15
Start
تنهد بعمق و هو يتقلّب علي السرير بعقل تزاحمت به الأفكار بمجرد أن فتح عينيه و استوعب كل ما حدث
و بداخله كان هناك شخصين يتشاجران
أحدهما يوبخه علي ما فعله...فكيف بعد هذه السنوات يأتي ليختار إمرأة عشوائية يقضي معها ليلة حميمية؟ إمرأة كانت لغيره من قبل؟ بل و هو يُدرك أنها لصة دخلت منزله لتدمير حياته
بينما الشخص الآخر كان سعيداً بما حدث...لأن من اختارها لم تكن إمرأة عشوائية بل يون ماريا، المرأة التي لا يرغب أن يُشاركه أحد بها...لا عن طريق تلامس جسدي و إن كان بريئاً، و لا حتى بتبادل الأحاديث معها
قهقهاتها الرنانة لا يُسمح لغيره بسماعها، بسمتها الرقيقة، و ابتسامتها الخبيثة التي لا تنفك عن الارتسام علي شفتيها، حتي ردودها الباردة و المستفزة كان هو الأحق بها من غيره
قهقه بخفة يهز رأسه إلي الجانبين لا يُصدق ما يحدث له، ثم استدار ينام علي جانبه حيث واجهت عينيه خاصتي ماريا التي تنظر إليه بصمت
" استيقظتي؟"
همس بخفوت ليرفع كفه حيث وجنتها و بلطف مرر إبهامه عليها فأغلقت عينيها
" أنت تتحرك كثيراً"
"يُمكنكِ تقييد حركتي"
تمتم يدّعي اللامُبالاة فابتسمت ماريا بأعين مُغلقة و اقتربت منه لتضع رأسها علي صدره ثم احتضنت خصره العاري بذراعها فأحاط جسدها بكلتا ذراعيه
و قد كان واضحاً أي من الشخصين بداخله قد فاز بهذا الشجار حين أغلق عينيه يتنهد بعمق قبل أن ينم هو الآخر
_______________
"صباح الخير"
بيكهيون هتف بنبرة عالية فاهتزت يد هيبا التي تُمسك بكوب الماء لينسكب بأكمله داخل الحوض و من حسن حظها أنه لم يقع بداخل طبق العجين كي لا يُفسده
رمشت بعينيها بضعة مرات تحاول تنظيم أنفاسها فعقدت هيونا حاجبيها بإستغراب حيث كانت تقف بجانبها و قد لاحظت توترها المُبالغ
هي تعرف جيداً تأثير بيكهيون علي هيبا لكن ليس إلي هذا الحد!
"ااه نعم صباح الخير لي أيضاً"
وضع كفه علي صدره يُجيب علي نفسه بنبرة مازحة بعدما لم يجد من يُجيبه فحوّلت هيونا نظراتها نحوه و ابتسمت
"صباح الخير بُني...من الجيد أنك استيقظت"
تقدمت منه تناوله ييدام الذي يتحرك بين ذراعيها بينما يتحدث مع نفسه
" احمل ييدام قليلاً بينما أنا سأُساعد هيبا"
" لا بل اصطحبي أنتِ ييدام إلي غُرفة المعيشة و ارتاحي هناك، أنا سأُساعد هيبا"
"لا خالتي، لا تتركيني معه"
هيبا تمتمت بصوتٍ غير مسموع لتُغلق عينيها بقوة تشعر أن قلبها سينفجر بعد قليل من شدة الخجل و التوتر لكنها لثوانٍ طويلة لم تكن تسمع صوتاً فظنت أن كلاهما قد غادر
فرّقت بين جفونها ببطئ لتُحرك رأسها بتردد نحو ذاك الذي يقف بجانبها بصمت، و ما أن تلاقت نظراتهما اتسعت عينيها بينما ابتسم هو بإتساع
"صباح الخير هيبا"
أومأت إليه كإجابة لتُبعد نظراتها عنه سريعاً
" ماذا؟ هل تشعرين بالخجل لأنكِ قبّلتني بالأمس؟"
شهقت بفزع و استدارت تضع يدها على فمه سريعاً كي يصمت
" ماذا تقول؟"
صرخت بهمس حين لم تري بوجهه ما يدل علي الخجل، و في الواقع شخص كـبيكهيون لن يخجل، لقد قبّل الكثير من النساء أمام والدته، و أفعاله القذرة معروفة...ربما تفاجأ فقط من تصرفها لكنه عاد إلي طبيعته الآن
" ألم تقومي بتقبيلي؟"
تسائل و هو يُبعد كفها عن شفتيه و أوشك علي أن يُشابك أناملهما سوياً إلا أنها قد جذبت يدها من خاصته سريعاً و تراجعت بضعة خطوات تترك بينهما مسافة
" هذا..أنا...كنت.. كنت ثملة لذا ربما..."
" أمي لا تسمح بالمشروبات الكحولية في الحفل العائلي، و إن تواجد نبيذ يكون لشخصيات معينة و بالطبع لستِ منهم"
قاطع حديثها المُتلعثم بنبرة واثقة فزمت شفتيها بأنفاس أصبحت ذات وتيرة أسرع من السابق لتلين ملامح بيكهيون حين لاحظ احمرار عينيها و طرف أنفها تنذر ببكائها
" آسف، أنا أمزح فقط "
رفع يديه بإستسلام و عاد بضعة خطوات إلي الخلف يترك لها المساحة الكافية كي تعود إلى استكمال ما كانت تفعله ففعلت ذلك ليُراقبها بهدوء
" هل أُخبركِ شيئاً؟ أعرف أنه قد يُزعجكِ لكن لأنني لن أتحدث عن هذه القُبلة مع شخص سواكِ فأنا..."
