12
Start
وقف بيكهيون أمام غرفة والدته ينظر إليها بعبوس بينما الأخري كانت مشغولة بمُداعبة الصغير ييدام النائم بجانبها
هو لم يتحدث معها أبداً سواء بالمشفى أو منذ عادت إلي القصر، و يكتفي فقط بمُراقبتها حتي ملّت هي من ذلك فرفعت عينيها نحوه ليجفل
" بيكهيون تعال إلي هنا"
أشارت إليه كي يقترب منها فتحمحم بحرج و هو يتقدم ليجلس بجانبها في حين اعتدلت هي بجلستها
تنهدت بعمق لتحتضن وجنته حيث صفعته سابقاً فأسرع بيكهيون بإحتضان كفها فوق وجنته
" أنا حقاً أعتذر علي ما قُلته أمي"
"آسفة لأنني صفعتك"
همست بعبوس فهز رأسه بعنف إلي الجانبين
"أستحق ذلك"
"هيبا ليست كما تعتقد و أنا لم أتفق معها ضدك لأنني..."
همهم يُقاطعها ثم أنزل يدها عن وجنته ليحتضنها بكلتا يديه
" سيهون أخبرني...أنا من فهمت الأمر منذ البداية بصورة خاطئة "
" أردت وضع خطة بالفعل لكنني لم أتمكن من ذلك، لم يكن هذا لأنني لا أهتم لأمرك لكن لأنني واثقة من أنك لن تجد من تُحبك بصدق كما تفعل هيبا"
نبست بصدق و أخفضت عينيها تنظر نحو كفها الذي يُعانقه ثم أكملت
" لربما تفكيري بـمشاعر هيبا و قلقي المبالغ عليك جعلك تظن بأنني لا أهتم لأمرك لذا سأكون أكثر حذراً في المستقبل "
بيكهيون عض شفتيه من الداخل بهمهمة عابسة ليضغط علي كف والدته بخفة قائلاً
" و هذه المرة أعدكِ بأنني حقاً سأتوقف عن ما أفعله..."
رفعت عينيها نحوه فابتلع ريقه ليبتسم بخفة
" لا نساء بعد اليوم حتي أجد الفتاة المناسبة لأن تكون زوجتي، و لن أبحث عنها بنفسي، بل سأنتظر القدر ليُلقي بها في طريقي... و سوف أستعد جيداً مع بدء الدراسة كي أكون قادراً علي النجاح هذا العام "
" بيكهيون.. "
همست بعدم تصديق ليهز رأسه إلي الجانبين يُقاطعها
" أعرف أنني خيبت أملكِ من قبل و كنت كاذباً لأجل مصلحتي لكن هذه المرة أتحدث بصدق... سوف أفعل كل ما يجب لتكوني فخورة بي، و أيضاً حتي لا يتأثر ييدام بأفعالي "
ابتسمت هيونا لتُحرر يدها من بين خاصتيه ثم احتضنت كلتا وجنتيه بلطف
" لا أريد شيئاً سوي أن أطمئن عليك قبل أن... "
" لا تقوليها رجاءً "
قاطعها بصوتٍ مُختنق و اقترب منها ليحتضنها بقوة فأحاطت عنقه بذراعيها بينما كفها يُربت علي رأسه من الخلف
______________
حررت ماريا عنق سيهون لتخفض كفيها نحو صدره العاري تدفعه بخفة كي يبتعد عنها فانفصلت شفاههما عن بعضها تُصدر صوتاً خافتاً تلاه ظهور أصوات عالية لأنفاسهما
اتكأت بجبينها ضد خاصة سيهون لتُغلق عينيها كما فعل، و بتلقائية سبابتها أخذت ترسم دوائر وهمية أعلي صدره الذي يعلو و يهبط بوتيرة سريعة
"أعتقد...يجب أن أبدأ.. بالعمل"
همست من بين أنفاسها فهمهم بإيماءة بسيطة ليُفرّق بين جفونه حين ابتعدت عنه بوجنتين حمراوتين كما خاصتيه و بهدوء بدأت بتعديل وضعيته تتجاهل النظر نحو عينيه بينما هو ينظر إليها بأعين ناعسة و إبتسامة تكاد تُلاحظ
استقامت مُبتعدة عنه لتخرج من الغُرفة ثم بعد لحظات عادت و كما يبدو هي قد غسلت وجهها بعدما نظفت يديها فأطراف شعرها كانت مُبتلة و بعضها التصق بجانب وجهها و عنقها جاذباً بذلك انتباه سيهون
جلست خلف لوحتها كي تبدأ بالعمل ليخفض سيهون عينيه ينظر حيث بقعة مُعينة أشارت إليها سابقاً
و بالرغم من أن الغرفة كانت خالية من صوتهما و فقط صوت الموسيقي الهادئة هو ما يتردد بأرجائها، إلا أن كلاهما كان يسمع صخباً غريباً...صخباً داخلياً لا يُمكن إيقافه أو تهدئته خاصة مع الصمت المُتبادل بينهما
" هذه اللوحة تُدعي السوداء"
أردفت بعد صمت طويل فحرك عينيه نحوها لتُكمل هي بينما عينيها تنظران إلي اللوحة التي تعمل عليها بتركيز
" ستكون رمادية مع أطراف ملونة تصلها بلوحة أخري تُدعي اللؤلؤة"
همهم بعدم فهم فابتسمت ماريا بخفة و هي تضع علامة أعلي صدر سيهون بتلك الرسمة
