البارت 8
لتذكير "
في فرنسا
في مساء تلك الليلة
ها هي زخات الثلج تنزل لتملا الأرضية بذلك الثوب الأبيض فها هو ايثان يجري هنا وهناك حتى سمع صوت والدته فاتجه اليها ليفاجئ بكعكة عيد ميلاده والتي حضرتها والدته له خصيصا قام بشكر الجميع على هداياهم لتقوم والدته بتقطيع الكعكة .
اخذوا يتناولون الكعكة وسط ذاك الدفئ بينما صوت ضحكاتهم ملأت الانحاء .
امام احد البيوت المدمرة
يجلس غير ابه بذلك الثلج الذي يتساقط على جسده تنهد لينهض ويأخذ بالمسير وسط الثلوج بينما يرتدي ثياب خفيفة توقف عن المسير ليستلقي على الثلج بينما عادت تلك الذكريات تجوب ذاكرته لتاخذه دموعه بالنهمار وسط تلك الثلوج او بالاصح وسط ذلك الرماد تركزت عيناه المحمرتان نحو الثلج المتساقط لتأخذ تلك الذكريات القديمة بالظهور
°°°°°°°°°°°
Bring back an old memory
...
........
...............
استيقظ بفزع على دلو ماء سكبته عليه ليشهق بقوة قائلا بخوف "أ أين أنا؟؟!" ... لم يسمع منها ردا عدى ابتسامتها الشامتة فتنهد بتعب و بدأ جسده في الارتجاف حالما لاحظ أنه مقيد مع الكرسي ...
بدأ يقاوم محاولا التحرر لتضحك و ترفع ذقنه قائلة بخبث "اهدأ عزيزي ماثيو!!! ... تعرف كم سيغضب والدك لو أخبرته أنك لست مطيعا!!"
حدق فيها بأعين غارقة في الدموع ليهمس بانكسار "اذا أنتي هي من اشتراني هذه المرة؟؟!" ... ضحكت بقوة على كلامه فشدت بقبضتها على فكه قائلة "أظن أنك أخذت مفهوما خاطئا عن والدك أيها الشقي!! ... لقد أعطاك لي و أعطاني معك المال لأروضك و تصير حيوانه الأليف المطيع و تتخلص من إرادتك اللعينة هذه ... أنت لست إنسانا ماثيو ... أنت كلب و لست إنسانا ... مجرد شيء لم ينبغ وجوده في هذا العالم!!"
قبض على يديه بقوة لفرط الألم الذي أحدثته كلماتها به فيما ضحكت هي و فرشت أدواتها أمامه لتخرج السوط قائلة "بما أنه أول يوم لك فسيكون الترحيب لطيفا!"
رفع رأسه باستغراب لتتسع عيناه رعبا و يطلق صرخات عالية من قوة الجلدات التي تطبقها عليه ... استنفذ طاقته في الصراخ و تعب سريعا ليتأوه مع كل ضربة و يبكي حاقدا على والده الذي وضعه في مثل هذا الموقف ...
....
..........
.................
ينظر باستغراب لصديقه الذي اخبره أن توامه غادر منذ شهر فسأل شقيقه ببراءة "اخي؟! ... الم تقل أن ماثيو هنا ... أردت أن نتحدث معا!!"
تذكر المعني تهديد والده بقتل الفتى إن ذكره مجددا فأمسك كف أخيه قائلا بمرح "فلنلعب و لننسَ أمره!!" ... أومأ الاثنان بمرح و بدأوا باللعب بيننا أخذ هو يتذكر أخاه الصغير الذي اعتاد الوقوف خلفهم يراقب سعادتهم دون حق في اللعب ...
ابتسم بحزن متذكرا كيف يتظاهر بربط حذائه لكنه يمسح دموع الحرمان التي يذرفها فتنهد هامسا 'ترى في أي جحيم وضعته الآن أبي؟!!"
....
............
