The Last Chapter

هااااااي😭💜

-تستقبل الشتايم و الشباشب بحب-

ويت أصلا مين يتذكرني و أنا يلي قرن ما حدتث🤡

أحم أحم كم لبثنا؟ 🤡💔

أول شي رمضان مبارك عليكم و يارب تكونوا كلكم بخير😭💖

ثاني ش اليوم مرت سنة على الرواية و بما أني كنت متأخرة بالتنزيل قررت أتشجع و أكتب و أنزل باليوم يلي نشرت به، طبعا أنا حاليا لسا عني 25 أبريل بس أعذروني رمضان و تحضيرات أكل و كذا 🤡💔

ثالث شي البارت أطول من شعرات راسي و ما رح أطول عليكم بالكلام إستمتعو😭🖤

°°°

لطالما كانت اللحظات السعيدة و حتى الحزينة، مصدراً للإلهامِنا في الحياة، و رغم الفرق الكبير بينهما إلا أن السعيدة منها من تمر بسرعة كبيرة، و الحزينة هي من تترك نذبة في قلوبِنا لمدة أطول.

و لكن في مملكة جوسون، و التي تعتبر المملكة الأفضل و الأكثر أماناً، فقط من يملكون حظا سيئا من واجهوا تِلك اللحظات العنيفة و المحزنة، رغم كونِ حياتِهم أفضل من الكثير.

مع ذلك، كان هذا اليوم مختلفا عن باقي الأيام، ففي هذا اليوم و الذي سيشهد أكبر حفل زفاف شهده التاريخ، ليس في مملكة جوسون و حسب، بل في العالم أجمع.

..

جلس سيجونغ وحيدا في حديقة المنزل يتذكر الماضي الأليم، تنهد بعمقٍ ناظراً نحو السماء و عيناه تعكسان تلألأ النجوم لشدة صفاءها...

أنزل نظره قليلا بعد أن تجمعت الدموع بعينيه، هو يشعر بالحرقة الشديدة و الضياع، فقد أصبح دون أصل أو قيمة، يبدو كملكٍ دون شعب يترأسه، و ذا سلطة دون لسان يخرجُ كلماتٍ يتم تنفيذها، و كرجُلٍ فقد كل شيء بحياته و لم يعد له سبب للعيش سوى البقاء على قيد الحياة حتى يحين موعد وفاته.

لطالما تمنى أن تكون حياته القادمة أفضل، و أن يولد من جديد كشخص عادي ليس له علاقة بالحكم أو السلطة بل فقط كرجُلٍ لن يتعرض لِكُلّ ما مرّ بِه.

و رغم كل الحزن و الأسى اللذان إجتاحاه في تلك اللحظة، لم يكن ليحسد أخاه على ما أعطته الحياة من حظ، و لا أن يُكِنّ له الكُره كما يفعل باقي البشر الذين أعماهم مال الحياة.

فمن سيتمنى التخلي عن منصب ملِك البلاد، و حب حياتِه لأخيه؟

هو قال لربما، ما حدث له طوال هذه الفترة هو مجرد إختبار حتى يعيش بشكل أفضل و كما تمنى في الحياة القادمة..

أخد أحد الأغصان و بدأ يرسم بعض النجوم العشوائية على الأرض، إبتسم بعد سماعه لتلك الخطوات الهادئة و التي تتقدم نحوه ليردف بهدوء

«كنتُ أعلم أنّك ستعود»

تقدم جونغ إن بينما يضم قبضة يده بقوة و داسَ على ذلك الغصن الذي كان بيد سيجونغ و الذي رماه على الأرض و مسح يديه ببعضها البعض.

«تبدو مُرتاحاً، بعد كل الفوضى التي تسببت بها

أردف جونغ إن بسخرية فقهقه عمُّه سيجونغ و أفسح له المجال حتى يجلس بجانبه لكن الآخر رمقه بنظرة باردة

«إجلس قليلا، لم يتسنى لي التحدث مع إبني أخي »

أمسكه جونغ إن من ياقتِه بقوة ليردف بغضب

«لا أعتبِرُك عمًا لي لذا توقف عن مناداتي بإبن أخيك

في العادة، و من ناحية أخرى كان سيجونغ يحب جونغ إن كثيرا و يعتبره كإبنه أو أكثر، حتى أنه كان يقوم بمراقبته طوال فترة نموه و تدريباته و يتوق إلى اليوم الذي سيراه و يتحدث إليه، رغم أنه إبن الإمرأة التي أحبها و يجب عليه أن يقوم بكرهه كون وجوده سرق آخر فرصة في الحصول عليها مجدداً.

إلا أنه لم يفكر في ذلك قط، بل كان متشوقا لإحتضانه و الشعور بالفخر عندما يتم تتويجه كملك البلاد لأنه يعلم جيدا أنه سيكون أفضل منه و من والده كذلك.

كما أنه يذكره بوالده، فملامح وجه و صرامة جونغ إن أُخِدت من جده الملك الراحِل.

«رائحتُك تبدو كأون مي تماما، يبدو أنكما كنتما معاً قبل قدومِك

ضغط عليه جونغ إن أكثر عندما تحدث عن أون مي مِما زاد من غضبه

«تحدث عن أون مي مجدداً و ستندم على ذلك»

إبتسم سيجونغ رغم تهديد ولي العهد و تنهد ناظراً نحو عينيه بتحدٍ

«يبدو أنك هنا دون عِلمها، فهي لم تكن لتترُككَ تخرج وحيدا في هذا الوقت، لطالما تمنيت أن تكونا معاً، فهي من إستمرت بملاحقتك دون أن تشعر بذلك، حينها علمت أنك لن تجد أفضل من شخص يحبك لشخصِك»

خرجت والدة أون مي من المطبخ تحمل بعض البرتقال متوجهة نحو الحديقة و فور رؤيتها لولي العهد و هو يمسك سيجونغ بطريقة عنيفة سقطت سلة البرتقال من يديها و توجهت مسرعة بعد أن أردفت

«جلالتك

أبعدت جونغ إن بسرعة و أعادت ترتيب ملابس سيجونغ فأعاد جونغ إن خصلات شعره للخلف و زفر الهواء بسخط

إستدارت ناظرة نحو جونغ إن بنظرة غاضبة لتردف بنبرة عالية

«أ هكذا تعامل من خاطر بحياته من أجلك؟ ما ذنبه حتى تهاجمه بهذه الطريقة ؟»

زفر جونغ إن الهواء بسخطٍ في حين قهقه بخفة ليردف ناظراً نحو عمّه

«حقا؟ هل كنت حقا من أراد حمايتي أم أنك من خططت لذلك الهجوم بذلك اليوم لتبدو بطلا أمام الجميع»

كان سيجونغ على وشك الوقوف لكن ولي العهد دفعه ليعود للجلوس مما جعل والدة أون مي تغضب بشدة لترفع يدها و تصفعه على وجهه

«أمي

صرخت أون مي و هي تدخل راكضة نحوهم لتقف أمام جونغ إن المصدومِ من ما حصل الآن، فوالدة أون مي قامت بصفعه للتو و هو يشعر بالإحراج

في حين جلس سيجونغ دون حراكٍ ينظر نحو الأرض

«هل تعلمين ما الذي فعلتيه للتو؟»

أردفت أون مي نحو والدتها مقطبة حاحبيها لتردف الأخرى

«و هل تعلمان ما تقومان به الآن، يتعامل مع عمه بهذه الطريقة، إسمعني... لن أتحدث إليك بصفتك وليا للعهد بل سأتحدث إليك كإبنٍ لي، ما تفكر به و ما يدور برأسك ليس له علاقة بما حصل، لو تعلم بما مر به هذا الرجل الذي يجلس أمامك لبكيت و إعتذرت منه كل يوم

«توقفي..»

أردف سيجونغ و الذي بدا متعبا مما يحصل لكنها أكملت كلامها، تحدتث و حكت كل شيء بالتفصيل، سردت تفاصيل القصة دون أن تذكر ما قامت به الملكة، و لأن جونغ إن و أون مي لم يسمعا الحديث كله الليلة الماضية، هما جلسا في حين شعر جونغ إن بالندم الشديد.

