16
Start
بعبوس احتضنت هيونا سيهون ثم تحركت نحو ماريا التي تحمل ييدام و احتضنتها هي الأخري ليتحرك الصغير بينهما بعدم راحة
" لكن ييدامي سيحزن كثيراً لأنكما..."
"بعد إطلاق الدفعة الجديدة أعدك سنأتي لشهر"
سيهون قاطعها بهدوء ليبتهج وجهها... حسناً شهر كثير و لم تتوقع ذلك
التفتت ماريا تسير نحو بيكهيون الذي يضع الحقيبة بالسيارة و وقفت بجانبه فاستقام بوقفته بعد أن انتهي لينظر إليها بإبتسامة واسعة
" إذاً؟ "
رفعت حاجبيها بإبتسامة فقهقه بيكهيون
" أرغب بتجربة هذا الشعور مُجدداً"
تنهد ثم استند بكفه علي مؤخرة السيارة ليُكمل بحماس
"فعل شيئ كهذا جعلني أشعر بالفخر، تخيل كيف من الممكن أن تكون ردة فعل هيبا إذا رأتني مُحاطاً بالمشروبات و النساء لكنني لم أضعف، كما أنني لم اتأثر بإغراء صديقاي لأُقلدهما...كنت أشعر بسعادة غريبة، لا أعرف كيف أصفها"
"مازالت البداية... ستشعر بالراحة و السعادة أكثر مع مرور الوقت "
أومأ بيكهيون يوافقها ليتبادلا الإبتسامات بصمت حتي قاطعتهم حمحمة من سيهون فالتفتا إليه
" عُذراً إن كنت أقاطع حديثكما الشيّق "
هسهس بإبتسامة مُزيفة لتقلب ماريا عينيها
" أنت تغار كثيراً مؤخراً لكن هذا أخيك الأصغر إن لم تُلاحظ ذلك "
" و من قال أنني أغار؟"
صاح بها بإنفعال ثم التفت نحو بيكهيون لينتفض الآخر
"أبدو و كأنني أغار؟"
بيكهيون أومأ مرة ثم نفي سريعاً بسبب نظرات أخيه المُخيفة فربتت ماريا علي صدر سيهون بلطف قائلة
" لا يجب أن أذكرك ليلة الحفل كيف تحولت بسبب غيرتك صحيح؟ "
رسمت بسمة بريئة علي شفتيها قبل أن تعود إلي هيونا فتفرقت شفاه سيهون كي يصرخ و ينفي ذلك لكن... ألم تكن آثار غيرته واضحة؟
"ياااا"
سيهون صاح بحنق ليلحق بها بينما بيكهيون الذي لم يغفل عن أي مما قيل رمش بتفاجؤ من صراحتها
و فقط كل ما فكر به حينها 'هل طفل بريئ مثل ييدام سوف يتربي بين هذا الثنائي الغريب؟'
و نعم بيكهيون كان مُقتنعاً بداخله أن ماريا و سيهون سيتزوجان
حين صعد كُلاً من سيهون و ماريا إلي السيارة كان هو عابساً يعقد حاجبيه بشدة في حين هي تبتسم بهدوء تُناظر الطريق بأعين ناعسة
جعل هاتفه يتصل بالسيارة ليطلب رقم سوهي ثم أعاد انتباهه نحو الطريق ينتظر أن تُجيب الأخري لكنه لم يتلقى رداً من اتصاله الأول فأعاد الإتصال بها عدة مرات حتي حركت ماريا رأسها نحوه تنظر إليه بإستغراب
" من الذي تتصل به الآن؟"
رمقها بنظرة جانبية ثم التفت أمامه
"و ما دخلكِ بذلك؟"
قلبت عينيها بملل و التفتت هي الأخري تنظر إلي الطريق بجانبها فعادت عقدة حاجبيه من جديد...لم يكن مُعجباً بحقيقة أنها استسلمت سريعاً و لم تسأل مجدداً عن هوية الشخص الذي يحاول الإتصال به، فماذا لو كانت إمرأة؟ ألن يُزعجها ذلك؟!
زفر بعمق ليُغلق عينيه وهلةً يحاول محو هذه الأفكار من عقله كي لا ينجرف خلف مشاعره أكثر فهذا لن يكون لصالحه مع هذه الشكوك التي تحوم حول عقله
أوقف السيارة أمام المنزل ليسحب هاتفه كي يُعيد إتصاله بـسوهي لكن يد ماريا جذبت الهاتف منه فالتفت بحاجبين معقودين ينظر إليها
" لماذا مُتلهف لإجراء هذا الإتصال؟ أهو شيئ يخص العمل؟"
ابتسم بجانبية ليميل نحوها بجذعه مما جعلها ترفع عينيها نحو خاصتيه القريبتين منها
" لماذا تسألين؟"
رفعت كتفيها و أخفضتهما بحركة سريعة قبل أن ترفع كفها نحو وجنته تحتضنها
"تتصرفين و كأننا حبيبين"
تمتم دون أن يمحو ابتسامته فابتسمت هي الأخري ثم اقتربت منه لتنقر شفتيه بقبلة سريعة قبل أن تبتعد هامسة
" لا، نحن لسنا حبيبين"
مررت إبهامها علي شفتيه بحركة رقيقة ثم جذبت يدها بعيداً عنه
"أنهي إتصالك ثم الحق بي"
فتحت باب السيارة كي تخرج فأمسك بيدها سريعاً لتتوقف
" إنها صديقتي، أتصل فقط لأطمئن أنها بخير...لا أقوم بخيانتك هنا "
ختم حديثه بنبرة مازحة فهمهمت ماريا و التفتت برأسها تنظر إليه
" أعلم،لا توجد امرأة أفضل مني لتقوم بخيانتي معها "
استدارت بعدها لتخرج من سيارته متوجهة إلي داخل المنزل بخطوات واثقة يُراقبها هو من الخلف بإبتسامة مُتسعة قبل أن تنفلت منه قهقهة خافتة