.....................
صرخة أخرى أطلقها و هي تغزر الإبرة في إظفره و هو عاجز عن المقاومة ... نظر لها بضعف عاجزا عن الحديث من التعب لتبتسم مطبطبة على خده ثم تتنهد قائلة "مع الأسف لا أجد سوى خلع أظافرك ما دامت تؤلمك عزيزي!! هيا اختر الملقط الذي سننزعها به!"
أشاح بوجهه متألما لتبتسم باستمتاع و تجره من شعره و هو على الكرسي ثم تضعه تحت رشاش الماء قائلة "أتريد العقاب؟!"
شهق بفزع فمياه ذلك الرشاش إما باردة كالجليد أو حارقة كالنار ... أشار بإصبعه نحو أحد الملاقط لتحمله و تمرر طرفه في النار قائلة "هذا جيد!! ... واحد ... اثنان ... ثلاثة!"
إظفر وراء الآخر كانت تخلعهم له ثم تجبره على بلعهم بدم بارد و دون ضمير ... سعل لاختناقه بهم لكنها حشرت الإظفر الأخير في بلعومه باستمتاع قائلة "سترتاح قليلا الآن عزيزي!!"
نظر لظهرها بينما يلهث فقد جرحت بلعومه بأظافره و هو لا يشعر أنه بخير ... أغلقت باب القبو ليشعر بالغثيان و يتقيأ كل شيء ثم يسقط مع الكرسي فاقد الوعي. ..
بعد أشهر ...
كانت تلك الشقراء تسير بكل هدوء و وقار بين أروقة قصرها و زرقاوتاها النديّتان تجوبان أركانه متمتمة لنفسها 'إنها أفضل صفقة قد أحصل عليها ... فقط الاستمتاع بالقط الصغير و الحصول على كل هذا'
وصلت أخيرا إلى باب القبو لتركله بعنف كبير مبتسمة بتشفّ حالما رأت تلك التعابير الخائفة مرتسمة على وجهه الشاحب و الذي فقد لونه من كل ذلك النزيف ...
كان التعب ينهش كل خلية من جسده و هو يحاول بكل يأس الصمود بجسده المقيد على الكرسي الخشبي ...
ما إن لمحت عيناه جسدها حتى أشاح بوجهه نحو الأرض كاتما أنفاسه من الرعب و الخوف مما ينتظره ...
رفعت رأسه من خصلاته الفاحمة بعنف لتنقبض تعابيره بألم و هو يحدق بوجهها بتلك الحدقتين البنتين و كل ما همس به "مولـ.. ـم ... سيـ... ـدة ماري!!"
ابتسمت لأنه قادر على الحديث فصفعته بقوة قائلة بمرح "و الآن صغيري ماثيو!! ... طالما سمحت لك بالراحة لدرجة القدرة على التحدث و تذكر اسمي فعليك إطراب سمعي بأصوات صراخك!"
بدأ جسده في الارتجاف لا إراديا و أخذ لسانه في التوسل بينما يتبعها بنظراته و هي تسير نحو حائط ملأته بأدوات تعذيبها له ...
أخذت سوطا بأطراف مدببة و اقتربت من الصغير قائلة بابتسامة لطيفة "تعرف أنك لا تلومني فهو مصيرك طالما تنتمي لتلك العائلة!"
لم تمهله وقتا للإستيعاب بل حررته من قيوده و تركته مقيد اليدين و القدمين ثم شرعت في جلده بقسوة و قد علا صراخه في المكان بعد أن غرق في دمه ...
بدأ في البكاء بقوة و هو يترجاها بالتوقف لتمر على ذاكرته تلك الذكرى المشؤومة حيث كان مقيدا و معصوب العينين و أحد عائلته يحمله ثم يعطيه لها قائلا بصوت أشبه بفحيح الأفاعي "خذيه و امرحي به لشهر عزيزتي!"
