Special part 1


بارت خاص لجبر خواطركم المكسورة😌🍯🤎

°°°

بعد مرور عامٍ من زواجِنا.

شعرتُ و كأن شُعلة الحب التي بيننا قد بدأت تنطفئ، و أن الإبتعاد عن بعضنا البعض لم يعد يشكل عائقاً أو حتى شعوراً بالإشتياقِ كما كنا في البداية.

فأصبحت محادتثنا اليومية روتينية، و ما نفعلهُ اليومَ نُعيدُه في الغد.

نُنهي اليوم بمحادثة هادئة و نحن على سريرنا، نخبر بعضنا البعض بما حدث معنا طوال اليوم، و بعدها كل منا يُديرُ وجهه نحو الناحية التي تُريحُه حتى ينام.

أو بمعنى آخر، يغرق بأفكاره.

أصبحت المسافة بيننا بعيدة، و محاولة تقريبها أشبهُ بالمُستحيل.

فكُلما حاولنا قطع الحبال التي تربطنا عن بعضنا البعض، ينتهي بنا الأمر في خوضِ شجار ينتهي ببكائي لعدم قدرتي على الحوار و هروب الكلِمات من بين شفتاي.

و هكذا، نعود للغرق في بحر الأفكار، و يعود الصمت ليستولي علينا و يُصبح سيد المكان...

...

قبل عام، و بعد لقائهما الأول، لم تذهب أون مي للعشاء الذي عرضهُ عليها الضابط جونغ إن.

فهي كانت مشغولة بالعمل، و فكرت أنها لا تستطيعُ الذهاب لعرض عشاء مع شخص لا تعرفه حتى لو كان شرطيا، لذا أرسلت فريقها و حسب و ظلت بالعيادة لأن لديها عملية لإخصاء أحد الكلاب في الصباح.

و بعدها الذهاب لحديقة الحيوانات من أجل تطعيم بعض الحيوانات و الإشراف على فحصهم، لذا جدولها اليومي كان مشغولا.

«طبيبة أون مي، هل أنتِ متأكدة أنكِ ستكونين بخير لوحدك؟»

سألتها إحدى مساعداتها و هي ترتب معها حقائبها الخاصة فهزت الأخرى رأسها بخفة

«أجل، إستمتعوا بوقتكم، عملتم بجد طوال الأسبوعين الماضيين على أي حال و تحتاجون لبعض الراحة

نظرت لها المساعدة بحزن و تمسكت بيدها

«لكننا لن نستمتع من دونك

قهقت الأخرى بخفة و سحبت وجنتيها بخفة

«هيا هيا إذهبِي بسرعة! و لا تنسي إلتقاط الكثير من الصور و إرسالها لي حسنا؟»

هزت المساعدة رأسها و هي تعبس بخفة ثم أردفت

«نحن سنتناول العشاء بنفس المكان بالمناسبة، لا يزال لدينا الكثير من العمل للقيام به بما أن بعض الأحصنة متضررة بعض الشيء كما تعلمين، و ذلك الضابط سيطلب لنا الطعام من الخارج لذا تعالي فور إنتهاءك لنفس المكان حسنا؟»

«آوه حقا؟ سأحاول إذن إنهاء مهامي بسرعة»

رغم أنها تعلم أن اليوم بأكمله لن يكفيها، إلا أنها حاولت الكذب حتى لا تفسد عليهم متعتهم على الأقل، و لأنها لا تحب هذه التجمعات مع الغرباء كثيراً.

و أيضاً، لأنها تحب تأجيل كل شيء لتعلقها بعملها الذي تحبه و بشدة، لطالما أرادت أن تكون أقرب للحيوانات بجميع أصنافها.

التعرف عليها عن قرب، لمسهم و محاولة فهمهم، و الأهم من ذلك مساعدتهم و إنقاذ حياتهم.

تعتبر الأحصنة حيوانتها المفضلة، و رغم ذلك لم يتسنى لها الوقت حتى تمارس ركوب الأحصنة فهي تذهب لتقوم بعملها و تعود لتنشغل أكثر و أكثر.

فلا هي منحت نفسها فرصة للإستمتاع بالحياة و لا التعرف على شخص ما و تقع بحبه.

كانت تؤجل كل شيء، حتى تنهي دراستها.

و عندما أنهت دراستها، أجلت كل شيء حتى تفتح عيادتها الخاصة.

و بعد فتحها لعيادتها الخاصة، أصبحت منسجمة بالعمل و أصبحت تؤجل كل شيء لعطلات نهاية الأسبوع، لكن قضاء الوقت مع والديها و أختها هو ما كانت تفعله لأنها لا تراهم كثيرا بسبب عيشها بمنزلها الخاص.

فأصبحت تؤجل ما تتمناه و تريد القيام به للأسابيع و الأشهر القادمة كذلك، و هكذا...