هز رأسه إلي الجانبين بحركة خفيفة ثم عض علي شفته السُفلي ليسحب هاتفه كي يتصل بـسوهي لكن مُجدداً لم يتلقي رداً فتنهد بعمق و توجه إلي المنزل
حين دخل غُرفة النوم رأي ثياب ماريا مُلقاة بعشوائية فوق السرير فرفع حاجبيه بتفاجؤ و عاد خطواته إلي الخلف ينظر نحو الحمام إلا أنها لم تكن هناك
"ماريا"
نادي بإسمها و سار حيث غُرفة أعمالها فوجدها هناك ليتكتف و استند بكتفه علي إطار الباب بينما يُراقبها تقوم بالبحث عن شيئ ما بين لوحاتها
" ماذا تفعلين؟"
التفتت تنظر إليه قليلاً ثم عادت لتستكمل بحثها بينما تنهد هو يتفحصها من الأعلى إلي الأسفل
مظهرها البسيط بثيابها المنزلية تلك مع مئزر عملها المُلطخ بالألوان...كان هذا شيئاً قد اشتاق إليه بالأيام السابقة
ومض بعقله ذكري لهما حين قامت بتقبيله فوق الأريكة بهذه الغُرفة،و قلبه أخذ ينبض بعنف كما حدث حينها
و سيهون كان مُدركاً أن هذا لا يصب لصالحه أبداً لكنه لم يرغب بإيقاف هذه المشاعر الآن ...إنها تُشعره بالراحة
تقدم بخطوات بطيئة من تلك المُنشغلة بترتيب أعمالها و أمسك بيدها يوقفها عن ما تفعله فاستقامت تنظر إليه بإستغراب
" ما الأمر؟"
أخفضت عينيها تنظر حيث يفعل هو فأعين الآخر كانت ترمق يدها التي يُمسك بها
جذبها نحوه لتقترب منه أكثر إلي أن أصبحت أمامه تماماً فرفع عينيه نحوها
" هل صديقتك بخير؟"
سألته بهدوء فهمهم بالنفي و أمال نحوها قليلاً بينما يهمس
" لا تُجيب إتصالاتي "
" ربما مشغولة"
رفعت كتفيها بعدم إهتمام ليومئ بينما كفه الأخري حطت علي وجنتها بلطف ثم أمال نحوها أكثر يُغمض عينيه حين تلامست أنفه مع خاصتها و بلطف داعبها
ترك يدها ليُحيط خصرها بذراعه تلك بينما أنفه لا تنفك عن مُداعبة أنفها و أنفاسه تُلاطف وجنتيها كما شفتيها
" لنخرج في موعد"
همس بخفوت لتبتسم ماريا بخفة
" لكننا لسنا حبيبين"
همهم و نقر شفتيها بقبلة سريعة ثم ابتعد عنها قليلاً
"نحن لسنا حبيبين"
قهقهت بخفوت لتُحرك عينيها بحركة دائرية و هي تُهمهم بتفكير
" ماذا عن عملك؟"
"لا بأس سأذهب غداً"
أجابها بنبرة ثقيلة فأومأت ماريا
" إلي أين سنذهب؟"
" أعماق البحر "
________________
ييشينغ ضم شفتيه بضيق ليمسح بلطف علي رأس كاثرين النائمة
سحب هاتفها من فوق الطاولة و خرج من الغُرفة بخطوات حذرة كي لا تستيقظ، وقف أمام باب الغُرفة من الخارج ثم فتح هاتفها ليبحث في جهات الإتصال خاصتها حتي وصل إلي رقم مينهو فتحمحم قبل أن يتصل به
"كاثي"
مينهو هتف بحماس فبلل ييشينغ شفتيه يقول بهدوء
" مرحباً.. هذا أنا ييشينغ حبيب كاثرين"
مينهو عقد حاجبيه و ضم شفتيه كأن لسانه قد لُجم عن الرد فأمالت مينا برأسها بإستغراب حين توقف عن تناول طعام إفطاره
" كاثرين ليست بخير و لا يُمكنني تركها وحدها لكنني أمتلك عملاً لا أستطيع أن أتغيب عنه، ماريا لا أعتقد أنها مُتفرغة لتأتي كي تبقي معها لذا أردت سؤالك إذا كان بإمكانك أن تتدبر الأمر؟...لا أثق بأحد سوي ثلاثتكم لذا اضطررت إلي الإتصال بك"
"ليست بخير؟ ما الذي حدث لها؟ "
سأل بقلق ليحك ييشينغ المنطقة بين حاجبيه بعدم راحة
" حالتها النفسية سيئة منذ أيام و بالكاد يبقي أي طعام بمعدتها "
" لدي عملاً أيضاً لكن يُمكن لمينا أن تبقي معها...ااه هل هي بمنزلك؟ "
همهم ييشينغ بالنفي ثم تخصر قائلاً
"هي بمنزلها، لن أرحل حتي تأتي مينا"
"حسناً...أقل من أربعون دقيقة و سنكون هناك"
أغلق الهاتف بعد همهمة اخيرة قد أصدرها يُنبّه الآخر أنه سمعه ثم عاد إلي الغُرفة ليتنهد بعمق بمجرد أن وقعت عينيه علي وجهها الشاحب
تقدم ليجلس بجانبها ثم انحني يُقبّل جبينها و احتضن كفها بين كفيه بينما يُفكر فيما سيفعله
" ما الأمر حبيبي؟ "
مينهو حرك عينيه نحو زوجته التي تحمل طفلتهما و أجابها بجدية
"كاثرين مريضة...أعرف أنكِ مُرهقة لكن لا يوجد أحداً آخر ليبقى معها، علي الأقل إذا حدث شيئاً يُمكنكِ الإتصال بي"
"بالطبع لا مشكلة بذلك، لكن من الذي تحدث معك للتو؟"