أخرجه توقف الألم من شروده و قد تذكر وقع تلك الكلمات عليه مثل الصاعقة فهو طفل لم يكمل عامه السابع بعد ...
سكبت عليه المياه الباردة ليفيق و تعيد حمله نحو الكرسي و تقيده عليه بينما هو ينظر لها بتعب و يفزع بشدة لرؤيتها تحمل ذلك المخلب الذي نزعت به أظافره من فترة وجيزة ...
أحكم إغلاق يديه المرتعشتين لكنها ضحكت بهدوء و قرفصت أمامه قائلة "افتحها بطاعة كي لا أكسرها لك عزيزي ... هيا كي لا أغضب!"
فتحهما بينما يبكي بصوته الضعيف ليصرخ بشدة حالما بدأت في خلع أظافره ببطئ شديد الواحد تلو الآخر ...
انتهت من ذلك لتمسك فكه قائلة "لم تكن ممتعا جدا اليوم لذا ستعاقب!" ... شعر الفتى بالرعب و هو يراها تحمل الملح و حالما وضعته على جراحه دوى صوت صراخه العنيف في المكان مع ضحكاتها الهستيرية و هي تصرخ "أكثر .. أكثر ... أمتعني بصراخك أكثر ماثيو!!"
فقد الصغير وعيه تحت وطأة الألم ليحلم بذكرى غريبة عاشها و هو في عمر الخامسة ...
~~ذكريات~~
كان ذلك الصغير يجلس في غرفته و قد أكلته الوحدة و الخوف من الموت على يد أفراد عائلته ... كان متعبا للغاية حتى انتشر نور قوي في الغرفة جعله يضع يده على عينيه ليتفاجأ بجسد منير أمامه يمد يده نحوه قائلا "أتريد العيش أيها الصغير؟!"
رفع مقلتيه البنيتين نحوه قائلا "أجل ... لا أريد أن أموت!" ... ابتسم الآخر ليحدثه "إذا أبرم العقد معي ... ستكون وعائي الذي يحتويني و في المقابل سأمنحك القوة و لكن هذا قد يغير حياتك للأبد!"
مد الصغير يده يمسك يد محدثه قائلا بتعب "موافق!! ... و لكن من أنت!" ... اتسعت ابتسامته قائلا "أنا الشيطان الأبيض!! و أنت ستكون وعائي!"
...
........
كانت تستقبل أعمام الصغير بابتسامة ليسألها لاري بخبث "لم نرَ وحشنا الصغير منذ فترة طويلة ... أحضريه لنلعب به قليلا!!"
ابتسمت لهما و توجهت الى القبو الخانق تنظر للصغير الذي كان يأكل القش خلسة ... ابتعد بتوتر و حبى للخلف قائلا بصوت مرتجف "آ آسـ ـف!!"
أجبرته على الجلوس على كرسي العقاب ليبكي خائفا و شغلته على المياه الحارة التي بقيت تسكب على الصغير وسط صرخاته ثم استبدلتها بالمياه الباردة كالثلج ...
كان يبكي و يصرخ من الألم حتى توقفت فنظر لها بحزن كبير متمنيا قسطا من الراحة لكنها لن ترحمه أبدا ؟...
مزقت ملابسه و أبعدته عن المياه لتعطيه قميصا آخر قائلة ببرود "البسه و اتبعني!" ... لم يرغب أسود الشعر في مزيد من الضرب فأطاعها مباشرة لتمسكه من شعره و تجره نخو غرفة الضيوف ...
حدق به الإثنان بدهشة فهي في تسع أشهر فقط جعلته شخصا مختلفا تماما ... وجه مزرق من اللكم و سوء التغذية و عدم التعرض لأشعة الشمس و لو لمرة واحدة ... أسنان مفقودة من التعذيب و أظافر مخلوعة ... جسد هزيل تبرز منه تفاصيل هيكله العظمي كما لو لم يكن هناك جلد و لحم يكسوه ...
