11

Start

سيهون pov

بعض الأسباب لطالما دفعتني للإبتعاد عن النساء

لكن أكثر ما منعني و اتخذ المرتبة الأولي دائماً كان الخيانة

لا أحب أن يُشاركني الآخرين فيما أمتلكه لذا اختيار إمرأة أثق بها كان كالمستحيل تماماً

علي الأقل هذا كان يحميني لوقت طويل كي لا أضعف فلم يجرؤ أكبر رجال العصابات و أشدها قوة علي إضعاف أوه سيهون فهل ستفعل ذلك إمرأة؟!

لكنني الآن...

مع هذا المشهد الحي الذي أراه أمامي أشعر بالخيانة...الدماء تغلي برأسي و فكرة بقتل يون ماريا ترددت إلي عقلي بطريقة مُخيفة

هذا الأجنبي كان عارياً لا يستره شيئاً سوي تلك الملاءة التي تُمسك بها هي و بلا شك حدث تلامس بين جسده و يدها

تلك اليد التي أمسكت بها أنا و التي تلمسني كلما أُتيحت الفرصة لها

نحن لسنا حبيبين لكن هذا لا يسمح لها أن تلوث ما لمسته يدي بملمس جسد رجل آخر

حين استقامت تنظر نحوي تكتفت بينما توجّه نحوي تلك النظرات التي تجعلني أرغب بقتلها بأبشع الطرق

إنها تتحداني بتلك النظرة و أنا بالكاد أسيطر علي غضبي أمامها لكن هذا صعب

أشعر و كأن قلبي كان بالوناً أُمسك بطرفه لكنه تحرر و أخذ يرتطم بجدران جسدي من الداخل كي يُفرغ الهواء... لكن ارتطامه كان قوياً و صاخباً بصورة بشعة

" هناك شيء ما سيد أوه؟"

بصوتها البارد هذا سألتني لتقترب مني حتي وقفت أمامي فزفرت أنفاسي الغاضبة بوجهها و بإبتسامة واسعة تصنعتها هسهست من بين أسناني

"من هذا؟"

" جون"

أجابتني ببساطة لأشخر بسخرية

"حقاً؟"

همهمت تومئ لي لتعود بخطواتها نحوه...لكن أكانت خطواتها تلك متغنجة أم أنني أتخيل؟

End pov

---------

" جون هذا السيد أوه... ضيف مؤقت بمنزلي"

وضعت كفها فوق كتف جون فتقدم منها سيهون بخطوات واسعة و أمسك معصمها بخشونة يُبعدها عن كتف هذا الرجل العاري

" يدكِ"

هسهس بغضب فابتسمت ماريا بجانبية و اقتربت منه تلتصق بصدره ثم همست

"ما بها؟"

عقد حاجبيه بشدة و دون أن يلتفت نحو جون أمره بحدة

" ارتدي ثيابك و غادر الآن"

المقصود ابتلع ريقه بتوتر و لملم الملاءة حول جسده كما ثيابه الموضوعة بجانبه ثم توجه إلي أحد جوانب الغُرفة يرتدي ملابسه بعشوائية

حين انتهي ترك الملاءة علي الأرض ثم انحني إليهما و هو يمر من جانبهما إلا أنهما كانا يتبادلان النظرات الحادة من جانب سيهون و الباردة من جانب ماريا

" هل يبدو منزلي كنُزل رخيص لتُمارسي به أفعالكِ القذرة؟"

" حين تشعر بالغيرة تتفهوه بكلمات قاسية هااا"

تمتمت بإبتسامة لترفع يدها نحو صدره تعبث بأزرار قميصه فأمسك بيدها يوقفها عن ذلك

" يدكِ القذرة هذه لا تلمسني مُجدداً"

قلبت عينيها و ابتعدت عنه لتتكتف

" لماذا تتصرف كزوج رأي زوجته تخونه علي سريره؟ ... هذا سخيف "

أشاحت بنظراتها بعيداً عنه بينما تهز رأسها بسخرية فضم قبضتيه يحاول تمالك أعصابه إلا أن مشهد ذاك الرجل العاري لم يُساعده

جذبها من ذقنها بخشونة يُعيدها لتلتصق به

" لا...تعبثي معي"

بتحذير همس و لم يحصل منها سوي علي ابتسامة جانبية استفزته بها أكثر فاسترق نظرة نحو شفتيها قبل أن يدفعها ليخرج من الغُرفة بخطوات غاضبة

محت ماريا ابتسامتها لتنظر إلي باب الغُرفة من حيث خرج، و صدرها كان يعلو و يهبط بصورة بسيطة لكن واضحة

رفعت رأسها معه حين عاد إليها ليتقدم منها بخطوات واسعة حتي وقف أمامها بينما يُشير إليها بسبابته

و للحظات هو لم يكن قادراً علي استجماع كلمات مُناسبة لذا كان يتحرك في مكانه بعدم راحة

" هذا الرجل لن يدخل منزلي مرة أخرى... لا هو ولا غيره"

أكمل بتحذير كونه يعلم ما سيكون ردها التالي فأومأت ماريا ثم رفعت كتفيها بلا مُبالاة

" يُمكنني العودة إلى الاستديو القـ..."

