13
Start
تحرك بيكهيون في مكانه بعدم راحة، هو لم يتمكن حتي من مداعبة الصغير الجالس فوق فخذيه لشعوره الشديد بالإرتباك من نظرات عم أخيه و زوجته كذلك
و من لاحظت ذلك كانت ماريا التي تُلاعب الصغير بأناملها كي يضحك فتحمحمت لتنظر إلي هاتفها ثم وقفت من مكانها قائلة
" أعتذر لكنني نسيت أنه يجب عليّ شراء غرض ما"
تحولت الأنظار نحوها ليعقد سيهون حاجبيه بخفة
" سأصطحب بيكهيون و ييدام معي كي لا أبقي وحدي"
اومأت إليها هيونا بإبتسامة و كما يبدو هي فهمت ما تقوم به الأخري لذا لم تُمانع فوقف بيكهيون من مكانه سريعاً لينحني إليهم قبل أن يخرج من هناك
تنفس براحة بعد أن صعد إلي سيارته لتلحق به ماريا بعد لحظات ثم جلست بجانبه و حملت عنه ييدام
" لا تعرفين ما فعلته لي للتو"
نبس بإمتنان فقهقهت ماريا بخفوت و احتضنت الصغير بين ذراعيها حين ألقي رأسه فوق صدرها يُغمغم بكلمات غير مفهومة
" لم تبدو مرتاحاً بهذا اللقاء، و بالواقع أنا أيضاً أردت الخروج"
"هذا يعني أنه لا يوجد ما تُريدين إحضاره؟"
ضيّق عينيه بشك فأومأت إليه بإبتسامة بسيطة
" لنتجول بالسيارة قليلاً إلي أن يُغادروا"
همس بحماس ليهتف ييدام بحماس و هو يضرب رأسه بصدر ماريا و كأنه يفهم ما يحدث فقهقه كلاهما علي هذا الصغير
عمّ سيهون ظل ينظر نحو باب القصر بحذر خشية أن تعود ماريا مُجدداً ثم قال بجدية
"أذكر أين رأيتها"
حرّك سيهون عينيه نحوه كما فعلت زوجته و هيونا فالتفت ينظر إليهم
" منذ بضعة أشهر كان حفل زفافها و الذي اقتحمه حبيبها السابق ليُفسده...تلك لم تكن المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك و أذكر أن الجميع كان يتحدث عنها أينما ذهبت حتي بالشركة "
رفعت هيونا حاجبيها بتفاجؤ لتلتفت إلي سيهون
"بُني، هل كنت تعرف بذلك؟"
أخفض رأسه للحظات ثم أعاد رفعه مرة أخرى رافعاً أحد حاجبيه بجدية يُهمهم
" أ توجد مُشكلة؟ "
" هل تسمح لها سُمعتها الإنضمام إلي عائلة أوه؟سوف تلوث اسمنا بلا شك "
السيد أوه تحدث بجدية لينظر نحوه سيهون عاقداً حاجبيه بخفة
" المقالات التي انتشرت عن ذاك الأمر هل قالت عنها خائنة أو شيئاً من هذا القبيل؟"
هيونا حركت عينيها بدائرية لتنظر إلي الآخر تنتظر إجابته علي سؤال ابنها حتي همهم بالنفي فتنهدت براحة
" إذاً عمي...ما بها سُمعة يون ماريا؟"
تكتف يرفع أحد حاجبيه فانعقد لسان عمه عن الإجابة ليبتسم سيهون بجانبية
" أتمني أن تُراعي بعد ذلك أنها حبيبتي قبل أن تتفوه بأي شيئ قد يجعلك تندم لاحقاً "
______________
" أنتِ و أخي مُندمجان للغاية بما تفعلان، أوشكت علي تصديق أنكما حبيبين "
بيكهيون قهقه مُمازحاً فابتسمت ماريا بجانبية ليسترق بيكهيون نظراته نحوها تارة و نحو الطريق تارة أخري
" لا شيئ يحدث بينكما، أليس كذلك؟ "
تسائل بحذر فرفعت ماريا حاجبيها كإجابة ليرمش بيكهيون بضعة مرات
" مهلاً، أنتما لا تنجذبان نحو بعضكما؟ "
قهقه بعدم تصديق لتهز ماريا رأسها
" أحاول الإيقاع به لكنه يدّعي عدم الإهتمام"
" و قد يكون غير مهتم بالفعل"
رفع كتفيه و أخفضهما بحركة سريعة فقهقهت ماريا بخفوت
" صدقني ، لا يُمكنه مقاومتي"
فرّق بين شفتيه كي يُجيبها لكنه ضمهما مرة أخرى...حسناً تبدو كإمرأة لا يمكن لأخيه أن يُقاومها بالفعل
________________
" ألم تكن قاسياً بعض الشيئ بلهجتك مع عمك؟ "
هيونا تحدثت بحذر لتضع كفها فوق خاصة سيهون فحرك رأسه ينظر إليها بضعة لحظات بصمت قبل أن يقول
" لقد رأيتي كيف تحدث عن ماريا، إن كان يُريد التحكم بحياة ابنته فهو لن يفعل ذلك مع حياتي"
"بُني، هو لا يتحكم بحياتك "
نفت بنبرة رقيقة لتحتضن وجنتي سيهون
"هو فقط يقلق علي ابن أخيه"