"فقط تحدث دون ذكر الأمر"
قاطعته بنبرة خجولة ليبتسم بيكهيون و أمال برأسه قليلاً يحاول رؤية وجهها الذي تخفيه
" إنها المرة الأولى التي ينبض فيها قلبي بسبب قُبلة.."
انعقد حاجبي هيبا بخفة و هي تقبض بأناملها علي الطبق الذى أمامها تحاول أن لا تتأثر بما يقول فرفع بيكهيون كتفيه
" كنت مُتفاجئاً من تصرفكِ و من الطريقة التي قُمتي فيها بتقبيلي كطفلة بريئة"
حركت عينيها نحوه بحدة تشعر بالإهانة لكنها سرعان ما أشاحت نظراتها عنه بخجل
" لكن تلك القُبلة البريئة كانت أفضل ما دغدغ قلبي...يُمكنني الآن إدراك الفارق بين مشاعر الحب و مشاعر الشهوة "
زفرت هيبا بصوتٍ مسموع تُقاطع حديثه الهادئ ثم دفعت الطبق جانباً لتلتفت إليه بكامل جسدها
" هل هذه طريقتك الجديدة في الإيقاع بي؟ هل أتتك فرصتك علي طبق من ذهب حين اكتشفت أنك الشخص الذي أحبه و ليس سيهون؟ "
ضيّق عينيه بعدم فهم ليقترب منها خطوة
" لم يكن هذا مقصدي أبداً مما قُلت،أنا فقط أتحدث عن ما شعرت به..."
"و أنا لا أصدقك بيكهيون"
قاطعته بإنفعال لينعقد حاجبيه بخفة
" لا أصدقك و لا أريد منك أن تقترب مني مجدداً لأنني لا أرغب بالتفكير بك...والداي كانا مُحقين فوجودي هنا ليس لصالحي أبداً"
حركت يديها نحو ربطة المئزر تحاول فكها ثم ألقته بعشوائية حين خلعته لتسير بخطوات واسعة كي تخرج من المطبخ
"آسفة خالتي، أخبري الخادمة أن تُنهي تحضير الطعام فأنا يجب أن أعود إلي المنزل "
تحدثت علي عجل من أمام غرفة المعيشة ثم أكملت طريقها إلي الأعلى حيث غُرفة هيونا كي تُبدّل ثيابها
"ماذا فعلت؟"
تنهدت تسأل بيكهيون الذي خرج من المطبخ لتوه فرمقها بصمت قبل أن يخطو نحو الأعلي حتي وقف أمام غرفة والدته ينتظر أن تخرج هيبا
_____________
ييشينغ عقد حاجبيه بإستغراب حين رأي اسم والده يعلو شاشة هاتفه مع صوت رنين يدل علي إتصاله فمسح علي شفتيه سريعاً مما جذب انتباه كاثرين نحوه فرفعت عينيها تنظر إليه بينما شفتيها تتحركان ببطئ مع مضغها لطعامها
" بُني"
تنهد براحة بمجرد أن أجاب ييشينغ إتصاله لتضيق عقدة حاجبي ييشينغ أكثر
"ما الأمر أبي؟ هل حدث شيئ ما؟"
" هل والدتك أتت إليك؟"
سأله بقلق ليهز ييشينغ رأسه و كأن الآخر يراه
" لا، هل هي في كوريا؟"
همهم والده ليرتفع حاجبي ييشينغ بذهول
" بعد أن تحدثت معها بشأن حبيبتك تشاجرنا و تركت المنزل، خالتك أخبرتني أنها ذهبت إليها لذا قُلت أنها ستعود بعد يومين لكنها أطالت بالبقاء هناك لذا ذهبت فجأة إلي منزل خالتك و اكتشفت أنها أتت إلي كوريا، يُفترض بها أن تكون قد وصلت البارحة "
جعد ييشينغ ملامحه بعدم فهم و وقف من مكانه ليتوجه إلي غرفة النوم حيث ثياب عمله
" إذا أتت فلماذا لم تُخبرني بذلك؟ في العادة ستأتي إلي مقر عملي إن لم تتمكن من الوصول إلي"
" لا أعرف، لكن إحذر فهي كانت غاضبة أكثر مما تتخيل "
أغلق ييشينغ عينيه بقوة ثم أعاد فتحهما يُهمهم إلي والده
" لا تقلق أبي، سأجدها و أحاول التحدث معها"
"لا تكن قاسياً معها فأنا جرحتها بحديثي بما يكفي "
همهم ييشينغ يُطمئنه ليُغلق الإتصال ثم التفت فوجد كاثرين تقف خلفه
" هل حدث شيئ ما؟ "
سألته بقلق فتقدم منها و أمسك بيديها بين خاصتيه بلطف
" أمي في كوريا منذ البارحة، لقد أتت دون إخبار أبي لذا هو قلق"
شهقت بفزع و شعر بإنتفاضة جسدها ثم تيبّس جسدها لثوانٍ معدودة قبل أن تسحب يديها من خاصتيه لتركض نحو الحمام فلحق بها بقلق
لملم شعرها بكف واحدة و ربت علي ظهرها بالأخري حين انحنت نحو حوض الحمام تستفرغ به
" إهدئي"
تمتم بينما يمسح علي ظهرها بلطف ثم جرّها معه نحو حوض الغسيل يُساعدها بغسل وجهها، و عقدة عادت تحتل المنطقة بين حاجبيه حين رأي دموعها تهطل علي وجنتيها بغزارة و جسدها يرتجف بتلك الطريقة
فهل ما فعلته والدته معها كان قاسياً لتتحول بهذه الطريقة لمجرد إدراكها أنها أصبحت قريبة منها