ضاقت عُقدة حاجبيه ليُجيبها
" ييشينغ...نفس الشخص الذي عانت بسببه"
"هما الآن حبيبين"
وضّحت له ليومئ
" أعرف لكن بطريقة ما أشعر بأنه السبب فيما يحدث لها، لقد قال بأن حالتها النفسية سيئة "
رفعت مينا كتفيها بعدم معرفة
" ربما، أوصلني إلي منزلها بطريقك و سنعرف حينها كل شيئ"
_______________
تكتفت ماريا مُتكئة بجذعها ضد هيكل سيارة سيهون و تلفتت بعينيها تكتشف المكان بينما تنتظره حتي ينهي حديثه مع رجل ما يقف أمام يخت قريب منها
" ماريا "
حركت عينيها نحوه فأشار إليها بأن تتقدم منه لتفعل ذلك ثم أمسك بيدها يُساعدها بالصعود علي متن اليخت
" حين قُلت أعماق البحر ظننتك تمزح"
نبست بهدوء و هي تلحق به إلي أعلي اليخت حيث طاولة بيضاء تتصل بعدة مقاعد
" أنا لا أمزح"
"هل تصطحب النساء إلي هنا بالعادة ؟ "
جلست فوق أحد المقاعد ليضحك هو بخفة بينما تحرك ليجلس مُقابلاً لها
"تعرفين كيف هي علاقتي بالنساء؟ "
" مؤخراً أشعر بأنني لا أعرفك أبداً"
رفعت كتفيها نهاية حديثها و التفتت تنظر إلي الميناء الذي يبتعد عنهما تدريجياً فابتسم بخفة ليستند بمرفقيه فوق الطاولة
" لا أعرف نفسي أيضاً "
حركت عينيها نحوه لتلتقي مع خاصتيه فاكتفي كلاهما بتبادل النظرات لوقت طويل دون التفوه بحرف
______________
" هيا يا صغير لدينا موعداً هاماً"
بيكهيون دندن بنبرة غنائية و ابتسامة مُتسعة تعلو شفتيه بينما يُساعد ييدام في ارتداء ثيابه قبل أن يحمله
هو بمزاج جيد لسببين، الأول أنه مازال فخوراً بما فعله ليلة البارحة، و السبب الثاني أنه كان محظوظاً للغاية حين بحث عن صديقة مُقربة من هيبا على مواقع التواصل و وجدها، تلقي منها رداً سريعاً و لم تُمانع أبداً بأن تُساعده
" موعد ييدام مع الطبيب ليس اليوم بيكهيون"
هيونا تكتفت مُعترضة طريقه حين أوشك علي الخروج من باب القصر فابتسم هو ببلاهة
" أنا ذاهب للتسوق"
"التسوق؟ و مع ييدام؟"
ضيّقت عينيها بشك ليومئ بعنف
"يجب أن يتعلم كل شيئ منذ الصغر كي يعتمد علي نفسه حين يكبر"
" يعتمد علي نفسه بالتسوق؟ "
تقدمت منه خطوة فتراجع مُقابلها خطوتين بينما عينيه تدوران في الأرجاء بتوتر
" بيكهيون...أنا قلقة عليك فأنت تتصرف بغرابة "
تنهدت بعد همسها الحنون ثم تقدمت منه مُجدداً لتُربت علي ذراعه بلطف
" فقط أخبرني بم تشعر و ماذا تحاول أن تفعل؟ "
" أنا بخير تماماً صدقيني، و لا أتصرف بغرابة بل أتصرف بالطريقة التي يجب أن أتصرف بها و التي ليست سوي الطريقة الصحيحة "
أجابها بإبتسامة واسعة لينحني مُقبّلاً وجنتها
" سوف أتناول الغداء مع ييدام بالخارج لذا لا تنتظرينا؟ "
" مع ييدام؟ "
صاحت بأعين مُتسعة فضحك ببلاهة و هو يركض بالصغير إلي الخارج حيث سيارته
______________
" ااه مرحباً "
ييشينغ تمتم بتوتر و تحرك جانباً يسمح للزوجين بالدخول فتقدمت مينا بطفلتها تدخل أولاً حيث غرفة كاثرين باحثة عنها بينما مينهو خطي خطوتين نحو الداخل ثم وقف أمام ييشينغ مُتسائلاً بجدية
" هل أنت سبب ما يحدث مع كاثي؟"
ييشينغ رفع عينيه نحوه ينظر إليه للحظات ثم همهم
" تقريباً"
تنهد و أشار إلي مينهو حيث غرفة المعيشة ليتوجه إليها كليهما يجلسان هناك مُتقابلين
" والدتي هنا في كوريا فهي تعرف بعلاقتي أنا و كاثرين "
اتسعت أعين مينهو فحك ييشينغ جبينه بتوتر فردود أفعال الجميع توحي بسوء والدته
" منذ أن عرفت كاثرين بذلك و حالتها النفسية تسوء أكثر، كما أنها سريعة الإنفعال مؤخراً و لا أدري ماذا أفعل"
زم مينهو شفتيه بإنزعاج يحاول منع لسانه من التفوه بما قد يجرح الآخر إلا أنه بالنهاية استسلم و زفر بعمق قائلاً
"والدتك كانت حقيـ...ااه أقصد...ما أقصد قوله أنها فعلت أشياء سيئة إلي كاثرين لم تتعافي منها إلى الآن لذا ما يحدث لها طبيعي...كاثرين بالسابق لم تكن تنام جيداً بسبب الكوابيس التي تحصل عليها و هذا الأمر استمر لسنوات...اعذرني ييشينغ و لكن والدتك كانت أسوأ مما تتخيل أنت فهي طاردتها بكل مكان و كأن... "
" مينهو!"