«هل هناك شيء آخر، لا أعرفه؟»

كانت والدة أون مي على وشك التحدث لكن سيجونغ وضع يده على قلبه فجأة و بدأ بالسعال بقوة

«جلالتك! هل أنت بخير؟»

وقفت مسرعة و تقدمت أون مي أيضا و جونغ إن حتى يساعداه على الوقوف و الدخول إلى غرفته

«الجو بارد جدا، أخبرتك أن تدخل فأنت لا تزال متعباً

كان يحاول المشي بصعوبة لكن جونغ إن تقدم ليعطيه بظهره و جلس على ركبتيه حتى يصعد على ظهره

«بربكم لست عجوزاً حتى يتم حملي على الظهر

قهقه بسخرية لكن أون مي و والدتها جعلاه يتقدم فجلس على ظهره و أحاط يديه برقبته ثم وقف ليتجه نحو الغرفة، و عندما أرادت أون مي اللحاق بهما أمسكتها والدتها

«صغيرتي، هل أنتِ غاضبة ؟»

نظرت لها أون مي ببرود و خرجت من المنزل تاركة إياها تقف هناك، فهي لم تستطع تخطي حقيقة أن والديها هما سبب وفاة والداي يي سو و عيشها لحياة يتيمة كخادمة لديهما...

«أعلم أنكِ بمكان أفضل صغيرتي يي سو، مع والديك اللذان لطالما تمنيت رؤيتهما»

رفعت نظرها نحو السماء بإبتسامة لتتنهد و تتوجه نحو السوق، بهذا الوقت من الليل كن يخرجن معا جنباً إلى جنب يمسكن بيدي بعضهن البعض دون أن تترك يي سو يدها، في حين تسحبها هنا و هناك و تضحك بقوة و تقفز فور رؤيتها للعروض التي تُقام بالسوق في الأيام و الأعياد السنوية.

«السوق مظلم من دونِك»

توقفت تحدق بأحد العروض الراقصة التي يقوم بها أحد المهرجين و الراقصين في حين شعرت أن أحدهم يراقبها مما جعلها تشعر ببعض الإرتياح.

دخلت بين الناس حتى تختلط بهم و عندما تأكدت أن ذلك الشخص خلفها تماما أمسكت بيده بسرعة و التي كانت متوجهة لجيبه حيث تضع حقيبتها الصغيرة.

رمقته بنظرة حادة و لم يكن سوى سارق مار يخطف جيوب الناس بخفة و يفرّ هاربا.

«الحقيبة»

أردفت بهمس دون أن تُثير إنتباه الناس الذين يشاهدون العرض لكن الآخر إبتسم و أخرج خنجراً من كمّه الطويل فإنتبه الناس لهم و تفرق الجميع حيث وضع السارق ذلك الخنجر بالقرب من رقبتها

«يبدو أنكِ لا تخشين شيئاً لكنني الآن سأحد من كل هذه الجرأة»

نظرت خلفه لتجد جونغ إن قادما لكنها لم تكن تريد أن تثير إنتباه الآخر بذلك لتردف قائلة

«هل حقا ستفعل؟»

وضع جونغ إن سيفه على رقبة السارق فسقطت الحقيبة من يده و تصلّب مكانه، حينها ذُعر الناس و عادوا للخلفِ فنزل السارق على ركبتيه و بدأ يمسح كفيه ببعضهما البعض قائلا

«أنا أطلب منك المغفرة سيدي، أرجوك! أمر بوقتٍ عصيب و لم يتسنى لي سوى السرقة لِأكسب قوتي اليومي

عقد جونغ إن حاجبيه فور سماعه لما قاله السارق للتو، هل بمملكته يوجد من يعانون لهذا الحد حتى يضطروا إلى السرقة؟

هزت أون مي رأسها نافية حتى لا يصدق ما يقوله، فهذا النوع من الأشخاص الذين يبدون بصحة جيدة و لا يوقفهم شيء عن العمل إعتادوا على النصب و سرقة الناس بدل العمل بجهد و كسب المال.

أعاد سيفه لمكانه و أمسكه من ملابسه حتى يجعله يقف ثم صنع معه تواصلا بصريا قائلا

«تذكر هذا الوجه جيدا، إن رأيتك تقوم بالسرقة مجددا لن أتردد في تعذيبك »

هز الآخر رأسه عدة مراتٍ و إنحنى لهما ثم إعتذر من أون مي و ذهب راكضاً، حينها نظرا لبعضهما البعض بإبتسامة هادئة و مد يده حتى يضعها على كتفها ثم بدأ في المشي معاً هل مهل.

«هل أنتِ بخير؟»

همس مستنداً على رأسها برأسه لتبتسم قائلة

«كنت على وشكِ طرح نفسِ السؤال عليك»

وضعت يدها خلف ظهره في حين وضع يده على كتفها و أكملا طريقهما ليجيب

«سأكون بخير فقط إن كُنتِ كذلك، لكنكِ لا تبدين بخير لذا لستُ على ما يُرام»

إلتزمت الصمت دون أن تقول شيئاً فتنهد قليلا ثم إستدار مبتعدا عن السوق و الناس صعدا نحو أحدا الأسوار التي تُطل على التلال ليقف و ينظر لها، تبدو نظرة عينيها حزينة، و هذا يُفطِرُ قلبه الذي يتمنى أن يُمحي أكثر الحزن من قلبها و عقلها حتى تكون سعيدة له و حسب!

فاجأها بوضعه ليديه حول خصرها فإتسعت عينيها عندما أجلسها على ذلك السور القصير و أمسك يديها معا بقوة

«أعلمُ أنّك تُفكرين بما فعلهُ والديك، لكن ما حصل قد حصل، هما بالفعل نادمان على ما فعلاه في الماضي»

إهتزت شفتيها قليلا مبعدة نظرها عنه في حين لاحظ أنها تحاول حبس دموعها، هو أمسك ذقنها برفقٍ جاعلاً منها تنظر له مجدداً ثم أجاب يمسح وجنتيها بخفة

«لكنهما نادمان، و تبنيا يي سو، عاشت حياة قصيرة لكن ممتعة و كنتم عائلتها أليس كذلك؟ توقفي عن التفكير في أنهما إستمرا في الكذب عليكما طوال هذا الوقت و تذكر قتلهما لوالديها، عليكِ أن تكوني سعيدة لأنها الآن بمكان أفضل، لأنها بجانب والديها اللذان لطالما حلمت بلقاءهما أليس كذلك؟»

أومأت له بهدوء ثم أجابته بنبرة مهتزة

«أتعلم ما قالته و هي تحتضر؟ أنها خائفة... و لا تريد الموت»

وضعت أون مي يديها على وجهها بعد أن بدأت بالبكاء فهمس بهدوء و هو ينزلها من على السور ثم قام بإحتصانِها

«يمكنك البُكاء بقدر ما تشائين، لكن تذكري أنني ما زلتُ بحاجتِك إلى الأبد»

...

الملكة:

لا أعلم حقا بما يدور برأسِ الملك، لكنني أخشى غضبه و لا أستطيع تخيل حياتي من دونِه، إن علِم بما حدث بيني و بين سيجونغ سيكرهني للحد الذي قد يعاقبني بمنعي من رؤيته.

أخشى أن يخبره، أو يعلم جونغ إن بالأمر و يخبره، أو يسمع من شخص آخر، حينها سيصاب بالصدمة.

أخشى مواجهته بل أخاف بمجرد التفكير في الأمر، و الآن لا أستطيع التفكير في أمر آخر سوى الماضي، عقلي يعيد نفس الذكريات و نفس الجُمل مما يجعلني أشعر بالصداع.

«جلالة الملكة، الملكُ هنا»

لم تسمع ما قالته الخادمة للمرة الثالثة بسبب شرودها و هي تمسك كوب الشاي الذي برد بالفعل.

«أيتها الملكة

صرخت الخادمة فور دخول الملك إلى الغرفة فأوقعت الكوب من بين يديها و شهقت بسبب صرخة الخادمة التي كانت متوترة بسبب الملكة التي لم تكن تبدو بخير!

«ما خطبُك جلالة الملِكة؟ فلتنادي الطبيب في الحال

جلس أمام زوجته التي بدأت يديها في الإرتعاش لكنها منعت الخادمة من الذهاب لإحضار الطبيب و أخبرتها بالخروج و تركهما لوحدهما.

«لكنكِ تبدين شاحبة و لست بخير، بمَاذا تشعُرين؟»

وضع يدهُ على وجنتِها بخفة فأغمضت عينينها واضعة يدها على يده

«أنا بخير أشعر ببعض التعب وحسب، أعتقد أنه البرد»

هز رأسه بهدوء ثم تنهد قائلا

«لم تصابي بأي حروق؟ الشاي إنسكب على ملابسك»

«لقد برد بالفعل، لا بأس سأقوم بتغييرهم عندما يحين موعد نومي»

تجاهلت نظراته لها فشعر بأنها تخفي شيئا ما و صمت قليلا دون أن يقول شيئا، كلاهما صامتان و هذا جعلهما يشعران و كأنهما غريبان على بعضهما البعض.