" ستبحث عني"
همست بإرتجاف فهز ييشينغ رأسه إلي الجانبين ينفي ذلك
" لا تقلقي"
أدارها نحوه ليحتضن وجنتيها ثم اقترب يترك قبلة عميقة فوق جبينها
" أنا بجانبكِ، لا تقلقي هممم؟"
همهم لتنظر إليه بأعين لامعة ثم اقتربت منه تحتضن خصره بذراعيها و بخوف دفنت وجهها بعنقه
" ييشينغ، لا تتركني"
غمغمت ببكاء فأحاط جسدها بذراعيه بقوة
" لن يحدث هذا أبداً، صدقيني"
________________
استقام بيكهيون بجذعه حين فُتح باب غُرفة والدته لكن لحظات مرت و لم تخرج هيبا فابتلع ريقه بتوتر إلي أن سمع صوت خطوات تأتي من الجانب الآخر من الطرقة الواسعة فحرك عينيه ينظر نحو سيهون الذي خرج من الغرفة لتوه بثياب ذات عنق واسع توضح آثاراً ملحوظة بعنقه
رمش بضعة مرات حين رأي ماريا هي الأخري تخرج من الغرفة بعده بعدة خطوات بينما ترفع شعرها إلي الأعلي و قميص سيهون الذي ترتديه فوق بنطال واسع أزراره الأولي كانت مفتوحة توضح علامات بعنقها كما خاصة سيهون، و بيكهيون لم يكن بريئاً كي يُفكر بأن البعوض بغرفة أخيه كان كثيراً و شرساً لهذه الدرجة
" إنهما يتباهيان بما فعلاه ليلة البارحة"
هتف مُتحمساً لذكائه حين ترجم فعلة أخيه و حبيبته - المزيفة- و التفت يتذكر ما صعد لأجله فشهق بفزع يتراجع خطوتين حين رأي هيبا تقف بجانبه...شعر بالحماقة و التوتر ليبتلع ريقه
"يُمكننا أن نتباهي مثلهما"
أشار بإبهامه ببلاهة حيث سيهون و ماريا اللذان توجها نحو الأسفل فعقدت هيبا حاجبيها ثم تخطته كي ينزل و بغباء هو رمش بوتيرة سريعة يستوعب ما قاله...لقد أفسد كل شيئ
استدار سريعاً ليلحق بـهيبا قائلاً
"هيبا انتظري أنا آسف لم أقصد ذلك"
تجاهلته تجعل من خطواتها أسرع فزفر بعمق قبل أن يجذبها من يدها أمام غرفة المعيشة مما جذب انتباه والدته فوقفت هيونا بقلق بينما سيهون و ماريا التفتا ينظران نحوهما بإستغراب
"قُلتها بطريقة خاطئة لم أقصد شيئاً سيئاً حسناً؟ و أنا آسف لذلك "
ترك يدها بحذر ثم رفع حاجبيه بخفة يُكمل بهدوء
" أنا جاد بهذا الأمر...إن لم تُصدقيني يُمكننا الزواج الآن كي..."
" و إن كنت صادقاً فماذا سأفعل لك؟"
صرخت به بإنفعال فجفلت هيونا من صوت صراخها
" هل يجب أن أتزوج منك فقط لأنني أحبك؟ و ماذا إن اكتشفت لاحقاً أنك تملك نوايا أخري حول هذا الزواج و صُدمت بك و أنت تدخل بإمرأة أخري من نسائك إلي منزلنا؟ هل سيُربت هذا الحب علي قلبي الذي كسرته للكثير من المرات؟ "
ضم بيكهيون شفتيه بضيق مما قالته فشهقت هيبا بخفوت و رفعت يديها سريعاً تمسح علي عينيها بعشوائية قبل أن تنزلق دموعها
" منحتك فرصة و ندمت بعدها، أنت لا تُدرك ما الذي وضعت نفسي به بسببك و لا تعلم من هذا الشخص الذي حاولت الهروب من الزواج منه لكنه الآن حصل علي مراده و أنا واثقة من أنه سينتقم مني علي رفضي له فهو لا ينفك عن تذكيري بسوء اختياري ...لقد فعلت كل شيئ فقط لكي أكون معك و كي تتغير أنت لكن شهواتك و قذاراتك سيطرت عليك بالكامل "
تنفست بحدة فأخفضت هيونا رأسها بحزن بينما ماريا التفتت تنظر إلي سيهون فبادلها النظرات بصمت
" أنت لم تتغير من قبل لذا لن تتغير أبداً و أنا لا... "
وضعت قبضتها أمام شفتيها كي تكتم شهقتها الباكية
" و أنا لا أريد رؤيتك بعد اليوم، لأنني حتي و إن لم أحب هيوك فلن أقوم بخيانته...هذا الفارق بيني و بينك"
ضاقت عُقدة حاجبي بيكهيون حين استدارت هيبا تُغادر القصر بعد ما قالته
" بيكهيون هي لا... "
هيونا تقدمت منه تحاول مواساته إلا أنه تجاهلها و صعد إلي غرفته بخطوات واسعة فتنهدت بعمق ثم تقدمت من سيهون لتقف بجانبه
" لا بد أن هيبا خائفة من أمر الخطبة...هيوك غير مريح بالنسبة إليها كما تصرفاته"
سيهون و ماريا نظرا نحوها لتقول بحزن
" أتمني لو بإمكاني مُساعدتها"
" يُمكنني التدخل و..."
