1
Start
"أمي لقد فهمت الأمر لذا توقفي عن تكراره، ليس و كأنني تغيبت عن أي احتفال من قبل"
ذو قامة طويلة، أكتاف عريضة و شاحب البشرة... يجلس ذو الثانية و الثلاثين من عمره خلف مكتبه رافعاً أكمام قميصه الأبيض إلي المُنتصف و شعره مُصفف إلي الأعلي يكشف عن تقاسيم وجهه الحاد بينما سبابته تنقر علي المكتب بنفاذ صبر يُنصت إلي توبيخ والدته
" أنا لا أثق بك سيهون، المرة الوحيدة التي لم أؤكد عليك الحضور أنت تغيبت عن الحفل و صورتي أمام العائلة اهتزت"
علي عكسه والدته امتلكت ملامحاً هادئة لطيفه فقط من النظرة الأولي يُمكنك معرفة كم هي امرأة رقيقة و حنونة
"حينها كنت أمتلك مهمة أمي... دعينا ننسي الماضي الآن و اتركيني أُركز بعملي فهناك تصاميم أريد مُراجعتها "
" هل العمل يسير بصورة جيدة؟ "
همهم كإجابة ثم رفع يده البارزة عروقها بمثالية ليحك جبينه بضيق
" مشكلة بسيطة سأقوم بحلها سريعاً لا تقلقي أمي"
"حسناً بُني كن بخير و لا تنسي الحفل "
حذرته نهاية حديثها ليقلب عينيه ثم همهم بإستسلام يؤكد حضوره قبل أن يُغلق الهاتف
وضعه جانباً يُعيد نظراته إلي الأوراق المُبعثرة أمامه قبل أن يزفر بحنق وجذب الهاتف مُجدداً يتصل علي صديقه المُقرب فوجد هاتفه مُغلقاً ليتصل علي مكتبه
بعض الوقت مر حتي حصل علي إجابة من الجانب الآخر لصوت غير صوت صديقه
" ماهذا؟ ييشينغ ليس بمكتبه؟"
"لا سيد أوه لقد خرج...كنا نعمل علي قضية ما لكن فجأة أتاه إتصالاً و خرج يبحث عن... شخص ما ؟"
أنهي حديثه بتردد ليتنهد سيهون و هو يُمسد جبينه ثم تمتم بحنق
"تلك اللصة "
______________
بصدر يعلو و يهبط اختبأت تلك الفتاة بإحدي الأزقة التي قابلتها أثناء هروبها
ثيابها الجلدية السوداء تحتضن جسدها الممشوق و جزء صغير من بطنها يظهر من ثيابها كاشفاً عن حلق سُرتها اللامع و الرقيق
كحل أسود رُسمت به عينيها و أحمر شفاه قاتم اللون يُحدد شفتيها الرقيقتين
رفعت كفها تضعه علي صدرها في محاولة لتنظيم أنفاسها و بصعوبة ابتلعت ريقها لتتلفت من حولها تتأكد أن لا أحد يلحق بها بعد الآن
و بعد أن تأكدت من فراغ الزقاق و ما حوله خرجت من هُناك بتنهيدة عميقة غادرت ثُغرها إلي أن فُردت أمام عينيها أساور حديدية تعرفها جيداً فشهقت بفزع و تراجعت خطوتين حين ظهر أمامها ذاك الشاب ذو الثياب الرسمية و الغمازة الظاهرة بفعل ابتسامته الجانبية
"مرحباً بكِ مُجدداً..."
نبس بهدوء ليجذب يديها يُقيدهما بتلك الأساور إلي أن وقعت عينيه علي الجزء الظاهر من بطنها فرفع عينيه نحوها يُهسهس من بين أسنانه
"حلوي التوت خاصتي"
_________________
السيدة هيونا أغلقت المُكالمة مع ابنها الأكبر لتنظر إلي تلك الصورة المتموضعة علي الطاولة الصغيرة بجانب سريرها ثم تنهدت بحزن
"ياااا إلي أين تذهبين؟"
عقدت حاجبيها حين سمعت صوتاً صاخباً يأتي من الحديقة الخارجية فابتعدت عن سريرها و تقدمت من الشُرفة تنظر إلي مصدر الصوت
و ابنها الأصغر شبيه الجراء كان يتمايل بثمالة يحتضن خصر إحدي النساء و التي لا يخفي ماهية عملها....ثيابها كافية لتوضح من أين أتي بها
حركت عينيها ببطئ معه إلي أن وصل إلي المنزل الخارجي المتواجد بحديقة المنزل فابتسمت بتصنع و استدارت تبحث عن شيئ ما إلي أن أخرجت عصا طويلة من خزانة ثياب زوجها الراحل
" أنت استخدمتها لركل الكُرات و أنا سأركل بها مؤخرة ابنك المنحرف"
تمتمت لتمسح بيدها طولياً علي تلك العصا الخاصة بلعبة البيسبول ثم خرجت من غُرفتها بخطوات سريعة
" خالتي.. أووه إلي أين تذهبين؟"
فتاة ذات ملامح هادئة مثلها تُنافسها بالرقة قابلتها في طريقها لتأديب ابنها الأصغر فنظرت إليها الأخري قائلة بعصبية
" أقوم بتأديب المنحرف الصغير"
تلك الفتاة حاولت تهدئتها لكن الأخري دفعتها لتخرج إلي منزل الحديقة فلحقت بها الفتاة بقلق
و ما إن ركلت الباب بقدمها شهقت تلك الفتاة خلفها بخجل تُدير وجهها بينما هيونا عينيها اتسعتا بصدمة حين رؤية ابنها الأصغر بوضع مُخلٍّ مع فتاة ليل