" هو يقلق، لكن إن تركت له الفرصة فسوف يتحكم في حياتي"
زمت هيونا شفتيها مُدركة أن الآخر مُحق
" بالمُناسبة، اتصل بـييشينغ و أكّد عليه حضور الحفل هذه المرة، الحفل السابق سامحته فقط بسبب عمله لكن هذه المرة لا يوجد أعذار"
انعقد حاجبي سيهون و ارتفع طرف شفتيه بإنزعاج حين ذُكر اسم صديقه فأمالت هيونا برأسها
" ماذا؟ هل تشاجرتما؟"
" ذاك الوغد يتجاهلني تماماً، لقد قطع علاقته معي بسبب شيئ سخيف قد مرت عليه أكثر عشر سنوات "
همهمت هيونا بتفاجؤ لتضيق عُقدة حاجبي سيهون أكثر
" إن فعل هذا...ألا تعتقد أن الشيئ الذي تشاجرتما بسببه ليس سخيفاً كما تقول؟"
" بلي هو كذلك "
" لا سيهون، أنت من تري كل شيئ سخيف و بهذا تقلل من مشاعر الآخرين لذا إن أخبرك صديقاً لك بأن شيئاً ما مهم بالنسبة إليه فعليك تقدير ما يقول...بذلك إحترام للعلاقة بينكما، و لا تنسي أنك منذ لحظات تخليت عن أدبك مع عمك فقط لأنك شعرت بأنه قلل من شأن حبيبتك علي الرغم من أن الأمر يختلف من وجهة نظره فهو يري نفسه مُحقاً "
عض وجنته من الداخل بإنزعاج و همهم إليها ليشيح بنظراته جانباً فرفعت يديها تحتضن وجنتيه
" تكره الإعتذار و الإعتراف بخطئك لكن صدقني هذا لا إهانة به أبداً سيهون، بل إنه يرفع من شأنك "
" سأذهب للنوم "
أبعد كفيها عن وجنتيه ليقف من مكانه مُغادراً غرفة المعيشة فتنهدت بعمق و هي تُراقب ظهره يختفي عن أنظارها
_____________
هيبا انتفضت من مكانها حين سمعت صوت سيارة والديها بالحديقة الخارجية و بخطوات سريعة تقدمت من باب المنزل تفتحه فوجدت والدها عاقداً حاجبيه بإنزعاج واضح لتبتلع ريقها
إن كان غاضباً فهذا لن يصب في صالحها خاصة و إن كان السبب هو بيكهيون
صفع باب السيارة بحدة ليدخل إلي المنزل مُتفادياً ابنته و خلفه زوجته تحاول اللحاق به حتي وصل إلي غرفة المعيشة و جلس هناك علي إحدي الأرائك فجلست زوجته مجاورة له تُربت علي ظهره كي يهدأ بينما هيبا كانت تتبادل النظرات بينهما بقلق
و بتردد هي جلست مقابلة لهما كي تكون بعيدة قدر الإمكان عن أيديهما
" ماذا حدث؟ هل خالتي بخير؟"
جمعت كفيها معاً بتوتر فوق فخذيها فرفع والدها عينيه نحوها بحركة سريعة يرمقها بحدة لتشهق تلقائياً
" و من يُمكنه أن يكون بخير و هو يمتلك أبناء كما أبنائها، أحدهما منحرف و فاشل و الآخر وقح و متغطرس"
رفعت هيبا حاجبيها بتفاجؤ من نبرة والدتها و بإستغراب أمالت برأسها
"هل اشتكت خالتي هيونا منهما؟...سيهون لا يتصرف معها أو معكما بوقاحة أبداً"
هزت رأسها نهاية حديثها بتشوش فقهقهت والدتها ساخرة، و كما يبدو فهي الأخري غاضبة
" لقد أهان والدكِ "
رمشت هيبا بعدم تصديق ثم قهقهت بخفوت
"ربما فهمتما الأمر بطريقة خاطئة، لا أعتقد بأن سيهون سيقوم بإهانة أبي و هكذا دون سبب"
"لماذا تُدافعين عنه هااا؟ "
جفلت بفزع من صراخ والدتها لتعود بظهرها إلي الخلف قليلاً فرفع السيد أوه كفه يُربت بها علي فخذ زوجته كي تهدأ ثم حرك عينيه نحو هيبا يقول بهدوء
" أخوه الأصغر دخل علينا برائحة الخمر تفوح منه و خرج مرة أخرى ليستكمل أفعاله المُحرجة و بدون إلقاء التحية علينا لكنه لم يفعل شيئاً ليوقفه...ثم تصرف معي بوقاحة لأنني أتحدث في أمر قد يؤثر على العائلة بأكملها، و يبدو أن هيونا فقدت السيطرة علي أبنائها لذا كان قراراً صائباً إبعادكِ عن ذاك القصر و من فيه "
وقف من مكانه ليصعد إلي غرفته في صمت فلحقت به زوجته بعدما رمقت هيبا بنظرة مُتفحصة ترى آثار ما قاله زوجها عليها
و كما يبدو فهيبا لازالت عالقة مع الكلمات التي ذُكر معها بيكهيون...
رائحة الخمر تفوح منه؟!
يستكمل أفعاله المُحرجة؟!