إلى أن ظهَر هُو.







...

بعد مرور أسبوع من ذلك اليوم الذي ذهب به فريقها للعشاء على حساب الضابط كيم جونغ إن.

كانت تنزل الباب المتحرك حتى تغلق العيادة، الساعة كانت تشير للتاسعة مساء.

ركضت نحوها إمرأة بسرعة و هي تناديها

«مهلا، أرجوكِ

إستدارت مقطبة حاجبيها فوضعت يديها على شفتيها بسبب ركض تلك المرأة نحوها و هي تحمل قطة فمها مفتوح و تموء بألم.

«قطتي إبتلعت إبرة خياطة و قد إخترقت حلقها، أرجوكِ أنقذيها

إستدارت أون مي تلقائيا قبل أن تُكمل الإمرأة كلامها و رفعت الباب المتحرك نحو الأعلى، فتحت الباب الزجاجي بسرعة و قامت بتشغيل الأضواء لتضع مفاتيحها و حقيبتها ثم إرتدت معطفها الطبي الذي كانت تحمله على ذراعها قبل خروجها.

«من فضلك ضعيها هنا

وضعت القطة على الطاولة الخاصة بالفحص و إرتدت قفازاتها بسرعة

«لا تقلقي ستكون بخير، مرت علي الكثير من الحالات كهذه، من فضلك إرتاحي قليلا »

كانت تتحدث إلى المرأة بصوت هادئ بينما تقوم بتخدير القطة بنفس الوقت فجلست الأخرى و تبدو على وجهها ملامح القلق.

«أمي

سمعت أون مي صوت رجل ما ينادي لكنها أنزلت عينيها حتى تبدأ بعملها في حين وقفت الأخرى قائلة.

«جونغ إن، بني أنا هنا»

تبع مصدر الصوت و دخل نحو الداخل فرفعت الأخرى عينيها نحو الشخص الذي يدخل.

إنه هو...

الضابط كيم جونغ إن!

أعادت نظرها نحو القطة مُقطبة حاجبيها و لكنها شعرت بنظراته عليها، قام بإحتضان والدته قائلا

«أعتذر لأنني تأخرت عليك، وجدت صعوبة في الوصول بسبب إزدحام الطريق»

«لا بأس بني أنا هنا الآن، إتصلت بوالدك لكنه أخبرني أنه بعيد عن المنزل لذا أضطررت لأخد سيارة أجرة، لحسن الحظ وجدت الطبيبة هنا كانت على وشكِ أن تغلق»

أعاد نظره على أون مي التي تبدو مركزة بعملها فهز رأسه و مسح على ظهر والدته بخفة في حين جلسا معا ينتظران إنتهائها.

«إنتهيت

بعد خمسة عشر دقيقة بالضبط كانت قد إنتهت و بدأت تمسح على القطة بهدوء، و بعدها أبعدت الإبرة لتريها إليهما

«من فضلك كوني أكثر حذراً بخصوص الأشياء الحادة و الدقيقة، القطط فضولية جدا و تحب لمس كل شيء و اللعب بكل شيء أيضاً مهما كان»

تحدتث و هي تمسح على القطة بهدوء و التي لا تزال مخدرة فهزت الأم رأسها بهدوء و تقدمت حتى تمسح على قطتها أيضا.

«من المفترض أن تستيقظ بعد دقائق، من فضلك لا تطعميها شيئاً الآن حتى يوم الغد و راقبيها جيداً حتى لا تصعد لمكان عالي و هي تشعر بالدوار بسبب التخدير»

أوصتها بهدوء و هي تزيل القفازات فأومأت لها الأم بهدوء في حين أردف جونغ إن

«هل تقبلون الدفع عن طريق البطاقة أم نقداً؟»

هو شعر ببعض الغباء بسبب سؤاله، لأنه أراد الحصول على القليل من إنتباهها و حسب و ذلك عن طريق التحدث إليها أو قول أي شيء ليفتح محادثة ما.

«من هنا، نحن نقبل كِلاهُما سيد جونغ إن»

تقدمت للتخطاه و هي تضع يديها بجيوب معطفها الطبي و قد أشارت لمكتب الإستقبال خارج غرفة الفحص فلحق بها بهدوء.

مد لها بطاقته الإئتمانية فأخدتها و أعادت آلة الحساب نحوه حتى يدخل رمزه.