" بيون بيكهيون أيها السافل المنحرف"
صرخت تركض نحوه بتلك العصا تضرب ما يُقابلها و ابنها المقصود عينيه اتسعتا يفصل قُبلته الجامحة مع تلك التي معه ليحاول كلاهما الهرب
ربما فتاة الليل نجحت بلملمة أغراضها و الهرب من بين يدي هيونا فبعد كل شيئ هي لم تكن هدفها بل المنحرف الآخر
و بيكهيون انتهي به المطاف بغرفة المعيشة الواسعة بداخل ذاك القصر...مؤخرته تورمت كما وجهه الذي لم يسلم من عصا البيسبول فوالدته لا تمزح حين تقوم بضربه
تبادل النظرات بين والدته و بين ابنة عم أخيه الأكبر التي كلما وقعت عينيه عليها يرمقها بحدة تجعلها تشيح بنظراتها بعيداً عنه سريعاً
" كم مرة حذرتك من مُمارسة الرذيلة بمنزلي الثمين بيون بيكهيون؟"
والدته هسهست بحدة و العصا ترتفع إلي أعلي ثم تنزل علي كفها بحركات بسيطة تُعبر عن غضبها المكبوت بينما أعين المقصود تتحرك مع العصا إلي الأعلي و الأسفل بتوتر
"لم تكن معي النقود... الكافية للذهاب إلي فندق "
حازوقة قاطعت حديثه لتصرخ والدته بنفاذ صبر ثم ضربت بالعصا علي الأريكة بجانبها تجعل من تلك الفتاة الواقفة بجانبها تنتفض بفزع كما بيكهيون
"لا بفندق ولا هنا ولا بأي مكان...بيكهيون ألا تشعر بالخجل؟ انظر إلي هيبا إنها أصغر منك و قد تخرجت بالفعل بينما أنت لازلت بالجامعة...بجدية متي تنوي تحمل المسؤولية؟"
بيكهيون حرك عينيه نحو المقصودة فأشاحت بنظراتها بعيداً بمجرد أن تلاقت نظراتهما لترتفع طرف شفتيه بسخرية
" هل تُقارنين كلية الطبخ خاصتها بكُلية الهندسة خاصتي؟ "
بتقزز أشار نحوها ثم أشار إلي نفسه بتعالي ليتلقي ضربة مؤلمة من العصا بيد والدته فصرخ بأعين اتسعت بصدمة
"لتنجح أولاً بكلية الهندسة خاصتك ثم اغتر بنفسك أيها الفاشل...بيون بيكهيون انظر إلي"
صرخت عليه بنهاية حديثها حين لاحظت نظراته نحو هيبا و اشارته لها بيده بأنه سيقتلها... طفولي و مزعج للغاية مقارنة بعمره و والدته تكاد تفقد عقلها بسببه
" ما الأمر عزيزتي؟"
ببراءة ابتسم ينظر إلي والدته التي تنهدت بقلة حيله
" إن لم تنجح هذا العام فصدقني سأجعلك تذهب للعمل بالشركة مع سيهون... و تعلم كيف يكون سيهون إذا تعلق الأمر بالعمل"
رفعت حاجبيها بتهديد قبل أن تسحب تلك العصا معها فانتفض بيكهيون بفزع حين مرت والدته من جانبه ظناً منه أنها ستضربه مُجدداً لكنها فقط تجاهلته و توجهت إلي غُرفتها
بمجرد أن اختفت والدته عن أنظاره حرك عينيه نحو هيبا التي جفلت بفزع من نظراته و استدارت كي تذهب فأسرع يُمسك بمعصمها يجذبها نحوه
"بالطبع...إنها أنتِ"
قهقه بسخرية فرفعت حاجبيها بعدم فهم ليترك يدها بتقزز ثم نفض يديه سوياً بينما يُحذرها بنبرة مُنزعجة
"توقفي عن مُراقبتي فدورك هو أن تُراقبي سيهون و تُلقي القلوب نحوه لا أن تتدخلي بشؤوني و تشي بي إلي أمي "
بيكهيون بوضوح كان يتهمها بإكتشاف والدته أمره علي الرغم من أن صوته العالي بسبب ثمالته هو ما تسبب بكشفه، بينما هيبا بعدم فهم أمالت برأسها قليلاً تحاول استيعاب مقصده
" يااا هل ستدّعين الغباء الآن؟ ثم ما هذا؟.. "
رفع سبابته يطرق علي شفتيها بإنزعاج لتنتفض إلي الخلف بفزع
"هذا يُدعي فم يجب أن تتحدثي به... أنتِ لستِ بكماء أليس كذلك؟"
رفع حاجبيه ينتظر أن تُجيبه لكنها فقط اكتفت بالنظر إليه بصمت ليقلب عينيه بإنزعاج
"ياااا أنا أتحدث معكِ "
صاح بها بإنفعال فجفلت و حين خطي نحوها مُجدداً هي استدارت تركض إلي الأعلي بذُعر ليرفع بيكهيون حاجبيه بتفاجؤ من ردة فعلها
" لا يُمكن أن تكون بكماء تلك الواشية المُزعجة"
مسح علي ثيابه بإنزعاج قبل أن يتأوه بألم
"إلهي...لم أعد صالحاً بعد اليوم فأمي هذه المرة لم تترك عظمة واحدة سليمة"
تأوه بدرامية مُمسكاً بخصره ليجر خطواته نحو الأعلي حيث غُرفته هو الآخر بينما يندب حظه و بداخل عقله هو مُصر علي أن السبب بإكتشاف أمره هي تلك الواشية ابنة عم أخيه الأكبر