لم يتجرأ على رفع عينيه و استكشاف الزائر فهو يكره الجميع لذا اكتفى بالحبو لجانب قدميها و الصمت منتظرا الأوامر ...
تركتهم يتأملون تحفتها الفنية لتمسك المقص و تقص له كامل شعره ثم تدفعه برجلها أمامه قائلة باستمتاع "كلها جروي!!"
لم يكن يستطيع الرؤية أبدا بسبب اختلاف الاضاءة فحرك يديه الشاحبتين يأخذ ما أمامه و يأكله فقد اعتاد على الأشياء المقرفة التي تطعمها له ...
ابتلعه متقززا لينظر نحوها قائلا بإرهاق شديد "أكـ... ـلـ... ـتها!" ... مسحت على رأسه الجريح ببعض الملح ليشعر بألم حارق فأنّ بضعف عاجزا عن المقاومة لأنه مدرك أنه سيترتب عليها آلام فضيعة ...
أشار له لاري ليتقدم نحوه فتقدم بتوتر ليعطيه بعض التراب و الفلفل الحار قائلا "فلتأكل هذا!!" ... نظر له بصمت ليأكلها كما أمروه ثم يعود بتوتر نحو الأريكة التي هي عليها يحاول تذكر أسمائهم دون جدوى فزفر بتعب حزينا لأنه لا يذكر سوى والديه من قلة النوم و التعذيب ...
استمر الكبار في الحديث و اللعب به حتى حمله عمه أكسيوس مخاطبا الاثنين بمرح "سألعب به قليلا و أعود!!"
نظر الصغير لهم بقلق ليقبض على يديه و يحدق بمن سيلعب به الآن ... رماه في الاصطبل ليقرفص أمامه قائلا بخبث "لم نكمل لعبة الأكل لذلك ستأكل ما آمرك به ثم نلعب شيئا مختلفا!!"
لم يجرؤ على الرفض فأحضر الأكبر دلوا به مياه عفنة و وضعه أمامه ليأكلها و يسعل عدة مرات شاعرا بالمغص الشديد ...
وضع أمامه شيئا غريبا ليحدثه الطفل بصوت خائف "أرجوك لا!! ... سأتقيأ!!" ... وضع روث الأحصنة في فمه و أغلقه له ليكون الفتى مجبرا على أكله فبكى بقوة و ابتلعه ...
حدق به بتعب بعد أن تقيأ كل شيء ليسأله "فقط ... أخبرني لماذا كلكم تحبون تعذيبي!!! ... أنا لم أفعل شيئا سيئا في حياتي و أنتم كل يوم تجعلونه جحيما لي!"
ركله بقوة ليبدأ في دعسه بلا رحمة قائلا وسط ضحكاته المجنونة "طالما لدينا ايثان فأنت مجرد قمامة. .. سنلعب بك لفترة و نروضك حتى نستفيد منك بقدر ما نستطيع ... لا تتجرأ و تعترض فهذا مصيرك"
عجز الطفل عن النهوض ليبقى ساكنا مكانه و يرميه الأكبر في القبو مغلقا عليه الباب ... حبى بضعف نحو القش الذي يحصل عليه من بقايا طعام الأحصنة ليبدأ في أكله مستسلما تماما لمصيره ...
أدخل حفنة القش في فمه قائلا بحقد "أكرهك أبي!!" ... كان يتذكر فقط ذكرياته معه و قد آلمه أنه لا يملك ذكرى جميلة واحدة معه ...
كان يسير معها الى مكان لا يعرف أين تحديدا فهو قد نسي الخارج لبقائه في القبو طوال السنة و لم يخرج منه سوى عندما تعطيه لأبنائها أو لأعمامه كي يعاملوه مثل الحيوانات ...
تعبت قدماه الحافيتان من السير وسط الثلوج لكنه لا يجرؤ على الاعتراض بل يخاف من الإبر التي لا تزال بعضها بجسده من جلسة نعذيب الأمس ...