" إنهما لوحتين مُتصلتين ببعضهما...السوداء تبدو كئيبة لرجل وحيد ينظر إلي الفراغ و كأنه يتمني وجود شخصاً معه و ملاءته الرمادية الطويلة تمتد إلي نهاية الجانب الأيمن من اللوحة... حيث الجانب الأيمن توجد بعض الألوان و كأن السعادة المتبقية في حياته تتلاشى "
حرك سيهون عينيه ببطئ ينظر إلي حيث كان ينظر سابقاً كي لا يُفسد اللوحة بينما الأخري أكملت
" و اللؤلؤة ذات ألوان حيوية تحمل صورة إمرأة تستر جسدها بملاءة طويلة تمتد إلي نهاية الطرف الأيسر من اللوحة، و تبدو و كأنها تتراقص بسعادة... "
رفعت عينيها نحو سيهون تزامناً مع تحريك عينيه حيث تجلس هي فتلاقت نظراتهما
" إذا وُضعت اللوحتين بجانب بعضهما ستُلاحظ حينها أن أعين الرجل تُراقب حبيبته التي تضيف لوناً لحياته الباهتة و تلك الألوان بأطرافها التي بدت و كأنها تتلاشى ستبدو حينها و كأنها تبدأ بالإنتشار في محيطه و ليست تتلاشى... الملاءة التي تصل بينهما و يتشاركاها تُشير إلي تلك الليلة التي أعطت قيمة لحياته هو، و جعلتها هي بتلك السعادة... لذا لوحتي تُدعي اللؤلؤة السوداء لأنها تبرز معني الحب بصورة مُميزة "
أغلق عينيه ببطئ يُحاول تخيل اللوحة لكن ما رُسم بمُخيلته كانت صورة لإمرأة تضحك بوجهه بعد أن لوثت جسده العاري بالطين
ابتسم بعد أن تنهد بعمق ثم أعاد فتح عينيه لينظر إليها هامساً بخفوت
" إنها مُميزة حقاً "
همهمت ماريا تُبادله إبتسامته بأخرى بسيطة ثم أعادت نظراتها نحو لوحتها تستكملها، و أعين سيهون تُراقبها بهدوء
" هل انتهيتي من رسم اللؤلؤة؟"
سألها بعد دقائق فهمهمت بالنفي
" إذاً هل ستحتاجين إلي عارضة من أجل لوحتكِ؟"
أومأت لتُحرك عينيها نحوه
" زوايا اللوحتين يجب أن تكون دقيقة و تتناسبان مع بعضهما لذا استخدام عارضين سيُسهل عليّ الأمر"
همهم بتفهم ليُعيد نظراته إلي تلك البقعة الفارغة يقول بنبرة هادئة
" إذاً احرصي علي أن تُشبهكِ اللؤلؤة كي تكون مميزة بحق "
____________
( هل انتهيتي؟)
هيبا قرأت رسالة هيوك لتضم شفتيها قبل أن تُجيبه برسالة أخري
( قادمة)
تنهدت لتضع الهاتف بحقيبتها ثم اقتربت من طاولة التزيين تضع عطراً بسيطاً قبل أن تخرج إليه حيث ينتظرها بسيارته أمام منزلها
" اشتقت إليكِ "
اقترب يُقبّل وجنتها فجفلت لتتحرك في مكانها بعدم راحة بينما هو تجاهل ذلك، و حرك المقود ليبتعد عن منزلها
" إلي أين سنذهب؟"
استرق نحوها نظرة يري عُقدة حاجبيها البسيطة ثم أعاد نظراته نحو الطريق قائلاً بإبتسامة جانبية
" الملهي، يبدو أن مزاجكِ لا يكون جيداً سوي بالملاهي الليلية لذا لا بأس بأن يكون موعدنا هناك"
قضمت هيبا شفاهها بعبوس و التفتت تنظر إلى الطريق بجانبها بأعين لامعة حين فهمت ما يرمي إليه بحديثه فاتسعت ابتسامة الآخر حين لاحظ ذلك
نزل كلاهما من السيارة حيث الملهي الذي يقضي به بيكهيون لياليه مؤخراً، لكن ما إن بدأ هيوك بالتقدم نحو الداخل لاحظ أن الأخري تنظر إلي الباب المؤدي إلي الداخل بينما هي مُتيبسة بمكانها
"حبيبتي... هيا بنا"
عاد خطواته نحوها ليُحيط خصرها بذراعه و هو يجذبها معه نحو الداخل فأخفضت رأسها بضيق
جلس كلاهما أمام البار ليُشير هيوك إلي النادل كي يُملي عليه طلبه ثم أشار إلي هيبا
"لا أريد شيئاً"
و هو تجاهل ذلك يطلب لها مثله فتنهدت بعبوس لتنظر إليه لكنها لاحظت نظراته التي تتفحص المكان بإبتسامة فاستدارت ببطئ كي تري ما يجذب انتباهه هكذا
إلا أنها لم تجد شيئاً...و حتي بعد مرور ساعات من تواجدهما هناك فمن كان يبحث عنه هيوك لم يذهب، و من خشيت هيبا أن تراه كان بالقصر بجانب والدته يهتم بطفل أخته الراحلة
" خالك وسيم، أليس كذلك؟"
بيكهيون سأل و هو يرفع ييدام أمامه، و علي الرغم من إدراكه أن الآخر لا يسمعه أو يفهمه إلا أنه إبتسم بغرور حين ضحك الصغير
"ستكون وسيماً أيضاً لكن ليس لأن أختي كانت جميلة أو لأن والدك كان وسيماً فالطفل يرث وسامته من خاله و الذي يكون أنا، ليس سيهون بالطبع"