________________
موسيقي هادئة كانت تتردد بأنحاء غُرفة ذات طلاء أبيض قد تعلقت بأنحائه لوحات مُختلفة و تماثيل طينية ذات مفاهيم معظمها جريئ
إمرأة ثلاثينيه ذات ملامح حاده و شعر أسود يصل إلي أسفل كتفيها بقليل، و ثياب راقية ترتدي فوقها مئزر كي لا تتلوث ثيابها كانت تجلس خلف لوحة بيضاء خُطت بها الخطوط الأولية لرسم ذاك الرجل المُعضل أمامها يتمدد علي أريكة رافعاً إحدي ذراعيه فوق مسندها بجانبه و ذراعه الأخري كما إحدي قدميه تتدليان علي الأرضية بإهمال
شعره مُبعثر و جسده العاري لا يستره سوي ملاءة حريرية ذات لون أسود لامع تستر جُزءه السُفلي بعشوائية كذلك
رفعت عينيها نحوه تنظر إليه بتركيز و كفها تتحرك بقلم الرسم خاصتها ترسم تفاصيل جسده بدقة و مثاليه
و خطأ صغير وقع حين فُتح الباب فجأة تسمع شخصاً مُزعجاً يصرخ بإسمها
أغمضت عينيها بإنزعاج ثم أعادت فتحهما تنظر إلي الخط الطولي الذي شوه رسمتها بسبب إفساد الأجواء من حولها... اللوحة فسدت بسبب ذاك الأحمق
"يون ماريا"
صاح مُجدداً حين وقف بجانبها فرفعت يدها تُشير إلي ذاك العاري علي أريكتها بالرحيل فاعتدل الآخر يرتدي ثيابه ليُغادر و بمجرد أن أغلق الباب خلفه ارتفع صُراخ الواقف بجانبها حين غرزت أحد أقلامها بفخذه ببرود دون أن تلتفت نحوه
"ما الذي ذكّرك بي شياو فنغ؟ "
نهاية سؤالها رفعت عينيها نحوه تري العرق بدأ يتصبب من جبينه للألم الذي يشعر به بفخذه فتحرك بخطوات غير مُتزنة كي يجلس علي الأريكة مُقابلاً لها
" أريد مُساعدتك"
"لقد توقفت عن العمل معك منذ زمن ولا أنوي العودة مُجدداً...كما تري أصبحت مشهورة لذا لا أظن أنك تستحق أن أُضحي بكل شيئ لأجلك"
رفعت أحد حاجبيها بنهاية حديثها البارد فابتلع ريقه حين حركت عينيها بعيداً عنه لتحمل اللوحة و تقدمت بها نحو ركن مُبعثر به لوحات أخري تبدو لم تكتمل و ألقت بها بينهم ثم استدارت إليه مُتكتفة
" ألن تُغادر؟ "
" اسمعيني فقط... "
تحدث بتوتر ليقف من مكانه مُقترباً منها بملامح الألم تعلو وجهه إلي أن وقف أمامها و ابتسم ببلاهة
" الفتيات الجُدد جميعهن لا يملكن شخصية كما شخصيتك و ذاك الرجل لا توجد من تستطيع إيقاعه بسهولة...إنه مغرور و مُغتر بنفسه كما أنه يظن أن الجميع أقل منه... لا أعلم من يظن نفسه ذاك الغبي؟"
تكتف بإنزعاج فرمقته بهدوء لبعض الوقت قبل أن تسأل
" هذه المرة يبدو أنك لا تُريد سرقته فقط بل تنتقم...ما سبب انتقامك منه؟ "
أمالت برأسها تنتظر إجابته ليعقد حاجبيه بإنزعاج
" لقد أفسد عملي و ليس هذا فقط بل أوقف جميع وسائل اتصالي بالصين ويقوم بمراقبتي... لم يكتفي بذلك بل سخر مني حين ألقي القبض علي... أنهيت عقوبتي منذ عام و أنتِ أول من فكرت به...خططت لكل شيئ و كل شيئ جاهز ينقص فقط موافقتك "
ابتسم لها نهاية حديثه فعقدت حاجبيها
"عملك المُتعلق بالصين تعرف جيداً أنني ضده لذا هو فعل الصواب...أما بالنسبة إلي انتقامك فيبدو سخيفاً بالنسبة لي...هل أعود إلي العمل الذي تركته منذ سنوات فقط لأنك طفل تأذت مشاعره بسبب سخرية شخص ما منه ؟ "
قهقهت بسخرية و دفعت كتفه لتخلع مئزرها تضعه جانباً ثم تقدمت من المرآة المتواجدة بإحدى جوانب الغُرفة لتُخرج مُستحضرات التجميل خاصتها
" هو أمر تافه بالنسبة إليك لكنه ليس كذلك بالنسبة لي، أنا أريد كسر غروره و بالوقت ذاته الإستفادة منه... "
توقفت يدها أمام شفتيها لتتوقف عن وضع أحمر الشفاه بينما تنظر إليه من خلال المرآة تنتظر أن يُكمل فاقترب منها يُظهر أمامها صورة لرجل ذو ملامح ربما أكثر حدة من خاصتها و لا يبدو بأن وجهه قد عرف معني الضحك و الإبتسامة يوماً
لكنه وسيم بعد كل شيء
رفعت عينيها بعد أن تفحصت الصورة تنظر إلي شياو فنغ مُجدداً فابتسم هو ثم قال
"أوه سيهون ضابط سابق و الآن هو المسؤول عن شركات أوه للمجوهرات فهو تولي إدارتها بعد وفاة أخته و الآن كل ما علينا فعله هو كسر غروره بواسطتك و إفساد عرضه القادم فهذا سُيحطم شركاته بلحظة و..."