«أتعلمين أنكِ أكثر شخص أضع به ثقتي في هذا العالم؟»

جملته جعلتها تشعر و كأن قلبها يُمزقُ إلى أشلاء

«منذ الوهلة التي رأيتك بها علِمتُ بأنكِ ستكونينَ مقدرة لي، رفضت كل من يحضرها الملك الراحل و لم أثق بأي منهن لأنني علمت أنك الإمرأة التي ستشاركني حياتي، و أسراري و مشاعري و روحي أيضا، كما أنكِ ستفعلين نفس الشيء في المقابل، لذا لطالما شعرت أن لا حجاب بيننا حتى لو كان هزيلا كخيوط العنكبوت، و رميتُ بكل الشكوك بعيدا بأنك قد تخفين أي شيء عني، و هذا جعلني أعيشُ سعيداً إلى جانبك طوال هذه السنوات و أنا حقا أشكركِ على حبكِ و ثقتك بي و كل شيء»

قام بتقبيل يدها في حين أغمضت عينيها و لم تستطع منع نفسها من البكاء، رفع رأسه ناظراً نحوها فإبتسمت له بإنكسار

«أريد منك أن تعلم أن أي شيء قمت به من قبل هو من أجلكَ و لأنني أحببتُك أكثر من أي شخص آخر في هذا العالم»

إبتسم مُمرراً يده على وجنتِها فبادلته الإبتسامة كذلك دون أن تضيف شيئا في حين كانت منهارة من الداخل...

...
خرجت الملكة من غرفتها بينما تلحق بها الخادمة لتأمرها بالتجهيز للخروج.

«لكن ملكتي، هل الملك يعلم بالأمر؟»

رمقتها الملكة بنظرة متوترة فهزت رأسها نافية ثم أجابت

«لا أريد أن يخرج هذا الموضوع من بين شفتيك، لن أُطيل الغياب، هيا أسرعي»

بدأت بتغيير ملابسها ناظرة نحو القمر المنتصِف ثم خرجت مسرعة، لم تجد حلاً آخر، فإخفاء الأسرار يكون بدفنها بجميع خيوطها حتى لو تطلب الأمر قطعها جميعاً مهما كلّف الأمر.

و هي وجدت أن حماية نفسها و زوجها تكمن في دفن هذا السر إلى الأبد و وضع حدٍ لحياة سيجونغ بشكل نهائي!
.

.

.

سيجونغ:

بعد أن عادت المياه إلى مجاريها، و تقابل جونغ إن و أون مي ثم وقعا في الحب و علم أخي بأمري، أعتقد أن خيوط النهاية السعيدة إقتربت من الإكتمال.

و موعد رحيلي قد حان، لأغادر هذه المملكة بعيدا و عيش ما تبقى من حياتي وحيدا كما كنت تماما من قبل.

إكتفيت من كوني بطلا مُتخفيا، أو ملكاً مجهولاً، و لا أعتقد أنني سأجد أفضل من العزلة حتى أموت في مكان لربما هو أجمل و أنقى، خاليا تماما من الذكريات الجارحة التي نسيت وجودها لكنها لا تزال تؤلم رغم كل شيء.

تمددتُ على الأرض أحدق بالسقف، لازلت أسمع صوت والدة أون مي و هي غاضبة و تتذمر لزوجها بشأن ولي العهد و كم أنها خائبة من تصرفه معي.

هذانِ الإثنان قاما بحماية ظهري لفترة طويلة، إسطعتُ الإستناد على كتفيهِما في اللحظة التي فقدت الثقة في العالم.

لكنهما وقفا إلى جانبي و قاما بحمايتي و مساعدتي و أنا ممتن، ممتن للحد الذي يمكنني الموت بهذه اللحظة و أنا سعيد و راضٍ عنهما تمام الرضى.

...

وصل جونغ إن و أون مي أمام منزلها بينما يمسكان ببعضهما البعض فتبادلا إبتسامة دافئة

«هل تريدين مني الدخول معك؟»

أردف بإهتمام يشيرُ نحو الداخل لكنها هزت رأسها نافية ثم أجابته

«لا بأس، سأقضي الليلة هنا معهما ثم آتي إليك في الصباح، كما قلت... الحوار أهم من الصمت و أنا قررت التحدث إلى أبي و أمي، كما أنني سأخبرهما بزواجِنا، أعتقد أنه الوقت المناسب للتحدث و أن هذه الليلة ستكون طويلة»

كانت تتحدث في حين يرتب ما تبعثره الرياح من خصلات شعرها الطويلة، إلى أن أجاب

«لست مُطمئنا لترككِ هنا، ماذا لو غضبت و خرجت من المنزل ؟ سأبقى هنا في إنتظارك أو ربما سأنام في الإسطبل حتى تشرق الشمس»

قهقت بخفة واضعة يديها على صدره ثم بدأت تهز رأسها يمينا و يساراً

«أعدك أنني لن أغادر المنزل، لكن أريد منك العودة مباشرة إلى القصر و الآن

أنهت كلامها بنبرة رسمية و جدية فهز رأسه و إنحنى قليلا حتى يقوم بتقبيل شفتيها

«أمرُكِ جلالة الملِكة»

بنبرة صوتٍ هادئة و عينان غارقتان في الحُب، هو طبع المزيد من القُبلِ التي تتوقُ إلى شفتيها في كل ثانية، قام بإحتضانها بقوة، لا يريد الذهاب دون أن تكون معه.

لكن لم يتبقى الكثير، و سيحضى بها إلى جانبه في كل أيامِه و إلى الأبد.

«أحبّـك»

همس فأغمضت عينيها تشعر بحبه الذي غمرها به، هي أجابت بعد ذلك

«أحبـُّك..»

لم يكن يريد الإفلات، و لم يكن يريد منها الرحيل أو الشعور بتلك البرودة التي تحيطه فور إبتعادها، و هي أيضا لم تبتعد بل ظلت مستسلمة لحُضنه و لم تفكر في الإبتعاد حتى يفعل أولاً.

بالنهاية كان أول من يبتعد، كوّب وجنتيها بين يديه و أردف

«إعتني بنفسك، تناولي العشاء و لا تغضبي، لا تفكري كثيراً و فكري في و حسب، لا تخرجي من المنزل و لا تأتِ إلى القصر غدا لوحدك حتى أرسل أحد الحراس ليأخدك حسنا؟»

أومأت له بإبتسامة فقبّل جبينها و دفعها برفق إلى الداخل منتظرا منها الدخول، نظرت له مبتسمة فأشار لها بالدخول، و عندما تأكد أنها أغلقت باب المنزل من الداخل تحرك بهدوء حتى يغادر متجها إلى القصر، كان يضع حصانه بمكان قريب لذا توجه له.

في طريقه، مر من جانبه أحدهم، كان يغطي أنفه و شفتيه و يمشي بسرعة، نظر له جانبيا دون أن يتوقف أو يثير الإنتباه ثم أكمل طريقه مُبعداً أي شكوك قد تخوله.

ركب حصانه، ثم توجه نحو القصر...

...

دخلت أون مي للمنزل، و وجدت والديها يتناولان العشاء، كانا يتحدثان لكنها صمتا على الفور و لم يتوقعا عودتها للبيت رغم تأخر الوقت...

توترت قليلا فأردف والدها

«هل أسكب لكِ بعض من حساء السمك؟ لا يزال ساخنا»

نظرت لوالدها الذي حاول بدأ الحديث فرمشت عدة مراتٍ و أشارت لغرفتها

«سأغير ملابسي»

كانت على وشك التحرك لكن والدتها تحدتث قائلة

«إنه نائم هناك، رفض الخروج من غرفتك بحجة أنها مريحة»

تنهدت أون مي بهدوء و أومأت لتكمل طريقها إلى غرفتها، هي كانت بحاجة إلى التحدث معه على أي حال...

فتحت الباب دون أنت تطرقه فتوقفت مكانها لوهلة..

