف بخوف و ابتلع ريقه بصعوبة

خلعت ماريا معطفها تناوله إلي روهان الذي استقبله بصدر رحب ثم ضمه إلي صدره و هو يدفن أنفه به يشم رائحتها العالقة به

وجهت لكمة قوية إلي وجه شياو فنغ ليتأوه بألم و وجهه قد التف إلي الجانب الآخر

" ماذا قُلت لها لتذهب معك؟"

و بنفس نبرتها السابقة سألته مُجدداً ليزم شفتيه و هز رأسه إلي الجانبين يرفض الحديث فقامت بلكم الجانب الآخر من وجهه بقوة جعلته يبصق دماً

بعد دقائق طويلة كان قد غرق بدمائه، عينيه تورمتا بوضوح و قد جُرح أحد حاجبيه لكنه لم يتفوه بحرف فهو واقع بين نارين

والدة ييشينغ و ماريا مُخيفتين أكثر من بعضهما و لا تتهاون أي منهما مع الخيانة

" القلم بجيب معطفي روهان"

هتفت بأنفاس لاهثة و مدت يدها نحو روهان الذي رفع عينيه ينظر إليها بتخدر قبل أن يستوعب ما قالته فأخرج القلم يناولها إياه

" تعرف ما سأفعله بهذا القلم؟"

أمالت برأسها بخبث لينظر إليها بأعين تكاد تُغلق ثم أخفض عينيه ينظر إلي ما بين فخذيه حين أشارت إليه بعينيها فاتسعت عينيه ليتحرك في مكانه بصراخ خائف

" فقط تحدث فأنت تعلم بأنها ستقتلك بالبطيئ و لن تهتم"

روهان قلب عينيه بإنزعاج ليسير مُبتعداً عنهما و ابتسامة مجنونة تعلو شفتيه بينما ينظر إلي معطف ماريا المتواجد بين يديه

" ستقتلني إذا تحدثت"

" و أنا سأقتلك إن لم تفعل"

هسهست لتفتح الغطاء عن القلم و ظهر سنه الرفيع إلي أعين شياو فنغ فضم قدميه معاً بذعر قائلاً

" و إن أخبرتك من سيُنقذني منها؟"

" روهان سيفعل"

"أنا لم أقل ذلك"

روهان تذمر بعبوس فتجاهلته ماريا لتنظر إلي أعين شياو فنغ

" ماذا حدث؟ "

" هي...لقد أتي رجلاً إلي الملهي و أعطاني هاتفاً لأتحدث مع سيدته و التي طلبت لقائي في الخارج، كانت امرأة كورية لكن أخبرتني بأنها والدة ذاك الضابط حبيب كاثرين، منحتني رُزم من الدولارات و طلبت مني أن أصطحب كاثرين إلي الملهي لكنني أخبرتها بأنها لن تأتي معي بسهولة.. "

ابتلع ريقه بصعوبة لتتجعد ملامحه بسبب طعم الدماء الذي يملأ فمه و التقط أنفاسه قبل أن يُكمل

" كنت غاضباً من كاثرين لأنها... "

نظر إلي ماريا بخوف لترمقه ببرود و همهمت تحثه علي أن يُكمل

" لقد رفضت عملاً هاماً تسبب في خسارتي الكثير كما أنها تركت العمل لدي لذا قلت لما لا أفعل ذلك...اتفقنا علي أنها سوف تضغط علي ابنها ليذهب إلي منزل صديقته، و أنا سأقنع كاثرين بأنه ذهب إلي هناك ليطلب الزواج منها و هذا لتشتيتها فقط ، لم يكن الأمر يتطلب خروجها من المنزل لأنني كنت سأقوم بتخديرها في منزلها ثم أختطفها إلي الملهي لكن صديقتها كانت هناك لذا اضطررت إلي اصطحاب كاثرين إلي الخارج... و حبيبها سهّل الأمر عليّ حين كذب عليها فهذا جعلها غير واعية لما أفعله لذا استغللت الفرصة و قمت بتخديرها...أخذتها معي إلي الملهي و وضعتها بإحدى الغُرف مع رجل أعمال هناك ثم هربت بعد أن أمرت أحد رجالي بإبلاغ الشرطة فهذا ما أرادته تلك المرأة... "

ضمت ماريا قبضتها بغضب ففرق شياو فنغ شفتيه كي يلتقط أنفاسه

" هل قام أحدهم بلمسها؟ "

" لا أظن ذلك فالشرطة أتت بسرعة "

هز رأسه ينفي سريعاً لتبتسم ماريا بسخرية

" هل كنت غبياً لتظن بأنني لن أصل إليك بعد فعلتك الحقيرة هذه؟ "

" كنت سأهرب لولا أن شخص ما طاردني البارحة حين هروبي فيبدو أن تلك المرأة أرادت التخلص من جميع الأدلة "

سعل بضعف لتُهمهم ماريا

" ستذهب معي إلى مركز الشرطة و تعترف بأن كاثرين لم تفعل شيئاً"

"لا، لا يُمكنني ذلك "

زفرت ماريا بإنزعاج لتُمسك بعنقه بحركة سريعة ثم رفعت يدها التي تُمسك بالقلم و أخفضتها بحركة قوية حتي صدح صوت صراخه المُتألم حين اخترق القلم منتصف فخذه و لا بد أنه سيترك أثراً و كأنها رصاصة