أعادت إحدى الخصل خلف أذنها بتوتر قائلة لكنه فتح شفتاه حتى يتحدث أيضاً مما جعلهما ينطقان بنفس الوقت

«بالمناسبة...-»

إبتسم بهدوء و قد أنزل رأسه قائلا بابتسامة جانبية و هو يدخل الرمز

«تفضلي أولا»

قامت بإعطاءه فاتورة الحساب قائلة و هي ترتب بعض الأوراق أمامها

«في المرة الماضية... كان لدي الكثير من العمل، لهذا السبب لم أستطع الحضور»

أومأ منصتا و قد صنعت معه تواصلا بصريا بنهاية كلامها في حين كانت تشعر ببعض الخجل بسبب نظراتِه التي تركز على عينيها

«أخبرنتي مساعدتك، عندما أتيت متأخرا بعد نهاية اليوم بسبب إنشغالي...»

انفرجت شفتيها قليلا بدهشة فأجابته باستغراب و هي تمد له بطاقته بهدوء

«هل هذا يعني أنك لم تحضر للعشاء؟»

أشار لها ثم لنفسه ليردف

«لا، كِلانا لم يحضر للعشاء»

لم تستطع الرد على ما قاله، بل ظلت صامتة هكذا فقط تحدق به، هل هذه صدفة؟ أم أنه فقط كان مشغولا كذلك مثلها تماماً

أنزلت رأسها للأسفل ثم أومأت له لذا هو أنزل رأسه قليلا حتى يتمكن من التعرف على ردة فعلها، و لكن والدته أتت و هي تحمل القطة التي بدأت تستيقظ شيئاً فشيئاً.

«بُني هل نذهب؟»

فصل نظراتِه عن أون مي ثم استدار باتجاه والدته واضعا يده على كتفها هو همهم ثم مسح على رأس القطة بخفة قبل أن يجيب

«سوف أوصلك للمنزل و أذهب للعمل»

هزت والدته رأسها بابتسامة ثم نظرت لأون مي قائلة

«عمتي مساء يا..؟»

كانت على وشك التحدث و لكن جونغ إن أجاب بينما ينظر لها

«أون مي...»

هزت والدته رأسها و هي تنظر لهما ثم سبقته لسيارته في حين أكمل بهدوء

«حسناً، أراكِ لاحِقاً»

زمت هي شفتيها ثم أومأت له بينما تضغط على القلم بكلتا يديها لأن الطريقة التي ينظر لها بها بالفعل جعلتها تشعر بالخجل الشديد...

عاد خطوتين للخلف ثم ابتسم بهدوء و أردف مجددا

«اعتني بنفسك

هزت رأسها له فرحل بينما جلست على الكرسي و زفرت الهواء أخيراً، و كأنها كانت تقطع أنفاسها طوال هذا الوقت!

راقبته من زجاج العيادة و هو يركب سيارته السوداء و لكنها لم تتمكن من رؤيته في الداخل لأن الزجاج كان أسود اللون...

تلقت رسالة من يي سو تخبرها عن سبب تأخرها عن المنزل لأنها أتت لقضاء الأسبوع معها فاتصلت بها على الفور

«يي سو~ سأعود للمنزل قريباً، حدث أمر طارئ لهذا تأخرت... ما الذي تريدين تناوله على العشاء؟ سأحضر معي شيئاً من الخارج»

أنهت المكالمة و هي تبتسم ثم استعدت للمغادرة، فيي سو أخبرتها أنها أعدت العشاء بالفعل و تنتظر قدومها، و هذا أشعرها بالراحة!




...

Eun mi pov:

«حسنا إن الأمر واضح وضوح الشمس أختي، ضابط الشرطة هذا وقع في حبك من النظرة الأولى

أردفت يي سو و هي تمضغ الطعام و تتحدث بصوت مرتفع بينما ترفع احدى قدميها على الكرسي و تضمها بيد و اليد الأخر تحمل بها عيدان الطعام.

هززت رأسي و أنا أنفي كلامها الذي يبدو فارغاً بالنسبة لي، فما تقوله لا يبدو منطقيا البتة و هي بالعادة ما تنجرف كثيراً نحو مخيلتها و تظن أن كل ما تشاهده أو تقرأه على هاتفها سيتحقق في الواقع، و لكن هذا مستحيل!

«اسمعيني جيدا أون مي، أمر الضابط كيم هذا... لن يمر عليك بهذه السهولة و هو بالتأكيد سيصبح شخصا مهما جدا في حياتك»

أكملت بينما تضع أطباق طعامها الفارغة و بدأت بغسلهم فوقفت كذلك بجانبها حتى أجفف الصحون و أضعها جانباً

«آه من فضلك توقفي عن هذا يي سو، أنا حتى لا أفكر في الارتباط الآن! لدي الكثير من الأمور التي علي الاهتمام بها

توقفت يي سو عن غسل الصحون و أغمضت عينيها ثم تنهدت، هي غاضبة الآن دون شك

«إلى متى؟ إلى متى ستظلين هكذا تهتمين بكل شيئ من حولك متناسية نفسك؟ من فضلك أون مي لا تفكري بي و لا بأحد غيري الجميع يعلم كيف يتصرف بحياته صدقيني، كل ما نريده منك أن تهتمي بنفسك و لو قليلا دون التفكير بالآخرين»

توقفت عن مسح الصحون عندما اخترق كلامها مسامعي، شعرت و كأن أحدهم قام بصفعي بقوة حتى استيقظ من نومي...