«ألم يعلمك والداك طرق الباب أولا قبل الدخول؟»

قلبت عينيها ثم دخلت لتغلق الباب و تجلس على الأرض في حين كان يتمدد على فراشها و يتناول العنب

«ماذا عنك؟ ألا تعلم أن دخول غرف الآخرين دون إذنهم من قلة الأدب، جلالة الملِك»

أضافت في نهاية كلامها بنبرة منخفضة قليلا فجلس مكانه و أشار بيده ب-لا

«توقفي، لا تناديني هكذا، من المزعج سماعها منك»

تناول حبة أخرى من العنب فبدأت بالعبث بنهايات فراشها و التي كانت تشبه الضفائر

«لقد كنت تخفي عني الأمر طوال هذا الوقت»

نبرة صوتها أصبحت منخفضة قليلا فتوقفت يده التي كانت على وشك وضع حبة أخرى من العنب بفمه، أعادها إلى الصحن وإقترب قليلا ليُردف

«أون مي، أحيانا علينا الإستمرار في العيش دون جعل الآخرين يحملون ما نحمل من همٍ أيضا، لكل منا همومه بالفعل

لم ترفع رأسها قط، و أجابته

«كنت تعرف كل شيء عني بالفعل، إستمررت بطرح الأسئلة عليك و إستمررت في التهرُّ-... أحدهم يقف في الخارج بجانب النافدة لا تتحرك و أخفض رأسك»

إستدار بسرعة فوقفت لتفتح النافدة، قفزت منها حتى تبدأ في الركض و ملاحقة ذلك الشخص

«أون مي لا

وقف بسرعة و خرج من الغرفة ليقف والديها بفزع

«أحدهم كان يتجسس علينا و أون مي لحقت به»

إتسعت أعينهم فركض والد أون مي بسرعة نحو الخارج محاولا اللحاق بها في حين هي كانت تركض بسرعة كبيرة محاولة اللحاق بذلك الرجل.

صعد على أحد أسطح المنازل و ركض فصعد ملاحِقة إياه

«توقف أيها الجبان

نزل و مرّ بإحدى الأزقة فقفزت من الأعلى و إلتوت قدمها، لاحظت أنه مر من إحدى الأزقة التي يمكنها إختصار الطريق منها حتى تصل له لذا وقفت بصعوبة و توجهت نحو الطريق الآخر.

و عندما إستدار وقفت أمامه حيث كان أول شيء تقوم به هو سحبها لقناعه الذي يغطي وجهه فأمسك يدها حتى يمنعها من ذلك لكنها دفعته للخلف و حاولت إزالة القناع

«من تكون و من أرسلك؟»

حاول إبعادها دون أن يؤذيها لكنه إضطر حتى لا تتمكن من رؤية وجهه و التعرف عليه، أحاط قدميه حولها و أمسك يديها معا بقوة ثم رماها بعيدا لكن أظافرها تمسكت بالقناع و خدشته بقوة على وجنته، ركض مبتعدا فجلست تستجمع شتات نفسها بعد أن تبعثرت خصلات شعرها بالكامل.

هي متأكدة أن أظافرها ستترك أثرا بوجهه و هكذا ستعرف من يكون سواء كان قريبا أو بعيدا

«أون مي! أون مي

سمعت صوت والدها فوقفت معيدة شعرها الذي تفككت ظفيرته بالكامل لتردف قائلة

«أنا هنا أبي»

هرع لها حتى يساعدها على الوقوف ثم بدأ بتفقدها

«هل أنتِ بخير؟ كيف تلحقين بشخص ما هكذا و حسب دون التفكير بالأمر هل جننت ماذا لو كان فخا لإستهدافكِ و قتلك؟»

نظرت نحو الطريق الذي ركض به ذلك الشخص ثم أجابته تنفض الأتربة عن ملابسها

«لا يهم من يكون ذلك الشخص، لكن كل ما أعرفه أنه لم يكن هنا من أجلي، بل أُرسِل من أجل شخص آخر، و هذا الشخص هو العم سيجونغ

نظرا معا نحو الطريق بشرود في حين بدأت تفكر كثيرا ثم تحركت حتى تمشي و هي تعرج، لكن والدها حملها فجأة على ظهره و هذا جعلها تتمسك به جيدا و هما عائدان إلى المنزل.

«لم تعودي صغيرة أون مي، أثق أنكِ ترمين بنفسك إلى الخطر في سبيل حماية من تحبين، لكن تذكري أنني لست مستعداً لخسارتك و لن أسامح نفسي، هل كلامي مفهوم؟»

أردف والدها فقهقت بسخرية لتردف

«أحد أخطر القتلة و قطاع الطرق كان والدي و هو الآن يحاول مدي بالنصائح»

«لسانك سليط جدا»

.

.

.

.

«هل أنهيت الأمر؟»

أردفت الملكة التي كانت تفرك يديها بتوتر و تمشي يمينا و يسارا إلى أن عاد القاتل الذي إعتمدت عليه في إنهاء حياة سيجونغ.

كان يلهث بشدة و أزال القناع فوضعت يديها على شفتيها بسبب الخدش الذي يمتد من جبينه إلى نهاية وجنتيه و ذقنه.

«ما الذي حصل، هل رآك أحدهم؟»

«جلالتك، لم أستطع قتله، الآنسة أون مي قامت باللحاق بي و أصرت على رؤية وجهي..-»

إتسعت عينيها بشدة بعدما صُدمت مما سمعته للتو لتردف بتردد واضعة يدها على صدرها

«أون... أون مي؟»

«أون مي و ذلك العجوز مقربان و والديها و جلالته ولي العهد يعرفانه أيضا، سمعت أن والديها تربطه بهما علاقة قوية لكنني أجهل السبب»

شعرت بألم بقلبها و لم تعد تقوى على الوقوف فجلست على الأرض و قد صُعقت مما سمعته للتو.

«جلالتك، هل أنت بخير؟»

نظرت له و عينينها قد إحمرتا بشدة لتهمس

«غادر..»

حدق بها بغير فهم فصرخت بصوتٍ مرتفع

«غادر من هنا و لا تعد مجددا

عاد للخلف و إنحنى ليركض بسرعة و يختفي فبدأت بضرب فخديها بحسرة و هي تبكي

«إنتهى أمري، ماذا لو كانوا يعلمون بكل شيء، أون مي... ولي العهد... والديها كذلك، في ماذا سيُفيد قتله إن كانوا يعلمون بالأمر أيضا»

أمسكت رأسها و يديها ترتجفان بقوة فركضت خادمتها حتى تساعدها على الوقوف

«أنا أريد الموت، أريد أن أموت و تُمحى ذاكرتي من جميع من أعرفهم»

«جلالتك، أرجوكِ إهدئي قليلا، علينا العودة إلى القصر قبل أن يلاحظ أحد الأمر، سمعت أن ولي العهد عاد للقصر و أخشى أن يرغب برؤيتك قبل نومه كالعادة، إستجمعي قواك أرجوك

ساعدتها على الوقوف بصعوبة ثم غادرتا عائدتان إلى القصر، و لحسن الحظ لم يعلم أحد بغيابها، لكنها أصبحت طريحة الفراش و أصابتها الحمى و المرض، مما جعلهم يستدعون الطبيب الملكي على الفور.

و الذي أخبرهم أنها أصيبت بصدمة أو نوبة من القلق لكن يبقى سبب مرضها مجهولا أو أن البرد أصابها...

خرج الملك و ولي العهد من غرفتها يتحدثان

«لقد كانت أمي بخير هذا الصباح، ما الذي حصل؟»

أردف جونغ إن بقلق ينزل متوجها نحو الخارج فأجاب والده

«قمت بزيارتها هذا المساء، و بدت غريبة و شاحبة، أخشى أن يصيب والدتك مرض غير معروف أو مكروه ما»

توقف جونغ إن مكانه ووهز رأسه نافيا

«لا تقلق جلالتك، سأوصي الأطباء على أن يقوموا بأفضل ما لديهم لمعرفة ما يؤلمها و ستكون بخير»

هز الملك رأسه بإبتسامة واضعا يده على كتف ولي العهد ثم أردف بعدما أكملا المشي معاً

«كيف حال أون مي، و متى تنويان إعلان موعد زواجكما؟ مملكتنا في حاجة إلى الإحتفالات و الأفراح»

إبتسم جونغ إن و هز رأسه ليردف

«ستتحدث إلى والديها الليلة، لكنني أريد من أبي أن يبدأ في الإستعداد لذلك اليوم من الغد، لا أطيق الإنتظار

قهقه والده ثم هز رأسه بفخر قائلا

«لا أصدق أن إبني الوحيد سيتزوج

«ما الذي تقصده بإبنك الوحيد، ألستُ إبنتك أيضا؟»

تقدمت الأميرة الصغيرة تنفخ وجنتيها فحملها جونغ إن و قام بتقبيل وجنتيها

«بالتأكيد أنتِ إبنتي أيضاً! و إلا كان هذا القصر مظلما دون وجودك»

أردف الملِكُ فتقدمو معا في حين يحملها جونغ إن لتردف بسخرية

«أعتذر عن ما سأقوله جلالة الملك، و لكن أبي غزلك رخيص جداً من فضلك إقرأ المزيد من الكُتب الرومانسية حتى تتعلم قليلا»

نظر ولي العهد و الملك لبعضهما البعض بصدمة فضحك جونغ إن بصوت مرتفع و تبعه والده قائلا

«ظننتُ أنني جيد في ذلك، و إلا كيف كسبت قلب أمّك»

.