قلب عينيه بنهاية حديثه لينفخ وجنتيه بإنزعاج
" أفكر بإختطافك لأعتني أنا بك و ليس سيهون"
هيونا التي تقف بمقدمة غرفة المعيشة قهقهت بعد أن اكتفت من مُراقبتهما لوقت طويل فالتفت بيكهيون سريعاً ينظر إليها و ببلاهة قهقه حتي ضاقت عينيه بلطافة
" هل تريد أن تعتني أنت بييدام؟"
سألته و هي تتقدم لتجلس بجانبه فوقف سريعاً و هو يُثبّت الصغير بذراع بينما اليد الأخري مدها نحو والدته يُساعدها بالجلوس
" أنا فقط أمزح...لا أحد يمتلك الحق بالإعتناء بييدام سوي سيهون، هو توأم سورين و أخيها من كلا الوالدين لذا... "
رفع كتفيه نهاية حديثه فابتسمت هيونا لترفع كفها تحتضن وجنته
" نحن لا نُفكر بهذه الطريقة نحوك بيكهيون"
"أعلم لكنها الحقيقة و أنا أتقبلها حقاً"
حرك رأسه بإبتسامة مُتسعة فهمهمت هيونا ثم مدت هاتفها نحو بيكهيون قائلة
" اتصل بسيهون و اطلب منه أن يأتي غداً و ليبقى معنا بالقصر عدة أيام"
"لماذا؟ تشعرين بأي شيئ؟"
أمسك يدها بقلق فنفت برأسها بخفة
" الحفل سيُقام بعد أربعة أيام لذا لا بأس بأن يأتي ليبقى معنا بضعة أيام "
"حفل ماذا أمي و أنتِ بهذه الحالة؟ لن يكون هناك أي احتفالات "
عقد حاجبيه برفض لتتنهد هيونا ثم مدت ذراعيها لتحمل ييدام بدلاً منه
" أنا بخير، كما أنني أشعر بالراحة أكثر كلما أُقيم هذا الحفل فيجب أن لا تنقطع علاقتكم بالعائلة كي يكونوا بجانبكم حين أرحل أنا"
" لا تقولي هذا أمي "
صاح بها بإنفعال و سرعان ما عبست شفتيه بأعين تلمع تُنذر بالبكاء فقهقت هيونا لتُربت علي وجنته
"حسناً لكن هيا اذهب و اتصل به "
همهم دون أن يمحي عبوسه ثم غادر إلي الحديقة كي يتحدث براحة لكنه عاد خطواته سريعاً يُقبّل وجنة والدته بقوة و ركض إلي الخارج مرة أخرى مما جعلها تضحك بصخب علي تصرفه الطفولي و اللطيف بنظرها
_____________
أغلق سيهون الإتصال مع أخيه الأصغر ليتجه إلي غُرفة النوم حيث تتحدث ماريا مع شخص ما بشأن عملها و دون إصدار صوت تقدم يُخرج حقيبة يضعها فوق السرير ليفتحها قبل أن يتوجه إلي خزانة الثياب تحت نظرات ماريا التي تُراقبه و هي تطلق همهمات تدل علي استماعها لما يقوله المتحدث معها علي الجانب الآخر
" حسناً، لكن العرض سيستمر لثلاثة أيام فقط و هذه المرة الأولى و الأخيرة التي أفعل بها شيئاً اعتماداً علي العلاقات"
نبست بجدية لينظر نحوها سيهون لكن ما إن تلاقت نظراتهما أشاح بعينيه بعيداً عنها كشخص تلقي صعقة كهربائية
" هممم، إلي اللقاء"
أغلقت هاتفها لتضعه بجيب سروالها المنزلي ثم تقدمت منه لتقف بجانب الحقيبة مُتكتفة
" ماذا؟ هل و أخيراً ستُغادر منزلي؟ "
ابتسمت مُمازحة إياه فالتفت ينظر إليها للحظات و يديه تحاولان إخراج ثيابه من الخزانة، و علي عكس طبيعته الغاضبة هو وجد ذلك مُضحكاً فضحك بينما يهز رأسه إلي الجانبين
هو مُعجب بإندماجها بدورها
" لا سيدة المنزل، بل سأذهب إلي قصر العائلة لعدة أيام "
" هل والدتك لاتزال مريضة؟"
رفعت حاجبيها بتساؤل فهمهم بالنفي ليضع الثياب التي بيده بداخل الحقيبة ثم استند بكفيه علي حواف الحقيبة ليلتفت إليها برأسه حيث كانت تقف بجانبه
" لا، لكنها تستغل الموقف و أنا في الواقع لا أمانع ذلك "
ابتسم بجانبية نهاية حديثه ثم عاد بخطواته نحو خزانة الثياب
" أحضري ما تحتاجين من ثياب فنحن سنبقى هناك لأسبوع تقريباً"
رمشت بتفاجؤ و تقدمت منه لتقف خلفه تتسائل
" أنا أيضاً قادمة؟لماذا؟ "
" أمام والدتي أنتِ حبيبتي، أم أنكِ نسيتي الأمر؟ "
التفت يستند بمرفقه علي رف الخزانة من الداخل بإبتسامة ساخرة فرفعت كفها تُربت علي صدره المُقابل لها
" هل واثق من أن والدتك فقط هي من تستغل الموقف؟"
رمقها بصمت يتبادل النظرات مع عينيها للحظات قبل يرفع حاجبيه بحركة بسيطة و ابتسم بجانبية
" ليس تماماً "
