البارت 72
ماثيو : انت ايثان سادخل إليك لنتحدث
ايثان : لا أريد رؤيتك ولا اريد رؤية احد انقلع من هنا قبل أن اسحقكك
تلك الكلمة هي التي خرجت من فم ايثان الذي مد يده اليسرى والقى بالمزهرية الملونه على الأرض بحين ان ماثيو يقف مكانه دون أيه حركه بالرغم من ذلك استمر ذلك الخوف الذي يملا قلوب جميع الخدم ما عدا ماثيو الذي لم يبالي
ابتسم ماثيو بسخرية ليردف بنبرة تحمل بطياتها بعض القلق
" انت جبان ايثان "
تردد وقع تلك الكلمه كالصدمه بالنسبة لايثان الذي شعر بأن قدميه لم تعودا تستطيعان حمله بحين أن تلك الأفكار هي التي قد احتلت عقله فمع انه يحاول بقدر استطاعته أن يحتمل البشر وكذبهم عليه الا انه لم يعد يستطيع التحمل خاصة بسبب تلك الذكريات التي قد رغب بأن تكون وهما تلك الذكريات التي قد اتته بلحظه مراهقته الأمر الذي جعل كل شيء جميل ينهدم وكل ذلك قد حصل في عمر الثالثة عشر ،انبثقت قطرات الدموع من عيناه اللتان تحدقان في الستارة التي كانت تعكس نفس لون عيناه الذي يطغى على جمال هذه الغرفة الا ان الزمن لم يشئ أن تشهد هذه الغرفة الفرح بقدر ما رغب بأن تكون التي قد تحتضن الجراح التي ملات أجساد من قبعوا بداخلها سواء كانوا اخيارا ام اشرارا .
تنهد ماثيو اثر عدم سماعه لأي رد من الاخر فهم بالتحرك متجاوز الخدم اللذين تبدلت ملامحهم للقلق ، مد يده وطرق على الباب القابع أمامه دون أية حركه .
دقات الساعة البطيئة هي ما كسرت الصمت الرهيب بالرغم من أن دقات هذه الساعه التي كانت قد ارتدت لون الخشب هي ما جعلت بعض الخدم يتحركون نحو منزل الخدم فبعد كل شيء دقات هذه الساعة لا تظهر الا بأمر من سيد المكان .
○
●●●
{حديث نفسي ماثيو }
"تنهيده هي ما خرجت من فمي لأخذ بالتحرك بخطوات ثابتة متجاهل ذلك الصمت الذي قد حل اخيرا جراء مغادرة الخدم اللذين بدؤا بالتحرك تاركين مكان عملهم ، توقفت اثر احساسي بتلك اليد التي حطت على كتفي لاردف بنبرة شبه ميته
اتركني جيفرسون "
ما إن وقعت تلك الكلمة على مسامع جيفرسون حتى احتل الشرود ذهنه فهو من ناحية لا يرغب بتكرار ذلك الامر الذي جعل سيده يخضع لمحاولة قتل وكل شيء بسبب القدر الذي جعله يذكر تلك الحادثة التي قد تعرضت له عائلته ومعاهده ماثيو له بالتصرف ومن ناحية أخرى ها هو ذا يعود ليقف بنفس الموقف لكن بطريقة معاكسة مع انه لم يتوقع ابدا ان يمد يد المساعده لشخص من العائلة التي طالما حقدوا عليها ،بريق حزين هو ما احتل عيناي جيفرسون الذي ابعد يده اليمنى عن كتف ماثيو ليهم ماثيو بالتحرك تارك وقع سيره هو ما يتردد لمسامع جيفرسون الذي قبض يده لتظهر تلك الدماء الحمراء التي بدت كأنه تقف ضده.
جيفرسون بنبرة تكاد تكون همسا : اعذرني سيدي لكن ....
لم يكد جيفرسون ينهي جملته هذه حتى انهار على قدميه اللتان ما عدتا قادرتان على حمله جراء احساسه بتلك الطاقة التي كانت تبعث ناشرة بقلبه شعورا بالقلق فاخذ يتحرك بينما يتجاوز تلك الحجارة الصخرية التي قد شكلت القصر من الداخل مع ان هذه الحجارة الصخرية لم تكن بنفس جمال القصر الذي احتظن بداخله سيده الصغير .
توقف جيفرسون اخيرا اثر اتساع عيناه اللتان وقعتا نحو سيده الذي كان يقف في الحديقة بينما تتراقص تلك الأشجار الخضراء جراء حركه الرياح الخفيفة .
من منظور الحارس:
هبت رياح خفيفة، فتمايلت الأشجار كعادتها كل يوم، بعد أن ارتدت ثوبها من قطرات الندى المتساقطة من الغيوم البيضاء. تلك الغيوم التي ترسل زخاتها على فترات متقطعة على مختلف المناطق.
على الرغم من مرور الوقت وتغير الزمن، ظل الحراس محافظين على المسافة التي فرضها القدر بينهم. تلك المسافة التي نشأت من التزامهم بهذا العمل المختلف عن أي عمل آخر.