ابتلع كلماته حين سمع صوت كاثرين من خلفه و انتفض من مكانه سريعاً ليلتفت إليها
" أنت أيضاً هنا؟ ما الذي يحدث؟ "
رمشت بعدم فهم فابتسم بتوتر
" مينا تتذمر من البقاء وحدها بالمنزل لذا قُلت لماذا لا تأتي لتبقى معكِ هنا اليوم بما أنني مشغول "
أومأت بتفهم لتحتضن مينا بجانبية
"هذا جيد فلن أبقي وحدي أيضاً"
"حبيبتي"
ييشينغ تمتم بخفوت و اقترب منها لترفع عينيها نحوه مُبتعدة عن صديقتها
"سأذهب إلي العمل الآن، إذا أردتي شيئاً اتصلي بي و إن لم أحب فلتتصلي علي رقم المكتب مُساعدي سيُجيبك "
همهمت لتومئ إليه فاحتضن وجنتيها بلطف قبل أن يُلثّم جبينها بقُبلة رقيقة
" كوني بخير هممم؟"
أومأت إليه بإبتسامة باهتة لم تُعجبه فتنهد ليتركها متوجهاً إلي الغُرفة كي يُحضر أغراضه
كاثرين لحقت بييشينغ إلي الداخل فتحركت مينا لتقف بجانب زوجها
" إنه لطيف معها لا أعتقد أنه السبب"
مينهو رمقها بجانبية ثم تنهد
" والدته في كوريا "
" ماذا؟ "
مينا صرخت بهمس فأومأ برأسه بخفة، بينما بالداخل حيث ييشينغ الذي يجمع أغراضه الخاصة
" هل سيهون سيبقى بقصر عائلته لوقت طويل؟"
وقفت بجانبه تسأله بهدوء ليلتفت إليها بعدما انتهي مما يفعله و بعدم معرفة رفع كتفيه
"لا أعلم، لكن لا أظن ذلك فهو يمتلك عملاً أيضاً "
همهمت لتخفض عينيها بينما تعبث بأناملها سوياً
"ماذا؟ هل اشتقتي إلي ماريا؟"
أومأت و هي تعض علي شفتها بعبوس ليتنهد ييشينغ ثم رفع كفه يُربت به فوق رأسها بلطف
" سأُرسل لكِ أنتِ و مينا الطعام بواسطة مُساعدي لذا لا تفعلي شيئاً"
" لا داعي لذلك "
أمسكت بيده التي تُربت علي شعرها و أبعدتها عنها لتحتضنها بين يديها
" أنتِ لستِ بخير، و مينا تهتم بطفلتها لذا لا داعي لأن تطبخ أي منكما"
"و لكن..."
"بدون و لكن... سوف أهتم بهذا الأمر لذا لا تفعلي شيئاً سوي الثرثرة مع صديقتك و الإسترخاء فقط"
قرص وجنتها نهاية حديثه فضحكت بخفة و هي تومئ إليه
" سأذهب الآن"
قبّل جبينها ثم تخطاها كي يُغادر و عينيها بحزن تُراقبه من الخلف بينما شعور بالضيق قد احتل صدرها
_______________
دفن بيكهيون هاتفه بجيبه بعد أن قرأ رسالة صديقة هيبا المدعوة بسوهيون ليجر عربة التسوق واضعاً ييدام بداخلها
" ييدام هل تُحب الأناناس الطازج أم المُعلّب؟"
بيكهيون سأل بجدية لكن الصغير المشغول بالعبث بقدميه القصيرتين لم يسمع صوته
"بالطبع المُعلّب"
هتف ليجر العربة باحثاً عن الأناناس المُعلّب إلي أن ارتطم بعربة أخري فتوقف عن السرير، و ييدام رفع عينيه بذهول بعد أن ارتطم ظهره بمسند العربة خلفه
التفتت الفتاتان تنظران نحو من ارتطم بهما فارتبكت هيبا حين رؤيته و استدارت تُعطيه ظهرها سريعاً بينما سوهيون ضيّقت عينيها بشك تجاه هويته إلي أن تأكدت منها حين ابتسم بإتساع
"هيبا؟ يا لها من صدفة رائعة"
ابتسمت سوهيون ببلاهة و تراجعت خطوة تتفحص بيكهيون بعينيها بينما هيبا أغلقت عينيها بقوة
" كنت ماراً من هنا بالصدفة لكن عربتي اصطدمت بخاصتكِ يبدو أنه القدر"
أكمل بغباء و سوهيون أومأت توافقه بينما ابتسامتها تحولت إلي أخري بلهاء...بيكهيون كان وسيماً و لطيفاً مع ثيابه الواسعة التي يرتديها و شعره المُنسدل فوق جبينه
هيبا التفتت ببطئ كي تواجه بيكهيون ثم فتحت عينيها تدريجياً لتتسع بخفة حين رؤيتها ييدام
" لماذا ييدام معك؟"
سألته بإستغراب و تقدمت من الصغير حين رفع ذراعيه نحوها لتحمله ثم ربتت علي ظهره و هو بالمُقابل غمغم دافناً رأسه بعنقها
" لقد قررنا أن نتسوق"
"تتسوق؟ مع ييدام؟"
ضيّقت عينيها بشك ليعقد حاجبيه
"لماذا أشعر بأن هذا المشهد ليس بغريب؟"
أمالت برأسها بعدم فهم فهز رأسه إلي الجانبين
" نعم أتيت للتسوق مع ييدام ثم سنذهب لنتناول الغداء سوياً"
"اااه يا لها من مُصادفة نحن أيضاً سنفعل، هل تنضم إلينا؟"
سوهيون هتفت بحماس فالتفتت هيبا نحوها ترمقها بحدة مما جعلها تبتلع ريقها و ضمت شفتيها
" حقاً؟ هذا رائع، أنا موافق"
التفتت هيبا سريعاً نحو بيكهيون ترفض ذلك إلا أنه قاطعها يُكمل
" و هل يُمكنكما مُساعدتي؟ لا أعرف كيف أتسوق لذا... "
أشار نحو عربة التسوق الفارغة لتنظر إليها كلاً منهما ثم نظرتا إليه مُجدداً
" و لماذا خرجت للتسوق؟ هناك خدم بالقصر مسؤولون عن هذا الأمر "