لاحظت هي صمتي و شعرت بالحزن لأن نبرتها كانت جدية بعض الشيئ، كان على وشك أن تعتذر و لكنني نظرت لها بابتسامة

«لا داعي للاعتذار، كلامك صحيح يي سو، أنا نسيت تماما أن علي الاعتناء بنفسي قليلا

مسحت على كتفها بخفة ثم وضعت المنشفة جانباً و ذهبت لغرفتي مباشرة ثم تمددت على السرير.

هل مرت السنوات بهذه السرعة دون أن ألاحظ حتى؟

لقد كنت أنتظر قدوم المستقبل و نسيت أنها أيامي التي تمر دون أن أقوم بأي شيئ من أجل نفسي!

المستقبل كان يأتي و يصبح ماضيا و أنا لازلت أنتظر...

أنتظر ماذا يا تُرى؟

هل يعقل أنه الحب؟ هل هذا ما يسمونه بأنه يأتي هكذا فجأة و بدون سابق انذار؟

و لكنني أشعر و كأنني لست مستعدة بعد لكل هذا! فلدي الكثير للقيام به- آه! يا إلهي ها أنا مجددا أفكر في الأمور التي لا تخصني!

و إن بدأت بالتفكير لن أنام الليلة!




...

أغلقت الأضواء و غطت في النوم محاولة عدم التفكير في أي شيئ آخر، فتحت يي سو باب غرفتها حتى تلقي عليها نظرة ثم تقدمت حتى ترفع الغطاء قليلا على كتفها ثم قبلت جبينها و همست معتذرة ثم خرجت من الغرفة.

في الصباح و فور استيقاظها، كان جونغ إن أول شخص يقع في بالها على غير العادة، هي لا تعلم لماذا ظهرت صورته هكذا فجأة فور فتحها لعينيها...

جلست مكانها ثم بعثرت شعرها بخفة قبل أن تقوم بظفره ثم وقفت متجهة للحمام حتى تستعد للعمل، هي كانت تطرح العديد من الأسئلة بعقلها ك-كيف ستراه مجددا؟

هو لم يأخد رقمها و لكنه أخبرها بأراكِ لاحِقا!

هل تترك الأمور كما هي أم تسأل عن رقمه أم تنتظر منه أن يأتي للعيادة؟ الكثير من الأفكار بهذا الصباح جعلتها مشتتة، و كلام يي سو كذلك جعلها تستيقظ من نومها الذي طال لسنوات، إلى متى ستستمر في دفع نفسها للخلف في سبيل خدمة الآخرين؟

لم تنتبه ليي سو التي تتكلم معها و هما على طاولة الفطور، هي كانت تمسك بكأس العصير بينما تحدق في الفراغ، لاحظت يي سو شرودها ذلك و لكنها لم تفعل شيئاً و اكتفت بالابتسام...

تعلم جيدا ان اون مي تحتاج للوقت لايجاد نفسها مجددا، و هي ستدعمها بكل صدق.

«حسنا سأذهب الآن إلى المدرسة، أراكِ لاحقاً»

رمشت اون مي لانها كانت تركز بنظرها بجهة واحدة دون أن ترمش ثم نظرت لأختها و لساعتها اليدوية مجددا

«ماذا؟ مهلا سأوصلك

حملت يي سو حقيبتها ثم هزت رأسها نافية

«لا داعي لذلك وعدت صديقي أن نمر لمتجر الكتب أولا سيكون بانتظاري»

اقتربت حتى تعانقها بخفة ثم لوحت لها فابتسمت اون مي و قامت بتوديعها...

هي بعدها خرجت من المنزل أيضا و قررت المشي للعيادة بما أنها ليست بعيدة لذلك الحد و لأنها أرادت تصفية ذهنها قليلا...

الجو كان بارداً و لكنه كان جيداً رغم ذلك، الجميع ذاهب للعمل، و السيارات تمشي في طرق مختلفة، طلاب الثانوية يرتدون بدلتهم الرسمية و يتجهون للمدرسة، و هناك بعض الناس الذين يجلسون على الكراسي الخارجية للمقهى يتناولون الفطور...

و لكن أكثر ما لفت انتباهها هو وجود الكثير من الأحباء من حولها، فهناك من يقدم الزهور لشريكته و هناك من تتمسك بحبيبها و تضع يديها بجيوبه لأنها تشعر بالبرد، و هناك من يلف الوشاح حول رقبة زوجته حتى لا تصاب بالبرد...