هزت رأسها إلي الجانبين سريعاً تُقاطع حديث سيهون
"هذا سيُسبب لك المشاكل مع عمك بالعمل و خارج حدود العمل كذلك، و قد يُبعد هيبا عنا إلي الأبد لذا لا تتدخل رجاءً"
" إذاً دعا الأمر لبيكهيون"
سيهون رفع عينيه نحو ماريا التي نبست بهدوء فالتفتت هيونا تنظر إليها بإستغراب
" إذا أراد بيكهيون أن يرتبط بها فيجب عليه أولاً أن يُثبت إليها أن لا نوايا سيئة خلف رغبته تلك كما تظن هي "
همهمت هيونا بعدم فهم لتنظر إلي سيهون الذي لم يزح عينيه عن ماريا يُفكر فيما قالته حتي أومأ برأسه
" دعي ماريا تتحدث معه"
قلبت هيونا شفتيها لتومئ بإستغراب فابتسمت ماريا نحو سيهون قبل أن تصعد إلي الأعلي تلحق ببيكهيون بينما أعين سيهون تُراقبها بإبتسامة تكاد تُلاحظ
طرقت باب غُرفة بيكهيون فصرخ الآخر من الداخل
" لا أريد رؤية أحد"
قهقهت بصوتٍ مكتوم لتفتح الباب و أطلّت برأسها من خلفه فرفع عينيه من أسفل الغطاء ينظر إلي الشخص الذي دخل بحدة، لكن حين رؤيته ماريا استقام بجلسته سريعاً يتربع علي السرير بعبوس و عقدة ضيقة بين حاجبيه
سمحت لنفسها بالدخول و أغلقت الباب خلفها ثم تقدمت منه لتجلس مُقابلة له تتربع مُقلدة إياه
" لماذا ترغب بالزواج من هيبا؟"
سألته بإبتسامة هادئة فرفع عينيه نحوها ثم أخفض نظراته مُجدداً دون إجابة
" كما فهمت فأنت أخبرتها مرة أنك ترغب بالزواج منها لكنك خنت ثقتها لذا الآن، ما الذي تغير؟"
تكتفت تنظر إليه تنتظر إجابته فزفر بيكهيون و ضاق تكتف ذراعيه معاً لتميل ماريا برأسها
" ما الذي تغير لتثق بك؟"
ضم شفتيه بغيظ لينظر إلي ماريا ثم هتف بإنفعال
"لم أكن أعرف بأنها تُحبني أنا، كما أنني حقاً أنوي التغير لكنها كلما أطلقت الصراح إلي لسانها تبدأ بالتفوه بكلمات جارحة و تصفني بأشياء و كأنني شيطان"
همهمت ماريا بتفهم ثم سحبت نفساً عميقاً و زفرته بهدوء لتشير إلي بيكهيون كي يفعل المثل
"هيا سيجعلك هذا تهدأ قليلاً "
رمقها بملامحه المُنزعجة لترفع حاجبيها إليه بينما تُكرر تلك الحركة تحثه علي تقليدها و تدريجياً صدره بدأ يتحرك ليفعل مثلها مما جعل من ابتسامة عريضة ترتسم علي شفتيها
" لماذا هيبا تركت القصر أولاً؟"
زفر أنفاسه لينظر إليها قليلاً ثم أجابها بهدوء
" لأنني قضيت الليلة مع إمرأة ما"
"إذاً هي وثقت بك مرة لكنك خنت ثقتها تلك..."
"لكنني الآن لا أكذب"
قاطعها بضيق لتومئ ماريا
" لكن الثقة ليست بالشيئ الذي يسهل لملمته بعد بعثرته... إنها كقطع الألماس الناعمة و الصغيرة إما أن تحافظ عليها أو تقضي ما بقي من حياتك تبحث عنها لإستعادتها، و حين بحثك عنها ستنخدع بكل بقعة لامعة تراها لكنها قد تكون قطعة زجاج أوقعها شخص ما فتجرح أصابعك "
تراخت ملامح بيكهيون تدريجياً و هو يُنصت إليها فأكملت ماريا
" ما الذي تغير في هيبا بعد أن أدركت أن مشاعر الحب تكنها نحوك أنت لا أي شخص آخر؟ "
أخفض عينيه يُفكر ثم همس
" نظرتي إلي تصرفاتها تغيرت "
" و كيف ذلك؟ "
رفعت حاجبيها بتساؤل و هي تميل برأسها نحوه فرفع عينيه ينظر إليها
" ظننتها تتجنبني لأنها تكرهني ثم استوعبت أنها تفعل ذلك بسبب توترها، كانت تبدو حمقاء حين تتورد لمجرد ذكر أمي أمر زواج سيهون ثم أدركت لاحقاً أنها تتورد فقط لأن عيناي تُراقبانها و لأنني قريب منها، هي تتلاشى النظر إلى عيناي لذا ربما هذا بسبب تأثيري عليها..."
قهقه بخفوت و هو يتذكر بعض الأحداث التي جمعتهما سوياً لتبتسم ماريا معه
" هيوك ذاك بحسب ما عرفت فهو نشأ معها منذ الصغر و لطالما كان معجباً بها لكنها لم تفكر به يوماً بسبب مشاعرها نحوي،تلك الغبية تُحبني بهذه الطريقة فقط لأنني سرقت قُبلتها الأولي و أنا طفل بالتاسعة تقريباً"
ضحك يحك مؤخرة رأسه
" إنها نقية للغاية، لم أتوقع يوماً أن فتاة مثلها قد تنظر لي...و هذا نوعاً ما لطيف "
تنهد بإبتسامة نهاية حديثه ثم أخفض عينيه
" لا أعلم...مشاعر الإنزعاج و الغضب نحوها جميعها تبدلت إلي شيئ آخر...ربما إعجاب لا أعلم "
" و ربما هذا لم يكن غضب من تصرفاتها، و هيبا لم تكن حمقاء بنظرك بل كنت تشعر بالغيرة عليها "
رفع عينيه نحوها بتفاجؤ لترفع ماريا كتفيها
"هذا لن يُشكّل فارقاً، ما يهم الآن...أنت تُريد هيبا بجدية؟ "
قضم شفته السُفلي من الداخل ليومئ و هو يقلب عينيه بنوعٍ من الخجل فقهقهت ماريا بخفوت
" إذاً يجب أن تُثبت لنفسك أولاً أنك قادر علي التخلي عن خصالك السيئة ثم اثبت ذلك إلي هيبا بالأفعال لا الأقوال، و أيضاً.."
