10

Start

"تُريدين ماذا ؟"

شياو فنغ صرخ بكاثرين التي تجلس أمامه بإنفعال فانتفضت بفزع و أخفضت رأسها خجلة من أعين المتواجدين التي توجهت إلي طاولتهم حيث كانت تلتقي به بأحد المقاهي القريبة من منزلها

" أعتقد أن هذا العمل لا يُناسبني بعد اليوم، بالنهاية أنا لم أكن مفيدة لك خاصة في الفترة الأخيرة لذا لا..."

"ماذا ؟ هل ماريا سممت عقلك و جعلتكِ تلحقين بها أم أنه ذاك الشُرطي؟"

قاطعها بغضب ليترك مقعده ثم تقدم يجلس بالمقعد المجاور لها

" تعرفين علي ماذا سنحصل إذا وافقتي علي ما قُلته لكِ؟ نحن سنصبح من أغنياء كوريا إن لم يكن أغنياء العالم "

" لا أريد...لا أريد أي من هذه الأمور لذا رجاءً دعني و شأني "

رفضت بتوتر لتضم كفيها سوياً فأمسك بذقنها بعنف يجذبها نحوه

" لن أقبل بحدوث ذلك لذا سأدّعي عدم سماعي لأي مما قُلتيه "

" لن أعود إلي العمل معك و هذا قرار نهائي "

تمتمت بعبوس لتدفع يده بعيداً عنها ثم مسحت علي ذقنها بملامح تجعدت بألم

" كما تُريدين... "

أومأ بإبتسامة ساخرة ثم وقف من مكانه ليُكمل بتهديد

" لكن لا تعودي لي لاحقاً أو تظهري أمامي مرة أخرى لأنني لن أتردد بقتلك "

ابتلعت ريقها و أخفضت رأسها كي لا تنظر إليه فدفع كوب العصير بغيظ أثناء خروجه من هناك لينسكب عليها فشهقت بتفاجؤ لتنتفض من مكانها

لكن علي الأقل هو لم يؤذيها لذا لا بأس بتلك البُقعة التي حصلت عليها

______________

تكتفت هيونا بغيظ و هي تهز قدمها لتنظر نحو الساعة كل دقيقة تقريباً

بيكهيون تأخر كما كان يفعل طوال الليلتين السابقتين و كأنه كان مسجوناً و تحرر

ثم سيعود بعد منتصف الليل مع امرأة... غير لائقة

هذا يجعل من أفكار كثيرة تغزو عقل هيونا مثل أن تقتل إبنها الأصغر فهو أكثر شخص منحرف و مستفز قابلته طوال حياتها

أو أن تقضي على مستقبله كرجل لكن حينها هي لن تحصل علي أحفاد

و بالنهاية هي تضطر إلي عدم فعل أي شيئ فهي من أعطته الإشارة لأن يستكمل أفعاله القذرة

ليس و كأنه توقف لأشهر طويلة، هو حتي لم يتمكن من إكمال أسبوعين كرجل طبيعي محترم و عاد إلي كونه حيواناً برياً في فترة التزاوج

ركضت نحو النافذة حين سمعت الأصوات الخارجية فرأته يترنح مع إمرأة لا تبدو بصغيرة في العمر فعقدت حاجبيها و بغيظ صرخت بصوتٍ مكتوم

ابتعدت عن النافذة لتسير بالغرفة ذهاباً و إياباً بغضب شديد و غيظ من وقاحة بيكهيون التي لم تتوقعها

"لا، هو لا يُشبه والده أبداً"

صاحت بحنق تتراجع عن ما قالته سابقاً ثم سحبت هاتفها كي تتصل علي هيبا إلا أنها لم تتلقى إجابة

"لا بد أنها نائمة"

صفعت جبينها حين رأت الوقت ثم أومأت

"بالطبع لا أحد يبقي مُستيقظاً بهذا الوقت سوي من لديه خفاشاً سافلاً يعيش معه"

_____________

" سيد چانغ"

همهم المقصود و رفع عينيه نحو مُساعده لتتحول نظراته الهادئة إلي أخري باردة حين رؤيته صديقه يقف بجانب جونغ هو

" أحضر لنا القهوة"

سيهون أمر جونغ هو بجدية لينحني إليه الآخر بإحترام إلا أن ييشينغ استوقفه سريعاً

" أحضر فقط عصير التوت لأجلي فالسيد أوه لن يبقي طويلاً"

ابتسم بتصنع ليرمش جونغ هو بتوتر لكنه بالنهاية همهم بإستسلام و انسحب من المكتب

" ماذا؟ هل أنت مشغول؟ "

سيهون اقترب ليجلس مُقابلاً له فأخفض ييشينغ رأسه يستكمل عمله بينما يتجاهله

" ييشينغ"

" السيد چانغ... و إن لم ترغب بالتحدث عن العمل فلتُغادر "

نبس ببرود و عينيه لاتزال تتجاهل النظر نحو الآخر فضاقت عقدة حاجبي سيهون

"ما هذه اللهجة الآن؟ ما بك تبدو... غاضباً ربما ؟"

أمال برأسه بتساؤل فرفع ييشينغ عينيه نحوه ليقلب شفتيه يُهمهم بتفكير قبل أن يبتسم

" لا شيئ يدعو للغضب فأنا أمتلك أفضل صديق بهذا العالم..."