" هو لم يتأثر بأي شيئ"
تمتمت بقهقهة ساخرة فبدأت شفتيها بالإرتجاف لتزمهما بعبوس
_______________
ماريا طرقت علي باب غُرفة هيونا فمسحت هيونا علي عينيها سريعاً تُجفف دموعها قبل أن تسمح لها بالدخول
ابتسمت بوسع حين رأت ماريا تتقدم منها بينما تحمل ييدام النائم فأشارت إليها علي السرير حيث مكانه كي تضعه هناك لتفعل ذلك ثم تقدمت لتجلس بجانبها
" ييدام لطيف للغاية، كما أنه لا يميل إلي البكاء كثيراً"
نبست بهدوء و هي تُراقب ييدام النائم بعمق فابتسمت هيونا بخفة لتُمسك بإحدى يدي ماريا
" هو لا يبكي سوي حين شعوره بالخطر، و إذا أراد أن يأكل أو يريد تبديل ثيابه...أعتقد أنه يشعر بالأمان معكِ"
"ااه...ربما لأنني أعرف كيف أتعامل مع الأطفال "
قهقهت بخفة فرفعت هيونا حاجبيها بتفاجؤ
"هل تعاملتي مع أطفال من قبل؟"
همهمت ماريا لتومئ بخفة
"في الميتم منذ سن التاسعة نبدأ بالإهتمام بالرُضّع لذا الأمر أصبح أكثر سهولة بالنسبة لي "
رمشت هيونا عدة مرات تستوعب أن الأخري يتيمة ثم اقتربت منها تحتضنها بقوة مما جعل من أعين ماريا تتسع قليلاً مُتفاجئة
" ابنتي... "
تمتمت بتنهيدة عميقة و ربتت علي ظهر ماريا من الخلف ثم ابتعدت عنها قائلة
" ألا بأس أن أهتم بكِ و أنتِ بهذا العمر؟ "
ضحكت ماريا لتهز رأسها بالنفي
" لا مشكلة أبداً بذلك و لكن..."
احتضنت وجنتي هيونا لتمسح عليهما بلطف
" ألا بأس لو سألت لماذا تبكين؟ "
ابتسمت هيونا بخفة و مرة أخرى تنهدت بعمق
"فقط...أشتاق إلي سورين ابنتي"
استنشقت ماء أنفها لتنظر جانباً بينما تستكمل حديثها بهدوء
" علي الرغم من هدوئها لكنني كنت أشعر بالراحة و الأمان بتواجدها معي، لطالما شعرت بأنها من تجمع العائلة لكن منذ وفاتها أصبحنا مُشتتين...هيبا ابنة عم سيهون.."
رفعت عينيها نحو ماريا لتُكمل
" طوال فترة وجودها القصيرة هنا كنت أشعر بأن سورين هي من معي نظراً لتشابه شخصياتهما و لكن منذ رحلت أصبحت وحيدة مرة أخرى..."
زفرت بعبوس لتُربت ماريا علي كفيها بلطف
" لا أعتقد بأنكِ تحتاجين هيبا أو غيرها كي تتذكري سورين ، فأنت تملكين ييدام"
ابتسمت بلطف بوجه هيونا فهمهمت إليها الأخري
" لكنني اعتدت وجودها هي الأخري معي لذا ابتعادها يؤثر بي "
" إذاً اتصلي بها و اطلبي منها أن تعود لتبقى معكِ"
"لا أعتقد بأن والديها سيوافقان...هما سيبذلان ما بوسعهما لتكون هيبا بعيدة عنا "
زمت ماريا شفتيها لا تدري ماذا تقول في حين تنهدت الأخري ثم ابتسمت
" هيا ابنتي اذهبي للنوم و لنتحدث صباح الغد "
أومأت ماريا بخفة لتنسحب من هناك متوجهة إلي الغُرفة الخاصة بـسيهون
أغلقت الباب خلفها بحذر حين رأته نائماً ثم تقدمت من حقيبتها تُخرج ثياباً منزلية لنفسها
حركت رأسها نحوه و هي تُبدل ثيابها تتأكد من كونه نائماً لتتقدم بعدها من السرير تصعد إلي جانبه بهدوء
نظرت إلي السقف فوقها بشرود تستعيد أحداث اليوم و التي كانت غريبة بنظرها إلي أن شعرت به يلتصق بها يدفن رأسه بعنقها ثم أحاط خصرها بأحد ذراعيه
أخفضت عينيها تنظر إلي رأسه المتموضع قريباً من ذقنها فابتسمت عينيها حين رؤيته يرمش بعينيه و بهدوء رفعت يدها لتمسح بها علي شعره من الخلف بلطف لتُغلق عينيها كي تنام
_____________
ييشينغ جلس علي السرير ينظر إلي الغطاء بأعين تشبعت نوماً يحاول استعادة وعيه و فهم ما يدور من حوله
عقد حاجبيه حين لم يجد نفسه بغرفته، كل شيئ كان غريباً
ملمس السرير، الملاءة و حتي الأغطية
"ااه"
همس حين تذكر أين هو ثم استقام من مكانه يتثاءب بينما يخطو نحو الخارج يبحث عن الحمام كي يغتسل بينما كاثرين كانت مشغولة بتحضير طعام الإفطار لكليهما
"صباح الخير"
