Chapter •3•


دخول مسائي أنيق و مهذب 💫🌷

ما تأخرت صح؟ لسا فاييقيين صح؟؟🌚

فالبارت الماضي شفت انو البطلة تذكركم بشخصيات رواياتي الماضية مثل ذبابة سوجين و آرشي من سويت لاير و مغتصب الأرانب حرفيا لس متذكرين كلشي 😭😭✨🖤




•••

القصر، هو أكثر الأماكن عظمة و ضخامة هنا في هذه البلاد الآمنة، مملكة جوسون، بعدد لا يعد من الجنود الأقوياء و الحراس المدربين بشكل جيد.

لم تُسجل حالاتٌ للهجوم أو التسلل من قبل مطلقاً، تعيش العائلة الملكية في هدوء و سلام بعيدا عن الأعداء و مع علاقات جيدة مع باقي البلدان.

الملك و الملكة، ولي العهد جونغ إن و الأميرة بونغ تشا التي تبلغ خمس سنوات، أخ الملك و حاكِم مملكة الصين و إبنته جاي إن و زوجته.

المستشارون، الوزراء، و الأطباء و العُلماء ثم رِجال الدين و الُرهبان، بالأضافة إلى أمهر الطُّهاة و الخدم و المخصيين، و أخيراً الراقِصات و الراقصون، و ما تبقى من الرسامين الملكيين.


أما بالنسبة للشعب،فالطبع ليس الجميع سواسية لأن الطبقة النبيلة تتصدر القائمة كأغنى الناس،و الطبقة العاملة المكونة من الفلاحين و التجار البسطاء و الباعة و باقي الشعب الذي يعيش على العمل بجدٍ لكسبِ قوتِه اليومي.

أراضٍ فلاحية و أخرى غير فلاحية، غابات كثيفة و شاسعة و حقول للخيزران، جبال عالية و شاهقة لا يعيش بها سوى الذئاب و بعض الحيوانات المفترسة...

و لا ننسى، قُطاع الطرقِ و المجرمين، داخل ذلك الكهف العميق، ركض أحد الحراس و هو يحمل جدع شجرة مشتعل حتى ينير طريقه المظلمة.

«أيها الزعيم، لقد ألقى الحرس الملكي القبض على رجالنا»

رفع ذلك الرجل رأسه من على سيفه الذي يحده بهدوء شديد لينظر لحذاء الحارس ثم بدأ يرفع نظره تدريجيا حتى صنع معه تواصلا بصريا، ليجيب بهدوء

«هل هذا كل ما لديك؟»

نظر الحارس حوله بتوتر نحو أحد الحراس الذي كان زميله ملقى على الأرض و ميتا بالفعل، بسبب جرح عميقٍ في الرقبة فتوسعت عيناه بشدة ليبتلع ريقه و ينظر نحو سيده الذي توقف عن حد سيفه الامع و رفعه ليبدأ بالتدقيق بحدته و إنعكاس وجهه عليه، نفخ عليه قليلا حتى يزيل الغُبار عنه فأردف الحارس

«سيدي، ألن نفعل شيئا؟ أعني إخراجهم من السجن»

رفع اللآخر عدستيه دون أن يحرك رأسه ليحدق به قائلا

«من كان الفاعل؟»

أنزل رأسه يكمل حد سيفه لينظر الحارس نحو الأرض بتوتر مجيبا دون أن يجرؤ على رفع رأسه

«لقد كانت فتاة، لم نستطع التعرف على وجهها لأنها كانت تُخفيه، سرقت مال أحد الرجال الخاصين بنا و أخدت حصانه أيضا لذا هو عاد حتى ينتقم منها، لكنها أخبرت الحرس الملكي من قبل و ألقوا القبض عليهم عداي لأنني كنت أقف بعيدا و تمكنت من الهروب»

إبتسم الرجل فجأة ليبدأ بالضحك بشدة و قد حدق به جميع الحراس بفزع..