لفّت والدة أون مي ذلك الوشاح الأبيض على كاحل إبنتها التي تجلس بهدوء في حين وضع العم سيجونغ كوب شاي الأزهار بالقرب منها ليجلس بجانبها

« إذن تقولين أن هذا الشخص أراد قتلي؟»

دخل والد أون مي أيضا و جلس ليردف قبل أن تتحدث إبنته

«لا تشغل بالك، سأحقق في الأمر و أعلم من هذا الخائن، يبدو أنه يعرف عنك الكثير»

نظر العم سيجونغ لأون مي و قدمها و ملابسها المتسخة ليقف و يردف

«أعتقد أنه قد حان الوقت لأرحل من هنا، لا أعلم من يحاول مهاجمتي لكنني لا أريد أن يتعرض أي أحدٍ منكم للأذى، أون مي كانت معرضة للخطر قبل قليل بسببي و لن أتحمل رؤية المزيد»

«ما الذي تقوله، إجلس أنت معرض للخطر بالخارج، و لن أدعك تغادر هذا المنزل»

أجابته أون مي بإنزعاج و هي تسحبه من ملابسه فأومأ الآخران لتُكمِل

«و بما أننا مجتمعون، أريد إخباركم بأمرٍ ما...»

نظروا ثلاثهم نحو سيجونغ مشيرين له بالجلوس فجلس بالفعل و تنهد بقلة حيلة

«ولي العهد عرض علي الزواج، و أنا وافقت»

عقد والدها حاجبيه بحيرة في حين وضعت والدتها يديها على شفتيها، فنظر لهما العم سيجونغ بملل

«توقفا عن التظاهر أنكما لا تعرفان شيئا أمامها هذا واضح جداً»

«ماذا؟»

أردفت أون مي بصدمة فقاما بتغطية وجهيهما بإحراج

أخد بعض البرتقال و بدأ بتقشيره ليردف مشيرا نحوهما

«كل أخبارك تصلهما فهما يعرفان الملك بالفعل و يعلمان بعلاقتك بولي العهد منذ فترة طويلة»

شعرت بالحرارة تصعد نحو وجنتيها و رأسها فوقفت لتصرخ بإنزعاج

«تعرفان كل شيء بالفعل لكنكما إستمريتما في التظاهر و جعلي أبدوا كالحمقاء»

سحبها والدها حتى تعود للجلوس ليردف بينما يمسح على شعرها بخفة

«كنا مضطرين لذلك صغيرتي، و الآن أنا بالفعل مصدوم، كيف تمكنت إبنتي من الإيقاع بقلب ولي العهد؟ أليست إبنتنا أكثر خطورة مِما كنا نتوقع؟»

حدقت بها والدتها قليلا، نظرتها لم تكن سعيدة مثلما توقعت أون مي، فهي بدت خائفة و متوترة...

«أون مي، هل أنتِ متأكدة من مشاعرك، هل تحبينه حقا و ترغبين في الزواج منه؟»

أمسكتها والدتها من كتفيها معا فأبعدها سيجونغ

«توقفي عن جعلها تتوتر، أون مي عزيزتي تحب ولي العهد منذ طفولتها و كان تحلم باليوم الذي يبادلها نفس المشاعر، بالتأكيد هي متأكدة من ذلك»

أومأت أون مي ناظرة نحو والديها ثم أضافت

«أنا أحبه كثيراً و مستعدة لأكون زوجته إلى الأبد»

«و لكن حياة القصر صعب

«عزيزتي! لتنحدث قليلا في الخارج»

قاطعها زوجها و هو يقف و يمد يده حتى يمسك يدها و يخرجا من الغرفة فلحقت به

..

مرّت الأيام بسرعة، و تحسنت قدم أون مي بعدما أخبرت جونغ إن بما حصل و غضب كثيرا عليها لأنها لحقت بذلك المتسلل، لكنها تحدتث إليه ووعدته ألا تفعل ذلك مجدداً.

و بالفعل، إلتقى والديها بالملك و الملكة و حضوا بعشاء عائلي معا و تحدثا بشأن زواج ولي العهد و أون مي.

في حين إنتشر الخبر في أرجاء المملكة و فرح حاكم الصين كثيرا و إستعد للقدوم هو و زوجته حتى يحضرا لكل شيء.

أما العم سيجونغ، فقد إختفى صباح اليوم الذي أخبرهم أنه يرغب بالرحيل، مما جعل الملك يشعر بالحزن لأنه لم يتمكن من الجلوس و التحدث إلى أخيه الأكبر و جعله يعيش معه في القصر، بالإضافة إلى حاكم الصين الذي كان يريد رؤيته بفارغ الصبر، و لكنه حزن كذلك لشدة إشتياقه لرؤية أخيه الأكبر.

مع ذلك، أخبرتهم أون مي أنها تشعر و كأنه سيعود بيوم زفافها، فهي تعلم جيدا أنه لن يفوت يوما كهذا.

إقترحت كذلك أن يقوموا بتوزيع الأرز و مستلزمات الغداء على الشعب بهذا اليوم حتى يأكل الجميع و يحتفل الجميع في القصر و خارج القصر كذلك.

و هذا جعل الحراسة تُشدد أكثر...

أما جونغ إن، فجهز مئات الهدايا من أجلِ أميرته، كما أنه أوصى على عروضٍ لركض الخيول المدربة، و فرق موسيقية، و عروض للترفيه و مهرجين كذلك.

القصر زُيّن ليُصبح في أجملِ مظاهره، و أون مي جلست في الغرفة بعد أن إصطفت الخادمات من أجلِها لإستعدادها من أجل اليوم.

الكثير من الفساتين الحريرية و المجوهرات و الحِلي التي أبهرتها بالفعل، فجونغ إن من أوصى على كل شيء و جعلها تختار ما تشاء و ما يحب قلبها.

والدتها كانت إلى جانبها تنظر لها بهدوء و إبتسامة هادئة

«تبدين جميلة صغيرتي...»

إهتزت نبرة صوتها عندما شعرت برغبة في البكاء و غطّت عينيها فوقفت أون مي تاركة الخادمات اللواتي يجهزنها

«أمي، أمي! توقفي عن البكاء أرجوك و إلا سأبدأ في البكاء أيضا، تعلمين أنني أبكي بسهولة هيا عليكِ أن تكوني سعيدة»

إحتضنت والدتها و هي تجلس على ركبتيها فبادلتها الحضن أيضا قائلة

«إنها دموع الفرح و حسب، عودي لمكانك، هيا لم يتبقى الكثير من الوقت»

«أمي، أنظري إلي! ستعيشين معي هنا، و سنرى بعضنا البعض كل يوم توقفي عن التفكير بالأمر»

«الأميرة ستدخلُ الآن

أعلن حارس الباب عن قدوم الأميرة بونغ تشا فسمحت أون مي له بفتح الباب و فور فتحه له دخلت الصغيرة راكضة ثم إرتمت بحضن أون مي و إحتضنتها بقوة

«كيف حال أميرتي، لقد كبرتِ بسرعة»

أردفت أون مي و هي تمسح على ظهرها بخفة فأجابت الصغرى

«إشتقتُ لكِ كثيراً، و أنا سعيدة لأنكِ و جلالته ستتزوجانِ أخيراً»

إبتسمت أون مي و والدتها لتبتعد بونغ تشا و تنحني لوالدة أون مي

«هذه أمي بونغ تشا»

إنحنت لها بونغ تشا فإبتسمت الأخرى بهدوء لتجلس بالقرب منهم في حين عادت أون مي لمكانها حتى يُكملوا تزيينها و إلباسها.

..

أون مي:

إنه اليوم، الذي لم أكن أحلم به لشدة ثقتي أنه من المستحيل وقوعه، و لكنه حصل الآن بالفعل.

لا أستطيع وصف ما أشعر به، ولا ما أفكر به.

فالتوتر غلب علي، قلبي يدق بسرعة و قوة، أشعر بالسعادة التي تكاد تصبح بكاء و رغبة في الصراخ، سعيدة للحد الذي يجعلني أرغب بإخبار الجميع عن هذا اليوم.

سنتزوج أخيرا، بعد كل ما مررنا به، و بعد اللحظات التي قررتُ بها التخلي عن حبه، الآن أنا أشعر و كأنني في حلم، و إن كان كذلك فلا أريد الإستيقاظ أبداً.

أشعرو كأنني بالجنة، و يمكنني الموت و أنا سعيدة.