همهمت بتفكير و هي تتفحص جسد بيكهيون بعينيها فأخفض عينيه ينظر إلي نفسه
" يجب أن تتعلم بعض حركات الدفاع عن النفس فأنت سوف تحتاج إليها، ثق بي لقد لاحظت أن المدعو هيوك سافل لذا هذا سيُحسّن من صورتك أمام هيبا "
استقامت مُبتعدة عن السرير لتُبعثر شعره قائلة
" لا أحد سيُساعدك فكل شيئ بيدك أنت"
راقصت حاجبيها له ليميل برأسه بحاجبين معقودين فلوّحت إليه لتخرج بعدها من الغرفة
______________
" من الجيد أنكِ أتيتِ، هذا يعني أنكِ لم تنسي ما قُلته أنا و والدكِ "
هيبا استدارت تنظر إلي والدتها بأعين تائهة فاقتربت منها الأخري
" والدكِ كان مُحرجاً البارحة مما فعلته هل تُدركين ذلك؟ هيوك تحدث عن الطريقة التي تعاملتي بها معه و كأنكِ تكرهينه"
"أنا لا أكرهه لكنه يعلم جيداً أنني لا أحبه، لم أكذب عليه أبداً بهذا الشأن"
تحدثت بهدوء فعقدت والدتها حاجبيها
" هل تتواقحين الآن؟ يجب أن تكوني ممتنة له لأنه لم يتوقف عن حبك بينما بيكهيون الذي قضيتي حياتكِ.."
"آسفة أمي "
قاطعتها بتنهيدة عميقة ثم تخطتها تسير نحو غُرفتها لتُلقي بجسدها فوق السرير تخفي وجهها بين الأغطية
_______________
رفعت كاثرين حاجبيها بتفاجؤ حين سمعت صوت جرس منزلها لتنظر نحو الباب قبل أن تقف من مكانها حيث كانت تجلس علي الأريكة بغرفة المعيشة
تقدمت من الباب كي تفتحه فتجمدت بمكانها حين رؤيتها هوية الزائر
ربما تقدم بها العمر لكن الهالة السوداء التي تُحيط بها لم تتغير أبداً
ملامحها الجامدة و طريقتها بخلع نظارتها المليئة بالتكبر و الغرور ذكّرتها بالماضي
" انتظرت طويلاً كي يُغادر ييشينغ إلي عمله لكن لم أتوقع أن يقضي الليلة هنا"
نبست ببرود و خطت نحو الداخل دون إذن فتشبثت كاثرين بالباب بتوتر شديد
" لكن أليس هذا دورك؟ فما رغبة ييشينغ من إمرأة مثلك سوي قضاء الليلة معها"
زفرت كاثرين بإرتجاف حين استشعرت نبرة الأخري الساخرة و فهمت مقصدها ثم التفتت إليها بتردد لكنها لم تجرؤ علي رفع عينيها نحوها
" من فضلك سيدتي، غادري منزلي الآن"
" سأفعل ذلك فلن أبقي بهذه القذارة لوقت طويل "
أشارت بسبابتها بتقزز قاصدة بذلك منزل كاثرين لتُهمهم إليها الأخري
" ابتعدي عن ييشينغ و هذا تحذيري الأخير"
"سابقاً فعلتي ذلك أيضاً"
تمتمت كاثرين بتوتر لترفع عينيها نحوها
" لم تطلبي من ييشينغ الإبتعاد عني بل طلبتي ذلك مني أنا و أفسدتي حياتي أنا ...إن لم تتمكني من السيطرة علي ابنك فلا تأتي لي "
هزت رأسها إلي الجانبين بنهاية حديثها لتعقد الأخري حاجبيها
" تقصدين أن ابني لا يستمع إلي؟ "
أخفضت كاثرين عينيها و تشبثت بالباب بقوة أكبر تمتنع عن الإجابة فابتسمت الأخري بسخرية
" حسناً...لقد عدت لتصحيح الأخطاء، و الخطوة الأولى ستكون زواج ييشينغ من سوهي ثم ليدرك أن قذرة مثلك لا تليق بنا ، أعدك سيتم دعوتك إليه قريباً"
دفعت كاثرين من أمامها بخشونة لتخرج من منزلها بخطوات غاضبة تتوعد لها بإفساد حياتها... و كأنها لم تفعل ذلك!