لم تشعر بنفسها و هي تقف في منتصف الطريق، تراقب كل هؤلاء الأشخاص من حولها و هم يبدون و كأنهم واقعون في حب بعضهم البعض بشدة...

متى؟ فقط متى تعرفوا على بعضهم البعض، بالثانوية؟ في الجامعة؟ في العمل أم في المدرسة المتوسطة!

«تحركي من الطريق

شعرت أن كتفها يُدفع عندما صرخ أحدهم فاستيقظت من شرودها أخيرا! و شهقت بخفة عندما وجدت أن الناس يحدقون بها في استغراب!

هي بعدها توجهت لأقرب زقاق حتى تغير الطريق لأنها شعرت بالإحراج الشديد، فلم يسبق لها و أن حصل معها موقف كهذا...

هي شعرت و كأنها لم تكن تلاحظ كل هذه الأمور من حولها و الآن تشعر أن الأوان قد فات حتى تلتقي بشريك حياتها...

أو ربما لم يحن الوقت بعد فقط؟


...

خرج من منزل والدته التي أخبرته أنها بحاجة للأرز في أسرع وقت ممكن، رغم تأخره عن العمل هو قرر تلبية طلب والدته أولا، و لأن الوقت كان متأخراً الليلة الماضية هو قضى الليلة في منزل والديه المتواجد بالقرب من النهر.

نظر لهاتفه حتى يرى كم تبقى من الوقت، بعدها هو قرر أخد طريق مختصر و نزل عبر سلالم تقود للشارع الرئيسي.

السلالم كانت تفصل بين المنازل المتواجدة بالأعلى و تطل على النهر كما أن الحي كان هادئ جداً و لا يوجد به العديد من الناس غير صوت العصافير...

كان ينزل السلالم  بسرعة و لكنه أبطأ فور لمحه لها و هي تصعد ببطئ بينما تنظر نحو الأسفل، كانت تبدو من ملامح وجهها أننا مستاءة نوعاً ما، و هو لاحظ ذلك...

لم تكن لتلاحظ وجوده لو أنه لم يناديها!

«أون مي؟»

أردف بصوت هادئ بينما ينزل و هو يترقب ملامح وجهها فرفعت رأسها و نظرت له، اتسعت عينيها قليلا و ارتفع حاجبيها نوعاً ما كذلك و هذا جعله يبتسم تلقائيا

«جونغ إن

توقفت مكانها و لكنه عندما نطقت باسمه أكمل نزوله حتى وقف أمامها حيث يفوقها طولاً بسبب الدرج الوحيد الذي يفصل بينهما.

«كيف حالك؟»

انفرجت شفتيها قليلا و هي تحدق بملامح وجهه المريحة، و ابتسامته و ملابسه السوداء ثم وشاحه الذي يلفه حول رقبته.

«أنا بخير، ماذا عنك؟»

هز رأسه على كلامها ثم أجابها

«بخير شكراً لك، هل تمرين من هنا للعمل كل يوم؟»

هو كان يبدو نشيطا و مفعما بالطاقة، في حين أنها كانت تبدو حزينة بعض الشيئ و مستاءة، لكنها شعرت بشيئ غريب فور وقوفها أمام جونغ إن...

و كأن كل تلك الأفكار اختفت و تلاشت فجأة!

«أحيانا... فقط عندما يكون الجو مناسبا للمشي»

هز رأسه متزامنا مع كلامها ثم نظر لهاتفه، هو كان متأخراً بالفعل و هي لاحظت أنه يريد الرحيل

«أعتذر ولكن علي الذهاب الآن، أراكِ قريباً»

أجاب و هو ينزل و شعرت بقربه كثيراً لكنه وضع يده على كتفها و ضغط على كتفها بخفة قبل أن يرحل...

«ح-حسنا...»

أجابت بتردد ثم صعدت لتكمل طريقها، أراكِ قريباً؟ هو يقول هذه الجملة للمرة الثانية دون أن يكون لديهما أي وسيلة للتواصل حتى!

ذهب كل منهما للعمل، دخل جونغ إن لمركز الشرطة و تلقى التحية من زملائه في العمل فتقدم مساعده بالعديد من الملفات بيده و كوب قهوة في اليد الأخرى

«ها هو كوب القهوة الخاص بك سيدي الضابط، و هنا لدينا بعض القضايا الخاصة بهذا الأسبوع لدينا الكثير من العمل و لا أظن أننا سنغادر باكراً هذه الليلة

عقد جونغ إن حاجبيه و هو ينزع سترته و وشاحه بحيث ظهر حامل السلاح الخاص به الذي يرتديه و المعلق حول صدره و كتفيه.