توقفت هي قليلا تنظر له بغضب و لوجهه المتورم لتلكمه بقوة رهيبة جعلته يسقط و يسألها بخوف "لـ لماذا أنا هنا؟!"
ابتسمت و عادت لجره من شعره حتى وصلا لأعلى التل فتركته يقف و أخرجت بعض الحبال قائلة "اقترب فورا!!"
اقترب منها لتبدأ بفمه و تحشوه بقماشة كبيرة ثم تلف الحبل حول فمه المفتوح كي لا يختنق ... توجهت بعدها نحو يديه لتربطهما و تقيده جيدا ثم تربط ذراعيه بصورة متينة جعلته يتأوه بألم ...
نزعت الإبر من فخذيه و ظهره لتلكمه بقوة على بطنه و يقع ثم تربط له ساقيه جيدا ... ابتسمت على شكله الخائف و هو يعجز عن النهوض فوضعت قدمها على بطنه قائلة بخبث "هل تريد أن نلعب قليلا؟!"
أومأ نفيا بأعين جاحظة لتغطيهما بقطعة قماش و تدفع به في اتجاه مجهول ليقع من أعلى التلة ...
صرخ بصوته المكتوم رعبا من السقوط ليقع بين الشجيرات و يتدحرج حتى حافة النهر ... سقط مغما عليه في تلك الوضعية و قد أصاب رأسه بشكل ملحوظ لتبتسم بمكر و تصوره ثم ترسلها لوالده الذي أُعجب بتغير شكله حتى أن طفليه نسياه تماما ...
....
..........
شعر بحركة ما حوله فخاف من أن تكون كلابا كآخر مرة ليحاول التحرر و يعجز فبكى بصوت خافت خائفا من أن تكون نهايته بهذا الشكل ...
شعر بأحدهم يحمله فحبس أنفاسه رعبا و حاول التملص لكنه متعب للغاية و لا يمكنه حتى الوقوف ...
غمره الدفئ بشكل غريب و وضعه ذلك الشخص على شيء ناعم استغربه الفتى الخائف ...
فك قيوده بابتسامة هادئة لينظر إلى وجهه المتورم بقلق قائلا "هل أنت بخير أيها الصغير؟!" ... كان خائفا للغاية و لا يعرف ما عليه فعله فعانق الأكبر بقوة و بدأ في البكاء متمتما بكونه خائفا حتى تعب و غفى في حضنه مشتاقا لحضن توماس و برتني ...
....
..........
.................
استيقظ متعبا و محموما لينظر حوله بخوف إلى الغرفة الكبيرة و هو وحده ... توقع أنه المكان الجديد الذي سيتعذب فيه لذا انكمش على نفسه تحت الأغطية مستمتعا بالدفئ الذي لم يحضَ به من قبل ...
كان متعبا و يبكي بصوت خافت فهو ليس بخير بعد كل ذلك التعذيب في مكان خانق كالقبو ... أمعن النظر في جسده المهترئ ليبتسم بحزن و يحتضن الغطاء أكثر ...
دخل منقذه المكان ليعتدل الفتى بتعب قائلا بصوت خائف "آسـ.. ـف عـ.. ـلى نومـ... ـي هنا!!" ... لاحظ الأكبر ارتعاده فأعاده للإستلقاء قائلا بابتسامة هادئة "ارتح هنا قليلا حتى يجدك والداك!"
ابتسم المعني بحزن مفكرا في أن عدم إيجادهم أفضل له بكثير و أكثر أمنا ... بقي مع الرجل لأيام يساعده في تقطيع الخشب رغم جسده الضئيل و يحاول ألا يكون عالة عليه حتى يأتي من سيعذبه تاليا ...
كان يرسم على الثلج مرهقا بعد أن أتى بعض الضيوف ليلمح من بعيد ماري فتوتر و دخل الكوخ قائلا "لـ لقد أتت أمي سيدي!"