"لماذا أشعر بأنك لا تقصدها؟"

ضيّق عينيه بشك ليضحك ييشينغ بسخرية

" لأنها الحقيقة، أنا لا أقصدها سيد أوه... "

اقترب بجذعه من طاولة المكتب و استند بمرفقيه فوقها ليُكمل

" سألتك عدة مرات ما الذي حدث مع كاثرين، و رأيتني كيف كنت بدونها لكنك كنت بارداً و غير مهتم لأي شيء و كأنها قامت بخيانتي حقاً...لكن الحقيقة لا أحد قام بخيانتي سواك "

سيهون أومأ حين فهم الأمر ليتكتف ببرود... هو لم يتوقع أن تلتزم كاثرين الصمت لوقت طويل علي أية حال

" لا أريد إحباطك و لكن هذا لم يعد له داعٍ فهي أصبحت لصة حقيقية الآن و لا أعتقد أن والدتك قد توافق علي هذا الأمر "

" اااه "

ييشينغ همس بإيماءة بسيطة بينما يُحرك عينيه في الأرجاء قبل أن يسأل

" هذا كل ما لديك لقوله؟"

"أ يجب أن أقول المزيد؟"

أمال برأسه بإبتسامة مُصطنعة ليزم ييشينغ شفتيه و بخفة حرك رأسه إلي الجانبين

" علي الأقل إعتذار...بالرغم من أنه لن يُشكّل فارقاً فلقد أفسدتم حياتي و حياتها بالفعل"

"لا أعتقد بأنني سأعتذر علي شيئ لست نادماً عليه "

ييشينغ ابتلع ريقه و هو يشيح بنظراته بعيداً عن صديقه ثم أومأ بتفهم

" و أنا لا أعتقد أنه بإمكاننا أن نظل صديقين بعد اليوم "

" أنت فقدت عقلك "

سيهون قهقه بعدم تصديق فضرب ييشينغ بكفه علي المكتب و انتفض يقف أمام الآخر يصرخ بإنفعال

" أنا بالفعل كنت قد فقدت عقلي حين أصبحت صديقاً لشخص مثلك عديم المشاعر و مغرور، لقد أفسدت حياتي بدم بارد و لا تشعر بالندم علي رؤية ما فعلته بي، أنت حتي ترفض الإعتذار بالرغم من كونك مُخطئ"

"أنا لم أُخطئ بشيئ"

هسهس من بين أسنانه و وقف مقابلاً إلي الآخر بينما يستند بكفيه فوق المكتب

" والدتك هي من وضعت الخطة الكاملة، أنا لم أفعل شيئاً سوي أنني تجنبت حبيبتك و قمت بحماية أختي لا أقل ولا أكثر من ذلك "

" و لو أنك لم تخفي الأمر عني حينها لكانت الأمور مختلفة ... لكانت كاثرين عادت إلي المدرسة مرة أخرى و أكملت دراستها و ربما بهذا الوقت كنت لأكون أمام مدرسة أطفالنا أنتظر خروجهم، حياتي كانت لتكون مختلفة تماماً...لقد ساعدتهم في تحويل فتاة بريئة و متفوقة تسعي لدراسة الطب إلي لصة محترفة "

و دون أن ينخفض صوته هو عاد مجدداً يصرخ بوجه صديقه الذي تكتف بعدم إهتمام

" هي من اختارت أن تكون لصة "

" نعم بالطبع "

ييشينغ أومأ بنبرة منفعلة بينما يهز رأسه بسخرية

" لماذا قد تتحول فتاة فقيرة إلي لصة بعدما تم مُطاردتها بكل مكان؟ أعني ما المشكلة في أن يتم طردها بكل عمل تتقدم إليه؟ و ما المشكلة في أن تُطرد من منزلها، يفقد صديقها عائلته التي تبنته و تفقد صديقتها الأخري منحتها؟ نعم ما المشكلة بأن تبقي لأيام بمعدة فارغة لأنها لا تملك أي أموال؟ "

سيهون عقد حاجبيه بغير رضا من نبرة صديقه الساخرة ثم تنهد

" لا أعرف بشأن كل ذلك، ما أعرفه هو كيف تم إلغاء منحتها و ما كان بيدي شيئاً لأفعله...القرار كان بيد الكبار حينها و لا دخل لي بذلك "

تحرك حول المكتب إلى أن وقف أمام ييشينغ الذي يُراقبه بأعين حمراء لامعة و أنفاس هائجة لشدة غضبه

" أنت لا تستطيع مواجهة والدتك لذا تُفرغ غضبك عليّ أنا... لماذا تُعاتبني أنا هاا؟ "

رفع حاجبيه و أخفضهما بحركة سريعة يتسائل فابتسم ييشينغ بإنكسار

" أُعاتبك لأنه يفترض أننا كنا أفضل صديقين"

" كنا؟"

أمال برأسه بتساؤل فضم ييشينغ شفتيه بعبوس و هو يومئ

" هذه الصداقة كانت من جانبي أنا فقط...حين سمعت ما تنوي ماريا فعله بك ركضت إليك سريعاً لأُخبرك به علي الرغم من أنني كنت قلقاً من أن تقوم بإيذاء كاثرين، و لم أرغب بأن أشك بك حين سمعتها تتحدث عن كم أنك شخص سيئ... بينما بالمُقابل أنت أخفيت عني أمراً هاماً لسنوات طويلة و رأيتني أعاني كثيراً بسببه، أنت من كذبت علي بشأن خيانة كاثرين و لم تهتز لك شعرة واحدة أو تشعر بالندم حين رؤيتي مكسوراً و حزيناً علي ما حلّ بي... في الوقت الذي كان يجب أن تقف فيه بجانبي أنت كنت تتخلي عني و تتركني وحدي مع سوهي كي تتقرب مني أكثر...سيهون أنت لم تكن يوماً صديقاً جيداً، و إعتذاراً صغيراً لا تقبل علي أن تتفوه به "

تنهد بعمق نهاية حديثه ليرفع كتفيه

" دعنا لا نري بعضنا البعض مُجدداً فأنا لا أضمن بأنني سأكون هادئاً بالمرة القادمة "