أخد رشفة من القهوة ثم همهم بهدوء و هو يجلس على مقدمة مكتبه

«قهوة المركز سيئة كالعادة! لمرة واحدة فقط أحضر لي قهوة من المقهى هل هذا كثير لطلبه منك؟»

حك مساعده رقبته باحراج و هو يقلب الأوراق متحاشيا نظرات الضابط كيم جونغ إن! فهو لا يريد أن يدخل معه في نقاش أن القهوة أحضرها من المقهى بالفعل و حاول احضار جميع أنواع القهوة التي بالجوار و لكن جميعها لا تروقه!

«وصلتنا بعض الإتصالات كذلك بخصوص قضية اختفاء طالبة الثانوية، بعضهم يقول أنهم رأوها في أحد الملاهي تعمل كنادلة»

هز جونغ إن رأسه بهدوء ثم اخد الملف و بدأ يقرأ محتوى الملف و ما قاله الناس....

لكن باله كان مشغولا بشيئ آخر أيضاً، فهو كان يشعر ببعض الأسف تجاه أون مي، كونَ لقاءهما هذا الصباح لم يعجبه، و لم يكن راضيا عن الطريقة التي ذهب بها هكذا بسرعة دون أخد رقم هاتفها أو أي شيئ حتى يتمكن من التواصل معها!

Jongin pov:

عندما رأيت أون مي أول مرة، شعرت و كأنني أعرفها، و كأننا إلتقينا من قبل أو شيئ من هذا القبيل، لا أعلم كيف أصف شعوري و لكنني لم أستطع ابعاد عيناي عنها من الوهلة الأولى.

و كأن هناك تيارا يسحبني نحوها بشدة، بدوت غبيا للحظة عندما استمررت في التحديق بها أحاول تذكر ملامح وجهها و ما إن كنت قد صادفتها في مكان أو مرحلة ما من حياتي...

و لكن عقلي توقف عن العمل، قررت عرضها على العشاء فقط لأتمكن من رؤيتها مجددا و التحدث معها، و لكنها لم تأتِ رغم انتظاري خارج المطعم لوقت طويل.

نعم، لقد كذبت بعدم قدومي للعشاء، و حتى زملائها لم يلحظوا تواجدي لأنني كنت أنتظرها في الخارج...

لكن الصدفة جمعتنا عندما ذهبت للعيادة فور اتصال امي بي بشأن القطة، فور رؤيتي لأون مي شعرت أن الزمن توقف مجددا!

حاولت جاهداً حتى أخفي توتري و سعادتي برؤيتها مجددا، و أتمنى أنها لم تلاحظ ذلك...

عدت بذلك اليوم للمنزل مع أمي و لم أملك الجرأة الكافية لطلب رقم هاتفها منها، لماذا؟ ستظن أنني غريب أطوار و لأنه لم تجمعنا الكثير من المواقف بعد لا أريد أن أسبب لها التوتر برغبتي الشديدة في التقرب منها.

كنت أفكر في طريقة مناسبة للحصول على رقمها بطريقة مريحة، و أيضا ربما أن أطلب منها تناول العشاء معي أو وجبة ما لاحقاً.

لكنها بدت لي مستاءة و غير سعيدة برؤيتي هذا الصباح! هل هذا بسبب أنني أستمر بالظهور أمامها فجأة؟ لكنني حقا لم أقصد ذلك...

فكرت مليا، و قررت الاعتذار لها عن رحيلي مسرعاً هذا الصباح، و أيضا لأنني لم أفي بوعدي بالاعتذار عن الفوضى التي تسببت بها في القصر و هي تعمل مع فريقها... لا أملك رقم هاتفها لذا أنا فقط سأنتظر لقاءها بالصدفة مجدداً

لا أستطيع زيارتها بالعيادة حتى لا أبدو غريبا و حتى لا تظن أنني ألاحقها أو أي شيئ من هذا القبيل...

فبعد كل شيئ... لا يمكنني أن أسمح بأي خطأ بأن يصدر مني و يتسبب في ابتعادها عني.






...

كانت تجلس بالمكتب بينما تتأكد من المواعيد التي لديها اليوم، هي لديها رحلة تطوعية لأحد المحميات من أجل تطعيم الحيوانات البرية و مساعدة بعضها مع أطباء آخرين.

وضعت يدها على شفتيها بصدمة، هي كيف نسيت أن عليها الذهاب و في الغد كذلك!