«يا لها من شابة شجاعة! و لا تعلم ما ورطت به نفسها، هل تريد أن تمثل دور البطلة على الجميع أم ماذا؟»

وقف مكانه ليدير رقبته بكلتا الجهتين متسببا في طقطقة عظامه المتشنجة ثم توجه نحو ذلك الحارس الواقف ليقترب منه و ينحني قليلا

«و أنت؟ هربت و لم تستطع إحضارها معك حتى نتسلى معها قليلا؟»

كان على وشك فتح شفتيه حتى يتحدث لكن الآخر كان قد أدخل سيفه داخل صدره جاعلاً منه يخرس إلى الأبد.

«فلتجدوها، أريدُها حية، و إلا سأزين مدخل الكهف برؤسكم!»

«أمرُكَ سيدي!»

أردف الحراس العشرة الذين يقفون أمامه ليغادروا الواحد خلف الآخر، رفع هو سيفه و نظر للدماء الملطخة به، قربه من أنفِه ثم إستنشقه بهدوء مغمِضا عيناً واحدة، أما الأُخرى فلم تكُن موجودة بالفعل، عاد للجلوس مكانه محدقا ببوابة الكهف بنظرة جافّة و عميقة بسبب هالاته السوداء الموجودة أسفل عينيه.

...

«لقد وصلتكِ رسالةٌ منَ الصّين»

دخلت يي سو عليها و هي تغير قطعة الثوب التي تلفها حول ركبتها لتقف بسرعة و تأخد منها الرسالة.

«إنهما أبي و أمي!»

بدأت تفتح الرسالة بتلهف بعد أن إستنشقتها بعُمقٍ و زفرت الهواء براحة لتردف يي سو

«أرسلا لك بعض الأغراض أيضا، لا تزال في الحديقة، هل أحضرها؟»

«همم، لا تحمليها لوحدِك إن كانت ثقيلة فليُساعدك أحدُ الحراس»

أومأت يي سو بهدوء فعادت أون مي للجلوس مكانها ثم أمسكت الرسالة بين يديها لتبدأ بقراءتها بإبتسامة واسعة

«الشمسُ و القمر يُرسلان لكِ سلاما أيتها النجمة، في أعلى السماء نورك ما يذكرنا بإبتسامتك و نتمنى أنكِ تبلين جيداً لوحدِك، فلم يعد على طول غيابِنا الكثير، عزيزتي والدك إشتاق لك كثيراً و متشوق للقدوم و الخروج للصيد معك مجددا، أما والدتك فهي تشاهد النجوم كل ليلة لأنها تذكرها بك، تحيكُ خيوطاً من خيال لتصنع طريقا إليك و لا تطيقُ الإنتظار إلى العودة و رُؤيتك، نراك بعد سبعةِ أيام، و إلى ذلك الوقت، الخيولُ و الرياحُ و أشعةُ الشمسِ الدافئةُ هي من ستربِطُ بين أرواحنا تحتَ ضوء القمر الساطِح»

مسحت أسفل عينيها بإبهامها بسبب بعض الدموع التي تجمعت، لقد مضى نصف عام بالفعل على غياب والديها.

هُما تاجرانِ يتجولان البُلدان لبيع و عرض أسلعتهما على الملوك و الأمراء لنصف سنة كاملة و أحيانا يستغرقان سنة على إكمال رحلتهما ثم يعودان إلى حيث مسقط رأسهما.

و هي حقا متشوقة للعودتِهما و تنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر حتى تستقبلهم بإحتفال و تزين المنزل من أجلهِما!

تنهدت ثم قامت بطيّ تلك الورقة و خبأتها بأحد الصناديق لتنزل فستانها على ركبتها و خرجت للحديقة حتى ترى ما أرسلاهُ لها.

...

القصر كان لا يخلو من الإحتفالِ بمناسبة إكتمال البدر، هناك راقصاتٌ يتمايلنَ على أنغام أوتار الآلات الموسيقيّة الهادئة و طعام من كل الأنواع، الجميع يضحكُ و يتحدثُ براحة بينما يشربون نبيذ الأُرز.

هو كان يحمل كوبه و عيناه متوقفتان بإتجاه إبنة عمه التي تضع طوق الأزهار على رأس الأميرة الصغيرة أخته بونغ تشا، بالإضافة إلى الملكة و زوجة أخ الملك يتحدثن ببعض المواضيع التي تخص النساء و تحيطهن الخادمات يقدمن الشراب و الطعام.