ييشينغ نبس بصوتٍ يحمل آثار النوم لتُجيبه بإبتسامة و إهتمامها بأكمله توجهه إلي الطعام الذي تقوم بتحضيره فتقدم منها يُقبّل جانب رأسها بقوة قبل احتضانه لها من الخلف
" كان يجب أن أقضي معكِ بعض الوقت لكنني قضيت يوم إجازتي بالنوم...آسف حبيبتي "
أمال يُقبّل وجنتها فهمهمت كاثرين لتترك ما بيدها و التفتت إليه تواجهه بوجهها بينما ذراعيه كانتا تُحيطان خصرها
" كنت نائماً لكنني فعلت ما هو أفضل من النوم"
أمال برأسه بإستغراب فأحاطت عنقه بكلتا ذراعيه تهمس بخجل
" راقبت حبيبي و هو نائم...لا تتحرك كثيراً أثناء نومك"
ضحك بخفة ليجذبها كي تقترب منه أكثر و همس
"هذا شيء جيد أم سيئ؟"
نقر شفتيها بقبلة سريعة فاسترقت النظر نحو شفتيه ثم رفعت عينيها نحو خاصتيه تُجيبه ببسمة لطيفة
" كل ما يتعلق بك هو جيد"
اتسعت ابتسامته ليميل نحو شفتيها يلتقطها بين خاصتيه برقةٍ فارتفعت علي أطراف أناملها كي توازي طوله
ييشينغ تراجع بخطواته و هو يجذبها معه نحو الخلف حتي اصطدم بطاولة تحضير الطعام فالتفت بها و فصل القُبلة للحظات حين حملها بين ذراعيه كي يضعها فوق الطاولة
تبادل النظرات بين شفتيها و عينيها ليبتسم بوسع حتي ظهرت غمازة وجنته ثم رفع أحد ذراعيه عن خصرها ليحتضن به وجنتها ببعض الخشونة و هو يجذبها نحوه يُعيد وصل شفاههما سوياً
مرر ذراعه الأخري علي طول خصرها بحركات بطيئة حتي وصل إلي فخذها فوضعت كاثرين كفها عليه سريعاً و جفلت مُبتعدة عنه
عينيه الناعستين بتخدر ارتفعتا تنظران إلي خاصتيها فابتلعت ريقها بخجل و أشاحت بنظراتها جانباً
" قُبلة فحسب كاثي"
همس بلطف ثم أدار يده ليُمسك بيدها التي منعته و رفعها نحو شفتيه يضع فوقها قُبلة طويلة
" لن أتعدي حدودي، لا تقلقي"
ابتلعت ريقها لتُعيد عينيها نحوه بتردد ثم زمت شفتيها بتوتر حين رأت كيف ينظر إلي كفها بشرود
" لست مُنزعجاً مني، أليس كذلك؟ "
عقد حاجبيه بقهقهة خافتة ليرفع عينيه نحوها ينفي ذلك
" بالطبع لا...أعني قد يكون هناك الكثير من الأفكار التي تراودني حين رؤيتك، و حين يحدث بيننا تلامس جسدي لكن إذا رفضتي ذلك لن أنزعج أبداً"
" تقصد أفكاراً قذرة؟!"
شهقت بصدمة فضرب جبينها بسبابته بقوة مما جعلها تُغلق عينيها بألم تُصدر تأوهاً عالياً و مُتفاجئاً من فعلته
" نحن حبيبين لذا إنها أفكار رومانسية و ليست قذرة.. ربما رومانسية جريئة قليلاً "
أكمل بعد همهمة تفكير أصدرها فضيّقت كاثرين عينيها و كأنها تُخبره 'أرأيت' ليضحك بخفة
" كاثرين أنا رجل ثلاثيني لذا بالطبع لن تكون أفكاري كطفل في المرحلة الإبتدائية"
"حسناً ابتعد أيها الثلاثيني كي تتناول طعامك قبل أن تذهب إلى العمل "
دفعته من صدره كي يبتعد فأمسك بخصرها يُساعدها بالنزول
" ألا تُفكرين بي كإمرأة ثلاثينية؟"
سأل بنبرة ماكرة و تكتف يستند بمؤخرته ضد الطاولة
تجاهلت ما قاله لتحمل الطعام تضعه فوق الطاولة ثم جلست بمكانها فالتفت معها و أمال برأسه حتي أصبح قريباً من خاصتها فأصدر همهمة مُتسائلة
"تعرف...هذا ليس ضرورياً كي أثبت أنني أحبك "
" ليس ضرورياً لكن أريد أن تُفكري بي كإمرأة ثلاثينية"
رمشت بتوتر لتُحرك رأسها نحوه ببطئ حتي شعر بأنفاسها الهائجة تُدغدغ وجهه فابتسم قبل أن يجلس بالمقعد المجاور لها
" ما رأيكِ؟"
"ييشينغ أنا..."
تمتمت بخجل فهز رأسه يُقاطعها
" في مثل عمرنا يُفكر الأحباء في الزواج، هذا ما أقصده "
وضّح مقصده بنبرة هادئة فاتسعت أعين كاثرين بتفاجؤ
"زواج؟"
"بالطبع لم تُفكري بأننا سنبقى حبيبين إلي الأبد"
قهقه بمزاح لينعقد حاجبي كاثرين و أشاحت بنظراتها جانباً فعقد حاجبيه بخفة و أمسك بذقنها بلطف يجعلها تنظر إليه مُجدداً
" ما الأمر؟ ألا ترغبين بالزواج بي؟"
" والدتك.."