كان الصمت هو سيد الموقف، لا شيء سوى تراقص الأشجار. وقف خمسة حراس على مسافة 10 أمتار من بعضهم البعض. على الرغم من هذه المسافة، إلا أن الصمت كان هو المسيطر على المكان، حتى كسر أحد الحراس الصمت بقوله:
"سيادتكم، هل تحتاجون إلى شيء؟"
بلعت ريقي عندما وقعت عيناي على نظراته التي بدت كنظرات ذئب على وشك افتراسي.
"اعذرني سيدي..."
خرجت هذه الكلمة من فم الحارس بصوت خافت، لكن لم يتلق أي رد سوى الصمت. ثم تحرك ماثيو بخفة، وارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهه بينما أغمض عينيه، وقال بنبرة شبه ميتة:
" شيطان الإمبراطور الأبيض."
خرجت هذه الكلمات بصوت خافت من فمي، وشعرت بعد فترة قصيرة بدفء يلف جسدي الذي بدأ يرتفع عن الأرض شيئًا فشيئًا.
"أمرني وسأطيعك مهما كانت أوامرك يا ماثيو."
ترددت هذه الكلمات في ذهن ماثيو الذي ابتسم بخفة، وازدادت الطاقة البيضاء المحيطة بجسده، تلك الطاقة التي فتحت له مجال الحياة الذي كان على وشك التخلي عنه.
"أيثان إيرون كايومي، أريدك أن تضعني أمامه ولا تغلق باب الخروج."
"هل أنت واثق يا سيد الإمبراطور؟"
نظرة شبه ميتة خرجت من عيني ماثيو، بدت كأنها عادت لحمل ذلك الهم الذي قد يسحق روح صاحبه لو لم تدق ساعة القدر معلنة انحداره كانحدار الأمور التي قد تغلف حياة البشر. لكن مع الهدوء الذي احتل المساحة التي تميزت ببعض الحياة، قاطع ماثيو الصمت بقوله:"نفذ ما أمرتك به."
بمجرد خروج هذه الكلمة من فم ماثيو، سقط على قدمه اليمنى، وارتسمت على وجهه علامات التعب. وقع هذا المشهد على عيني هيلكورد، اللتان تظهران جمال لون السماء الزرقاء، ونظر إلى ماثيو الذي بدأ يلهث ببطء.
حركت الرياح الخفيفة خصلات شعر هيلكورد، الذي نهض وبدأ يتحرك باتجاه ماثيو، لكنه توقف مع ظهور شرارة برق بيضاء جعلت جميع السكان يتمنون الخير. لكن ها هي تلك الشرارة البيضاء تصيب ماثيو الذي اختفى.
داخل غرفة الضيوف:
ضوء الشرارة البرقية هو ما أضاء هذه الغرفة التي احتضنت لفترة ليست ببعيدة ضيوف القصر القليلين. تلك الشرارة التي جعلت هذه الغرفة تنير لأول مرة منذ أن دخلها هذا الضيف الغير متوقع.
لكن ما أن اختفت الشرارة البيضاء حتى تهاوى جسد ماثيو ليصطدم بتلك الأرضية التي طالما خبأت ما يحصل. تلك الصدمة هي ما جعل ذلك الشاب الذي خبأ نفسه داخل طيات حياته يبعد الحرام القطني عن وجهه، وتقع عيناه نحو جسد ماثيو.
ايثان:
"كيف دخلت وماذا تريد مني؟"
ماثيو:"..."
قبض ايثان يده على الحرام، بينما نهض ماثيو من على الأرض وبدأ يتحرك بخطوات ثقيلة أمام ايثان، حتى توقف عن التحرك وقال
ماثيو:لا أفهم ما الذي يجري، لكن الحياة أحياناً لا تمنحنا ما نتمناه. بالمناسبة، لن أنام الليلة. إذا أردت تعلم اللغة الكورية مع عمك مارك، سأكون بانتظارك. آمل أن تستغل هذه الفرصة قبل غدٍ ورحيلنا إلى كوريا الجنوبية.
(دقائق قليلة)
يمدّ ماثيو يده نحو مقبض الباب، يمسكه ويغمض عينيه تزامناً مع صوت فتح قفل الباب. يدير المقبض ويتحرك بخطوات ثابتة.
الساعة:
تتحرك دقات الساعة ببطء، تكسر الصمت الذي خيّم على القصر. احتوت جدرانه الكثير من الذكريات المختلفة، والآن ها هو قد احتوى هذه الحادثة التي ستبقى عالقة بداخله.
كايو:"خالتي لونا، هل رأيت ماثيو؟"
كان هذا صوت كايو الواقف بالقرب من ذلك الجدار الذي شهد على الكثير. ومع ذلك، لم يتلقّ كايو سوى الصمت، الأمر الذي جعله يعيد السؤال. أخيراً، تحدق السيدة لونا في كايو.
لونا:
"لا أدري أين هو كايو."
قبضت لونا يدها بخفة وردّت بنبرة خافتة: "لا أدري أين هو كايو."