النجومُ كانت ساطعة بتلك الليلة و الجو رغم برودته كان جميلاً جدا.

إرتشف من كوبه دفعة واحدة ليحول نظره نحو الراقصات لأنه أفرط في النظر و كثيراً، لكن عيناه كانتا تهربان بإتجاهها في كل مرة!

«لقد إقترب الوقت و أظن أنه قد حان موعد تتويج ولي العهد كملك البِلاد، ما رأيك أخي؟»

إبتسم الملك بهدوء واضعا يده على كتف جونغ إن ليستيقظ أخيرا من شروده

«لا أظن هذا، ولي العهد لا يزال بحاجة لتعلم بعض الأمور و هو يعمل و يدرس بجد كل يوم، لا أريد أن أتسرع بخصوص هذا القرار و أريد منحه الحرية في الإختيار، أليس كذلك بني؟»

نظر جونغ إن للملك ليهز رأسه و يحدق بعمه بإبتسامة.

«عمي؟ هل تريد التخلص مني بهذه السهولة، هذا يعني أنك ستجد لي ععروساً مُناسبة قبل موعد تتويجي أليس كذلك؟»

أنهى كلامهُ ليلقي نظرة خاطفة على إبنة عمه فلحقه عمه بنظراته حتى وقعت عيناه على إبنته فبدأ بالضحك و الملك أيضا فعل مع الباقين.

«لا، أنا أوافق والدك، لكن إن كنت ترغب بالزواج بهذه السرعة سيكون ذلك جيداً، لما لا ننشر الخبر في البلاد و نختارُ أجملهن؟»

رفع كأسه و قام بغمز الملك ليبتسم بدوره و يقهقه بخفة و قد رفع كأسه أيضا ليشربا النبيذ دفعة واحدة و بنفس الوقت.

«عندما يحين الوقت المناسب، سأخبركم بإختياري بنفسي»

«آوه هل هذا يعني أنه توجد إحداهن في بالك مسبقا؟»

أردف الملك بإستغراب و فضول فإبتسم جونغ إن و وقف ليستأذنهم و يذهب تاركاً إياهم يكملون عشاءهم و حديثهم.

«مساء الخير أيتها الملكة!»

إستدارت والدته بإبتسامة لكنه كان يحدق بمكان آخر فوجدته يخاطب إبنة عمه لتقوم بضربه بخفة على ذراعه

«آه أيها المخادع، لماذا؟»

إنتبه لوالدته فجلس القرفصاء خلفها و إحتضنها من الخلف بهدوء

«أنا و جاي إن ننادي بعضنا بألقاب مختلفة، أما أنتِ أمي ليس هنالك داعٍ للرسميات معك، صحيح جاي إن؟»

هزت جاي إن رأسها بإبتسامة ليشير لها برأسه أن تقف و تلحق به ففعلت على الفور

«سأترككم الآن، و أنتِ أيتها الصغيرة توقفي عن تناول الحلوى ستصبح أسنانك سوداء بالكامل»

سحبَ أنف الأميرة بونغ تشا لتحمل قطعة حلوى أخرى حتى تغيظه و قد أخرجت لسانها.

بدآ بالمشي جنباً إلى جنب بهدوء في الجهة الأخرى من القصر حيث توجد بركة كبيرة بها أسماك ملونة ليمرا من فوق جسر مصغر بإتجاه بركة ثانية يوجد بها بعض البط و البجع.

«هل شعر سموهُ بالملل في الحفل؟»

أردفت جاي إن واضعة يديها خلف ظهرها بينما تنظر له بإبتسامة فأنزل رأسه قليلا بهدوء ثم أجاب.

«كنتُ أفكّر، و أردتُ إخباركِ بأمرٍ حصل معي.»