_________________
" ااه سأُجيب هذا الإتصال"
هيونا نبست فجأة حين وصلها إتصالاً من صديقة لها فأومأت إليها ماريا لتخرج الأخري إلي الحديقة تُجيب الإتصال، و ماريا أكملت مداعبتها للصغير ييدام حيث كانت تجلس هي فوق الأريكة و هو مُمدد أمامها بينما عند مقدمة غرفة المعيشة وقف سيهون هناك يُراقبهم بصمت و لتوه قد ترك عمله الذي كان يُراجعه بغرفة النوم
فتحت عينيها علي وسعها ليرفع ييدام حاجبيه يحاول تقليدها ثم أغلقت عينيها سريعاً مما جعله يضحك بصخب و هو يُصفّق
"لطيف"
انتحبت بلطافة و انحنت نحوه تُداعب أنفه بخاصتها ثم حركت رأسها إلي الأعلي كي تبتعد عنه إلا أن كفي الصغير قد احتضنتا وجنتيها فتوقفت لترى ما يفعله
أصدر غمغمات و هو يجذب رأسها نحوه بكفيه الضعيفتين بينما جذعه يحاول أن يرتفع نحوها فابتسمت ماريا لتميل نحوه تري ما يرغب بفعله لكن كل ما فعله الصغير هو أن أغلق عينيه يتنهد براحة حين تلامس أنفها مع خاصته و أجزاء من وجهيهما تلامست بلطف
أغلقت ماريا عينيها كذلك تُنصت إلي تنهيدات ييدام الخافتة، و بالرغم من أن كفيه كانا صغيرين للغاية إلا أنهما يملكان لمسة دافئة ملحوظة علي وجنتيها
" لا أعتقد أنه وحده اللطيف هنا"
رفعت رأسها حين سمعت صوت سيهون يأتي من خلفها تماماً و استقامت بجذعها لينعقد حاجبي ييدام بعبوس مما جعلها تنحني مُجدداً و حملته فدفن وجهه بعنقها بينما يُغمغم بكلماته الغير مفهومة
تحرك سيهون قليلاً ليجلس علي مسند الأريكة بجانبها فرفعت عينيها نحوه
" هل..."
تمتم بهدوء و انحني نحوها قليلاً ليُمسك بذقنها بين أنامله يسترق نظرة نحو شفتيها قبل أن يُكمل سؤاله
"... يجب أن نتحدث بشأن ما حدث بيننا البارحة؟"
" لسنا مُراهقين لنُبرر ذلك، صحيح؟"
أجابته بنفس نبرته لينظر إليها لحظات قبل أن يُهمهم
" لكنني فضولية نحو أمر ما"
نبرتها تعالت قليلاً فهمهم يحثها علي الحديث
" ألم تقل من قبل أنك لن تلمس عاهرة؟"
انعقد حاجبيه بإنزعاج من هذا السؤال لكنه بالنهاية كان حديثه الذي ردده علي مسامعها للعديد من المرات
" و مازلت عند كلمتي"
أمالت ماريا برأسها تبتسم بخفة
" إذاً أنت لا تراني كعاهرة؟"
تبادل النظرات مع عينيها لبعض الوقت قبل أن يبتسم ثم همهم بالنفي قبل أن يميل نحو وجنتها يترك فوقها قبلة طويلة
" كيف لكِ أن تكوني فاتنة هكذا؟"
قهقهت بخفة ليُغمض عينيه مُستمتعاً بهذه النغمة الرنانة
" هل تعتقد أن هيوك ظن أنني فاتنة أيضاً؟ "
انعقد حاجبيه بشدة و انتفض يقف من مكانه بينما ينظر إليها بحدة
"ماريا"
ضحكت بخفوت لتُمسك بيده تجذبه كي يجلس مُجدداً
"أمزح "
" هذا ليس مُضحكاً "
هسهس بإنزعاج فرفعت كتفيها و أخفضتهما بلا مُبالاة
" رؤيتك تغار تُعجبني "
" من قال أنني أغار؟ "
ابتسم بإستهزاء فأشارت إلي الجانب الظاهر من عُنقها حيث العلامات التي تركها هناك ليقلب عينيه يحاول أن لا يبتسم بوجهها
" ااه سيهون... بيكهيون لم يخرج من غرفته بعد؟"
التفت سيهون ينظر نحو والدته التي عادت إلي غرفة المعيشة ثم وقف من مكانه يُساعدها بالجلوس بينما يهز رأسه نافياً سؤالها فقالت بعبوس
" لم يخرج منذ الصباح و لم يتناول شيئاً"
"أنا هنا أتناول طعامي"
رفعت حاجبيها بتفاجؤ حين سمعت صوته يأتي من المطبخ فأمالت برأسها تنظر نحو مصدر الصوت لتراه يجلس علي طاولة الطعام
"كانا يتغازلان لذا لم ينتبها لي"
تحدث و هو يُشير نحو ماريا و سيهون فتحمحم أخيه الأكبر يحك عنقه ليتجنب النظر نحو والدته
ابتسمت هيونا تتنهد براحة لتتوجه إلي المطبخ و جذبت مقعداً تجلس عليه بجانب بيكهيون بعد أن تركت قُبلة فوق رأسه
"حبيبي، لا تُفكر كثيراً بما قالته هيبا "
توقف بيكهيون عن المضغ للحظات و هو ينظر إلي طبق الطعام أمامه بحاجبين معقودين قبل أن يهمس بهدوء
" لماذا؟ هي لم تقل شيئاً خاطئاً"
تنهد ليترك أعواد الطعام
" لقد تسببت بالكثير من المشاكل، رسوبي بالجامعة وضعك بموقف محرج مع العائلة و الجميع، كما أنني تسببت بتدهور حالتكِ الصحية"
زمت هيونا شفتيها بعبوس فابتسم بيكهيون ليحتضن إحدي وجنتيها
" و ربما هي فقط قالت ذلك كي تؤلم قلبي كما فعلت معها دون قصد...أنا أتفهمها "