ابتسم الأكبر و استأذن من ضيوفه محدقا في الشقراء التي احتضنت الصغير المصدوم دون أن ينتبه لألمه عندما أدخلت الإبرة في ذراعه ...
اقتربت من الشاب قائلة بابتسامة "شكرا لاعتنائك بطفلي أيها السيد ... اشكره صغيري!" ... احتضنه الفتى بقوة قائلا بمرح "شكرا لك!"
ودعهما بهدوء محدقا في المبلغ المالي الذي حصل عليه ليعود إلى ضيوفه بينما توقف الاثنان الآخران عن المشي ...
قرفصت أمام الصغير الخائف قائلة "ستعود إلى بيتكم اليوم و قال والدك أنه سيرى تصرفاتك ... لو كنت مطيعا فهو لن يبيعك مجددا!"
تنهد بحزن و أومأ لها ليسيرا مجددا حتى وصلا إلى سيارة سوداء صغيرة ... فتح صندوق السيارة ليحشر نفسه داخله بينما ابتسمت هي على طاعته و أدخلت ابرة أخرى في فخذه مكان الابرة التي نزعتها قبل رميه ...
زفر بألم شديد و انتظرها لتضربه كما تشاء و ما إن أغلقته عليه حتى غطى وجهه يبكي بقوة و كرهه لوالده يزداد أكثر فأكثر ...
كان يحاول تذكر شيء حولهم لكن ما عاناه جعله ينسى كل ذكرياته الجيدة و يتذكرها فتنهد بحزن هامسا "أتمنى ... أن يكون الوضع أكثر لطفا!"
كان يحاول تخيل أشكال عائلته لكن أفكاره قوطعت عندما توقفت السيارة فنظر إلى من يفتح الباب و يخرج محدقا في القصر الذي اختلف كثيرا عن ما يذكر ...
دخل بهدوء المكان ليقابل والده و يخفض بصره أرضا متذكرا ما عاناه بسببه ... أمره باللحاق به ليتبعه بصمت و مشاعر الكره نحوه تزداد أكثر فأكثر ...
نظر له ببرود قائلا بعد صمت طويل "الأطفال يزدادون طولا و أنت تصبح أقصر!!" ... ابتسم الصغير بحزن متذكرا المرات القليلة التي أكل فيها شيئا غير القش و لم تكن سوى أشياء عفنة او قمامة ...
ابتسم الأكبر لتغيره الواضح فصفعه بقوة جعلت جسده يسقط فأمسك خده بألم و اعتدل واقفا بينما يخفض رأسه كاتما تعارير ألمه و حزنه ...
أشار الأكبر إلى مكتبه قائلا ببرود "اجلس أسفله أيها البغيض!" ... جلس هناك في نفس البقعة الضيقة ليهمس بحقد "يوما ما سنتبادل الأدوار أبي!!"
استمر في اضطهاده طوال اليوم حتى دخلت والدته التي لم تتعرف عليه في البداية فأشار لها قائلا "ستخدمها هي حاليا ... قبل يد سيدتك!"
تقدم منها بحزن بالغ و قبل كف يدها قائلا بصوت بارد "سأكون مسرورا بخدمتكِ سيدتي!" ... كانت نبرة صوته و ملامحه التي تغيرت تمنعها من اثبات شكها في أنه طفلها فنظرت بحدة لزوجها قائلة "أريد معرفة من هو هذا الشخص الذي تركت ماثيو عنده ... ايرون أنت لا يمكنك استعباد طفل هكذا الا اذا كان يريد!"
نظر نحو الفتى المصدوم قائلا بحدة "أنت تريد، صحيح؟!" ... أومأ له بخوف و بقي صامتا ليتبع أمه التي خرجت و يسير خلفها محاولا تحمل آلام الإبر التي بجسده ...