ربت علي كتف سيهون نهاية حديثه ثم عاد يجلس بمكانه و بهدوء جذب أحد الملفات يفتحه أمامه يطرد بذلك سيهون

_________________

" كفيها صغيرين"

كاثرين انتحبت بينما تُداعب أنامل الطفلة الصغيرة ابنة صديقيها فتنهدت مينا

" هذه الصغيرة لا تدعني أنام أبداً "

"ألا يُساعدكِ مينهو؟"

شهقت بتفاجؤ فدخل المقصود إلي غرفة المعيشة حاملاً صينية بها أربعة أكواب من العصير و تذمر قائلاً

" حين أعرض عليها المساعدة تقوم بطردي من الغرفة و تجعلني أنام بغرفة المعيشة"

"هذا لأنك تقضي اليوم بأكمله بعملك و الذي لا يوجد به دقيقة راحة واحدة فهل يجب أن أكون قاسية معك و أتركك تهتم بإبنتنا أيضاً؟"

قهقهت كاثرين بخفوت حين تبادل الآخرين نظرات دافئة ليقترب مينهو مُحتضناً كتف زوجته

" حبيبتي يُمكننا أن نتبادل، اليوم أنتِ ترتاحين ثم غداً أنا... الأمر بهذه البساطة "

اقترب منها كي يُقبّل شفتيها لكنه توقف حين شعر بشيئ يوضع فوق رأسه و لم يكن ذلك سوي طبق الشطائر التي حضرتها ماريا لأربعتهم فرفع رأسه ينظر إلي صديقته التي قاطعت لحظته الرومانسية مع زوجته

" عدوة الحب "

" لست عدوة الحب بل أنت من تلتصق بها كالمؤخرة و هذا مُزعج ... هيا ابتعد"

دفعته بيد بينما الأخري كانت تسند طبق الشطائر فوق رأسه كي لا يقع فعبس مينهو و هو يحمل الطبق مُبتعداً عن زوجته لتجلس ماريا بمكانه

" حسناً يا رفاق..."

كاثرين تمتمت بتوتر حين جلس كل منهم بمكانه فصبّوا كامل اهتمامهم عليها

" لقد قررت ترك العمل مع شياو فنغ"

" حقاً؟"

رفعت مينا حاجبيها بتفاجؤ بينما أعين مينهو اتسعت إلا أن ماريا ابتسمت بخفة حين أومأت صديقتها تؤكد ما قالته

" ألن يكن هذا خطيراً؟ كما أنكِ...أعني لم تعتادي علي الأعمال الجُزئية و سيكون الأمر مُتعباً بالنسبة إليكِ "

مينهو نبس بقلق و هو يتبادل النظرات بينهم ثم أعاد نظراته نحو كاثرين يتسائل

" لماذا فجأة قررتي ذلك؟"

المقصودة حكّت كفيها معاً بتوتر بينما تُخفض نظراتها فتحدثت ماريا بلطف

" هل تحدثتي مع ييشينغ؟ "

" من يكون ييشينغ؟لم يبدو هذا الإسم مألوفاً؟ "

ضيّق مينهو عينيه بتساؤل لتزفر كاثرين بتوتر

" إنه الشخص الذي قابلته و قال أنني حبيبته "

أومأ بتذكر لتُكمل كاثرين بتردد

" و هو نفس الشخص الذي...الذي سُجنت بسبب والدته منذ سنوات"

أعين مينهو اتسعت تدريجياً ليقف من مكانه بإنفعال

" لماذا لم تُخبريني بذلك؟ لو عرفت بأنه هو لحطمت عظام ذاك السافل الـ... "

" ييشينغ لم يعرف بما حدث "

قاطعته كاثرين بهدوء فجذبته ماريا كي يجلس مُجدداً و بنظرة حادة منها أخرسته لتلتفت بعدها نحو كاثرين تُشير إليها بأن تُكمل

" لقد اصطحبني إلي مكان بعيد عن المدينة كي أسمح له بالحديث، و ما فهمته من حديثه هو أنه لم يعرف بالحقيقة أبداً بل كان يظن بأنني خُنته مع رجل غني و علي الأغلب هو يقصد مينهو فهو كان لا يزال مع عائلته تلك و كان الرجل الغني الوحيد الذي نعرفه حينها"

ضمت شفتيها بخجل حين ذكرت الأمر ليضحك مينهو بسخرية

" رجاءً لا تتلبسي هذه النظرة و كأنكِ السبب بما حدث، في جميع الأحوال كنت سأتركهم فهم أرادوا مني الإنفصال عن مينا كي يقوموا بتزويجي من ابنة شريكهم... لم تكن بالعائلة التي تمنيتها "

رفع كتفيه بعدم إهتمام يواسيها بكلماته التي لطالما رددها علي مسامعها فابتسمت كاثرين بخفة ثم أكملت

" قال أنه بحث عني حينها إلي أن فقد الأمل بإيجادي و اضطر إلي أن يُصدقهم... "

ضمت شفتيها بقهقهة مكتومة لتبتسم ماريا حين لاحظت سعادة الأخري بهذه الحقيقة

فهذا كان أكثر ما تمنته كاثرين...أن يكون إهتمام ييشينغ بها حقيقياً

" لقد أخبرته بكل شيئ... ما فعلوه معي بالمدرسة و حتي مُطاردتهم لي منذ خروجي من السجن...لقد علم بأن والدته و حتي أصدقائه هم من دمروا حياتي بالكامل"

" و هل كان بخير مع ذلك؟"

مينا سألتها بإهتمام فسحبت كاثرين نفساً عميقاً ثم ضمت شفتيها بزفير مسموع

" ييشينغ تعامل معي بلطف و لم يتوقف عن المزاح... "

