14
Start
هيبا وقفت هادئة بين والديها تنظر إلي كأس العصير بين أناملها بشرود، و شعور بالإختناق يُحيطها من كل جانب
مُحاصرة والديها لها، و ما قاله والدها عن موقف بيكهيون معهما منذ يومين مازال يؤثر بها بصورة سلبية
تنهدت بضيق لتترك الكأس و أخفضت يديها أسفل الطاولة التي تقف أمامها لتعبث بأناملها سوياً بتوتر
و علي الطاولة المُقابلة لهم بيكهيون كان يقف مع ماريا التي تحمل ييدام، و كلاهما يُراقب طاولة هيبا بحذر
بيكهيون كان يحاول أن لا يُظهر إلي والدي هيبا أنه يُراقبها إلا أن ماريا كانت واضحة للغاية
" لماذا يتصرفان معها بهذه الطريقة؟ تبدو و كأنها ستبكي بعد قليل"
همست بإنزعاج فبرزت شفتي بيكهيون بعبوس
" لا أعرف، إنها المرة الأولى التي أراهما بها يتصرفان فيها بهذا التسلط معها لكن...أعتقد أنني السبب في ذلك"
تنهد نهاية حديثه لتنظر إليه ماريا ثم حرّكت عينيها بالأرجاء باحثة عن سيهون حتي وجدته يقف مع رجل ما بزاوية بعيدة
" من ذاك؟"
بيكهيون التفت ينظر إلي حيث تُشير ثم قلب عينيه بإنزعاج
" إنه عمي الأكبر...بالحفل الماضي أخي قام بصفعه لأنه أزعجني بحديثه و قد كانت كارثة، الجميع كان يُشاهد و يتهامس علي ما حدث لذا أعتقد أن عمي يُريد أن يظهر للجميع بأن سيهون اعتذر منه"
"و هل فعل؟ "
تمتمت بتساؤل فأطلق بيكهيون ضحكة صاخبة للغاية جذبت انتباه سيهون فالتفت ينظر نحوهما ثم عقد حاجبيه قبل أن يُعيد نظراته إلي عم بيكهيون
" سيهون يعتذر؟...حسناً هناك كلمتين لا يكذب سيهون بشأنهما و هما آسف، و أحبك... و صدقيني لم نسمعهما منه سوي نادراً...أحبك لا يقولها لنا سوي حين شعوره بها حقاً و كأنها تخنقه و ستقتله إن لم يُخرجها من فمه، أما آسف فلم يقلها سوي مرتين..."
همهمت ماريا تحثه علي أن يُكمل فضم بيكهيون شفتيه بإبتسامة مُنكسرة و التفت ينظر حيث أخيه الأكبر
" اعتذر إلي ييدام كونه لم يستطع إنقاذ والديه أو إلقاء القبض علي القاتل فهو كان إبناً لرجل هام بالدولة، و اعتذر إلي أمي حين أوشك علي فقدان حياته بإحدى مُهماته...سيهون كان يعمل بالشرطة من قبل و لكنه أُصيب بإحدى المهمات و كاد يموت، حينها انهارت أمي و كدنا نفقدها هي الأخري لذا هو قال بأنه آسف و بدون تردد ترك عمله الذي يُحبه و تسلم شركة والده "
همهمت ماريا و حرّكت عينيها نحو سيهون
" هو حذر من النساء، هل تعرض للخيانة من قبل أو شيئاً من هذا القبيل؟ "
سألت تدّعي اللامبالاة لكنها في الواقع كانت فضولية، خاصة و أنه بدا أن من السهل الحصول علي الإجابات من بيكهيون فهو ثرثار و غير حذر
لا يُفكر مرتين قبل أن يتحدث
" لا، إنها فقط طبيعة أخي المُتغطرس...لايُحب المُشاركة "
" لكنه لم يقع بالحب من قبل؟ "
همهم بتفكير ليقلب شفتيه يحاول التذكر
"لا أذكر جيداً لكن كانت هناك فتاة ما خرج معها بعدة مواعيد...كانت مواعدة مُدبرة و ما كان يبدو عليه هو أنه معجب بها لكن فجأة أتي والدها إلي القصر و حدثت مشكلة كبيرة و كل ذلك لأن سيهون صرخ بوجهها كونه كان غاضباً لذا هو كان مشوشاً حول عدم تركها أو لا لكن سورين حينها أخبرته أن ينفصل عنها فما كان يجب أن تشكو إلي والدها بل كان يجب أن تتحدث مع سيهون أولاً...ثم كان هناك فتاة أخري لكنها كانت سريعة الغضب لذا إذا بدأ أخي بالصراخ بوجهها ستصرخ هي الأخري و لن تنتهي هذه الفوضي "
قلب عينيه بنهاية حديثه لتومئ ماريا بتفهم
" سيهون سريع الغضب و يملك لساناً حاداً لذا الصراخ بوجهه لن يُجدي نفعاً فالتعامل معه ببرود سيكون أفضل "
" نعم، لذا أري أنكما مُناسبين "
ماريا رمقته بجانبية قبل أن تضحك بخفوت
" بيكهيون...كيف لم يستغلك أعداء سيهون في الحصول علي المعلومات؟ أنت لا تُسيطر علي لسانك أبداً "
ضحك ببلاهة حتي أُغلقت عينيه ليقول بفخر
" لا أحد يجرؤ علي العبث مع من يُحبهم أخي "
هز كتفيه بثقة فهزت ماريا رأسها إلي الجانبين بإبتسامة و أخفضت رأسها نحو ييدام الذي ألقي رأسه فوق صدرها و جفونه قد بدأت في الالتقاء ببطئ لتبتسم بدفئ
" لا يُزعجه صوت الموسيقي"
تمتمت بهدوء لينظر بيكهيون نحو ييدام بتنهيدة غادرت ثُغره
" سمعه ضعيف للغاية"
رفعت عينيها نحو بيكهيون بتفاجؤ
" لم يكن جسده فقط ما تأثر من الحادث"