نظرت لأمي التي لم تبعد نظرها عني، تبدو خائفة، و أتفهم و أعلم ما تفكر به، فحياة القصر صعبة، و لكنني بجانب جونغ إن سأكون بأمان و لن أخشى شيئاً على الإطلاق.

أنا مستعدة الآن أيضا، لأضحي بحياتي من أجله، و أكون بالقرب منه عندما يبتعد الجميع عنه و يتركه، مستعدة للإمساكِ بيده في اللحظة التي يفقد بها ثقته بالجميع.

و مستعدة لتصديقه مهما كان الكلام الذي يقوله حتى لو بدا غير قابل للتصديق و مستحيلا.

.

جونغ إن:

إنها اللحظة المنتظرة، و التي سأمسك بها يد أون مي لتكون نصفي الآخر الذي كنتُ ضائعاً بدونه.

وقفت أستعد من أجل حفل الزفاف و قلبي يخفق بسرعة، لم أشعر بالتوتر بهذا القدر في حياتي، يداي تتعرقان و الهواء يستمر بالتوقف ثم الإستمرار بعد أخدي لنفس عميق مما يجعل الخادمات يتوترن بالفعل.

أمي كانت تجلس بهدوء و هي تنظر لي، كانت تتصرف بغرابة طوال هذا الوقت و لا أحد منا يعلم السبب، لا تخرج من غرفتها إلا عندما نقوم بزيارتها و تبدو عيناها حزينة.

و لكنني رغم ذلك سأعرف السبب عندما ينتهي اليوم.

قررت أخد أون مي لمكان سيعجبها كثيرا، سنقضي به بعض الوقت وحدنا، و سنبتعد عن التوتر حتى نحضى بقسط من الراحة بعيدا عن الجميع و عن كل شيء.

و أنا أتوق للذهاب معا لذلك المكان البعيد الليلة بعد إنتهاء الزفاف حتى تستيقظ هناك و تتمكن من رؤية المناظر الخلابة و الينابيع الحارة.

قررت أن أُبعد جميع أحزانِها، و أن أجعلها سعيدة، أن لا تفارق الإبتسامة شفتيها و لا يتسلل أي شيء يؤلم قلبها إليها.

أنا مستعد لحمايتها و الموت من أجلِها، سأكون سندها و مصدر سعادتها و الشخص الذي لن يفارق ظلها مهما كانت الظروف.

سأتشبت بآخر حبل بها حتى لو كان رفيعاً كخصلات الشعر أو أضعف من ذلك، و إن تطلب مني الأمر اللحاق بها حال سقوطها فسأرمي بنفسي بين ذراعيها دون التفكير في الأمر حتى.

فهي تنتمي إلي الآن، و أنا أنتمي إليها، و أرواحـُنا معلّقة ببضعها البعض، فلا أحد منا يستطيع الإستمرار دون الآخر...

.

.

.

رائحة الطعام الشهية، و الموسيقى المنتشرة في أنحاء القصر، الراقصون و الحضور و الأطفال حيث الجميع لبس أفضل ما لديه ليحضر زفاف ولي العهد الوحيد.

الحراس في الباب يتفقدون الحضور و يفتشون الجميع و الحراسة مشددة، فقط المواد الآمنة ما تدخل للقصر حتى يمر هذا الحدث العظيم على خير و بأمان.

الضيوف من البلدان الأخرى أيضاً قاموا بالحضور من أمراء و أولياء للعهد و أميرات، و الجميع جلس في مكانه مستعدون للحظة التي إقتربت كثيراً.

و هاقد أعلن الحارس عن خروج العروسيْن، بدأت الموسيقى و صفّق الجميع ينظرون نحو الأعلى حيث يقفان ممسكان ببعضهما البعض.

نظر جونغ إن نحو أون مي و إبتسم فبادلته الإبتسامة ليُردف

«تبدين فاتِنة»

شعرت بيدِه تتمسك بيدها بقوة مما جعل قلبها يستمر بالخفق بقوة، العدد الهائل من الناس جعلها تشعر ببضع الرهبة و الخوف، و لكن فور رؤيتها لوالديها اللذان يجلسان بالقرب من الرجل المسؤول عن تزويجهما و سيجونغ أيضا و الذي قام بغمزها من بعيد جعلها تشعر بإرتياح كبيرين مع بعض الخجل.

ركضت بونغ تشا لتبدأ برمي بتلات الزهور من خلفهم فقهقها بخفة و هما ينزلان بهدوء في حين لحقت باقي الخادمات الأميرة و قمن برمي الزهور المتبقية و إستمرت الموسيقى حتى وصلا أمام الملك و الملكة.

إنحنيا لهما و بعد أن أتما مراسيم التحية التقليدية الخاصة بحفل الزفاف وقفا أمام الرجل المسؤول عن تزويجهما و الذي إبتسم ناظراً نحو أون مي ليُردف

«و أخيراً إستطعنا التعرف على سمُوها، من فضلك ضعي يدكِ على هذا الكتاب و قولي ما سأقوله»

أومأت له بهدوء واضعة يدها على ذلك الكتاب لتلحق ما قاله، و فور إنتهاءها قام جونغ إن بنفس الشيء فقام الحضور بالتصفيق.

«تبقى القليل»

همس بالقرب من أذنها فسأله الآخر بهدوء

«جلالتك، هل أنت موافق على الزواج من الآنسة أون مي، بهذا اليوم، و بهذا الزفاف الملكي، لتكون زوجتك، سندك عند حزنك و فرحك، و ملكة مستقبلية على سائر البلاد؟»

نظر لها ولي العهد بهدوء و إبتسم ثم أجاب

«أقبل»

إرتفعت أصوات الموسيقى و التصفيقات و التحيات من الحضور حيث كانت الطبول تقرع و تشعر أون مي بالخوف و التوتر.

«و الآن لعروسِنا، هل تقبلين الزواج من جلالتِه، ليكون سندك عند حزنك و يشارككِ سعادتك، و حتى تشاركيه جميع المخاطر عند إعتلائِه للعرش حتى يصبح ملِكا لسائر البلاد؟»

إبتسمت ناظرة نحو العم سيجونغ الذي ينظر لها بإبتسامة حيث أغمض عينيه معا و هز رأسه فنظرت نحو جونغ إن قائلة

«أقبل»

«مبارك عليكما، أنتما الآن زوج و زوجة، أتمنى لكما حياة مليئة بالسعادة»

بدأت الموسيقى مجددا و صفّق الحضور، إستدار جونغ إن ناحيتها و تقدم حتى يقوم بتقبيل جبينها، في حين تمسكت بملابسه بقوة و شهقت...

صوت الموسيقى كان مرتفعا جدا و الجميع بدأ بالرقص في الخارج و الداخل...

إنحنت أون مي و شفتيها منفرجتان و هي تتمسك بجونغ إن بأقصى ما تملك.

«لا... لا»

همس جونغ إن ناظراً نحو الرجل الذي قام بتزويجهما للتو، و الذي أخرج سيفه و قام بغرزِه بظهر أون مي مباشرة ليخرج من قلبها.

إنهارت على ركبتيها تنظر لجونغ إن و عينيها محمرتان، هي إبتسمت و حاولت قول شيء ما في حين هجم آخرون على ولي العهد حتى يقوموا بقتله.

سيجونغ إتجه حتى يقوم بحماية ولي العهد و والدة أون مي سقطت على ركبتيها تحت وقع الصدمة.

لاحظ الناس ما حصل و هرع الملك و الملكة راكضين، في حين بدأ أشخاص مجهولون في الظهور من بين الناس.

كل شيء كان يمر تحت وضع بطيئ

و الجميع كان يصرخ، لكن الأصوات بالنسبة لأون مي تلاشت و إختفت، و قبضتها على جونغ إن لم تترُك ذراعيه.

كان يجلس على الأرض متمسكا بها، لم تعد لديه القدرة على التحرك، بل عيناهما من تواصلا في تلك اللحظة.

هاجمه أحد من الخلف و لكن سيجونغ قام بحمايته و قتله

«هيا أنت معرض للخطر

صرخ سيجونغ فإبتسم جونغ إن ناظراً نحو أون مي ليقترب منها قليلا و يقوم بتقبيل شفتيها

«ليس بعد الآن»

قرّب جسده بجسدها ثم تمسكت أصابعه بمقبض السيف ليُردف


«أراكِ في الحياة القادمة، عزيزتي»

أدخل السيف الطويل بالكامل حيث إخترق قلبها و هو يتمسك بها بقوة...

سقطا معاً على الأرض، محتضنين بعضهما البعض، غارقان بدمائهما...

و إنتهت حياتهما بتلك اللحظة، بذلك اليوم، بحفل زفافهما و لحظة زواجهما...