عضت شفتيها من الداخل بعبوس لتهز رأسها إلي الجانبين بخفة قبل أن تُكمل

" كان مُهتماً بتحسين مزاجي لكنني لم أكن غافلة عن حزنه...عينيه و حتي ابتسامته كانت مُنكسرة فأنا أعرف كيف يُحب والدته و حتي سيهون"

" هل سيتشاجر مع سيهون الآن؟ "

ماريا سألتها بهدوء فحركت كاثرين نظراتها نحوها تري الإهتمام بعينيها

" لا أعرف...هو لم يتحدث عن أي شيئ لكنني خائفة، شياو فنغ و حتي والدة ييشينغ لن يتركاني وشأني... أشعر بأنني مُحاصرة من جميع الجهات و هناك علاقتي مع ييشينغ...إنها مُعقدة الآن "

" سأقتل أي من يجرؤ علي الإقتراب منكِ"

مينهو رفع قبضته بتهديد لتنظر نحوه كلاً من مينا و ماريا بفراغ بينما كاثرين قهقهت بخفة

" مينهو الذي كان يبكي حين أُقلّم أظافره سيقتل الآخرين الآن "

ماريا جذبت وجنتيه تُحركهما إلي الجانبين بسخرية فأغلق عينيه بقوة حين صدح صوت ضحكات كاثرين و مينا

بعد ساعة و بضعة دقائق غادرت كلاً من ماريا و كاثرين منزل الزوجين

و بينما كلاهما بالسيارة كانت كاثرين هادئة في حين ماريا تسترق النظر نحوها من حين إلي آخر

"ترغبين بقول شيئ ما؟"

انتفضت كاثرين لتعقد ماريا حاجبيها بإستغراب من ردة فعلها

"ما بكِ؟ تبدين و كأنكِ ارتكبتي جريمة ما"

قهقهت بمزاح فاسترقت كاثرين نظرة نحوها قبل أن تستقيم بجلستها

" أ.. أنا لم.. لم أفعل ذلك عن قصد و لكن... يبدو أنني كشفتكِ أمام ييشينغ "

" أنا مكشوفة منذ البداية"

رفعت كتفيها بعدم إهتمام لتزم كاثرين شفتيها بعبوس

" أعني هو يعرف الآن أنكِ تعلمين منذ البداية بأنكِ مكشوفة"

همهمت ماريا بتفهم لتومئ عدة مرات بحركة بسيطة

" لا مشكلة، حتي و إن كان سيهون بنفسه يعرف ذلك فهذا لن يُشكّل فارقاً...نحن ندّعي الغباء حتي نصل إلي النهاية و علي أحدنا أن يتنازل أولاً، اما يتنازل هو عن فكرة إيجاد دليل ضدي أو أتنازل أنا عن فكرة إنتقامي منه"

" لكن لماذا تبدين و كأنكِ مُعجبة به؟"

نبست بتردد فحركت ماريا عينيها نحوها تنظر إليها قليلاً قبل أن تُعيد نظراتها نحو الطريق

" أخبرتك بذلك بالفعل "

" لا أقصد مجرد إعجاب بجسده أو وجهه الوسيم...إذا كُنتِ مهتمة بسيهون يُمكنكِ التوقف عن ما تفعلينه و أنا لن... "

" كاثي "

قاطعتها بإبتسامة و مدت يدها نحوها تُمسك بخاصتها لتسترق نحوها نظرة ثم التفتت نحو الطريق مرة أخرى

" قد أكون اندمجت قليلاً بدوري لكنني لست مُعجبة به كما تظنين لذا لا تقلقي "

" لا أريد إفساد حياتك مرة أخرى "

" و متي أفسدتها ليكون هناك مرة أخرى؟"

عقدت حاجبيها بإستغراب لتتنهد كاثرين

" لا تُفكري كثيراً، لا تُفكري بي أنا، مينا و مينهو لأننا غير منزعجين من علاقتك بييشينغ و لا تُفكري بسوهي، شياو فنغ أو حتي والدة ييشينغ لأنني لن أسمح لهم بتدمير حياتك مُجدداً...ابحثي عن سعادتك فقط "

مسّدت وجنتها بإبتسامة ثم التزمتا الصمت حين وصلتا أمام منزل كاثرين لتضحك ماريا بخفة

" حسناً... يصعب إخفاء شيئ عن هذا الرجل "

همهمت كاثرين بعدم فهم لتُحرك عينيها حيث تنظر الأخري فرأت سيارة ييشينغ تقف علي الجانب الآخر من الطريق و هو يقف بخارجها ينتظرها هناك مُتكتفاً

" من الغريب أنه صديق لأوه سيهون"

تمتمت ماريا بينما تنظر إليه و هو يقترب منهما فهمهمت كاثرين

" انهما مُختلفين، و لن أنكر أن سيهون سيئ للغاية لكنه جيد تجاه ييشينغ...أعني هو يُحبه حقاً علي الرغم من أنهما يبدوان كعدوين"

ابتسمت كاثرين بخفة حين تلاقت نظراتها مع خاصة ييشينغ ثم انسحبت من السيارة لتخرج إلي ييشينغ الذي اقترب منها

" أين هاتفكِ؟ لقد اتصلت بكِ كثيراً؟ "

تقدم منها يُقبّل جبينها برقة فحكت مؤخرة رأسها بخجل

" ربما نسيت تغيير الوضع الصامت "

همهم بتفهم ثم رفع عينيه نحو ماريا و بخفة انحني إليها برأسه لتومئ إليه بإبتسامة قبل أن تتحرك بسيارتها

" لماذا أتيت باكراً؟ "

رفعت حاجبيها بتساؤل ليبتسم ييشينغ بإتساع

"لنُحضّر العشاء سوياً"

احتضن كتفيها ليسير معها نحو باب منزلها فضحكت بعدم تصديق و هي تُخرج المفتاح كي تفتح الباب

" ما ماهية عملك بالتحديد؟"