ابتعد عنها ليعود إلي حيث الحقيبة يضع ما بيده بداخلها ثم أطلق تنهيدة عميقة بينما هي ظلت تنظر بشرود إلي حيث كان يقف منذ وهلة تستشعر اضطراب قلبها لإجابته البسيطة تلك
تحمحمت لتمسح علي خصلات شعرها و هي تتقدم من ثيابها المُعلّقة تُخرج ما ستحتاجه فجلس سيهون علي طرف السرير يتفقد ما تضعه بالحقيبة ثم يُحرك رأسه معها حين تعود نحو خزانة الثياب
" هل تحتاجين إلي لوحات أو شيئاً من أغراضك لتعملي هناك؟"
حركت رأسها إلي الجانبين تنفي ذلك ثم تقدمت من الحقيبة تضع بها ثيابها المنزلية
" بالطبع لن أقضي وقتي بالعمل و أترك والدتك، تبدو هذه كوقاحة نوعاً ما"
همهم يوافقها ليجذب إحدي ثيابها المنزلية يُلقي بها خارج الحقيبة فعقدت حاجبيها لتستقيم بوقفتها و ما فعله هو أن رفع كتفيه بعدم إهتمام
" بيكهيون يعيش بنفس القصر و هذا قصير للغاية علي أن ترتديه بوجوده "
" أنا أرتدي هذا هنا أيضاً ما الفارق؟ "
ابتسمت لتميل نحوه بينما تستند بكفيها علي فخذيها حتي أصبح رأسها مقابلاً لخاصته
" لأن أمي تظنكِ حبيبتي و أنا لست بالشخص الذي سيسمح لحبيبته بإرتداء ملابس مكشوفة هكذا حتي و إن كان أمام أخي "
همهمت لترفع ذراعيها نحو عنقه تُحيطه بهما و تركت أناملها تُداعب خصلات شعره من الخلف لتهمس بنبرة عابثة
" لكنك لا تغار؟"
تنفس بعمق يُسيطر علي نفسه قبل أن يغرق بنظرات عينيها ثم التفت برأسه حيث ثيابهما بالحقيبة ليعبث بها بيده
" الطقس يُصبح بارداً مع مرور الوقت لذا ضعي ثياباً دافئة بدلاً من هذه"
قهقهت بخفوت فحرك عينيه نحوها بتردد لتهمس ماريا
"أنت مُحق"
همهم عاقداً حاجبيه بجدية مُزيفة ليسترق نظرة نحو شفتيها ثم دفعها و خرج من الغرفة علي عجل بينما يقول
" أنهي تحضير الحقيبة سريعاً فأنا أرغب بالنوم "
_____________
نقرت كاثرين علي هاتفها بقلق و هي تهز قدمها تنتظر اتصالاً من ييشينغ فعلي الرغم من إخباره لها بأنه لا يستعمل هاتفه أثناء أداء مهماته إلا أنها كانت قلقة من إغلاقه لهاتفه طوال اليوم
النوم لم يزر عينيها حتي بعد مرور ساعتين علي منتصف الليل، و فقط تُراقب هاتفها بأعين قلقة
وقفت من مكانها تتجول بالغُرفة ذهاباً و إياباً حين شعورها بطاقة غريبة تتجول بأنحاء جسدها نتيجة توترها
و ما إن سمعت صوت رسالة تصل هاتفها ركضت نحوه سريعاً لتسحبه كي تقرأها
( أريد قُبلة الحياة كي أتحمل كل هذا)
تنهدت براحة حين رؤيتها رسالة منه و بخفوت قهقهت بعد أن أرسل لها عدة وجوه تعبيرية حزينه و بعضها يبكي
( المهمة انتهت لكن أحتاج إلي أربعة ساعات علي الأقل حتي أعود إلي المنزل ثم سأحصل علي قسط طويل من الراحة لذا لا تقلقي إن لم أتحدث معكِ)
(إلهي هل نسيت إخبارك بأني اشتقت إليكِ؟ لأنني حقاً فعلت)
(أردت الإتصال بكِ، لكن لا يمكنني ذلك بسبب العمل كما أنني لا أريد إزعاجك بهذا الوقت فلا بد أنكِ نائمة)
مررت عينيها علي رسائله التي وصلتها دفعة واحدة لتربت علي صدرها كي يهدأ قليلاً فها هي قد اطمأنت عليه
سحبت نفساً لتزفر بعدها بعمق ثم أمسكت الهاتف بكلتا يديها ترسل إليه برسالة
( لن أقبل بمجرد رسالة)
قضمت أظافرها بتوتر بينما ييشينغ ابتسم ليكتب رسالة أخري و هاتفه يخفيه أسفل الطاولة يدّعي إنصاته لما يُقال بهذا الإجتماع
( هل يجب أن أهرب من العمل الآن؟ لا أمانع ذلك إن كنت سأري ضحكتك التي تأسر قلبي)
قهقهت بخجل لتهز رأسها بالنفي و كأنه يراها
( لا، لكن حين تنتهي من عملك لا تعد إلي منزلك)
ضمت شفتيها لتكتب رسالة أخري بتردد
( تعال لتنم بمنزلي)
( بالطبع سأفعل، في الواقع كنت أنتظر أن تقولي هذا)
أرسل وجوهاً تعبيرية باكية مرة أخرى لتضحك كاثرين بصخب قبل أن ترسل إليه مُلصقاً لجروين أحدهما يصفع الآخر فتسربت منه قهقهة مكتومة جذبت الأنظار نحوه
" يوجد شيئ ما سيد جانغ؟"
قائده سأل بجدية فاعتدل ييشينغ بجلسته و هو يتحمحم ثم هز رأسه إلي الجانبين مُعتذراً منه