ضم شفتيه بأسف لتنظر ماريا مُجدداً نحو الصغير النائم
______________
تكتف ييشينغ بعدما نظر إلي ساعته للمرة الأخيرة حيث كان ينتظر كاثرين بمنتصف غرفة المعيشة التابعة لمنزلها ينتظر حتي تنتهي
التفت ينظر خلفه حين سمع صوت وقع حذائها و تنهيدة عميقة غادرت ثُغره حين رآها بذاك الفستان ذو اللون الأرجواني مُتدرج بدرجات غامقة من الأسفل إلي نهايته، به لمعة بسيطة، و أكتافه كشريط عريض يلتف حول كتفيها
" جيد؟"
سألته بتوتر حين لم ينبس بحرف فضم شفتيه ليهز رأسه إلي الجانبين قبل أن يرفع عينيه نحوها
"لم يكن بهذا الجمال حين قمت بشرائه"
ابتسم بوسع و تقدم منها ليُقبّل جبينها برقةٍ
" هيا لنذهب، لقد تأخرنا"
_____________
" اذهب للتحدث معها"
ماريا همست بخفوت إلي بيكهيون تحثه علي الذهاب إلى هيبا فهز رأسه بعنف
"والدها سيقتلني"
"لا أعتقد أنه سيفعلها بالحفل "
رفعت كتفيها بلا مُبالاة ليعقد بيكهيون حاجبيه بتفكير ثم حرك عينيه مُجدداً نحو ماريا
" أعتقد أنكِ مُحقة"
أومأ بينما يضم شفتيه بتأكيد ثم استدار كي يذهب لكن ما إن تقدم بضعة خطوات حتي عاد مرة أخرى يقف بجانب ماريا التي عقدت حاجبيها بإستغراب حين قال
" ما الذي يفعله هذا هنا؟ إنه حفل عائلي؟"
بعدم فهم حركت عينيها حيث ينظر فرأت شاباً طويل القامة غير مألوف الهيئة يقف أمام باب القصر من الداخل ينظر في الأرجاء
"من يكون هذا؟"
"هذا صديقها...كان سبب شجاري مع أمي، و أعتقد أنه من كان يقصده سيهون حين قال بأن والديها يرغبان بتزويجها منه "
أومأت ماريا و هي تُراقب هيوك بعينيها غافلة عن أعين سيهون التي التقطتها تنظر إلي هذا الرجل الذي دخل الحفل للتو
انعقد حاجبي سيهون ليترك عم بيكهيون دون إذن ثم تقدم من طاولة أخيه و حبيبته - المزيفة -
" و هذا يعني أنه يجب أن تتحدث معها سريعاً قبل أن يُصبح هذا جُزءاً من العائلة"
أشارت بسبابتها نحو هيوك و عينيها تنظران إلي ظهره و بلمح البصر كانت سبابتها أسيرة بين أنامل سيهون
التفتت تنظر إليه بإستغراب لتلك الطريقة الخشنة التي يُمسك بها سبابتها و همست
" أنت تؤلمني "
" إذاً احتفظي بسبابتك بجانبك "
هسهس بحنق فعقدت حاجبيها بعدم فهم ليقف بجانبها يحتضن خصرها بذراع بينما ينظر أمامه بإنزعاج واضح
بيكهيون الذي لم يعرهما أي انتباه منذ أن ألقت ماريا جُملتها الأخيرة علي مسامعه كان يُراقب هيبا الشاردة بكأسها منذ حضورها
و تلك الشاردة شهقت حين شعرت بشخص يُحيط خصرها بقبضة قوية فانتفضت مُبتعدة عن الفاعل إلا أنه جذبها نحوه لتلتصق به
"هـ.. هيوك"
رمشت بتفاجؤ و أمسكت بذراعه تحاول إبعادها عن خصرها لتنظر حولها بتوتر، بدون قصد منها هي فكرت ببيكهيون أولاً فماذا إن رأي ما يفعله هيوك الآن؟
توقفت نظراتها بمجرد أن تلاقت مع خاصة بيكهيون و بعنف انقبض قلبها لتشعر بإنكماش عنيف بمعدتها
" لم تُخبرينني بأنكِ ستأتين إلي هنا"
ضغط علي خصرها ببعض القوة فتحركت عينيها نحوه تنظر إليه بتشوش
" ماذا تفعل هنا؟"
" السيدة أوه قامت بدعوتي"
رفع كتفيه بعدم إهتمام يقصد والدتها بحديثه ثم قبّل وجنتها لتنكمش علي نفسها بضيق بينما حاجبي بيكهيون انعقدا
" لا تفعل هذا مُجدداً "
دفعته من صدره لتبتعد عنه تقف علي الجانب الآخر من الطاولة قريبة من والدتها التي ادعت انشغالها بالحديث مع والدها
" أنتِ خطيبتي الآن هيبا"
رفع حاجبيه بنبرة مؤكدة فعضت شفتها السُفلي من الداخل بضيق
" ليس بعد، و العائلة لا تعرف بذلك لذا من الأفضل أن لا تتعدى حدودك هيوك..رجاءً لا أحب هذه التصرفات "
أخفضت عينيه نهاية حديثها فضرب علي الطاولة بخفة لكنه أبدي بذلك غضبه مما قالته
" حسناً...لنري ماذا سيكون عذرك بعد أن نعقد خطبتنا"
تنفست بعمق لترفع عينيها تنظر حولها باحثة عن هيونا، لكن ما كانت تتجنب فعله طوال الحفلة فعلته الآن..استرقت النظرات نحو بيكهيون الذي ينظر إليها من بعيد
لآخر لحظة كانت مُتماسكة لكن يبدو أن نظرة واحدة نحوه كانت كفيلة لتدمير دفاعاتها
" هيبا "
حركت عينيها نحو والدها فأشار إليها بنظراته نحو هيوك لتضم شفتيها حين فهمت مقصده و بتوتر عادت تقف بجانبه
" احمل ييدام"