" أقتلكِ حينها"

قاطعها بتهديد فرفعت حاجبيها قليلاً ببعض السخرية تنتظر منه تبريراً فابتلع ريقه ليقول بإنفعال

" ألا تشعرين بالخجل من رؤية رجلاً عارياً أمامكِ؟ "

زفرت بحنق لتقلب عينيها بينما تُشير نحو أعمالها المُنتشرة بالغُرفة تُعطيه الإجابة و التي مضمونها لم يكن سوي 'لا، لا أخجل'

"لا يهم...لقد قُلت ما لدي"

" هذا عملي لذا ما تقوله مرفوض"

قلبت شفتيها بعدم إهتمام فقهقه بسخرية يملأها الغضب

" سوف أطردكِ من المنزل"

"افعل ذلك، يُمكننا أن نلتقي بالمحكمة سيد أوه"

أغلق عينيه بقوة و أسنانه ضُغطت ضد بعضها بقوة بينما يحاول أن لا ينفعل أكثر و يُفسد كل شيئ

" قومي بغسلها جيداً فلن أضعها علي جسدي من بعده"

أشار بغضب نحو الملاءة الموجودة علي الأرض ثم خرج من الغُرفة ليصفع الباب خلفه بعنف فقهقهت ماريا بصوتٍ مكتوم قبل أن تلتفت نحو لوحتها التي كانت تعمل عليها كي تضعها مع اللوحات الغير مُكتملة

_______________

"تركت لي رسالة أن أتحدث معك دون معرفة والدتك... لقد قلقت بحق، هل حدث شيئاً ما؟"

والد ييشينغ تسائل بقلق ليمسح علي عينيه الناعستين فالوقت لديه كان مُتأخراً و ما يبدو لييشينغ أن والده مازال بمكتبه يعمل

" أردت سؤالك عن أمر ما"

والده همهم و هو يميل برأسه نحو الشاشة قليلاً ينتظر أن يتحدث الآخر

" تذكر! حين كنت بالمدرسة الثانوية حصلت علي حبيبة..."

والده عقد حاجبيه يُفكر بذلك ثم قهقه بعدما تذكر

" لم تذكر ذلك فجأة؟ ماذا؟ هل وجدت حبيبة أخري و أخيراً"

"أبي.. "

ييشينغ تمتم بضيق ثم تنهد

" هل تعرف لماذا انفصلنا حينها؟"

"والدتك قالت أنها قامت بخيانتك...لكن بجدية لماذا فجأة تتحدث عن هذا الأمر؟ لقد مرت سنوات طويلة"

هز رأسه بعدم فهم ليضم ييشينغ شفتيه بينما يُراقب وجه والده بحذر كي يتأكد من أن الآخر يقول الحقيقة

" هل حقاً لا تعرف ما الذي فعلته أمي؟ "

والده عقد حاجبيه و نفي برأسه ليستقيم ييشينغ بظهره

" إذاً...سأُخبرك بكل شيئ أولاً "

______________

كف هيونا ربتت برقةٍ علي صدر الصغير ييدام كي ينام بينما بيكهيون الذي يجلس علي الأريكة المُقابلة لها كان يزفر من حين إلي آخر بصوتٍ مسموع

" ألن تخرج اليوم؟ "

سألته بخفوت فالتفت بيكهيون يرمقها بحدة ثم أعاد نظراته نحو التلفاز دون إجابة

" هل أضع العشاء لكلينا؟"

أمالت برأسها قليلاً كي تري وجهه فألقي نحوها نظرة سريعه ثم وقف من مكانه كي يُغادر

"طفح الكيل منك بيكهيون، لا تنسي أنني والدتك لذا قدم لي بعض الإحترام هنا"

هسهست بحدة تستوقفه عن المُغادرة فاستدار نحوها سريعاً و كأنه كان ينتظر ذلك

" و يجب علي والدتي أن لا تُعاملني كطفل و تضع الخطط السخيفة مع فتاة ما كي توقعا بي"

"مـ ماذا؟"

تركت ييدام علي الأريكة ثم تقدمت من بيكهيون لتقف أمامه

" أنا متي وضعت خطة للإيقاع بك؟"

" لا تدّعي البراءة أمي...لقد سمعتكِ أنتِ و هيبا حين غادرت القصر، و كان واضحاً للغاية أنها تسعي خلفي ليس بسبب ما قُلته أنا بل لأنكما اتفقتما علي ذلك، و ذاك الرجل الذي رأيته معها أنا واثق أنه ضمن خطتكم كي أشعر بالغيرة لكن هذا لن يحدث لأنني لا أهتم لها "

قاطعها بإنفعال فعقدت هيونا حاجبيها بعدم فهم

" بيكهيون أنا... "

" لا أريد سماع المزيد، افعلي ما تُريدين لكن ما تسعين إليه لن يحدث و أنا لن أتزوج بفتاة أعلم جيداً أن وجودها بالقصر كان لتتقرب من أخي ثم بدّلت وجهتها لي بمجرد أن وجدت الفرصة، تلك التي تعتقدين بأنها بريئة لا تختلف عن والديها هي تُريد أموالنا فقط "

نهاية حديثه أمسك بكتفيها بخشونة فصفعته بغضب

" أنت...أنت وقح و... "

صرخت بتلعثم لكنها ابتلعت كلماتها بمجرد أن حرك بيكهيون عينيه نحوها

" لن أبقي بهذا القصر بعد الآن "

هسهس بحنق ثم التفت ليُغادر بخطوات واسعة، و حين فتح باب القصر سمع صوت ارتطام قوي يأتي من غُرفة المعيشة

______________

والد ييشينغ كان ينظر إلي حاسوبه بشرود عاقداً حاجبيه بينما الآخر يجلس خلف شاشته يُراقب والده بحذر

" ما فعلته والدتك... "

تنهد بعمق ليهز رأسه إلي الجانبين

" كان بشعاً، لا أعرف حتي متي أصبحت قاسية إلي هذا الحد و لكن بُني.."