تمتمت بتردد ثم تنهدت بضيق
" لن توافق عليّ أبداً "
" لقد أخبرت أبي بكل شيئ بالفعل، كما أنني أخبرته بأنني أرغب بالزواج منكِ لذا هو سيتولي أمر إقناع أمي"
قاطعها ببعض الإنفعال فاتسعت عينيها بخفة
"والدك لم يرفض؟ "
" أخبرتكِ من قبل أن أبي لا يُحب التدخل بهذه الأمور كما أنه لا يتعامل معي و كأنني طفل بالتالي لا يتدخل بحياتي الشخصية...و لن يكرهكِ أبداً طالما أنا أحبكِ "
مسح علي وجنتها بإبهامه بلطف ثم اعتدل بجلسته ليبدأ بتناول الطعام بينما أعين كاثرين اللامعة مازالت تنظر إليه بعدم تصديق
" ييشينغ "
همهم يُعطي كامل اهتمامه للطعام يحشر أكبر كمية بفمه و كأنه لم يتناول منذ أيام فبللت كاثرين شفتيها قبل أن تسأل بتردد
" هل تأخذ علاقتنا حقاً بهذه الجدية؟"
توقف فمه عن المضغ لينظر إليها بإنزعاج
"فقدت شهيتي"
ابتلع ما بفمه ثم وقف من مكانه فوقفت معه سريعاً لتلحق به إلى الداخل
" سأذهب للإطمئنان علي هيونا بعد العمل مباشرةً لكنني سأعود مساءً للإطمئنان عليكِ "
تحدث بجدية و هو يحمل هاتفه و أغراضه الخاصة بينما هي تسير خلفه تطاطئ رأسها بتوتر حتي توقف أمام الباب من الداخل يرتدي حذائه و بعد أن انتهي استقام بجذعه ليُكمل
" لأنني لا أرغب بالشجار معكِ فسوف أدّعي عدم سماعي لذاك السؤال الغبي "
أمال يُقبّل وجنتها ثم مسح بإبهامه بلطف مكان قُبلته ليُغادر منزلها بعدها
____________
" هيويونغ كان أصغر من سورين بعامين، طالب متفوق بدأت عداوته مع سيهون حين بدأن الفتيات في المقارنة بينهما، و بالطبع هيويونغ لم يكن السبب في المشاكل بينهما "
هيونا قلبت عينيها بسخرية فضحكت ماريا بخفوت تومئ بإدراك
"سيهون لم يكن مُهتماً كثيراً لتهافت الفتيات عليه لأنه كما يقول فهو لا يهتم لهذا الهراء لكنه كره أن من تُعجب به تضع عينيها علي رجل غيره كذلك فهو لا يحب المشاركة بأي طريقة كانت "
هزت رأسها بيأس نهاية حديثها و ييدام الصغير الجالس فوق أفخاذ ماريا أخذ يضحك و كأنه يفهم ما يُقال مما جعلهما تضحكان
" إذاً...كيف وافق علي زواج هيويونغ و سورين؟ "
سألت بإهتمام لتُصفّق هيونا بحماس
" هيويونغ تقدم للزواج منها بعد سنوات من المواعدة، و مهما حاول سيهون إيجاد أي عيب به يفشل بذلك لذا هو بالنهاية وافق علي ذلك لكن بشرط واحد..."
"و هو؟"
ماريا أمالت برأسها بتساؤل فأومأت هيونا برأسها
" علي هيويونغ أن يبتعد عن سورين لمدة شهر كامل دون اتصالات أو لقاءات كما أنه قام بحبس سورين بالقصر كي لا تخرج...و هيويونغ وافق بسهولة لذا كان بإمكانكِ حينها رؤية ابتسامة خبيثة كبيرة علي وجه سيهون كلما مررتي من جانبه"
رسمت هيونا ابتسامة متسعة علي شفتيها جعلتها تبدو كشخص مجنون فقهقهت ماريا و معها ييدام كذلك لتضحك هيونا هي الأخري
" لكن أليس ذلك سهلاً؟ "
همهمت هيونا و هزت رأسها إلي الجانبين بعنف تنفي ذلك ثم أجابت
" كان اختباراً من سيهون، لو أن هيويونغ تحمل شهراً كاملاً بعيداً عن سورين فهذا يعني أن هناك سبباً آخر غير الحب يجعله يرغب بالزواج منها...."
"و ماذا فعل هيويونغ؟"
رفعت هيونا كتفيها و أخفضتهما بحركة سريعة لتتكتف
" هيويونغ أتي إلي هنا بعد يومين ثملاً و يبكي شوقاً لسورين...هذا كان مُضحكاً للغاية فـسيهون كان يشعر بالغيرة لأن هناك شخصاً يُحب سورين إلي هذا الحد لكنه بالنهاية وافق علي زواجهما، و لم يتطلب الأمر كثيراً حتي أصبح هو و هيويونغ صديقين مُقربين"
هيونا بدت سعيدة للغاية و هي تتحدث عن ابنتها الراحلة و زوجها
بينما بيكهيون و سيهون اللذان يقفان خلف باب الحديقة من داخل القصر كانا يُراقبانهما بصمت و ابتسامة بسيطة ترتسم علي شفتي سيهون بينما أخري متسعة تشق وجنتي بيكهيون
" سعادة أمي حين تتحدث عن سورين...إنها الحياة بالنسبة لي"
سيهون تمتم بهدوء فأومأ بيكهيون يوافقه
"من الجيد أنها لا تبكي حينما تذكرها...لكنها مُعجبة حقاً بـحبيبتك، أقصد يون ماريا"
وضّح نهاية حديثه فهمهم سيهون و هو يُحرك عينيه نحو ماريا التي تضحك مع والدته و تتحدث معها براحة بينما تهتم بييدام دون تصنع أو تزييف
"ألا تُفكّر في تحويل هذه الكذبة إلي حقيقة؟ أخشى أن تُصاب أمي بالخيبة حين تنفصلا أمامها أو تكتشف الحقيقة "
حك بيكهيون مؤخرة رأسه بتردد فعقد سيهون حاجبيه بخفة ليلتفت إلي بيكهيون
" أنا فقط أقول هذا من أجل أمي"
"إن قمت بتحويل الأمر إلى حقيقة من أجل أمي، هل تعتقد أن ماريا ستوافق علي ذلك؟ "
تسائل بجدية فقلب بيكهيون شفتيه بتفكير قبل أن يرفع كتفيه بعدم تأكيد
" لا أعلم لكنها...تبدو واقعة بحبك ربما؟!"