ماريا نبست بجدية و هي تضع ييدام بين ذراعي بيكهيون لتبتعد عن تلك الطاولة غير آبهة لسيهون الذي أخفض نظراته ينظر بغضب إلي ذراعه التي تركتها ماريا عالقة بالهواء
"مرحباً"
بإبتسامة مُزيفة ألقت التحية علي والدي هيبا فتوجهت إليها أنظار جميع من بالطاولة
" أنتِ هيبا، أليس كذلك؟ لقد التقينا من قبل"
هيبا ابتسمت لتنظر إلي يد الأخري التي امتدت لمُصافحتها فصافحتها بالمُقابل و يدها ارتجفت بتوتر حين لاحظت نظرات والدها المُمتعضة تتوجه نحو ماريا
"يون ماريا؟"
همهمت لتنظر إلي هيوك الذي تسائل بحذر فمد كفه يُصافحها
" لقد حضرت العرض الأول للوحاتكِ في باريس "
أطلقت أوه خافتة و هي تُصافحه ثم همهمت إليه
" علي الأقل هناك من يعرفني بهذه العائلة"
قهقهت بخفوت فابتسم السيد أوه بسخرية
" الجميع أصبح يعرفكِ الآن"
حرّكت عينيها تنظر إليه بصمت تُراقب ملامحه بحذر، و حين شعرت بأنه يرغب بإستفزازها هي فقط ابتسمت تنوي أن لا تفتح معه حديثاً بينما هيونا بخطوات سريعة سارت نحوهم قلقة من أن يتفوه عمّ ابنها بما قد يجرح مشاعر ماريا
" بالمرة السابقة أُعجبت كثيراً بملامحكِ، لذا أردت رسم لوحة لكِ كما أنني أتيت بأدواتي إلي هنا ظناً مني أنني سأجدك لكن أمي هيونا قالت أنكِ غادرتي"
تحدثت كاذبة لتنظر جانباً حين شعرت بتربيتة رقيقة علي كتفها
" أعتقد أنها ستكون لوحة رائعة إذا جمعت بينكما "
بحماس أكملت تُشير إلي هيونا التي تضع يدها علي كتفها ثم أشارت نحو هيبا لكن السيد و السيدة أوه لم يبدوا مُعجبين بهذه الفكرة
" لا بأس بأن تبقي هنا الليلة أليس كذلك؟ لدي الكثير من الأفكار، أخشى أن أفقدها"
تبادلت النظرات بين المتواجدين حول الطاولة فهتف هيوك بحماس و هو يحتضن كتفي هيبا
"هل يُمكنكِ رسم لوحة لكلينا أيضاً؟"
أخفضت عينيها تنظر إلي ذراعه المُلتفة حول كتف هيبا ثم رفعت عينيها نحوه بإبتسامة مُزيفة
" بالطبع، لكن بعد انتهائي من رسم لوحتها هي وأمي هيونا"
"يُمكنكِ تأجيل هذه اللوحة إلي وقت لاحق...ربما تأتين إلي زيارة منزلنا يوماً مع هيونا "
تحدثت السيدة أوه تُبدي اعتراضها علي بقاء هيبا بالقصر فعبست ملامح ماريا بزيف
" قالت أنها تمتلك أفكاراً قد تفقدها، كما أنني أرغب بقضاء بعض الوقت مع كلتيهما فـماريا ستُغادر قريباً و أنا سأعود وحيدة من جديد "
هيونا أمسكت يدي السيدة أوه برجاءٍ لتضم الأخري شفتيها
أرادت الرفض لكنها لم ترغب بجرح مشاعر هيونا، وفكرت في أن الأخري تريد تعويض فقدانها لإبنتها لذا هي لم تمنحها إجابة
" ااه إذا لم توافقا فلا مُشكلة بذلك "
همست هيونا بإبتسامة حزينة لتسحب يدها ببطئ بعيداً عن يدي السيدة أوه فأمسكت بها الأخري سريعاً و تنهدت
" لا بأس، يُمكنها البقاء الليلة فقط"
اتسعت ابتسامة هيونا لتلتفت إلي هيبا بسعادة بينما ماريا كانت تنظر نحو هيوك بصمت...هذا الرجل لم يُعجبها خاصة و هو يلتصق بهيبا بتلك الطريقة
"ييشينغ وصل و.... أعتقد حبيبته"
بيكهيون تحدث ببسمة واسعة ليرمق سيهون بتوتر نهاية حديثه فتحولت نظرات سيهون عن ماريا حيث صديقه الذي وصل لتوه
بتوتر ضغطت كاثرين علي أنامل ييشينغ التي تتشابك مع خاصتها بمجرد أن لمحت سيهون فرفع الآخر كفها نحو شفتيه يُقبّل ظاهرها
" هيونا لطيفة للغاية لذا لا تتوتري هممم؟"
همهم نهاية حديثه لتومئ إليه بتردد بينما سيهون أخذ يتقدم منهما حتي اعترض طريق صديقه
"ييشينغ لنتحدث"
ارتجفت كاثرين لسماع نبرته الباردة و أخفضت عينيها سريعاً بينما المقصود قلب عينيه بلا مُبالاة و تحرك كي يتفاداه
" ييشينغ، قُلت أنني أرغب بالتحدث معك "
هسهس بإنزعاج فالتفت ييشينغ ينظر إليه بعدم اهتمام
"ماذا تُريد؟"
"لنتحدث بالخارج... وحدنا "
نطق كلمته الأخيرة و هو ينظر إلي كاثرين فتركت يد ييشينغ بفزع قائلة
"سأنتظرك هنا"
التفت سيهون يُشير إلي بيكهيون ليتقدم منه سريعاً
" اصطحب كاثرين إلي أمي و ماريا "
همهم بيكهيون ليُربت بيده علي ظهر ييدام بينما كاثرين سارت خلفه بصمت فتحركت أعين ييشينغ نحو سيهون يرفع أحد حاجبيه بتساؤل
"الحق بي"
أمره بفظاظة ليقلب ييشينغ عينيه مُجدداً ثم لحق به إلي الحديقة الخارجية كي يبتعدا عن الضوضاء
" اسمعني سيهون، إذا كنت ستتحدث بوقاحة حول اصطحاب كاثرين معي إلي هنا فلا تفعل لأن هذا لن..."