"لا أشعر بالحماس... عرضك مرفوض"
أعادت نظراتها إلي المرآة تستكمل وضع مستحضرات التحميل فعبس الآخر و تذمر
" ماريا "
" و المرة القادمة إذا تسببت بإفساد عملي فصدقني القلم قد يتحرك جانباً قليلاً "
أخفض عينيه إلي الأسفل لتتسعا بفزع ثم ضم قدميه يتألم فقط لمجرد تخيل الأمر...هي ستفعل ذلك و لن تُبالي إن تسبب هذا بموته حتي
________________
ذات الأعين المُكحلة وقفت أمام مكتب ذاك الضابط عاقدة يديها المُقيدتين سوياً أمام معدتها بينما تنظر إليه يعمل بتركيز مع مُساعده
" سيد چانغ...أنا لم أسرق شيئاً و لم أخدع أحداً بالطبع ليس لأنني لا أريد بل لأنك أفسدت مُهمتي لكن بالنهاية أنا لم أفعل شيئاً لذا هلا تركتني أذهب فأنا هنا منذ خمس ساعات تقريباً"
تحدثت بينما تحك كفيها سوياً بتوتر فرفع الآخر عينيه نحوها كما فعل مُساعده
"لا بُد أنكِ جائعة، سأنتهي من عملي ثم نخرج سوياً لنتناول الغداء "
نبس ببرود ثم عاد يستكمل عمله و مُساعده لم يتفاجأ مما سمعه فهو اعتاد ذلك...سابقاً كان سيشهق و يفتعل دراما لكن الآن الأمر أصبح روتينياً
" شكراً لك لست جائعة لكنني أرغب بالمُغادرة"
" جونغ هو هل أحضرت معلومات عن المُشتبه به بمحاولة سرقة التصميمات الخاصة بشركة أوه؟"
سأل مُساعده فرفعت حاجبيها بأعين مُتسعة حين تجاهلها ييشينغ ثم قهقهت بعدم تصديق
"نعم سيدي...سأُحضرها الآن "
استأذن منه ليخرج من هناك بينما ييشينغ رفع عينيه نحو تلك التي تقف أمامه بإنزعاج واضح
" كاثرين "
استقامت بوقفتها سريعاً حين اقترب منها إلي أن وقف أمامها
" أعرف أنكِ لن تهتمي لما أقوله لكن احذري فلن أستطيع إخراجك بكل مرة"
رفع كفه يُبعد خصلاتها إلي خلف أذنها ثم أمال يُقبّل وجنتها بعمق فانكمشت علي نفسها بينما تبتعد خطوتين إلي الخلف عاقدة حاجبيها
"لولاك لما دخلت إلي هنا، سيد چانغ أنا لم يتم الإمساك بي لو لمرة واحده قبل أن تبدأ أنت بمُلاحقتي لذا أخرجني من عقلك قليلاً و حينها حياتي ستكون أفضل ولن أدخل قسم الشرطة أكثر مما أدخل إلي منزلي"
هسهست بحقد فرفع كتفيه بلا مبالاة
"هذا عملي إن لم تكوني نسيتي ذلك "
" كلانا يعلم أنك لا تُلاحقني فقط لأنه عملك لذا لا داعي للكذب "
شخرت بسخرية لينظر إليها قليلاً قبل أن يُخرج المفتاح من جيبه و قام بفتح الأصفاد بهدوء قبل أن يعود إلي خلف مكتبه قائلاً دون أن يلتفت نحوها
"يُمكنكِ المُغادرة "
و هي لم تنتظر كثيراً بل غادرت سريعاً قبل أن يتراجع بكلامه
جونغ هو رفع يديه إلي الأعلي بفزع حين قابلته بأعين غاضبة أمام الباب لتشيح بنظراتها بعيداً عنه و أكملت طريقها إلي الخارج بينما هو دخل ينظر إلي رئيسه بتوتر
" هيا لنُكمل"
ييشينغ نبس ببرود ثم مسح علي شعره المُصفف إلي الخلف فابتلع جونغ هو ريقه و اقترب منه يجلس بجانبه... يبدو أن ييشينغ قد وصل إلي أعلي مراحل الغضب لكنه محظوظ فـييشينغ يُسيطر علي غضبه ليس كرئيسه السابق أوه سيهون
______________
"نعم ماري لقد وصلت...اطلبي شيئاً من أجلي"
كاثرين همهمت قبل أن تُغلق هاتفها ثم أخفضت نظراتها بحنق تنظر إلي قدمها حيث كعب إحدي فردتي حذائها قد كُسر أثناء مُلاحقة الشُرطة لها
"تباً لك ييشينغ، أفسدت حياتي بأكملها"
تمتمت بتذمر لتدفع باب المقهي بكفها ثم دخلت ليتبدل عبوسها بإبتسامة مُتسعة و بسعادة لوّحت إلي ماريا التي ابتسمت إليها بخفة
" لقائك هو ما كنت أحتاج إليه بهذا اليوم"
ألقت رأسها فوق الطاولة بعبوس لتعقد ماريا حاجبيها و هي تتفحص صديقتها ثم ارتشفت القليل من فنجان القهوة خاصتها قبل أن تسأل بهدوء
"مازال يُطاردكِ؟"
كاثرين رفعت عينيها تنظر إليها قبل أن ترفع رأسها عن الطاولة و بعبوس برزت به شفتها السُفلي هي أومأت لتتنهد ماريا
" شياو فنغ سيقتلني أو يطردني و كلاهما أسوأ من بعضهما، أنا لم أعد ذات قيمة منذ أن اقتحم ييشينغ حياتي مُجدداً"
"كم كان مبلغ اليوم؟ "
سألتها بهدوء فحركت كاثرين عينيها بتفكير قبل أن تضرب جبينها بتذكر
"إلهي إنها عشرون ألف دولار"
انتحبت لتضرب رأسها بالطاولة و أوشكت علي البكاء لولا كف ماريا التي ربتت علي كتفها
" سأُعطيكي خمسة و عشرون و سينسي الأمر "
رفعت كاثرين رأسها بحركة سريعة لتهز رأسها إلي الجانبين بعنف ترفض ذلك
"لا يُمكنني ذلك ماري... لن أقضي ما بقي من حياتي أسحب الأموال منكِ لتقديمها إلي شياو فنغ.."