ابتسمت إليه هيونا لتُربت علي كفه التي تحتضن وجنتها قبل أن تخفضها نحو شفتيها تترك فوقها قبلة طويلة
حركت ماريا عينيها تنظر إلي سيهون كي تتفاخر بتأثير ما قالته علي بيكهيون إلا أنها علقت معه بتواصل بصري جعل من قلبها يدق بعنف
و كما واضح من ابتسامته الغريبة التي تعلو ثغره مع نظراته الأكثر غرابة فهو لم ينتبه لما حدث بين والدته و أخيه الأصغر بل كان يُراقبها هي
_____________________
" لم أجدها أبداً كما أنني اتصلت بها كثيراً و يبدو أنها تتجاهلني عن قصد لكن لا تقلقي هي ستأتي لتتحدث معى بالنهاية"
همهمت كاثرين بشرود تدّعي إنصاتها إلي ما يقوله ييشينغ حول والدته و بحثه عنها طوال اليوم
أخفض عينيه ينظر إليها حيث كان كلاهما يجلس علي الأريكة بغرفة المعيشة أمام التلفاز تحت غطاء دافيء يُحيط بهما و رأسها يتكئ علي صدر ييشينغ
حرك كفه علي طول ذراعها الذي يحتضنه فرفعت رأسها عن صدره تنظر إليه
" لا تقلقي، أنا بجانبكِ"
" ييشينغ هل تتحدث مع سوهي؟"
رفع حاجبيه بإستغراب من سؤالها المُفاجئ ثم تذكر صديقته التي لم يتحدث معها منذ علم بما فعلته بها
" أنا أتجاهلها منذ عرفت بما فعلته، لا أشعر بأنني أرغب برؤيتها أو سماع تبريراتها كي لا ألين نحوها أو أكرهها "
أجابها بهدوء يختم حديثه بقبلة فوق جبينها فأغلقت عينيها و هي تتشبث بثيابه
" ييشينغ"
همهم ففتحت عينيها لتستقيم بجلستها و ابتعدت عنه قليلاً كي يكون وجهها مُقابلاً لخاصته
" يُمكنك أن تتصالح مع سيهون لكن سوهي لا...لا أريدك أن تتحدث معها أبداً أو تُقابلها"
أمسكت يديه تضغط عليهما ببعض القوة فحرك عينيه بتشوش نحو يديهما
" رؤيتك لها ستكون بالنسبة لي كإخبارك لي بأنك لا تُريدني بعد الآن"
"أنتِ تتحدثين بغرابة"
قهقه بتوتر فصاحت به ببعض الإنفعال
" ييشينغ عدني بذلك...أنت لن تُقابلها أو تتحدث معها أبداً، لا يجب أن تنسي بأنها أفسدت حياتي و هي السبب بجعلي كما أنا الآن"
أعين ييشينغ اتسعت بخفة من الطريقة التي تحولت بها، و ربما أراد النقاش معها بهدوء حول هذا الأمر لكنها لم تكن بالحالة المناسبة لذلك..كاثرين بدت و كأنها علي حافة الانهيار
شفتيها ترتجفان و عينيها قد أدمعتا بالفعل، ثم هناك يديها التي تتشبث به بإرتجاف
" أنا لا أهتم لأحد و لا أريد أحداً سواكِ، هل فهمتي؟"
همس بلطف و جذبها يحتضنها بين ذراعيه فاحتضنت خصره تتشبث به بقوة و سرعان ما سمع صوت شهقاتها الخافتة ليتنهد
ييشينغ كان مُتفهماً ذلك لذا لم يغضب كونها صرخت بوجهه تقريباً فهي لم تكن بخير منذ أن علمت بحضور والدته إلي كوريا
مر يومان علي هذه الحالة...ييشينغ لاحظ كيف تكون شاردة طوال الوقت، و ما تتناوله سوف تستفرغه لاحقاً لذا هو لم يكن يشعر بالراحة طوال تواجده بعمله و بالفترة التي يقضيها بخارج المنزل بعيداً عنها خشية أن يُصيبها مكروهاً
________________
" أليس قصرنا واسعاً؟ "
هتفت هيونا و هي تتجول بالأرجاء فرفعت ماريا عينيها نحوها تنظر إليها بإستغراب بينما سيهون ضم شفتيه بإبتسامة يدّعي اهتمامه بما يُعرض بالتلفاز فهو يعرف أن والدته تسعي إلي التحدث بشأن بقائهما بالقصر
" الغرف هادئة و رائعة للعمل بها دون... "
" لكنه للأسف بعيد عن الشركة لمسافة لا تقل عن ساعتين و تطول أحياناً"
قاطعها ليميل برأسه بإبتسامة ساخرة فعبست بإنزعاج و تكتفت لتتقدم كي تجلس علي الأريكة بصمت تدّعي غضبها منه بينما ماريا قلبت شفتيها بعدم اهتمام حين فهمت ما تقوم به الأخري و أعادت انتباهها إلي ييدام الذي يلتصق بها
أمال سيهون نحو والدته علي حين غُرة يختطف قُبلة من وجنتها لتبتسم سريعاً و انتحبت بينما تضرب كتفه
"سيهون"
قهقه بخفوت فاسترقت ماريا نظرة نحوه قبل أن تُعيد انتباهها إلي ييدام
" سأخرج قليلاً"
رفع سيهون عينيه نحو أخيه الذي دخل غرفة المعيشة لتوه فالتفتت هيونا تنظر إليه
ثيابه كانت عادية للغاية لا تبدو رسمية أو غريبة أطوار كالتي اعتاد ارتدائها سابقاً
فقط سترة واسعة أسفلها قميص لتدفئته و بنطال يُحيط بقدميه لكنه لم يكن ضيّقاً للغاية
" إلي أين؟"
قطبت حاجبيها بإستغراب فالآخر لم يخرج من غرفته لثلاثة أيام سوي نادراً فابتسم بيكهيون
"سأُقابل بعض الرفاق بالملهي"