أمرته بتنظيف المرآة ليقترب منها و يفزع حال رؤيته لوجهه المطموس من الكدمات و شعره الشبه موجود مع الندبات التي على يديه ...
بدأ في تنظيفها ليدخل توماس يسألها عما تريده للغذاء و تسأله بابتسامة "طالما هو يومك الأول فاطلب ما تريد!"
أخفض رأسه بحزن قائلا "أيا كان الطعام فهو لذيذ ... لـ لا أعرف أسماء الأطعمة سيدتي!" ... كان يخفي حرجه من اضطراره لتناول الطعام العفن و اكتفى بأعماله ...
دخل شقيقه لوكا المكان لينظر له الفتى بدهشة فهو قد كبر و أصبح أوسم ... حدق في توأمه من بعيد مفكرا 'لو كانا يحبانني مثلهما لكنت نسخة عنه الآن!"
استأذنها للذهاب الى الحمام فدخل يحاول باستماتة ازال الإبر و لم ينجح فخرج عابسا و اكتفى بالعمل ...
انتهى وقت عمله عندما خلد الجميع الى النوم فصعد نحو العلية ليصدم بها مغلقة فتنهد بحزن و جلس يحاول النوم هناك ...
صعد والده الدرج ليبتسم بمكر قائلا "ستنام في الحديقة بما أن لونا أغلقت العلية!"
تساءل في داخله عن مكان نومه ليرشده نحو صندوق خشبي قائلا "فلتنم هنا حتى تموت أيها العالة!!" ... تنهد بتعب و أمسك طرف ملابسه قائلا "أيمكنك نزع الإبر عني؟! ... لا أستطيع الحركة!"
ابتسم بمكر و أذلّه طوال ساعتين لينزعهما عنه ببطئ شديد مضاعفا آلامه و أنينه ثم ابتعد محدقا فيه بشماتة قائلا "إذا سألك أحد عن إسمك فإياك أن تجيب هل تفهم؟!"
حدق فيه الفتى بحقد قائلا "الشيء الوحيد الذي أملكه في حياتي هو اسمي و أنا لن أتخلى عنه!" ... صدمته وقاحة الفتى ليلكمه بقوة و يخرج ...
أمسك ماثيو خده بتعب ليتنهد و يجرّ الصندوق نحو الحديقة الخلفية ثم يفتحه و يدخله مغلقا إياه ...
كان مبتسما لأنه واسع قليلا فغفى هناك حالما بانتقامه من أبيه ...
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°•••••••
كان شاردا أمام ذلك المنظر لمنزله الذي احترق منذ فترة يتذكر كل أنواع العذاب التي عاشها داخله ...
أخذت دموعه تسيل من بندقيتيه دون شعور تحت زخات الثلج التي تضربه كمحاولة لجعله يدرك واقعه ...
صمت طويل عم المكان جعل ماثيو يغرق في أفكاره حتى رن هاتفه بنغمته العالية جاعلا إياه يعود إلى الواقع ...
طغى عليه الوهن فجأة ليجثو على ركبتيه و يحدق في الثلوج من الأرض لتكون آخر ما يراه قبل أن يحيطه الظلام من كل مكان ...
كان ينزف بغزارة بعد تلقيه لرصاصة و نجاته من محاولة اغتيال لكن لحسن حظه وبما أنه ضغط زر رد المكالمات ليسمح الطرف الآخر ان يسمع صوت الارتطام و يحاول تحديد موقعه بعد أن يئس من إيجاد استجابة ...
نصف ساعة فقط و كان في غرفة العمليات بينما رفيقه يفكر في الشيء الذي قد يجعل دموع ذلك الحجر تسيل ...
°°°°°°°°°°°°°°
في تلك الغرفة ذات شراشف البيضاء
••••••••••••••••••
يتبع
رايكم تصويت وتعليق
بدي الرواية تتجاوز ٩٠٠ هسا صارت ٦٠٦
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top