ضيّق عينيه بشك فاستدار سيهون بكامل جسده يواجه الآخر مما أربك بيكهيون
" سيد أوه "
التفت كلاهما ينظران إلي الخادمة التي قاطعت حديثهما فانحنت إليهما
"السيد چانغ ييشينغ بالخارج يريد رؤية السيدة هيونا"
سيهون همهم إليها و أشار إليها برأسه فانحنت إليه قبل أن تتراجع بخطواتها تسمح إلي ييشينغ بالدخول، و بعدم إهتمام تصنعه سيهون توجه إلي الخارج بالحديقة ينضم إلي والدته و ماريا حيث الطاولة التي يجلسان حولها
جلس مجاوراً إلي ماريا فمد ييدام ذراعيه نحوه ليحمله سيهون سريعاً و بجانبية استرق نظرة نحو ماريا التي تنظر إليه بإبتسامة
"هيونا"
تحمحم يشيح بنظراته بعيداً عنها حين سمع صوت صديقه، فوقفت هيونا من مكانها عند رؤيتها ييشينغ و قامت بإحتضانه سريعاً
"ما هذه المُفاجأة؟"
نبست بعدم تصديق فابتعد عنها ييشينغ مُمسكاً بكلتا يديها
" سمعت بأنكِ دخلتي المشفي ماذا حدث؟ قلقت عليكِ كثيراً "
" و لماذا لم تأتي حين عرفت أم أنك كنت مشغولاً مع شخص آخر؟"
سيهون تحدث ببرود و هو ينظر إلي ييدام فتجاهل ييشينغ النظر نحوه بينما هيونا تنهدت بإنزعاج
" كان لدي عملاً هاماً و علمت بالأمر في طريقي إلى مُهمتي...آسف علي التأخير هيونا "
" لا بأس بني "
هزت رأسها بهمس خافت ثم أشارت إلي ييشينغ كي يجلس بجانبها فأومأ برأسه إلي ماريا كترحيب بها لتفعل المثل
" إذاً أتيت من عملك مباشرةً إلي هنا أم أنه كان هناك شخصاً أهم من أمي لذا ذهبت إليه أولاً؟ "
عقد حاجبيه و هذه المرة حرك عينيه نحو ييشينغ الذي أغلق عينيه بقوة قبل أن يلتفت لينظر إليه
" عُذراً لكن هل أنت زوجتي لتطلع علي جدول تحركاتي؟"
ماريا قهقهت بخفوت كما فعل بيكهيون ليرمقهما سيهون بحدة قبل أن يُعيد نظراته نحو صديقه
" هل هذه طريقتك في التهرب من الإجابة؟"
"أنا حتي لا أهتم لمنحك أي إجابة"
"توقفا الآن"
هيونا تنهدت بعدم تصديق لتمد كفها نحو ييشينغ تمسكه بلطف
" ما الذي حدث بينكما؟ "
" تجاهليه فحسب...أتيت اليوم للإطمئنان عليكِ و لأُخبركِ بأمر جيد"
اتسعت أعين هيونا بحماس و تقدمت منه قليلاً بينما تومئ تحثه علي الحديث
" قد أتزوج قريباً"
ابتسمت ماريا بخفة بينما أعين هيونا اتسعت أكثر و صرخت بعدم تصديق
"تمزح! يا إلهي هل تتحدث بجدية؟"
" أنا لن أوافق علي هذا "
سيهون اعترض بنبرة جادة ليتلقي نظرات منزعجة من والدته و بيكهيون بينما نظرات ماريا و ييشينغ تشابهت في برودها
" ييشينغ اصطحبها معك إلى الحفل، سيُقام في موعده لذا رجاءً أريد رؤيتها"
همهم ييشينغ بإبتسامة فوضع سيهون ييدام فوق فخذي ماريا و وقف من مكانه ليجذب ييشينغ من ياقته كي يبتعدا عن الجميع جاذباً بذلك أنظارهم نحوهما
" ييشينغ هل جُننت؟ أنت تسيئ إلي عائلتك بهذه الطريقة "
سيهون همس بصراخ فوضع ييشينغ يديه بجيوب بنطاله و بسخرية أمال برأسه
" و متي طلبت رأيك بذلك؟"
"هذا ليس الوقت المناسب لبرودك، أنت لم تري مدي كره والدتك لها فقط لأنها يتيمة فما بالك بما سيحدث الآن...أنت تضعها في خطر أيضاً "
قهقه ييشينغ بعلوٍ لينعقد حاجبي الآخر
" هل يجب أن أصدق الآن أنك قلق عليها؟"
"لا لأنني لا أهتم لما سيحدث لها بل لك أنت و بما قد يُصيبك...والدتك لن... "
" لا أهتم بما ستفعله و بكل ما أملك سوف أحمي كاثرين، بهذا الوقت كان من المفترض أن أملك صديقاً يقف بجانبي حتي و إن كُنت مُخطئاً لكن للأسف الشخص الذي من المفترض أنه صديقي يخشى الإعتذار عن خطأ ارتكبه بحقي كي لا يخدش كبريائه...الإعتذار لا قيمة له بجانب ما فعله بي لكن يبدو أنني أقل قيمة من هذا الإعتذار بالنسبة إليه "