ييشينغ تحدث بإنزعاج حين وقف خلف سيهون مُتكتفاً فقاطعه الآخر حين التفت إليه قائلاً بهدوء
" أنا آسف"
"ماذا؟"
رفع ييشينغ حاجبيه بتفاجؤ ليهز رأسه إلي الجانبين بعدم تصديق
" ماذا قلت؟ "
عض سيهون علي شفته السُفلي للحظات ثم تنهد بعمق
" آسف لأنني شاركتهم بما فعلوه ...علي الرغم من أن دوري لم يكن مؤثراً لكنك محق ،كان يجب أن أخبرك بكل شيئ حينها حتي و إن كنت أري علاقتكما خاطئة فهذه حياتك و أنا صديقك الذي يجب أن يكون بجانبك بكل خطوة "
" لكنك اعترضت علي زواجي منها منذ يومين فقط"
بعدم فهم عقد حاجبيه ليومئ إليه سيهون
" كنت مشوشاً و قلقاً عليك لكن إن كنت تريد ذلك فلن أقف بطريقك "
" لن تُزعج كاثرين و تجرحها بحديثك؟ "
ضيّق عينيه بشك ليومئ سيهون بخفة
" سوف أحترم مشاعرك منذ الآن فصاعداً حتي و إن كنت ضدها...نحن صديقين "
" أيها الوغد تطلب منك الأمر سنوات كي تُدرك ذلك "
ضرب كتف سيهون بقبضته بإبتسامة حاول جعلها مُنزعجة إلا أنه فشل بذلك فابتسم الآخر
" لكن كما تعرف لقد أفسدت حياة كاثرين و مُستقبلها... "
قاطعه سيهون بجدية
" لذا ستأتي إلي شركتي كي تتدرب ثم تُصبح موظفة دائمة لدي "
أعين ييشينغ اتسعت بعدم تصديق ليضحك بعدها
"مهلاً، هل ستسمح إلي لصة بدخول شركتك و العمل معك حقاً؟"
همهم يومئ بلا مُبالاة
" إذا تسببت بمشكلة ما ستتحمّل أنت المسؤولية لذا نعم لا بأس بدخولها شركتي "
ضم ييشينغ شفتيه محاولاً إخفاء ضحكته
" لكنني مازلت سأنتقم فأنت كنت سبباً في ابتعادنا لسنوات"
قلب سيهون عينيه بملل ليلكم كتف الآخر
" فقط ابذل ما بوسعك للإنتقام جيداً كي لا تكون محط سخريتي "
" لا تقلق، أعرف كيف سأنتقم انتقاماً يظل مُلتصقاً بك طوال حياتك"
رفع رأسه بغرور ليضرب كتف سيهون بخاصته قبل أن يحتضنه قائلاً
" اشتقت إليك أيها الحقير "
ابتعد عن سيهون ثم تحمحم يضبط ثيابه يقول بإبتسامة واسعة
"إذاً سأدخل لأرى حبيبتي "
أشاح سيهون عينيه بعيداً عنه كي لا يلكم وجهه الساخر و التفت يُعطيه ظهره ينتظر مُغادرته، و بعد لحظات هو التفت كي يدخل لولا رؤيته ابنة عم بيكهيون تقف خلفه بإبتسامة خجولة لتُعيد خصلات شعرها خلف أذنها حين تلاقت نظراتهما
_____________
" لدينا الكثير للتحدث عنه لكن حين أعود إلى منزل سيهون فأنا هنا أقضي يومي بأكمله مع أمي هيونا"
ماريا همست إلي كاثرين بخفوت فهمهمت إليها الأخري و ابتسمت بخبث
"أمي هيونا هااا؟"
قهقهت نهاية حديثها لتبتسم ماريا و حركت رأسها إلي الجانبين
"مرحباً"
ييشينغ تقدم منهم يُلقي التحية بإنحناءة بسيطة فالتفتت إليه هيونا سريعاً كي تحتضنه
" ييشينغ، أنا حقاً سعيدة بحضورك"
ابتسم إليها ليُقبّل جبينها ثم احتضن كتفيها و هو يتقدم ليقف بينها و بين السيدة أوه
" لم أرك منذ مدة"
السيد أوه علّق فابتسم إليه ييشينغ بينما يومئ
"مشغول بالعمل مؤخراً"
"العمل أم شيئاً آخر؟ "
أشار نحو كاثرين بحاجبيه فابتسمت بخجل بينما قهقه المتواجدين عدا هيبا التي تنظر إلي أناملها بتوتر
بيكهيون فقط اصطحب كاثرين إلي طاولتهم و غادر سريعاً لكن قلبها يتراقص منذ أن سمعت صوته و هو يتحدث مع والدته، و إلي الآن مازالت لم تتعافي من هذا
ماريا تراجعت خطوة حين اندمج الآخرين بأحاديث عشوائية لتنظر حولها باحثة عن سيهون لكن لم يكن له أثراً بالمكان فانعقد حاجبيها بخفة قبل أن تعود بنظراتها أمامها
" سأذهب لأُبدّل الأغنية كي نري الثنائيات سوياً "
هيونا هتفت بحماس لتتوجه نحو منسق الموسيقي تُخبره بذلك ثم عادت إليهم قائلة
"السيد و السيدة أوه، الثنائي الأكبر أولاً"
نبست بلباقة فضحكت السيدة أوه بخجل بينما زوجها أمسك بيدها يسحبها معه حيث المنطقة التي تفرغت بمنتصف المكان
ابتسم ييشينغ ليمد كفه نحو كاثرين يدعوها إلي الرقص فأمسكت يده بتردد
جذبها معه إلي حيث بدأت بعض الثنائيات تتجمع للرقص و معظمهم من كبار السن المتواجدين هناك، و منهم من يرقص مع ابنته، أو من ترقص مع ابنها
"لنرقص"
هيوك همس بجانب أذن هيبا فابتعدت عنه قليلاً تبتسم بزيف
"أعتذر، لكنني مُتعبة قليلاً و لا طاقة لي للرقص"
زفر بحنق ليطرق بأنامله فوق الطاولة بغضب مكتوم
" أين سيهون؟"
هيونا سألت بإستغراب لتتلفت باحثة عنه حتي رأته يدخل بذراع تنعقد مع خاصة فتاة أخري و لم تكن سوي ابنة عم بيكهيون فحركت عينيها تنظر إلى ماريا التي تنظر إليهما بهدوء يُعاكس ما تشعر به من صخب داخلي
"لا بد أنها من التصقت به فهي تفعل هذا دائماً"
تحدثت بقهقهة متوترة قلقة من أن تغضب الأخري لكن حين انزلقت أعين ماريا حيث ذراعي سيهون اللتان أحاطتا بخصر تلك الفتاة يبدآن بالرقص سوياً هي لم تتمكن من الحفاظ على برودها
"لنرقص"
التفتت نحو هيوك تتحدث بجدية فرفع حاجبيه بتفاجؤ
" ماذا؟ "