___________________
مضغت هيبا طعامها ببطئ بينما تُحرك ملعقة الطعام بشرود عابثة بما يوجد بطبقها في حين كان والديها مُنشغلين بالحديث
" بعد عودتي من العمل سنذهب كلانا إلي قصر أخي، سمعت بالشركة أن هيونا كانت بالمشفى لذا يجب أن نطمئن عليها"
حركت هيبا عينيها بالجانب الذي يجلس فيه والدها بقلق حين أفاقت من شرودها علي ما قاله
" هل هي بخير؟"
والدتها سألت لتسترق نحوها نظرة ثم حركت عينيها مُجدداً إلي والدها
" لا بد أنها أزمة قلبية أخري... سنذهب و نعرف ما بها "
" هل يُمكنني الذهاب إليها أولاً؟"
بتردد تدخلت بحديث والديها لتتلقي نظرات منهما تدل على عدم الرضا
" أنا و والدكِ فقط من سنذهب، و أنتِ لن تذهبي إلي أي مكان يتواجد به بيكهيون حتي تتزوجي أنتِ و هيوك"
والدتها رفضت بحدة فزمت هيبا شفتيها لتخفض رأسها إلي طبقها بعبوس تخفيه عنهما
" أنا واثقة من أن اختياركِ تاريخاً بعيداً للخطبة بسبب أنكِ مازلتِ تأملين أن تحصلي علي فرصة مع بيكهيون لكن هذا لن يحدث و لن أقبل به كزوج لإبنتي أبداً "
" أريد الذهاب لأجل خالتي هيونا و ليس بيكهيون"
وقفت من مكانها و هي تتحدث بصوتٍ مُختنق لتومئ والدتها بعدم تصديق ساخرة منها بينما والدها شابك كفيه فوق طاولة الطعام
" سنذهب نحن للإطمئنان عليها، و أنتِ يُمكنكِ رؤيتها لاحقاً فـهيوك لن يُعجبه إذا عرف بأنكِ ذهبتي إلي قصر بيكهيون "
" إنه قصر عمي قبل أن يكون قصر بيكهيون، و نحن عائلة قبل أن..."
حاولت التبرير إلا أن والدتها قد قاطعتها بإنفعال
"و بيكهيون أكثر من ذلك بالنسبة لكِ لذا يجب أن تكوني بعيدة عنه بقدر الإمكان حتي يتم زواجك "
ارتجفت شفتي هيبا ببكاء و هي تنظر إلى والديها بعدم تصديق ثم انسحبت من غرفة الطعام لتركض إلي غُرفتها
_________________
بمجرد أن توقفت سيارة سيهون أمام باب القصر تقدم منه أحد الحراس يُساعده بحمل الحقيبة فتركها سيهون له و تقدم من ماريا التي تتفحص القصر بهدوء حتي شابك أناملهما سوياً يجذب بذلك أنظارها نحوه
ابتسمت إليه بلطف لتضغط بأناملها علي كفه قبل أن يدخلا فتحمحم و هو يُحرك رأسه إلي الأمام قبل أن يخطو نحو الداخل
لكنه و بكل صدق اعترف مع نفسه أن قلبه الذي تراقص للتو كان بسبب بسمتها الرقيقة تلك...إنها تأسر الأعين كما القلوب
حين دخل رأي والدته تقف بجانب بيكهيون الذي يحمل ييدام بين ذراعيه وكلاهما يبتسم بوسع بينما يقفان أمام حقيبته
ابتسم لرؤيته سعادة والدته بقدومه و رفع يديه قليلاً مُتقدماً منها كي يحتضنها لكنها تجاهلته دون قصد و توجهت نحو ماريا تحتضنها بقوة مما جمد سيهون بمكانه فضم بيكهيون شفتيه بقهقهة مكتومة
" إلهي، كنت قلقة من أن لا تأتي لكنني حقاً سعيدة برؤيتكِ"
تحدثت بسعادة لتبتعد عن ماريا قليلاً ثم عادت تحتضنها مرة أخرى فبادلتها الأخري بقهقهة خافتة
" كان يجب أن آتي للإطمئنان عليكِ، أعتذر نومي ثقيل للغاية لذا لم أشعر بـ سيهون حين أتي إليكِ بالمشفى و يومي البارحة كان مليئاً بالكثير من المواعيد لذا اعذريني "
ابتسمت بإحراج ليميل سيهون بفم مفتوح قليلاً يري تلك اللطافة الغريبة التي أحاطتها و هي تتحدث مع والدته
ليس أنها لم تُعجبه...بل أعجبته علي عكس طبيعته، هو فقط كان مُتفاجئاً من الطريقة التي تتحول بها مع الآخرين في حين تكون معه هو مستفزة...لكن هذا أيضاً يُعجبه
" لا يهم كل ذلك، ما يهم أنكِ هُنا الآن...اااه و أخيراً وجدت شخصاً أتحدث معه"
جذبت ماريا معها نحو غرفة المعيشة لتتسع أعين سيهون بعدم تصديق، هل كان مخفياً لهذه الدرجة؟
"تعال عزيزي لا تعبس"
بيكهيون مد شفتيه إلي الأمام و كأنه يتحدث مع طفل صغير علي وشك البكاء بينما يتقدم من أخيه الأكبر يحتضنه بذراع حيث كانت ذراعه الأخري تحمل ييدام لكن سيهون لم يلحظ أسلوب أخيه الأصغر معه فهو كان لايزال تحت تأثير صدمته من والدته
نعم هذه الخيانة التي يتحدث عنها!