إنتظرا هذه اللحظة بفارغ الصبر، و لم يعلما أنها ستكون نهاية حياتهِما، و لو علِما بذلك لتمنيا بقاء ذلك اليوم بعيداً...

و لكن، هما فارقا الحياة معا، فجونغ إن لم يكن مستعداً للعيش بدونها، و وضع حداً لحياتِه على الفور و هو يبتسم محتضنا حبيبته و زوجته و رفيقة روحِه.

و هنا إنتهت قصتُهما معاً، قد لا تبدو كباقي النهايات، و لكنها كانت أكثر قوة و حباً عن باقيها...

صحيح أنهما فارقا الحياة، و لكنهما فعلا ذلك معاً، تعرضت أون مي للغدر في أسعد أيام حياتِها، و لم تملك لحظة واحدة للتفكير أو التحدث، فقد كانت عيناي جونغ إن الغارقتان في الحب آخر ما تراهُما، و هذا كافٍ بالنسبة لها.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

«لون شعرِك هذا يناسبك كثيراً يي سو، يبدو رأسُك كحبة البطيخ تماما»

أردف ذلك الفتى الذي يرتدي زي المدرسة الثانوية في حين يضع يده على كتف الفتاة التي تمشي بهدوء و هي تقرأ إحدى المجلات المفضلة لفرقتها الموسيقية.

لكنها توقفت و نظرت له بصدمة كانت على وشك ضربه بمجلتها لكنها تذكرت أنها إشترتها للتو لذا سحبت شعره لتصرخ

«أعِد ما قُلتهُ للتو؟»

إنحنى قليلا و هو يحاول إبعاد يدِها فخرج المعلم فجأة و حمحم

«ما الذي تفعلانه هنا؟ أنتما متأخران بالفعل عن فصل التاريخ، يي سو! بوم سوك! هيا أدخلا الآن»

صرخ فركضا نحو الداخل حتى يتجنبا ضربه لهما بالعصا التي يحملها...

لاحظ بوم سوك ورقة موضوعة على طاولة يي سو فأخدها بسرعة و لمحته يفعل ذلك.

هي طلبت منه إعادتها بهمس لكنه هز كتفيه
و أخرج لسانه في حين ضرب المعلم بيده على الطاولة حتى ينتبه الجميع.

أعادت نظرها للمعلم و فتحت الكتاب في حين فتح بوم سوك الورقة و هو يجلس خلفها ليجدها إحدى الإعترافات من أحدهم، هو نظر نحو فتيان الفصل بحدة و كمش تلك الورقة بعدما قام بتقطيعها و إستقام ليرميها بسلة المهملات.

«إنتباه من فضلكم، درس اليوم مهم جداً، و معروف في بِلادنا، حيت كُتِبت العديد من القصص و الأساطير و الروايات عنه، كما أننا أخدنا ذلك الحدث كعيدٍ للحب و الزواج في بلادِنا، درس اليوم هو زواج الجنة، و جميعنا نعرف ما يعنيه هذا الإسم، هيا فلتشاركوني أفكاركم عن هذا الحدث العظيم في تاريخ بلادنا

بدأ الجميع في رفع أيديهم فأجابت إحداهن.

«سُمي بزواج الجنة لأن ولي العهد و حبيبته قُتلا بيوم زفافهم بعد إكتماله بلحظات، و لهذا أطلق عليه شعب مملكة جوسون هذا اللقب لأنهما هربا للجنة حتى يُكملا زفافهما هناك بشكل أفضل و أجمل و لعيش حياة أبدية بعيداً عن العالم المخيف و المرعب»

أومأ المعلم بهدوء و أكمل كلامها بعدما همهم

«هذا صحيح، في ذلك اليوم، و بعد قصة حب دامت فترة طويلة، تمكنت الأميرة أون مي من الزواج بولي العهد، و عندما حان موعد زفافهما، و بعدما أصبحا زوجاً و زوجة بشكل رسمي، هاجم القس المسؤول عن تزويجهم الأميرة أون مي بسفيه من الخلف و تمكن من إختراق قلبها، في المقابل، حاول الملك الأول الراحل حماية ولي العهد، و لكن ولي العهد رفض ذلك و قتل نفسه بما تبقى من السيف، واضعاً حدا لحياته، فارقا الحياة بسيف واحد، و جسد واحد و في نفس اليوم و اللحظة، و هكذا جاءت قصتهما و حل الحزن بالمملكة»

«أيها المعلم، من تولى الحكم بعد موت ولي العهد؟»

سألت يي سو بهدوء فهز رأسه قائلا

«سؤال جيد يي سو، بعد ذلك الحادث المأساوي، إعترفت الملكة بأنها كانت على علاقة بالملك الأول، و الذي أخبرتكم بقصته الحصة الماضية، الملكة ظنت أن ما أخفته من سر هو سبب ما حصل للإبنها، و أنا السماء عاقبتها، لذا كتبت رسالة تعترف فيها بما حصل و تجرعت السُم ثم ماتت، صُدِم الملك و أصبح طريحاً للفِراش بسبب ما حصل لزوجته، أما الملك سيجونغ فقد إختفى عن الأنظار و لم يعلم أحد بمكانه إلى يومنا هذا، في حين لم يكن متبقٍ أحد لتولي العرش سوى الأميرة بونغ تشا، و التي أصبحت ملكة للبلاد في سن صغير»

«وآه هذا رائع

أبدوا إنبهارهم و إعجابهم فعرض المعلم صورتها على الشاشة في حين يقلب الصور الأخرى للباقين

«عُرفت الملكة بونغ تشا بقلبٍ كالجليد، فقد كانت قاسية و صارمة و جادة، و الجميع قال أن السبب يعود إلى ما حصل للعائلة الملكية و الصدمة القوية، فهي كانت تقتل كل من تشم به رائحة الخيانة أو الشك، و تعاقب جميع من يخطؤون لمرة واحدة دون الرحمة أو المغفرة  لهم، شاركت في العديد من الحروب و تمكنت من الإنتقام لعائلتها الملكية و ما حصل، كما أنها حصلت على المساعدة في التخطيط و التسيير من والداي الأميرة أون مي، و هذين الإثنين سنتحدث عنهما في حصصنا القادمة، أما الآن، أريد منكم فتح كتبكم، هيا بوم سوك إقرأ  ما كُتب في الصفحة الخامسة و العشرين»

فتح كتابه ليبدأ بالقراءة و أكملوا الدراسة بتلك الحصة، من جهة أخرى، كانت مدينة سيؤول تشتكي من الرياح العاتية التي أتت فجأة منذ فجر صباح اليوم.

حيث حذرت نشرة أوضاع الطقس من توخي الحذر بسبب الرمال الطائرة أيضا و الأتربة بالإضافة إلى إرتداء الأقنعة و النظارات.

«أيها الضابط، لدينا حالة طارئة، إنبعث حريق مجهول بأحد القصور الملكية عند تصوير أحد الأفلام هناك»

أردف ذلك الشرطي و هو يعطي التحية لقائده فوضع الآخر قلمه على الطاولة ثم وقف ليرتدي سترته

«هل أعلمتم باقي الفريق؟»

«هم في طريقهم إلى هناك بالفعل، يقال أن الحريق إندلع بسبب بعض المشاكل بين الشركتين المنتجتين، يتم تصوير فلمين هناك الآن، هذا ما وصلني للتو

أومأ الضابط و هو يخرج من مكتبه في حين لحق به مساعده، أخرج هاتفه و إنتظر رنين أحدهم و عند رده أردف

«هل أعلمتم فرق الإطفاء أيضا؟ جيد حاولوا التحقيق في الموضوع سأكون هناك بعد ثلاثين دقيقة»

أغلق هاتفه ثم ركب سيارته في حين جلس مساعده إلى جانبه و قاد نحو المكان على الفور في حين لحق به فريقه في سيارة الشرطة.

.
.
.