حملقت بوجهه في إستغراب فهمهمت و هي تهز رأسها منتظرة منه المزيد فتوقف

«في الليلة التي تناولنا بها العشاء مع الملك و الملكة، أحدهم تسللَ إلى القصر في مثل هذا الوقت، و غادر دون أي مشاكل، حتى الحراس لم يعلموا بدخوله أو خروجه»

أكمل بجدية رافعا أحد حاجبيه فوضعت الأخرى كلتا يديها على شفتيها في صدمة قائلة

«مستحيل، كيف حصل ذلك؟ من كان هذا الشخص و هل رأيت وجهه؟»

«للأسفِ لم أتمكن من رؤية وجهها»

نظرت له عاقدة حاجبيها لتضع يدها أسفل ذِقنها

«وجهها؟ هل تقصد أنها كانت فتاة؟»

«أجل، تمكنت من الهرب عندما حضينا بحديثٍ بسيط، أنا متأكدٌ أنها نفس الفتاةِ من السوق، لكنني بحاجةٍ لرؤيتها مجددا، ليس من السهل التسلل إلة القصر و الدخول بتلك السهولة، قد تكون خطِرة علينا، تولي الحذر في الأيام المقبلة حسنا؟ أخبرتُ قائد الحرس حتى يتم تشديد الحراسة و إن تجرأت على وضعِ قدميْها هنا مجددا لن أتردد في قطعِهما»

أنهى كلامه بعصبية، فالموضوع ليس بالسهل، دخول أحدهم إلى القصر و خصوصا أنها فتاة يعني أن الحرس لا يقدرون على فعل شيء و أن عائلته قد تتعرض للخطر بكل سهولة، هو شك بأنها نفس الفتاة من السوق و إن تأكد من الأمر فسيطلق الأمر بالبحث عنها و إستجوابها حول السبب الذي جعلها تسللُ في وقتٍ متأخر من الليل!

«كن حذِراً كذلك، لكن هل حاولت لمسكَ أو إيذاءك عندما أمسكتها؟»

جلست على تلك الأرجوحة المحاطة بالأزهار  الملونة فجلس بجانبها ليجيب بهدوء

«لا، بالبداية ظننتها شابا ما، و أخبرتها عن من تكون، لكنها أخبرتني أنه من الإهانة عدم التفرقة بين الرجالِ و الآنسات، و من صوتها علمتُ أنها فتاة، هي بعد ذلك صعدت على كتفاي بخفة و قفزت نحو السور ثم غادرت»

بدأت جاي إن بالإبتسام لتردف بتردد و نبرة محترمة و قد مالت قليلا حتى ترى ملامح وجهه، لكنه نظر لعينيها بتمعن و كأنه على وشكِ قول شيء ما فأردفت

«هل وقع سموه في الحب؟»

"عن أي حب تتحدثين، أنا لا أؤمن به، لا أساس لهُ حتى!»

بدأت بالتأتأة و قد دفعت نفسها قليلا حتى تتحرك الأرجوحة بهما لتردف

«بدون الحب نحن لن نستطيع العيش، نحن نستمد عواطفنا من الحب، لذا أنا أؤمن أن الحب موجود حقا و لا يمكنني تخيلُ حياتي بدونه»

شردت قليلا بإبتسامة خافتة لينظر لها بفضول عاقدا حاجبيه، هو سأل و التوتر يتملكه، يتمنى لو أن يتوقف قلبه و عقله بإخباره عن تلك الأفكار السيئة.

«هل وقعتِ في الحُب من قبل؟ أعني، هل تحبين أحدهم أو تفكرين بشخص ما؟»

صمتت لفترة و عندما كانت على وشكِ التحدث وقف قائد الحراس لينحني بهدوء و يردف

«أعتذر لمُقاطعتك جلالتك، لكننا سنبدأ بالبحث عن المتسللة بداية من الغد عن طريق الوردة التي أخبرتنا عنها، هُنا بعض من خُصل الشعر التي أخدناها منها»

وقف ليحدق بتلك الوردة التي أسقطتها، و على ما يبدو أنها كانت تنوي أخدها معها لكنها أسقطتها عندما هربت لذا هو قرر إحضار كل الفتيات ليبدأ بالبحث عن صاحبة تلك العينين اللتان رآهما الليلة الماضية.