"أخبرتك سابقاً أن لا تُقدميها له و أن تستخدميها لتحقيق حلمك لكن أنتِ... "
تحدثت بهدوء لتُقاطعها كاثرين بنبرة مُنزعجة
"لا يوجد حلم لدي سوي تحقيق ثروة كبيرة... الأموال هي كل شيئ ماري و هذا هو الشيئ الوحيد الذي أتفق به مع شياو فنغ "
" بذكر ذاك الأحمق "
قلبت عينيها لتتكتف
" لقد أتي اليوم لزيارتي...يُريد مني القيام بمُهمة ما"
كاثرين اعتدلت بجلستها رافعة حاجبيها بتفاجؤ
" و هل وافقتي؟ "
" بالطبع لا...يُريد الإنتقام و شياو فنغ ليس بالشخص المُقرب لقلبي كي أساعده بإنتقامه "
رفعت كتفيها بلا مُبالاة و التفتت تُخرج صورة من حقيبتها ثم ناولتها إلي الأخري
" كُنت سأُخبره بأن يسند هذه المُهمة لكِ لكن بالطبع لن تنجحي بسبب ذاك الضابط الذي يُلاحقك بكل مكان "
" هذا السافل "
هسهست كاثرين و هي تنظر إلي الصورة بين يديها و بدت بأنها لم تسمع ما قالته ماريا فعقدت الأخري حاجبيها
"هل تعرفين من يكون؟"
ضمت كاثرين شفتيها لتومئ دون أن تُبعد عينيها عن تلك الصورة
" إنه أوه سيهون... "
رفعت عينيها تنظر إلي الأخري ثم أكملت بغصة توسطت حلقها
"إنه صديق ييشينغ الذي أخبرتكِ بشأنه سابقاً"
"ذاك الشاحب؟"
ماريا ضيّقت عينيها بشك لتومئ كاثرين ثم استنشقت ماء أنفها لتتكتف بعدما ألقت الصورة فوق الطاولة بعنف لتلتقطها ماريا
عينيها تفحصتا تلك الصورة لبعض الوقت قبل أن تبتسم ثم أخرجت هاتفها باحثة عن رقم ما
" شياو فنغ...أنا أوافق "
_______________
" من يكون؟"
سيهون سأل بإهتمام و هو يجلس أمام ييشينغ بمكتبه فأخرج ييشينغ الملف من درج مكتبه يناوله إياه
"كما توقعت... إنه مُنافسك"
همهم سيهون و هو يقرأ ما بذاك الملف قبل أن يرفع عينيه إلي الآخر
"حسناً سأتولي أمره بنفسي "
" تعلم! لن تمت إذا قُلت شيئاً مثل شكراً لك صديقي"
ييشينغ سخر منه ليتجاهله المقصود ثم أخفض عينيه مُجدداً يقرأ الملف بإهتمام
" البارحة اتصلت بك لكنني اكتشفت أنك تُلاحق شخصاً حذرتك منه مُسبقاً"
"اااه بالمُناسبة عيد ميلاد سوهي بنهاية الأسبوع القادم و سنُقيمه بنفس الملهي لذا لا تشغل نفسك بذاك اليوم "
بعدم اهتمام قاطعه ييشينغ ليتنهد سيهون ثم وقف من مكانه يطرق بالملف فوق الطاولة
" إذاً أحضر معك خاتماً لعرض الزواج عليها بيوم عيد ميلادها ستكون هدية رائعة "
تحرك ليخرج من مكتب ييشينغ الذي صاح بإنزعاج من خلفه
" ضع الخاتم بمؤخرتك سيهون "
قهقهة باردة صدرت عن المقصود ليرتدي نظارته الشمسية تزامناً مع إغلاق الباب خلفه فزفر ييشينغ بضيق و مرر أنامله بخصلات شعره يُتمتم بإنزعاج
" آهٍ لما أوصلتني إليه كاثرين "
_____________
ماريا بنظرات باردة أنصتت إلي الجالس مُقابلاً لها يشرح خطته بحماس و كاثرين الجالسة بجانبها تنظر إليه بإشمئزاز واضح
أحلامه الوردية بالإنتصار علي أوه سيهون جعلت من لُعابه يسيل تحت أنظارهما لكن ماريا لم تبدو مهتمة لتلك التفاصيل كما كاثرين
"لا تبدو كخطة مدروسة بالنسبة لي..."