" سنترك أمي مع ماريا، و نذهب كلانا مع ييدام إلي الطبيب"
سيهون همهم بتشوش لينظر إلي ييدام حين ابتعد عنه بيكهيون فقوس بيكهيون شفتيه بعبوس مزيف حين مد ييدام ذراعيه نحو سيهون يُصدر أصواتاً لطيفة رغبة في أن يحمله الآخر
"انظروا إلي هذا الخائن"
تمتم بيكهيون و هو يضع الصغير بين ذراعي سيهون الذي قبّل رأسه بعمق بمجرد أن حمله، و بدا أن ذلك أعجب الصغير الذي دفن وجهه بعنق سيهون و أصواته اللطيفة تتحول إلى أخري عالية
"يبدو أنه يتحدث معك بحوار شيّق"
بيكهيون علّق بضحكة بسيطة فضحك سيهون ليميل يُقبّل وجنة الصغير ثم رفع عينيه نحو أخيه قائلاً
" لنذهب إلي الشركة بعد موعدنا مع الطبيب فأنا بحاجة إلي جلب بعض الملفات الهامة لأُراجعها هنا، لن أكون بحاجة إلى الذهاب للشركة بالأيام التي سأبقى بها هنا "
" حسناً لا مشكلة بذلك"
أومأ بيكهيون بالموافقة ليحمل حقيبة سيهون
"سآخذها إلي غرفتك، و أعود سريعاً"
همهم سيهون ليتجه إلي غُرفة المعيشة حيث تجلس ماريا مع والدته
و ما إن جلس بجانب والدته استرقت ماريا نظرة نحوه لتبتسم بخفة ثم أعادت نظراتها نحو هيونا التي تتحدث بحماس
" عُذراً لمُقاطعتكما لكن ألا تشعرين بأنكِ نسيتي أمراً ما أمي؟ "
تحدث بجدية حين ضاق ذرعاً من التجاهل الذي يتلقاه فالتفتت نحوه هيونا ترمش عدة مرات و أطلقت 'أوه' خافتة متفاجئة من جلوسه بجانبها
رفع حاجبيه و أمال برأسه بتساؤل عندما أصدرت همهمة تدل علي تفكيرها حتي استوعبت أنها لم تُرحب به إلى الآن فأطلقت ضحكة صاخبة أنسته انزعاجه بلحظة واحدة
" بُني أنا حقاً آسفة"
تمتمت من بين ضحكاتها و استدارت نحوه بالكامل لتحتضنه بذراعيها و بينهما الصغير ييدام فرفع سيهون ذراعه الحُرّة يُحيط بها خصرها، و عينيه تحركتا نحو ماريا التي بادلته النظرات بإبتسامة هادئة
" أنا حقاً آسفة، فقط تفاجئت حين رؤيتي ماريا"
قهقهت بإحراج و هي تبتعد عنه فهمهم ليُقبّل جبينها ثم هز رأسه بخفة
"لا بأس"
"اااه بالمناسبة سيهون، أمي مازالت مُصرّة علي إقامة الحفل و أنا بجدية لا أري أي داعٍ لهذا"
بيكهيون تحدث بصوتٍ عالٍ و هو يدخل غرفة المعيشة و كما يبدو فهو قد بدّل ثيابه المنزلية كي يذهبا إلي الطبيب
" لتفعل أمي ما تُريد"
"بالطبع سأُقيم الحفل و لترى العائلة بأكملها أن إبني الأكبر قد حصل علي حبيبة بالفعل "
تكتفت بغرور ليتبادل بيكهيون النظرات بين أخيه الأكبر و ماريا ثم همهم إليها بإبتسامة مُزيفة
" حسناً، لنذهب نحن إلي موعدنا أخي"
أومأ إليه سيهون ليقف من مكانه و تحرك كي يخرج مع بيكهيون لكنه سرعان ما توقف بمكانه و التفت مُجدداً ينظر نحو ماريا التي لازالت تنظر إليه
تقدم منها فوقفت سريعاً ظناً منها أنها ستذهب معه إلي وجهته إلا أنه فاجئها بتقبيله لجبينها فارتفع نبض قلبها، كما ارتفع حاجبي بيكهيون بتفاجؤ في حين ابتسمت هيونا بدفء
" لدينا موعد مع طبيب ييدام ثم سأذهب إلي الشركة بعدها"
أومأت بتوتر لم تشعر به من قبل كما توتر هو الآخر ليتحمحم ثم التفت كي يُغادر يسبق بيكهيون بخطواته بينما الأصغر التفت معه بجسده لا يُخفي ملامح تفاجئه و سريعاً لحق به
________________
"طبيبة سوهي"
المقصودة زفرت بحنق حين رأت من دخلت إلي مكتبها تُغلق الباب خلفها
" اسمعيني يا هذه أنا لن..."