" أردت أن أقضي بعض الوقت مع ييدام في الخارج فالدراسة ستبدأ الأسبوع القادم و سوف أنشغل عنه "
هيبا رفعت عينيها نحو خاصتيه بتفاجؤ لكنها سرعان ما أخفضت رأسها تُقنع نفسها بأنه لا يجب أن تثق به
" حسناً... عن ماذا تبحث؟ "
حك ذقنه بتفكير و هو يدور حول نفسه قائلاً
" كنت أبحث أولاً عن الأناناس المُعلّب لكنني لا أري سوي الخُضرة هنا "
رمقته هيبا بنظرات فارغة قبل أن تتنهد
"لأن هذا قسم الخضروات"
" هل هناك قسم لكل شيئ؟"
زفرت هيبا بنفاذ صبر لتُعيد ييدام إلي عربة بيكهيون ثم استدارت تُمسك بعربتها
"الحق بي"
أومأ بعنف لتُشير إليه سوهيون بإبهامها أنهما نجحا ففعل المثل قبل أن يُمسك بالعربة كي يلحق بـهيبا
_________
"لماذا توقف هنا؟ أنت لا تحاول قتلي صحيح؟ "
ماريا نبست مازحة لتتكئ بمرفقيها فوق سور اليخت تنظر إلي مياه البحر التي ترتطم به من الأسفل و كلاهما قد أصبحا بعيدين عن الميناء كثيراً حيث عمق البحر كما قال سيهون
"لنسبح"
التفتت برأسها نحو سيهون بينما ترفع أحد حاجبيها فابتسم بجانبية ليخلع ثيابه العلوية ببطئ حريصاً علي أن لا تبتعد عينيه عن خاصتيها
"خائفة؟"
قلبت عينيها بملل واستقامت بجذعها لتشرع بخلع ثيابها هي الأخري
"فقط قل أنك تريد استراق النظر إلى جسدي، من أين ظهر أمر السباحة هذا الآن؟!"
تمتمت بإنزعاج مُصطنع فقهقه بخفة ليضع ثيابه جانباً مما جعل من حاجبي ماريا ينعقدان حين رؤيتها سروال السباحة الذي يرتديه
"هذا غش، لقد أحضرت سروالاً للسباحة بينما أنا لا"
"ملابس السباحة خاصتك لن تختلف كثيراً عن ملابسك الداخلية "
رقّص حاجبيه بخبث ثم رفع كتفيه
"إذا لم ترغبي بالسباحة بملابسكِ الداخلية يُمكنك أن تفعلي بدونها، لن أمانع"
"كنت أعرف أن هذا ما تسعي إليه"
ضحك بصخب حين ضربت صدره بظاهر كفها ثم تخطته لتضع ثيابها التي خلعتها بجانب خاصته
" منذ أن عرفتك لطالما أردت إخبارك بشيئ ما"
أمال برأسه بتساؤل ينظر إلى ظهرها فالتفتت إليه لتصعد فوق سور اليخت و بصوتٍ عالٍ صرخت بينما تقفز إلي المياه
" تباً لك أوه سيهون"
ضحك بصخب ليصعد فوق السور ثم صرخ بحماس و هو يقفز كي يلحق بها
سبح بجسده إلي الأعلي حتي خرج برأسه من الماء ثم مسح علي عينيه بقهقهات خافتة ليُعيد خصلات شعره التي التصقت بوجهه إلي الأعلي قبل أن يفتح عينيه يواجه بهما خاصتي ماريا التي تنظر إليه بإبتسامة
" ماذا؟"
رفع حاجبيه يتسائل بإبتسامة فضربت المياه بيدها لتصفع بضعة قطرات وجهه ببعض القوة
" أنت قبيح"
هسهست بإنزعاج مُزيف دون أن تمحي ابتسامتها فاتسعت ابتسامته ليقترب منها قليلاً
" لكنني مازلت أراكِ فاتنة"
همهمت لتتحرك بظهرها إلي الخلف تدور حوله بتحركات عكسية بطيئة
" نعم، فهذه حقيقتي"
"إذاً حقيقتي أنني قبيح؟"
سأل بقهقهة مصدومة و هو يلف بجسده ببطئ مع جسدها الذي يدور من حوله فرفعت حاجبيها بسخرية كإجابة
" هل أتخيل أم أنكِ اليوم وقحة أكثر من أي يوم آخر؟"
"لا، هذه حقيقتي لكنني كنت أتجاهل قول ما أشعر به أمامك كي لا تغضب و تبدأ بتكسير كل شيئ من حولك... لقد دمرت تمثالين مهمين إلى الآن"
رفع حاجبيه ساخراً فابتسمت ماريا ببراءة
" لا تشعر بالأسف، أنا أسامحك لكن لا تُكررها "
ربتت علي كتفه نهاية حديثها و كأنها تُحادث طفلاً ليرمقها سيهون بنظرات باردة يخفي خلفها ابتسامة مُعجبة
" المياه باردة لكن مُريحة "
تنهدت بعمق و أغلقت عينيها لتعود بجسدها إلي الخلف تدور حوله مُجدداً فأطلق سيهون سراح ابتسامته
" مثلكِ تماماً "
ابتسمت بإتساع و دون أن تفتح عينيها همست
"أوه سيهون، بهذه الطريقة قد أظن أنك مُعجب بي"
ضحك بخفة ليهز رأسه إلي الجانبين حين أصبحت خلفه
" لا لست كذلك "
فتحت عينيها و دارت من خلفه بحركة سريعة إلي أن أصبحت أمامه تماماً فأخفض عينيه ينظر نحوها
" لكنني مُعجبة بك"
نبست بصدق لتضع كفيها فوق صدره حيث يُمكنها الشعور بقلبه ينبض أسفل أناملها
" ألم أكن قبيحاً؟"
"مازلت كذلك"
أجابته سريعاً ليضحك كلاهما فهز سيهون رأسه إلي الجانبين
" أرغب بتقبيلكِ"
همس بخفوت بينما يقترب منها أكثر مُطوّقاً جسدها بإحدى ذراعيه فرفعت ماريا كفيها إلي الأعلي قليلاً تحتضن عُنقه و إبهاميها تصنعان دوائر وهمية بمنطقة فكه
" لكنك لست مُعجباً بي"
"لا لست كذلك"
أجابها بإبتسامة و هو يُحيط أعلي عنقها قريباً من وجنتها بكفه الحُرّة يجعل من ابهامه يتحرك بلطف بجانب شفتيها