عقد جاي إن حاجبيها لتردف بفضول

«إن كانت هنا من أجل وردة كان يحملُها ولي العهد، هل هذا يعني أنها كانت تنوي القيام بأعمالٍ كالسّحر أو شيء من هذا القبيل؟»

"جيد، أكملوا البحث، و أنا سأتكلف بالباقي، عُد إلى عملك و لا تخبر أي شخص بهذا التحقيق حتى أُعطي الأمر بذلك مفهوم؟"

إنحنى الأخر بإحترام ليعود للخلف و يرحل فتنهد جونغ إن بينما يحدق به و هو يرحل، تقدمت الأخرى بهدوء لتردف

"هل تعتقد أن هذه الفتاة قد تشكل خطرا علينا؟"

"سواء كانت تشكل خطراً أم لا، هي إقتحمت القصر بشكل سري دون أن يلاحظ أحدهم و هذا ليس بالأمر السهل، دخولها للقصر بتلك السهولة يعني دخولها لغرفتي و غرفتك أو أي شخص آخر!"

أنزلت جاي إن رأسها بقلق و خوف ليكملا جولتهما حول الحديقة...

...

«ماذا؟ دخولي لغرفة نوم ولي العهد؟ يا ما الذي تتفوهين به يي سو»

صرخت بإنزعاج و هي تمشط شعر أحد الخيول في الصباح الباكر كعادتها و تمر من أجلِ إطعامِهم لتنظر لها الأخرى بعينين ضيقتين

«ألم تخبريني أنه يبدو جميلا و هو نائم، هذا يعني أنكِ دخلت لغرفته سابقا هيا إعترفي بذلك»

رفعت قدمها حتى تتظاهر أنها ستقوم بركلها لكن الأخرى هربت بالفعل لترمي المشط الذي بيدها

«لقد كان ذلك عندما كان في رحلة الصيد  و نام حتى يرتاح قليلا، ثم ما خطبك هذا الصباح ألم تكوني غاضبة منه ليلة البارحة لأنه أسقطني حتى يجعل إبنة عمه تفوز؟»

عادت يي سو و هي تحمل المُشط لتختبئ خلف ظهر الحصان قائلة بفضول

«ماذا عنك؟ بالتأكيد لن تكرهيه؟ هل ستذهبين لرؤيته الليلة؟»

أخدت أون مي المشط من يدها ثم صمتت بينما تمشط الحصان بهدوء لتجيب

«بالتأكيد لن أذهب، كدت أُكشف المرة الماضية لذا من الصعب الذهاب مرة أخرى»

«آنستي، آنستي!»

ركض أحد حراس الباب نحوهن بينما يدخل الإسطبل الواسع ليردف بتوتر

«على مهلك، ماذا هناك؟»

«حراس القصر الملكي في الخارج و هم يطلبون رؤيتك، لديهم أوامر بتفتيش فتيات القرية لمعرفة من قامت بالتسلل إلى القصر و الدخول له»

وضعت يديها على شفتيها بصدمة كرد فعلٍ سريع، إن كان ولي العهد من طلب ذلك فبالتأكيد طلب منهم مواصفات معينة، بالإضافة إلى أنه سيتعرف عليها من عينيها لأنه تمكن من رؤيتها مرتين و لا تظن أنه تعرف عليها في المرة الثالثة!

خللت أناملها بين خصلات شعرها لتقضم شفتيها و هي تمشي يمينا و يسارا تفكر في حل سريع.

«آنستي، إن علم والدك سيعلقني كزينة هناك أمام البوابة، ما الذي علينا فعله هل ستذهبين معهم؟»

نظرت له بحيرة لتغمض عينيها بتحسر، إن علم والدها ستكون بورطة كذلك و هذا ليس لصالحها البثة.

«سأذهب أنا!»