تحدثت بنبرة مُنزعجة لكنها قوطعت بصدمة حين رأت تلك المرأة تركض نحو المكتب الحديدي الصغير المتواجد بجانب سرير المرضي لتجذب من فوقه إحدي الأدوات الحادة التي تستخدمها هي فوقفت من مكانها سريعاً
تلك المدعوة هيويون وضعت الأداة الحادة أمام صدرها و منديل مُلتف حول الأداة يمنع عنها بصماتها لتقول بهيستيرية
" إن لم تمنحيني مُسكناً فسأقتل نفسي هنا و أصابع الإتهام سوف تتوجه نحوكِ فقط"
عقدت سوهي حاجبيها بقلق و مدت يدها نحو الهاتف كي تطلب الأمن فأوقفتها هيويون بصراخ
" إذا لمستي الهاتف سأغرز هذا الشيئ بصدري"
دفعت بالأداة الحادة نحو صدرها أكثر فتسارعت أنفاس سوهي بفزع و أشارت إليها أن تتوقف
" لن أفعل لكن رجاءً لا تؤذي نفسك، لا أريد أي مشاكل"
"إذاً امنحيني مُسكناً قد يقوم بتهدئة ألمي"
"لا يُمكنني منحكِ مُسكناً فأنتِ تحتاجين إلي عملية فقط و ليس... "
" خلصيني بسرعة"
صرخت بها بإنفعال فانتفضت سوهي بفزع تنظر إلي يدها التي تغرز بالأداة أقرب إلى صدرها ثم أخفضت نظراتها تنظر إلي الدفتر الصغير الذي يحمل إسمها بجميع صفحاته و كذلك إسم المشفي
هذا سيضعها بمأزق إذا تحولت من أمامها إلي مُدمنة
لكنها الآن أيضاً بمأزق
تنهدت بضيق و بكفٍ ترتجف أمسكت بقلمها لتدون فوق إحدي أوراق ذاك الدفتر أسماء بعض المُسكنات و طريقة استخدامها ثم مدت يدها بالورقة التي قطعتها نحو هيويون فجذبتها الأخري بلهفة
"استخدميها بحرص رجاءً،و حاولي تدبير أموال العملية بأسرع وقت فتبعاً للفحص الذي قدمتي نتائجه لي أنتِ تحتاجين إلي..."
الأخري تجاهلتها و خرجت من مكتبها لتصفع الباب خلفها بقوة فتنهدت سوهي لترتمي فوق مقعدها بتنهيدة عميقة
جذبت هاتفها بلهفة كي تتصل علي ييشينغ كي تُخبره بما حدث فأخرج هاتفه ينظر إلي المتصل و كما فعل بالأيام السابقة هو فقط تجاهلها و أعاد الهاتف إلي جيبه ليتقدم من باب كاثرين ثم ضغط علي الجرس و انتظر كي تفتح الباب
" النعيم"
هتف بدرامية حين فتحت الباب ليُلقي بجسده عليها يحتضنها بقوة فارتد جسدها إلي الخلف بضعة خطوات
" إلهي، لم ألحظ أن العمل سيئ و مرهق إلي هذا الحد سوي بعد عودتكِ لي"
ابتعد عنها ليحتضن وجنتيها بكفيه ثم قام بتقبيل أنحاء وجهها بعشوائية لتضحك كاثرين بسبب تلك الدغدغات التي تشعر بها
" إذاً أنا السبب في إرهاقك الآن؟"
"لا و لكن لأن أيامي كانت مُتشابهة فلم أشعر بالفارق "
نفي بإبتسامة هادئة ثم ترك قبلة أخيرة فوق جبينها قبل أن يدفن وجهه بعنقها مُحتضناً إياها بقوة
" تناول الطعام أولاً فلا بد أنك جائع"
"أنا جائع للنوم فقط"
غمغم بصوتٍ ناعس لتومئ كاثرين و هي تدفعه بخفة كي يبتعد عنها فرفع رأسه بعبوس ينظر إليها بأعينه التي تكاد جفونها تلتصق ببعضها
" الطعام جاهز تناوله أولاً ثم افعل ما تُريد"
تنهد بإستسلام حين جرّته معها نحو المطبخ و جذبت مقعداً لأجله كي يجلس ثم جلست مجاورة له لتبدأ بإبعاد الأغطية عن الأطباق المتواجدة أمامه
" يبدو لذيذاً"
أردف بإبتسامة ليبدأ بتناول الطعام بينما هي استندت بمرفقيها علي الطاولة تُراقبه بهدوء
" ألن تأكلي شيئاً؟"
سأل و هو يمضغ طعامه بوتيرة سريعة كي ينتهي بسرعة فهزت كاثرين رأسها بإبتسامة بسيطة
" تناولت طعامي منذ ساعة تقريباً لذا لست جائعة"
همهم بتفهم ليخفض نظره إلي الأطباق يستكمل تناول طعامه حتي انتهي ليقف من مكانه فأمسكت كاثرين بكفه كي يعود و يجلس مُجدداً
" هل حدث شيئ ما؟"
وضع يده الأخري فوق كفها بقلق فهمهمت تهز رأسها إلي الجانبين بخفة
"أردت أن أسألك عن شيء ما"
أومأ يحثها علي الحديث لتضغط علي يده بخفة
" هل حدث شيئاً بينك و بين سيهون؟ شعرت بالغرابة بذلك اليوم حين أتت ماريا لتسأل عنه"
بلل شفتيه ليخفض رأسه بحاجب قد ارتفع قليلاً بضيق
" هل تشاجرت معه بسببي؟"
سألته بتردد ليُغلق عينيه و تنهد بعمق
" ييشينغ لا يجب أن تفعل ذلك، أعرف جيداً أنك تُحب سيهون فلا تفعل هذا من أجلي "