ييشينغ همهم ليعتدل بجلسته و هو ينصت إلي والده

" تلك الفتاة.. كاثرين ... لقد أصبحت لصة، حتي و إن كانت والدتك السبب فهذا لا يعني أن حقيقتها سوف تتغير و ربما أنت فقط تشعر بالذنب لأن والدتك كانت السبب في... "

" لا أبي "

قاطعه سريعاً ليسحب نفساً عميقاً

" أعرف ما تريد قوله لكنني أعرف ماهية مشاعري و أُدركها، لقد أردت العودة إلى كاثرين بأي ثمن قبل معرفتي بالحقيقة، و بعد معرفتها لم تتغير رغبتي بذلك...أنا حقاً أحبها "

" ييشينغ...أنت رجل بالغ و لطالما كنت فخوراً بك لذا لا يُمكنني الآن أن أفرض رأيي عليك و أتحكم بحياتك علي الأقل احتراماً لصورتك أمامي "

تحدث بهدوء ليحك جبينه بتوتر فهمهم ييشينغ يحثه علي استكمال حديثه

" هل أنت واثق من ما تفعله؟ ليس لأجلي أو لأجل والدتك بل من أجل كاثرين... لا تُعطيها أملاً زائفاً و تتركها بعدها فهذا سيكسرها بلا شك، يكفي ما فعلته والدتك "

" هذا لن يحدث أبداً أبي...أنا أحب كاثرين و لو أنه بيدي لتزوجتها بمجرد أن منحتني فرصة أخري... الآن نحن بحاجة إلى إقناع أمي و لا أعرف... "

تمتم بقلق نهاية حديثه فأومأ إليه والده بإبتسامة

" لا تقلق، سوف أتحدث معها أنا بهذا الأمر... ما يهمني هو أن تكون أنت واثقاً مما تفعله و سعيداً به "

" واثق و سعيد للغاية، أكثر مما تتخيل "

______________

تقلّب سيهون فوق سريره بإنزعاج من صوت هاتفه العالي ليمد كفه نحو الطاولة المجاورة له يحاول العثور عليه إلي أن وجده فأجاب بصوتٍ ناعس

" مرحباً "

" سيهون، أمي بالمشفى "

انتفض بفزع حين سمع صوت بيكهيون الباكي

" ماذا حدث لها؟ "

" فقدت وعيها فجأة و لم تكن... لم تكن تتنفس جيداً لذا قمت بنقلها إلي المشفي، سيهون تعال الآن رجاءً"

همهم و هو يستقيم من مكانه بسرعة ثم جذب معطفاً يرتديه فوق ثيابه المنزلية ليسحب مفاتيح سيارته

" بأي مشفي أنتم؟"

أغلق الهاتف علي عجل و وضعه فوق الطاولة و هو يرتدي حذائه ثم غادر سريعاً مُتناسياً أمر هاتفه

_______________

" سوف نأتي غداً للتحدث عن أمر الخطبة "

هيبا همهمت بينما عينيها تنظران إلي ملاءة سريرها بشرود

" لماذا لا تبدين سعيدة بهذا الأمر؟"

هيوك سأل بحاجبين معقودين لتتنهد هيبا حين شعرت بنبرته تتغير و بقوة ضغطت علي هاتفها قبل أن تُجيبه

" الأمر ليس كذلك، لكن لم العجلة؟ "

" عائلتينا تحدثتا بهذا الأمر و لا يوجد أي مشاكل بينهما أو أي شيئ قد يؤخر الأمر فلماذا قد ننتظر؟ "

تسائل بإستغراب فضمت هيبا شفتيها بعبوس

" هل هذا بسبب بيكهيون؟"

عقد حاجبيه بعدم رضا لتتنهد هيبا بضيق

"هيوك..."

" أنا لن أتحمل هذا بعد الآن هيبا، غداً سنأتي أنا و والداي لنتحدث عن خطبتنا و من الأفضل أن تنسي أمر بيكهيون لأنني لن أتقبل أنكِ تُفكرين بشخص سواي أنا...لن أسمح لكِ بعد الآن بالتفكير به أو بغيره "

قاطعها بإنفعال و لم ينتظر منها إجابة فهو قد أغلق الهاتف ليُلقي هاتفه علي الأريكة بعشوائية بينما هيبا أخفضت هاتفها تضعه بجانبها بعبوس

حركت عينيها إلي الأعلي تحاول عدم البكاء لكن بالنهاية هي استسلمت تُخفي وجهها خلف كفيها بينما تبكي بصمت

______________

" يُمكنكما الدخول لرؤيتها لكن اتركاها نائمة"

نبس الطبيب بجدية و غادر بعدها ليتقدم سيهون كي يدخل إلي والدته لكنه توقف حين لاحظ أن بيكهيون مازال يقف بمكانه دون حركة فالتفت ينظر إليه

"ألن تدخل؟"

" أ أنا..."