نطقت يي سو فجأة فنظرا لها بتفاجؤ لتجيب أون مي برفض

«ما الذي تتفوهين به، لن تخرجي من هذا المنزل»

«أون مي، إن تم إكتشاف أمرك ستكونين في خطر، لكنهم سيحققون معي و أعود بعدها لن يحصل شيء لكلتينا»

«يي سو معها حق آنستي»

أجابها الحارس الذي يعلم أنها تتسلل للقصر من أجل مشاهدة مُبارزاتِ ولي العهد، فتنهدت لتهز رأسها و تجيب و هي تنزع عنها السترة التي ترتديها

«ليس لدي حل آخر، لكن عديني أنك ستعودين بسرعة، هيا خدي ملابسي، و أنت، أخبرهم أنني خادمة ذهبت لزيارة عائلتها!»

هز رأسه ليغادر و غيرت يي سو ملابسها لتضع أون مي يديها على كتفيها و تنظر لها بقلق

«كوني حذرة حسنا؟ عديني أنك ستعودين فور إنتهاء التحقيق»

«أعدك!»

قامت بإحتضانها بقوة لتخرج و تظل أون مي بالداخل تنتظر قدومها...

خرجت يي سو بتوتر بإتجاه الحرسين القادمين من القصر لتنحني و تردف

«أنا مستعدة للذهاب»

نظرا لبعضهما البعض بإستغراب ليجيب أحدهما

«المعلومات تفيد أن هناك شابتين تعيشان هنا، إبنة التاجر و خادمتها، أين هي خادمتك؟»

حملقت بالأرض في توتر قبل أن تتلعثم و تتعثر في الكلمات لتنطق أخيرا

«تركتها تذهب في عطلة، لقد ذهبتْ لرؤية والديها»

نظرا لبعضهما البعض مجددا ليشير أحدهما لباقي الحراس الموجودين بعيدا عن المنزل

«قوموا بتفتيش البيت دون إحداث الفوضى، و إن تبين أنك تكذبين سيتم إلقاء القبض عليك»

دخلوا المنزل و حاولت اللحاق بهم لكنها توقفت حتى لا تثير شكوكهم أكثر مما فعلت، تمكنت أون مي من سماع كل شيء ثم غادرت من الباب الخلفي بإتجاه الغابة...

هم فتشوا المنزل لكنهم لم يجدوا أحداً غير حراسها الشخصيين لذا عادوا ليأخدوا يي سو إلى القصر مع باقي فتيات القرية اللواتي يتميزن بشعر أسود طويل و حسب مواصفات الملك، لكن يي سو كانت تملك شعرا قصيرا و لأنها تلفه طوال الوقت هم لم ينتبهوا سوى للون.

وضعت يدها على قلبها تلهث بسبب الركض بينما تُبعد أغصان الأشجار عن طريقها لتستند على أحد الأشجار، أنزلت الوشاح عن أنفها حتى تأخدا نفسا عميقا واضعة يدها على صدرها لكنها سمعت صوتاً ما لذا أعادته بسرعة و أدارت رأسها بإتجاه اليمين لتجد أن المكان الذي دخلته يخص قُطاع الطرق، هي كيف لم تنتبه و اللعنة؟

لا تحمل سيفا و لا أسهُماً و لا شفرات حادة حتى، كل ما لديها هو نفسها وسط الغابة الخطِرة!

«أليست نفسها من طلب منا الرئيس إمساكها؟ ظننت أننا لن جدها مطلقا لكنها أتت بنفسها إلينا»

«و كيف لا نعرِفُها من طولِها ذلك!»

همس أحدهم بينما ينكز رفيقه الواقف بتركيز يحاول تسليط سهمه بإتجاه ركبتِها فقام بهز رأسه قائلا

«إبقى هادئاً،  ستكون بين يدينا بعد قليل»

نظرت حولها بتوتر و هي أدركت أنها محاطة بالعديد من الأعين بين الأشجار لذا بدأت تفكر في طريقة للهروب...

...

«سموك، لا يمكننا الدخول لتلك الغابة دون تواجد العديد من الحراس معنا هذا سيشكل خطرا على حياتك!»

«هل تشك بقدراتي الآن يا هذا؟»

أردف بإبتسامة جانبية و هو يمسك بالحزام المتصل بلجام الحصان الأبيض الذي يركبه فهز حارسه رأسه بقلة حيلة ليلحق ولي العهد الذي أصر على إصطياد غزال بنفسه في هذا الصباح الباكر حتى يهديه للأميرة بونغ تشا أُخته.