فتح عينيه ليرفع نظراته نحوها قائلاً بهدوء
" أفعل ذلك لأنني أحبه، هو لم يُساعدهم بإفساد حياتنا فقط بل خان ثقتي به كذلك...ربما لم يكن يعرف بمطاردة أمي لكِ و ما حدث بعد إلغاء منحتكِ لكنه بالنهاية ساهم معهم بكل ذلك و لو لم يعلم "
رفعت حاجبيها بتفاجؤ لتستقيم بجذعها
"سيهون لم يعلم بذلك؟"
همهم ثم رفع كتفيه و أخفضهما بحركة سريعة
" لم يعرف و لم يتدخل بأمر تُهمة السرقة لكنه كان الشخص الذي أخبرني بأنكِ قُمتي بخيانتي و هذا ليس هيناً "
رمشت بعدم استيعاب ليبتسم ييشينغ ثم وقف من مكانه
" أين الغرفة؟ أرغب بالنوم حقاً"
همهمت كاثرين لتدله أولاً حيث الحمام كي يغسل يديه ثم توجهت معه إلي غُرفة النوم، و ما إن رأي السرير ألقي بجسده فوقه بعشوائية يُصدر تأوهاً عالياً فضحكت كاثرين بخفة و تقدمت كي تقوم بتغطية جسده
بكسل تحرك معها حين سحبت الغطاء من أسفله كي تضعه فوق جسده ليُشير إليها بإبتسامة تبدو ثملة لشدة نعاسه فتقدمت لتجلس بجانبه
" ابقي بجانبي حتي أنام"
همهمت بإيماءة بسيطة ثم رفعت يدها لتُربت علي شعره بحركات رقيقة فأغلق عينيه كي ينام
"ييشينغ"
همست بخفوت ليُهمهم دون أن يفتح عينيه
"لا تبقي غاضباً منه لوقت طويل"
التزم الصمت لبعض الوقت حتي ظنت أنه قد نام بالفعل، لكن بعد ثوانٍ طويلة همهم قائلاً
" سأفعل ذلك، بالنهاية لدي طريقتي في الإنتقام"
______________
سيهون الذي يجلس بالحديقة ينظر إلي أوراق العمل كان مشغولاً للغاية بما يفعله و يضع كامل تركيزه عليه إلي أن شعر بأنامل توضع فوق كتفه
تلك الأنامل أخذت تضغط علي كتفه برقة فأغلق عينيه براحة لهذا الشعور
" تجلس هنا منذ ساعات، ألم تتعب؟"
ماريا تسائلت بهدوء و أمالت قليلاً لتستند بذقنها فوق رأسه بينما أناملها كانت لاتزال تتحرك علي كتفيه تُدلكهما
" أردت استغلال فرصة انشغال أمي معكِ كي أنهي جميع الأوراق...هل أمي نامت؟"
فتح عينيه و رفع رأسه ينظر إليها فهمهمت بالنفي
" طلبت مني إخبارك بأن عمك هنا"
"حقاً؟"
عقد حاجبيه بإستغراب لتومئ إليه فوقف من مكانه يُلملم تلك الأوراق بنظام قبل أن يدخل، و هي بهدوء لحقت به
" مرحباً عمي، خالتي "
بنبرة هادئة انحني إلي عمه ثم زوجته فاومأ إليه كلاهما
"عُذراً سأضع هذه الأوراق بغرفتي ثم أعود "
استأذن منهم بإحترام و كلاهما لم يمانع ذلك بينما ماريا تقدمت لتجلس بجانب هيونا
" هيونا قالت أنكِ فنانة مشهورة، لكن عذراً لا تبدين مألوفة بالنسبة لي "
والدة هيبا سألت بإبتسامة مُحرجة لتبتسم ماريا إبتسامة بسيطة
" ربما لا تملكين اهتماماً تجاه الفن و البرامج التلفزيونية فكثيراً ما أظهر بها"
" أعتقد أنني رأيتكِ سابقاً لكن لست واثقاً"
هذه المرة من تحدث كان والد هيبا الذي ضيّق عينيه يحاول التذكر لكن قاطعهم دخول سيهون الذي تقدم ليُصافح عمه ثم جلس يتحدث معه بأمور تخص العمل في حين اندمج النساء الثلاثة بأحاديث عشوائية، و أكثر ما تحدثت عنه هيونا كانت تلك اللوحة التي رسمتها ماريا لها
هي تتباهي بهما... اللوحة و حبيبة إبنها الموهوبة
صوت قهقهات طفولية صاخبة جذب أنظارهم ليلتفتوا حيث الباب ينتظرون ظهور مُصدرين هذا الصوت إلي أن ظهر بيكهيون و ييدام الذي بين ذراعيه
"بيكهيون"
هيونا هتفت بإبتسامة مُتسعة لينظر إليها و سرعان ما محي ابتسامته و تحمحم بإحراج حين رؤيته عم سيهون و زوجته بغرفة المعيشة
فقط يتمني أنهم لم يسمعوا مزاحه المحرج مع هذا الصغير الذي لا يفهمه
" رحّب بالضيوف"
"ااه... مرحباً"
انحني بتوتر من نظرات عم سيهون نحوه، و الآن كانت واضحة مشاعره تجاه بيكهيون، يبدو بأنه لا يطيقه
ربما لأن سيهون أخبره بذلك بوجهه فها هو يري المشاعر الحقيقية بعينيه لكنه لم يهتم لذلك حين بدأ يُمرر عينيه علي المتواجدين يبحث عن شخص معين
لكنها لم تكن متواجدة... هيبا لم تأتي مع والديها لزيارتهم
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top