" الركض خلف إشارات قلبي"

أجابها بمزاح و هو يُربت علي قلبه فهزت رأسها بقهقهة مكتومة قبل أن تدخل المنزل و هو خلفها

" إذا لم تتسوقي للمنزل يُمكننا تناول الراميون لا أُمانع ذلك"

تمتم بخبث يُمازحها و هو يلحق بها إلي المطبخ فالتفتت إليه و تكتفت

" الآن سأُخبرك بأنك منحرف و سوف تدّعي البراءة قائلاً أن عقلي هو القذر لكنك كاذب لأن نبرتك ليست بريئة أبداً"

ابتسم بجانبية ليميل برأسه نحوها حتي أصبح بمستوى رأسها ثم همس

" أنا لست بريئاً في الواقع"

نقر شفتيها بقبلة سطحية ثم استقام بوقفته بينما الأخري رمشت عدة مرات بخجل قبل أن ترفع عينيها نحوه

" لكنني كنت أمازحك حقاً "

جعد أنفه بإبتسامة فعقدت هي حاجبيها بإنزعاج مُصطنع جعلها تبدو لطيفة بنظره ثم دفعته من ذراعه نحو غرفة المعيشة

" لا تأتي إلي المطبخ"

"لماذا؟ أنا جيد بـ.."

التفت إليها يمنعها عن دفعه فتوقفت لتتكتف بتنهيدة و مازالت تتصنع الانزعاج

" فقط ابقي بغرفة المعيشة حتي أنتهي"

نفخت وجنتيها تحاول إخفاء خجلها بذلك فأومأ بإستسلام قبل أن ينحني نحوها مرة أخرى يسحب شفتيها بقبلة رطبة قصيرة و أكمل طريقه بعدها نحو غرفة المعيشة و كأنه لم يفعل شيئاً

________________

فتاة ذات جسد ضئيل للغاية بفستان زهري رقيق مع شعر طويل بُني اللون ينسدل خلف ظهرها

تقدمت بخطواتها الثقيلة نحو المشفي إلي أن وصلت بداخلها ثم تدريجياً بدأت تترنح لتقع فاقدة الوعي و كفها التي كانت تُمسك بملف ما ارتخت تماماً حوله

" لقد فقدت وعيها أحضروا سريراً مُتحركاً بسرعة"

________________

أمالت ماريا برأسها بإستغراب حين لمحت سيارة سيهون بالخارج ثم رفعت كتفيها بعدم إهتمام لتدلف إلي الداخل

بغرفة النوم كان يتمدد فوق السرير بينما يُراقب السقف بأعين شاردة

و إلي الآن هو كان لايزال يري نفسه غير مُخطئ بأي شيئ فهو لم يُخطط لأي مما حدث علي الرغم من كونه كان ضد علاقتهما منذ البداية

و لم يتدخل بأي مما حدث سوي كذبته علي ييشينغ حين أخبره بخيانة كاثرين و لو أنه لم يتولى تلك المهمة فكان سيقوم بها شخص آخر

والدة ييشينغ بالفعل تكره كاثرين لذا علاقتهما كانت مستحيلة و مازالت كذلك و هو كان قلقاً علي صديقه

ربما أظهر قلقه بطريقة خاطئة بنظر ييشينغ لكنها لم تكن كذلك بالنسبة إلي سيهون

تنهد بضيق حين تردد صوت ييشينغ برأسه... فهل انتهت صداقتهما حقاً؟

أغلق عينيه و استدار يُعطي ظهره للباب حين سمع صوت خطوات تقترب من الغُرفة فلم يرغب بمواجهة ماريا بهذا الوقت و بهذه الحالة

بهدوء دخلت كي تُبدّل ثيابها ثم جمعت شعرها إلي الأعلي بدبوس للشعر قبل أن تتقدم منه لتصعد علي السرير خلفه

أمالت برأسها من الخلف لتنظر إليه و همست

" جفنيك يرتجفان لذا لا تدّعي النوم"

تجاهل الرد عليها لتميل نحو أذنه تنفخ عليها بلطف فانتفض من مكانه يمسح علي أذنه بإنزعاج ثم استدار يرمقها بحدة فقابلته بإبتسامة بسيطة

" لقد عدت من العمل باكراً فلماذا لا نقضي بعض الوقت معاً؟"

" لا أريد"

تمتم بهدوء يمحو تلك النظرة الحادة عن وجهه و أمسك بالغطاء كي يتمدد أسفله مُجدداً إلا أنها أمسكت بيده تمنعه عن ذلك

" هيا لا تُفسد خططي بالتقرب منك"

قبّلت وجنته بحركة سريعة لينعقد حاجبيه حين شعوره بإنكماش معدته

" توقفي عن تقبيلي "

" ما رأيك بجولة شطرنج؟"

سألته تتجاهل ما قاله فضاقت عُقدة حاجبيه ثم استدار يُعطيها ظهره و عاد يتمدد فوق السرير مرة أخرى لتقول ببراءة مصطنعة

" ما هذا؟ هل خائف من الهزيمة؟ "

استقام عن السرير يُصدر زفيراً عالياً ثم تقدم من الباب يسبقها إلي الخارج فابتسمت بإتساع حين مر من جانبها لتلحق به هي الأخري

وضعت طاولة الشطرنج الصغيرة بينهما حيث يجلس كلاهما فوق الأريكة الكبيرة بغرفة المعيشة

سيهون تربع أمامها، يتكتف عاقداً حاجبيه وظهره مُستقيم بينما هي ضمت قدميها إلي صدرها تحتضنهما بذراعيها و تبتسم و هي تنظر نحو الآخر

" هل حدث شيئاً ما بعملك؟"

حرك عينيه نحوها ينظر إليها للحظات ثم هز رأسه بخفة ينفي ذلك

" والدتك؟"