و رغم علمه بأن هذه الغابة خطِرة، إلا أن الغزلان تلجأُ لها لتوافُرِ الأعشاب المفضلة لها بكثرة.

طارت مجموعة كبيرة من العصافير بوقت واحد فرفع رأسه فجأة عاقداً حاجبيه

«لابد أن أحدهم قد سبقنا بالفعل للصيد»

تحرك بحصانه حتى يدخل الغابة لكن حارسه أردف بعناد

«سموك! أرجوك لا تخاطر نحن لن نعلم من أين سيأتينا الهجوم!»

«لم أكن أعلم أنك جبان لهذه الدرجة»

سحب لجام حصانه فوقف على قدميه وركض بسرعة ليلحقه الحارس على الفور...

«هيا أخرجي، أرى دماءك و هي تدلني على طريقك، نحن نريدك حية حتى نتسلى قليلا»

أردفَ أحد قطاع الطرق بينما يلحق قطرات الدمِاء الموجودة على الأرض، بدأو بالبحث عنها في حين أنها تختبئ خلف إحدى الصخور الكبيرة و تمسك بذلك السهم الذي إخترق ذراعها بينما تتنفس بصعوبة.

جبينها كان متعرقا و هي كانت تحاول نزع السهم بصعوبة لكن الأمر كان صعبا عليها لأنها المرة الأولى التي تصاب بها!

هي كانت تشعر بألم رهيب جداً و الدماءُ الساخنة كانت تتدفق بسرعة و لم تكن تريد التحرك حتى لا تصدر أي صوت و يتمكنوا من سماعها.

بدأت تتسللُ نحو اليمين حتى تختبئ في الأسفلِ بين الأشجار لكنها تجمدت مكانها فور وقوفِ أحد قُطاع الطُرق أمامها لتنتفض مكانها ثم تعثرت للخلف فبدأ بالضحِك

"وجدتك! هل أرنبُنا الصغير خائف؟"

أردف و هو يتقدم نحوها في حين تعود للخلف، ضمّ التُراب الذي على الأرض بقبضتِها و عندما إقترب حتى يُمسكها رمتهُ مُباشرة نحو عينيه لتقوم بنزع السهم بقوة بعد أن صرخت و يدها ترتجف، وقفت لتنظر له بينما يصرخ و يحاول فتح عينيه فسمعت ركض الباقين المتوجهين نحوها لتقوم بغرسِ ذاتِ السهم بقدمه و خرجت من خلف الصخرة الكبيرة لتجد الباقين...

«هل سمعت هذا الصوت؟ إحداهن صرخت قبل قليل، أسرع من هذا الطريق»

تحرك جونغ إن بسرعة بإتجاه الصوت الذي سمعه فوقفت هي وسط تلك المجموعة التي أدارتها و حاصرتها بينما تمسك ذراعها و تنظر حولها..

في تلك اللحظة، هي شعرت أنها ضعيفة جدا، شعرت أنها حقا معرضة للخطر و أنها على بعد خطوة واحد من الموت و النهاية

كيف للأمور أن تنقلب بهذا الشكل؟ منذ قليل كانت بمنزلها و آمنة أيضا بينما تتحدث مع يي سو و تمازِحها، لكنها لآن وسط الغابة و محاطة بقُطاع الطرق الذين يمسكون سيوفهم الحادة و الطويلة الموجهة نحوها في إستعداد لقتلِها!

لا حل أمامها سوى الإستسلام و الذهابِ معهم...

«توقفوا!»

رفعت رأسها فور سماعِها لذلك الصوت ليلحقه صوت حوافر الأحصنة فإستداروا بفزع، ركض الحصان بإتجاههم حتى تفرقت تلك المجموعة المحاطة بها لتقفَ مُندهشة من الأمر.