ربت علي كتف سيهون بإبتسامة مُزيفة ثم استدار ليعود إلي مكانه تحت نظرات سيهون الذي يُراقبه
و بالنهاية سيهون انسحب من هناك بخطوات واسعة و مُنزعجة لتُحرك ماريا عينيها معه حتي اختفي عن أنظارها
" ييشينغ "
هيونا همست بقلق لتنظر نحوها ماريا فابتسم ييشينغ و هز رأسه إليها بحركة خفيفة بأن لا تقلق
بعد دقائق طويلة غادر ييشينغ، و كل منهم توجه إلي غُرفته
ماريا حظيت بحديث أخير مع هيونا قبل أن تتركها هي و ييدام لتعود إلي غُرفة سيهون
الأخير كان يجلس خلف المكتب الصغير المتواجد بأحد جوانب الغُرفة ينظر إلي ملفات العمل عاقداً حاجبيه بتركيز فتقدمت منه ماريا حتي وقفت بجانبه
" هل تعمل منذ تركتنا بالحديقة؟"
همهم دون أن يرفع عينيه نحوها فأمالت تتكئ بكفها فوق الطاولة أمامه و وضعت أنامل يدها الأخري أسفل ذقنه لتُحرك رأسه نحوها مما جعله يرفع عينيه حيث خاصتيها
" والدتك تحدثت معي بشأن زواجنا أيضاً فيبدو أنها تأثرت بحديث ييشينغ"
ارتخت عُقدة حاجبيه لتتحرك يده حيث خاصتها المتواجدة فوق الطاولة و عبث بها بينما يتسائل بهدوء
"و ما كانت إجابتك؟"
رفعت كتفيها لتستقيم بوقفتها مما جعلها تجذب يدها عن الطاولة ثم تكتفت
" مازحتها قليلاً فلا أريد منحها إجابة قد تُحتسب ضدي "
" ماذا؟ ألم تُفكري في تحويل سوء فهمها هذا إلي حقيقة؟"
قلبت شفتيها لتُحرك رأسها إلي الجانبين
"لا أعتقد أنني مُهتمة بذلك"
" لكن شخصاً ما قال بأنكِ تبدين مُهتمة...لأكون أكثر دقة فهو قال بأنك ربما واقعة بحبي "
رفع أحد حاجبيه ساخراً فأطلقت ماريا قهقهة صاخبة أرجفت جسده من الداخل
" إعجاب مؤقت بك؟ ربما، لكن الوقوع في حُبك؟...يبدو هذا مُضحكاً"
قهقه بعدم تصديق و ابتعد عن المكتب بينما يفتح الزر الأول من قميصه المنزلي
"و ما المانع من أن تقعي في حبي؟"
شخر ساخراً و اقترب يجلس علي الأريكة واضعاً قدماً فوق الأخري يتسائل بلا مبالاة مُصطنعة
"و لم قد أقع بحبك؟"
بخطوات مُتغنجه اقتربت لتضرب قدمه العليا بخاصتها فانزلقت عن الأخري تستقر فوق الأرض ثم جلست فوق فخذيه تُحيط عُنقه بحاجبين إرتفعا بـثقة
" لأنني أوه سيهون، الإسم الأول للمثاليه"
نطق بغرور و حرك عينيه قليلاً لتلتقي بخاصتيها و بخشونة سحب خصرها نحوه فأصدرت تأوهاً خافتاً
" لن تجدي رجلاً بمثاليتي، لذا لا تُضيعي فُرصتك الثمينة هذه"
ضحكت ماريا بخفة و هزت رأسها ثم رفعت سبابتها تمسح بها علي شفتيه و أمالت نحوه قليلاً لتهمس أمامهما
" و من قال أنني أهتم للمثالية اوه سيهون؟"
أخفضت ببصرها نحو شفتيه لثوانٍ ثم أعادته نحو عينيه لتُكمل
" هدفي رجل أكون أنا كِمالته فلا يبحث عن غيري و لا يكتفي بنفسه وحيداً"
نمت إبتسامة جانبية علي شفتيها حينما عقد حاجبيه بعدم رضا و أغلقت عينيها تطبع قُبلةً رطبة علي طرف سبابتها المتموضعة فوق شفتيه مما جعل شفاههما تتلامس بسطحيه
"تُصبح علي خير سيد أوه "
استقامت مُبتعدة عنه و شقّت خطواتها نحو السرير لتستلقي أسفل الغطاء دون أن تلتفت نحوه مرة أخرى
_______________
في يوم الحفل...الخدم كانوا يسيرون بخطوات سريعة كي ينتهوا تماماً قبل حضور الضيوف بينما بالأعلى كان الجميع يتجهز
بيكهيون كان أول من انتهي و خرج من غُرفته سريعاً يركض نحو الأسفل كي ينتظر الضيوف علي غير عادته
بينما سيهون كان يقف أمام المرآة يضبط ربطة عنقه ثم انحني يحمل زجاجة العطر يرش بها علي ثيابه