وصلتها بعد ذلك رسالة على بريدها الإلكتروني تخبرها أن تذكرة الطائرة الخاصة بها ثم شراءها من قبل المنظمة التابعة لها فوقفت بسرعة و حملت معطفها ثم خرجت مسرعة

«ماذا هناك أون مي هل كل شيئ على ما يرام؟»

أردفت مساعدتها فنظرت لها المساعدة الأخرى بعدما كانت تسجل بعض الأسماء وهي بمكتب الاستقبال

«لماذا لم يذكرني أي أحد برحلتي التي ستكون في الغد؟ أنا علي الذهاب للبيت لحزم أمتعتي، لن أتمكن من العودة للعيادة لذا اعتنيا بأنفسكم جيدا و انتبها للعيادة في غيابي أنتم و باقي الفريق حسنا؟ أراكم لاحقا

لوحت لهما ثم غادرت مسرعة، فلديها الكثير من الأمور التي عليها القيام بها، لوهلة نسيت جونغ إن، و لأنها تحب عملها هي قررت التطوع في سبيل المساعدة، كالعادة...



...

خرج جونغ إن من العمل في الواحدة بعد منتصف الليل لأنه شعر بالتعب بعض الشيئ، ركب سيارته و قرر الذهاب لمنزل والديه، و لكنه أخرج هاتفه حتى يلقي نظرة على حالة الطقس في الغد...

فهو يتذكر أن أون مي أخبرته أنها تذهب مشيا إن كان الجو مناسبا، هو ابتسم عندما وجد أن الجو سيكون جيدا في الغد، كما أنه سيقضي الليلة في منزل والديه حتى يخرج في نفس الوقت الذي التقى بها هذا الصباح...حتى لو تطلب منه الأمر التأخر قليلا!

انطلق لمنزل والديه و مرمن أمام عيادتها بسيارته ليجدها مغلقة، هو أخبر نفسه أنه سيتمكن من رؤيتها في الغد لذا لابأس في الانتظار يوماً آخر صحيح؟


...

في الصباح، استيقظ باكرا و تناول الفطور مع والديه اللذان استغربا من عودته لهما رغم اخباره لهما انه سيقضي الليلة في منزله الخاص كالعادة.

هو بدأ يتفقد هاتفه و الطقس ثم يعود للنظر للنافدة

«بني؟ أليس هذا موعد ذهابك؟ هل تنتظر شخصا ما؟»

أردفت والدته وهي تضع يدها على كتفه لكنه رمش مرتين قبل أن يهز رأسه، لم يكن يريد جعل والديه يقلقان لذا قرر الخروج و انتظارها في نفس المكان الذي وجدها به... السلالم.

خرج و نظر للساعة مجددا ليجد أن موعد مرورها من ذلك المكان اقترب لذا اسرع في خطواته و وقف هناك بانتظارها...

مرت بعض الدقائق، و هو كان ينتظر بصبر شديد بينما ينظر للسماء و للغيوم الكبيرة التي تبدو كالقطن، في حين أن الرياح القادمة من اتجاه النهر كانت تداعب خصلات شعره بخفة.

نظر للطريق و نزل من على السلالم يترقب قدومها، الوقت بدأ يمر دون أن تظهر و هو تأخر عن العمل لكنه كان يتساءل حول سبب عدم مجيئها، هل هي مريضة، أم أنها ذهبت للعمل باكرا أم أنها قررت أخد السيارة لأنها متعبة؟

تنهد بعمق ثم عاد أدراجه حتى يأخد سيارته و يذهب للعمل، و لكنه قرر المرور من القرب من العيادة لربما يلمحها، و هو بالفعل لم يتمكن من ذلك لأن الزجاج الخاص بالعيادة غير شفاف مما جعله يشعر ببعض الانزعاج.

و حسنا هو أخبر نفسه أنه سيحاول القدوم بوقت مبكر صباحا حتى يتمكن من رؤيتها هذه المرة، كما أنه راقب طقس الغد كذلك...

في الغد، كان يقف هناك ساعة قبل موعد مرورها من ذلك المكان، و الجو كان بارداً جدا، والديه استغربا من قدومه في هذه الليلة أيضا و خروجه بوقت مبكر جدا!

هو ظل واقفا في المكان المعتاد، ينتظر ظهورها بصبر مجددا، حتى أنه أنتظر لثلاث ساعات و تأخر عن عمله ساعة كاملة!

كل هذا حتى يبدو لقاءهما بالصدفة و حتى لا يذهب للعيادة و يبدو ملاحقا و غريب أطوار!

لم تأتِ أون مي مجدداً، و هو ذهب للعمل في مزاج سيئ هذه المرة، لكن هذا لم يمنعه من تفقد حالة الطقس في الغد، حيث وجد أن الطقس لن يكون جيدا لباقي الأسبوع و سيكون هناك تساقط لثلج و انخفاض شديد في درجة الحرارة!

هو أخبر نفسه أنها من المستحيل أن تذهب مشيا في ذلك الجو، و لكن ماذا لو فعلت؟

وجد نفسه ينتظر في الأيام المثلجة كذلك، لربما تمر و لو بالصدفة، الجميع لاحظ قدومه للعمل متأخراً، و مزاجه المتعكر في الصباح، و لكنهم لم يسألوه عن السبب لأنه أصبح قليل الكلام.