همهمت بخفوت تُعطيه موافقتها فأمال برأسه قليلاً و كلاهما أغمض عينيه حين ترك قُبلة رطبة رقيقة فوق شفتها السُفلي
ابتعد عنها بضعة انشات ليفتح عينيه ينظر إلي خاصتيها للحظات ثم أغمضا عينيهما مُجدداً حين عاد يُقبّل شفتيها بشغف يحمل من الرّقة و اللطف القليل
__________________
جلس بيكهيون و فوق قدميه ييدام بينما أمامه سوهيون تجاورها هيبا التي تتجنب النظر نحوه و اكتفت بتناول غدائها بصمت
" كيف أنت أكبر منا و مازلت تدرس إلي الآن؟ هل تدرس تخصص إضافي؟"
سوهيون سألت بيكهيون بينما تسترق النظرات نحو هيبا لكن الأخري كانت تتجاهل ما يقولانه
"لا، كنت أرسب كوني كنت أحب اللهو و العبث بالأرجاء لكن الآن أحاول التغير"
قهقهت هيبا بخفوت لترفع عينيها نحو بيكهيون مما جعله يبتلع ريقه
" قد تُصدقك سوهيون "
التفتت تنظر إلي صديقتها ثم أكملت
"اللهو و العبث بالأرجاء هما أكسجين بيكهيون"
"إذاً لم لا تحاولي أن تكوني بمكانهما؟ "
بيكهيون قاطعها سريعاً بإبتسامة بسيطة فعقدت حاجبيها لتنظر إليه هيبا بينما سوهيون قلبت عينيها و كأنها ستفقد وعيها من الحماس
" يُمكنكِ أن تكوني أهم منهما"
وتيرة تنفسها أصبحت أسرع حتي صدرها الذي يعلو و يهبط بات واضحاً تحركاته إلا أنها تجاهلت ذلك و ابتسمت بتصنع
"جِد فتاة أخري، أنا تقريباً مخطوبة الآن"
"لكنكِ لا تُحبين هيوك"
تذمرت سوهيون فرمقتها هيبا بحدة كي تخرس
" لا بأس، لكن أعيريني انتباهكِ فأنا سأحصل علي قلبكِ من جديد و لن تكوني سوي لي"
نقر بسبابته فوق الطاولة بإبتسامة واثقة بينما يرفع أحد حاجبيه ثم رفع يده يُشير إلي النادل كي يأتي إليه ، و عينيه لم تبتعدا لوهلة عن خاصتي هيبا
التفت إلي النادل حين وقف بجانبه ليدفع الحساب ثم حمل ييدام ليقف من مكانه بإبتسامة قائلاً
" سنلتقي كثيراً بالفترة المُقبلة لذا يجب أن تنظر عينيكِ لي أنا فقط حتي و إن كان ذاك الهيوك موجوداً فلا أحب أن تنظر زوجتي المستقبلية إلي رجل آخر"
رمش ببراءة نهاية حديثه و هيبا كانت تذوب داخلياً من لطافته إلا أن صديقتها كانت واضحة للغاية خاصة حين صرخت بصوت مكتوم فضحك بيكهيون بخفة و تحرك ليُغادر المكان
" لطيف "
انتحبت سوهيون و هي تحتضن وجنتيها فاستدارت هيبا تنظر إليها بإنزعاج لتتحمحم الأخري سريعاً
"آسفة"
_____________
"هل خططت إلي هذا الموعد؟"
ماريا تسائلت بشك و هي تنظر إلي وجبة المأكولات البحرية المتكاملة أمامها علي الطاولة البيضاء تلك فابتسم سيهون بخفة بينما يهز رأسه إلي الجانبين
" لا، لكن اتصلت بالقائد ايم قبل أن نأتي و هو تولي الأمر "
أشار إلي الخلف يقصد بذلك القائد الذي يقود اليخت بالدور السُفلي فهمهمت ماريا بتفهم و رفعت أكمام القميص الذي ترتديه
" إذا أُصبت بالبرد ستتحمل أنت المسؤولية"
نبست بإنزعاج وتحركت في مكانها بغير راحة بسبب ثيابها التي تبللت فرفع كتفيه بعدم اهتمام و بدأ بتناول طعامه
سيهون بتلقائية كان يضع الطعام بطبقها أولاً و يُساعدها بنزع الأشواك قبل أن يفعل لنفسه فابتسمت ماريا و هي تُراقبه إلي أن انتهي فتناول كلاهما الطعام بهدوء يكتفيان بتبادل النظرات و الإبتسامات من حين إلي آخر حتي قاطعهما صوت رنين هاتف سيهون
ألقي بنظرة نحو هاتفه ليسحبه سريعاً حين رأي هوية المُتصل
"مرحباً! سوهي"
رفعت ماريا عينيها نحوه حين انتفض من مكانه مُبتعداً عنها لتُحرك رأسها معه بينما ابتسامة جانبية وجدت طريقها إلى شفتيها
بعد دقائق عاد إليها عاقداً حاجبيه و بجدية قال
" سينتهي موعدنا هنا فهناك أمر طارئ"
"أوه هل حدث شيئ ما؟"
رفعت حاجبيها بتساؤل لينظر إليها سيهون بتشوش ثم ابتعد عنها مُجدداً ينزل إلي الدور السُفلي كي يُخبر القائد بأن يعود إلي الميناء
تخصر بذراع و يده الأخري كانت تبحث عن رقم صديقه ليتصل به إلي أن وجد رقم ييشينغ فاتصل به ليضع الهاتف علي أذنه
" سآتي إلي مكتبك بعد ساعة تقريباً لذا كن جاهزاً لأننا سنذهب إلي منزل سوهي"
عقد ييشينغ حاجبيه بإستغراب ليستقيم بجذعه
"ما الأمر؟ هل حدث شيئ ما؟"
"إنها ليست خطة من والدتك بل سوهي في ورطة حقاً...رجل ما رفع قضية ضدها قد تُدمر حياتها حقاً لذا يجب أن نذهب إليها "
كلمات كاثرين ومضت بعقل ييشينغ فجأة فعقد حاجبيه ليهز رأسه إلي الجانبين
"لكن لا يُمكنني أن..."