ماريا قاطعته بهدوء لتميل بجذعها إلي الأمام قليلاً تستند بمرفقها فوق قدمها حيث تضع واحدة فوق الأخري
"لقد قُلت أنه ضابط سابق، فطن و حاد الذكاء إلي جانب أنه ذو شخصية صعبة المراس و سريع الغضب...أتظنه أحمقاً ليوافق علي بقائي بمنزله بهذه الطريقة؟ "
أومأت كاثرين بعنف موافقة إياها لتُهسهس بعبوس
" إنه سافل لكن يصعب أن تقوم امرأة بإغوائه... مر ستة عشر عاماً منذ عرفته و إلي الآن لازال لا أحد يعرف ما هي مواصفات فتاة أحلامه... "
" و چانغ ييشينغ لا يعرف عنها؟ "
شياو فنغ سأل بإبتسامة مُستفزة يميل برأسه بينما ينظر إلي كاثرين لتنظر إليه قليلاً إلي أن شعرت بكف ماريا يُمسك بخاصتها تُسيطر عليها كي لا تغضب فابتسمت بتصنع قائلة بهدوء
" لا أحد يعلم و ذلك يشمل والدته أيضاً ، لكن صدقني حتي و إن كان ييشينغ علي علم بالأمر فلا تظن بأنني سأُساعد بالأمر"
"و لم ذلك؟"
رفع حاجبيه ببراءة مُصطنعة لتضيق عُقدة حاجبي كاثرين ثم وقفت من مكانها تُغادر المكان بإنزعاج واضح
"شياو فنغ"
ماريا همست ليُهمهم الآخر بإبتسامة إلي أن رآها تتقدم منه فتلاشت ابتسامته تدريجياً و قبل أن تُمحي تماماً كان قد اندفع بمقعده إلي أحد أركان الغُرفة بعدما ركلته بوجهه بقوة
"لا تعبث مع كاثرين إذا كنت لا تريد عداوتي "
نطقت بهدوء مُبالغ و ارتدت نظارتها الشمسية بينما تشق طريقها نحو الخارج كي تلحق بصديقتها في حين شياو فنغ كان خلفهما علي الأرضية يحاول الوقوف لكن ركلة الأخري لم تكن بمزحة
______________
"ارتدي بذلتك بيكهيون... ما الذي ترتديه؟ "
والدته وبخته لتُمسد جبينها بنهاية حديثها
شيئ اعتادت عليه منذ وفاة زوجها الثاني بيون و هو حفل كل شهر يُقام بالقصر ويجمع أفراد العائلة مع أقاربهم و أصدقائهم
هذا شيئاً لم يكن ينل إعجاب سيهون... و بيكهيون لا يُحب ذلك لأنه يكره أقاربهم بينما كلاهما يتحمل تلك الإحتفالات فقط لأجل والدتهما
بيكهيون ارتدي بنطالاً أسود ضيّق و من منطقة الرُكبتين مُمزق يُظهر رُكبتيه
يعلوه قميص أسود أكمامه القصيرة اختفت أسفل السُترة الجلدية ذات اللون الأحمر، و عينيه قد برزتا بوضوح مع ذاك الكُحل الذي تخططت به عينيه
وسيم... لكن هذا لا يليق أبداً بحفلة والدته الراقية
" نظف وجهك و ارتدي بذلتك قبل أن أُحضر عصا البيسبول...أنت تفهمني أليس كذلك؟"
أشارت إليه بتحذير ليرفع عينيه و أوشك علي أن يقلبها بملل لولا نظرات والدته التحذيرية فتحمحم بتوتر و ابتعد بنظراته عن والدته لتقع علي تلك التي تقف خلفها
أمال برأسه قليلاً كي ينظر إليها... ثيابها الرقيقة كما مُستحضرات التجميل التي تكاد أن تُلاحظ
عقد رقيق برقبتها و شعرها منسدل خلفها
تنهد بإبتسامة جانبية ليهز رأسه إلي الجانبين
"بيكهيون هيا"
والدته ألقت نحوه وسادة جذبتها من فوق الأريكة المجاورة لباب غرفته قبل أن تخرج من هناك فاستدارت هيبا كي تلحق بها لولا بيكهيون الذي استوقفها
"تبدين...جميلة "
توقفت بخطواتها أمام الباب من الداخل لتضم قبضتها التي ارتجفت بخجل فتقدم منها بيكهيون إلي أن وقف خلفها
"و هذا الدبوس رقيق"
رفع يده ليُمسك دبوس الشعر الذي يُمسك ببضعة خصلات من شعرها المنسدل و ببطئ جذبه لتلتفت إليه هيبا
بيكهيون أمسك بيدها ليفردها برقة يستشعر إرتجاف الأخري فابتسم بخفة
"رقيق مثلكِ تماماً"
وضع الدبوس بكفها يقصده بحديثه فرفعت هيبا حاجبيها و نظرت إلي الدبوس بإبتسامة تكاد تُلاحظ
" لكن هذا عكس مواصفات فتاة أحلام سيهون..."
أعادت رفع عينيها نحو بيكهيون لتُمحي ابتسامتها تماماً بينما ابتسامة بيكهيون اتسعت أكثر
"لا أحد يعلم مواصفاتها لأن سيهون لم يتحدث يوماً عن ذلك لكنني واثق أن شخصية كأخي لن يقع لفتاة رقيقة مثلك"
هيبا رمشت بتوتر جاذبة يدها من خاصته ثم استدارت لتخرج من هناك بخطوات مُبعثرة ليتنهد بيكهيون الذي بعثر شعره بعشوائية
"حان وقت ارتداء بذلة الإعدام"
تحدث بدرامية و أطلق موسيقي الموت من بين شفتيه بينما يقترب من الباب بخطوات منضبطة إلي أن أغلقه ثم صرخ بإنزعاج ليضرب رأسه بالباب بمجرد أن أغلقه
"تباً لهذه العائلة"
______________
أوقف سيهون السيارة بمكانها المُخصص بداخل حدود القصر ثم خرج من السيارة ببذلته الرسمية لينظر من حوله يستكشف ما إذا كان قد تأخر