بعد مرور ستة أيام من الانتظار كل صباح سواء كان الجو بارداً و مثلجا أو حتى عاصفاً، هو قرر زيارة العيادة، رغم عدم توفره على سبب للزيارة...

مهلا لحظة! ألا يُعتبر رغبته في الاطمئنان عليها سببا مقنعاً؟

هو لم يعد يهتم ما ان كانت ستظنه مجنونا أو غريب أطوار، كل ما يريد معرفته الآن هو ما ان كانت على ما يرام!

خرج من العمل في التاسعة ليلا، و توجه للعيادة، لكن شعوراً غريباً كان يتملكه، شعر أن دقات قلبه أصبحت أسرع بعض الشيئ و أن التوتر بدأ يتسلل لأطرافه.

نظر ليداه و قهقه بخفة بعدما استوعب حالته تلك، هو مسح وجهه بيداه ثم مررهما على شعره معيداً إياه للخلف...

«أنا في ورطة»

ابتسم بعدم تصديق على تصرفاته و دقات قلبه، هل هو بالفعل في ورطة؟ أم أن قلبه تعلق بأحدهم و... وقع في الحب رُبما؟

فتح باب سيارته بعدما زفر الهواء مستعدا للذهاب للعيادة، بعدها هو اتجه بخطوات رزينة نحو البوابة و فور دخوله توقفت المساعدة و موظفة الاستقبال عن التحدث و نظرا له

كان هناك طفل مع والده و كلبه في غرفة الانتظار بالاضافة الى سيدة كبيرة في السن تحمل خروفاً صغيرا و تنتظر دورها...

«نـ...نعم سيدي كيف أساعدك؟»

أردفت موظفة الاستقبال عندما لمحته يدور بنظراته في الارجاء فحك أرنبة أنفه بخفة قبل أن يستعد للتحدث...

و لكن مهلا... عن ماذا سيسأل؟ هل يسألها مباشرة هكذا و حسب؟

«لدي قطة... تعاني من الحكة...هل أجد دواء من أجلها؟»

«بالطبع، سأحضر لك الدواء في الحال

هز رأسه بابتسامة ثم استدار و قضم شفته بحسرة، هو هنا من أجل أون مي و ليس الدواء!

فُتِح باب غرفة التمريض لأن دور كلب الطفل قد حان فاستدار بسرعة حتى يلقي نظرة، و لكنه لمح طبيبا و فتاة ما فقط في الداخل مما جعله يعقد حاجبيه باستغراب...

«تفضل سيدي»







....

ضرب رأسه بالمقود العديد من المرات بينما يمسك الدواء، فهو اشتراه دون أن يعرف أي معلومة عن أون مي !

نظر للدواء الخاص بالقطط ثم تنهد، لكنه تذكر شيئاً ما و خرج بسرعة عائداً للعيادة

«عفواً، نسيت سؤالك عن طريقة استخدام الدواء»

اردف بابتسامة جانبية و هو يشعر ببعض الاحراج فبدأت المُساعِدة تشرح له...

«لا أرى الطبيبة أون مي هنا اليوم هل هي بخير؟»

أردفت المرأة صاحبة الخروف نحو موظفة الاستقبال و هي على وشك الدفع مما أثار انتباه جونغ إن بل أصبحت جميع حواسه موجهة نحو محادثهما...

«آه، الجميع يسأل عنها نحن اشتقنا لها كثيرا، هي ذهبت في رحلة تطوعية إلى الخارج و لكن أعتقد أنها ستعود في الغد حسب علمي...»

اتسعت عيناه بشدة، ماذا؟ هل كانت طوال هذه الفترة خارج البلاد؟

اخد الدواء و خرج من العيادة بخطوات بطيئة بعدما تمكن من سماع تلك المحادثة، هو استند على كرسي السيارة و غطى وجهه بيداه في أريحية، وكأن همهُ أزيل عن كتفيه في تلك اللحظة

«ستعود في الغد إذن»

همس بخفة ثم ابتسم بينما لا يزال يغطي وجهه بيداه، لا يعلم لماذا لكنه كان سعيدا لأنه عاد حتى يسأل عن الدواء...




...

عاد مجدد لمنزل والديه، و لكنه اخبر نفسه أنها آخر مرة، لأنه تحجج كثيرا أنه اشتاق لطعام والدته، و لكنه لا يريد أن يتعبها لمزيد من الوقت، فهو في الغد سيأخد رقم هاتف أون مي... و سيأخدها لتناول العشاء كذلك!











يُتبع...🩷


بعد مرور سنوات و اخيرا سبيشل بارت🥺🤎🍯

أتمنى يكون عجبكم و انتظروا التكملة فأقرب وقت❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top