تمتم بتلعثم فعقد سيهون حاجبيه و عاد بخطواته نحو أخيه حتي وقف أمامه

" ماذا فعلت؟ "

سأل بهدوء فعبست شفاه بيكهيون و تحرك حيث مقاعد الإنتظار ليجلس هناك

" أنا لم أقصد ذلك، فقط كنت غاضباً لذا لم أعي ما الذي أتفوه به"

" تعرف جيداً أن أمي مريضة فلماذا لا تكن حذراً و تسيطر علي غضبك؟... بيكهيون لقد خسرنا سورين، و إذا خسرنا أمي فلن تكون هناك أي قيمة لهذه الحياة"

تقدم يجلس بجانبه يختم حديثه بتنهيدة عميقة فتنهد بيكهيون هو الآخر

أخيه الأكبر بالرغم من غروره و شخصيته الحقيرة إلا أنه يكون ضعيفاً و مكسوراً حين يتعلق الأمر بوالدتهما... و ربما خوف سيهون تفاقم بعد فُقدان شقيقته

" لقد انزعجت لأنها لا تُفكر بي "

" لا تُفكر بك؟"

سيهون قهقه بعدم تصديق ليلتفت نحو بيكهيون يُقابله بوجهه

" أمي تُحبنا أكثر من نفسها بيكهيون"

"أعرف و لكن... هي تتصرف أحياناً معي و كأنني طفل،ظننتها سابقاً تريدك أن تتزوج هيبا لأن هيبا تُحبك لكنها الآن تضع معها الخطط للإيقاع بي و لا تفهم أن بهذه الطريقة هيبا أثبتت أنها مثل والديها تسعي خلف نقودنا و مكانتنا فقط"

تحدث بإنفعال قليلاً و الآخر اكتفي بالصمت بينما ينظر إلي بيكهيون بهدوء

" ظننت أن هيبا فتاة جيدة لكنها كانت... "

" حسناً هل أنت حقاً لا تعرف أم أنك تدّعي الغباء؟ "
سيهون قاطعه بعدم تصديق فعقد بيكهيون حاجبيه بعدم فهم ليهز سيهون رأسه إلي الجانبين

" هيبا تُحبك أنت... العائلة بأكملها تعرف ذلك و بدون حديث صريح من هيبا يُمكننا إدراك ذلك"

عُقدة حاجبي بيكهيون ضاقتا أكثر لينفي بثقة

" إنها تُحبك أنت... إنها تشعر بالخجل في وجودك و كلما تحدثنا عنك تكون مُرتبكة بينما كانت تتجنبني أنا لأنها تظنني مُخيفاً"

" هيبا تشعر بالخجل مني لأنها خجولة و أنا و هي علاقتنا سطحية للغاية لذا هذا طبيعي...أما بالنسبة إليك فمن الطبيعي أن تكون مُخيفاً أيها الأحمق، أنت مُنحرف و تلتصق بأي أنثى تراها و هذا ما جعل أمي تدفعها إلي البقاء بالقصر بالشهر الماضي كي تكون قريبة منك لكن أنت من ظننت أنها متواجدة بسببي و لا أحد نفي ذلك كي لا تتحرش بها..."

"لم أكن لأفعل ذلك "

" ستفعل فأنت منحرف "

رفع أحد حاجبيه بثقة ليقلب بيكهيون عينيه ثم تكتف بينما يهز رأسه إلي الجانبين بعدم تصديق

" و لماذا تُحبني إن كُنت مُخيفاً كما تقول؟ أنت الآن تدافع عنها و لا بد أنك تُشارك بكذبتهم "

" أنا فقط أُخبرك بالحقيقة و إذا أردت يُمكنك أن تصدقني أو لا تفعل...لكن هيبا في الواقع وقعت بحبك قبل أن تكون كما أنت الآن، كنت طفلاً بريئاً حينها، لم تكن بريئاً تماماً فأنت سرقت قُبلتها الأولي و سرقت معها قلبها لكنك كنت أكثر براءة من الآن "

قهقه بسخرية و تكتف بنهاية حديثه بينما يعتدل بجلسته، و المجاور له كان يحاول تذكر ذلك

" مهلاً كنت بالتاسعة تقريباً "

صاح بتذكر ثم تكتف بينما يُقهقه

" من الحمقاء التي ستقع بالحب مع طفل بالتاسعة من عمره فقط لأنه منحها قبلة ؟ "

" طفلة بريئة وقعت بالحب بصدق!"

سيهون أجابه بنبرة مُتسائلة نوعاً ما فالتفت ينظر إليه بيكهيون

" و لا تتحدث عن الحماقة فأنت ادّعيت رغبتك في الزواج منها فقط كي تتحرر من أمي و تفعل ما تُريده بعيداً عن أنظارها "

بيكهيون تحمحم بإحراج فدفع سيهون رأسه بسبابته

" أعرف جيداً ما يدور بهذا العقل القذر لذا لا تظن أنني سأُصدق برائتك كما فعلت أمي، و هيبا.... لكن لا تقلق بعد الآن فالأمر انتهي "

بعدم فهم همهم الأخر ليتنهد سيهون بعمق

" عودة هيبا إلي منزل والديها تعني أنها خسرت أمامهما فما لا تعرفه أنت هو أن عمي لا يتقبلك لأنك لا تبدو كشخص يُمكن الوثوق به لذا لا بد و أنهم بدأوا بإجراءات زواج هيبا من ابن صديقه قبل أن تُفكر في منحك فرصة أخري "

انعقد حاجبي بيكهيون و أخفض رأسه ليُربت سيهون علي كتفه

" فكر بحكمة قليلاً... لا أقصد بشأن الزواج أو هيبا أو أي من تلك الأمور فلا دخل لي بها، و لكن حاول أن تُصبح أكثر عقلانية...لتنجح هذا العام و اعثر علي فتاة مناسبة لمواعدتها، ما تفعله مع الكثيرات يُمكنك فعله مع إمرأة واحدة بمشاعر صادقة و بعيداً عن خطر الأمراض و المشاكل التي تأتي من خلف مُخالطة العاهرات "

وقف من مكانه ليدخل إلي الغُرفة حيث والدته النائمة، و انحني يضع قُبلة رقيقه فوق جبينها قبل أن يجلس علي المقعد المجاور لسريرها