" قُلت لنرقص، أم أنك لا تعرف كيف؟ "
ابتسمت بجانبية له فضحك هو ليمد يده نحوها
"أنا الأفضل بهذا"
أومأت إليه لتسير معه نحو ساحة الرقص حيث الآخرين بينما هيونا تنهدت تهز رأسها إلي الجانبين و التفتت بعدها تنظر إلي هيبا
" أنتِ بخير ابنتي؟ تبدين شاحبة "
اقتربت منها تُربت علي ظهرها بلطف فابتسمت إليها هيبا ثم أخفضت رأسها مُجدداً
" أمي، احملي هذا الصغير"
بيكهيون تحدث علي عجل و هو يضع ييدام بين يدي والدته ثم أمسك بيد هيبا يجذبها بعيداً عن المتواجدين كي يتحدث معها براحة
و هيونا التي لم تستوعب ما حدث ظلت ترمش بمكانها بإستغراب
تمايلت ماريا بجسدها مع هيوك و عينيها تُراقبان سيهون بحذر لكن الآخر لم يبدو مُهتماً لها
هو لم يرها حتي أو ينظر نحوها، فقط ينظر إلي تلك التي تتحدث معه بخجل رأته ماريا مُقززاً
زفرت بحنق لترفع عينيها نحو هيوك تبتسم بتصنع، و ما إن تفوه بشيئ يضحك عليه هي الأخري أطلقت ضحكة صاخبة كي تجذب انتباه سيهون
و للوهلة الأولي هو لم يستوعب ذلك، ثم انعقد حاجبيه بعد لحظات حين شعر بوجود خطب ما فحرك عينيه حيث مصدر الصوت
عقدة حاجبيه ضاقتا أكثر و هو يُمرر عينيه عليهما من الأعلي إلي الأسفل
تلك المسافة الصغيرة بينهما، و يديه التي تعانق خصرها و كأنها شيئاً يُمكن مشاركته؟ كل ذلك لم يعجب سيهون البتة
شهقت هيبا بخفوت حين ارتطم ظهرها بالحائط خلف باب المطبخ لينظر بيكهيون من النافذة بحذر حيث الحفل ثم حرك عينيه نحوها
" أعرف أن هذا الإعتذار تأخر للغاية لكنني لم أجد الفرصة المناسبة لقول ذلك لذا..."
تحدث بوتيرة سريعة ثم تنهد ليبتسم
"أنا آسف...لقد كنت حقيراً حين لم أفكر بمشاعركِ و قمت بـ... تعرفين"
رفع كتفيه بإحراج فأخفضت هيبا عينيها بأنفاس مضطربة تنظر إلي صدره القريب منها
" أنت لن تتغير أبداً بيكهيون، مهما حدث ستظل كما أنت "
تمتمت بخفوت مُتذكرة حديث والدها فهز بيكهيون رأسه
" هذه المرة أتحدث بجدية، سأتوقف عن... "
" توقف رجاءً "
قاطعته ببعض الإنفعال و الدموع قد تجمعت بمُقلتيها
" أنت لست رجل امرأة واحدة و هذا لن يتغير أبداً، لقد صدقتك مرة و كنتُ الشخص الذي تأذت مشاعره، أنت لم تُراعي بأن تصرفاتك تلك ستؤثر بي"
"هذا لأنني لم أعرف بأنكِ تُحبينني حقاً "
قاطعها يُبرر موقفه فاتسعت عينيها بخفة ما جعل من دمعة تنزلق علي وجنتها
" لو كنت أعرف لما جرحت مشاعركِ لأنني...أنا أعرف بأنك رقيقة لا يجب أن أكسر قلبك"
ابتسم بخفة و رفع كفه ليحتضن وجنتها يمسح دمعتها بإبهامه ثم رفع عينيه نحو خاصتيها
" كما أنني لم أكن يوماً رجل إمرأة واحدة لكن يُمكنني أن أكون كذلك الآن إن كانت هذه المرأة هي أنتِ "
ضغط علي وجنتها بخفة حين رأي التشوش واضح بعينيها
" لقد تغيرت حقاً "
" لا يُمكنني...لا يُمكنني خيانة هيوك"
تمتمت بفزع من تلك الأفكار التي تتراكم بعقلها، كيف تثق به و هو كان مع نساء منذ بضعة أيام...هي بنفسها رأته في الملهي تُحيطه النساء فمن أي جانب قد تغير؟!
"هيوك؟"
عقد حاجبيه بإستغراب فأومأت إليه لتضع كفها فوق خاصته كي تُبعده عن وجنتها
" ستُعقد خطبتنا بنهاية الأسبوع القادم"
أمال برأسه بعدم تصديق ثم قهقه
"أنتِ لا تُحبينه"
" لكنني لا أثق بك، و والداي لن يوافقا عليك أبداً، كانت فرصة و فقدتها لذا رجاءً ابتعد عني"
دفعته من صدره كي يبتعد فأمسك بيديها فوق صدره بقوة
" لم تُعقد خُطبتكما بعد و لا يوجد شيئ بينكما بعد لذا هذه ليست خيانة ، ومازالت هناك فرصة للرفض...لا يجب أن تكوني مع شخص لا تُحبينه "
" و هل يجب أن أكون مع شخص مثلك؟ "
تسائلت بصوتٍ مُختنق ليضم بيكهيون شفتيه بضيق
"أعرف أنني لست بشخص يُمكنكِ الوثوق به لكن يُمكنكِ مساعدتي صحيح؟ "
اقترب منها أكثر فأخفضت عينيها تنظر إلي شفتيه بوتيرة تنفس سريعة
" فرصة واحدة أخيرة، أعدكِ لن... "
اتسعت عينيه حين ضغطت شفتيها ضد خاصتيه بقوة فأخفض عينيه ينظر إليها بعدم تصديق ليراها تُغلق عينيها بخجل
" لم... لم أرتبط بعد بهيوك ... لذا هذه ليست.. خيانة"
صاحت بوجهه بتلعثم بينما تدفعه كي يبتعد عنها، و كما كانت هي محرجة حتي ارتفعت الحرارة إلي أعلي رأسها بسبب فعلتها المتهورة، بيكهيون هو الآخر شعر بخجل مريب و تشوشت أفكاره منذ أن تلامست شفاههما
" لا.. لا تقترب مني.. مُجدداً... هذا سيئ.. سيئ "
نطقت كلمتها الأخيرة و هي تهرول خارج المطبخ تاركة إياه يقف بمكانه يرمش بعدم فهم
_______________
سيهون زفر بحدة بعدما وجد أن ماريا تتمادى بقُربها من ذاك الطويل المزعج
و هيوك لم يكن يعرف ما يُدعي بالمساحة الشخصية
أخفض عينيه ينظر نحو يد هيوك التي تستقر خلف ظهر ماريا، و لم يكن بإمكانه أن يتحمل أكثر من ذلك، فصمته طوال هذه الدقائق كان كمعجزة تحققت