و لم يكن كذلك فلم يكن هناك أي سيارات بالخارج ليتنهد براحة قبل أن يخطو نحو الداخل
الخدم بكل مكان يسيرون بخطوات سريعة ليُدرك أن اللمسات الأخيرة مازالت لم توضع بعد بينما لا أحد من أفراد عائلته الصغيرة كان هناك سوي فتاة رقيقة مألوفة بالنسبة إليه
تقدم منها ليقف أمامها فرفعت عينيها ببطئ نحوه إلي أن رأته لتتسع عينيها تدريجياً ثم انتفضت من مكانها تقف أمامه بتوتر... ها قد وصل ابن عمها
" كيف حالك؟"
سألها ببرود غير مهتم كثيراً نحو الإجابة، بيكهيون الذي لمحه من أعلي السلالم أوشك علي الصراخ بإسم أخيه لولا رؤيته له يقف مع هيبا
و بحماس بيكهيون تكتف ليُضيّق عينيه محاولاً سماع ما يقوله لكن المسافة لم تسمح له بسماع صوت أخيه ولو بصورة همسات خافته
" بـ بخير"
تمتمت بخجل و أخفضت رأسها لتضيق عُقدة حاجبي بيكهيون أكثر
"أليست بكماء؟"
أمال برأسه بشك لكن سرعان ما تأوه بألم حين تلقي صفعة علي مؤخرة رأسه ليلتفت سريعاً إلي والدته التي تحمل رضيعاً بين ذراعيها تتسائل بشك
"هل تنظر إلي الخادمات؟"
عينيه اتسعتا بصدمة لينظر نحو الأسفل حيث الخادمات قبل أن يصرخ بفزع
"بجدية أمي جلدهن ترهل فأي إغراء به؟"
"هذا وقح اعتذر الآن"
بيكهيون قلب عينيه ليركض إلي الأسفل قبل أن يتم توبيخه مُجدداً فتنهدت والدته بيأس لتتشبث بالصغير بين ذراعيها بحذر تلحق به بينما هو قاطع حديث أخيه الأكبر مع ابنة عمه صارخاً بإسمه بتغنج
"سيهوني"
المقصود التفت إليه و بإبتسامة تكاد تُلاحظ قابل الآخر ليُلقي بيكهيون بجسده بين ذراعيه
"ظننتك لن تأتي فأنت تأخرت"
تذمر بعبوس و ابتعد عن حضن أخيه لينظر إليه سيهون بهدوء دون إجابة فضم بيكهيون شفتيه بخط مُستقيم... ليس و كأنه توقع حديثاً شيّقاً مع أخيه البارد
تراجع بيكهيون بخطواته يقف بجانب هيبا التي تخفض رأسها بخجل ثم أمال برأسه قليلاً كي ينظر إليها فحركت عينيها نحوه
" ارفعي رأسك فهو لا يهتم... بجدية من أي زاوية تظنين أنكما متناسبين؟"
عقدت حاجبيها بخفة ليحرك حاجبيه إلي الأعلي و الأسفل بحركة سريعة يحثها علي الإجابة فتجاهلته و بخطوات واسعة ابتعدت عنه لتقف خلف هيونا
"بُني"
هيونا ابتسمت بلطف فتقدم منها سيهون بإبتسامة بسيطة و انحني يُقبّل جبينها
" حبيبتي "
همس بلطف لترفع إحدي كفيها تُربت علي وجنته ثم تسائلت
" ييشينغ قادم؟"
هز رأسه بالنفي لتعبس
"لديه مُهمة و لا أعتقد بأنه سيتمكن من المجيئ اليوم"
تنهدت لتومئ بتفهم ثم رفعت الصغير عن ذراعها لتدفعه بخفة نحو سيهون قائلة بطفولية
"هيا صغيري اذهب إلي والدك"
"أمي"
سيهون زمجر بعدم رضا و هو يحمل الصغير بحذر فاتسعت ابتسامة والدته
" أحضر أُماً لأجله هيا كي تعتني به "
راقصت حاجبيها بتلاعب ليسترق بيكهيون نظرة نحو هيبا ثم قلب عينيه حين لاحظ خجلها الذي يزداد أكثر
" لن تكن أي أخري كأختي "
تمتم بينما عينيه تنظران إلي الصغير بحنان غير معهود و الكثير من الحزن غلب علي ملامحه
حين بدأ الحفل و الكثير من الأفراد توافدوا إلي غرفة المعيشة تراجع بيكهيون إلي جانب بعيد عن الجميع يكتفي بالمُراقبة من بعيد لكنه لم يهنأ بوحدته فسرعان ما وجده عمه
" المُشاغب الصغير انظروا أين يختبئ كالفئران"
أغلق عينيه بإنزعاج ليلتفت ببطئ كي ينظر إلي الآخر يُقابله بإبتسامة مُصطنعه
"عمي"
فرد ذراعيه يحتضن عمه ليضمه بقوة رغب فيها بخنقه علّه يقتله و ينتهي من ثرثرته
" أين ييدام لم أره إلي الآن؟"
عمه ابتعد عنه قليلاً لينظر إليه بيكهيون قليلاً قبل أن يُجيبه
"مع سيهون، و ربما مع أمي... لا أعرف"
رفع كتفيه بعدم تأكيد ليضم الآخر شفتيه ثم حرك رأسه بأسف
"المسكين سوف ينشأ الآن دون والدين، لا أحد يعرف ما قد يحل به حين يجد نفسه وحيداً "
عقد بيكهيون حاجبيه بإنزعاج و دون أن يتحمل غضبه هو صاح بوجه الآخر بإنفعال
"ييدام ليس وحده، هناك أمي تعتني به، أنا و كذلك سيهون... جميعنا بجانبه"
" هو يحتاج إلي حنان والدته، هل تظن أن والدتك العجوز قادرة علي الإعتناء به؟ يجب أن تتزوج و كذلك سيهون "
عمه تحدث ببرود ليزفر بيكهيون بأعين لامعه ثم ابتلع غُصته مُجيباً إياه بنبرة أقل انفعالاً عن السابق
" لا تتدخل... ليس و كأن ييدام من عائلتك أنت "