بمجرد أن وقعت تلك الكلمة على مسامع كايو، بدأ يتحرك بخطوات بطيئة، بينما يجول بعينيه الزرقاوتين في أنحاء القصر. توقف أخيراً عندما وقعت عيناه على ماثيو الذي كان ينظر نحو ذلك القمر الأبيض. زادت خصلات شعره السوداء من جماله، خاصة مع تلك الإطالة الرائعة على زهور البنفسج. لاحظ كايو وضعية جلوس ماثيو، فابتسم وبدأ يتحرك نحوه. لكن فجأة، قاطع رنين هاتفه تأمل ماثيو.
تنهد ماثيو وأخرج هاتفه الأبيض من جيب بنطاله. فتحه وقرأ الرسالة التي تقول:
"سيدي، كل شيء يجري كما أمرتم. تحرك مارك ايرون كايمومي نحو مكان تواجد حضرتكم لكنه تراجع بفعل ما أمرتني بتنفيذه. قد يتأخر في الوصول إلى كوريا الجنوبية. أستميحك عذراً على التأخير في إرسال هذه الرسالة، لكن الأساسات جاهزة للعبتك، سيدات وحش الإمبراطور الأسود. كما أخبر حضرتكم، لقد بدأت بفعل ما عقدت العزم عليه."
دقات الساعة:
تمر دقات الساعة ببطء طفيف. يمدّ ماثيو يده أخيراً ويحذف الرسالة، بينما يعلق نظره نحو القمر الأبيض ويردّ بنبرةمستمتعة:
ماثيو:"حسناً، لابأس، سأبدأ أنا أيضاً."
مع خروج تلك الكلمات البسيطة من فم ماثيو، عبرت إحدى الغيوم بفعل حركة الرياح الخفيفة. تلك الحركة التي أعلنت عودة ذلك الماضي المهشم بداخل الزمن المتحرك.
بالرغم من عودة هذا الماضي المهشم، ها هو ذا السيد مارك كايومي يحط قدمه أخيراً في دولة قطر. تظهر عيناه جمال لون السماء الصافية التي تناسقت مع خصلات شعره الشقراء.
خطوة تلي خطوة:
وقع نظر مارك على ذلك الرجل الذي كان يرتدي ثياباً سوداء. ومع تقدم مارك، فتح الحارس باب السيارة السوداء ليركب مارك بداخلها.
بعد مضي بعض الوقت:
توقفت السيارة التي احتضنت بداخلها مارك كايومي أمام ذلك القصر الذي احتضن بداخله الكثير من الأمور. مع فتح الحارس للباب، وقعت عيناي مارك على اكسكيوس الذي كان يقف بالقرب من ايثان، الذي كانت خصلاته تلمع تحت ضوء القمر الأبيض
ابتسامة شوق رسمت ملامح مارك كايومي بينما يتحرك بخطوات ثابتة حتى التقى ناظريه بنظرات إيثان. ساد جو من الصمت لم يقطعه سوى هبات الرياح التي لامست أوراق الأشجار.
مع هبوب هذه النسمات، تراقصت خصلات شعر ماثيو بينما كان يحدق في سماء الليل المزينة بالقمر.
"لقد كانت الأيام كالجحيم بالنسبة لي، لكن ها أنا ذا أقف هنا ثابتًا، أنظر إلى تلك الخصل السوداء التي رسمها قدري. سأغير كل شيء، وسأحول نور إحسانهم إلى عتمة مظلمة."
دقات الساعة الخافتة هي ما كسر حاجز الصمت الذي يخيّم على كل من مارك وإيثان اللذان كانا يبذلان قصارى جهدهما في تعلم اللغة الإنجليزية والتركية والكورية.
"المعذرة، لكن حان وقت الانطلاق إلى المطار."
اعتلى القلق وجهي إيثان والسيد مارك، فما زالا لم يتقنوا اللغات الثلاث بعد.
اهتز جسداهما فجأةً إثر ضربة خفيفة على ظهر كل منهما، تزامناً مع نهوض ماثيو وتحركه بينما يضع يده في جيبه ليخرج تلك الكلمات الباردة التي لم تكن سوى..."
بعد مضي ساعة ونصف
"ها هي ذا، تلك الطائرة تحلق نحو كوريا الجنوبية، تحمل في أحشائها كل من السيد إكسكيوس الذي كان يجلس بالقرب من مارك في الدرجة الفخمة، بينما تجلس لونا قرب هانا في الدرجة العادية، وبالقرب منهما يجلس كين وراما وإيثان الذي كان يحدق بالنافذة، وعيناه متشبثتان بحركة الغيوم."
أما في مقصف الطعام داخل الطائرة، فنرى كايو وهو يلتهم الطعام بينما يتجول لوكا في الطائرة، حتى لمحت عيناه أخيرًا جيفرسون وهو يمرّ بالقرب منه كالظل ويختفي.
تركزت عيناي لوكا على آخر مكان شاهد فيه جيفرسون، وهو ممر أبيض واسع.
حاول الاقتراب، لكن تردد عندما سمع صوتًا رقيقًا من خلفه، لم يكن سوى صوت..."
يتبع
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top