و ماريا التي كانت تتجهز بالغرفة الأخري مع هيونا و ييدام ، فتحت باب الغُرفة ليُحرك عينيه نحوها
"انتهيت؟"
سألته بهدوء و تقدمت منه فالتفت ينظر إليها من الأعلي إلي الأسفل
"رائعة؟"
سألته تراقص حاجبيها بمزاح فهمهم ليمر من جانبها و تخطاها بينما يقول بهدوء
"فاتنة"
ابتسمت ماريا بخفة و التفتت معه لتعقد ذراعيها إلي صدرها و هي تُراقب ما يفعله بدرج مكتبه حتي رأته يعود إليها مع عُلبة رمادية ناعمه ذات حجم متوسط علي شكل مُربع
وقف أمامها ليضع العُلبة علي طاولة المرآة ثم تقدم منها كثيراً حتي شعرت بأنفاسه المُضطربة علي بشرتها، و كلتا يديه التفتا حول عُنقها تفتح قفل العُقد الذي ترتديه
" إذا كانت أمي ستُقدمكِ كحبيبتي إذاً لا بد أن يكون ذلك مُميزاً من كل الجهات"
تمتم بجدية ليضع ذاك العُقد جانباً ثم جذب العُلبة من فوق الطاولة ليفتحها أمامها
" هذا صُنع خصيصاً لأجلك"
"السيد أوه يقوم بدوره بمثالية"
همست بإبتسامة جانبية فانعقد حاجبيه بإنزعاج حين لم تفهم أنه هدية صُنعت لأجلها هي
لملمت ماريا شعرها علي جانب واحد و التفتت تُعطيه ظهرها فوضع العُقد حول عُنقها و قام بإغلاقه من الخلف بحذر
" إنه نسخة واحدة بتصميم يُنسب إلي أعمال أوه فقط"
همس بجانب أذنها يُداعبها بأنفاسه الساخنة و ببطئ حرك يديه علي طول ذراعيها حتي أمسك بكفيها ليُكمل بنفس نبرته
"قطعة واحدة مُميزة لشخص مُميز"
حركت ماريا رأسها جانباً حين حرّك أنفاسه علي طول عُنقها لتُغلق عينيها مع تلامس شفتيه بقبلة رقيقة علي عنقها أعلي ذاك العُقد
" اللؤلؤة السوداء"
فتحت ماريا عينيها و قلبها قد ارتجف حين سمعت اللقلب الذي أطلقه علي هذا العُقد الرقيق
" هدية مُسبقة من أجل لوحتكِ القادمة"
استدارت ماريا تُقابله بوجهها، و قد بدا بعينيها التفاجؤ فابتسم سيهون
" إذاً...أنت صممته لأجلي فقط؟"
همهم بإبتسامة جانبية فرفعت ماريا كفيها تضعهما فوق صدره ثم اقتربت منه لتُقبّل وجنته بلطف لتميل نحو أذنه هامسة بنبرة عابثة
" تُري كيف أشكر السيد أوه علي هذه الهدية المُميزة؟"
ابتعدت عنه ببطئ ليُحرك نظراته معها حتي تبسمت عينيه
" ربما برقصة تخطف أنفاس المتواجدين"
وضع ذراعاً خلف ظهره ليمد كفه الأخري نحوها و هو ينحني قليلاً
"لك ذلك"
قهقهت بخفوت لتضع كفها بخاصته الذي يمتد نحوها فقبّله بنُبل قبل أن يستقيم بوقفته و خطي كلاهما نحو الباب كي ينزلا لإستقبال الضيوف
تقدم سيهون من والدته التي تقف بجانب بيكهيون ثم مد ذراعيه نحوها كي يحمل ييدام فصفعت يده مما جعله يتفاجأ
" ماريا ابنتي، هل يُمكنكِ حمل ييدام؟"
بلطافة اقتربت من ماريا تناولها ييدام فحملته الأخري بصدر رحب ليميل ييدام برأسه فوق صدرها و أغلق عينيه يُغمغم بكلمات غير مفهومة بينما سيهون هز رأسه إلي الجانبين بعدم تصديق
هيونا سوف تستغل كل فرصة للتباهي بحبيبة ابنها أمام الجميع
تلك السيارات التي وقفت أمام باب القصر بدأ ينزل منها أفراد العائلة
منهم من رمق سيهون بغضب و هذا كان عمّ بيكهيون الذي تم صفعه من قِبله سابقاً فقابله سيهون بإبتسامة مُزيفة
و منهم من رمق بيكهيون بإنزعاج و تلك كانت عائلة هيبا لكن بيكهيون لم يعرهم انتباهاً فعينيه كانتا تبحثان عن هيبا
"ها هي"
تمتم لتتسع ابتسامته حين رؤيتها تنزل من السيارة و تقدم منها خطوة لكن والدها الذي أمسك بيدها و هو يرمق بيكهيون بحدة جعله يتراجع عشر خطوات بالمُقابل
يبدو أن الإقتراب منها لن يكون سهلاً البتة
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top