بينما بيكهيون ظل بمكانه ينظر إلي الأرض بشرود يُفكر فيما قاله أخوه الأكبر

إذاً... ما قالته هيبا أكانت تقصده حقاً؟! الآن يمتلك مشاعر مختلفة نحو ما قالته و تفسير مختلف لنبرتها

هيبا لم تكن تسعي إلي إيقاظ روحه التنافسية لجعله يُغير من نفسه و يركض خلفها من جديد ، بل هي أرادت جرح مشاعره بقسوة كي تنتقم لمشاعرها التي عبث بها

_______________

بعثرت كاثرين شعرها و هي تتثاءب بنعاس بينما تتقدم من الباب كي تفتحه ليظهر ييشينغ أمامها بثياب عمله

و تلك البسمة الهادئة علي شفتيه قابلتها هي بإبتسامة رقيقة فأمال يستند بكتفه علي إطار الباب عاقداً ذراعيه إلي صدره

" صباح الخير"

همس بخفوت فهمهمت بخجل ثم ارتفعت علي أطراف أناملها لتترك قبلة فوق وجنته

"صباح الخير...تفضل بالدخول"

" لا، أمتلك عملاً هاماً و قد أغيب ليومين لذا أتيت لإخبارك بذلك"

'أوه' خافتة صدرت عنها رافعة حاجبيها بتفاجؤ ثم عقدت كفيها معاً بتوتر

" إنه عمل مُفاجئ لذا لم أخبرك سابقاً كما أنني تأخرت علي عملي الآن لذا يجب أن أرحل "

"ااه.. كان بإمكانك أن تتصل بي كي لا أتسبب بتأخيرك"

اتسعت ابتسامته ليرفع ذقنها بأطراف أنامله هامساً

" و أختفي ليومين دون رؤيتكِ؟! هذا صعب"

نقر شفتيها بقبلة سريعه ثم داعب أنفه بخاصتها ليُكمل

" سأُغادر الآن، و إن لم أجب اتصالاتك لا تقلقي فأنا لا أستخدم هاتفي أثناء أداء مُهماتي لكن أعدك بمجرد أن أنتهي سأتصل بكِ"

همهمت بإيماءة سريعة فحرك إبهامه علي وجنتها بلطف قبل أن يلتفت كي يُغادر

تحركت في مكانها بعدم راحة و هي تُراقبه يبتعد عنها بينما شفتيها تتفرقان ثم تعود لتضمهما مرة أخرى

" يـ ييشينغ"

نادته بتردد فاستدار إليها يبتسم بتساؤل لتبتلع ريقها ثم تقدمت منه و هو يُحرك عينيه معها حتي وقفت أمامه

" سوف...أشتاق إليك"

تنفست بعمق فقهقه ييشينغ بخفوت و اقترب يحتضن وجنتيها ليُقبّل جبينها هامساً

"أنا أيضاً"

رفعت عينيها نحوه حين حرك كفيه علي خُصلات شعرها يدفعها بعيداً عن وجهها فاحتضنت خصره لتدفن وجهها بصدره

" أحبك كثيراً ييشينغ"

غمغمت بصوتٍ مُختنق و تراقص قلبه علي ألحان اعترافها ليزفر ييشينغ بعمق يرسم ابتسامة مُحبة علي شفتيه بينما ذراعيها تُحيطان جسدها بقوة

" يُمكنني أن أعيش لسنوات علي هذا الإعتراف"

"لا تتخذه عُذراً و تختفي لسنة"

عقدت حاجبيها بتحذير و هي ترفع رأسها نحوه فضحك بصخب بينما يومئ برأسه

" هل يجب أن لا أذهب؟"

تمتم بخفوت و نقر شفتيها بقبلة سريعة لتهز رأسها إلى الجانبين تنفي بلطافة ثم همست بعبوس

" اذهب، و لكن عُد سريعاً "

همهم و فرق بين شفتيه كي يتحدث لولا توقف سيارة بجانبهما فالتفت نحوها كلاهما لتميل كاثرين برأسها بقلق حين رؤية ماريا تخرج من السيارة بملامح لا تُبشر بالخير

"صباح الخير!"

ييشينغ نبس بتعجب فأومأت إليه ماريا برأسها ترد عليه بصوتٍ خافت

" ماذا حدث ماريا؟"

كاثرين ابتعدت عن ييشينغ لتُمسك بكفي صديقتها التي حركت عينيها نحو ييشينغ تنظر إليه بتردد

" لدي عمل لذا... سوف أغادر"

ييشينغ استأذن منهما ليُقبّل جانب رأس كاثرين كي يُغادر فاستوقفته ماريا قائلة

"في الواقع كنت أبحث عنك"

أشار إلي نفسه بتساؤل فأومأت إليه ليعقد حاجبيه بإستغراب

" استيقظت و لم أجد سيهون بالمنزل لكنه ترك هاتفه هناك، ذهبت إلى مكتبه لأُعطيه إياه ظناً مني أنه نسيه بالمنزل لكن مُساعدته أخبرتني أنه بالمشفى"

أعين ييشينغ اتسعت بقلق ليقترب منها

" بالمشفى؟ ما الذي حدث له؟"

"لا أعرف، هي لم تُخبرني بالتفاصيل لذا أتيت للبحث عنك لعلك تعرف بأي مشفي هو "

ييشينغ نفي برأسه ليُخرج هاتفه علي عجل يتصل علي بيكهيون بينما كاثرين كانت ترمق صديقتها بشك فهذا القلق لا يبدو بأنه مجرد اندماج بكذبتها

"ااه بيكهيون...هل كل شيئ علي ما يرام؟ "

ييشينغ حك مؤخرة رأسه بتوتر حين سمع صوت الآخر فهمهم بيكهيون و هو ينظر نحو والدته التي تتحدث مع أخيه الأكبر

" أمي فقدت وعيها البارحة لذا..."