"اسمع، أعرف أننا جميعاً أخطأنا بحقك لكن علي الأقل قدم المُساعدة هذه المرة فربما تتمكن من ذلك فأنا تركت المهنة و لا يُمكنني التدخل بأي شكل "
" لكن كاثرين إذا عرفت بالأمر فسوف أخسرها بحق هذه المرة"
ييشينغ رفض مُجدداً ليزفر سيهون بعمق
" هي لن تعرف بذلك لأن لا أحد سيُخبرها لذا رجاءً أنصت إلي"
بعدم راحة حرّك ييشينغ عينيه في الأرجاء كونه يرغب بالمُساعدة و الإنسحاب في الوقت ذاته لكنه بالنهاية أصدر همهمة موافقة قبل أن يُغلق الإتصال
سيهون، و ماريا التزما الصمت في طريق عودتهما إلي المنزل فهو لم يرغب بالحديث و هي لم تكن مُهتمة لأن تعرف شيئاً منه
حصل علي حمام دافئ أولاً قبل أن يتوجه إلي مقر عمل صديقه فرأي ييشينغ يقف أمام القسم ينتظر حضوره
" هذا لا صلة له بعلاقتنا فأنا لن أسامحها"
كان هذا أول ما تفوه به ييشينغ فهمهم إليه سيهون
"والدتك هناك و سألتني عنك لذا أخبرتها بأنك قادم معي"
قلب ييشينغ عينيه و تكتف بإنزعاج
"أمي هددتني البارحة إن لم أذهب اليوم إلي منزل سوهي فهي ستتخلي عني للأبد"
قهقه سيهون بعدم تصديق ليُدير مُحرك السيارة
" والدتك قاسية بشكل لا يُصدق"
_____________
" تنظيف المنزل يجعلني أشعر و كأنني ملكة لكن مينهو لا يترك شيئاً مُتسخاً خلفه أبداً"
مينا تذمرت و هي تجمع علب الطعام التي أنهتها هي و كاثرين للتو ثم توجهت بهم نحو المطبخ لتلحق بها الأخري بإبتسامة
" إنه مُراعٍ للغاية "
" لطالما كان مينهو كذلك"
"لا، أقصد ييشينغ "
التفتت إليها لتخفض كاثرين عينيها
" هو جيد و أنتِ تُحبينه فلماذا لا تبدين سعيدة بأنكِ معه ؟"
سألت بعدم فهم و اقتربت من الأخري حتي وقفت أمامها
"هل خائفة من والدته؟"
عضت كاثرين علي شفتها السُفلي بعبوس ثم أغلقت عينيها لتحتضنها مينا
" ما الأمر كاثي؟ "
" والدته... لقد أتت إلي منزلي "
تمتمت بصوتٍ مُختنق فضمتها الأخري بقوة و هي تعقد حاجبيها
" هل أخبرتي ييشينغ بذلك؟"
"لا...أردت إخباره لكنه بدا قلقاً لذا لم أرغب بأن أُفسد علاقته مع والدته أكثر"
"كان يجب أن تُخبريه"
ابتعدت عنها كاثرين قليلاً كي تتحدث لكن صوت رنين الجرس قاطعها
" هل يعود بهذا الوقت؟"
نفت كاثرين برأسها ثم ابتعدت عنها لتسير نحو الباب و بمجرد أن رأت شياو فنغ أمامها انتفضت بفزع بينما أعين مينا اتسعت بخوف
" شيـ شياو فنغ؟ "
همست بتوتر فابتسم الآخر
" لم أرغب بالعودة إليكِ لكن لأنني أحبكِ كما تعرفين فمازلت سأمنحكِ فُرصة أخري للعودة إلي العمل معي"
مينا أمسكت بيدها لتقف بجانبها فأخفض شياو فنغ عينيه ينظر إلي يديهما و بإنزعاج ضرب جانب وجنته من الداخل بلسانه قبل أن يرفع عينيه مُجدداً نحو كاثرين
"لنتحدث وحدنا "
" لا "
همست مينا بذعر لكن شياو فنغ لم يهتم لذلك و تخطاهما ليدخل المنزل ثم جلس علي الأريكة بغرفة المعيشة واضعاً قدماً فوق الأخري
" دعيه يتحدث معي ليرحل بسرعة"
كاثرين همست لها كي تتركهما وحدهما لكن الأخري لم تبدو مُعجبة بهذه الفكرة
"هيا مينا "
دفعتها بخفة كي تبتعد عن طريقها فتركتهما الأخري بإستسلام بينما كاثرين جلست بإرتباك مُقابلة له
"هناك امرأة أتت لرؤيتي و اكتشفت أنها والدة حبيبك، هي كورية لذا لم أخمن ذلك"
ضحك بصخب لينعقد حاجبي كاثرين مما جعله يتحمحم و أكمل
"أرادت مني إبعادك عن ابنها و تفوهت بالكثير من الترهات لكنني لم أهتم لكل ذلك"
"لماذا أتيت إذاً؟"
شابكت أناملها معاً بتوتر لتتسع ابتسامة الآخر
" أرادت أن ترسل لك رسالة بواسطتي و أنا أردت إخبارك بها لأعرض عليكِ العمل من جديد"
"أي رسالة؟"
أمالت برأسها بتساؤل ليتكتف الآخر
" ستذهب هي و حبيبك اليوم للتحدث عن زواجه من تلك الطبيبة... ماذا كان اسمها؟ ااه لا أذكر"