«أراك في الغد»

أردفت يي سو و هي تتجه نحو السيارة التي تنتظرها فوقف بوم سوك بصدمة قائلا

«ماذا ألن نذهب معاً في الطريق اليوم؟»

«لا أستطيع، أختي هنا بالفعل، إن أردت الركوب هيا»

أشارت للسيارة و هي تفتح الباب لكن الآخر هز رأسه نافيا و إبتسم ثم لوح بيده للفتاة التي تقود السيارة

ركبت يي سو و أغلقت الباب لتقوم بإغلاق الموسيقى الصاخبة

«كيف كان يومك؟»

أردفت الأخت الكبرى و هي تعيد تشغيل الموسيقى فتنهدت يي سو قائلة بعد أن تحركت السيارة

«كالعادة، أنا جائعة أختي فلتشتري لي بعض الطعام»

إبتسمت الأخرى و هي تهز رأسها لتردف

«نحن في طريقنا لملأ بطوننا بالفعل

«هذا رائع!... مهلا لحظة»

حدقت بوجه أختها مطولا مما جعل الأخرى تنظر نحوها ثانية و ثانية أخرى بإتجاه الطريق

«يا إلهي هذا مستحيل، هل يعقل أنكِ وُلدت مجددا؟»

وضعت يديها على شفتيها فنظرت لها الأخرى بإستغراب

«ما الذي تتحدثين عنه يا فتاة؟»

إستمرت يي سو في التحديق بها ثم أجابت أخيرا

«أنتِ تشبهين زوجة ولي العهد، بل لديك نفس الإسم تماماً، أون مي لماذا لم ألاحظ هذا من قبل؟»

كانت أون مي على وشك التحدث لكن هاتفها رنّ فوضعت السماعة بأذنها

«ماذا هل إشتقتم إلي بهذه السرعة؟»

كانت تبتسم و هي تقترب من المطعم لكنها قطبت حاجبيه و همهمت بجدية ثم أبعدت السماعة بسرعة

«يي سو، ضعي حزام الأمان و تمسكي جيداً»

أسرعت الأخرى بوضع حزام الأمان لتردف بتوتر

«م-ماذا الآن، لم أتخرج من الثانوية بعد تمهلي يا فتاة لست الوحيدة التي تقود بهذا الشارع

صرخت بنهاية كلامها بصوت مرتفع لأن سرعة السيارة زادت بالإتجاه المعاكس...

وصلت و إستدارت السيارة متسببة بالعديد من الغبار الذي غطى المكان في حين نزلت تلك السيارة التي بدت و كأنها سيارة إسعاف، خرج فريق مكون من خمسة أشخاص و أول ما قام به أحدهم هو إلباسها لزيها الطبي.

«الأحصنة تعرضت للعديد من الحروق قبل ساعتين و منها من تأذى كثيراً لكنهم للتو فكرو في إعلامنا، تحركنا فور إتصالهم و علينا بدأ العمل الآن طبيبة أون مي»

إستدارت ناظرة نحو أختها الصغرى يي سو و أشارت لها بالبقاء داخل السيارة في حين دخلت لذلك القصر الذي نشب به حريق اليوم.

كان هناك العديد من الشجارات بالمكان بالإضافة إلى الدخان و المصابين.

إستقبلها صاحب الأحصنة و هو يركض و أشار لها باللحاق به لتردف بنبرة موبخة

«لماذا تأخرتم بإعلام الفريق الطبي، الحيوانات أرواح أيضا و بحاجة للعناية و الإهتمام، ما كل هذا الإهمال أيها السيد؟»

دخلت للإسطبل و باشرت في عملها على الفور و هي ترتدي قناعها في حين تفرق فريقها فور إخبارهم بما يتوجب عليهم القيام به.

«أيتها الطبيبة، أنا لست المسؤول عن هذا، لقد طلبت منهم الإعتناء بأحصنتي و تحمل المسؤولية لما سيقومون به لكنهم بدأوا في الشجار على من سيصور أولا

رفعت يدها و هي تقوم بالعمل لتردف

«ساعدنا بإحضار الماء من فضلك»

أومأ لها ثم ركض مُسرِعاً فتنهدت و هي تحدق بالأحصنة التي تعرضت لحروق بليغة .

..

«نحن من وقعنا العقد أولا، نحن من يحق لنا التصوير بهذا اليوم و هذا المكان»

صرخ أحد المخرجين و هو يرمي ما بيده من أوراق في حين قفز عليه أحد المنتجين و أراد ضربه ليبدأو في الشجار.

تنهد ضابط الشرطة بعمق و هو يحدق بهم، وضع يده على حزامه ثم أخرج مسدسه ليرفعه نحو الأعلى و يطلق ثلاثة رصاصات دفعة واحدة جاعلا الجميع ينزلون نحو الأسفل مخفضين رؤسهم...

هلعت الأحصنة و بدأت في الركض ليخرجوا من الإسطبل راكضين نحو الساحة الكبيرة الخاصة بتدريبهم فركض الفريق الطبي نحو الخارج أيضاً

«ما هذا اليوم بحق اللعنة، من هذا اللعين الذي قام بهذا التصرف الغبي

صرخت و هي تخرج متجهة نحوهم دون أن تزيل قناع وجهها لتجد الجميع يقف بصمت، و يتوسطهم رجل ما، كان يرفع يده نحو الأعلى و يحمل مسدسا

«أنت! هل أنت واعٍ بالتصرف الذي قمت به للتو؟»

صرخت و هي تتقدم فتفرقوا لينظر لها الآخر واضعاً يديه على خصره

«يا آنسة، أنتِ تتدخلين بعمل الشُرطة من فضلك إبقي بعيدة»

أردف مساعده بإنزعاج لكنها إستمرت بالتقدم قائلة

«أليس الشرطة مسؤولون عن أمان الناس، لقد كدت أتعرض أنا و فريقي للدهس من قبل الأحصنة بسبب تهورك يا سيد شرطي

أبعد الآخر نظره عنها عاقدا حاجبيه بسبب الشمس الحارة و الرياح المزعجة التي بدأت تعصف فجأة

أبعدت قناع وجهها لأنها إختنقت بالفعل و عندما إستدار حتى ينظر لها تمركز نظره عليها و حدق بها بتركيز...

في حين أسرع الجميع في الإبتعاد بسبب العاصفة القوية التي ضربت فجأة بسبب الرياح و هذا جعلها تغمض عينيها بقوة حتى لا تدخل الأتربة بعينيها...

أزال سُترته ثم أحاطها بها تلقائيا ليتوجها بخفة نحو الداخل حيث الخيام التي نصبوها من أجل المُمثلين و فريق التصوير.

جلست على الكرسي تعيد خصلات شعرها للخلف في حين شعرت بنظراته و هزت رأسها لتحدق به مقطبة حاجبيها فتحدث أخيراً

«عفواً، هل تقابلنا من قبل؟»

وقفت مكانها و رتبت زيها الطبي ثم نظرت له من الأعلى إلى الأسفل لتهز رأسها نافية

«لا أعتقد ذلك، هل قُمت بزيارتي من قبل؟ أعني بعيادتي رُبما؟»

أعاد خصلات شعره للخلف كذلك و هز رأسه نافيا

«لا لم أفعل...»

«أنا طبيبة بيطرية، أُدعى أون مي»

مدت يدها نحوه فنظر ليدها مطولا قبل أن يصافِحها أيضاً

«و أنا الضابطُ كيم جونغ إن، تشرفتُ بمعرفتِك

هزت رأسها بهدوء و نظرت للبعيد منتظرة توقف العاصفة في حين عقد ذراعيه لصدره و نظر للساحة أيضاً

«بالمناسبة، و لأكون صريحة، كضابط شرطة تصرفك لم يكن عقلانياً، كِدتُ أصاب بركلة على مستوى الوجه بسبب الحصان الذي كنتُ أعالِجُه

أردفت بتذمر فحكّ مؤخرة رأسه قائلاً

«أعتذر عن تصرفي، لم أكن أعلم أنكم بدأتم بالعمل هناك بالفعل، إسمحي لي بدعوتك على العشاء الليلة كطلب إعتذار مني، يمكنكِ إحضار فريقك أيضاً»

رفعت نظرها حتى تحدق به قليلا ثم أبعدت نظرها و هي تتحرك نحو الخارج

«موافِقة، أيها الضابط كيم

إبتسم بهدوء ناظراً نحوها و هي تغادر فشعر بأحدهم يلمس ذراعه و إستدار ليجده رجلا ما

«تبحثُ العين عن ما يُسِرُّ ناظِرها، لكن القلب يبحثُ عن من يؤنِسُ وحدته»

عقد جونغ إن حاجبيهِ بإستغراب في حين إبتسم ذلك العجوز و بدأ بالضحك واضعاً يده خلف ظهره، هو كان يعرج و إستمر بتكرير ما قاله له دون توقف بينما يخرج من القصر
...

النهاية🖤.

شكراً على إنتظاركم لي، و على صبركم و متابعتكم لهاذي الرواية، اليوم أكملت سنة و نزلت الفصل الأخير بنفس اليوم يلي بدأتها فيه.

و إن شاء الله تكونو حبيتو النهاية لأني مقتنعة بيها تماما و أخدت راحتي بكتابتها و خليتها مميزة عن باقي النهايات فرواياتي السابقة.

أحبكم❤😭.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top