ترك ابنة عم بيكهيون التي ترقص معه غير مبالٍ للوضع المحرج الذي تركها به و بخطوات واسعة تقدم من ماريا ليُمسك ذراعها بخشونة يجذبها نحوه حتي ارتطمت بصدره لينظر إليه هيوك بتفاجؤ إلا أنه تجاهله و أخفض عينيه ينظر إليها ثم هسهس
" أعتقد أنكِ مدينة لي برقصة"
المقصودة ابتسمت بجانبية لتومئ إليه هامسة
"تانغو؟"
فقابلها بإبتسامة تُشبه خاصتها و كأنه تحول إلي تحدٍ بينهما
"تانغو"
تراجع قليلاً حيث صديقه المقرب الذي يرقص مع حبيبته ليضع يده علي كتفه يهمس بشيئ ما بجانب أذنه فابتسم ييشينغ بخبث و استأذن من كاثرين قبل أن يتوجه حيث مُنسق الموسيقي
"ما الأمر؟"
كاثرين سألت بقلق حين جذبها ييشينغ كي يقفا بجانب هيونا و بإبتسامة جانبية أجابها
"سنُشاهد عرضاً رائعاً الآن"
رفعت حاجبيها بعدم فهم لتنظر إلي ساحة الرقص التي بقيت فارغة سوي من صديقتها و سيهون
بينهما مسافة ليست بكبيرة حيث يقف سيهون علي بُعد خطوات معدودة من ماريا بينما يُعطيها ظهره
حين بدأت النغمة الأولى من الموسيقي بدأت ماريا تتقدم منه بخطوات متساوية، ترفع قدمها عن الأرض برشاقة كلما خطت خطوة نحوه حتي أصبحت خلفه لتُحرك كفها من أسفل ذراعه وصولاً إلى صدره
يد سيهون ارتفعت تحط علي كف ماريا فوق صدره ثم حرّك رأسه جانباً لتسحب ماريا كفها من أسفل خاصته و بخطوات بدت حذرة ابتعدت عنه بينما تُمرر كفها علي طول كتفيه حتي أصبحت بعيدة عنه ثم بدأت تدور متوجهة نحوه و التفتت تُعطيه ظهرها بينما تُلقي جسدها بين ذراعيه
و حين فعلت ذلك هو أمسك بجانبي خصرها برقة يُساعدها في التمايل بحركة دائرية بطيئة و كأنها ثملة
بنهاية حركتها تلك جذبها بخشونة لتستدير نحوه فأمسك بإحدى يديها و يده الحُرّة وضعها أسفل ذراعها الأخري التي استقرت كفها فوق كتفه
" إذاً يُمكنكِ فعل شيئ غير مطاردة الرجال؟ "
تمتم بإبتسامة ساخرة و هو يتراجع بظهره بينما يجذبها معها فهمهمت ترد بنفس نبرته الساخرة
" لو تركتني قليلاً مع هيوك لرأيت بأنني أفعل أفضل مما تتخيل"
تبدلت نظراته إلي أخري غاضبة حين فهم مقصدها القذر و الذي تقصدت به إفساد مزاجه و بقوة دفعها بعيداً عنه مُمسكاً بإحدى يديها لتفرد الأخري إلي أبعد نقطة ثم دارت حول نفسها و هي تعود نحوه حتي استقر ظهرها بحضنه و كلتا يديها تُمسكان بخاصتيه
" هل حسه الفكاهي عالٍ؟"
هسهس بجانب أذنها بحدة ليرفع يده التي تُمسك بخاصتها و أدارها كي يجعلها مُقابلة له
"كدتي تفقدين وعيك من شدة الضحك"
ارتفع طرف شفتيه بسخرية فابتسمت ببرود حين مرر يده علي طول خصرها وصولاً إلي فخذها
" كنت فضولية ما إن كانت شفتيه جيدة في أمور أخري غير الثرثرة"
ضغط بأنامله علي فخذها بقوة و هو يرفعه ليجعل قدمها تلك تُحيط خصره ثم أمال نحوها فعادت بجذعها إلي الخلف و هي تفرد إحدي ذراعيها إلي الخلف
" تُريدين أن أقتله؟ لن أمانع ذلك في الواقع"
جذبها كي تستقيم فارتطمت بصدره بقوة لتبتسم بإستفزاز و رفعت كفها تُمرر ظاهره علي طول وجنته، تمر بعنقه و وصولاً إلي صدره
" اقتله بعد أن أختبر قدراته بنفسي كي لا تكون قتلته بلا فائدة"
قهقهة ساخرة قصيرة فرّت من شفتيه حين أوصلته إلي قمة غضبة فأمسك بيدها يُبعدها عن صدره و جعلها تدور حول نفسها عدة مرات بينما هو يتحرك من حولها بحركات بطيئة و متساوية
بيكهيون الذي مازال يحاول أن يستفيق مما حدث تقدم ليقف بين والدته و ييشينغ ثم بتشوش سأل و هو ينظر إلي الثنائي الراقص أمامهما
" ما الذي يحدث؟"
ييشينغ رمقه بنظرة سريعة ليُعيد عينيه نحوهما سريعاً يخشي أن تفوته لحظة
" هناك حرب باردة"
اومأ بيكهيون بتفهم ليتكتف بينما يُعيد نظراته إلي أخيه و ماريا مرة أخرى
" أنا أتخيل أم أنهما رائعين سوياً بصورة مُخيفة؟"
سأل و هو يُراقب تحركاتهما المثالية بينما عينيه تأبى الإبتعاد عنهما كما البقية
هالة الفخامة التي تُحيط بهما، و نظراتهما المليئة بالثقة و الحدة بالآن ذاته كانت مثالية بصورة تقشعر لها الأبدان
" ابلعي لسانك عند هذا الحد "
سيهون هسهس بحنق حين ضاق ذرعاً من حديثها المستفز ليُمسك بذراعها يجعلها تلتف للمرة الأخيرة قبل أن يُمرر يده علي فخذها يجعل من قدمها ترتفع قليلاً حتي أصبحت رُكبتها بمستوى خصره فأمالت ماريا إلي الخلف تُغلق عينيها ببطئ تُنهي بذلك رقصتهما
تعالت صوت التصفيقات لتستقيم ماريا بمساعدة سيهون فاستقرت يدها فوق صدره القريب منها ، و بحدة تبادل كلاهما النظرات قبل أن يبتعدا عن بعضهما دون أن يتحدثا معاً إلي نهاية الحفل
بعد دقائق طويلة بدأ الضيوف بالمُغادرة ليودعهم كُل من هيونا و ابنيها بينما ماريا توجهت مع كاثرين و ييشينغ حيث سيارته كي تودع صديقتها
" بعد عودتي إلي المنزل لا بد أن أقوم بزيارتك هااا؟"
أكدت على كاثرين التي أومأت إليها
" أعتقد أننا بحاجة إلى أن نلتقي فيبدو..."