" لا شأن لكِ"

هسهس بحنق فرفعت كتفيها بعدم اهتمام ثم أخفضت نظراتها نحو اللعبة تتخذ أولي خطواتها

" لست سيئة بهذه اللعبة علي الإطلاق لكنني أحب وضع الأهداف التحفيزية "

بعدم إهتمام لما تقوله قام بخطوته هو الآخر لتتخذ خطوتها التالية سريعاً و كأنها كانت تخطط لها قبل أن يأخذ دوره

" إذا فزت هل تُريد جائزة؟"

شخر ساخراً و طرف شفتيه ارتفع بإبتسامة ساخرة ليقوم باللعب ثم رفع عينيه نحوها

" ماذا؟ هل استسلمتي بهذه السهولة؟"

قهقهت لترفع كتفيها بينما تلعب

" لا، أنا فقط لا أريد أن أكون الوحيدة التي تضع مُقابلاً للفوز"

"و ماذا تُريدين؟ "

همس بهدوء ثم ضم قدميه نحو صدره كما تفعل هي

" أن تكون العارض للوحتي القادمة"

"ألم تقولي بأن عارضك سيأتي و لستِ بحاجة لي؟ "

تمتم بينما يخفض نظراته إلي اللعبة يُخطط إلي خطوته القادمة

" ليس هناك ضرراً من التغيير "

" و إن فُزت أنا..."

رفع عينيه نحوها ثم أكمل بهدوء

" سأقوم بتقبيلك"

تبادلت معه النظرات لبعض الوقت بإبتسامة بسيطة تعلو شفتيها عكس قلبها الصاخب ثم همهمت تدّعي عدم التأثر

_______________

" سنقوم بفحص آخر كي نتأكد من... "

سوهي وجّهت حديثها إلي تلك المريضة ضئيلة الحجم أمامها بينما تري تلك الفحوصات التي قدمتها إليها فأمسكت الأخري بيدها سريعاً تُقاطعها

" لا يُمكنني ذلك، الفحص و حتي العملية سيتكلفان الكثير و لا يُمكنني تغطية النفقات لذا فقط أعطني بعض المُسكنات"

تنهدت سوهي و هي تنظر نحوها لتهز رأسها بالنفي

" لا يُمكنني ذلك سيدة هيويون ، هذا خطر فقد تتحولين إلي مُدمنة...أنتِ بحاجة إلى عملية جراحية كي تتخلصي من الألم تماماً و لا يُمكننا القيام بالعملية إعتماداً علي فحوصات قُمتِ بها خارج المشفي "

و هيويون أخفضت رأسها بأعين لامعة لتحتضن بطنها بكلتا ذراعيه قبل أن تومئ

" إذاً لا بأس...يُمكنني التحمل "

أخفضت قدميها عن السرير بملامح مُتألمة و جرّت خطواتها خارج الغرفة ثم خارج المشفي بأكملها تحت نظرات سوهي التي تُراقبها من الخلف بتفكير

لكن ما أن اختفت تلك المريضة عن أنظارها نسيت أمرها و تقدمت من طاولة مكتبها لتحمل هاتفها كي تتصل بييشينغ...لكن كما الأيام السابقة لم تتلقى إجابة فتنهدت تُعيد هاتفها إلي مكانه قبل أن تستكمل عملها

_______________

"كش ملك...أنت مُحاصر سيد أوه"

حرك عينيه علي القطع يتأكد من ذلك ليتنهد حين وجد نفسه مُحاصراً، و ربما ما ساعدها بالفوز كان تفكيره المُتكرر بصديقه و عدم تركيزه إلا أنه لم يتخذه كـمُبرر أمامها

" لكن للأسف لا يُمكنني إتخاذك عارضاً لي طالما أنك لا تُريد ذلك...في جميع الأحوال جون سيأتي غداً لنعمل علي اللوحة"

تمتمت بهدوء فهمهم بلا مُبالاة و مازال يبحث بعينيه عن الأخطاء التي قام بها باللعبة لتبتسم ماريا

استقامت بجذعها قليلاً لتميل نحوه تُقاطع أفكاره بتلك القُبلة التي تركتها فوق إحدي وجنتيه فرفع عينيه نحوها ما جعل من إبتسامتها تتسع ثم احتضنت وجنته هامسة

" ما رأيك أن تبتسم بوجهي؟"

أمال برأسه قليلاً بينما يرفع أحد حاجبيه كرفض فعبست لتصفع وجنته بخفة و هي تعض علي شفتها السُفلي ثم ابتعدت عنه متوجهة نحو الغُرفة فقهقه بصوتٍ مكتوم

لملم قطع الشطرنج ليحمل الطاولة الصغيرة يضعها بعيداً قبل أن يلحق بماريا و بهدوء تمدد بجانبها

" ما الذي يشغل عقلك؟"

سألته بهدوء لتستند بمرفقها علي الوسادة بجانب رأسه بينما تميل بوجنتها فوق كفها

" لا شيئ"

تنهدت و رفعت كفها الأخري تضعها فوق صدره فأخفض نظراته قليلاً حيث أناملها التي تعبث بأزرار قميصه المنزلي ثم رفع عينيه نحو خاصتيها بصمت

" لا تثق بي أم لا تُحب مشاركة مشاعرك مع الآخرين؟"

عينيه انخفضت مُجدداً تنظر إلى كفها ثم رفع يده يُمسك بخاصتها فوق صدره هامساً بخفوت

" كلاهما"

و دون جدال التزمت الصمت تحترم رغبته بعدم الحديث لتضع رأسها فوق الوسادة بجانبه مُقتربة منه حتي أصبح وجهها قريباً من عُنقه بينما هو ضغط بكفه ببعض القوة علي يدها المتموضعة فوق صدره قبل أن يُغلق عينيه