"إذاً والدتك هي من بالمشفى؟"

تسائل بإهتمام و هو ينظر نحو ماريا التي رفعت حاجبيها بتركيز

" نعم، لكنها بخير الآن"

" و لماذا لم تُخبرني؟"

وبخه بإنزعاج لينفخ بيكهيون وجنتيه و خرج من الغرفة كي يتحدث براحة

" لم أُفكر سوي بـسيهون و ظننته أخبرك فأنا لم أعرف بأنه نسي هاتفه بالمنزل سوي حين طلب مني هاتفي ليتصل بالمكتب... هل ترغب بالتحدث معه؟"

"لا...لدي عمل مهم و بمجرد أن أنتهي منه سأقوم بزيارة هيونا بنفسي لأطمئن عليها"

همهم و أغلق هاتفه بعدها ليرفع عينيه نحو ماريا

" لا بد أنه نسي هاتفه بسبب قلقه علي والدته"

أومأت بتفهم ليلتفت ييشينغ نحو كاثرين يبتسم إليها بلطف

" تأخرت كثيراً و حان وقت المُغادرة "

قبّل وجنتها ليُغادر تاركاً إياهما تقفان هناك تنتظران رحيله

" يجب علي أن أغادر أنا الأخري فلدي موعداً هاماً"

تحدثت ماريا على عجل فأمسكت كاثرين بيدها تستوقفها لتنظر إليها الأخري بتساؤل

" كُنتِ قلقة عليه"

علّقت بهدوء لتنظر إليها ماريا بصمت

" يُمكنكِ علي الأقل إخباري بالحقيقة"

تنهدت ماريا لتُربت علي يد كاثرين التي تُمسك بخاصتها

" أنا حقاً لا أعرف "

" إذاً...لا تؤذي نفسك، هذا فقط ما يهمني"

ابتسمت إليها ماريا لتصعد إلي سيارتها تتوجه حيث موعدها الهام

______________

" ظل يتحدث عن مشروعه الجديد و يتباهي به أمامي لإغاظتي حتي أدرك أنني الممول الأول للمشروع"

السيد كيم ضحك بصخب بعدما سرد أحد المواقف الطريفة التي حدثت معه بإحدى الحفلات، و والد هيبا السيد أوه قد ضحك معه يُشاركه

تقدمت الخادمة تُقدم الشاي مع قطع حلوي صغيرة الحجم ثم تراجعت بظهرها تنتظر الأوامر فأشارت إليها السيدة أوه قائلة

"  أخرجي كوبين من عصير  البرتقال الطازج بجانب الحلوي إلي هيبا و هيوك بالحديقة"

"أمركِ سيدتي"

انحنت إليها بإحترام لتُغادر تفعل ما طُلب منها، بينما بالحديقة حيث كانت تجلس هيبا علي مقعد طويل خلف طاولة دائرية، و يُقابلها هيوك الذي ينظر إليها بهدوء عاقداً حاجبيه بإنزعاج من صمتها

" هل ندخل؟ "

سألها يقطع بذلك الصمت المتبادل بينهما فجفلت لتنظر إليه قليلاً تستوعب ما قاله

"اا ااه تُريد الدخول؟ هيا بنا"

وقفت من مكانها فأمسك يدها بتنهيدة عالية لتنظر إليه بإستغراب

" لماذا أنتِ بهذا الهدوء؟ لم تكوني كذلك حين كُنا بالملهي...أم أنكِ كُنتِ تتصرفين بتلك الطريقة بسبب بيكهيون؟"

رفعت حاجبيها بتفاجؤ مما تفوه بها ثم جذبت كفها من خاصته تقول ببعض الإنفعال

" هيوك لا تتحدث معى بهذه الطريقة"

"ماذا؟ هل قُلت شيئاً خاطئاً؟"

رفع أحد حاجبيه ساخراً فعقدت حاجبيها بإنزعاج

" لندخل "

" قبل أن نفعل ذلك..."

بنبرة عالية نبس و هو يقف من مكانه فوقفت هي الأخري بينما تُحرك رأسها معه حتي توقف أمامها

" بمجرد أن تُعقد خُطبتنا ستُصبحين ملكاً لي "

همهمت بعدم فهم فرفع كفه يُمرر ظاهره علي وجنتها

" أعدكِ ستنسين أمره"

" كيف أنساه و أنت تذكره بكل فرصة؟ "

تمتمت بخفوت فانعقد حاجبي هيوك بعدم رضا

" و من الأفضل حين أذكره..."

حرك أنامله نحو ذقنها ليرفعه بخشونة كي تنظر إليه ثم أكمل بجدية

" لا أريد رؤية هذه النظرة بعينيكِ"

شعرت بغصة تخنقها و الدموع تلسع عينيها بسبب تلك النظرات التي يوجهها نحوها

و لوهلة هي فكرت بأن تتركه و تدخل إلي والديها تُخبرهما برفضها لهذا الزواج إلا أنها تراجعت سريعاً

لقد حصلت علي فرصتها و تنازلت عنها حين عادت إلي المنزل لذا لا فرصة أخري أمامها فلن يُنصت إليها أحد

أفلت ذقنها حين تقدمت الخادمة تضع الصينية التي بيدها فوق الطاولة فعادت هيبا تجلس في مكانها بصمت كما فعل هيوك

" ااه هذه لذيذة"

هتف بحماس مزيف بعد أن ألقي قطعة كعك صغيرة بداخل فمه ليمضغها بإبتسامة بينما يتجاهل أعين هيبا التي غرقت بدموعها