تنهدت هيونا بقلة حيلة بينما ماريا ابتسمت حين حرك بيكهيون عينيه نحوها و كأنه يأخذ رأيها بذلك فأومأت إليه بخفة
"لا تقلقي أمي، أرغب فقط بالإستمتاع قليلاً قبل بدء الدراسة فأنا سأنشغل كثيراً بالفترة المقبلة و لن أتمادي بأفعالي صدقيني "
لوّح إليهم و هو يُغادر ليلتفت سيهون و والدته نحو ماريا سريعاً
"بجدية... ماذا قُلتي له؟"
سيهون سألها بجدية فرفعت كتفيها بإبتسامة مُتسعة
"إنه سر...لكنه يسير علي الطريق الصحيح لا تقلقا "
أومأت إليها هيونا رغم قلقها حول ما يفعله بيكهيون علي عكس سيهون الذي أخذ يرمقها بشك لكنها تجاهلته
_______________
" سيد چانغ"
رفع ييشينغ عينيه نحو جونغ هو فانحني إليه الأخر بإحترام قبل أن يُحرك شفتيه بصوتٍ غير مسموع
" والدتك بالخارج "
انتفض ييشينغ من مكانه و أشار إليه بإدخالها فانحني إليه الآخر قبل أن يفتح الباب إليها يتركها تدخل
" أمي"
ابتسم بإتساع حين دخلت الأخري مكتبه وتقدم منها يحتضنها لتبتسم إليه بدفء بينما تبادله بتربيتة خفيفة علي ظهره
" أبي أخبرني بأنكِ هنا منذ أيام لكنني لم أجدكِ أبداً"
أمسك بيدها يقودها نحو الأريكة كي تجلس هناك ثم جلس مجاوراً لها
" كنت بمنزل سوهي، بالأساس كنت قادمة لرؤيتها لكنني عجلت بقدومي حين أدركت أن شيئاً ما يحدث معها "
زم ييشينغ شفتيه بضيق حين تذكر ما فعلته والدته، كما و كأنه قد نسي كل شيئ حين رؤيتها و هي ذكرته به...لكن شيئاً حدث ؟هذا يعني أنها لم تأتي بسبب الشجار بينها و بين والده؟!
" هل تعرف بأن صديقتك بورطة و قد تُسجن؟ لكن من أين ستعرف و أنت تُطارد فتاة الملاجئ؟ كيف تسمح لنفسك بمطاردة لصة، و راقصة بملهي ليلي؟ "
صرخت به بنهاية حديثها ليخفض ييشينغ رأسه عاقداً حاجبيه بإنزعاج
" لم أكن لآتي لرؤيتك لولا أن سوهي في أزمة و لن يُساعدها سواك قبل أن تستدعيها النيابة للتحقيق، المشكلة مازالت ببدايتها لذا يُمكنك حلها "
" نحن لم نري بعضنا منذ أشهر طويلة تكاد تكون عاماً لكنكِ أتيتِ لي فقط من أجل سوهي؟"
قهقه بعدم تصديق فتكتفت
" أتيت لرؤيتك بالمنزل لكن اكتشفت بأن ابني الوحيد يركض خلف لصة تعمل مع عصابة للدعارة "
مرر لسانه علي شفته السُفلي بنفاذ صبر قبل أن يقف من مكانه قائلاً
" علاقتي مع سوهي انتهت أمي، و آسف لا يُمكنني مُساعدتها "
" ييشينغ "
هسهست بغضب فهز رأسه إلي الجانبين
" شكراً علي زيارتكِ القصيرة هذه أمي "
تحرك يعود إلي خلف مكتبه فوقفت من مكانها
" إن لم تأتي إلي منزل سوهي للإطمئنان عليها فلن تكون ابني"
غادرت مكتبه بعدها و صفعت الباب خلفها فضرب ييشينغ بكفه علي المكتب بغضب قبل أن يدفن وجهه بكفيه
استقام بجلسته يزفر نفساً عميقاً ثم جذب هاتفه يتصل بـسيهون فتوجه الآخر إلي الحديقة يُجيب إتصال صديقه بإبتسامة جانبية
" صديقي العزيز اشتاق إلي "
" اشتقت إليك مؤخرتي"
ضحك سيهون بصخب ليهز رأسه إلي الجانبين
"ظننتك ستكون غاضباً مني لأنني تخلفت عن موعدنا لجولة المُلاكمة"
"لقد نسيت أمرها، فأنا انشغلت بأمي...هي هنا في كوريا"
ابتسامة سيهون تلاشت تدريجياً ليعقد حاجبيه
"هل تعرف بأمرك أنت و كاثرين؟"
" هي بالأساس أتت لهذا السبب...لكنها تقول بأن سوهي في مشكلة، ما الذي يحدث؟ "
قلب سيهون شفتيه بإستغراب قبل أن يرفع كتفيه
"لم أتحدث مع سوهي منذ فترة و لا أعرف شيئاً عنها "
" لكن أمي قالت أنها بحثت عني لذا لا بد أنها تواصلت معك و أخبرتك بأي شيئ "
" اتصلت بي مرة واحدة تسأل عنك لكنني أخبرتها بأننا تشاجرنا و لم تُخبرني بأي شيئ فأنا لست فارسها چانغ ييشينغ"
رفع طرف شفتيه بسخرية ليعقد ييشينغ حاجبيه
" ربما تكون إحدي خطط أمي "
"ربما... غداً سأتحدث مع سوهي لأتأكد ثم أخبرك "
______________
ابتسم هيوك بجانبية حين وصلته رسالة من شخص يُخبره بأن بيكهيون وصل إلي الملهي، و ذاك الشخص لم يكن سوي النادل الذي يعمل بالملهي
حرك رأسه بحركة دائرية ليُرسل رسالة إلى هيبا
(حبيبتي ما رأيك بأن نخرج قليلاً؟)
هز قدمه بحماس يُرتب بعض المشاهد بعقله و التي أعجبته كثيراً لكن رد هيبا أطفأ حماسه
(آسفة هيوك لكن رأسي يؤلمني و كنت علي وشك النوم بالفعل ربما بوقت آخر )
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top