__________________

" بيكهيوني تناول هذا الكأس "

تغنجت بكلماتها مُقتربة منه فابتسم بجانبية و سحبه منها ليرتشف ما به دفعة واحدة

بيكهيون كان مُحاطاً بثلاثة فتيات ، ينظر بينهن بإبتسامة واسعة يشعر و كأنه بالنعيم

لا يحمل هم والدته التي ستوبخه حين عودته إلي القصر لأنها ببساطة قد سمحت له بفعل ما يُريد

بينما عقله كان يقوم ببعض المسائل الرياضية للإختيار بينهن... من ستعود معه

تلك الشقراء الأجنبية ذات اللغة الكورية الركيكة؟

أو ربما تلك التي تمتلك أعين مسحوبة كخاصة الثعالب و ملامحها حادة مع شعر أسود قصير

هو شعر أنه يميل إلي تلك ذات الشعر الأسود الطويل التي تجلس مجاورة له...بشرتها الشاحبة و النمش القليل أسفل عينيها كان جذاباً

تنهد بعمق ليفرد ذراعيه علي مسند الأريكة خلف الفتاتين المجاورتين له بينما يضع قدماً فوق الأخري مع ابتسامته التي تكاد تشق وجنتيه

هو حقاً بالنعـ...مهلاً!

أخفض قدمه سريعاً و ابتسامته تلاشت تدريجياً بينما ينظر إلي بقعة مُعينة

مسح علي عينيه بقوة يتأكد مما يراه لكنها بدت هي حقاً...

سواء ثيابها التي لا تليق بالمكان الذي يجلسون به أو حتي وجهها ذو مستحضرات التحميل القليلة للغاية و التي بالكاد تُلاحظ

لكن ذاك الشاب أمامها من كان؟!

"بيكهيون"

ذات الشعر الطويل تمتمت حين وقف بيكهيون فجأة تاركاً الأريكة التي يجلس عليها و تقدم من البار حيث تجلس ابنة عم أخيه مع رجل غريب

أمسك بيدها يجذبها خلفه فشهقت بتفاجؤ بينما ذاك الرجل معها عقد حاجبيه ليلحق بهما و بسرعة أمسك ذراع هيبا الأخري يجذبها نحوه

" من تظن نفسك يا هذا؟"

حرك عينيه علي بيكهيون من الأعلي إلي الأسفل بتقزز فضغط بيكهيون بأنامله حول معصم هيبا

" بل من أنت؟"

هسهس من بين أسنانه فعقدت هيبا حاجبيها لتسحب يدها من خاصة بيكهيون و ابتعدت عنه لتتشبث بذراع ذاك الرجل

" هيوك، إنه حبيبي"

" ماذا ؟ "

بيكهيون صاح بعدم تصديق فارتفعت هيبا علي أطراف أناملها تهمس لصديقها بشيئ ما ليومئ إليها و عاد إلي مقعده بعدما رمق بيكهيون بحدة بينما بيكهيون تجاهله و تقدم خطوتين من هيبا قائلاً

" ما الذي تحاولين فعله؟"

" أبحث عن شخص يُناسبني، و قد وجدته بالفعل...هيوك رجل ناجح يمكن الإعتماد عليه لذا... ها نحن نتواعد"

رفعت كتفيها نهاية حديثها فقهقه بيكهيون بعدم تصديق و تكتف

" هل هذه خطتك الجديدة أنتِ و أمي؟ إذا كنتِ تريدين العودة إليّ يُمكنك قول ذلك مُباشرةً و لن أمانع"

" حسناً "

أومأت بخفة ثم استدارت كي تعود إلي مكانها فاتسعت عينيه ليركض سريعاً يعترض طريقها

" حسناً ماذا؟"

" حسناً إذا كنت تظن أن هذه خطة فلا بأس... لا أهتم لما تُفكر به و إذا أردت أيضاً يُمكنك البقاء مع نسائك إلي الأبد بينما تُفكر في أنني أريد أن أكون معك أنت "

بهدوء أجابته ثم ابتسمت بخفة

" لكن لا تنسي أنك فاشل فهل سأسعي لأن أكون مع رجل أكبر مني لازال يرسب بجامعته و يتلقى مصروفه من والدته؟ "

قهقهت ساخرة ليعقد بيكهيون حاجبيه و أراد الدفاع عن نفسه إلا أنها تجاهلته لتتخطاه متوجهة نحو هيوك

" تظن أنني سوف أصدقها"

تمتم بسخرية حين عاد إلي مكانه ثم قلب عينيه حين بدأت بالضحك مع المدعو هيوك

" هو ليس وسيماً حتي "

تكتف يدّعي الثقة إلا أنه كان مُدركاً أن تلك ليست الحقيقة

هيوك كان وسيماً، أطول منه، يبدو ناضجاً كما أنه ناجح كما تقول هيبا

فرصته كانت ضعيفة أمام الآخر

" لتفعل ما تشاء، أنا لا أهتم أبداً"

صرخ بإنفعال و هو يضرب علي أحد فخذيه فانتفضت تلك الفتاة التي تجلس علي يساره

" ما الأمر بيكهيوني؟"

التفت ينظر إليها بحاجبين معقودين ثم أعاد نظراته مُجدداً نحو ابنة عم أخيه و التي لا يهتم لها علي الإطلاق كما يُردد بعقله

" مجرد خطة سخيفة منها هي و أمي.. لن أهتم"

______________

وقفت هيونا أمام النافذة مُتكتفة بينما تنظر نحو بوابة القصر تنتظر تلك اللحظة التي سيتم فتح الأبواب بها و يدخل ابنها الأصغر مع إحدي نسائه

" سوف أُهدده بإلقاء نفسي من هنا"