استدار يبتعد عنه فارتطم بصدر أخيه الأكبر ليرفع عينيه ببطئ نحوه إلي أن قابله حاجبيه المعقودين
" أخي "
تمتم بعبوس ليُربت سيهون علي كتفه ثم ضغط عليه بخفة
______________
صوت موسيقي عيد الميلاد صدح بأرجاء الملهي الليلي حيث الأصدقاء الثلاثة يلتفون حول طاولة بإحدي جوانب الملهي... راقية و بعيدة عن الآخرين
كعكة عيد الميلاد تقدم بها بعض العاملين بالملهي يُقدمونها إلي تلك الطاولة فوقفت الفتاة من مكانها تشهق بتفاجؤ و قهقهات سعيدة صدرت عنها بينما سيهون يقف علي أحد جانبيها يبتسم و ييشينغ بالجانب الآخر يبتسم كذلك
"عيد مولد سعيد سوهي"
كلاهما نطق لتُقهقه المقصودة و أخفت شفتيها خلف كفيها بينما تتبادل النظرات بينهما إلي أن اقتربت من ييشينغ تحتضنه بقوة تسببت بإندفاعه إلي الخلف عدة خطوات
ييشينغ ابتسم بخفة و رفع ذراعيه يُحيط بهما جسدها ليرفع سيهون حاجبيه بسخرية حين التقت نظراته مع صديقه فقلب ييشينغ عينيه بإنزعاج
"شكراً لكما حقاً"
انتحبت بلطافة لتبتعد عن ييشينغ ثم التفتت لتحتضن سيهون فربت علي ظهرها بخفة
" هيا تمني أمنية"
ييشينغ بعثر شعرها بينما يجعلها تلتفت نحو الكعكة فأمال سيهون قليلاً كي ينظر إليه ثم دفع سوهي لتقع بحضن الآخر فالتقطها ييشينغ بين ذراعيه سريعاً كي لا تقع
" أووه تحققت أمنيتها"
قهقه بسخرية فابتسمت سوهي بخجل بينما ييشينغ عقد حاجبيه و ساعدها لتقف بصورة مستقيمة قبل أن يرمق سيهون بنظرة مؤنبة
مر بعض الوقت و ثلاثتهم كانوا يتبادلون الأحاديث إلي أن قاطعهم اقتراب النادل و وضعه للمشروبات الكحولية المتنوعة أمامهم ليرفع ييشينغ حاجبيه بتفاجؤ حين سحب سيهون كأساً
" لا يُمكنك القيادة و أنت ثمل"
حذره بسبابته لينظر إليه سيهون ببرود ثم احتسي ما بالكأس دفعة واحدة
"طلبت سائقاً... هيا سوهي احتسي القليل إنه يومك"
نهاية حديثه دفع كأساً نحو سوهي فسحبته بإبتسامة مُتسعة تحتسي ما به دفعة واحدة هي الأخري ثم ضحكت بخفة
" هل طلبتي سائقاً أنتِ الأخري؟ "
ييشينغ رفع حاجبيه بتساؤل فأجابه سيهون بدلاً منها
" سوهي أتت بسيارة أجرة لذا قم أنت بإيصالها إلي المنزل بعد أن ننتهي"
أومأ ييشينغ بعدم اعتراض ثم عاد بظهره إلي الخلف يُشاهدهما بهدوء يحتسيان الكحول
"بالمُناسبة...أخبرني ييشينغ أنك تشاجرت مع والدتك، سيهون أنت لا تجرؤ علي التعامل مع والدتك كما تتعامل مع الجميع فكيف يصل بك الأمر للشجار معها؟ "
سوهي بعدم تصديق تسائلت ليعقد سيهون حاجبيه ثم جذب كأساً بخشونة و احتسي ما به
" قامت بتوبيخي لأنني صفعت عم بيكهيون الأكبر "
عينيها اتسعتا ليهز ييشينغ رأسه إلي الجانبين بإبتسامة
" لطالما كنت عصبياً سيهون، بجدية هل تنتظر أن تُصفّق لك بعدما صفعت عم أخيك؟!"
ييشينغ قهقه نهاية سؤاله لتضيق عقدة حاجبي سيهون أكثر ثم هسهس بإنفعال
" لقد جرح مشاعر بيكهيون و تفوه بالترهات عن ييدام، لا أعلم حتي لم يتدخل الجميع فيما لا يعنيهم"
"ربما هو قلق عليه فحسب "
سوهي همست بتوتر لينفي سيهون برأسه
" لا...هو فقط وجد ما سيستخدمه حجة للتحدث بأمر الزواج خاصة و أنه يعلم بأن أمي تسعي إلي تزويجي بأقرب فرصة "
" و لم لا تتزوج سيهون؟ اختيارات والدتك لا غُبار عليها "
بإستفزاز ييشينغ رفع أحد حاجبيه ليرمقه سيهون بإنزعاج فاتسعت ابتسامة الآخر المستفزة لكن سيهون لم يتحدث مُدركاً أن الآخر ينتقم لتدخلاته ليس أكثر
" هيا إلي اللقاء "
سوهي لوّحت إلي سيهون بثمالة بينما ييشينغ يُساعدها بالصعود إلي سيارته، و في الجانب الآخر سيهون كان يسير بخطوات رزينة علي الرغم من وصوله إلي درجة الثمالة الكافية لجعله يترنح بخطواته
السائق فتح الباب لأجله ليصعد بالمقعد الخلفي ثم أغلق عينيه بنعاس إلي أن وصل إلي منزله
فتح باب المنزل ليعقد حاجبيه حين رأي ضوء غرفة المعيشة و التلفاز يعمل علي الرغم من أنه يذكر إغلاقه لكل شيئ قبل رحيله
"أمي؟!"
تسائل بصوتٍ مسموع لعل والدته قررت زيارته و تقدم من غرفة المعيشة لكن المكان كان بفوضي... والدته لن تتسبب بهكذا فوضي
"بيكهـ..."
أوشك علي النداء مُجدداً لكن بمجرد أن التفت قوطع حديثه بضربة قوية وقعت فوق رأسه ليقع فاقداً الوعي
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top