______________

فتح سيهون باب المنزل بأكتاف مُترهلة و تنهيدات خافتة تصدر منه بين الحين و الآخر إلي أن رأي أقدام تتوقف أمامه فرفع رأسه ببطئ إلي أن تلاقت نظراته مع خاصة ماريا

تبادلا النظرات بصمت لبعض الوقت حتي تقدمت منه ماريا خطوة و أخفضت نظراتها نحو أحد كفيه لتُمسك به فتحركت أعين سيهون ببطئ إلي أن استقرت علي يده التي تحتضنها

"والدتك أصبحت بخير؟"

همست بخفوت لترفع كفها الأخري نحو وجنته تحتضنها بلطف فأمال برأسه مع حركة أناملها الرقيقة ليُغلق عينيه بهمهمة خافتة

"لا بد أنك جائع، سوف أُحضّر لك..."

استدارت كي تذهب إلى المطبخ فأمسك بيدها يمنعها عن ذلك قائلاً بصوتٍ مُرهق

"لا تُحضّري شيئاً، أرغب بالنوم فقط"

" ااه فهمت، حسناً سأُحضّره و أتركه لك حتي تستيقظ"

نبست بإبتسامة بسيطة لكن أعين الآخر كانت تنظر نحوها بطريقة غريبة، لم تكن أعينه باردة أو تحمل نظرة مُتعالية

حركت قدمها إلي الخلف خطوة دون أن تقطع التواصل البصري معه فوجدت أنامله تضغط علي معصمها ببعض القوة يتشبث بها

تقدمت منه بضعة خطوات دون أن يتفوه أي منهما بحرف يعتمدان علي فهم بعضهما من النظرات المُتبادلة بينهما

و بمجرد أن رفعت ماريا ذراعيها تُحيط بهما عنقه انحني سريعاً يحتضن خصرها ليدفن وجهه بعنقها مُطلقاً تنهيدة عميقة

و لوقت طويل لم يتحدثا بشيئ، فقط يحتضنان بعضهما دون الحاجة إلى إطلاق مُسمي علي هذا الحضن الدافئ

ما كان يهم هو أنه مُريح و سيهون كان بحاجة إليه

____________

" عُذراً، هل الطبيبة سوهي...من قسم الجراحة مازالت هنا؟"

بصوتٍ رقيق ضعيف سألت الفتاة المتواجدة خلف مكتب الإستقبال لتنفي الأخري سريعاً

"الطبيبة سوهي غادرت للتو"

أشارت نحو الباب الخاص بالمشفى فحركت تلك المرأة رأسها تنظر نحو الخارج حيث الطبيبة سوهي التي تقف مع أحد زُملائها بالخارج و بدأت بالتقدم منها بخطوات ثقيلة بينما تتمسك بجانب خصرها

" سأُرسل الملف إليكِ، شكراً طبيبة سوهي"

انحني إليها ذاك الطبيب و غادر فابتسمت إليه سوهي بلطف قبل أن تلتفت نحو سيارتها و تقدمت منها كي تفتح الباب فوضعت تلك المرأة يدها علي مقبض الباب تمنع سوهي من فتحه

" من أنتِ؟"

عقدت حاجبيها بإستغراب من تصرف الأخري لتُشير المرأة إلي نفسها

" هذه أنا هيويون"

همهمت سوهي بعدم فهم إلي أن تذكرتها لتفتح فمها قليلاً تُطلق 'ااه' خافتة

" هل يُمكننا التحدث؟ رجاءً"

ضمت شفتيها بعبوس بينما تضم كفيها إلي صدرها برجاءٍ

" إذا كان هذا بشأن المُسكنات.."

"دعينا نتحدث بعيداً عن هنا رجاءً، زوجي لا بد أنه يبحث عني و إذا وجدني هنا سيقتلني... رجاءً أيتها الطبيبة ساعديني"

سوهي عقدت حاجبيها لتنفي برأسها

" إذا كان زوجك سيئاً فلتذهبي إلي الشُرطة، لا أريد أي مشاكل"

" ألا تملكين قلباً؟ أنتِ تُدمرين حياتي الآن بهذه التصرفات "

صرخت بها المدعوة هيويون بإنفعال فجفلت سوهي بتفاجؤ و تلفتت حول نفسها حين شعرت بأن الأخري جذبت الأنظار نحوهما

"ابتعدي عني لا أريد مشاكل "

هسهست بحنق فهزت الأخري رأسها إلي الجانبين و همست بتهديد

" إن لم تسمحي لي بالتحدث معكِ فسوف ألقي بنفسي أمام سيارتك و حينها تحملي المشاكل التي ستُلاحقكِ"

سوهي ضغطت على أسنانها بإنزعاج حين رأت كيف كانت الأخري فاقدة لعقلها و قد تفعل هذا حقاً فألقت نظرة أخيرة بالأرجاء قبل أن تومئ إليها بتردد، و هيويون سريعاً صعدت إلي سيارة سوهي

________________

حركت ماريا أناملها المُلطخة بالطين علي ذاك التمثال الذي تعمل عليه بينما تضبط أطرافه، و إبتسامة بسيطة تعلو شفتيها بينما تُهمهم مع الموسيقي التي يتردد صداها بأنحاء الغُرفة

رفعت عينيها عن التمثال تنظر نحو الباب حين فُتح ببطئ ليظهر من خلفه سيهون بأعين يبدو عليها آثار نومه

" استيقظت"

نبست بهدوء فهمهم إليها و تقدم بتردد يجلس علي الأريكة المُقابلة لها

" وضعت الطعام علي طاولة المطبخ..."