" ستأتي معي إلي مركز الشُرطة، هذا واضح؟ "

أومأ بعنف بينما يضم شفتيه بألم مكتوم فهمهمت لتبتعد عنه ثم جذبت معطفها بخشونة من بين يدي روهان الذي عبس

" قُبلة علي الأقل"

رمقته بجانبية لترتدي معطفها ثم أشارت إليه نحو شياو فنغ

"ضعه بسيارتي"

تبدلت ملامح روهان إلي أخري جدية ليُنادي علي رجاله فقاموا بفك قيود شياو فنغ ليحملوه إلي الخارج حيث سيارة ماريا يضعوه بها

جلست علي مقعد السائق و أمسكت بالمقود لتنظر إلي ظاهر كفها الذي جُرح بسبب لكماتها القوية التي وجهتها إلي الآخر فتنهدت لتنظر إلي شياو فنغ

" حين تخرج من السجن سيقوم روهان بحمايتك لذا اقضي فترة عقوبتك براحة"

قهقهت بسخرية لتتحرك بالسيارة تقود نحو قسم الشُرطة

ابتلع شياو فنغ ريقه حين توقفت سيارتها حيث الوجهة المطلوبة فها هو بعد فترة قصيرة عاد إلي المكان الذي قضي به سنوات

تنهد بأكتاف مُترهلة ليخرج من السيارة ثم التفت إلي ماريا حين وقفت بجانبه

" لا يُمكنني ذكر اسمها"

"لا يهمني ماذا ستفعل، فقط أخرج كاثرين من هذا الأمر"

رفعت كتفيها بعدم اهتمام لتُشير إليه بعينيها أن يسبقها نحو الداخل ففعل ذلك بخطوات عرجاء

وقفا أمام مكتب هيونسوك ينتظران إذن الدخول حتي حصلا عليه فدخل شياو فنغ أولاً ثم خلفه ماريا لينعقد حاجبي ذاك الشُرطي

" هذا الشخص الذي قام بتخدير صديقتي و أبلغ الشرطة عنها لتوريطها لذا هي بريئة "

تفحصه هيونسوك من الأعلي إلي الأسفل فلا مكان سليم به

"و ماذا حدث له؟"

حرك عينيه نحو ماريا فدفنت يديها بجيوب معطفها و ابتسمت ببراءة

" كان هكذا حين وجدته"

_______________

( هل يُمكنني الحصول علي رقم هيبا؟)

بيكهيون قضم أظافره بتوتر ينتظر أن تُجيبه سوهيون، و الأخري كانت إجابتها أن أرسلت إليه رقم الهاتف مع الكثير من القلوب و الرموز التعبيرية المُشجعة

سحب بيكهيون نفساً عميقاً ليضع كفه علي صدره و هو يزفر بعمق ثم كتب رسالة إلى رقم هيبا

( ما رأيكِ أن تأتي معي بالغد للحصول على بذلة؟ أريد أن أكون أوسم من هيوك بحفل الخُطبة )

"أنا أوسم منه بالفعل"

تمتم بعد أن أرسل رسالته ثم وضع هاتفه جانباً لينقر وجنة ييدام عدة مرات فنظر له الصغير بحاجبين معقودين ثم صرخ به بكلمات غير مفهومة

"تأدب يا صغير أنا خالك"

صرخ به بطفولية ليصرخ به ييدام في المُقابل حتي ضحك بيكهيون و عاد بجذعه إلي الخلف ليفعل ييدام المثل

تنهد بيكهيون بصوتٍ عالٍ ليفعل ييدام ذلك ثم انتفض كلاهما مع صوت رسالة وصلت بيكهيون

( لا تأتي إلي خطبتي بيكهيون)

"أوه..كيف عرفت بأنه أنا؟ "

أمال برأسه بإستغراب ليُرسل إليها رسالة أخري

(كيف تعرفتي عليّ؟)

( و كم أحمق غيرك أعرفه أنا؟)

قهقه بصخب ليصفع نفسه بخفة كي يتوقف عن ذلك فهو تعرض للإهانة للتو فلماذا يضحك؟!

( لكنني أريد رؤيتكِ)

( رجاءً بيكهيون)

تنهدت هيبا بعبوس و هي تنظر إلي هاتفها بحزن فيكفيها أمر الخُطبة، لن تتحمل إزعاج هيوك لها و استغلاله لتواجد بيكهيون حولها

( لكل شيئ مُقابل كما تعرفين)

رمقت رسالة بيكهيون بصمت فأرسل أخري

( يبدو أن الصغير ييدام يرغب بالذهاب إلي حديقة الملاهي)

أرفق رسالته بمقطع صوتي فرفعت عينيها تنظر نحو باب الغرفة  قبل أن ترفع الهاتف نحو أذنها بتردد لتسمع المقطع

قهقهت بصوتٍ مكتوم حين سمعت صوت حديث غير مفهوم بين ييدام و بيكهيون، كانا يصرخان فقط لكن يبدو أنهما سعيدين بذلك

( هل سمعتي؟ إنه متحمس)

تنهدت بإبتسامة مُنكسرة ثم همهمت تُجيبه

( حسناً، من أجل ييدام فقط)

اتسعت إبتسامة بيكهيون ليُبعثر شعر ييدام الذي صرخ و هو يُلقي بجسده إلي الخلف

( نعم من أجل ييدام)



To be continued.......

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top