أمالت برأسها قليلاً تنظر إلي الخلف حيث يقف سيهون ثم أعادت نظراتها إلي صديقتها
".. أنكِ حصلتي علي إجابتكِ"
ابتسمت ماريا بخفة تومئ إليها و اقتربت تحتضنها بجانبية تودعها
ودّع سيهون عمه و زوجته ليترك والدته التي تقف مع هيبا ثم تقدم من صديقه يُصافحه
" أووه يدك ساخنة"
ييشينغ هتف بسخرية فرمقه سيهون بحدة مما جعله يضحك بصخب
" قد تحرق نيران غضبك أحدهم "
" أريد إحراقها و تشويه وجهها حتي "
هسهس بحنق ليضحك ييشينغ بينما يهز رأسه إلي الجانبين
" ما رأيك في جولة مُلاكمة؟ أعتقد أنك بحاجة إليها"
ييشينغ تسائل بمزاح لينظر إليه الآخر بجدية
" نعم، دعنا نلتقي غداً"
ضحك بصخب و هو يومئ إليه يوافق علي ذلك بينما أعين سيهون تحركت نحو ماريا التي أشاحت بعينيها بعيداً عنه بمجرد أن تلاقت نظراتهما
" هل أحمل ييدام عنكِ؟ "
بيكهيون سأل هيبا التي تجاهلته بينما تُخفي وجهها خلف ييدام الذي تحمله فربتت هيونا علي كتفه
" هيبا ستحمله، اذهب أنت لتتأكد من أن الخدم قد تناولوا طعامهم و أخبرهم أن يقوموا بالتنظيف غداً فالوقت قد تأخر اليوم"
همهم إلي والدته و عينيه تنظران إلي هيبا ثم ظل واقفاً بمكانه لم يتحرك فضربته هيونا علي كتفه بخفة
"بيكهيون، الخدم"
"اااه نعم صحيح"
هتف بتوتر ليسترق نظرة نحو هيبا قبل أن يركض إلي داخل القصر يفعل ما طلبته منه والدته
" هيا لنصعد إلي الغُرفة، لدي الكثير لأتحدث معكِ به"
هيبا أومأت إليها بإبتسامة و تحركت معها كي تدخلا بينما بالخلف حيث سيارة ييشينغ
كاثرين لوّحت إلى ماريا تودعها قبل أن تبدأ السيارة بالتحرك فوقف سيهون علي بعد خطوات منها ينتظر ابتعاد سيارة صديقه إلا أن ماريا كانت لاتزال تشعر بأنها ترغب بإستفزازه
التفتت حيث كانت تقف سيارة عائلة هيبا و بدرامية شهقت
"أووه هل رحل هيوك؟"
مدت شفتيها إلي الأمام بعبوس فضم سيهون قبضتيه بغضب و التفت ينظر إليها بحدة
"يون ماريا"
هسهس من بين أسنانه فالتفتت إليه برأسها و ابتسمت ببرود
" ماذا؟"
زفر بعنف و أمسك بذراعها ليجذبها معه نحو الداخل
"ماريا ابنتي نحن سـ..."
"ليس اليوم أمي"
سيهون قاطعها بإنزعاج دون أن يلتفت نحوها و أكمل طريقه إلي الأعلي حيث غُرفته و صفع الباب بقوة مبالغة وصل صوتها إلي الأسفل فتقدم بيكهيون من والدته يسأل بإستغراب
" ماذا يحدث؟"
"ربما تشاجرا"
تمتمت هيونا بعدم معرفة ليُحرك بيكهيون عينيه نحوها لكن نظراته التقت مع نظرات هيبا التي تقف بجانبها فأشاحت بنظراتها بعيداً عنه بإرتباك بينما هو زم شفتيه بعبوس
________
"من سمح لكِ بأن تتمايلي معه أمام أعين الجميع و كأنني غير موجود؟"
صرخ بحدة بمجرد أن أغلق الباب فرفعت كتفيها بلا مُبالاة
"أنا سمحت لنفسي"
" و من تكونين أنتِ كي تسمحي لشخص آخر بأن يلمس أملاك اوه سيهون؟ "
جذبها نحو الباب يُحاصر عُنقها بـكفه فأجابته ببرود
" يون ماريا "
ضغط علي أسنانه بغضب و بقوة ضيق أنامله حول عُنقها إلي أن اكتسب وجهها اللون الأحمر فـفرقت بين شفتيها تلتقط أنفاسها و ببرود هي أكملت
" كما أنني لست أحد أملاكك "
" بلي... حينما تحط أناملي علي جسدك فـيُحرم علي غيري"
صاح و بـ عُنف سحب جسدها يُلقيه فوق السرير مُعتلياً إياها و كلتا يديها حوصرتا فوق رأسها بأحد كفيه بينما الآخر أمسك ذقنها بخشونة يرفع رأسها نحوه
"منذ أن قَبّلتِني أصبحتِ مِلكاً لي "
ضحكت بخفه و هزت رأسها إلي الجانبين لتتنهد بعدها ثم رفعت عينيها الباردة حتي التقت مع خاصته الحادة
"ساذج"
بحركة سريعه دفعت يده بعيداً عنها تُخلص يديها منه ثم أمسكت بعنقه تجذبه ليقع علي السرير و اعتلته هي بينما تُشابك أناملها مع خاصته فوق رأسه، و رأسها انحني نحوه قليلاً
"قُمت بتقبيلك و ليس العكس... أنا فقط من أقول من يلمسني و من لا يفعل فهذا لا يحدث سوي بـرضا مني و بأمرٍ مني أنا لذا لا تغتر بنفسك و تُعطي نفسك قيمة أكبر مما تستحق"
ضغط بأنامله بقوة علي كفيها و هسهس
" ما يلمسه أوه سيهون يُحرّم علي غيره، إنها قاعدة تعرفينها منذ البداية فما كان يجب أن تقتربي مني إن كنتِ لا تعرفين كيف تتخلين عن... "
" لا تتفوه بكلمات قاسية كي لا أهين رجولتك،و إن كنت تريد مني إحترام وجودك و السير مع قاعدتك هذه فكان يجب أن تعرف بأن الأعين التي تنظر إلي يون ماريا لا تنظر إلي غيرها "
قاطعته بنبرة حادة فعقد حاجبيه ليستقيم بجذعه مما جعلها تجلس علي فخذيه
" هل يجب أن أصبح أعمى إذاً آنسة ماريا؟ "
" بل يجب أن لا تتوه بمعالم وجه امرأة غيري "
عضت أنفه بإنزعاج و ابتعدت برأسها عنه تنظر إليه بإنزعاج بينما هو ملامحه ارتخت محاولاً فهم ما تقول
"و متي فعلت ذلك؟"
"هل ستدّعي الجهل الآن؟ من سحب تلك السافلة إلي ساحة الرقص أولاً و بدأ بالتمايل معها؟ "
صاحت به بإنفعال ليُضيّق عينيه بتشوش غير مستوعب لما تقول
أي سافلة تلك التي...