هاجموه على الفور في حين أنها تناست أن عليها الهرُوب أو إستغلال الموقف و الرحيل، لكن كيف؟ متى، و لماذا؟

هو بدأ يُقاتِلهم بسيفه و قد بدأ عددهم يقِل بينما حارسه يطلق ما لديه من أسهمٍ، و في وسط ذلك الموقِف وُضع سيف حادٌ و بارد جعله ترفع ذِقنها و تظل مُتصلبة مكانها

أنفاس أحدهم كانت تضرب رقبتها من الخلف فهمس بالقرب من أذنها بخفة.

«ستذهبين معي دون مشاكل، تحركي!»

كان الشخص نفسه الذي أصابها بذراعها قبل قليل، إزدردت ريقها و دقات قلبها بدأت في التسارع لتُجيب بصوتٍ هامس تترقبُ قُرب السيف من حُنجرتِها

«كم روحاً تملِكون يا رِفاق؟ أنتم لا تفارِقون الحياة بسهولة»

هي بالكاد فقدت طاقتها بسبب الدماء التي ضاعت منها، لكنها رغم ذلك لا تزال تراوِغ!

قرّب شفتيه من رقبتِها أكثر حتى يتحدث لكنها دفعتُه بمِرفقها من الخلف بقوة، فعاد ليضع السيف مُلامساً رقبتها

«أنت! ضع ذلك السيف أرضا!»

إنتبه جونغ إنه له لتتسع عيناه فور لمحه للفتاة التي تضع الوشاح، ملابسها البيضاءُ أصبحت ملطخةً بالدماء من ذراعها و هي تقفُ دون حراك.

صنعت معهُ تواصلا بصريا و نظرت للأرض مُباشرة دون أن تُطيل بالنظر فصرخ الرجل الذي يُمسِكُها و هو يهددهم بسيفه و يعود بِها للخلف.

«لا تقترِبا و إلا!»

ضغط بسيفهِ على رقبتِها فأنّـت في ألمٍ مُغمضة عينيها، سحبَ جونغ إن سهمه إستعدادا لإطلاقِه بسرعة حتى يُصيب الشجرة الموجودة خلف الرجل فإستدار عائدا للخلف و هذا جعله يشتت ذِهنه ليُصيبه في المرة الثانية و تسقط هي على الأرض و اضعة يدها على رقبتِها..


ظلت متصنمة مكانها ثم مدت يدها بهدوء نحو السيف المرمي على الأرض لتقف فجأة و تحاول ضرب الرجُل الذي كان يمسكها لكن حارس جونغ إن صرخ بنبرة حادة و مُرتفعة

«أنزلي سيفك هيا!»

لكنها لم تتحرك مكانها لذا إستعد لإطلاق السهم ليردف بصوت آمِر

«قلتُ أنزلي سيفك و أظهري وجهك و إلا سأطلق-»

توقف عن الحديث عندما رفع جونغ إن يده حتى يأمره بإلتزام الصمت ليتقدم بهدوء بعد أن رمى سيفه على الأرض..

و مع إقترابه، هي كانت تنزل رأسها و قلبها على وشك التوقف في أي لحظة، أمسك يدها التي تُمسِك بها السيف و ترفعهُ عالياً لينزلها و يرميه بعيدا ثم رفع يده بإتجاه ذقنها لكنها لم ترفع عينيها من على الأرض بسبب تجمع الدموع...

نظر لها بإمعان قليلا قبل أن تمتد أصابعه لنزع الوشاح الذي يغطي ما تبقى من وجهها لكنها هزت رأسها قائلة

«لا تفعل...أرجوك!.»

توقف مكانهُ فعادت خطوتينِ للخلف ثم هربت مُسرعة حتى إختفت بين الأشجار، و عندما حاول الحارس اللحاق بها أوقفه جونغ إن.

عاد ليمتطي حصانه ثم غادر دون أن يقول شيئاً و قد لحقه الآخر دون أن يجرؤ على سؤاله بما دار بينه و بين الفتاة من حديث لأنها تكلمت بصوت منخفض...

يُتبع...🖤


نان تشينتشا متحمسة للأحداث الجاية نمنمنننمنم😭🖤🐻🐰

أريد أنزل لكم بارت كل يوم بس كذا راح تخلص الرواية بسرعة و لا ما يفرق؟😂💔

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top