تمتمت بغيظ لكنها تراجعت عن تلك الفكرة سريعاً بينما تهز رأسها إلي الجانبين فقد تقع من هنا بدون قصد و تفقد حياتها

ستكون فرصة بيكهيون لإقامة حفلاته بداخل القصر

لكن مع دخول بيكهيون من بوابة القصر وحيداً هي شعرت بالراحة

كان يسير بخطوات واسعة و عنيفة بينما يخطو إلي داخل القصر فقلبت شفتيها بإستغراب

" أمي"

شهقت بتفاجؤ حين فتح باب الغُرفة بقوة و التفتت تنظر إلى ييدام تتأكد من كونه لم يستفق علي صوته العالي ثم رفعت عينيها نحو بيكهيون

" ما خطتك أنتِ و هيبا؟"

"خطة؟ خطة ماذا؟"

عقدت حاجبيها بإستغراب فتقدم منها حتي وقف أمامها

" لقد وضعتما خطة لجعلي أعود إليها، أليس كذلك؟"

" عن أي خطة تتحدث؟ أنا لا أفهم شيئاً"

بصدق أمسكت بيده فجذب يده من خاصتها و أجابها بإنفعال و هو يُغادر الغُرفة

" لن تنطلي عليّ هذه الخدعة "

صفع الباب خلفه لتجفل هيونا ثم حكّت مؤخرة رأسها

" عن أي خدعة يتحدث؟! "

_________________

" لديك موعد بعد الظهيرة لرؤية النموذج الأولي ثم اجتماع مع قسم المالية الساعة الثانية و عشر دقائق"

هيرين أملت علي سيهون جدوله فهمهم و هو يقرأ أحد الإيميلات التي وصلته علي حاسوبه

" ماذا عن العُقد الذي طلبت تصميمه؟ "

" مازال يتم العمل عليه و لكن..."

تمتمت بتردد نهاية حديثها فرفع عينيه نحوها لتبتلع ريقها

" إذا كان هدية للسيدة ماريا ألا يجب أن يُطلق عليه اسماً مُميزاً؟"

" إنه هدية فلماذا أُطلق عليه إسماً؟"

تكتف عاقداً حاجبيه بعدم فهم لتتحمحم

" في جميع الأحوال سيتم التعامل معه كقطعة من إنتاج أوه... لذا كما ستكون قطعة مميزة لم لا يكون إسمها مُميزاً؟ "

"لا يخطر علي عقلي أي إسم بهذا الوقت "

حرك كفه في الهواء بلا مُبالاة و أمال نحو حاسوبه مُجدداً كي يُكمل عمله بينما هيرين صفّقت بحماس

" إنه مميز لذا لم لا يكون إسمه اللؤلؤة السوداء كما إسم لوحتها القادمة،ستكون هدية رائعة "

قهقهتها السعيدة هدأت تدريجياً حين رمقها ببرود لتبتلع ريقها ثم انحنت إليه بحركة عنيفة

"أعتذر سيدي"

انحنت مرة أخرى لتخرج من مكتبه بخطوات مبعثرة بينما هو راقب ذلك بتفكير قبل أن يبتسم بخفة

" اللؤلؤة السوداء! "

__________________

" متي انتقلتي إلي هنا؟ يبدو أنني غبت كثيراً"

جون تحدث بوجه جامد يحاول أن لا يُفسد لوحتها فسحبت ماريا نفساً عميقاً حين أفسد زاوية رأسه التي كانت تعمل عليها

" جون أنت تتحرك كثيراً"

أطلّت برأسها من خلف اللوحة تُهسهس بحدة فابتسم الآخر و اعتدل بجلسته بينما يجذب تلك الملاءة يجعلها تُغطي جسده بأكمله

" قد لا يبدو عليّ ذلك لكنني أشعر بالخجل من التعري أمامك هكذا لذا هل يُمكنك الإنتهاء سريعاً؟"

" أخبرتك منذ البداية أنني أحتاج عارضاً من أجل لوحتي و أنت تقدمت لهذا الدور بصدر رحب فلماذا تتحدث عن الخجل الآن؟"

قلبت عينيها ساخرة فتكتف بعبوس

" لم أتوقع أنكِ تقصدين كما ولدتني أمي حين قُلتِ عارياً "

" التماثيل و اللوحات السابقة لا توحي بشيء ما؟ "

أشارت نحو أعمالها السابقة بينما ترفع حاجبيها ببرود

" حسناً...لم تستخدمي عارضين سوي بلوحات معدودة و لم تكن عارية لذا..."

رفع كتفيه نهاية حديثه فزفرت ماريا بإنزعاج و وقفت من مكانها لتتقدم منه مما جعله يرتبك و ينظر إلي يديها يتأكد من أنها لن تُهاجمه بشيئ ما

" إذا تحركت مُجدداً أو تفوهت بحرف واحد  سأُرسل صورك علي أريكتي عارياً إلي حبيبتك "

ضم شفتيه يلتزم الصمت فأمالت تُمسك بكتفيه تجعله يتمدد جيداً ثم جذبت تلك الملاءة من فوق صدره إلي الأسفل

" أعتقد أنني أسمع صوتاً ما بالخارج"

أمسك يدها بتوتر كي يُبعدها عنه فابتسمت بجانبية مُتجاهلة إياه بينما تُخفض تلك الملاءة ببطئ شديد حتي ظهرت عظام حوضه

انتفض جون برأسه ينظر نحو الباب حين فُتح فجأة ليظهر من خلفه رجلاً طويل القامة ذو بشرة شاحبة وملامح حادة

بينما ماريا بعدم إهتمام حركت رأسها جانباً تنظر نحو سيهون ثم و بكل برود هي رسمت إبتسامة علي شفتيها بسيطة قبل أن تستقيم بجذعها مُتكتفة أمامه

To be continued.....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top