"اااه تقصدين ابنة عم بيكهيون؟إنها ابنة عم أخي "
"بجميع الأحوال هي ليست سوي عاهرة إن كانت تلتصق برجل امرأة أخري "
ضحك سيهون بصخب لينعقد حاجبي ماريا بإنزعاج فترك كفيها ليُحيط خصرها بذراع بينما الأخري رفعها يمسح بها علي وجنتها
" رجل إمرأة أخري؟"
أمال برأسه بتساؤل فأمسكت ماريا برأسه بين يديها تجعله ينظر إليها
" إن كنت ملكاً لك فلتعلم أنك أيضاً ملكاً لي و من تقترب منك سأقتلها بنفسي "
تنفست بحدة ليسترق سيهون نظرة نحو شفتيها بينما يسأل بخفوت
"منذ يومين فقط قُلتِ بأنكِ لا تُحبينني "
" لم أقل أنني أحبك"
همست أمام شفتيه لتُغلق عينيها تُقبلهما بسطحية
" لكن إلي حين تتوقف كذبتنا هذه أمام والدتك فلا يحق لك أن تقترب من امرأة أخري "
ابتسم لشعوره بأنفاسها الحارة تضرب وجهه بقوة تُظهر غضباً لم يره منها من قبل فأدارها يُلقي بها فوق السرير يعتليها مُجدداً و بكلتا كفيه استند علي جانبي رأسها
"ماذا إن طالت مدة كذبتنا هذه؟ "
"حتي و إن طالت إلي الأبد لا أهتم "
أجابته بجدية ليبتسم بإتساع حتي أصبحت عينيه كهلالين
" أكانت هذه التصرفات بدافع الغيرة؟ "
سألها بهدوء لتنظر إلي عينيه بصمت
" يُمكنكِ الإعتراف بذلك علي الأ..."
جذبته من ربطة عُنقه لترتفع برأسها قليلاً تجعله يبتلع كلماته حين قبلت شفتيه، و هو سرعان ما أغلق عينيه يندمج معها بقُبلتها تلك
اقترب بجسده من خاصتها ليستند بمرفقيه بجانب رأسها و هو يميل برأسها جانباً يتعمق بقُبلته فرفعت ماريا ذراعيها تُحيط عُنقه لتجذبه نحوها أكثر
و بخفة تحركت كفيها نحو بذلته تخلعها عنه ليرتفع بجسده قليلاً دون أن يفصل القُبلة ثم خلع البذلة يُلقي بها جانباً ليعود إلي وضعيته السابقة بينما أنامل ماريا جذبت ربطة عنقه تقوم بحلها قبل أن تُلقي بها بعيداً
حين شعر بها تفتح أزرار قميصه ابتعد عنها بأنفاس لاهثة لينظر إلي أناملها التي توقفت عن ما تفعله ثم أعاد نظراته نحوها ليميل نحو شفتيها يُقبلهما بسطحية قبل أن ينزلق بقبُلاته حيث عنقها الظاهر و يديه المُتمردتين تبحثان عن طريقهما لإبعاد هذا الفستان عن جسدها
_________________
" يبدو أن ييدام اشتاق إليكِ كما فعلت أنا"
ابتسمت هيبا بخفة لتترك قُبلة علي رأس الصغير ثم ضمت قدميها إلي صدرها و هي تنظر إلي هيونا التي تجلس بنفس الطرف من السرير تُقابلها
" ذاك المدعو هيوك..."
"لا يُمكنني أن أشعر بالراحة معه، هو لا ينفك عن التصرف بأنانية و تملّك كما أنه لا يحترم رغباتي الخاصة و مشاعري"
قاطعتها بعبوس فزمت هيونا شفتيها بحزن.
"ألا يُمكنكِ رفضه فحسب؟"
"تعرفين والداي...أنا حصلت علي فرصتي بالفعل و هو يلتصق بي كالعلكة رغم إدراكه بحقيقة مشاعري "
تنهدت كلتيهما بضيق لتهمس هيبا
" أبي كان غاضباً من سيهون بزيارته السابقة فماذا حدث بينهما؟ "
سألت تُبدّل مجري الحديث و امتلكت فضولاً حقيقياً نحو ما حدث إلا أن حديثهما قد تمت مُقاطعته حين طرق شخصاً ما علي الباب
" ادخل "
سمحت هيونا لمن بالخارج بالدخول فأطلّ بيكهيون برأسه من خلف الباب ينظر إلي هيبا ثم حرك عينيه نحو والدته
" تأكدت من كل شيئ أمي، سأذهب إلى النوم، هل تُريدين شيئاً آخر؟"
همهمت بالنفي و هزت رأسها إلي الجانبين بإبتسامة
"إذاً تُصبحين علي خير أمي و... هيبا"
بتردد نطق اسم الأخيرة التي اكتفت بإيماءة بسيطة دون أن ترفع عينيها نحوه فتنهد ليُغادر غرفة والدته مُغلقاً الباب خلفه
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top