" لقد تناولته بالفعل... استيقظت منذ مدة لكن لم أرغب بمُقاطعتكِ"

همهمت بتفهم لتنظر نحو التمثال فحرك سيهون عينيه في الأرجاء يبحث عن شيئ ما لتضحك ماريا بخفوت حين شعرت بذلك و دون أن ترفع عينيها نحوه قالت

" تبحث عن الملاءة؟ "

رفعت عينيها نحوه ليومئ هو بحاجبين معقودين

" خلف لوحة والدتك ستجد حقيبة  "

وقف من مكانه ليتقدم من لوحة والدته بحاجبين معقودين يبحث عن تلك الحقيبة إلي أن وجدها فأخرجها و فتحها ينظر إلي ما بداخلها بينما ماريا استدارت تنظر نحوه حيث يقف بجانب طاولة أعمالها

" منذ أن عرضت عليك أن تكون عارض لوحتي قمت بشرائها فأنا أعلم أنك لا تُحب استخدام الأشياء التي استخدمها أحدهم قبلك"

أمسك بالملاءة الجديدة بين أنامله ينظر إليها قليلاً ثم حرك عينيه نحو ماريا قائلاً بجدية

"أغلقي عينيكِ"

رفعت كتفيها بعدم إهتمام و استدارت تُكمل ما كانت تفعله بينما هو تقدم من الأريكة يقف خلفها و بدأ بخلع ثيابه بينما عينيه تنظران نحو ماريا المُندمجة بعملها

حين انتهي تمدد فوق الأريكة واضعاً تلك الملاءة علي جزئه السُفلي يُخفيه جيداً ثم تحمحم كي يجذب انتباهها فرفعت عينيها نحوه

و بجرأة هي حركت عينيها علي جسده تتفحصه حتي استقرت بنظراتها حيث تلك العلامة أعلي صدره و التي تجذبها أكثر من غيرها فابتسمت بخفة و وقفت من مكانها لتتقدم من سيهون

انحنت نحوه كي تعدل وضعيته فانعقد حاجبيه ليقول بسرعة

" اغسلي يديكِ أولاً، إنهما..."

أغلق عينيه بقوة يزفر بحدة حين مررت أناملها فوق وجنته تترك آثار الطين حيث تمر بينما كفها الأخري استقرت فوق صدره طابعة علامة لأصابعها

" اووه يبدو أنني لوثتك بالطين"

همست بنبرة خبيثة ففتح عينيه لينظر إلي خاصتيها فضحكت ماريا بخفوت قبل أن تعض علي شفتها السُفلي ما جذب أنظاره نحوها

" لم اللؤلؤة السوداء؟"

تسائل بخفوت و عينيه تسترقان النظر نحو شفتيها فرفعت ماريا كتفيها ببساطة لتستقر بكفها علي عُنقه تُحركه ببطئ كي يتخذ وضعية مُناسبة

"لأنها مُميزة"

همهم ليرفع ذراعه نحو خصرها يُحيطه بخشونة لتقع برُكبتها علي جانب خصره

"و ما المُميز بها عدا أنكِ من قام برسمها؟"

بإبتسامة جانبية تمتم يستعيد ذكري سابقة حين سألها عن المُميز بلوحتها من قبل

"ماذا إن أخبرتك و قمت بسرقة الفكرة؟"

قهقهت تُمازحه فضحك بخفة

" يبدو أنه قد تم كشف خطتي الخبيثة"

كلاهما ضحك لتُربت ماريا علي صدره بخفة و هي تميل نحوه

" و يبدو أنني لا أمانع بجعلكِ الشخص الأول الذي يعرف السبب خلف كونها مُميزة"

همهم من بين ضحكاته التي ما إن تلاشت ختمها بتنهيدة عميقة و ابتسامة يُراقب بها الأخري

تحرك برأسه قليلاً كي يعتدل بجلسته و ذراعه التي تُحيط بخصرها تشبثت بها بقوة أكبر بينما كفه الأخري ارتفعت لتُعيد خُصلاتها خلف أذنها بتحركات رقيقة و ناعمة

و مرة أخرى لم يعي أي منهما لهذا التواصل البصري الذي وقعوا به

"تبدو عينيكِ كالنجوم التي تحتضنها سماء عيناي "

تمتم بخفوت يُعبر عن ما يشعر به من غرابة تجاه نظرات عينيها ثم أخفض عينيه نحو شفتيها ينظر إليهما و بتلقائية بلل شفتيه

ابتسمت ماريا حين لاحظت كيف ينظر إلي شفتيها فانحنت تنقر شفتيه بقبلة سريعة و ابتعدت برأسها عنه

عينيه تبادلت النظرات بين عينيها و شفتيها ثم و علي حين غُرة هو دفعها من وجنتها نحوه بينما يرتفع برأسه مُلتقطاً شفتيها بين خاصتيه بقبلة رطبة

ضغط بأنامله ضد خصرها و هو يميل برأسه جانباً يُصدر همهمات خافتة غير آبهٍ ليدها التي تتحرك من صدره علي عُنقه تلوثه بالطين

و بخفوت هي تأوهت حين عض علي شفتها السُفلي قبل أن ينتقل إلي تقبيل العُليا و يتبادل بينهما دون ملل

كلاهما كان مُغلق العينين يستمتع بتلك القُبلة الخالية من الشهوة و الزيف

أخفض سيهون كفه من وجنتها إلي خصرها ليُحيطها بكلتا ذراعيه ثم ارتفع بجذعه فتحركت معه و بقوة هي الأخري أحاطت عُنقه يُعلنان أن القُبلة لازالت ببدايتها



To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top