وقفت كاثرين من مكانها ليقف هو الآخر
" أنت... أنت تكذب "
" لست غبياً لأكذب بهكذا أمر دون أن اتأكد منه "
فتح هاتفه و تقدم منها ليفتح رسالة صوتية من والدة ييشينغ تؤكد ما قاله
( لست بحاجة لك بعد الآن فـييشينغ قد وافق بالفعل علي الزواج من سوهي و هو قادم الآن إلي منزلها)
اتسعت أعين كاثرين بصدمة لتتوجه إلي غُرفتها باحثة عن هاتفها بينما مينا تنظر إليها بإستغراب
" مرحباً"
نبست بتوتر حين أجابها مُساعد ييشينغ
" أنا كاثرين، ييشينغ ليس بالمكتب؟ هل ذهب إلي مُهمة ما؟"
سألت بلهفة ليهز جونغ هو رأسه إلي الجانبين و كأنها تراه ثم أجابها قائلاً
"السيد چانغ خرج منذ ربع ساعة تقريباً و قال أنه لن يعود إلي العمل اليوم"
ضغطت كاثرين علي الهاتف بيدها بقوة لتنظر حولها بتشوش و بصورة مخيفة تداخل صوت والدة ييشينغ بداخل عقلها و كلماتها السامة التي ألقتها علي مسامعها لا تنفك عن التردد برأسها
"ما الأمر؟"
نكزتها مينا لتنظر إليها للحظات ثم سارت نحو خزانة ثيابها تُخرج معطفاً ترتديه فوق ثيابها المنزلية
"إلي أين؟"
"سأذهب إليه"
تمتمت بهيستيرية لتعقد مينا حاجبيها
"إلي من؟"
لكنها لم تتلقى إجابة من كاثرين التي ركضت إلي خارج الغُرفة و توجهت نحو باب المنزل فلحق بها شياو فنغ قائلاً بسخرية
" أعرف مكانه لذا سأقلّك"
" لا كاثرين لا تذهبي إلي أي مكان حتي... "
شهقت مينا بفزع حين التفت إليها شياو فنغ و اقترب منها فتراجعت بخوف ليبتسم الآخر ثم خرج ليلحق بكاثرين
"يا إلهي، مينهو"
مينا همست بقلق و ركضت نحو الداخل باحثة عن هاتفها بينما بالخارج.. شياو فنغ ركض نحو سيارته يسبق كاثرين كي يفتح الباب فوقفت تنظر إليه بأنفاس سريعة
" هيا كاثرين ليس و كأن ماريا ستتركني و شأني إن قمت بأذيتك "
أشار بعينيه نهاية حديثه نحو الباب المفتوح فرمقته لوهلة قبل أن تصعد إلي سيارته
و ابتسامته الجانبية التي صعد بها إلى جانبها كانت غافلة عنها
كاثرين كانت واثقة في ييشينغ لكنها خائفة أن تكون مخطئة خاصة و أنها تعرف بأن والدته لا تُلقي بتهديدات فارغة
شردت بأفكارها طوال الطريق حتي شعرت بالسيارة تتوقف فرفعت عينيها لتنظر حولها
"هذا ليس قسم الشُرطة"
نبست بقلق و التفتت إلي شياو فنغ فابتسم يُشير إليها نحو منزل ما
"سيارته ليست هنا، ربما لم يصل بعد"
تحدث بخبث فأخفضت عينيها حين فهمت مقصده... ييشينغ لن يفعل هذا بها، لقد أخبرته بأن علاقتهما ستكون قد انتهت لذا هو لن يجرؤ علي فعل ذلك
"ااه ها هو "
بعد دقائق من الإنتظار هتف بحماس فرفعت كاثرين عينيها نحوه بتشوش ثم استدارت تنظر إلي حيث يُشير
"لقد أخبرتك"
ابتلعت ريقها حين رؤيتها ييشينغ يخرج من سيارة سيهون ليتلفت حوله حتي وقف صديقه بجانبه فرأتهما يتحدثان بشيئ ما لتُخرج هاتفها
و شياو فنغ كان غافلاً عن ما تفعله حتي سمع صوتها المُتلهف
"ييشينغ"
"ماذا تفعلين؟"
همس بفزع و هو ينظر إليها بينما قدمه اهتزت بتوتر، التفت ييشينغ يُعطي ظهره إلي سيهون ليُجيب بصوتٍ خافت و قلق
"حبيبتي..هل حدث شيئ ما؟"
بللت شفتيها و هي تنظر نحوه بخوف بينما تشعر بقلبها ينتفض من مكانه من شدة التوتر
" أين.. أين أنت؟"
ييشينغ نظر حوله لتنخفض بجذعها كي لا يلمحها علي الرغم من أنها بعيدة عنه فحك جبينه بتوتر
" أنا بالعمل، هل تُريدين شيئ ما؟"
ابتلعت ريقها لتنظر إلي شياو فنغ
" هل مازلت بالقسم؟"
"ااه نعم...ما الأمر كاثي ؟"
ارتجفت شفتيها حين أغلق الهاتف بوجهها فجأة ليُشير شياو فنغ إليها كي تنظر إلي الخلف فاستدارت تنظر حيث يقف ييشينغ و...
سوهي كانت تحتضنه أمام المنزل، و أمام الجميع...والديها و حتى والدته و صديقه المُقرب
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top